• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

لم أعد أفهم شيئًا ولا أتبع من

الشيخ د. علي ونيس


تاريخ الإضافة: 17/1/2009 ميلادي - 20/1/1430 هجري

الزيارات: 34198

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام على الجميع:
تختلف الأحزانُ والمشاكل من بيت لبيت، فمثلاً: أنا تزوجت وعمري 18، كان زوجي يحبني، وبرغم أنه كان يعتدي عليَّ، إلا أنني كنت أسامح؛ عسى الله أن يهديَه، ويغيِّر طريقته معي في التفاهم، قلت: أنجب طفلة أو طفلاً؛ عسى أن يحس بالأبوة ويتغير؛ لكنه أصرَّ على عُنفه، لا مال، لا حب، لا أبوة، لا حنان، معاشرة أصحاب سوء.

كافحت معه حتى صار عنده بيت، وسيارة، ومال في ملكه، أما أنا فلا شيء سوى دموع دموع دموع! أطلب من الله وأطلب وأطلب أن يهديه، فلا شيء يتغير، يُصِرُّ على تعذيبي وإذلالي وضربي، فكَّرتُ في الطلاق؛ لكنه قال لي: لن أطلقك حتى تَرَيْ الشيب أحمر في شعرك، تريدين الطلاق لتهنئي، لن أطلق.

غيَّرتُ من حالي كثيرًا؛ لكن دون جدوى، ليس معي مال، وليس لديه أهل ألجأ إليهم، ولن يستقبلني أحد أنا وابني، أرجوكم ساعدوني، ولو بدعاء، أختكم في الله.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله أن يُيَسِّر أمركِ، ويهدي لك زوجكِ، ويلهمك الصبر، واحتساب الأجر.

أختنا السائلة، إن الحياة لا تَطيب من جميع جوانبِها لأحدٍ؛ بل لا بُد من حصول شيء من المنغصات، التي تَصحب العافيةَ والسلامة في الغالب، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا؛ إن كرهتِ منها أمرًا، رضيتِ منها آخرَ، وهذا ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل إذا رأى مِن زوجته ما يَكرَهه؛ فقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خُلقًا، رضي منها آخرَ)).

ولا مانع من أن يقال للمرأة هنا، ما قيل للرجل؛ فالنساء شقائق الرجال، قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في "شرح الأربعين"، بعد ذِكر الحديث السابق: "وهكذا قاعدة عامة: أن المؤمن لا يسوغ له أن يبغض مؤمنًا؛ يعني: بعامة؛ بل ينظر إليه إن حصل في قلبه بغضاء، فينظر إلى أخيه المؤمن، وينظر ما معه من الخير، والإيمان، والطاعة، فيعظِّم جانبَ طاعته لله على نصيب نفسه، وحظِّ نفسه، فتنقلب البغضاءُ عنده هونًا ما، ولا يكون بغيضًا له بغضًا تامًّا، أو ما يوجب المقاطعة، أو المدابرة". اهـ.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى": "وإذا اجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعة ومعصية، وسُنة وبِدعة - استحقَّ مِن الموالاة والثواب بقَدْر ما فيه من الخير، واستحق من المُعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا؛ كاللص الفقير: تُقطع يدُه؛ لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه؛ لحاجته". اهـ.

أختنا الكريمة، لا يوجد - فيما نعلم من خلال الواقع والتجرِبة منا ومن السابقين - أحدٌ دون عيوب، وإلا لكان خارجًا عن طور البشرية العادية، إلى طور الملائكة، أو الأنبياء والرسل؛ ولذا فإن أول خطوة ينبغي عليكِ اتخاذُها هو أن تنظري في مزايا هذا الزوج، كما أنكِ نظرتِ في عيوبه حتى تشبَّعتِ بها، وضاقتْ بها نفسُك ذرعًا، ولا شك أنْ ستجدين في هذا الزوج من المزايا، ما يكون كافيًا لتحمل هناته وزلاَّته، وإلا لما استطعتِ أن تعيشي معه المدة التي ذكرتِها.

نعم، قد يكون فيه من سوء الخُلق والعشرة، ما ينفر منه الناس؛ بل قد يكون هينًا لينًا لطيفًا مع الناس؛ لكنه معكِ بخلاف ذلك، وذلك لأن بعض الأزواج أحيانًا ينظرون لزوجاتهم نظرةً ضيقةَ الأفق، بحيث لا يرى فيها إلا الأسيرَ الذليلَ المنكسرَ، الذي يجب عليه أن يتحمَّل كل شيء يصدر ممَّن أسَرَه، ولا يحق له الاعتراضُ عليه، أو حتى مجردُ اللوم والعتاب.

وأنا لا أقول مثلَ هذا لأبرِّرَ له سوءَ فعله؛ بل الصواب صواب، والخطأ خطأ، وإنما هو تحليل؛ للاستفادة والوصول إلى حل ناجع سريع.

فعليكِ - أيتها الأخت الكريمة - أن تعرفي حقَّ زوجك عليك، وأن تُعلِميه بحقِّك عليه بكل سبيل تستطيعين به الوصول إليه، وسنذكر لك طرفًا من ذلك، وأول ما نبدأ به بيانُ عِظَم حقِّ الزوج على زوجته، وكذلك الزوجة على زوجها:
قال الله - تعالى -: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، قال الجصاص: "أخبر الله - تعالى - في هذه الآية أن لكل واحدٍ من الزوجين على صاحبه حقًّا، وأن الزوج مختصٌّ بحق له عليها، ليس لها عليه". اهـ.

أما الزوج، فقد أوجب الله عليه الرفقَ بزوجته، وأمَرَه بمعاشرتها بالمعروف، حتى ولو كرهها؛ قال - تعالى -: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوصي في خطبة الوداع بالنساء خيرًا، فيقول: ((اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجَهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تَكرَهونه، فإن فعلنَ ذلك، فاضربوهن ضربًا غير مبرِّح، ولهن عليكم رزقُهن وكسوتهن بالمعروف))؛ الحديث رواه مسلم، من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما.

وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((إني أحرِّج عليكم حقَّ الضعيفين: اليتيم والمرأة))؛ أخرجه أحمد، وابن ماجه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في "الصحيحة".

وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ رواه الترمذي وأبو داود، من حديث عائشة - رضي الله عنها.

وكان يغضب مِن ضرب بعض الأزواج لزوجاتهم، فوعظهم في النساء، وقال: ((عَلاَمَ يَضرب أحدُكم امرأتَه ضربَ العبدِ، ثم يضاجعها من آخر الليل؟!)).

وروى البخاري ومسلم وغيرهما، عن عبدالله بن زمعة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَعمِد أحدُكم فيجلد امرأتَه جلدَ العبدِ، ولعله يضاجعها في آخر يومه!".

أما الزوج، فطاعتُه من القُربات التي يُتقرَّب بها إلى الله - تعالى - فقد أمر الشرعُ المرأةَ بذلك، وحثَّها عليه، ومما ورد في ذلك، ما رواه الحاكم عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حق الزوج على زوجته، أنْ لو كانت به قرحةٌ، فلحستْها ما أدَّت حقَّه))؛ وصححه الألباني.

وما رواه الترمذي عن أبي أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تجاوز صلاتُهم آذانَهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخط، وإمام قومٍ وهم له كارهون))؛ وصححه الألباني.

وما رواه الطبراني في "معجمه الكبير"، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو تَعلَم المرأةُ حقَّ الزوج، لم تَقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه، حتى يفرغ))؛ وصححه الألباني.

وغير ذلك مما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم.

أما عن الحقوق المتعلقة بذمة كلٍّ من الزوجين للآخر، فهي كثيرة، لكننا سنذكر أمثلة منها، أما حقوق الزوج على زوجته:
- الاستمتاع: فعلى الزوجة تسليمُها نفسَها له، وتمكينُه من الاستمتاع بها؛ لأن الزوج يستحقُّ بالعقد تسليمَ العوض عمَّا أصدقها، وهو الاستمتاع بها، كما تستحق المرأة العوضَ، وهو الصداق، ومتى ما طلب الرجل زوجتَه، وجب عليها طاعتُه في ذلك؛ ما لم يمنعها منه مانعٌ شرعي، أو مانع في نفسها؛ كمرضٍ ونحوه، وقد رتَّب الشارعُ الثوابَ الجزيل على طاعة الزوج في المعروف، كما رتَّب الإثمَ العظيم على مخالفة أمر الزوج، ما دام يأمر بالمعروف؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه، فلم تأتِ، فبات غضبانَ عليها - لعنتْها الملائكةُ حتى تصبح)).

ووجوب طاعتِه مقيَّدٌ بألاَّ يكون في معصية؛ فلا يجوز للمرأة أن تُطيعه فيما لا يَحِلُّ؛ مثل أن يَطلب منها الوطءَ في زمان الحيض، أو غير محل الحرث.

- من حق الزوج التأديبُ عند النشوز والخروج على طاعته؛ لقول الله - تعالى -: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} [النساء: 34].

وبيَّن أن التي يُخاف عصيانُها، يُسلك معها ثلاثُ مراتب: الأولى: الموعظة والتذكير بما يجب عليها، الثانية: الهجر في المضجع، الثالثة: الضرب غير المبرح، وقد أوجب العلماء أن يكون الضرب في غير الوجه، وألاَّ يُحدِث أثرًا، ولا يكسر عضوًا، وبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مَن يضرب النساء، فليس من خيار الناس، فقال: ((ليس أولئك بخياركم))؛ رواه أبو داود.

وفي الصحيح: "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله"؛ قال النووي - رحمه الله -: "فيه أن ضرب الزوجة والخادم والدابة، وإن كان مباحًا للأدب، فتركُه أفضلُ".

وأورد ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير الآية السابقة: "وقوله: {واضربوهن}؛ أي: إذا لم يرتدِعنَ بالموعظة ولا بالهجران، فلكم أن تضربوهن ضربًا غير مبرح؛ كما ثبت في "صحيح مسلم" عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في حجة الوداع: ((واتقوا الله في النساء؛ فإنهن عندكم عَوانٍ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلنَ، فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن رزقُهن وكسوتهن بالمعروف))، وكذا قال ابن عباس وغير واحد، ضربًا غير مبرح: قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر، قال الفقهاء: هو ألاَّ يكسر فيها عضوًا، ولا يؤثِّر فيها شيئًا، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يهجرها في المضجع، فإن أقبلت، وإلاَّ فقد أَذِن الله لك أن تضربها ضربًا غير مبرح، ولا تكسر لها عظمًا، فإن أقبلت، وإلا فقد أحل الله لك منها الفدية". اهـ، من "تفسير ابن كثير".

وختم الله الآية بقوله: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]؛ فبيَّن أن مَن وعظ، أو هجر، أو ضرب بعد الطاعة، فقد بغى، واعتدى، وظلم.

- عدم الإذن بالدخول لمن يَكرَه الزوجُ دخولَه؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجُها شاهدٌ؛ إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته؛ إلا بإذنه))؛ رواه البخاري وغيره.

والحديث محمول على إذا ما كانت لا تعلم رضا الزوج به، أما لو علمتْ رضا الزوج بذلك، فلا حرج عليها إذا كان مِن محارمها.

- عدم الخروج من البيت؛ إلا بإذن الزوج.

- أن تحفظه في نفسها وماله.

- أن تخدمه إذا كانت قادرة على ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم الأعمال بين عليٍّ وفاطمة، فجعل أعمال الخارج على عليٍّ - رضي الله عنه - والداخل على فاطمة - رضي الله عنها - مع أنها سيدة نساء العالمين، فإن كان لها خادم، فعلى الزوج نفقتُه.

- ومن حق الزوج على زوجته: السفر بها والانتقال من بلد إلى بلد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا يسافرون بنسائهم.

وأما حقوق الزوجة على زوجها؛ فمنها
:
- المهر: لقول الله - تعالى -: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4].
ولا يحل للزوج أن يأخذ شيئًا من مهرها، إلا برضاها وطيب نفسها؛ لقول الله - تعالى -: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} [البقرة: 229].

- النفقة: لقول الله - تعالى -: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7].
قال ابن هبيرة: اتَّفقوا على وجوب نفقة الرجل على مَن تلزمه نفقتُه؛ كالزوجة، والولد الصغير، والأب.

- أن يقوم بإعفافها: وذلك بأن يطأها، وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، إلى أنه يجب على الزوج أن يطأ زوجتَه، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز للزوج أن يَعزِل عن زوجته الحرة، بلا إذن منها.

- المبيت عندها، وصرح الشافعية بأن أدنى درجات السُّنة في البيات ليلة كل أربع ليالٍ؛ اعتبارًا بمن له أربع زوجات.

- القسم بالعدل إذا كان له أكثر من زوجة: فعن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم فيعدل، ويقول: ((اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك))؛ رواه أبو داود وقال: يعني: القلب.

ومما سبق نعلم أن لكلٍّ من الزوجين حقًّا على الآخر، فإذا فرَّط أحدهما في حق صاحبه، فلا يفرط الآخر في حقه؛ لأنه مِن مقابلة السيئة بالسيئة، فلا يكون لأحدهما فضل على الآخر؛ لأن كلاًّ منهما أساء، ولكن ينبغي أن تُقابل السيئة بالحسنة؛ كما قال - تعالى -: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96].

وقال في صفات أولي الألباب: {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد: 22].

ولتعلمي - أيتها الأخت الكريمة - أن صبرك على أذاه لا يعلم ثوابَه إلا اللهُ؛ لقوله - تعالى -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

ولذلك فإننا نوصيك بالصبر والاحتساب، والإكثار من دعاء الله - تعالى - فإن الدعاء يكشف البلاءَ، ويرفع الضراء، ونسأل الله أن يفرِّج عنا وعنك، وعن جميع المسلمين.

وقد شرع الله لك - أيتها الزوجة - إذا حصل لك نفور من الزوج، ولم تستطيعي الصبر عليه - أن تطلبي الصلح، أو التحكيم بينك وبينه؛ قال - تعالى -: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 128].

وقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]. وراجعي في موقعنا: "زوجتي لا تعرف معنى القوامة".

واللهَ نسأل أن يهدي زوجك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك لما فيه خيرك وصلاحك.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لم أعد أتحمل إهانات زوجتي(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ولو أرادوا رمضان لأعدوا له عدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • لم أعد أعرف نفسي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي تغير للأفضل لكن لم أعد أحبه(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب