• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / تعليم / التخصص الجامعي والأكاديمي
علامة باركود

هل أتخصص في علم النفس؟

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2012 ميلادي - 18/12/1433 هجري

الزيارات: 21754

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعرف إن كنتُ أحبُّ هذا التخصص أم لا؟ فقد احتجتُ لهذا العلم في فترة انتكاسة قديمة، قبل 8 سنوات تقريبًا، بعد أن أنهيتُ الثانوية، شعرتُ بالاختناق، بسبب منعي من السفر لإكمال دراستي الجامعية، التي كنتُ أراها شيئًا ضروريًّا وأساسيًّا في تحديد مستقبلي؛ فإما أن أكونَ شخصًا ذا شهادة جامعية، أو شخصًا ليس له مهارة وظيفية، يتخبَّط من وظيفة إلى أخرى، بروح ميتة خالية مِن الحماس والمهارة، مع العلم أن الظروف لم تَسمَح لي بالدراسة حينها.

المهم أنَّ ما مررتُ به كان يُشعِرني أنني مقيَّد وعاجز تمامًا، ومن طبعي الحرية؛ لأنها أهم شيء في حياتي.

قرَّرتُ أن أعالج نفسي، أو حتى أشخِّص حالتي بنفسي، عن طريق النت، بالاستفسار والاستشارة، أعتقد أني كنتُ مصابًا بقلق واكتئابٍ، استنتجت أن علاجي (سلوكي)، والأفضل أن يكون على يد طبيب، ولم تكن حالتي صعبةً لتحتاج إلى تدخُّل طبيبٍ؛ فقرَّرت أن أبحث عن (كيفية العلاج السلوكي)، وهكذا والاطلاع تعمَّقت شيئًا فشيئًا في علم النفس، ووقَعتْ عيني على علم "البرمجة اللغوية العصبية" ، والحمد لله رصيدي الديني عالٍ؛ فكل شيء يمر عليَّ لا بد أن يمر على اعتقادي الديني؛ لهذا تجاوزتُ كل المحاذير في هذا العلم.

وأنا - بشكل عام - لم يُعجِبْني سوى الخلاصة، أو وجهة نظر هذا العلم، حتى إني لم أكترث لفرضياته أو حتى بتقنياته؛ فقط شدَّني أن "الفكر يتحكَّم في المشاعر والسلوك"، وبالاستفسار عن الكيفيَّة عَرَفتُ أن الفكر أو العقل يحتوي على عقلٍ باطن في صفته الثانية، التي أسميها (النفس)؛ لسهولة الاستيعاب، فأنا بفكري أتصل مع (نفسي، أو عقلي الباطن)، فأتغير لما أريده؛ مستنِدًا على قوله - تعالى -: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، وأيضًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

إذًا ما أريده وجدتُه، فأنا أريد الشيء المتعلق بـ(تغيير السلوك)، وقد وجدتُه هنا، بأن ما يغير السلوك هو الفكر - بإذن الله طبعًا.

لا أريد تلك (الشطحات)، فأنا أقنع نفسي بأن كل علم يقبل أن يمر بثلاث مراحل: إما بشكل سطحي، أو بشكل وسطي، أو بشكل عميق.

وبعلم النفس قد أصلُ إلى الضياع، أو حتى الإلحاد بالله، فأعتمد على قوتي النفسية فقط، والعياذ بالله، والحمد لله أني لم ولن أصل لهذا العمق!

المهم أثناء رحلتي هذه، نسيت الهدف من دخولي هذا العلم، ولأجل السلوك وتغييره؛ فقد (خرجتْ) رغبتي الدفينة التي لم أكن أدركها؛ فقد شدَّني موضوع (الطاقة) جدًّا، بعد أن تعرَّفت عليها أثناء الرحلة، بسؤالي: (لماذا الفكر له هذه القوة؛ بحيث يستطيع أن يغيرَ حتى السلوك؟).

لستُ أنا مَن جَعَلَني أهتم بالطاقة؛ فقد كانتْ رغبة داخلية، وكنتُ أشعر بنشوةٍ عارمة مِن دراستي هذه، وكل هذا لأجل أعظم قيمة أمتلكها "الإيمان القوي بالله"، فهذا أعظم هدف لديَّ منذ صغري.

أكملتُ التبحُّر في دراسة الطاقة والهالة، متغاضيًا عن التعمق الغير ضروري بالنسبة لي؛ وكلما مرَّ عليَّ شيء غريب كنتُ أقول: الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل هذا، عندها جاء صوت داخلي بضرورة "ربط علم الطاقة بالدين"، طالما أن هدفي في النهاية هو ارتقاء إيماني الداخلي بالله.

وخلاصة ما استنتجتُه من علم الطاقة أن الطاقة هي مادة (أثيرية) تنتشر على نطاق الكون، فتؤثر وتتأثَّر بكل شيء في الكون؛ لأن كل الكون - بما فيه - مصنوعٌ من مادة الطاقة بعد أن صنعتْ من الذرة، وما يهمني هو جزء (التأثير والإنتاج) من الطاقة، فوجدتُ أن (الفكر) بوظيفته قادر - بعد إذن الله - على أن يتحكَّم في هذه الطاقة، فأستطيع أن أحقِّق ما أريد؛ فأنا طاقة، وما أريده - أكان داخليًّا أم خارجيًّا؟ أكان صفة أم مادة؟ - عبارة عن طاقة؛ فأستطيع جذبَ ما قدَّر الله لي أن أجذبه لتحقيق ما أريد، كأن أجذب شخصًا بابتسامتي، وأعرف أن طاقة الابتسامة ستؤثِّر عليه، وفعلًا أجدُها تؤثِّر، وأجدُ النتائج المطلوبة؛ كأن أتفاءل بشيء وأجده، أو شخص أريد مكالمته، وبعد تفكيري به يكلِّمني، وكما في الحديث القدسي: ((أنا عند حسن ظن عبدي بي...))، أريد من الله شيئًا فأناله بإذنه؛ فمهمتي بذل (السبب)، والنتائج بيد الله، فالطاقة بمثابة (السبب المبذول)، وهكذا - بشكل عام - عرفتُ الطاقة، وكيف تعمل؟ ولماذا؟

لكن بقي الأهم، وهو أنا؛ فأنا أريد أن أصل لأعظم غايتي، وهي أن أكون مؤمنًا قويًّا على درجة عالية من الإيمان بالله، فأقنعتُ نفسي أن: ((المؤمن القوي أحب إلى الله مِن المؤمن الضعيف...))؛ لأن القوي يتفوَّق على الضعيف، لكونه (يعمل، ويؤثر، وينتج) لأجل خدمة دينه، وأن هذا الإنتاج من الشخص نتيجة ثقته بنفسه، وأن الثقة نتيجتها معرفة النفس واحترامها واستخدامها، وكل هذا بسبب طاقة الإنسان التي أمرنا الله أن نزكِّيها، إذًا السؤال: كيف أصل لغايتي، وهي الإيمان القوي بالله؟

(وأيضًا كيف أستخدم أو أستغل هذه الطاقة)، التي عرَفتُ أنها قوة الإنسان الداخلية؟ كيف أربط الطاقة بديني؟

في كل مرة أجد نفسي إما مهتمًّا بالدين فقط - (اتباع منهج الإسلام) - أو أجد نفسي أكرِّس الوقت في الطاقة والاهتمام بها، وهذا ما سبَّب لي الضيق؛ لأن كل ما أريده أن أجعل الأمرين شيئًا واحدًا، والاهتمامين اهتمامًا واحدًا، ولأني مسلم فالأساس هو الإسلام، ومنه تبدأ القوى في الظهور، وعندها وجدتُ (رابطًا)؛ وهو: (الروح)، هنا تنفَّستُ الصُّعَداء، فعندما أتكلَّم عن الطاقة والفكر؛ فإني أهتم (بالنفس)، وعندما أهتم بالدين وأوامره ونواهيه؛ فإني أركز على (الروح دون أن أركز على الاسم).

كنتُ أرى أن الأمرين نفسٌ ودينٌ؛ إذًا كل ما عليَّ فعله فقط هو أن أغَيِّر نظرتي، وأقول: (نفس وروح)، بدل النفس والدين، وذلك - على الأقل - مؤقتًا.

هنا بدا لي كل شيء سلسًا ومتيسرًا، إذًا بتركيزي على الروح وجدتُ أن هذه الطاقة التي أدرسها لها (جذور)، فطالما علمتُ أن الطاقة تنتشر في الفكر، وأجذب بها ما أريد تحت قانون الجذب، لكن كان عليَّ الآن أن أصل إلى جذور هذه الطاقة، هذا هو ما كنتُ أبحث عنه وأنا لا أدري، ووجدتُ بعض الفلاسفة والملحدين قد شطحوا هنا:

فقال البعض: إن الله هو الطبيعة - والعياذ بالله.

وقال البعض: إن الله في أعماقنا - تعالى الله عن ذلك.

وقالوا هذا بعد أن شعروا بطاقاتهم الروحية العميقة، التي أسموها (الكينونة)، بل قالوا: إن الكينونة هي حالة من الغبطة الإلهية، وليستْ هي طاقة، إنها حالة من الوجود التجاوزي.

أنا لا أريد أن أشطح مثلهم، إضافة إلى أن هذا قد يصلني إلى الإلحاد، كما أنه ببساطة لا ينفعني أصلًا.

إذًا أريد هذه، التي يقولون عنها الكينونة، وأسميتها: (الطاقة الروحية)؛ إذًا الطاقة الروحية توقظ روحي، وتستيقظ نفسي بها، وينتشر النور بداخلي، فأجد نفسي أحمل طاقة (نفسية روحية في أعماقها)؛ فأستخدمها في حياتي.

أما في الأمور العادية أو في علاج الناس بالرقية الشرعية، فوجدتُ أن الشخص قد يستخدم الطاقة في العلاج، وقد ينجح؛ لأنه يصدر طاقة سليمة، (ليعوِّض) بها طاقة المريض الضعيفة، ووجدتُ أن العلاج بالقرآن والسنة (أقوى آلاف المرات)؛ لأن الوسيلة موجودة؛ وهي: "طاقة الإنسان، والطاقة الجبَّارة القوية"، وهي طاقة الرقية الشرعية - بإذن الله.

أعجبني جدًّا علم الطاقة، خاصة أنه مرتبط بالروح، والروح ما هي إلا من أمر الله، وغايتي أن أصل لأعلى درجة إيمان بالله.

المشكلة: أني (تُهْتُ) الآن، وخاصة أني أتأثر كثيرًا بمَن حولي، وأعتقد أنني ضعيف الشخصية إثر هذا، تاه علمي في منغِّصات الحياة، ولا أجد الآن طرف الحبل؛ فاستشارتي عن (البداية)، من أين أبدأ، لكي أكمل طموحي ورغبتي؟

المشكلة إذا قلتُ: علم النفس، فإني - كما قلتُ - قد تعمقتُ إلى أبعد من النفس، بخوضي في موضوع الطاقة والروح.

هل دراستي لعلم النفس هنا ستكون مضيعة للوقت، مع العلم أني في آخر سنة سأدرس علم (الباراسايكولوجي)، وأعتقد أن ما كتبتُه هو من قلب هذا العلم؟ أو: هل دراستي لعلم النفس (ستصقل) معلوماتي أكثر، وأستفيد منها لأجل رقيي الروحي؟ هل أبدأ في انضمامي إلى معهد للتنمية البشرية؟

لكني لا أجد أن التنمية البشرية (وحدها) تخصص أصيل، يسمح لي أن أنطلق في عالم يرحِّب في الشهادات الجامعية أو لا، مع العلم أني لم أكمل دراستي الجامعية؟ لا أدري من أين أبدأ، هل تجدوني مناسبًا لهذا العلم؟ هل ممكن أن أصبح طبيبًا نفسيًّا، مع العلم أني سأدرس بنظام انتساب؟

ولو درست بنظام الانتظام أعتقد أني سأدرس تخصصًا آخر؛ كعلوم إدارية مثلًا، أو علوم سياسية، وأستفيد مما تعلمتُه في علم النفس في هذه العلوم الغير نفسية، لكن التخصُّصات الغير نفسية هذه سأفكر فيها إذا رجعتُ إلى بلدي، ودرستُ بانتظام في حياة جامعية اجتماعية.

فاختياري هنا: إما أن أسافر لأدرس في الجامعة في تخصُّص آخر، أو أن أجلس في هذا البلد، وأدرس بنظام الانتساب في علم النفس!

أعتقد أني بدراستي لعلم النفس سأكون ما زلتُ مقيدًا، وأنا أعشق الحرية، إذًا علم النفس هنا سيكون بمثابة تخصص يُفِيدني أولًا، وأنطلق فيه للعالم ثانيًا.

كل ما درستُه في علم النفس قد ترسَّخ، وقابل للاستخدام، فعليَّ أن أختار أي تخصص غير نفسي، وأمارس فيه كل ما تعلَّمته، وأستغل طاقتي فيه، وأنجح.

ماذا أفعل؛ فأنا محتارٌ؟ وفي الوقت نفسه متحمِّس جدًّا، كما أشعر بالاكتئاب، ربما ما زالتْ مشكلتي القديمة لم تحل (تقيد حريتي).

 

أرجوكم ألَّا تنزعجوا مما كتبتُ، ومن عدم وضوح الفكرة؛ فهي وإن لم تكن استشارة، فهي مجرد فضفضة؛ لأني لم أجد مَن يفهمني، وجزاكم الله خير الجزاء.

 

الجواب:

بسم الله الموفِّق للصواب

وهو المستعان

 

أيها الأخ الفاضل، بصَّركَ الله أرشدَ الطرقِ، وهداكَ لأقوم السبُل، لقد تنقَّلتَ في بحثكِ النفسي بغير هادٍ حتى التبس عليك خليطٌ من المعارف في المجال النفسي؛ مثل: "علم النفس"، و"علم البرمجة اللغوية العصبية"، و"علم الطاقة"، و"علم الباراسيكولوجي"، وكلها علوم منفصلة، ترتبط بعلم النفس، ولكنها ليستْ بعلم النفس، ولا هي بفرع من فروعه!

فالطاقة الكونية "Universal Energy" التي تدورُ في فلكها، وتحسبُها علمَ النفس، ما هي بعلم النفس، فالذي أعلمه أن هذا العلم يتكئ في أصوله على فلسفات شرقية وثنية! تختلف مسمَّياتها باختلاف الثقافات التي تؤمن بها؛ فالصينيون مثلًا يسمون هذه الطاقة: " chiأو ch'i أو qi"، والترجمة الحرفية "للتشي"؛ تعني: التنفس أو الهواء، أما اليابانيون فيسمونها ki، ويسمِّيها البوذيون في منطقة التبت Lüng، وتسمى Pranaعند الهندوس، أما الإغريق فيسمونها pneuma.

والقاعدة تنص على أن "ما بُنِي على باطل فهو باطل"، وأتذكر قبل بضع سنين حين بدأ هذا العلم في الظهور والانتشار، كيف اشتد نكير العلماء لهذا العلم، وما دمتَ - أيها الأخ الكريم - غير ملمٍّ بجذور العلم وأصوله، فلن يكفيكَ أن تكون مؤمنًا بالله - تعالى - لتتقيَ الشر الذي فيه، خاصة أني ألمح في كلامك عن الطاقة شيئًا من جنس كلام الفلاسفة! ما يجعلك: ((كالراعي يرعى حول الحِمَى يوشك أن يقع فيه))!

أما البرمجة اللغوية العصبية " Neuro-linguistic programming - NLP"، فعلم تأسَّس بناؤه على يد رجلينِ، لا علاقة لهما ألبتة بعلم النفس؛ الأول: "ريتشارد باندلر" - طالب الرياضيات في جامعة كاليفورنيا في "سانتا كروز" - والآخر: "جون غريندلر"؛ أستاذ علم اللغويات في نفس الجامعة!

ويستند هذا العلم إلى بعض المعارف؛ مثل: علم النفس السلوكي، وعلم اللغة، والتنويم المغناطيسي، ويهدف إلى توجيه الأفراد لتثقيف أنفسهم بأهمية الوعي الذاتي، والتواصل الفعَّال، وتغيير الأفكار! بل وعلاج الأمراض النفسية؛ كالخوف المرضي والاكتئاب، بَيْدَ أنه لم ينجح بشكل واقعي في تحقيق ما يدَّعيه، ولذلك وضعتْه "ويكيبيديا" ضمن قائمة العلوم الزائفة وغير المعتمدة "List of topics characterized as pseudoscience ؛ ينظر هنا:

http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_topics_characterized_as

_pseudoscience

وقد جاء هذا التصنيف بعد أن ظهر مفهوم جديد في مجال العلوم، يعرف باسم الممارسة المِهْنِية المبنية على البراهين "Evidence-based practice"، يهدف إلى توظيف البحوث التجريبية ذات الدلالة الإحصائية، في تقصِّي الحقائق حول العلوم التي تزعم فعالية تقنياتها، وتطبيقاتها العلاجية.

وفي استطلاع مهم للاختبارات والعلاجات النفسية التي فقدتْ مصداقيتها، أجراه "جون سي نوركروس" - أستاذ علم النفس في جامعة سكرانتون The University of Scranton - مع آخرين عام 2006م؛ أتت البرمجة اللغوية العصبية في ضمن هذه القائمة المشكوك في صِدْقِها!

أما الباراسيكولوجي "Parapsychology" - ما وراء علم النفس، أو ما وراء الطبيعة - فموضوعه القدرات فوق الحسية، والظواهر الخارقة للعادة؛ كالتخاطر، والتناسخ، وخروج الروح من الجسد، والقوى الخارقة على تحريك الأشياء، والجلاء البصري، والمس، ونحو ذلك، وكما تفهم من اسم هذا العلم فهو يختلف عن علم النفس المَعنِيِّ بدراسة السلوك! وقد تخرَّجت في قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، ولم أدرس - ولو عرضًا - مادة "الباراسيكولوجي"!

وكل هذه العلوم - باستثناء علم النفس - تدخل في رأيي في باب: ((إن من العلم جهلًا))؛ رواه أبو داود، "قيل: وهو أن يتعلَّم ما لا يحتاج إليه؛ كالنجوم، وعلوم الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنة، وقيل: هو أن يتكلَّف العالم إلى علم ما لا يعلمه فيجهله ذلك"؛ ["لسان العرب"؛ لابن منظور].

وأرى أنكَ تكلفتَ إلى علم ما لا تعلمه، فأن تقرأ في هذه المباحث، ثم تحسبها علم النفس، فهذا أمر لا يبشِّر بخير، وليس فيما ذكرتَ شيء من علم النفس، إلا قولك: "إن الفكر يتحكم في المشاعر والسلوك"، فهذه فكرة نفسية وليدة نظرية شهيرة في علم النفس، وضعها عالم النفس الأمريكي "ألبرت إيليس"، وتعرف باسم نظرية: "ABC"؛ حيث الحرف (A) يرمز إلى الحادث أو الخبرة المثيرة والمنشطة، والحرف (B) يعبر عن نظام التفكير لدى الفرد Belief، بينما يرمز الحرف (C) إلى النتيجة أو الاضطراب الانفعالي Consequence؛ مثل: مشاعر الرفض، والقلق، وعدم الأهمية، والاكتئاب، وعدم الكفاءة وغيرها، ويرى "إيليس" في نظريته أنه على الرغم من أن (A)، وهو الحادث الذي يقع قبل ظهور الاضطراب الانفعالي، إلا أنه ليس هو السبب المباشر للنتيجة التي نشاهدها؛ الاضطراب الانفعالي (C)، وإنما ينتج هذا الاضطراب عن نظام أو نسق التفكير الموجود لدى الفرد، والذي يرمز له بالحرف (B)، سواء كان هذا النسق منطقيًّا أو غير منطقي"؛ ["نظريات الإرشاد والعلاج النفسي"؛ للدكتور محمد الشناوي].

ويعرف العلاج القائم على هذه النظرية باسم العلاج العقلاني الانفعالي ""Rational Emotive Therapy، وكذلك ما أشرت إليه عن العلاج السلوكي.

أما جملة كلامكَ، فخلطٌ بين علوم البرمجة اللغوية العصبية، والطاقة، والباراسيكولوجي! وقد احتقنتْ بعض أفكاركَ بالأغاليط والأخطاء التي تحتاج إلى تصويب؛ ومن ذلك:

قولك: "استنتجت أن علاجي (سلوكي)، والأفضل أن يكون على يد طبيب".

والصواب أنه لا يعرف وجه تقنيات العلاج السلوكي - المستند على نظرية السلوك المعرفي التي وضعها عالم النفس الأمريكي "دونالد هربرت ميكينبوم" - إلا مختصٌّ، أو معالج نفسي من خرِّيجي قسم علم النفس، لا الطب النفسي!

وقولك: "وبعلم النفس قد أصلُ إلى الضياع أو حتى الإلحاد بالله".

علم النفس علم نافع، متى ما أريد به وجه الله - تعالى - والدار الآخرة، وكان المسلم متمسكًا من علم الشريعة بما يلوي عنانَه عن مهاوي الخطأ؛ فسيقوده - بإذنه تعالى - إلى الله خالقه، والتبصر في نفسه وخلقه، لا إلى الإلحاد والضياع والكفر - كما تزعم!

ولو علمتَ لرأيتَ العديد من الأطباء النفسيين في الوطن العربي ممن يظهر على سمتهم التدين والالتزام - نحسبهم كذلك والله حسيبهم - وعلى رأسهم البروفسور "د. طارق الحبيب"، والبروفسور "د. عبد الله السبيعي"؛ فالمسألة إذًا لا تتعلق بعلم النفس، بل بالإنسان نفسه، وقابليته لقبول الحق أو الانحراف عنه!

قولك: "وكلما يمر عليَّ شيء غريب كنتُ أقول: الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل هذا..".

لو قيست الأمور على هذا النحو؛ لعُدَّت معظم العلوم النظرية والتطبيقية من البدعِ الواجب التحذير منها، باعتبارها من المحدَثات!

والصواب في المسألة أن يَزِن طالب العلم معارفَه بالكتاب والسنة، فإن وافقتْ ذلك صدَّق ما ورد عليه، وإن خالفتْ لم يَلتَفت إليها، والدليل ما رواه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في "صحيحه"، في كتاب (الفضائل)، باب: وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، وأبو كامل الجحدري وتقاربا في اللفظ، وهذا حديث قتيبة، قالا: حدثنا أبو عوانة عن سماك، عن موسى بن طلحة عن أبيه، قال: مررتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقومٍ على رؤوس النخل، فقال: ((ما يصنع هؤلاء؟))، فقالوا: يلقِّحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيَلقَح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أظن يغني ذلك شيئًا))، قال: فأُخبِروا بذلك فتَرَكوه فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: ((إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه؛ فإني إنما ظننتُ ظنًّا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدَّثتكم عن الله شيئًا فخذوا به؛ فإني لن أكذب على الله - عز وجل)).

وفي رواية الإمام أحمد، عن سماك أنه سمع موسى بن طلحة يحدِّث عن أبيه، قال: مررتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في نخل المدينة، فرأى أقوامًا في رؤوس النخل يلقحون النخل، فقال: ((ما يصنع هؤلاء؟)), قال: يأخذون من الذكر، فيجعلونه في الأنثى، يلقِّحون به, فقال)) :ما أظن ذلك يغني شيئًا)), فبلغهم فتركوه، ونزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئًا، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنما هو ظن ظننتُه، إن كان يغني شيئًا، فاصنعوا، فإنما أنا بشرٌ مثلكم، والظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم قال الله - عز وجل - فلن أكذب على الله)).

قولك: "عَرَفتُ أن الفكر أو العقل يحتوي على عقل باطن في صفته الثانية، التي أسميها (النفس)؛ لسهولة الاستيعاب".

والصحيح أن العقل واحد، وله مستويان:

الأول: العقل الواعي The conscious mind، وهو الاسم الذي أطلقه مؤسِّس علم النفس التحليلي "كارل يونغ" على الشعور أو "الوعي" عند فرويد، وهذا المستوى من التفكير هو الذي نستعمله في التفكير، وحل المشكلات، وتحقيق الأهداف، واتخاذ القرارات.

والثاني: الواعية الباطنة [1] "العقل اللاواعي، أو العقل الباطن، أو اللاشعور"The subconscious mind ، وهو مستوى من التفكير تتم فيه عملية خزن الخبرات والأحداث، وغالبًا ما تتم برمجته على نحوٍ سلبي خلال مرحلة الطفولة، ومن خلال التجارب، وما تبثُّه وسائل الإعلام من أفكار ورسائل، فنتصرف وَفقًا لهذه البرمجة الخاطئة بدون وعيٍ منا، من هنا يتم التدريب على إعادة برمجة الواعية الباطنة على نحو إيجابي للتعامل مع المشكلات، وتعديل النظرة إلى الحياة، ومن ثَمَّ تعديل السلوك وتغيير المشاعر، وهذه البرمجة للواعية الباطنة تتم بطريقة التكرار من خلال العقل الواعي؛ أي إن العقل الواعي هو مدرِّب الواعية الباطنة، ليتمكَّن من تحسين طريقة التفكير بإيجابية.

وللواعية الباطنة خمس وظائف رئيسة:

1- المساعدة على الشفاء الذاتي للجسم.

2- الحماية من الأخطار.

3- خزن الخبرات والتجارب.

4- جذب الأشياء التي نعتقد بها.

5- إرسال واستقبال المعلومات من وإلى العقل الجمعي.

ويضيف البعض مستوى ثالثًا للتفكير، يسمى: العقل الخارق أو العالي The Super Conscious mind، يشبِّهه الدكتور "نابليون هيل" بالحاسوب الضخم الذي يقوم بتشغيل كل الحواسيب الصغيرة الموصولة به.

نعود الآن إلى حيرتكَ بشأن التخصص، وما دمتَ قد استرشدتَنا فسنرشدكَ برأي، والرأي يخطئ ويصيب، والأمر إليك:

إن كان اهتمامُك بالطاقة قد بلغ حد الشغف - مع زعمك بأن لديك رصيدًا من الثوابت العقدية - فليس أمامك سوى التسجيل في دورة معتمدة؛ لأنه لا يوجد تخصص أكاديمي في هذا المجال.

أما علم النفس فلم أجد في كلامكَ عنه ذلك الشغف الذي يشجع على تحمل الألم وتخطي الصعاب! يدل على ذلك تغير رغبتكَ في التخصص بتغير طريقة التعلم انتظامًا أو انتسابًا! ومن لديه رغبة في دراسة علم، فلسوف يدرسه بأية طريقة كانت؛ انتظامًا أو انتسابًا أو عن بعد!

ما تملكه - أيها الأخ الفاضل - عبارة عن ثقافة نفسية، اسمح لي أن أصفها بالمضطربة! وهي لا تدفعني لأن أشير عليك بالالتحاق بدراسة علم النفس، ولكني أثق بأنها ستفيدكَ - إن شاء الله تعالى - في تعاملكَ مع نفسكَ والناس والحياة، ويبقى التخصص رغبة شخصية، فإن كنت تجد في نفسِك المقدرة على الإبداع في المجال النفسي، فأنت وذاك، ولكن رأيي أن تلتحق بأحد العلوم الإدارية؛ فسينفعك - بإذن الله - في الحياة العملية، ولا تنسَ الاستخارة؛ فما خاب من استخار.

أما مشكلة الاكتئاب، فعلاجها مبسوط في العديد من الاستشارات في قسم الاستشارات النفسية؛ فانظر فيها، وعسى الله أن ينفعني وإياكَ بما علَّمنا، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، ويعيذنا من علم لا ينفع، ولا بأس عليكَ، طهور - إن شاء الله تعالى.

 

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله، وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.



[1] وردت هذه الكلمة في مواضع عدة من "وحي القلم" للرافعي، وقد كتب الرافعي في هامش موضوع: "لا تجني الصحافة على الأدب"، ما نصه: "وضعنا هذه الكلمة لما يسمَّى (العقل الباطن)، وهي أدق في التعبير، تستوفي كل معاني الكلمة، ولا معنى لأن يكون هناك عقل، ثم يكون باطنًا غافلاً؛ فإن هذا لا يسوغه الاشتقاق".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اتخاذ القرار وتحديد التخصص الجامعي
  • تخصص الأحياء الدقيقة
  • مبتعثة محتارة في اختيار التخصص
  • ما هو تخصص الماجستير الذي يناسبني؟
  • أريد دراسة علم يختص ببناء الإنسان وسلوكه
  • اختيار المسار الدراسي
  • الرسوب في الجامعة
  • أدرس نظم المعلومات وأنا أحب علم النفس

مختارات من الشبكة

  • في أي العلوم أتخصص؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل أتخصص في العلوم الشرعية أو الفرنسية؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • تردد وخوف من اختيار تخصص اللغة الإنجليزية(استشارة - الاستشارات)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (خطبة) باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بين النفس والعقل (3) تزكية النفس - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تهذيب النفس للعلم وبالعلم لابن المبرد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب: الحفاظ على مقصد حفظ النفس في الشريعة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (صدق التوبة مع الله)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب