أريد عمل موقع إسلامي

بسم الله المُلْهِم للصَّواب

وهو المستعان

أيها الأخ الفاضل، لست تفعل من الخير شيئًا إلاَّ كُتِب لك به حسنة؛ ﴿ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].

بيد أني أرى دعم المواقع الإسلاميَّة التي لا يلحق شأوها ولا يشقُّ غبارها كشبكة الألوكة، خير من إنشاء مواقع مشابهة، إلاَّ أن تكون بألْسنة قوم من غير العرب، فإن كان لا بد من إنشاء موقع إسلامي، فليكن مختصًّا في جانب واحدٍ من جوانب الحياة الإسلاميَّة، ثم التركيز عليه.

ولكي أُلْهِمك ببعض الأفكار، فسأعكس لك الصورة بضَرْب بعض النماذج من واقع بعض المواقع غير الإسلاميَّة؛ فالتفكير بشكل مغاير هو الذي يعطي العمل جِدَّته ورُوحه المُبدعة، والغاية من ضَرْب هذه النماذج أن نعرف كيف يُفكر الآخرون؛ فإننا متى عرَفنا كيف يفكرون، أدْرَكنا نوع الحاجات التي تتطلَّبها مواقعنا الإسلاميَّة، فتكون بذلك أجدى نفعًا بتوفيق الله - سبحانه وتعالى.

النموذج الأول: يُمثله موقع يهودي يهدف إلى نشر الوعي بين الصهاينة بأهميَّة شجرة الغرقد، وله صفحة على الفيس بوك يدعون من خلالها إلى حماية شجرة الغرقد، باعتبارها الشجرة التي ستحمي اليهود استنادًا إلى الحديث النبوي الوارد في "صحيح مسلم": ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود, فيَقتلهم المسلمون, حتى يَختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر, فيقول الحجر والشجر: يا مسلم, يا عبد الله, هذا يهودي خلفي, فتعالَ فاقْتله, إلاَّ الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).

وترويجًا لهذه الفكرة وظَّف الموقع تجاريًّا كل ما يُمكن أن يُساهم في غَرْس هذه الفكرة في وعي اليهود، فطُبِعت صورة شجرة الغرقد على القُمص والأكواب والشعارات ونحوها، ثم كُتِب تحتها: "Save the Gharqad Tree"، وكي لا يكون الأمر مبالغًا، فدونك ما ترى:

قطافة الشجر:

1- يؤمن اليهود بكل كلمة يقولها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدق الله - عز من قائل سبحانه -: ﴿ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33].

2- لو سألت مسلمًا اليوم: ما شجرة الغرقد؟ ما أجابك إلاَّ أن يبحثَ في غوغل أولاً!

3- يُمكن الاستفادة من شعار أي موقع تجاريًّا.

النموذج الثاني: على موقع الموسوعة البريطانيَّة أُفْرِد ملف خاص بعنوان (300 امرأة غيَّرنَ العالم - 300 Women Who Changed the World)، والخبر المُفرح أنه قد ذُكِر بين هذه الأسماء العظيمة اسمان عزيزان على قلوبنا نحن المسلمين؛ فأمَّا الأوَّل فاسم حبيبة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصِّديق - رضي الله عنهما:

http://www.britannica.com/women/article-9005229

وأمَّا الآخر فاسم سيدة نساء العالَمين، وابنة سيِّد المرسلين: فاطمة بنت محمد - صلى الله عليهما وسلم:

http://www.britannica.com/women/article-9033822

قطافة الشجر:

إذا كان الإنجليز ينظرون إلى عائشة أمِّ المؤمنين وفاطمة ابنة النبي محمد - رضي الله عنهما - بهذه النظرة المُبجلة، فالسؤال الذي يطرح نفسه ها هنا: كم موقعًا إسلاميًّا أفرَده المسلمون للتعريف بعَظَمة هاتين المرأتين؟

كم موقعًا أُفْرِد لمآثر ومناقب سيدة الجنة فاطمة - رضي الله عنها؟

عن نفسي لا أعرف إلاَّ بضعة مواقع رافضيَّة المذهب لا تعرف عن السيدة فاطمة إلاَّ أنَّ أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قد أبى أن يدفعَ إليها ميراثها من أرض "فدك" فماتَت - رضي الله عنها - وهي واجدة عليه، وأنَّ عمر الفاروق - رضي الله عنه - قد كسَر ضلعها وأسْقَط جنينها! ولست أدري إذا قرَأ الإنجليز شيئًا كهذا، ما الذي سيختلف في نفوسهم يومئذ؟!

وأمَّا الجهود التي بُذِلت لنُصرة أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فلا أغالي إن قلت: إنها لا تروي الغليل، ولا تشفي العليل.

ما تحتاجه الأُمة الإسلاميَّة اليوم هو قراءة التاريخ الإسلامي قراءة واعية من مصادره الأولى، وإدراك الفرق بين الكف عمَّا شجَر بين الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - وبين أهميَّة تصحيح الصورة المشوهة للصحابة وأُمهات المؤمنين في وعي عوام الرافضة الذين تشرَّبوا كراهية الصِّديقة - رضي الله عنها - منذ نعومة الأظفار بأدلة مَرويَّة بلا سندٍ، فإنهم لا يزالون في ثَلبها ونَقْصها ولَعْنها على المنابر - على لاعِنيها لَعْنة الله - والطعن في عِرض النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أجهزة الإعلام المختلفة، ما جَهِلوا قدرها، واستمرَّ علماؤنا في الحض على السكوت عمَّا شجَر بين الصحابة!

الرافضي العامي لا يعرف عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ما يعرفه أصغر طفل سُنِّي لَدَينا، وجلُّ ما يعرفه عنها أنها قاتَلَت علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - في وقعة الجمل وخرَجت عليه، فهي عندهم في حُكم الباغي، وحُكم الباغي معروف لدى الفريقين! ومِن ثَمَّ أرى أن توضيح هذه الوقعة ودوافعها وكل مُلابساتها من أهم ما يجب تَجليته للرافضة، كونها القطب الذي تدور عليه رحى البُغض والكراهية! وما أبين الفرق بين مَن يقصُّ وقعة الجمل تَسلية وتحزينًا، وبين مَن يقصها توضيحًا للموقف الحقيقي من خروج أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها.

وما دام الرافضي قد أبغَض أمَّ المؤمنين باعتبارها من المحاربين الذين حاربوا المعصوم بزَعمهم! فالنتيجة هي قلب كلِّ الحقائق وتزوير كل المآثر والمناقب؛ للانتقاص من قدرها الشريف والتشفي منها - رضي الله عنها وأرضاها - وكما يقول الجاحظ في "البيان والتبيين": "فإذا كان الحب يعمي عن المساوئ، فالبُغض أيضًا يعمي عن المحاسن"، يضاعف ذلك متى ما فَهِمنا النفسية الفارسيَّة التي تؤجِّج هذا البُغض في قلوب عوام الرافضة - وهي نفسية خسيسة تتَّسم بالحقد والغل – ثم تُصدرها إلى الرافضي العربي البسيط!

يقول د. طه الدليمي: "لا توجد أمة تَحتفظ بالحقد كأُمة الفرس، لا ينسون إساءة قطُّ، ولا ينسون ثأرًا قطُّ؛ ولذلك شعاراتهم نابعة من هذه النفسيَّة"، ومن واجبنا أن نفهمَ هذه النفسية الحاقدة، وأن نفهمَ لماذا يُبغض الرافضي هذه المرأة العظيمة، فإننا متى ما وقَفنا على الأسباب الحقيقية الكامنة خلف هذا البُغض، عرَفنا كيف ننصرها ونَنتصر لها، ونقي الناس نارًا وقودها الناس والحجارة.

النموذج الثالث: وجَدت كثيرًا من المواقع الإسبانيَّة، إذا تكلَّمت في التاريخ الأندلسي، فإن تركيز الضوء لا يوجَّه إلاَّ على شخصيَّتين إسلاميَّتين، أكاد أُجزم أنَّ أكثرنا لا يعرف عنهما شيئًا، وهما:

1- شخصيَّة أبي عبدالله محمد بن علي آخر ملوك الأندلس، ويُعرف في اللغة الإسبانية باسم Boabdil el Chico أي: أبي عبدالله الصغير.

2- وشخصية والدته عائشة بنت محمد بن الأحمر المشهورة باسم عائشة الحرَّة، وتُعرف بالإسبانية باسم Aixa وتَنبع شُهرتها من مقولتها الأليمة لابنها أبي عبدالله بعد تسليمه مفتاحَ غرناطة لفرديناند وإيزابيلا: "لا تبكِ كالنساء ملكًا لَم تدافع عنه كالرجال"، وترجمتها بالإسبانية:"No llores como mujer lo que no supiste defender como hombre"، وهذه المقولة متداولة بكثرة بين الإسبان حتى جرَت مثلاً، ولو نسختها على غوغل، لأدْرَكت مدى شُهرتها.

قطافة الشجر:

1- إذا كان الإسبان لا يركِّزون إلاَّ على شخصيَّة أبي عبدالله باعتباره رمزَ الضَّعف الذي حلَّ بجسد الإسلام في بلاد الأندلس، فعلينا اليوم وكل يوم التذكير بتلك القرون الطويلة التي كنَّا فيها ملوكًا على الزمان والمكان.

2- من واجبنا التعريف بالشخصيَّات الإسلاميَّة التي قضَت ردحًا من الزمن على هذه الأرض، التي باتت اليوم رمزًا من رموز الدين الكاثوليكي.

3- من واجبنا التعريف بالحضارة الإسلاميَّة التي أشرَقت على الغرب الأوروبي.

وليست الأندلس الإسبانية وحدها التي تمزَّقت من ثوب العالم الإسلامي، ففي أوروبا الشرقيَّة أيضًا تمزَّقَ كثير من الدول التي كانت يومًا في حكم المسلمين، مثل: بلغاريا التي حكَمها العثمانيون لخمسة قرون، والجبل الأسود، وبلاد الصرب، ورومانيا، وبعض المناطق في أرمينيا وغيرها، ولكنهم لَم يكونوا عربًا ليُهَيِّجوا قلوبنا بالرثاء كما فعل أهل الأندلس!

واليوم نشهد مزقًا أليمًا تتفتَّت عليه الأكباد من الحسرة، فالمحتل بروتستانتي والحكومة رافضيَّة، مزق العراق الجريح، وما أحسن ما قال الرصافي:

مِنْ أَيْنَ يُرْجَى لِلْعِرَاقِ تَقَدُّمٌ وَسَبِيلُ مُمْتَلِكِيهِ غَيْرُ سَبِيلِهْ

قال الإمام الأوزاعي - رَحِمه الله - في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا)): "أما إنه ما يذهب الإسلام، ولكن يذهب أهل السُّنة، حتى ما يبقى في البلد منهم إلاَّ رجل واحد".

فليكن موقعك المبارك - أيها الأخ المبارك - قائمًا على هدف تنويري تثقيفي، ولا تتشبَّه بأحد؛ فإنه ما ضيَّعنا شيء قدر ما ضيَّعنا التشبُّه والتقليد الأعمى، ولكي تُنشئ موقعًا على الشبكة العنكبية، فلا بد من اتِّباع الخُطوات التالية:

خُطوات تخطيطيَّة:

1- تحديد الهدف: لا بد من تحديد الغرض من إنشاء الموقع، إن كان عامًّا وشاملاً، أم متخصِّصًا.

2- إنشاء رسم تخطيطي لبنية الموقع.

3- اختيار اسم مميز للموقع.

خُطوات تأسيسيَّة: 

1- حجز مساحة على الإنترنت؛ لاستضافة ملفات الموقع Web Space.

2- تسجيل اسم النطاق Register a Domain Name، واسم النطاق هو عنوان الموقع، على سبيل المثال: ((www.amhi.com

3- التعاقد مع شركات الاستضافة المتخصصة Get a Web Host، ودور هذه الشركات إظهار موقعك على هذا الفضاء الشبكي الرحب لمدة 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع، بما تَملكه من مهارات وأدوات فنيَّة.

خُطوات عملية فنيَّة:

1- تصميم الموقع عن طريق شركات التصميم المتخصصة، أو عن طريق شخص متخصِّص، أو بتصميم صاحب الموقع بنفسه، وفي هذه الحالة ينبغي لصاحب الموقع أن يكون ذا خِبرة في استخدام البرامج المخصصة لتصميم المواقع.

2- تصميم شعار للموقع.

3- تحضير الدروس والخُطب والمقالات، والتسجيلات الصوتيَّة المختلفة.

4- رَفْع محتويات الموقع على الإنترنت باستخدام بعض البرامج المتخصصة.

خُطوات توظيفيَّة:

تكوين فريق من مختلف التخصُّصات للتعاون معك في إنجاح الموقع، يشمل هذا الفريق:

1- مديرًا عامًّا للموقع.

2- مديرًا فنيًّا.

3- مراجعًا شرعيًّا.

4- مُدَقِّقًا لغويًّا لمعالجة النصوص قبل نَشْرها.

5- مترجمًا للأخبار والمقالات الإنجليزية.

6- مُصممَ جرافيك Graphic Designer.

7- أصحاب تخصُّصات أخرى بحسب حاجة الموقع.

ولمزيد من الفائدة يُمكنك الاطلاع على هذه الدروس التعليمية:

الدرس الأول: تحديد موضوع الموقع:

http://money2000.50webs.com/subject_determination.htm

الدرس الثاني: نشر الموقع على الإنترنت:

http://money2000.50webs.com/domain_name.htm

الدرس الثالث: نقْل الملفات إلى الخادم المستضيف:

http://money2000.50webs.com/file_transfer.htm

الدرس الرابع: التعامل مع مُحركات البحث:

http://money2000.50webs.com/search_engine.htm

الدرس الخامس: التسجيل في محركات البحث:

http://money2000.50webs.com/submission1.htm

خدمات عامة:

1- إنشاء غرفة صوتيَّة لبثِّ الدروس العلمية بشكل مباشر، أو لعقد الدورات المختلفة.

2- إضافة خدمة الأخبار لمتابعة الأحداث الجارية على الساحة العربية الإسلامية.

3- توفير أيقونات المواقع الاجتماعية، مثل: فيس بوك، وتويتر، وفليكر، والبريد الإلكتروني؛ لتسهيل مشاركة المقالات والخُطب.

4- توفير مكتبة صوتيَّة وأخرى مرئية، وثالثة لتحميل الكتب بعدَّة صِيَغ، مثل: Word, PDF, exe eBook, HTML

5- إضافة مواقيت الصلاة اليومية.

6- إضافة خدمة التقويم الهجري - الميلادي.

7- إضافة الاستبانات للموقع؛ لإتاحة الفرصة أمام الزُّوَّار للإدلاء بآرائهم.

8- إضافة إحصائيات الزُّوَّار.

9- إنشاء سجل للزُّوَّار.

10- إضافة خدمة تحميل وتخزين الصور؛ لإنشاء ألبوم صور خاص بالموقع.

واللهَ أسأل أن يُذَلِّل لك صعوبته، ويُسهل لك حزونته، ويَرزقك من الخير أكثر مما ترجو، آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة على النبي محمد وآله وأصحابه أجمعين، وحسبنا الله ونعم المُعين.