كيف أهرب من عالم الوحدة والانطوائية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلًا بطبيبة المستقبل، فقد بدأتِ بالطريق الصحيح عند سؤال المختصين، فالبحثُ عن الشيء الضائع في غير مظانِّه أقل ما يكون مَضيعةً للوقت.

كما يَسُرني أنك على وعيٍ كافٍ ومعرفةٍ لما ينبغي حين قلت: "لجأتُ إلى الله كثيرًا؛ لأنَّ الله لا يُحب أن يتعلقَ قلبُ عبده بغيره"، وقولك: "تبتُ كثيرًا إلى الله، ووعدتُه بألا أعودَ لسماع الأغاني والافلام، ولكني نقضتُ هذا العهد".

وجوابي لك عزيزتي ينقسم قسمين:

• الأول: معرفي:

فكثير مِن السيدات ممن هنَّ في مِثْل عمرك يَشْعُرْنَ بالفراغ العاطفي، والسببُ جفافُ العواطف الأسرية نتيجة عوامل عديدة ومُعقَّدة، وبسبب أن هذا العمر هو عُمر فورة العواطف وسيطرتها على العقلانية نسبيًّا.

• الثاني عملي:

فلقد بدأتِ بالطريق الصحيح من التوبة والتعلق بالله عز وجل، واللجوء إليه سبحانه، لكن عليك أن تستمري، كما يجب أن تُخططي حياتك بشكلٍ يومي وأسبوعي وسنوي، و(اليوتيوب) مليءٌ ببرامج تعليم التخطيط الشخصي والإستراتيجي فاستفيدي منه.

عليك كذلك بتغيير اهتماماتك وروتينك اليومي بالتدريج، ولن يحدثَ لديك نكسة وألَمٌ، بل على العكس ستفاجئين بنفسك وإنجازك، وستكونين كالمغناطيس الجاذب للصديقات، فالناسُ تحب مُصاحَبة الناجحين المتفوقين.

لا تنتظري مِن أحد أن يُدَلِّلَك ويُسعدَك، بل دلِّلي نفسك، وسترين أن أبسط الأمور ستصنع الفرق؛ مِن فنجان القهوة إلى قيام الليل بسكونٍ وهدوءٍ.

داوِمي على مديح نفسك حتى أمام الناس، وسيجذبهم هذا ليُكرِّروه ويُبادلوك التعزيز والدعم!

ثم لتكن عادتك اليومية صباح مساء وعند الدخول والخروج تقبيل وضم والدتك، وستجدينها ستنفر بدايةً لعدم تعوُّدها على ذلك، لكن مع التَّكرار ستبحث هي عنك لتبث لك حبها الدفين، وتُشبعك مِن حنانها المتصلِّب!

وبالنسبة لصديقك الذي أخبَرك بأنه مُعجَب بك رغم انطوائك، فهو شابٌّ يُحاول أن يصطادَ في الماء العكر "استغلال"، فكوني حذرةً مِن السقوط حين الضعف.

وفقك الله وأسعدك