متزوج من 6 أشهر وسأطلق زوجتي

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد كتبتُ لك عدةَ أجوبة، وفي كلِّ مرة أحذف ما كتبتُ بسبب الحيرة التي انتابتني!

دعني أخبرك بدايةً قبل الدخول في جوابي ببعض المعلومات السريعة عن الأفلام الجنسية:

• الأفلام الجنسية هي مجرد تمثيل، وليستْ حقيقة؛ فهي أفلام تتعرض للحذف والإعادة والمونتاج والإضاءة التي تخرجها بتلك الصورة المبهرة.

• يتعاطى الممثلون لتلك الأفلام كميةً كبيرة مِن المخدرات قبل التمثيل وبعده، مِن أجل تحمُّل تلك الآلام وممارسة تلك الأوضاع الشاذة.

• تعاد اللقطة الواحدة مرات ومرات لتظهر بأكبر قدر ممكن مِن التمكن والإطالة، وأنت لا تشعر بذلك.

• يتدرب الممثلون على اللقطة الواحدة مرات عديدة، لتخرجَ بالطريقة التي تُشاهدها، فالفيلم الذي تشاهده في دقائق قد يستغرق تمثيلُه شهرًا!

أمَّا جوابي عن سؤالك:

فكدتُ أقول لك: طلِّقْها! ليس لعيبٍ فيها، وليس لأنها لا تعرف شيئًا عن العلاقة الزوجية (الجنسيَّة)، وليس لأنَّ لديك إحباطًا شديدًا بسببها، وليس لأنك غير مرتاح جنسيًّا معها؛ لكن (طَلِّقْها)؛ لأنك تضطرها اضطرارًا وتدفعها دفعًا إلى أن تُشاهد الإباحيات؛ لتكون كما تريد! (وهذا أقل الأضرار التي تدفعها إليها)!

ليس ذنبُ زوجتك أنها عفيفة لتلك الدرجة، وليس ذنبُها أنك كنتَ تُشاهد الأفلام الجنسية بنسائها الداعرات، اللاتي جرَّبْنَ وعاشَرْنَ مئات بل آلاف الرجال، وتدرَّبْنَ حتى ظَهَرْنَ أمامك بتلك الصورة التي اعتدتَها!

أتُقارن تلك العفيفة الشريفة الحَييَّة بهؤلاء النساء الفاجرات؟

ثم هل كنتَ تعرف أنتَ شيئًا عن العلاقة الجنسية قبل مُشاهدتك لتلك الأفلام؟ اسأل نفسك سؤالًا: ماذا لو لم تُشاهدْ شيئًا طوال حياتك، ودخلتَ على زوجتك وأنت لا تعرف شيئًا، كيف سيكون حالك؟

أفيُعْقَل أن تدفعَ زوجتك إلى سؤال هذه وتلك، وربما وجَّهَتْها فتاةٌ - محبة أو كارهة - إلى مشاهدة فيلم إباحي؛ فتتأجج شهوتها، ووقتها لربما عابتْ عليك أنك لستَ كالرجال الذين يقيمون علاقةً جنسية في تلك الأفلام الشاذة!

لهذا السبب كدتُ أقول: طلِّقها!

يا أخي، ألا تتقي الله فيها وتُعاشرها بالمعروف، وتتوب عما تفعل مِن جريمةٍ في حقِّها، فبدلًا مِن أنْ تدفعها إلى المحرَّمات المفسدة، وبدلًا مِن أن تطلب منها أن تكون كتلك النساء، قُم أنت بتوعيتها وإرشادها بصورة صحية صحيحة!

مرَّ على زواجك 6 أشهر، جَعَلْتَها تبكي وتنهار، ولا تعرف ماذا تفعل! وربما شكَّتْ في نفسها أنها ليستْ أنثى، بل دفعتَها إلى طلب الطلاق، والأدهى مِن ذلك أنك تُمثِّل دورَ الطَّيِّب المُضَحِّي مِن أجل ألا يكون هناك شكٌّ فيها! فتقول: "قررتُ أن أطلقها بعد عدة أشهر، حتى يظهرَ الموضوع على أنه مجرد خلافاتٍ الحياةُ لا تسير بها، ولا يكون هناك شَكٌّ فيها من قِبَل أهلها"!

يا لك مِن مُضحٍّ!

أهذا كلام يخرج مِن رجل عاقل؟! أفترضاه على أختك؟!

ثم ذكرتَ أنك تُريد الزواج مِن أخرى، وعلةُ عدم زواجك (فقط) هي: أنك متزوج منذ 6 أشهر، لكن ألم تُفكِّر أن تلك الثانية التي ستتزوجها - سواء أكان زواجًا ثانيًا مع زوجتك الحالية، أو بعد طلاقها - ألم تُفكِّر كيف ستكون الثانية؟ هل ستكون عفيفةً كالأولى، أو ماهرة في العلاقة كاللائي تعرفهنَّ في أفلامك؟

ثم ألَمْ تسأل نفسك مرة أخرى: إذا كانتْ عفيفةً هل سيكون مصيرُها كالأولى؟ وإذا كانتْ ماهرة ألن تشك فيها وتقول في نفسك: كيف عرَفَتْ؟ لربما شاهدتْ أفلامًا جنسية مثلي (هذا إذا أحْسنَّا الظنّ)؟

يا رجل، اتركْ تلك الوساوس، وتُب مما تفعل، وأمْسِك عليك زوجك، وإذا أردتَ شيئًا فاطْلُبْهُ منها بتوعيةٍ ونُصح ومحبة، واعلمْ أنها لن تتوانى عن إسعادك، بل ستقوم به على الفور، ما دام أنه حلال ليس فيه معصية!

أمَّا إصلاح حياتك:

• فإنَّ أول خطوة لا بد أن تقومَ بها هي: أن تبتعدَ عن مشاهدة تلك الأفلام الجنسية المثيرة للشهوة باستمرار، ثم التوقُّف عن العادة السرية بعد علاقتك بزوجتك؛ حتى لا تكون هي المثير البديل لزوجتك، فهذا لا بد منه أولًا.

• ثانيًا: أن تعلم أن الحياة لا تنحصر أبدًا في الجنس، بل الحياة حبٌّ ومودةٌ ورحمة بين زوجين، واقرأ قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فأين أنت من تلك الآية؟

• ثالثًا: أن تنظرَ إلى الجوانب الحسنة في زوجتك، فليس لكونك غير مرتاح في العلاقة الجنسية لعلةٍ فيك تُطلقها، بل انظر إلى جمالها وروحها وغيرها من الأمور المحببة والتي اخترتها من أجلها، ولا تجعل عينك عينَ سخط تنظر القبيح وتخفي المحاسن.

وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلة ولكنَّ عين السُّخْط تُبدي المساويا

• رابعًا: تعامَلْ مع زوجتك برفقٍ وودٍّ ومحبة، ولا تضطرها إلى أن تُشاهدَ شيئًا من تلك الأفلام، فمِثْلُ تلك الحيية يُخشى عليها إن فعلتَ ذلك بها ألا تستطيع إيقافها!

• خامسًا: أعِدْ زوجتك إلى بيتك، ولا تجعلْها تتحدث مع أحدٍ، وتحدَّث أنتَ إليها بما تُريد، وإياك ثم إياك أن تتعدى حدود الله وتُمارس علاقتك معها بصورة شاذة كما يفعل دُعَّار الأفلام الجنسية.

ولا تفتح عينيها على ذلك، وإلا فستذوق مغبته لا محالة!

اللهم إنِّي قد بلغتُك اللهم فاشْهَدْ

والسلام ختام