• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات دعوية / الدعوة والعبادة
علامة باركود

تركني الحبيبان !!

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/4/2012 ميلادي - 25/5/1433 هجري

الزيارات: 7787

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

شُكرًا على هذا الموقع وقبولي في الاشتِراك معكم، فالموقع مفيدٌ جدًّا، لقد قرَأتُ الاستشارات وتلك الأجوبة، إنها رائعةٌ ومفيدة جدًّا، وقبل أنْ أكتُب لكم قرَّرتُ أنْ أزورَ طبيبًا نفسيًّا، ثمَّ قرَّرت أولاً أنْ أكتُبَ لكم قصَّتي أو ما يمكن أنْ نسمِّيه: مأساتي التي بدأت منذ صِغر سني:

كانت لدينا مشاكلُ عديدة في بيتنا، وتجاوزتُها بمرور السنين، لكنَّها تركتْ جرحًا بداخِلي، وكبرتُ وأكملتُ دِراستي، وككلِّ الناس أعيش يومًا حلوًا ويومًا مرًّا، وذات يومٍ ارتبطتُ بشابٍّ وجاء لخطبتي، ووافقتُ، رغمَ رفضِ والدي، وككلِّ فتاة بدَأتُ أُجهِّزُ نفسي وتعلَّقتُ به، وكان كل أملي أنْ تأتي اللحظة التي تجمعُني به، وخرجتُ معه ذاتَ يومٍ فقبَّلني وأنا لم أرفضْ؛ لأنَّني كنتُ أثقُ به، وأقولُ في نفسي: إنَّه سيكون زوجي، وفجأةً لم يعدْ يتَّصل عليَّ، وابتعَدَ دُون سببٍ واضحٍ، ومرَّتْ سنةٌ كاملة وأنا أُحاول أنْ أفهَمَ لماذا ابتعدَ وترَكَني في هذا الألَم والأحزان دُون سبَب، وابتعدتُ أنا الأخرى، وذهبت للعمل في مكانٍ بعيد.

ثُمَّ تعرَّفت على رجلٍ متزوج، وتعلَّقت به كثيرًا، أعترفُ أنَّني أخطأت في حقِّ نفسي عندما تعلَّقت به وأنا أعلم أنَّه مُتزوِّج، استمرَّت علاقتي به حتى الجنون، أحببته من كلِّ قلبي، وهو كذلك، وفجأةً ومرَّةً ثانيةً ابتعَدَ؛ لأنَّني كنت أتكلَّم لمدَّة ساعة في الهاتف! ابتعدَ دُون أنْ يفهَمَ شيئًا.

بكيتُ طويلاً، وسكَن في قلبي الحزنُ والمرارةُ من هذا الزمان الذي لم يرحمني، وما زالت الذكريات تُلاحقني، صلَّيْتُ واستغفرتُ ربي، وأرجو أنْ يفهَمَ كم أحببتُه بكلِّ جوارحي حتى لا يبعد! ماذا أفعلُ لأعيش دُون ألَمٍ؟!

 

أرجو المساعدة لمعرفةِ الطريق الصحيح في هذه الحياة.

 

الجواب:

بِسْمِ اللهِ المُوفِّق للصَّواب

وهو المُستعان

 

أيَّتُها العزيزة:

سأبدأُ جَوابي من عِبارةٍ ذكرْتِها في استِشارتِكِ تقُولين فيها: "ثم تعرَّفت على رجل متزوج، وتعلَّقت به كثيرًا، أعترفُ أنَّني أخطأت في حقِّ نفسي عندما تعلَّقت به وأنا أعلم أنَّه مُتزوِّج".

إنَّ حُبَّكِ لرجُلٍ مُتزوِّج ليس خطأً كما تتوهَّمين أو يتوهَّم مَن لديه هذا المَنْهج في التَّفكير، فهو حُبٌّ يتَماشى مع شَريعة التَّعدُّد، ولكنَّ المَذْهبَ في هذا اللون من الحُبِّ أشبه بمذْهبِ التَّعدُّد نَفْسه؛ ليس مُحرَّمًا على أحَد، وليس فرْضًا على أحَد، كما أنَّ حُبَّ المُتزوِّج أشدُّ إيلامًا على المَرْأة بسبب الغَيْرة من الزَّوْجة، وأشدُّ إيلامًا على الرَّجُل بسبب الصِّراع بين المَرْأة الحَبيبة والزَّوْجة الحَبِيبة.

وبرَغْم ذلك أقُول: لكِ أنْ تُحبِّي رجُلاً مُتزوِّجًا، وما عليكِ في هذا غَضاضةٌ، ولكِ أنْ تُحبِّي عَزَبًا، ولا يَضِيرُكِ، ولكِ أنْ تُحبِّي مَن هو أكبرُ منكِ بِكثير، أو مَن هُو أصغرُ منكِ بكَثير، ولا تَسْمعي عَذْلَ عاذلٍ ولا نَهْيَ ناهٍ!

نعَم؛ لكِ أنْ تُحبِّي مَن تُحبِّين من أبناء المُسلِمين؛ فكُلُّ حُبٍّ يُوافقُ الفِطْرة الصَّحِيحة فهو حُبٌّ صَحِيح لا تُحاسَبين عليه؛ لأنَّه حُبُّ ابْتلاءٍ وامْتحانٍ من اللهِ، لا يختارُه القَلْبُ بل يقَعُ فيه بقَدَر، وما دُمتِ تُجاهِدين فيه الشَّهْوة والوُقوع في المَعْصية، فأنتِ في مَأْمَنٍ من الحَرام - بإذن اللهِ تعالى.

 

فَاقْنَيْ حَيَاءَكِ فِي سَتْرٍ وَفِي كَرَمٍ
فَلَسْتِ أَوَّلَ أُنْثَى عُلِّقَتْ رَجُلاَ

 

ولستُ أدري إلى أيِّ دَلِيلٍ يستندُ مَن يُنكرُ الحبَّ، إلاَّ أنْ يكونَ جِلْفًا جافيًا أو أنَّه يُغالطُ نفْسَه! وعلى الأرجح أنَّه يُغالطُ نفْسَه، ولَخَيْرٌ له طُولُ الصَّمْت مِن التَّقوُّل على الفِطْرة والشَّرْع بلا عِلْم!

ما تُحاسَبين عليه - أيَّتُها العَزيزة - هُو هذِه الهَفَوات والزَّلاَّت التي قُمتِ بها؛ من مِثْل خُرُوجكِ مع غريبٍ لا يحلُّ لكِ، وخَلْوتِكِ به وخُضوعِكِ له، وقَضاء السَّاعات في الحَدِيث مع رجُلٍ له امْرأةٌ وعِيال، فهذه هي السَّيِّئات كما يَصِفها اللهُ - سبحانه وتعالى - فعن ابن مَسعودٍ أنَّ رجُلاً أصابَ من امرأةٍ قُبْلَةً فأَتَى النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأَخْبَرَهُ فأنزَلَ اللهُ - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، فقالَ الرجل: "يا رسولَ الله، ألِي هذا؟"، قال: ((لجميعِ أمَّتي كلِّهم))؛ مُتَّفق عليه.

فتأويل: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾[هود: 114]: أنَّ الأعمالَ الصَّالحاتِ تُذْهِب القُبلات والنَّظرات التي لا تحلُّ من صَحِيفة الأعْمال، فالاسْتِغفار حَسَنةٌ والقُبْلة سيِّئة؛ بحسَب هذِه الآية وسبَب نُزولها.

أمَّا لماذا تخلَّى عنْكِ أُولئكَ الرِّجال فلأنَّكِ - ببَساطة شَدِيدة - كُنتِ صَيْدًا سَهْلاً، وقد ركَّب اللهُ في طَبِيعة الرِّجال حُبَّ التَّعَبِ والمَشقَّة والمُطارَدة قبل أنْ يظفرَوا ببُغْيَتهم، أمَّا أنتِ فكنتِ هَديَّة مَفْتوحة الغِلاف! وإذا تعمَّقنا أكثرَ لفْهم الأَسْبابِ وجَدنا أنَّ الشَّابَّ الأوَّلَ قد وضعَكِ في اخْتبارٍ، وهي أيضًا من طَبِيعة الرِّجال؛ فإنَّهم يَطْلُبون من الفَتَيات أُمورًا كالتَّقبيل والكَلام المَعْسُول على سَبِيل الامْتِحان، يُريدُون بذلكَ مَعْرفة المُجَرِّبة من التي لم تُجرِّب! وهو مَسْلكٌ لو ترَكُوه لاسْتَراحوا من الشَّك، وأراحُوا مَن يُحبُّون، ومَع الأسَف فقدْ سقطتِ في أوَّلِ اختبارٍ أعدَّهُ لكِ هذا الرَّجُل اللَّئيم، حين خضَعْتِ لتلكَ القُبْلة الآثِمة، ورجالنُا مهما جَعلُوا من أنفُسهم عَصْريِّين، ومُنْفَتِحين، ومُنْسلِخين من الأَخْلاق والعادات والدِّين، فإنَّهم يظلُّون عَرَبًا، والعَرَبُ - أيَّتُها العَزيزة - جِيلٌ من النَّاس لا يثِقُون في نسائهم، ألا تَذْكُرين تاريخَهُم الأَسْود معَ المَرْأة؟! هل نسيتِ وَأْدَهم للبنات؟! قال الفَارُوق عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه وأَرْضَاه -: "وَاللهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُد لِلنَّسَاءِ أَمْرًا حَتى أَنْزَلَ اللهُ - تَعَالَى - فِيهِن مَا أَنْزَلَ، وَقَسَمَ لَهُن مَا قَسَمَ"؛ مُتَّفق على صِحَّته، فالحَمْدُ للهِ الذي أعزَّنا بالإِسْلام، وأكرْمَنا من بَعْد ما أهانَنا أولئك الرِّجَال.

وأمَّا الآخَر فقَد أحبَّكِ نَزْوةً ثُمَّ اسْتَفاق، وما كانَ الوَقْتُ الذي قضاهُ في مُهاتفتكِ إلاَّ وَقْت زَوْجتِه! والَّذي يَقْوَى في ظنِّي أنَّه كانَ عَلى خِلافٍ معَها، فكُنتِ أنتِ المُسْتراح حتَّى اسْتَراح ثُمَّ رَاح!

وتِلْكَ أُمَّةٌ قد خَلَتْ، فاستغفِرِي لذَنبِكِ إنَّكِ كُنتِ من الخاطِئِين، وأَكْثِري من التَّسْبِيح؛ فعن عِكْرمة أنَّ أبا هُريْرة - رضِي الله عنه وأَرْضاه - كانَ يُسبِّحُ كلَّ يومٍ اثنتي عَشرة أَلْف تَسْبيحةٍ، يقول: "أُسبِّحُ بقَدْر ذَنْبي"، ويرحمُ اللهُ أبا هُريْرة فلقد أَتْعبَ مَن بعْدَه! إنْ كانَتْ هذه ذُنُوبه، فكم عَسانا أنْ نُسبِّح حتَّى نُكفِّرَ عن ذُنُوبنا؟! ولا تَنْسيْ أنْ تُحافِظي على الفَرائض والسُّنَن الرَّواتب، مع مُعاهدة اللهِ على عدمِ العَوْدة لمِثْل ذلك؛ لأنَّ اللهَ ينهَى عَن ذلِك، ولأنَّكِ أَغْلى مِن أنْ يَكْسر قلبَكِ رجلٌ رخيصٌ لَئِيم، جُلُّ ما يُريده منكِ أنْ تُسمِعيه نَغْمةَ ضحْكَة أو رنَّة قُبْلة.

وقد حزنتِ - أيَّتُها العَزِيزة - وتألَّمتِ بما فيه الكِفاية، فلا يَطُلْ حُزنكِ على مَن لا يستحقُّكِ، ولا يطُل حُزنكِ على مَن تَمُوتين آلافَ المرَّات، وهو يَعِيشُ ويتغذَّى، ويَسْمَنُ ويشْحُم!


لا تُطِلِ الحُزْنَ عَلَى فَائِتٍ
فَقَلَّمَا يُجْدِي عَلَيْكَ الحَزَنْ
سِيَّانِ مَحْزُونٌ عَلَى فَائِتٍ
وَمُضْمِرٌ حُزْنًا لِمَا لَمْ يَكُنْ

 

وأمَّا النِّسيان فلَيْس يُستجلَبُ من الصَّيدليَّات، ولكنْ بالتَّناسي واطِّراح المُبالاة بِمَن هجَر حتى تبرد المَشاعر المُلْتَهِبة، وتَبْرأ الجِراح المُتقرِّحة، فَلا تَعِيشي على الذِّكريات؛ فإنَّكِ بذلك تَسْتحضِرينها وتُبقِينها في الذَّاكِرة القَرِيبة، دَعِيها حيثُ هي، وامْضي أَنْتِ إلى سَبِيلكِ، وابْني ما تهدَّم في قَلْبكِ بالعمَل الدَّؤُوب، والهِمَّة العالِية، والطُّمُوح الكَبِير.

إنْ كُنتِ لا تزالين تَعْمَلين في نَفْس المَكان الذي يُوجد به الرَّجُل الثَّاني، فاطلُبي نَقْلكِ إلى مَوْقَعٍ آخَر أو اترُكي العمَل برُمَّته، فصِحتُكِ النَّفسيَّة والعاطفيَّة والعَقْليَّة مُقدَّمة على المال والجَمال، وتخلَّصي من كُلِّ الذِّكرياتِ الَّتي تربطُكِ به، من صُورٍ وهَدايا ورَسائِل ونحو ذلك، وكُوني جادَّةً في ذلك، مِثْلما كانا جادَّيْن في هَجْركِ ونِسيانكِ!

 

أَفِقْ قَدْ أَفَاقَ العَاشِقُونَ وَفَارَقُوا الْ
هَوَى وَاسْتَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ المَرَائِرُ
زَعِ النَّفْسَ وَاسْتَبْقِ الحَيَاءَ فَإِنَّمَا
تُبَاعِدُ أَوْ تُدْنِي الرَّبَابَ المَقَادِرُ
أمِتْ حُبَّهَا وَاجْعَلْ قَدِيمَ وِصَالِها
وعِشْرَتِهَا كَمِثْلِ مَنْ لا تُعَاشِرُ
وَهَبْهَا كَشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ أَوْ كَنَازِحٍ
بِهِ الدَّارُ أَوْ مَنْ غَيَّبَتْهُ المَقَابِرُ

 

فإنْ خطَرَ أحدُهما ببالكِ، وعاودَ قلبَكِ بعضُ الحَنِين، فلا تَسْتدعي له الذِّكرياتِ الطَّيِّبات، بل تذكَّري كلَّ الآلامِ والجَوانِب السَّلبيَّة التي كُنتِ تُبصرينها في شَخْصيَّته وأسلُوبه، وفَكِّري في كُلِّ الأُمور الَّتي تُثير اشْمِئزازَ قَلْبكِ ونُفورَ نَفْسكِ، وما أكْثرها لو صَدقْتِ مع نفْسِكِ!

وعبِّئي الفَراغَ من وقتِكِ بمُمارسةِ الهِوايات الفَنِّيَّة أو الأدبيَّة، وتَنْمية المَهارات المُختلِفة، ومُزاولة الرِّياضاتِ الهَوائيَّة، وتعلَّمي أشياءَ جَدِيدة: لُغة جَدِيدة، أو بَرْنامجًا جَديدًا، أو قِراءَة كتابٍ جَدِيد، فمِثْل هذه الأُمور تُشجِّع كثيرًا على التَّخلُّص من رقِّ الماضي، وإطلاقِ المَشاعر المَكْبُوتة.

لكِ أيضًا أنْ تَكْتُبي رِسالةً غير مُرسلَة على مُستنَد word، تُعبِّرين فيها عن كلِّ ما يجولُ في خاطرِكِ، اكْتبُي كلَّ يَومٍ ما تودِّين قولَه لِهَؤلاء، حتى تصلِي إلى المَرْحلة التي تَشْعُرين فيها أنَّ الرِّسالة قد اكْتَملتْ، ومَشاعركِ قد أُفْرِغت، ثم قُومي بمَسْحها من جِهازكِ، ولعلَّكِ إنْ مَحوْتِ هذه الرِّسالة من حاسوبكِ أنْ يَستجيبَ عقلُكِ الباطِن ويَمْسح بعضَ المَلفَّاتِ غير الضَّروريَّة من ذاكرتِكِ، فيخفُّ عنكِ بعض ما تَجِدين من الألَم.

واقْتربي من اللهِ، وقَوِّي حِبالَ الدِّين الواهِنة الَّتي تَرْبطُكِ بربِّكِ - جلَّ وعزَّ - عبر المُحافظَة على الصَّلاةِ، وقِراءَة القُرْآن المَجِيد، والمُداوَمة على أَذْكار الصَّباح والمَساء، والتَّفقُّه في الدِّين، والإِحْسان إلى الآخَرين، واسْتلهمِيه - تَعالى - الصَّبْرَ عن هذا الحُب، واسأَلِيه - سُبحانه - أنْ يربِطَ على قَلْبكِ كما ربَطَ على قَلْب أمِّ مُوسى، ويَصْرف عن قَلْبكِ من انْصَرف عنهُ بِلا عُذْر.

ولا تَعِيشي على وَهْمِ الحُب؛ ففيه تَضْييعٌ للعُمر، وحَرامٌ عَليْكِ أنْ تُضيِّعي شَبابكِ في الوَهْم وانْتظارِ عَريس الأَحْلام! فالمَرْأة لم تُخْلَق للحُبِّ والزَّواجِ فقط، فكَم مِن امرأةٍ ماتتْ ولم تتزوَّج، وكم من امرأةٍ قضتْ ثَلاثِين أو أرْبَعين عامًا قبل أنْ يرزُقها اللهُ بزوجٍ يحبُّها ويكرمُها، فماذا عمِلتْ في هذه الثَّلاثين والأرْبَعين من العُمْر؟! هل قضتْها بين الحُبِّ وخيْبَة الحُب؟! أهذا هو كلُّ استعدادكنَّ لجنَّة الخُلْد؟! أجنَّةُ اللهِ رَخِيصةٌ إلى هذا الحَدِّ كي لا تَعِشنْ في الدُّنيا إلا لأجلِ الظَّفر برجُل هو عندكم جنَّةُ الخُلْد؟!

تَداركي عُمركِ - أيَّتُها العزيزة - وسِيري إلى اللهِ بصالِح الأعمال، فلقد قالَ أبو بكْرٍ الورَّاق: "اسْتَعِن على سَيْركَ إلى اللهِ بتَرْكِ مَن شغَلكَ عَن اللهِ - عزَّ وجلَّ - وليس بشاغلٍ يشغلُكَ عن اللهِ - عزَّ وجلَّ - كنفْسِكَ التي هي بيْن جَنبيْكَ"، فجاهِدي نفسَكِ وكُفِّي شَهَواتكِ، فكما يقول عبدُالله بن عَمْرو بن العاص لِمَن سألَه عن الجِهاد: "ابْدأ بنفْسِكَ فجاهِدها، وابْدأ بنفسِكَ فاغْزُها".

ولا تَسْتَبطئي رزْقَكِ؛ فهو مَحْفوظٌ في السَّماء، ولا تشغلي عُمرَكِ وفِكْركِ في استِنزالِه؛ لأنَّه سينزلُ في حِينه، ولن يمنعَه عنكِ أحدٌ ولو اجْتمع الجنُّ والإنسُ على مَنْعه؛ ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[فاطر: 2]، فدَعِي الأرزاقَ المَكْتوبة لِوقْتها، وانشَغِلِي عن التَّفكير بها بالعمَل لدارِ الآخِرة، فلقد ضيَّعتِ من عُمرك الكَثِير والكَثِير، وظلَمْتِ نفسَكِ بالانْشِغال فيما لا يَلِيق بنساء المُسلِمين، قال بَعْضُ البُلَغاءِ: "مَنْ أمضَى يومَه في غيرِ حقٍّ قضاهُ، أو فَرْضٍ أدَّاهُ، أو مجدٍ أَثَّلَهُ، أو حَمْدٍ حصَّلَه، أو خيرٍ أسَّسَهُ، أو علمٍ اقتَبَسَهُ، فقدْ عَقَّ يومَهُ وظَلَمَ نفسَه"، وتذكَّري أنَّنا جمِيعًا عمَّا قريبٍ راحِلون، ولن نرجعَ لنعملَ صالِحًا من بعدِ أنْ أمهَلَنا اللهُ وعمَّرنا طَويلاً، وسنُوفَّى جميعًا أعمالَنا، إنْ خيرًا فخَير، وإنْ شرًّا فشَر؛ ﴿ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [هود: 111].

 

واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصَّواب، والحَمْدُ للهِ الذِي له ما في السَّمواتِ وما في الأرضِ، ولهُ الحمدُ في الآخِرَةِ، وهوَ الحكِيمُ الخبِيرُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف أعيد من أضعته من يدي؟
  • أريد أن أنسى من أحببتها

مختارات من الشبكة

  • خطيبي تركني فجأة قبل زواجنا(استشارة - الاستشارات)
  • تركني زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أتجاوز الشخص الذي تركني(استشارة - الاستشارات)
  • تركني الجميع وبقيت بلا أصدقاء(استشارة - الاستشارات)
  • أفكر في خاطبي بعد أن تركني(استشارة - الاستشارات)
  • أبي تركني وأنا صغير(استشارة - الاستشارات)
  • تركني خطيبي بسبب والدته(استشارة - الاستشارات)
  • تركني وتزوج صديقتي ثم عاد يعتذر!(استشارة - الاستشارات)
  • تركني معلقة ست سنوات(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • تركني خاطبي بعد حب سنين بلا سبب!(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب