هل الانتحار هو الحل للاكتئاب؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نشكر لك أختي الكريمة ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكون لك خير مُعينٍ بعد الله في تجاوُز مشكلتك.

في البداية يجب أخْذُ فُحوصات شاملة للجسم، والتأكد مِن الخلو مِن الأمراض التي تُسَبِّب تلك الأعراض، وعليك التركيز على الأمراض التالية وهي: فقر الدم، ونشاط الغدة الدرقية، ونقص فيتامين (د)؛ لأن هذه الأمراض مِن الممكن أن تُسَبِّب لك هذه الأعراض.

في حال خُلُوك تمامًا من الأمراض العضوية، نأتي للكشف عن الأمراض النفسية، فالأعراضُ التي ذكرتِ تتطلب منك الذهاب للطبيب النفسي والتشخيص الدقيق؛ لكي لا تتطوَّر حالتك، وقد يكون علاجها بسيطًا جدًّا، ولكن عليك الالتزام بما يراه الطبيب النفسي.

وإليك بعض النصائح التي مِن الممكن أن تساعدك في التخفيف من مشكلتك:

• اقرئي كثيرًا في كُتُب بناء الثقة في النفس، أو شاهدي مقاطعَ تعزيز الثقة بالنفس في اليوتيوب.

• كلما غلبك التفكير والوسوسة أكْثِري من الاستعاذة بالله مِن الشيطان الرجيم، واشغلي نفسك بكثرة الذِّكْر والاستغفار.

• حافظي على الأذكار اليومية، واجعلي لنفسك نصيبًا يوميًّا من قراءة القرآن.

• إن والديك هما سبب وجودك بعد الله في الحياة، فاحرصي على طاعتهما ورضاهما.

• أبْعِدي فكرة الانتحار عن رأسك، فنهايتُها ومصيرُها لا يجعل منه سببًا أو حلًّا للجوء إليه، ولن ترتاحي في الدنيا ولا الآخرة، ولا تعتقدي أنك الوحيدة في هذه الحياة التي لديها المشاكل، بل هناك مَن يُواجهون أصعب من حالتك، وهناك المكلومون والمقعدون والمرضى أمراضًا مزمنة، ولكنهم لم يفكروا في الانتحار، ولم يلجؤوا له، لذلك اصبري واحتسبي الأجر من الله، فالمؤمنُ مُبْتلًى.

أختي الكريمة، ما زلتِ في مقتبل العمر، فلا ترهقي نفسك بالتفكير في الحزن، وانهضي على قدميك للبدء بحياة مختلفة ورائعة، فأنت قادرة ما دمتِ متفائلةً، واتركي الناس وردود فعلهم لهم، ولا تلتفتي لما يقولون؛ فرأيُهم لن يُقَدِّمَ ولن يؤخر في حياتك شيئًا ما دامت لديك أهدافٌ وخطط لحياتك تسعَين لتحقيقها، وبإذن الله ستجدين التوفيق والنجاح.

لا تتردَّدي في الذهاب للطبيب النفسي للحصول على التشخيص الدقيق، وستجدين الشفاء بإذن الله.

ختامًا تمنياتي لك بحياة سعيدةٍ، ومُستقبل مُشرقٍ