• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

مرض حب النساء

الشيخ د. علي ونيس

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/1/2009 ميلادي - 14/1/1430 هجري

الزيارات: 201441

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
أنا أخوكم مُتَدَيِّن، أبحثُ عمَّا يُرْضي الله؛ ولكنِّي مصابٌ بِمَرَضٍ خطيرٍ، هو حبُّ النِّساء، لدرجة أنِّي لا أرى امرأة إلاَّ حَدَّثْتُ نفسي بالزِّنا بها، وتَطَوَّرَ الأمر وأصبحتُ أتَّصِل بالنساء، وأستمتع معهنَّ بالكلام، وأصبحتُ أسهر وأنا أفكر: كيف شَكْل فلانة، وصوت فلانة؟ وأتخيَّل صور وأشكال ومعاشرات، حتى ينتهي الليل، وأضَيِّعُ دوامي بالصباح، مع أنِّي مُتزوج.

أرجوكم الحل.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ:
نسأل الله أن يهديكَ صراطه المستقيم، وطريقه القويم، وأن يُهَيِّئ لكَ مِن أمرك رشدًا.

اعلم - أيها الأخ الكريم - أنَّ الداء الذي أصابكَ عُضال، وأنَّ الفتنة التي تَعَرَّضْتَ لها وخيمةُ العواقب، وقد تَطَوَّرَتْ معك المشكلة، حتى انتقلتْ من مجرد حصول حديث النفس - الذي هو عفو - إلى الإقرار والتوطين لما يعرض في نفسكَ، وهو مما يُفضي غالبًا إلى الفعل الموجب للمُؤَاخَذة؛ فقد روى البخاري ومسلم في صَحِيحَيْهِما، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله تَجَاوَزَ عن أمتي ما حَدَّثت به أنفسها، ما لم تعمَلْ أو تَتَكَلَّم)).

قال السيوطي - رحمه الله - في "الأشباه والنظائر": "مَن عزم على المعصية ولَمْ يَفْعَلْها، أو لم يتلفظْ بها لا يأثم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله تجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها، ما لم تتكلم أو تعمل به))".

لكنَّكَ - وللأسف - بدأتَ في الوقوع في الذنب بالقول والفعل، وذلك من مُقدمات الزِّنا، الذي حَرَّمَهُ الله، وحَرَّمَ ما يُؤَدِّي إليه.

ولابُدَّ أن تعرف أولاً أنَّ السَّبب الرئيس فيما وقعتَ فيه هو إطلاق البصر، وقد حَرَّمَ الله إطلاق البصر فيما لا يحل؛ لأنه يفضي غالبًا إلى الزنا، والقاعدة: "أنَّ للوسائل أحكام المقاصِد".

وسأُلَخِّص لك أسباب مرضكَ ووسائل علاجه من كلام ابن القيم ـ رحمه الله، مع الزيادة عليه والنقص منه، في سياق واحد فأقول:
قال الله - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31]، فلَمَّا كان غضُّ البصر أصلاً لِحِفْظ الفرج، بدأ بِذِكْره، وقد جعل الله - سبحانه - العين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصرَه، غضَّ القلبُ شهوتَه وإرادته، وإذا أطلق بصره أَطْلَقَ القلبُ شهوته وإرادته؛ وفي الصَّحيح عنه – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إنَّ الله - عَزَّ وَجلَّ - كَتَب على ابن آدم حظَّه منَ الزِّنا، أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرِّجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوى وَيَتَمَنَّى، والفرج يُصَدِّق ذلك أو يكذبه))؛ متفق عليه.

فبدأ بزنا العين؛ لأنه أصل زنا اليد، والرِّجل، والقلب، والفرج، ونَبَّه بزنا اللسان بالكلام على زنا الفم بالقُبَل، وجعل الفَرْج مُصَدِّقًا لذلك إنْ حَقَّق الفعل، أو مكذِّبًا له إن لَمْ يُحَققه، وهذا الحديث مِن أبين الأشياء على أنَّ العين تعصي بالنظر وأنَّ ذلك زناها، وثبت عنه – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يَا عليُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرة النظْرة، فإن لكَ الأُولى، وليستْ لكَ الآخرة))؛ رواه أبو داود، وغيره.

وفي هذا الحديث فوائد، منها:
- أنه صَرَّحَ بأن الأولى له، وليست له الثانية، فدَلَّ ذلك على أنَّ النظرة الأولى ليست داءً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صرح أنها عفو، وأن النظرة الثانية ليست دواءً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صرح أنها ليست له.

- أن تَكْرار النظر يُقَوِّي الأمر في قلبه، ويزيد فيه دواعي الشهوة، والتجربة شاهدة بذلكَ.

- أن إبليس يَتَرَبَّص بالمرء عند قصده للنظْرة الثانية، يقوم في ركائبه، فَيُزَيِّن له ما ليس بِحسن؛ لتَتِمَّ البليَّة.

- أنه لا يُعان على بَلِيَّته - في النظر المُحَرَّم - بتَكرار النظر؛ لأنه خَالَفَ أوامِر الشرع، وتداوَى بما حَرَّمَهُ عليه؛ بل هو جدير أن تَتَخَلَّفَ عنه المعونة، قال الشاعر:
وَلاَ تَرُمْ بِالمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا        إِنَّ الطَّعَامَ  يُقَوِّي  شَهْوَةَ  النَّهمِ
- أنَّ النظْرة الأولى سَهْمٌ مسمومٌ مِن سِهام إبليس، ومعلوم أنَّ الثانية أشدُّ سُمًّا، فكيف يتداوَى من السُّمِّ بالسُّم؟
فقد تَبَيَّنَ لك بهذا أنَّ فتنة النظر أصلُ كل فتنة؛ كما ثبت في الصحيحين، من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال منَ النساء))، وفي صحيح مسلم، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اتَّقوا الدُّنيا، واتقوا النساء)).

دواء النَّظَر إذا حصل:

أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - مَنِ ابتُلِيَ بنظرة تَسَلَّلَتْ سمومُها إلى قلبه أن يفعل أمور:
الأول: أن يداويه بإتيان امرأته؛ ففي صحيح مسلم، عن جابر: أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة، فأتى امرأته زَيْنَبَ، وهي تَمْعَسُ منِيئةً لها، فقضى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خرج إلى أصحابه، فقال: ((إنَّ المرأة تُقْبِلُ في صورة شيطان، وَتُدْبِرُ في صورة شَيْطَانٍ، فإذا أبصر أَحَدُكُمُ امرأةً، فَلْيَأْتِ أهلَهُ، فإنَّ ذلكَ يردُّ ما في نفسه)).

تمعس: تدلك، والمنيئة: الجلد أول ما يوضع في الدِّباغ.

فإنَّ في إتيان أهله التَّسَلِّيَ عن المطلوب بجنسه، فالنَّظَر يُثير قوة الشهوة، فأمَرَه بتنقيصها بإتيان أهله.

الثاني
: إن لم يكن له أهل، أو كان له لكن لا يندفع ما في نفسه بإتيانهم - فعليه بالصَّوم؛ ففي الصحيحين: أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا معشر الشباب، مَنِ استطاع منكمُ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفَرْج، ومن لم يستطِعْ فعليه بالصوم، فَإِنَّهُ له وِجَاءٌ))، وِجاء: حماية منَ الزنا.

الثالث:
مُرَاقبة الله - تعالى - في السِّرِّ والعَلَن، سُئِل الجنيد: بمَ يُستعان على غضِّ البصر؟ قال: بِعِلْمكَ أنَّ نَظَر الله أسبق مِن نظركَ إليه.
وقال الحارث المُحَاسَبي: المراقَبة: علم القلب بِقُرْب الرَّبِّ، كلَّما قَويتِ المعرفة بالله قويَ الحياء من قُربه ونظره.

الرابع:
تذكُّر ما يُنْعِم الله - تعالى - به على المؤمن في الجنَّة منَ الحور العين، وأنه كلَّما ارتفعتْ درجته، ازداد نعيمه، وما أحسن ما قالَه ابن القيم في نونيته:
وَأَعَفُّهُمْ  فِي  هَذِه  الدُّنْيَا  هُوَ  اَلْ        أَقْوَى  هُنَاكَ  لِزُهْدِهِ   فِي   الفَانِي
فَاجْمَعْ قُوَاكَ لِمَا هُنَاكَ وَغَمِّضِ الْ        عَيْنَيْنِ    وَاصْبِرْ    سَاعَةً     لِزَمَانِ
مَا  هَاهُنَا  وَاللهِ   مَا   يَسْوِي   قُلاَ        مَةَ   ظُفْرِ   وَاحِدَةٍ   تُرَى   بِجِنَانِ
مَا  هَاهُنَا  إِلاَّ  النَّقَارُ   وَسَيِّئُ   الْ        أَخْلاَقِ  مَعْ  عَيْبٍ   وَمَعْ   نُقْصَانِ
هَمٌّ    وَغَمٌّ    دَائِمٌ    لاَ     يَنْتَهِي        حَتَّى   الطَّلاَقِ   وَبِالفرَاقِ   الثَّانِي
وَاللهُ   قَدْ   جَعَلَ   النِّسَاءَ   عَوَانِيًا        شَرْعًا فَأَضْحَى البَعْلُ  وَهْوَ  العَانِي
لاَ تُؤْثِرِ الأَدْنَى  عَلَى  الأَعْلَى  فَإِنْ        تَفْعَلْ    رَجَعْتَ    بِذلَّةٍ     وَهَوَانِ
وقد آثرتُ أنْ أذكرَ لكَ بعض فوائد غضِّ البصر؛ لتكونَ دافعًا لك لِتَرْكِ ما أنتَ عليه، ففي غضِّ البصر عدَّة فوائد:
أحدها: تخليص القلب مِن أَلَمِ الحَسْرة، فإن مَنْ أطلق نظره دامتْ حسرته، فأضرُّ شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريه ما يشتد طلبه، ولا صبر له عنه، ولا وصول له إليه، وذلك غاية أَلَمِه وعذابه، قال الأصمعي: رأيتُ جارية في الطواف؛ كأنها مهاة، فجعلتُ أنظر إليها، وأملأ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا، ما شأنك؟ قلت: وما عليك من النظر، فأنشأت تقول:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا        لِقَلْبِكَ   يَوْمًا    أَتْعَبَتْكَ    المَنَاظِرُ
رَأَيْتَ الَّذِي  لاَ  كُلُّهُ  أَنْتَ  قَادِرٌ        عَلَيْهِ وَلاَ  عَنْ  بَعْضِهِ  أَنْتَ  صَابِرُ
والنَّظْرة تفعل في القلب ما يفعل السَّهم في الرميَّة، فإن لم تَقْتُلْه جرحَتْه، وهي بمنزلة الشرارة منَ النار، تُرْمى في الحشيش اليابس فإنْ لَمْ تحرقه كله أَحْرَقَتْ بعضَه، كما قيل:
كُلُّ  الحَوَادِثِ  مَبْدَاهَا  مِنَ   النَّظَرِ        وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ  مُسْتَصْغَرِ  الشَّرَرِ
كَمْ نَظْرَةٍ فَتَكَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا        فَتْكَ  السِّهَامِ  بِلاَ  قَوْسٍ  وَلاَ   وَتَرِ
وَالمَرْءُ  مَا   دَامَ   ذَا   عَيْنٍ   يُقَلِّبُهَا        فِي أَعْيُنِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُرُّ   مُقْلَتَهُ    مَا    ضَرَّ    مُهْجَتَهُ        لاَ  مَرْحَبًا  بِسُرُورٍ   عَادَ   بِالضَّرَرِ
الفائدة الثانية: أنه يُوَرِّثُ القلب نورًا وإشراقًا يظهر في العين، وفي الوجه، وفي الجوارح؛ كما أن إطلاق البصر يُورثه ظُلمة، تظهر في وجهه وجوارحه.

الفائدة الثالثة:
أنه يورِّث صحة الفراسَة؛ فإنها منَ النور وثمراته، وإذا استنار القلب صَحت الفراسة؛ لأنه يصير بمنزلة المرآة المجلوَّة، تظهر فيها المعلومات كما هي، والله - سبحانه وتعالى - يجزى العبد على عَمَلِه بما هو مِن جِنْسِه، فمَنْ غَضَّ بَصَرَه عنِ المحارِم عَوَّضَهُ الله - سبحانه وتعالى - إطلاق نور بصيرته، فمَنْ حبس بصره لله أطْلَقَ الله نُور بَصِيرته، ومَن أطلق بصره في المحارم حبس الله عنه بصيرته.

الفائدة الرابعة:
أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرتْ فيه حقائق المعلومات، وانْكَشَفَتْ له بسرعة، ونفذ مِن بعضها إلى بعض، ومَن أرْسَلَ بصره تَكَدَّرَ عليه قلبه، وأظلم وانْسَدَّ عليه باب العلم وطرقه.

الفائدة الخامسة:
أنه يورث القلب سرورًا وفرحة وانشراحًا أعظم منَ اللذة والسرور الحاصل بالنظر؛ وذلك لقهره عدوَّه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه.

وأيضًا فإنه لَمَّا كَفَّ لذته، وحبس شهوته لله - وفيها مسرة نفسه الأَمَّارة بالسوء، عَوَّضه الله  - سبحانه - مسرة ولذَّة أكمل منها، كما قال بعضهم: والله لَلَذَّةُ العفَّة أعظم من لذة الذنب، ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحًا وسرورًا ولذة، أكمل من لذة موافقة الهوى بما لا نسبة بينهما، وهاهنا يمتاز العقل منَ الهوى.

الفائدة السادسة
: أنه يَسُدُّ عنه بابًا مِن أبواب جهنم، فإنَّ النَّظَر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل، وتحريمُ الربِّ - تعالى - وشَرْعه حجابٌ مانع من الوصول، فمتى هتك الحجاب تَجَرَّأ على المحظور، ولم تقف نفسه منه عند غاية، فإن النفس في هذا الباب لا تقنع بغاية تقف عندها، وذلك أن لذتها في الشيء الجديد، فصاحب النظر المطلق لا يقنعه القديم، وإن كان أحسن منه منظرًا، وأطيب مخبرًا، فغَضُّ البصر يسد عنه هذا الباب، الذي عجزتِ الملوك عنِ استيفاء أغراضهم فيه.

الفائدة السابعة:
أنه يخلص القلب من سَكْرة الشهوة، ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق؛ كما قال الله - تعالى - عن عُشَّاق الصور: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72]، فالنَّظْرة كأس مِن خمر، والعِشق هو سكر ذلك الشراب، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر، فإن سَكْران الخمر يفيق، وسكران العشق قَلَّما يفيق إلا وهو في عسكر الأموات؛ كما قيل:
سَكْرَانُ سُكْرَ هَوًى وَسُكْرَ مُدَامَةٍ        وَمَتَى   إِفاقَةُ   مَنْ   بِهِ    سُكْرَانِ
واعلم - أخي السائل - أنَّني أَطَلْت لكَ في ذكر النظر وسوء عاقبته، وبشاعة غائلته؛ لأن المعرفة به من كل جوانبه من أعظم الأدوية الناجعة النافعة لدائكَ.

أما عن تَخَيُّل النساء للشهوة والتَّلَذُّذ:

فقدِ اختلف الفقهاء في الرجل يجامع زوجته، وهو يَتَخَيَّل امرأة أخرى، وكذا المرأة يُجامِعُها زوجها، وهي تتخيل رجلاً آخر، وقد ذَكَرْنا ذلك مستوفيًا في فتوى: "التخيلات الجنسية".

- وننصحك بالإكثار من قراءة كُتُب الرقائق والزُّهد والتربية والأخلاق، ومِن أكثر الكُتُب إعانة لك على ذلك "مدارج السالكين"؛ و"عدة الصَّابرين وذخيرة الشاكرين"، و"روضة المحبين"، وكلها لابن القيم - رحمه الله.

أيها الأخ الكريم، لا تضيع وقتكَ، وتُذْهب عمرك فيما تأكدتَ من عظيم ضرره، وقُبح أثره، وسوء عاقبته، ولتولِّ عنه مدبرًا، ولتكن على أمر ربك مقبلاً، ولتفرَّ منَ الله إليه إن كنتَ تخافه حقًّا؛ قال - تعالى -: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50].

اقطعِ العلائق بالخَلْق، وتمسَّك بحبل الله الخالق، اعْزل نفسكَ عنْ دواعي السوء ومواطنه، تَفُز بالنجاة في العاجلة والثواب في الآجلة، ولا تترك نفسَك لنفسِكَ، فإنها أعدى أعدائكَ؛ وليكن ركونك إلى ربكَ، فإنه نعم المولى، ونعم النصير.

هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى، وسلك بنا وبك سبل الصالحين، ودروب المتقين، ومنهج السالكين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إفرازات الجهاز التناسلي
  • زوجي ينظر كثيرا إلى النساء
  • أنا شديدة الغيرة على زوجي
  • زوجي ينفلت مني وحياتي تنهار

مختارات من الشبكة

  • أمراض المال(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تفسير قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلام (قصة حول مرض الشيزوفرينيا - مرض الانفصام)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمي تتظاهر بالمرض، حتى اشتهرتْ بمرضها النفسي(استشارة - الاستشارات)
  • مرض القلب ومرض الجسم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مرض نفسي ومرض صحي(استشارة - الاستشارات)
  • حال المؤمن مع المرض (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حصون للوقاية من آثار وباء كورونا النفسية(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب