• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

والـدي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/3/2009 ميلادي - 7/3/1430 هجري

الزيارات: 13082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السادة الفضلاء:
أرجو مساعدتي في مشكلتي الحاليَّة، التي تُسبِّب لي اضطرابًا كبيرًا، ولا أدْري كيف أتصرَّف، وطبيعتُها لا تسمح باستشارتي لأحدٍ، أو حتَّى الإفضاء بها.

أوَّلاً: أنا سنِّي 25 سنةً، ووالدي أستاذ جامعي في سنِّ الـ70، وهو رجُلٌ عادي، يُحافظُ على الصَّلوات ويُخرج الزَّكاة والصَّدقات، وأخلاقُه جيِّدة. أمي متديِّنة، وتَحضر دروسًا... إلخ.

المهم: ليَّ أخٌ واحد كبير، وكلٌّ منَّا - الأخويْن والوالد - له جهاز كمبيوتر خاصّ به، وفي غُرفتِه الخاصَّة التي تُغلَق في الأغلب.

طالعتُ من قرابة أسبوع قائمة المواقع التي جرى تصفحها بمتصفِّح الإنترنت الخاص بِجهاز أبي، فوجدتُ مواقعَ سيِّئة فيها، فظننتُ أنَّها صفحاتٌ تفتح عند فتْحِه لِصفحاتٍ أُخرى من مواقِع تَحميلٍ مثلاً أو غيرِه، ولكنِّي وجدتُها كثيرةً، ربَّما قرابة 15-20، وكلَّ يومٍ في الغالب إلى يومِنا هذا، ولكن أغلبها يفتح صفحة الموقِع الرئيسة، ولا يفتح صفحات داخليَّة، ولا أجد أثرًا لتحميل الفيديوهات، وأتمنَّى أن يكونَ هذا فيروسًا - مثلاً.

لا أدرى ماذا أفعل، ولا كيف أتعامل مع والدي، ولا أتصور في يومٍ أن أُعْلِمَهُ أنني عرفتُ، وفي ذات الوقت: ما هذا الذي يفعله الرَّجُل؟! ما تفسيره الطبي والنفسي والديني؟

الرجل في الـ 70، يمكن أن أغفرها له كنزوة، صحيح محرَّمة، لكن لو كان في الأربعين، ودخلت بعد فترة فلم أجدها؛ أي فترة وانقضت، لكن: وماذا بعد؟ كيف أتعامل؟ ماذا أصنع؟ حياتي انقلبت!!

أرجوك، ساعدني بحلٍّ مفصَّلٍ، وإمكانية للتواصل في الرد بعدها لو تكرمتم، وذلك بأسرع ما يمكنكم، مع تقديري الكامل لمشاغلكم.
شكر الله لكم، ورفع قدركم
الجواب:
عزيزتي التي رمزت لاسمها بـ(f):
أهلاً وسهلاً بك، وشكرًا لثقتك الغالية، أدعو الله أن نكون دائمًا عند حسن الظنِّ بنا.

لتسمحي لي في البداية أن أكمل حروف اسمك الذي رمزته بـ(f)؛ ليصبح (flower)؛ فأنا أحب مخاطبة الناس بأسمائهم لا برموزهم، خصوصًا أن (f) التي تُلْفَظ (إف) تذكرني بـ(أُف) المتذمِّرة!! وما دمتِ مصرية؛ فسأختار لك من أنواع الزهور المصرية: زهرة اللوتس، ما رأيك؟

لنتَّفق أيضًا على أننا نتحدث عن (والدك)، الأمر الذي يجعل من طرح الموضوع في غاية الحساسية والخصوصية، لكن من حقِّك علينا أن نجيبك على تساؤلاتك، وقد بلغتِ السنَّ الذي يؤهلك لتقبُّل الحقائق، وإدراك الأمور، وتفهُّم الواقع، فضلاً عن المساعدة في حلِّ المشكلة.

عزيزتي زهرة اللوتس:

كل كلمة أكتُبها لك الآن لا تخرج عن كونها كلمة علمية، هدفها: تحليل المشكلة نفسيًّا واجتماعيًّا وبيولوجيًّا، بالنظر إلى المرحلة العمرية التي ينتمي إليها والدك، وما يحدث فيها من تغيرات عضوية ونفسية تحصل بصورة حتمية، لكن قبل أن أتوسَّع في التحليل؛ دعيني أعاتبكِ قليلاً:

أولاً: لديك جهازك الخاص بك، فلماذا تستخدمين جهاز أبيك؟ أيُّ فضولٍ هذا الذي يدفع بكِ للتفتيش في قائمة المحفوظات؟! ما كان عليكِ أن تفعلي شيئًا كهذا، مهما كانت مبرراتكِ، هذا ذنبٌ يا عزيزتي؛ فاستغفري لذنبكِ!

ثانيًا: يجب أن تتذكري أننا نتحدث عن والدك، عن أغلى قيمة في حياة كلِّ إنسان، عن أحد الشخصَيْن اللذَيْن أوجب الله برَّهما والإحسان إليهما؛ كما في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23-24].

ثالثًا: حين نرغب في مساعدة أبيكِ؛ فهذا لن يُنقصه من قدره شيئًا، وعليكِ أن تحفظي مكانة هذا الإنسان في قلبكِ؛ فوالدكِ ليس ملاكًا لتُصدمي في تصرفاته؛ هو بشرٌ يأتي عليه ما يأتي على البشر جميعهم من نزوات وشهوات وأخطاء، وكما قال الشيخ المجاهد عبدالله عزام - رحمه الله -: "مَنْ جاء باحثًا عن مجتمع ملائكة؛ فليبحث عنه في السماء، فلا وجود له على الأرض"؛ أنا أتَّفقُ معه، وأنتِ؛ ألا تتَّفقين معنا؟

مرحلة الشيخوخة:
قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].

يقسم علماء نفس النمو مرحلة الشيخوخة إلى مرحلتين:
• الشيخوخة المبكرة (المُسِنّ النَّشِط): وتمتد من 60 : 75 سنة
• الهرَم (المُسِنّ الكبير): وتمتد من 75 سنة إلى نهاية العمر.

لكن الأطباء يفرِّقون في مسألة الشيخوخة بين عمرَيْن: العمر الزمني والعمر البيولوجي؛ بمعنى أن الرجل قد يصل زمنيًّا إلى سنِّ الشيخوخة؛ أي سنِّ الستِّين فما فوق، لكن لا تظهر عليه جميع الأعراض البيولوجية المعروفة؛ كأن يحدودب ظهره، ويشيب شعره، وتتجعَّد بشرته، وتفقد أسنانه، وتَقْصُر قامته، أو تظهر، لكن تستمر قدراته البيولوجية المتعلِّقة بالخصوبة والإنجاب في نشاطها.

في حين قد تظهر مثل هذه الأعراض عند بعض الرجال في سن أصغر - كالخمسين مثلاً - وهي مرحلة تعرف زمنيًّا بأنها مرحلة أواسط العمر، وليست مرحلة الشيخوخة.

ويمكن أن يكون والدكِ من ذلك النوع من الرجال الذين بلغوا زمنيًّا مرحلة الشيخوخة، لكنهم بيولوجيًّا يتمتَّعون بصحَّة جيدةقد تساعده على ما ذكرتِ من أفعال.

أنا لا أتحدث عن خلوِّه من أمراض الضغط والسكر ونحو ذلك، فمثل هذه الأمراض أصبحت الآن تصيب مَنْ هم أقلّ من سنِّ الأربعين؛ بل أتكلم عمَّا هو أبعد وأهم من كل ذلك بالنسبة للرجل.

الدراسة التالية ستوضح لك ما أعنيه:
أظهرت دراسة أجراها علماء من جامعة غوتنبرغ في السويد، ونشرتها مجلة بريطانية متخصصة بالشؤون الصحيَّة أن الجيل الحالي من السبعينيين راضون عن حياتهم الجنسيَّة أكثر من أترابهم في العقود الثلاثة الماضية، وقالت الدراسة التي شملت عيِّنة من 1500 رجل وامرأة في أوائل ومنتصف السبعينيات، ثمَّ في منتصف التسعينيات، وفي عامي 2000 و2001م: إنَّ الجنس جزءٌ مهم وإيجابي من حياة الرجال والنساء الذين بلغوا السبعين في العقد الحالي، نسبةً إلى الذين عاشوا في العقود الثلاثة الماضية.

وقد أثبتت بعض الاستطلاعات الحديثة أن حوالي 70% من الرجال لا يزالون يتمتعون بالخصوبة والنشاط الجنسي في سن السبعين، وأن نسبة 30% من الذكور يستمر إنتاج الحُوَيْنات المنوية لديهم، والمقدرة على الإنجاب في هذا السن، على الرغم من انخفاض قدراتهم نوعًا ما، واستمرارها في الانخفاض بنسبة أسرع بعد سنِّ السبعين، بينما تتوقف فترة الإخصاب عند المرأة – بصورة عامة – في سنٍّ أقل منه عند الرجل بأكثر من عشرين عامًا، أي عند بلوغها سنِّ الخمسين.
كل ما قلته سابقًا يندرج تحت الأسباب البيولوجية التي تختلف من شخص لآخر.

وإليكِ المظاهر السلوكية النفسية للرجل في مرحلة الشيخوخة بصفة عامة:
• صعوبة المحافظة على مكانته في المجتمع المتطوِّر، الذي تفوق سرعة تحرُّكه سرعة تكيُّف المُسِنّ معه.
• زيادة معدل الفقدان على معدل الزيادة في جميع المظاهر السلوكية.
• الشعور باقتراب النهاية.
• يصبح الفرد ذاتيَّ المركز، نرجسيًّا، مهتمًا بنفسه أكثر من اللازم.
• يجد صعوبةً في حل مشكلاته.

لندرس والدك كحالة:
أستاذ جامعي، تربوي، في السبعين من العمر، محافظ، لديه عائلة صغيرة مكوَّنة من ابن وابنة وزوجة متدينة، مشكلته الرئيسة: أنه يتصفَّح المواقع الإباحية.

سؤالي الأول: هل أُحيل والدكِ إلى التقاعد؟
الإجابة على السؤال ستحدِّد ما إذا كان والدكِ يعاني الفراغَ أم لا.

السؤال الثاني: كم عُمْر والدتكِ؟
بالنظر إلى مسألة توقف فترة الإخصاب عند المرأة، وبتركيز والدتكِ على الحياة الدينية، وإهمال واجباتها كزوجة - بالمعنى البيولوجي البحت لكلمة زوجة - مع اتِّفاقنا المسبَّق على أن الرجل لا يزال متمتِّعًا بطاقته الجنسية، يمكننا وضع أيدينا على إحدى الأسباب.

قد تعجبين من قولي أن على والدتك الاهتمام بدورها كزوجة، لكن هذه الحقيقة قد تغيب عن ذهن بعض النساء بمجرد وصولهنَّ إلى هذا السنّ؛ لأن العامل (الهرموني) الذي كان يدفع بهنَّ إلى ذلك قد غاب كليًّا أو نسبيًّا الآن، لكنه عند الرجال مازال في نفوسهم بصورة نسبية تتفاوت من شخص لآخر، فضلاً عن حاجة الرجل الدائمة إلى العاطفة الأنثوية، هذا ليس كلامًا مستنبَطًا من دراسات غربية - كما قد يتبادَر إلى الذِّهن - إنما استدلالٌ من السيرة النبوية.

جميعُنا نعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توفِّي يوم الاثنين، وقد بلغ الثالثة والستين - (مرحلة الشيخوخة المبكِّرة) - في بيت عائشة - رضي الله عنها - أليس كذلك؟

لكن الجانب العاطفي في القصة كثيرًا ما يُهمَل بتعمُّد، على الرغم من أنه الجانب الإنساني الأجمل، الذي يجب علينا أن نتحدَّث عنه بفخر وثقة، بنفس الطريقة التي روت بها أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حين قالت: "إن من نعم الله عليَّ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفِّي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري ونَحْري، وأن الله جمع بين ريقي وريقِهِ عند موته؛ دخل عليَّ عبدالرحمن وبيده السواك، وأنا مسندةٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُه ينظر إليه، وعرفتُ أنه يحبُّ السواك؛ فقلتُ: آخُذُهُ لكَ؟ فأشار برأسه: (أَنْ نعم). فتناولتُه، فاشتدَّ عليه، وقلتُ: أُلينُهُ لكَ؟ فأشار برأسه: (أَنْ نعم)، فليَّنْتُهُ، فأَمَرَّه، وبين يدَيْه رِكْوَةٌ أو علبة - يشكُّ عمر - فيها ماء، فجعل يُدخِل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: ((لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكرات))، ثم نَصَبَ يده، فجعل يقول: ((اللهمَّ في الرَّفيق الأعلى))، حتى قُبِضَ ومالت يدُهُ"؛ رواه البخاري.

والمرادُ: أنه مات ورأسه بين حَنَكِها وصدرها - صلى الله عليه وسلم - فأيُّ عاطفةٍ تلك التي تجعل الرجل يظل حتى الموت قريبًا من المرأة التي أحبَّها؟
تذكري: كان قد تجاوز الستِّين - صلوات ربي وسلامه عليه.

السؤال الثالث: لفت نظري أن والدكِ في السبعين، وأنتِ في الخامسة والعشرين، ووضعتُ فارقًا عمريًّا تقريبيًّا بينكِ وبين أخيكِ أقصاه خمس سنين؛ فهل يعني هذا أن والدكِ قد تزوَّج متأخِّرًا، في الأربعين مثلاً؟ أم أن الإنجاب جاء متأخرًا؟ أم أن أمكِ زوجة ثانية؟ أم ماذا؟

تأكدي لي من هذه المسألة؛ لأنها قد تشيرُ إلى عدم استمتاع والدكِ بسنوات شبابه، والتي قد قضاها في تحصيل العلم؛ كونه أستاذًا جامعيًّا.

خلاصة التحليل:
طاقة جنسية نشِطة + زوجة متدينة غير نشِطة + فراغ ما بعد أو قرب التقاعد + الحاجة لتعويض ما مضى من العمر + ضعف الرقيب الداخلي والوازع الديني + الرغبة المرحليَّة في العزلة = تصفُّح 15- 20 موقعًا إباحيًّا.

لنكن منصفين؛ قد يكون والدكِ قد تصفَّح هذه المواقع بغير قصد، من خلال محركات البحث التي يستغلها أصحاب تلك المواقع في الترويج لزيارتها؛ فربما كان يبحث عن كلمةٍ ما لا تَمتُّ بصِلَةٍ إلى الجنس؛ لتأتي نتائج البحث بوَصَلات لمواقع قد تتضمَّن ذلك، وقد تكون هذه البداية هي الشرارة الأولى التي تحدث غالبًا وتلتهم الرقيب الداخلي، ثم يحدث الإدمان على تصفح تلك المواقع.

هذا هو جوابي على سؤالك: (ما هذا الذي يفعله الرجل؟! ما تفسيره الطبي والنفسي والديني؟)، وأتمنى ألاَّ أكونَ قد ظلمتُ الرجلَ بهذا التحليل.

علاج المشكلة:
1- بصفة عامة؛ يمكن الاستعانة بالبرامج التي تحجب المواقع الإباحية، وهناك برنامج مصري اسمه (golden filter pro 1.00) لمنع وحجب المواقع الإباحية، يستطيع التحكُّم في تصفح شبكة الإنترنت، ومن مزاياه كما ذُكِرَ في موقع محيط:
• منع تشغيل واستعراض المواقع الإباحية.
• التأكُّد من مضمون الصفحات.
• تسجيل ماذا يفعل الآخرون في جهازك، والمواقع التي تم زيارتها.
• حظر مواقع الفيروسات والإعلانات المزعجة.
• يقوم البرنامج بإخفاء نفسه تلقائيًّا عن المستخدمين.
• البرنامج حجمه صغير، لا يتجاوز 3 ميجا.

2- المفتاح الحقيقي لحل هذه المشكلة يَكْمُن بيد والدتكِ، رفيقة العمر وشريكة الحياة، وهذا ما يجب أن تبذلي فيه وسعكِ، فبالعودة إلى قصة زكريا - عليه السلام - كما ذُكرت في سورة مريم؛ نرى اشتياق زكريا إلى الوَلَد، والوَلَد كما تعلمين لا يأتي إلا بعلاقة حميمة؛ ولذلك جاء الجواب القرآني معجزًا؛ بقوله تعالى: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء:90].

جاء في تفسير "فتح القدير" لهذه الآية:
"قال أكثر المفسرين: إنها كانت عاقرًا؛ فجعلها الله ولودًا؛ فهذا هو المراد بإصلاح زوجه، وقيل: كانت سيئة الخُلُق؛ فجعلها الله - سبحانه - حَسَنَة الخُلُق، ولا مانع من إرادة الأمرَيْن جميعًا، وذلك بأن يصلح الله سبحانه ذاتها؛ فتكون وَلودًا بعد أن كانت عاقرًا، ويصلح أخلاقها فتكون أخلاقها مُرْضِيَة بعد أن كانت غير مرضية".

وخلاصة الأمر:
أن علاج مشكلات الرجل الجنسية مفتاحها الأول هو: الزوجة، سنعمل سويَّّةً - يا زهرتي - على إعداد والدتكِ للاقتراب عاطفيًّا من والدكِ، وإذكاء العلاقة الجميلة التي خَبَتْ مع مرور السنين، أظنُّ أنَّ عليَّ الآن أن أخرج من دور الأخصائية النفسية، إلى دور المسؤولة عن تجهيز العرائس؛ وذلك باتِّباع الخطوات التالية:

أ) تعويض نقص هرمون (الأستروجين):
إن نقص هرمون (الأستروجين) الأنثوي بعد سن الأربعين يعمل على إحداث تغيُّرات في الرغبة الجنسية لدى المرأة، كما يؤدِّي نقصه إلى جفاف المِهْبَل، الأمر الذي يؤدِّي إلى الشعور بالتوجُّع المِهْبَلِي أثناء الجماع، مما يُسهم في نفور المرأة من العلاقة الحميمة بعد سن الخمسين.

وعليه؛ فيجب تعويض نقص هرمون (الأستروجين) الأنثوي بـ(الأستروجين) النباتي، الموجود بفول الصويا ومشتقاتها؛ كحليب الصويا، وجبنة (التوفو)؛ حيث أظهرت بعض الدراسات أن النظام الغذائي الذي يتضمن كميات وافرة من الصويا يمكن أن يخفف أعراض الفورات الساخنة لدى المرأة بعد انقطاع الطَّمْث، والتخفيف من جفاف المِهْبَل ونقص كثافة العظام، فضلاً عن تقليل نسبة (الكوليسترول) في الدم.

أدعو والدتكِ إلى زيارة أخصائية نسائية، ومناقشتها حول استخدام فول الصويا بصورته الصيدلانية، كبديل عن الهرمون الأنثوي، والاستعاضة عن الحليب البقري بحليب الصويا.

ب) البحث عن مدخل الإقناع:
وهو المدخل الديني عند والدتك، اجلسي معها جلسة هادئة وتباحثي معها حول الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وذكِّريها بعمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - واربطي ذلك بعمر والدك، كذلك أوردي قصة زكريا –عليه السلام- كدليل آخر، وتناقشا معا حول احتياجات الرجل في هذه المرحلة.

ج) إنعاش الذاكرة العاطفية:
الإنسان يحب الحديث عن الماضي، حتى لو كان أليمًا، اطلبي من والدتكِ أن تحكي لكِ عن طفولتها وذكرياتها السعيدة، وتدرَّجي معها، حتى تصلي إلى ذكريات زواجها.

سأعتمدُ على حيويتكِ وحماستكِ في إنعاش تلك الذكريات، اصغِ إليها بكل جوارحك، واتركيها تستفيض في الحديث عن تلك الأيام، بعد ذلك اقترحي عليها أن تستعيد يومين أو ثلاثة من ذلك الزمن الجميل، بقضاء يومين أو ثلاثة مع والدكِ بمفردهما، ناقشي معها إمكانية ذهابكِ أنتِ وأخيكِ إلى بيت أحد الأقارب؛ لتَرْك مساحة لوالديْكما للبقاء معًا في البيت بعيدًا عن إزعاجاتِكما، أو حتى السفر معًا إلى الإسكندرية، والاستمتاع بشواطئها الشهيرة، هذا إن كنتِ من مدينة أخرى غير الإسكندرية، وإلا فهناك مواقع جميلة أخرى يمكن الاستمتاع بها في مصر.

3- تعبئة فراغ ما بعد التقاعد:
أ) اقترحي على والدك العمل على تأليف كتاب بعد رحلة العلم الطويلة التي قضاها كأستاذ جامعي، ربما قد ألَّف بعض الكتب، لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في التأليف والبقاء في تحصيل العلم، فلقد سُئل عبدالله بن المبارك: "لو أن الله أوحى إليكَ أنك تموت العشيَّة، فما أنتَ صانعٌ؟ قال: أقومُ وأطلبُ العلم حتى يأتي الممات".

ثم إن العالم النحوي (ابن يعيش) قام بشرح كتاب "المفصَّل"، أهم كتب النحو (للزمخشري) وهو في سن السبعين.

كذلك وصل أديسون - مخترع الآلة الكاتبة، و(الفونوغراف)، والمصباح الكهربائي، وآلة التصوير السينمائية، وجهاز لاقط للراديو - إلى سن السبعين من العمر، وهو مازال يكتب دون أي رعشة في يده، ويقول: "سبب ذلك أن أعصابي لم تَبْلَ من الضوضاء الكثيرة التي يعاني سماعها الناس في أيامنا هذه، والحقيقة أن ضوضاء المدن تفيض على مقدرة احتمال الآذان". يقول أديسون ذلك لأنه كان مصابًا بالصَّمم!

شجِّعي والدكِ بهذه الأمثلة، وعِدِيهِ أن تتعاوني معه في الطباعة والبحث من خلال الإنترنت.
ب) اسألي والدكِ: إن كان ممَّن ينطبق عليه القرار الذي صدر عن مجلس الشعب المصري قبل أربعة أشهر، الذي يقضي (بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات، ويجيز التعديل بتعيين الأساتذة المتفرِّغين، الذين بلغوا سن السبعين، والعلماء المتميزين - في الكليات أو المعاهد التابعة للجامعة، أساتذة غير متفرغين)؛ فهذا سيكون أحد الحلول التي وضعتها الدولة لمشكلات أساتذة الجامعات بعد سن السبعين.

عزيزتي:

4- هناك مصلحٌ دينيٌّ آتٍ في الطريق، فاستقبلوه برحابة صدر، أتدرين مَنْ هو؟ إنه شهر رمضان، أعاده الله على الأمة الإسلامية وهي ترفل بثوب الأمن والإيمان والسلامة والإسلام.

5- التفُّوا معا حول والدكِ، وامنحوه العاطفة التي يستحقها كأبٍ وزوجٍ ورجل، خصوصًا وأنكِ تقولين: "وكلٌّ منَّا - الأخوين والوالد - له جهاز كمبيوتر خاص به، وفي غرفته الخاصة التي تغلق في الأغلب"، هذه العبارة تلقي بظلال من العيش الانفرادي لكل شخص في البيت، وعليك من الآن جمع العائلة، والاجتماع معًا كعائلة؛ إذ ما مضى من العمر أكثر بكثير مما قد بقي.

6- عليكِ بالدعاء لوالدكِ بالهداية، وأن يختم أعماله بالصالحات، وأن يجعل خير عمره آخره، وخير عمله خواتمه، وخير أيامه يوم يلقى ربه؛ {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

7- الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]، ولابد ان ثّمَّ خللاً في الصلاة أدى إلى الوقوع في هذه الشهوات، وقد ربط الله بينهما فقال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، وأنصحك ان تشتري لوالدكِ كتاب: "لماذا نصلي" للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
فإنه سيستفيد منه في إصلاح صلاته، المؤدية لإصلاح سلوكه.

عزيزتي:

هذه إسعافات أوَّليَّة مبدئيَّة، وما دمتِ ستتواصلين معنا؛ فستخبرينني بلا شك بتطوُّر الأمور معكِ.

بانتظار إجابتكِ على تساؤلاتي السابقة، وإذا استصعب عليك فَهْم شيءٍ مما كتبتُه لكِ، فلا تتردَّدي أبدًا في سؤالي.

أعانكِ الله على برِّ والدَيْكِ، وعلى فعل الخير ما حييتِ، ولا تنسيني من صالح دعائكِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف أقنع والدي بالموافقة على التخصص؟
  • كيف ننصف أمنا من ظلم أبي؟
  • حائر بين مراعاة أولادي ووالدي المريض
  • كيف أقنع والدي بأن يشتري لي هاتفا؟
  • عدم القدرة على التسامح
  • شاب منسوب إلى شخص غير والده
  • والدي بخيل معنا ماديا وعاطفيا
  • أبي قاطعني
  • هل أترك عملي ؟
  • والداي يسلبان حريتي

مختارات من الشبكة

  • مواقف يحبها المراهق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف أبر والدي بعد موتهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يجوز أن أدعو على والدي؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل أترك العمل مع والدي؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف يعوض العاق لوالديه في حياتهما برهما بعد الوفاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصبحت رجلا يا والدي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل زوجتي يغتصبون أملاك والدي(استشارة - الاستشارات)
  • هداية الألباب إلى دعوات الإمام النووي لوالديه وشيوخه والمسلمين والأحباب(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب