• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات نفسية / مشكلات نفسية / الاكتئاب
علامة باركود

يائسة جدًّا من حياتي، ماذا أفعل؟

أ. عائشة الحكمي


تاريخ الإضافة: 26/7/2011 ميلادي - 24/8/1432 هجري

الزيارات: 213762

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، تحيَّة طيبة، وبعد:

سيدي الفاضل/ سيدتي الفاضلة، أرجو أن يتَّسِع صدركم للاستماع إلى مشكلتي، وأن تساعدوني في حلِّها؛ فأنا في أمسِّ الحاجة إلى مَن يستمع لي ويساعدني في الخروج مِمَّا أنا فيه من ضعف وإحساس بالهوان والوَحْدة، والذُّل، وعدم الشعور بأيِّ لذة أو طعمٍ للحياة؛ فالأيام كلُّها عندي سواء، لا.. آسفة، فبعض الأيام عندي أكون غير سعيدة ومكتئبة، وهذا هو الطبيعيُّ لشكل حياتي الآن، ولكنْ هناك أيَّام أكون أكثرَ كآبة وحزنًا وهَمًّا، وهذه الأيام هي الأغلب في حياتي؛ فأنا لا أعرف ما هي السعادة وما الَّذي يُمكن أن يسعدني؟ ولا أستطيع أن أضع لنفسي أملاً بأنَّ المستقبل سيكون أفضل لكي أعمل لهذا الأمل!

 

أنا فتاة عمري 27 عامًا، خريجة كلية تجارة قسم اللُّغة الإنجليزية، أتَمتَّع بقدْر من الجمال، ولكنِّي لا أرى ذلك، ولكن من حولي يَصِفونني بأنَّني على قدْرٍ عالٍ من الجاذبية في المظهر والبِنْية الجسمانيَّة؛ فكثيرٌ مِمَّن حولي يشيدون بِجمال قوامي أو جسدي، ولكني لا أرى أيَّ شيء مِمَّا يقولون؛ فأنا أشعر بعدم الثِّقة تمامًا بنفسي، وأشعر بالخجل دائمًا عندما أتحدَّث مع الغرباء، وخصوصًا الجنس الآخَر، ولكن في نفس الوقت مَن يتعامل معي ومنذ بداية التعامل، يقول: إنَّني ذات شخصيَّة قوية، وأحيانًا يسيئون فهمي، ويقولون: أنَّني أُحِبُّ السَّيطرة والتحكُّم، وأنَّني مغرورة ومتكبِّرة.

 

عانيت كثيرًا في جميع مَجالات الحياة: لقد عانيت أثناء الدِّراسة من عدم إحساسي بأن هناك مَن يُحِبُّنِي؛ فكنت دائمًا وحيدة؛ فلقد كانت لي معارف كثيرة، نعَم، ولكن كما يقولون: "من بعيد لبعيد"، ولكن حينما أريد الاقتراب أكثر، والاختلاط بِهم، والتقرُّب منهم، فلا أحظى بالتَّرحيب منهم، وأشعر بأنَّهم يتهرَّبون منِّي، وأشعر أنني ثقيلة عليهم، وهذا يحدث معي في كل علاقاتي الجديدة مع الناس، وأخيرًا اكتشفتُ شيئًا آخر وهو أنَّني عندما أجلس في أيِّ جماعة - وخصوصًا إن كانت جماعة جديدة - لا أجد ما أتحدَّث به، وفي النهاية تتكوَّن علاقات صداقة قويَّة بين أفراد هذه المجموعة، وأخرج أنا بلا أيِّ صديق، وأشعر أنني أتطفَّل على هذه المجموعة لفترة، ثُم ألجأ إلى الأخرى لفترة أخرى، ولكني لا أجد السعادة هنا أو هناك، وأجد نفسي وحيدةً وغير مرغوب فِيَّ؛ فأنا أرى نفسي من أكثر الناس سوءَ حظٍّ، وبِرَغم مؤهلي العالي والمتميز كما يراه كثيرٌ من الناس، فلم أحْظَ بِفُرصة عمل مناسبة، بينما يعمل غيري - مِمَّن يحملون مثل هذه الشهادة - في البنوك وشركات الملاحة، والشركات الاستثماريَّة، ويتقاضَوْن الرّواتب الضخمة بآلاف الجنيهات منذ بداية تعيينِهم، أمَّا أنا فلم أحْظَ بأيٍّ من تلك الفرص، ولا حتَّى ربعها، رغم أنَّني أفنيت جهدي في مُحاولات البحث عن عمل، ورضيتُ بأقلِّ القليل، فلك أن تتخيَّل أنَّني عَمِلْتُ في معرض سيارات بمبلغ 250 جنيهًا، وذهبت لطلب العمل في مكان ناءٍ جدًّا، يبعد عن بيتي بأكثر من ساعة، وقال: إن الرَّاتِب 250 جنيهًا، وهذا غيْر المواصلات التي كانت ستأكل ثلاثة أرباع هذا الرَّاتب، ووافقتُ لكي أغيِّر جوَّ المَنْزل، وأشعر بالحياة العمَليَّة، ولكن بعد ذلك أصبح صاحب العمل هو الذي يتهرَّب منِّي، وما إلى ذلك من مُحاولات البحث الفاشلة التي أشعرَتْني بأنَّني أهدرت كرامتي دون جَدْوى.

 

وظَلِلْتُ في مُحاولات البحث إلى أن التحَقْت بعملٍ خاصٍّ في البداية، وظللت فيه لِمُدَّة عام، وكان المدير يُشِيد بأنَّني جيِّدة ومتفوِّقة، وكما يقول: "مُخِّي نظيف، ولو اجتهَدْتُ سأصير جيدة جدًّا"، ولكن ينقصني الالتزام، ولكني لا أخفي عليك يا سيدي فإنَّ ما يَجْعلني غير ملتزمة هو أنَّ علاقاتي الاجتماعية في هذا العمل أيضًا كانت فاشلة، مثلها مثل كلِّ علاقاتي على مستوى حياتي، لكن اسمح لي أن أقول بأنَّ أسوء مرحلةٍ مرَّت عليَّ بالنسبة لعلاقاتي الاجتماعية كانت وأنا في العام الثالث الثَّانوي، ومنذ هذا الوقت وإلى الآن وأنا أُعاني من الفشل في هذا المَجال، وأتمنَّى الموت باستمرار؛ لأُرِيح وأستريح، كما كان من أسباب عدم التزامي في العمل شعوري بالإهانة عندما أرى صاحب العمل "المدير" يولي مَن هي أصغر منِّي سنًّا وأقلُّ في المؤهل الدراسي والقدرات على الكمبيوتر واللُّغة، والله هذا ليس غرورًا منِّي، ولكنه هو الذي كان يشهد بذلك في حقِّها، وكان على الرغم من شهادتها يوليها دونِي أمورًا مهمَّة، ويعتمد عليها بشكل أساسي، على الرغم من أنَّني كنت أنتظر العكس، وتكرَّر ذلك أيضًا معي في العمل التالي، فلقد عانيتُ نفس المعاناة بتفضيل مَن هو أقلُّ في الإمكانيات والاعتماد عليه، مع العلم بأنَّ هذا العمل قبِلْتُه فقط لأنَّه حكومي، وفيه احتمالٌ للتثبيت، أمَّا غير ذلك فليس به أيُّ ميزة أخرى، وكلُّ مَن يعرف أنني أعمل في مثل هذه الوظيفة يتحسَّر عليَّ؛ لأن هذا العمل في مكان ناءٍ جدًّا يبعد عن منزلي ساعةً ونصفها في الْمُواصلات على الطريق الدولي؛ أيْ: بدون عطلة إشارات مرور، أو مواصلات، فهذا الوقت هو فقط لِبُعد المسافة، وهذه المواصلات تكلِّفُني يوميًّا 10 جنيهات، في حين أن كلَّ المرتب 330 جنيه، فأنا أشعر بشديد الإهانة وأنا ذاهبة إلى العمل يوميًّا، وأشعر بِها عندما أقابل أحدًا ويسألني عن عملي، وأتألَّم جدًّا حين أُدْرِك أنَّني تنازَلْت ولَم أَجْنِ أيَّ فائدة، ولا حتَّى فائدة معنوية بشعوري بأهَمِّيتي، أو الاعتماد عليَّ، أو أن هناك مَن يقدِّر مؤهِّلي، لا أعرف السبب لذلك؛ هل لأنَّني لا أملك التعبير عن نفسي بالصورة الجيِّدة، أم لأنني لا أملك مهاراتِ تَواصُل جيِّدة؟

 

فعلاً تَحيَّرتُ في أمري، وحاولت كثيرًا التحسين من نفسي ومن أدائي، ولكن دون فائدة؛ فحالتي تزداد سوءًا.

 

آسفة على الإطالة، ولكن والله هناك الكثير بداخلي لَم أَبُح به إلى الآن، ولكنِّي أرجو أن تكون حالتِي الآن واضحة أمامكم، وأتَمنَّى أن تساعدوني في إيجاد حلٍّ لَها، جزاكم الله خيرًا، وأتمنَّى لو كانتْ هناك فرصة للحديث معًا مباشرة في الْهاتف، أو مقابلة شخصيَّة، واعذرني على التشتُّت في الأفكار، والذي يتَّضِح في سردي لحكايتي ومشكلتي، ولكنَّه والله جاء رغمًا عنِّي، فهذا ما أُعانيه منذ مدَّة، إحساس بالتشتُّت الذِّهني، وعدم الرغبة في عمل أيِّ شيء، وفي النهاية أودُّ أن أشكركم على الاهتمام.

الجواب:

أختي العزيزة, وفقكِ الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

في الحقيقة، لقد وصلَتْني استشارتكِ متأخِّرة عشرة أيام عن تاريخ وصولِها إلى الموقع، وكنتُ في تلك الأيام مريضة جدًّا، فخشيتُ أن أتأخَّر في الردِّ عليكِ، فقمتُ بتحويل استشارتكِ إلى إحدى المستشارات العزيزات لتردَّ عليكِ، ولكنْ ها هي استشارتكِ تعود إلَيَّ مرةً أخرى.

 

وما كان ما كان إلا قدَرًا مقدورًا، فهذا قدَرك يا عزيزتي، ما استطعنا أن نَمْنعه رغم احتيالنا لِمَنعه، وهذا ما يجعلني أفكِّر الآن بأنَّ الرِّضا بالقضاء والقدَر هو ما أنتِ بحاجة إليه حقيقةً؛ لتتجاوزي هذه المشاعر الاكتئابيَّة التي تَمُرِّين بها؛ فالرِّضا بالقدَر هو العلاج الأول والأخير الذي أنصحُ به في معظم استشاراتي.

 

حين تَمْضي بنا سفينة القدَر، تقطع عباب الحياة المكتوبة لنا من قَبْل أن نُخلَق فيها، فلن نَمْلِك أمام مُضيِّها بنا سوى الدُّعاء لإعادة توجيه دفَّتِها، وفي حضرة الدعاء إمَّا أن يُستجاب لنا فتسير السفينة كما تشتهي الأنفس، أو تُدَّخَر الإجابة لِحِكْمة أرادها الله - تعالى - فتمضي بنا السفينة بِما أراد الله وقدَّر، لا بِما اشتهت الأنفس وتَمنَّت، والحمد لله من قبْلُ ومن بعد، الحمد لله على كلِّ حال وفي كل الأحوال.

 

ذكَّرَتْني قصتُكِ بقصة قديمة جدًّا قرأْتُها في إحدى المجلات تحت عنوان: "ارتديتُ مواهبي ولَم أجد مكانًا أذهب إليه"؛ يؤكِّد صاحب القصة على "نقطة التحوُّل" التي غيَّرَتْ مسار حياته بعد سلسلة طويلة من المعاناة والكفاح والتجارب المريرة، ومن يدري؟ ربَّما وجدْتِ أنتِ أيضًا نقطةَ تَحوُّلِكِ بين سطور هذه الاستشارة، أو لعلَّها مدَّخرة في بطنِ موقف من المواقف المستقبليَّة التي لا يعلمها إلا الله.

 

يقول "بروس بارتون" صاحب القصة: "تعلَّمْتُ في مطلع العمر ما يتعلَّمه غيري في وقتٍ متأخِّر جدًّا، وقد لا يتعلمه البعض أبدًا، وهو أنه ما دام الرجل يحتفظ بصحَّتِه وشجاعته، فإنَّ كلَّ تجربةٍ مرَّتْ به مهما تكن شاقة ومُرَّة، يمكن أن تنقلب إلى منفعة".

 

فاستفيدي أنتِ أيضًا من هذه التجارب المريرة التي مرَّتْ بكِ، ولا تدعيها تَمُرُّ عليكِ مرورَ الكرام على الكرام، تألَّمي يا أُخَيَّتي وتعلَّمي؛ فكلنا عِشْنا الحياة ونحن نتألَّم ونتعلم!

 

لقد عمل الكثير من الناجحين في وقتٍ ما من حياتهم في وظائف بسيطة، بل وربَّما مهينة، سواء كانوا من النَّاجحين العرب أم الناجحين الغرْبيين، وإليكِ بعضَ الأمثلة؛ لتتشجَّعي:

 

عمل "هنري فورد" صاحب شركة "فورد" - إحدى أهمِّ شركات إنتاج السيَّارات في العالَم - في مزرعة والدِه، ثم عمل ميكانيكيًّا في "ورشة" لتصليح وتصنيع المحرِّكات، ثم عمل في مَجال إصلاح الساعات، ثم عاد وعمل مع والده في تقطيع الأشجار، ثم عمل كمُهَندس في شركة للكهرباء، قبل أن ينجح أخيرًا في تصميم سيَّارته!

 

أما "انغفار كامبرد" صاحب مؤسسة "إيكيا"، فقد بدأ حياته في بيع الكبريت، ثم انتقل إلى بيع السَّمك، ثم تخصَّص في بيع أقلام الحبر الجافِّ وأقلام الرَّصاص، قبل أن يقرِّر أخيرًا افتتاح مؤسسة صغيرة يكون فيها سيِّد نفسه، وتولَّد من خلالِها "إيكيا" بشكلها الحالي.

 

الشيخ "سليمان الراجحي" صاحب "مصرف الرَّاجحي"، بدأ حياته بتِجارة الكيروسين، ثم عمل حَمَّالاً، فطبَّاخًا، ثم استقلَّ وافتتح بقالة صغيرة، ثم عمل في مَجال الصَّيْرفة، فكان يبيع ويشتري العملات من الحُجَّاج، حيث كانت بداية انطلاقته في عالَم المال والاقتصاد.

 

"رفيق الحريري" رئيس وزراء لبنان الأسبق، بدأ عمَلَه بقطف الحمضيَّات لِكَونه ابنًا لِمُزارع، ثم أصبح مصحِّحا صحفيًّا، ثم مُحاسبًا، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعوديَّة، وعمل فيها مدرِّسًا للرياضيات، ثم عاد إلى تدقيق الحسابات مجدَّدًا في إحدى الشركات الهندسية، ثم أنشأ شركته الخاصَّة للمقاولات، ومن خلالها انطلق في مَجال المال والأعمال والسياسة!

 

فما القاسم المشترك بين هؤلاء الناجحين على اختلاف أحوالهم وجنسيَّاتِهم ولغاتهم وأديانهم؟

 

أولاً: جميعهم تحمَّلوا ألَمَ المعاناة بِصَبْر وإرادة نَجاح وعزيمة عمل لا تُضاهَى.

 

ثانيًا: كانت لديهم طموحات ورُؤًى وآمال ساروا على هُداها، ومشوا على خُطاها، ولم ييئسوا في سبيل تحقيقها والوصول إليها.

 

ثالثًا: جَميعهم ساروا في الأرض، وتنقَّلوا من عملٍ إلى عمل، قبل أن يستقرُّوا أخيرًا على العمل الذي قفز بِهِم إلى مصافِّ الأغنياء والمشاهير والنَّاجحين، وقد قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾[الملك: 15].

 

إذًا؛ عليكِ بالصِّبْر، ولا تيئسي من رحمة الله - تعالى - ولا تغرسي نفسَكِ في مكان لا تجدين فيه نفسكِ، بل اسْعَيْ في الأرض، وفتِّشي عن أرضٍ صالحة تنبت فيها طموحاتكِ، حتَّى تستوي على سوقها وتُعْجِب الزُّرَّاع!

 

لا أقول لكِ: اتركي عملكِ الحالِيَّ، لكن أقول: لا تجعليه نِهاية طموحاتكِ، ومنتهى أحلامكِ، ومتَى أُتِيحت لكِ فرصةُ عمَلٍ جيِّدةٌ في مكانٍ أفضل، فلا تضيِّعي هذه الفرصة من بَيْن يديكِ، المهمُّ هنا ألاَّ تيئسي؛ لأنَّ الخير قادمٌ بِمَشيئة الله، فأنتِ لا تزالين صغيرة جدًّا، وتمتلكين شهادة رائعة، ولديكِ العديد من المهارات والمواهب، وتمتلكين إرادة النَّجاح، والرَّغبة في الكفاح.

 

كَذَا الْمَعَالِي إِذَا مَا رُمْتَ تُدْرِكُهَا
فَاعْبُرْ إِلَيْهَا عَلَى جِسْرٍ مِنَ التَّعَبِ

 

وعسى الله أن يقدِّر لك الخير حيث كان، ويرضِّيكِ بقضائه، ويبارك لكِ في قدَرِه، ويسعد قلبكِ الصغير في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.

 

أمَّا بالنسبة لمهارات التَّواصُل فلا بُدَّ أن تطوِّري نفسكِ بنفسكِ؛ من خلال القراءة والْمُشاهدة والاستفادة الكاملة من النَّصائح الذهبيَّة الَّتي يقدِّمها المختصُّون في هذا المجال، ولأنَّ الحديث حول هذه المهارة حديثٌ ذو شُجون، فسأكتفي هنا بوضع بعض الرَّوابط والكتب والمُحاضرات الصوتيَّة، متمنِّية أن تجدي فيها الفائدة المرجوَّة:

 

من المواقع الإنجليزية المختصة في هذا المَجال:

1 - موقع أدوات العقل: http://www.mindtools.com/page8.html

 

2 - موقع مهارات الاتِّصال: http://www.communication - skills.info

 

ومن الكتب:

1 - كتاب "كيف تتحدَّث إلى أي شخص في أي وقت وأيِّ مكان؟" تأليف: "لاري كنج"

 

2 - كتاب "فَنُّ التواصل مع الآخرين" إعداد: محمد هشام أبو القمبز

 

ومن المحاضرات: أنصحكِ بِمُتابعة هذه المحاضرة الصوتية الماتعة بعنوان "فَنُّ الاتِّصال مع الآخرين" للمدرب د.محمد النعيمي:

الجزء الأول:

http://www.youtube.com/watch?v=GEAj401gOB4&feature=related

 

الجزء الثاني:

http://www.youtube.com/watch?v=taeDc0YIA5s&feature=related

 

ولعلاج الاكتئاب الذي يَمُرُّ بكِ الآن؛ أنصحكِ بتناول كبسولات أوميغا 3Omega 3 - Capsules 1000mg يوميًّا لمدة لا تقلُّ عن شهرين.

 

واكْتُبِي Omega 3 for Depression على مُحرِّك البحث Google؛ لتتعرَّفي على الدراسات المهمة المتعلِّقة بهذا الموضوع.

 

ولا تنسَيْ الارتباط بالله أوَّلاً وآخرًا؛ فكلنا نخذلكِ إلا الله - جلَّ في علاه.

 

إِنْ مَسَّنَا الضُّرُّ أَوْ ضَاقَتْ بِنَا الْحِيَلُ
فَلَنْ يَخِيبَ لَنَا فِي رَبِّنَا أَمَلُ
اللهُ فِي كُلِّ خَطْبٍ حَسْبُنَا وَكَفَى
إِلَيْهِ نَرْفَعُ شَكْوَانَا وَنَبْتَهِلُ

 

فيَمِّمي إلى الله بالدُّعاء والشَّكاة، وأحسنِي الظنَّ في خالقكِ؛ فقد قال الله - عزَّ وجلَّ – في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث ذكَرنِي)).

 

فَلاَ تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سَوْءٍ
فَإِنَّ اللهَ أَوْلَى بِالْجَمِيلِ

 

واصبري يا عزيزتي، واعْلَمي أنَّ كل ما يأتِي من عند الله فهو خيْرٌ، ولِخَيرٍ في الدُّنيا والآخرة، ثقي بذلك:

 

وَإِنِّيَ صَابِرٌ رَاضٍ شَكُورٌ
وَلَسْتُ مُغَيِّرًا مَا قَدْ أَنَالاَ
صَنِيعُ مَلِيكِنَا حَسَنٌ جَمِيلٌ
وَلَيْسَ لِصُنْعِهِ شَيْءٌ مِثَالاَ
وَرَبِّي غَيْرُ مُتَّصِفٍ بِحَيْفٍ
تَعَالَى رَبُّنَا عَنْ ذَا تَعَالَى

 

قال بعض الحكماء: "عواقب الأمور تتشابه في الغيوب، فرُبَّ محبوبٍ في مكروهٍ، ومكروه في محبوب، وكم مغبوطٍ بنعمة هي داؤُه، ومحرومٍ من دواءٍ حِرْمانُه فيه شفاؤُه، ورُبَّ خيرٍ من شرٍّ، ونفع من ضرٍّ".

 

وكما بدأتُ جوابي بتذكيري إيَّاكِ بالرضا بالقضاء والقدَر، أختم جوابي بالوصيَّة لكِ بالرِّضا بالقضاء والقدَر؛ فهو دواء القلوب المؤمنة المعذَّبة، شرح الله صدركِ، ويسَّر لكِ أمركِ، ورزقكِ من حيث لا تحتسبين، اللهم آمين.

 

دمتِ بألف خير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • يائسة من الزواج(استشارة - الاستشارات)
  • لم أستطع تحقيق حلمي في الحياة(استشارة - الاستشارات)
  • فقدت طعم الحياة وملأ اليأس حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • صرخات يائسة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أشعر بالموت في كل لحظة، وتوقفتْ حياتي، فماذا أفعل؟(استشارة - الاستشارات)
  • ذنبي أفسد علي حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • خطبة: هذا أسعد يوم في حياتي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدخلات أهل زوجي أفسدت حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • قنوط ويأس من حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • مستر ميلر وموقفه التربوي في حياتي!(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب