• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

الثقة

الشيخ د. علي ونيس

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/8/2008 ميلادي - 6/8/1429 هجري

الزيارات: 4407

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شيخنا الفاضل، حفظك الله، وجعلك مباركًا أينما كنت!!

أريد حلاًّ لموضوعي الذي لم أستطع أن أجد له حلاًّ منذ سنوات!!

أعرف فتاةً من أسرةٍ كريمة مُحافظة، ولها أختَان متزوِّجتان وثالثة غير متزوِّجة، ولكن المتزوّجات بينهن وبين أزواجهنَّ مشاكل، فاكتشفَتْ بأنَّ أخواتِها يُحادثْنَ رجالاً، وعرفتْ ذلك عن طريق الاطلاع على جوال واحدة منهن في حين غفلتِها وأخذَت الرقم واكتشفَت أنه رجل.. فأخذت تهدِّدُها وترسل رسائل تهديد إلى ذلك السافل، وقامت بمقاطعتها وحتى السَّلام لم تعد تسلم عليها أو ترده..

أما الأخرى فلم تجد طريقةً لتكشفَها بها، ولكنَّ تصرفاتِها تثبت ذلك، أما غير المتزوِّجة، فهي مُدرسة دين!!

لا تَعجَبْ، يا شيخ، من هذا الكلام!!

والأدهى والأمرّ هو أنهنَّ جميعًا معلمات!!

فأين نجد الثقة؟!

كنا نعتب ونخاف على الجاهلات، والآن هنَّ متعلمات بل معلِّمات!!

ونعتب ونخاف على غير المتزوجات، وهن متزوجات بل أمهات لأبناء وبنات!!

فما الحل؟ وكيف النجاة من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل مخيف؟!

ففي مَن نثق بعد هذا؟!!

أين الأيدي الأمينة والقدوة الحسنة التي سنتركها تزرع الخير في نفوس الطالبات؟!!

أتمنَّى من الله ثُمَّ منكم أن تكون رسالتي هذه محلَّ اهتِمام منكم؛ فهذا المتوقع منكم، وأن تكون هناك مُحاضرات وكلمات وعظيَّة وتنبيهات لعدم انتشار هذا المرض في مجتمعنا والتَّوعية لإصلاح المتبقي والحفاظ عليه سليمًا معافًى!!

كتب الله لكم الأجر والثواب على جهدكم، ودمتم بحفظ الله ورعايته!!
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فمَرحبًا بكِ، أختَنَا الكريمة، وأهلاً وسَهلاً بك في مَوقِع (الألوكة)!

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يَهدِي المسلمين والمسلِمات لما يُحِبّ ويرضى، وأن يشرح صدورَهم، ويُلْهِمهم رُشْدَهم، وييسّر أمورهم، ويقيهم شرور أنفسهم.

إنَّ ما ذكرَته الأخت السائلة من حال أخواتها لأمر يندى له الجبين، وتدمع له الأعين، وتدمى له القلوب، وتقشعرّ منه جلود عباد الله المؤمنين، وإن كان هذا الحال يُجلِّي لنا - بوضوح - حقيقة التديّن الذي عليه كثير من الناس في زماننا، وحقيقة الثقافة التي ملأت العقول وليس لِلقلوب ولا لِلجوارح منها حظٌّ ولا نصيب!!

ولذلك فإنَّ علماء الأُمَّة، وعلى رأْسهم أصحاب النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم - قد أدركوا هذه الحقيقة، وعلموا علمًا لا يُخالطه شكٌّ بأنَّ العلم حقًّا هو خشية الله، وليس مجرَّد حشو العقل بالمعلومات، أو تحرك الجوارح بمجرَّد مظاهر العبادات، قال سيِّدنا حذيفة بن اليمان: "كفى من العلم الخشية، وكفى من الجهل أن يذكر العالم حسناته وينسى سيئاته، وكفى من الكذِب أن يتوب من الذَّنب حتَّى يعودَ إليه"؛ أخرجه ابن عساكر (27/171)، وانظر: "كنز العمال": 29368.

وقال عبدالأعلى التيمي: "من أوتي من العلم ما لا يُبكِيه لخليق أن لا يكون أوتي علمًا ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} إلى قوله {يَبْكُونَ}"؛ رواه الدارمي، وقال محقِّقه حسين سليم أسد: إسناده جيد.

ويقول الإمام ابن القَيِّم - رحمه الله -: "العَمَل لقاح العلم، فإذا اجتمعا كان الفلاح والسَّعَادة، وإنِ انْفَرَدَ أحدهُما عن الآخر لم يفد شيئًا".

وقال الخطيب البغدادي في كتابه القَيِّم "اقتضاء العلمِ العملَ": "ثمَّ إنِّي أوصيكَ، يا طالبَ العلم، بإخلاص النِّيَّة في طَلَبه، وإجهاد النَّفس على العمل بموجبه، فإنَّ العلمَ شجرة، والعملَ ثمرة، وليس يُعَدُّ عالمًا مَن لم يَكُنْ بعلمِه عاملاً، فلا تأنسْ بالعمل ما دمْتَ مُستوحشًا من العلم، ولا تأنسْ بالعلم ما كنتَ مُقَصِّرًا في العمل؛ ولكن اجْمَع بينهما وإن قَلَّ نصيبكَ منهما، وما شيء أضعف مِن عالم تَرَكَ النَّاسُ علمَه لفساد طريقته، وجاهلٍ أَخَذَ النَّاس بجهله لنظرهم إلى عبادته".
كَمْ إِلَى كَمْ أَغْدُو إِلَى طَلَبِ العِلْـ        ـمِ  مُجِدًّا  في  جَمْعِ   ذَاكَ   حَفِيَّا
طَالِبًا    مِنْهُ    كُلَّ    نَوْعٍ    وَفَنٍّ        وَغَرِيبٍ   وَلَسْتُ    أَعْمَلُ    شَيَّا
وَإِذَا  كَانَ  طَالِبُ  العِلْمِ  لا   يَعْـ        ـمَلُ   بِالعِلْمِ   كَانَ   عَبْدًا   شَقِيَّا
إِنَّمَا   تَنْفَعُ    العُلُومُ    لِمَنْ    كَا        نَ    بِهَا    عَامِلاً    وَكَانَ    تَقِيَّا
والعلم لا يُطلَبُ لِذاتِه، ولا للتَّجَمُّل والتَّباهي به بين الخَلْق، وإنَّما هو وسيلة إلى البِرِّ والتَّقوى الذي به يستحقُّ المسلم الكَرَامة عند الله والسَّعادة الأَبَديَّة، قال الثَّوري: "إنَّما يُتَعَلَّمُ العلم ليُتَّقَى به الله"، وقال: "زَيِّنوا العلم، ولا تَزَّيَّنُوا به"، وقال أُبَيّ بن كعب: "تَعَلَّمُوا العلمَ واعْمَلُوا به، ولا تَتَعَلَّمُوه لتَتَجَمَّلوا به، فإنَّه يوشك إنْ طالَ بكم زمانٌ أن يُتَجَمَّلَ بالعلم كما يَتَجَمَّل الرَّجل بثوبه" انتهى.
تَفَقَّهْ    فَإِنَّ    الفِقْهَ    أَفْضَلُ    قَائِدِ        إِلَى  البِرِّ  وَالتَّقْوَى   وَأَعْدَلُ   قَاصِدِ
هُوَ العَلَمُ  الهَادِي  إِلَى  سنَنِ  الهُدَى        هُوَ الحِصْنُ يُنْجِي مِنْ جَمِيعِ الشَّدَائِدِ
فَإِنَّ     فَقِيهًا     وَاحِدًا      مُتَوَرِّعًا        أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ  مِنْ  أَلْفِ  عَابِدِ
وقال حافظ الحكمي في "المنظومة الميمية:
وَحَاصِلُ العِلْمِ مَا أُمْلِي الصِّفاتِ لَهُ        فَأَصْغِ سَمْعَكَ وَاسْتَنْصِتْ إِلَى كَلِمِ
وَذَاكَ  لا  حِفْظُكَ  الفُتْيَا  بَأَحْرُفِهَا        وَلا   بِتَسْوِيدِكَ   الأَوْرَاقَ   بِالحُمَمِ
وَلاَ  تَصَدُّرُ  صَدْرِ  الجَمْعِ   مُحَتَبِيًا        تُمْلِيهِ   لاَ   تَفْقَهُ   المَعْنِيَّ    بِالكَلِمِ
وَلا  العِمَامَةُ  إِذْ   تُرْخِي   ذُؤْابَتَها        تَصَنُّعًا  وَخِضَابُ  الشَّيْبِ   بِالكَتَمِ
وَلا بِقَوْلِكَ:  "يَعْنِي"  دَائِبًا  وَ"نَعَمْ"        كلاَّ وَلا حَمْلُكَ الأَسْفَارَ  كَالْبُهُمِ!
وَلا   بِحَمْلِ   شَهَادَاتٍ    مُبَهْرَجَةٍ        بِزُخْرُفِ  القَوْلِ  مِنْ  نَثْرٍ   وَمُنْتَظَمِ
بَلْ خَشْيَةُ اللَّهِ فِي  سِرٍّ  وَفِي  عَلَنٍ        فَاعْلَمْ هِيَ العِلْمُ كُلُّ  العِلْمِ  فَالْتَزِمِ
ومن هذا يتبين لنا أنَّ العلم لا ينفكّ عن العمل وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، وإن كان واقع الناس المرير على خلاف ذلك!!

فهذه المعلّمة المذكورة في السؤال، يفترض أنَّها مربِّية تغرس في نفوس الطالبات القيم السامية والأخلاق الرفيعة والآداب العالية، ولا يُمكن أن يَحصل منها هذا على وجه مؤثّر في الطالبات إلا إذا كانت هي أولى الملتزِمات به؛ لأنَّ التَّوجيه والإرشاد والتربية والتَّعليم لابدَّ أن تخرج من نفسٍ خالصةٍ من الشَّوائب والأكدار؛ فقبول المستقبِل لها يتوقَّف على نقائِها وصفائها، وهذه سُنَّة الله تعالى في خلْقِه لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، فاستِقبال السامع تتوقَّف قوَّته وضعفُه على قوَّة وضعفِ المرسِل، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الرُّسُل والأنبياء في أعلى مقامات الكمال في بواطِنِهم وظواهِرِهم؛ لأنَّهم حجَّة الله على خلقه وقادتهم إليه.

والواجب على أولي الأمر أن يَختاروا لمثل هذه المناصب التعليمية مَن يليق بها عمليًّا كما يليق بها علميًّا؛ لأنَّها أمانة جعلها الله تعالى تحت أيديهم وقد قال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "السياسة الشرعية": ".. إذا عرف هذا فليس له أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا يكون في موجوده من هو صالح لتلك الولاية فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه، وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام وأخذه للولاية بحقها فقد أدى الأمانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذا الموضع من أئمة العدل والمقسطين عند الله، وإن اختل بعض الأمور بسبب من غيره إذا لم يمكن إلا ذلك.." انتهى.

وقال فيها أيضًا: "فالمقصود الواجب بالولايات: إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانًا مبينًا ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم" انتهى.  

وقال فيها أيضًا: "فيجب على كل من ولي شيئًا من أمر المسلمين من هؤلاء وغيرهم أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع أصلح من يقدر عليه ولا يقدم الرجل لكونه طلب الولاية أو يسبق في الطلب" انتهى.

وكل ذلك يدخل ضمن الآية السابقة الذكر، ومن هذه الولايات كما ذكر ابن تيمية وغيره ولاية التعليم.

وكما يجب على ولاة الأمر ذلك، فالواجب على من وُلِّي من قبلهم أن يتَّقي الله تعالى فيما هو مستخلف فيه؛ فإنه عنه يوم القيامة مسؤول، لا سيَّما إذا كانت ولايته في التربية والتعليم التي هي محاضِن تخريج العقول، وتقويم السلوك.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ))؛ متفق عليه.

وقال: ((كلكم راع فمسؤول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده، وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.

هذا بالنسبة لأخواتك ومن هو مسؤول عنهن في هذه الوظائف، أمَّا عن واجبِك نحوهن تجاه ما وقعن فيه من حبائل الشيطان، والذي نهايته في الدنيا خسران وخذلان وفي الآخرة عذاب وهوان، هذا مع ما يصحبه من فضيحة بين الناس إذا أصررن عليه في الغالب، فإن الله تعالى يستر عبده إذا شاء ويفضحه إذا شاء، لكن جرت سنة الله أنه لا يفضَح عبده من أول مرة إلا إذا أصر وعاند. 

ولا شكَّ في أنَّهن الآن يقعْنَ في شيء من الزنا وهو زنا الأعضاء سواء كان عبر الهاتف أو الإنترنت أو غير ذلك، ويعتبر ذلك من زنا اللسان، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.

وهذا النوع يسمى الزنا المجازي، قال النووي - رحمه الله - في "شرح مسلم": "إنَّ ابنَ آدم قدر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو باللمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقَلْب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي" انتهى.

وهذا النوع من الزنا هو بريد زنا الفرج ومقدماته، وقد نهى الله عنه بقوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا..} [الإسراء: 32].

فنهى رب العالمين عن مقدمات الزنا لأنَّها تفضي إليه بالتمني والتشهِّي الذي يلازمه في الغالب، والوسائل لها أحكام المقاصد كما هو معلوم عند أهل الأصول.

ولا شك أن ذلك من اتباع خطوات الشيطان التي نهىالله تعالى عنها بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21].

ونصيحتنا لهؤلاء الأخوات - هداهُنَّ الله - أن يتَّقين الله في أنفسهن ويَدَعْن ما هن فيه من غواية وضلال وبُعْد عن طريق الله تعالى، قبل أن يفجَأَهُن الموت وهن على هذا الحال الشنيع الذي لا يُحبُّه الله ولا يرضاه، ولاشكَّ أنَّ مُرتكبَ المعصيَة على خطر عظيم، لكنَّ الخَطَرَ الأعظم أن يَقبِضه الله عليها، والمرءُ في الغالب يَموت على ما عاش عليه، ويُبعَث على ما مَاتَ عليه، قال ابن كثير: "وقوله: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، أي: حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادتَه بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيءٍ بُعِث عليه، فعياذًا بالله مِن خلاف ذلك" انتهى.

والله تعالى يقبَل توبة التَّائبين، ويعفو بكرمه عن المذنبين، ويبدل بفضله لهم السيئات حسنات، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 68 - 71].

سبحانه يسمع مَن ناجاه، ويُجيبُ مَن دعاه، ولا يطرد مَن لجأ إليه، بل يقبله على ضعف عمله وبضاعته المزجاة، فيوفِّي له الثواب ويزيد له عليه، فهو أكرم من أعطى، وخير من سُئل.

وعليكِ، أيتها الأخت السائلة، ألاَّ تَبخَلي عليها بالنصيحة المنضبطة بالضوابط الشرعية، وذلك كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

ولتبذلي في سبيل ذلك ما عندك من جهد، حتى لو كان ذلك بالتهديد عن طريق من يملك ذلك ويقدر عليه، ناوية بذلك هدايتها للحق شفقةً منك ورحمة بها، والزمي الدعاء لها بالهداية فهو فعل أئمَّة الدّعاة من الأنبياء والمرسلين، وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وختامًا نسأل الله لك التوفيق، ولأخواتِك الهدى والرَّشاد، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمِّي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وَشُكرًا لك على تَواصُلك مَعَنا فِي مَوقِع (الألوكة)!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفشل وعدم الثقة بالنفس
  • كيف أسترد ثقتي بنفسي وأتعامل مع الناس؟
  • ساعدوني في معاناتي وحياتي البائسة
  • الثقة ومهارات التواصل
  • فقدان الثقة بكل الناس

مختارات من الشبكة

  • الحديث المدلس: تعريفه وأنواعه وأمثلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثقة الذاتية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الثقة بالاستشراق(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الثقة بالله في مواجهة التحديات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الثقة بالله في مواجهة التحديات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين الثقة والشك (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الثقة بالله وحكمته في زمن المحنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثقة بالله وثمارها المبهرة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم زيادة الثقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثقة بالنفس(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب