• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات تربوية / مشكلات الأطفال
علامة باركود

أحب ابنة خالتي ولكن!

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/1/2011 ميلادي - 11/2/1432 هجري

الزيارات: 93409

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أرجو أن تجيبوا عليَّ بالجواب الصحيح، أنا أحب ابنة خالتي حبًّا شديدًا، لكن المشكلة أنها أكبر منِّي بسنة، ما زال هناك وقت كبير حتى أفكِّر في الخطوبة، عمرها الآن 17 سنة، وأنا 16 فقط.

 

أنا أحبها جدًّا ونتبادل الرسائل والنظرات، لكن بدون تصريحٍ عمَّا بداخلنا، أنا أرجو أن أعرف هل تحبُّني أو لا، فماذا أفعل؟

 

أقسمت عليكم بالله أن تجيبوني بسرعة.

الجواب:

أخي الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قيل ليحيى بن معاذ الرازي: إن ابنك قد عشق فلانة، فقال: "الحمد لله الذي صيَّره إلى طبع الآدمي".

 

أجل، هذا هو طبع الآدمي؛ أن يحِبَّ وأن يُحَبَّ، فهو لا يملك من أمر قلبه شيئًا؛ لأن القلوب ملكٌ لله وحده يقلِّبها كيف يشاء.

 

قال رجل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين، رأيتُ امرأةً فعشقتها، فقال: "ذلك ما لا تملك".

 

وقد كان من دعاء الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك))؛ رواه الأربعة.

 

إن من العجب يا إسلام أن تسألنا نحن إن كانت ابنة خالتك تحبك أنت أم لا؟ برغم كلِّ ما يجري بينكما من تبادلٍ للرسائل والنظرات، أما علمتَ أن العيون تبوح بما لا تبوح به الألسن؟

 

 

إِنَّ العُيُونَ عَلَى القُلُوبِ شَوَاهِدٌ
فََبَغِيضُهَا لَكَ بَيِّنٌ وَحَبِيبُهَا
وَإِذَا تَلاَحَظَتِ العُيُونُ تَفَاوَضَتْ
وَتَحَدَّثَتْ عَمَّا تُجِنُّ قُلُوبُهَا
يَنْطِقْنَ وَالأَفْوَاهُ صَامِتَةٌ فَمَا
يَخْفَى عَلَيْكَ بَرِيئُهَا وَمُرِيبُهَا

 

فسؤالكَ إذًا ليس في محله لسببين:

الأول: أنه ليس من اختصاصنا أن نجيب على مثل هذه الأسئلة القلبية الغيبية، فالجواب الأكيد في قلب ابنة خالتك وحدها، وفي علم الغيب عند الله - تعالى - وليس في علم الألوكة!

 

والثاني: لأنك تستطيع معرفة الجواب من أهلك أو أهلها بحكم علاقة القرابة التي بينكما؛ فهي علاقة لصيقة جدًّا، وتستطيع من خلالها وبأكثر من طريقة أن تقف على حقيقة مشاعرها تجاهك.

 

هذا هو سؤالك، وهذا جوابي عليكَ، وكان من المفتَرَض أن تسأل أسئلةً أكثر أهمية من ذلك، ومع ذلك لن أدعك هكذا غارقًا في حيرتك، بل سأوضح لك بعض النقاط المطعَّمة ببعض التوجيهات على ضوء ما فهمته من استشارتك، راجية لك ولابنة خالتك كلَّ السعادة، وأن يكتب الله لكما الخير حيث كان، ثم يرضيكما به.

 

أولاً: ابنة خالتك تكبرك بسنة عمرية واحدة، وهذا ليس بالفارق الكبير على الإطلاق، وليس سببًا لعرقلة الزواج مستقبَلاً، ومع ذلك فإن هذا الفارق الصغير يتضمَّن في الواقع فارقًا فسيولوجيًّا كبيرًا غفلتَ عنه؛ فأنت - على الأرجح - قد أصبحتَ فتًى بالغًا منذ عامين، أمَّا ابنة خالتكَ فربَّما أصبحت فتاة بالغة منذ خمسة أعوام، لكون الفتيات يبلغن مبكرًا، وهذا يعني أنه في الوقت الذي أصبحتْ فيه ابنة خالتك فتاة مراهقة كنتَ أنت يا إسلام في نظرها لا تزال مجرد طفل.

 

ثانيًا: فارِق السن، كون المرأة تكبر الرجل ببضع سنين ليس بالأمر المعيب على الإطلاق، ولا يمثِّل أيَّة مشكلة؛ ما دام الاثنان متفقينِ على الزواج، ويشعران بالرضا والقبول، هذا إن كنتَ تتساءل: إن كان هذا الزواج على هذا النحو يصحُّ أم لا؟ لكن يبقى السؤال: هل ابنة خالتكَ ترضى بذلك، وتقبل الزواج بِمَن هو أصغر منها في السن أو لا؟ والجواب على ذلك أيضًا لا نملكه نحن، بل يجب أن يوجَّه مباشرة إلى ابنة خالتك عن طريق أهلها؛ لأن المسألة شخصية بحتة، ورأيي الشخصي هنا لا يضرُّ ولا ينفع، بل ولا هو بالمهم.

 

ثالثًا: الخِطبة ليست إلا وعدًا شرعيًّا علنيًّا بالزواج، أمَّا الوعود السرية الشيطانية التي تتمُّ من خلال المكالمات الهاتفية أو المراسلات الكتابية، عبر الورق أو الجوال أو البريد الإلكتروني - فليست إلا ذنوبًا في صحائف الأعمال، وأحجار عثرة يضعها المحبُّون بأنفسهم على دروب الزواج، فيحولون بذلك بينهم وبين تحقيق أمنياتهم وأحلامهم؛ وقد قال - تعالى -: ﴿ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].

 

فإن كنت تريدها وترغب بها كزوجة، فلا بأس من الخطبة، ولو في هذا السن، فالإسلام لا يعوق الزواج ولا الخطوبة في أيِّ سن، إنما هي عادات سيئة توارثتها المجتمعات العربية المسلمة، رغم تعارضها مع رغبات الإنسان وحاجاته النفسية والجسدية والعاطفية، ويجب علينا محاربتها ورفض تفشِّيها بيننا.

 

لو كان الإسلام يرفض زواج الصغير والصغيرة، لما ذكر لنا عِدَّة الصغيرة التي لم تَحِض: ﴿ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ ﴾ [الطلاق: 4]، أليس كذلك؟!

 

رابعًا: أمرنا الله - تعالى - رجالاً ونساء بغضِّ البصر؛ يقول - تعالى -:﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30- 31]، وقد قال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - لعليٍّ - رضي اللّه عنه -: ((يا عليُّ، لا تتبع النظرة النظرة، فإِنَّ لك الأولى وليست لك الآخِرة))؛ رواه أبو داود.

 

في حين أنك وابنة خالتك تتجاهلان الشرع تمامًا باستمراركما في تبادل النظرات، ووجود صلة القرابة بينكما يجعل الأمر متاحًا ومستمرًّا، ويجب أن تتذكَّر يا بنيَّ أن أمامك عشر سنين على الأقل قبل أن تصبح هذه النظرات مباحة ومطلوبة ومبارَكة، فأرجو أن تتوقَّفا فورًا عن إشعال الفتيل بتلك النظرات المحرَّمة.

 

خامسًا: كل أنواع الزيجات لها مشكلاتها الخاصة، وأنا شخصيًّا لستُ ضدَّ أيِّ نوعٍ منها بما في ذلك زواج الأقارب، فقط أذكِّرك بأن أكثر مشكلة تنتج عن زواج الأقارب هي المشكلات الصحية المتعلِّقة بظهور الأمراض الوراثية في جيل الأبناء.

 

سادسًا: كلاكما لا يزال طالبًا في المدرسة، ومثل هذه المشاعر المبكِّرة تلهي كثيرًا عن المذاكرة وتحقيق الدرجات العالية، فإن كنتَ أنتَ لا تهتمُّ بدراستك، أو أنك تثق بأن حبَّك لا يعوق نجاحك وتقدُّمك الدراسي، فاعلم أن الفتيات لا يستطعن التوفيق بين الحب والدراسة.

 

وأراها أنانية مُفرِطة منك، خصوصًا وأن ابنة خالتك في مرحلة تحتاج فيها إلى جدٍّ واجتهاد وتفرُّغ، فهل سأكون أنا التي لا أمتُّ لكما بأيَّة صلةِ قربى أكثر اهتمامًا بمستقبل ابنة خالتك منك أنت يا مَن تزعم حبَّها؟!

 

سابعًا: يحسب المحبُّون أنهم يحسنون صنعًا بالبوح عن مشاعرهم، وما علموا بأن هذه قمَّة الأنانية، ومنتهى الإيلام لِمَن يحبون ويعشقون؛ طالما أن اللقاء الشرعي محالٌ قدَرًا وشرعًا، فإن كنتَ تحب ابنة خالتك بصدقٍ، فلا تُؤذِها بالإفصاح عن مشاعركَ، رجاءً، فالحب الحقيقي هو الحب الذي يجعلنا نحمي مَن نحبُّ من الألم، ولو كانت حمايتنا لهم تقتضي في المقابل أن نتحمَّل الآلام بمفردنا.

 

لقد شهد نيل مصر قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام أصدق وأعظم قصة حب، لكنه لم يكن حبًّا بين امرأة ورجل؛ بل هو حبٌّ بين امرأة وطفل.

 

في كل قصص الحب تمتلئ أفئدة المحبين شوقًا وهُيامًا حتى تفيض ألسنتهم بذكر أسماء أحبتهم: (ليلى، ولبنى، وفوز، وعزة... إلخ)، وقد ينتهي حال الشعراء منهم بالتشبيب بالمعشوقات، وإيذاء قلوب النساء بلوعة المشاعر وحرقة الأشواق واستحالة الوصال، أمَّا هذا الفؤاد الذي أقصُّ عليك قصَّته، فقد فرغ من شدة الحب، ولما فرغ امتلأ النيل بالحبِّ وفاض بديلاً عنه، ذلك الحب لم يكن إلا حب أم موسى لموسى، يصف الله حالها بقوله - تعالى -: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾ [القصص: 10].

 

لقد حرمت أم موسى نفسها من أن تبوح بمشاعرها كأيِّ أم؛ ﴿ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص: 10]، ثم ألقت موسى في اليم بعيدًا عن عينيها ومسامع أذنيها، ففطمت بذلك قلبها من أرقِّ الخفقات، وعينيها من أعذب النظرات، وأذنيها من أجمل الأصوات، ليس لأنها لا تريده، أو لأنها لا تستطيع البوح؛ بل لأنها تدرك في داخلها أن الإفصاح عن مشاعرها - ولو بنظرة أو عبرة أو كلمة - سيطيل الأيدي الطاغية تجاه وليدها الذي تحبه، فلله درُّكَ يا فؤاد أم موسى، ذُبِحت آلاف المرات كيلا يذبح موسى، ولا عجب إذًا ألاَّ يذكرها الله - تعالى - في كتابه الكريم إلا بالاسم الذي حرمت نفسها منه (أم موسى)؛ تكريمًا لها، في وقتٍ لا تذكَر فيه أم عيسى - عليهما السلام - إلا باسمها: (مريم ابنة عمران).

 

لقد اكتفت أم موسى في هذا الحب الكبير بالاطمئنان على ابنها من على بعد: ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ﴾ [القصص: 11]، مُؤثِرة البقاء في عينيه مجرَّد (مرضعة)، وأن تكون أخرى هي أمَّه؛ كي لا يتألم موسى في بُعدِه عنها، فالبعد كما ترى مُوجِع ومؤلم.

 

أجل، هذا هو أصدق الحب، وهكذا يجب أن يكون كلُّ محب مخلص، فالحب ليس إلا عذابًا نَهَبه لِمَن نحب وإن استعذبناه، فلا تَبُح بحبك يا إسلام حتى تضمن أنك سترتبط مع ابنة خالتك بميثاق غليظ هو الزواج، وليس مجرد الوعد بالزواج أو الأمل في الزواج، فقلب المرأة أضعف من أن يحمل حبًّا لا تلبث بعده أن تملَّه وتملَّها ثم تهجرها؛ كما هي عادة أكثر الرجال في كل قصة حب.

 

حين استشعر الرجل الصالح والد المرأتين اللتين سقى لهما موسى - عليه السلام - في مدين، شعور الحب من ابنته تجاه موسى، سارع بتزويجها منه؛ لعلمه أنه (لم يُرَ للمتحابَّين مثل النكاح)؛ ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القصص: 26- 27].

 

أمَّا آباؤنا اليوم إذا استشعروا نبضات الحب في أفئدة بناتهم، سارعوا بتزويجهن أيضًا، ولكن لأيِّ رجل عدا ذلك الذي أحببنه، فيا سبحان الله! يؤتي الحكمة والرحمة مَن يشاء.

 

الرجل الصالح الحكيم والد المرأتين كان يدرك جيدًا بأن الحب شعور لا يمكن إشباعه بمجرَّد النظر إلى الوجه البهي، أو الاكتفاء بسماع الصوت الشجي؛ بل هو احتياج ملحٌّ، احتياج دائم من روح إلى روح، وقلب إلى قلب، وعقل إلى عقل، وجسد إلى جسد، وهذا الاحتياج لا يمكن إشباعه إلاَّ بالعيش في مكان واحد في زمان واحد؛ لخلق شعور واحد، أساسه المودة والرحمة والرضا عن طريق الزواج.

 

وأنت يا بنيَّ تدرك استحالة تحقيق ذلك الآن، وليس أمامك من حلٍّ سوى مصارحة والدتك، أو أختك الكبرى، أو إحدى خالاتك بالموضوع، إن كنتَ بحقٍّ ترغب في تحقيق نوعٍ من الضمان لاستمرار العلاقة بينك وبين ابنة خالتك على ما يحبه الله ويرضاه، وعلى والدتك أو مَن ستُكاشِفُها بالأمر بعد ذلك تحمُّل مسؤولية الموضوع بالكامل، فليس مَن رأى كمَن سمع، وليس الخبر كالمعاينة، فربما كانت هناك وجهة نظر مختلفة بحكم المعرفة الحقَّة بك وبابنة الخالة.

 

ثامنًا: أنت لا تزال صغيرًا في السن، والقلوب متقلِّبة، ومَن يدري فربما خفق قلبك لأخرى في مكانٍ ما، في زمنٍ ما؛ فقلوب الرجال أسرع تقلُّبًا، وأقل وفاء، وأقرب للغدر منها إلى الإخلاص - مع الأسف الشديد - بعكس قلوب النساء، لله درُّها من قلوب!

 

وكم ستكون ظالمًا إذا علَّقت قلب ابنة خالتك بك، فتبقى هي في انتظارك كلَّ هذا الوقت؛ بل كل هذا العمر، ثم ينتهي بكما المطاف أن تتركها وحيدة، وتحبُّ أخرى غيرها، أو تُضيع عليها فُرَصًا للزواج كانت أقرب منالاً من فرصتها بالزواج بك، فقط لأنك ابن خالتها، أو لأنها تحبك، أليس كذلك؟!

 

ختامًا:

حفظكَ الله، وحفظ عليك دينك، ورزقك ما تحبُّ وفوق ما تحبُّ في الدنيا والآخرة، دمتَ بألف خير، ولا تنسنا من صالح دعائك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اقترب زواجي وما زلت أحب ابن خالتي
  • هل أتزوجه وأنا أحب غيره؟
  • هل أنتظره أم أتزوج غيره؟
  • هل أخبر زميلي بحبي له؟
  • أحبها.. ولكنها تهملني
  • أحبها ولا أستطيع نسيانها، فماذا أفعل؟
  • أحبها ولست متأكدا من حبها لي
  • حب من طرف واحد.. كيف أتخلص منه؟
  • أعجبت بفتاة ولا أستطيع خطبتها
  • أحببته ولا أستطيع البعد عنه
  • أحب امرأة متزوجة ولا أستطيع الابتعاد عنها
  • أحببته ولم يكن من نصيبي
  • هل يستمر حب المراهقة؟
  • بيني وبين فتاة علاقة عاطفية وعرف أهلها ما بيننا
  • علاقة عاطفية فاشلة
  • أحبها وتحب غيري
  • أخطأت معها وأبي يرفض زواجنا
  • بعد حب 3 سنوات لا أعلم هل سيتزوجني أو لا؟
  • كيف أتصرف في هذا الموقف؟
  • حب في المدرسة الثانوية
  • يحبني وخطب غيري
  • تعب قلبي من كثرة التفكير
  • تأثير الحب على الدراسة

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ابتعاد ابنة خالتي عن الصلاة واضطراب حالها(استشارة - الاستشارات)
  • أحب زوجي ولكنه يضربني(استشارة - الاستشارات)
  • أحب زميلتي لكنها ترفض الزواج(استشارة - الاستشارات)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • لا أحب زوجي وغير مرتاحة معه وأحب غيره(استشارة - الاستشارات)
  • شرح حديث من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نشيد أحب إلهي أحب نبيي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب