• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

أريد أن أتعلم

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2011 ميلادي - 10/3/1432 هجري

الزيارات: 7830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكُر لكم تواصُلَكم معي، وهذا ما شجَّعني للسؤال مرَّةً ثانية، لقد أرسلتُ رسالتي "بعضًا من الصراحة"، وأنا الآن أكتبُ لكم الثانية.

 

أوَّلاً: لديَّ مشكلةٌ، وأتوقَّع أنَّها سببُ نفورِ مَن حولي مني، ألاَ وهي الاستماتةُ في النُّصح والمبالغة فيه؛ نظرًا لِمَا ذكرتُ لكم من تحمُّلي المسؤولية مِن صغري، وأبي أطفالي المهمِل، وادِّعائِه الغباءَ زادَ من مشكلتي.

 

ثانيًا: لديَّ مشكلةٌ في التبرير والدِّفاع، حتى وإن كان غيري، وذلك من مبدأ دِيني.

 

هل يَعتَبِر الناسُ أنَّ مَن يُبرِّر هجوميٌّ، خاصَّة مع الوالدين والرئيس؟ وما الحلُّ إذا تعرضتُ لمشكلة؟ كيف أدرأُ عن نفسي التُّهمة، والكلُّ يُطالبني بعدم التبرير؟

 

ثالثًا: وهو الهمُّ: أريدُ أن أعرفَ الكثيرَ عن التعامُل مع الرجل، ومُسايَسته؛ وذلك لأنِّي أفتقدُ القدوةَ - كما ذكرتُ لكم - وأيضًا أخواتي مُسترجِلات، فكيف أُحافِظ على حقوقي دونَ أن أخرجَ من دَوْر الأنثى؟

 

أتَمنَّى مِن كلِّ قلبي أن تُعجِّلوا بالردِّ عليَّ، وأن تُكتب مقالاتٌ في الموقع عن الرجل، وكل شخصية، وكيف يجب أن يُعامَل، قد يضحكُ البعضُ من طلبي، ولكن هذه حقيقتي المُرَّة!

 

هل أُناقِشُ الرجل؟ كيف أطالبه بحقوقي وأهلي مُضطهِدون لي؟ هل أُخبِره بعدم رغبتي في التواصُل مع أهلي؟ هل أُصارِحه بعيوبه؟ هل أُغيِّر من شخصيته؟

 

اعذروني، هذه الأسئلةُ كانتْ والدتي تفعَلُها، وتطالبني بها.

 

لا أعلمُ، كثيرٌ من التساؤلات قد لا أُحصيها، ولكن أُريد مَن يأخذ بيدي، وتُعلِّمني كيف أتعامل مع رئيستي والرَّجل.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكِ دائمًا وأبدًا.

قرأتُ استشارتكِ السابقة "بعضًا من الصراحة"، والتي تفضَّلتْ مشكورةً بالإجابة عليها زميلتي العزيزةُ الأستاذةُ الفاضلة مروة عاشور - بارك الله فيها، ورَفَع قدرَها وزادها الله من فضله.

 

لقدْ حوتِ استشارتُكِ بعضًا من الصراحة، فاسمحي لي أن أُعقِّب عليها أيضًا بمنتهى الصراحة، قبلَ أن أُجيبكِ على هذه التساؤلات:

كلُّ ما ذكرتِه - يا أختي - عن حياتكِ الأليمة، منذُ لحظة ارتباطكِ بزوجكِ الأوَّل، وحتى لحظة انفصالكِ عنه - هو ماضٍ قد انتهى، آنَ لكِ الأوانُ أن تطوي صفحتَه إلى الأبد؛ ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 134]، انتهينا إذًا.

 

اليومَ أنتِ زوجةُ رَجل آخَرَ، تزوجتِه في سنٍّ ناضجة، وباختياركِ، وبعد تَجرِبة مريرة، يُفترض أنَّكِ تعلمتِ منها الكثيرَ من الدروس والعِبر؛ لكن في الحقيقة أرى الكثيرَ من علامات الاستفهام والتعجُّب تحيط بزواجكِ هذا، فأنتِ تقولين مثلاً: "ما كنتُ أعلم أنَّ زوج أختي سوف يُزوجني بزواج مِسيار".

 

وأنا أتساءَلُ: مَن هو وَلِيُّكِ الشرعيُّ؟ أليس والدَكِ؟! وعلى افتراض أنَّ والدَكِ غير مؤهَّل للولاية، فهل تنتقل الولايةُ إلى زَوْج الأخت؛ لكي تكونَ له هذه الصلاحيةُ في الاختيار والتصرُّف؟! هذه نقطة.

 

والنقطة الثانية: هل عَقْدُ زواجكِ غير نظامي؟ أمْ أنَّ عاقدَ النِّكاح رجلٌ لا يخاف الله؛ كي لا تعلمي إن كان زواجُكِ مسيارًا أم غير ذلك؟ وإذا افترضنا جدلاً بأنَّكِ وقعتِ في شَرَك أشخاص لا يخافون الله، فهل أنتِ فتاةٌ قاصر؛ كي توافقي على زواج كهذا؟! أين غاب عقلُكِ ساعتئذٍ؟!

 

زواج المسيار يا عزيزتي، زواجٌ شرعي استوفيتْ أركانُه وشروطه، غير أنَّ المرأة فيه تتنازل عن بعضِ حقوقها، فما الحقوقُ التي تنازلتِ عنها؟! أيًّا ما تكن، فلا تلومي إلاَّ نفسَكِ.

 

فالزواج إيجابٌ وقَبول، وليس بمقدور أحدٍ - كائنًا مَن كان - إرغامُكِ على زواج لا ترغبين فيه، ثم إنَّ من أهم متطلَّبات عقدِ النِّكاح - كما أوردتْه وزارةُ العدل السعودية في شرْطها الرابع -: "التأكُّد مِن رِضا المخطوبة وموافقتها على النِّكاح، وذلك بسؤال المأذون شخصيًّا لها عن موافقتِها، وعن شروطها".

 

وإذًا؛ عليكِ أن تتحمَّلي مسؤوليةَ اختياركِ، ولا تقولي بعد اليوم: أختي، وزوج أختي؛ لأنَّها رغبتُكِ وحدَكِ.

 

المشكلة أنَّ زواج المسيار يُوفِّر الإحصانَ، وليس الإسكان، في حين أنَّكِ كنتِ حريصةً على الزواج لتبتعدي عن بيت أهلكِ، أليس في هذا تناقضٌ عجيب؟! في الواقع لقد ركَّزتِ كثيرًا على الهدف الأول (الإحصان)، وتركتِ الهدف الثاني (الإسكان)، رغم أنَّه الأهمُّ بالنسبة لكِ كما أَفْهم!

 

ثم تقولين: "ولكن أختي الثانية أيضًا مطلَّقة، وكانت قد عانتِ الأمَرَّينِ منها، وقامت بطلب مِن زوجها أن يزوجني"، في الحقيقة عجبتُ من قولكِ هذا، فكيف تطلب امرأةٌ مطلقة مِن طليقها أن يبحثَ عن عروس لأختها؟!

 

والأعجب أنَّها مطلَّقة، ثم تصفين حياتها (بأنَّها تعيش أحلى حياة)! أم أنَّ أختكِ هي الأخرى قد تزوجتِ مرَّة أخرى؟!

 

أما قولكِ: "جاء زميلُه بصحبة ابني وموافقةِ أولادي ليتزوجَني دونَ أن يعلم أهلي"، ففيه مبالغةٌ أيضًا؛ لسبب يسير جدًّا، وهو أنكِ تعيشين في السُّعوديَّة، وليس في أيِّ بلدٍ آخر، فهل سمعتِ بزواج في السعودية تمَّ دونَ عِلم الأهل؟! أيُّ قاضٍ هذا الذي سيتجاوز النِّظامَ والشَّرْع بتزويج امرأة لرجل من دون وليِّ أمرها؟!

 

الغريب في كلِّ استشارتكِ أنَّكِ لم تذكري شيئًا عن أبنائكِ، بل تمركز حديثُكِ حول نفسكِ ومعاناتكِ، ولم تُعْلِمينا عن أحوال أبنائكِ ومصيرهم وسطَ هذه الدوَّامة والعواصف المتتالية!

 

ما أُفكِّر به الآن أنَّه من حسن حظِّكِ حقيقةً أنَّ العزيزة مروة هي التي أجابتْ عليكِ في المرَّة الأولى! فلقد تلطفتْ كثيرًا في الإجابة عليكِ، فتحيَّة من القلب لكما.

 

أعود لاستفساراتِكِ:

أولاً: "لديَّ مشكلةٌ، وأتوقَّع أنَّها سببُ نفور مَن حولي مني، ألاَ وهي الاستماتةُ في النُّصح والمبالغة فيه":

وما دُمتِ تعلمين بأنَّها مشكلة، وأنَّها السببُ في نفور مَن حولكِ، فلماذا تستمرِّين في ارتكابها؟!

 

يقول شوقي:

 

آفَةُ النُّصْحِ أَنْ يَكُونَ لِجَاجًا
وَأَذَى النُّصْحِ أَنْ يَكُونَ جِهَارَا

 

مَن ينْصح لله يجب أن يَتَّبع أمرَ الله في النصح؛ ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

 

الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بلَّغُوا الرسالة، وأدَّوا الأمانة، وكانوا أشدَّ خوفًا على أقوامهم منِّي ومنكِ على أهلينا والناس مِن حولنا، ومع ذلك تأمَّلي مواقفَهم في النصيحة:

قال النبي نوح - عليه السلام - لقومه: ﴿ وَلاَ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [هود: 34].

 

وكذلك النبي صالح - عليه السلام-: ﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 79].

 

والنبيُّ شعيب – عليه السلام -: ﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 93].

 

النصيحة لا تعني إرغامَ الناس، وإكراهَهم على فِعْل الخير، فلا تذهب نفسُكِ حسراتٍ عليهم؛ ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8].

 

إن أردتِ نصيحتي: فاتَّبعي أمرَ الله في النصيحة كي لا ينفرَ الناس منكِ، ثم قولي: اللهمَّ هل بلغتُ؟ اللهمَّ فاشهدْ، ولعلَّ نصيحتَكِ تجد مكانًا واسعًا بعدَ ذلك في عقول الآخَرِين وضمائرهم.

 

ثانيًا: "لديَّ مشكلةٌ في التبرير والدِّفاع، حتى وإن كان غيري، وذلك من مبدأ دِيني... وما الحلُّ إذا تعرضتُ لمشكلة؟ كيف أدرأُ عن نفسي التُّهمة، والكلُّ يُطالبني بعدم التبرير؟!"

 

من قال بأنَّ التبرير مبدأ ديني؟! التبريرُ حيلةٌ نفسيَّة دفاعية، أساسُها الضَّعْف لا القوَّة، وهو أسلوب مقيتٌ ولا أحبُّه، فإن كنتِ على صواب والحقُّ معكِ، فلن تكوني في حاجة إليه، فخذي بنصيحة الناس مِن حَولكِ، ودعي عنكِ هذا التبريرَ غير المقبول، فالغاية في كلِّ الأمور أن يكونَ الله راضيًا عنَّا، وشاهدًا على براءتنا، ردِّديها دائمًا: (إن لم يكن بكَ غضبٌ عليّ فلا أبالي).

 

ثم هنالك فرْقٌ بين أن تَحدُث لكِ المشكلةُ وتكوني السببَ في حدوثها، وبين أن تحدُثَ لكِ وأنتِ مظلومة فيها، ففي الحالتين يجب أن تكوني صادقةً في نقْل الحقائق والوقائع كما هي، أمَّا كيف تدفعين عن نفسكِ التهمة، فاقتدي بأمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - وأرضاها حين اتُّهِمت بأقسى تهمة يمكن أن تُتهم بها امرأةٌ، وهو الاتِّهام في العِرْض!

 

تأمَّلي موقفَ الصِّدِّيقة - رضي الله عنها - في حادثةِ الإفْك تقول السيِّدة عائشة: "دخل علينا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسلَّم ثم جلس، قالت: ولم يجلسْ عندي منذُ قيل لي ما قيل، وقد لبث شهرًا لا يوحَى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهَّد رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين جلس ثم قال: ((أمَّا بعد، يا عائشة، فإنَّه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً فسيبرِّئُك الله، وإن كنتِ ألممتِ بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ العبدَ إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه))، قالتْ: فلمَّا قضى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقالتَه، قلص دمعي حتى ما أحسُّ منه قطرة، فقلتُ لأبي: أَجِبْ عنِّي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما قال، فقال: والله، ما أدري ما أقول لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت لأمِّي: أجيبي عنِّي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: والله، ما أدري ما أقول لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت وأنا جاريةٌ حديثة السِّن، لا أقرأ كثيرًا من القرآن: إنِّي، والله، لقد عرفتُ أنَّكم قد سمعتم بهذا، حتى استقرَّ في نفوسكم وصدَّقْتم به، فإن قلتُ لكم: إنِّي بريئة، واللهُ يعلم أنِّي بريئة، لا تُصدِّقوني بذلك، ولئن اعترفتُ لكم بأمر، واللهُ يعلم أنِّي بريئة، لتصدقونني، وإنِّي والله، ما أجدُ لي ولكم مثلاً إلاَّ كما قال أبو يوسف: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18] قالت: ثم تحولتُ فاضطجعتُ على فراشي، قالت: وأنا، واللهِ حينئذٍ أعلم أنِّي بريئة، وأنَّ الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله، ما كنتُ أظنُّ أن ينزل في شأني وحيٌ يُتْلى، ولَشَأني كان أحقرَ في نفسي من أن يتكلَّم الله - عزَّ وجلَّ - فيَّ بأمر يتلى، ولكنِّي كنتُ أرجو أن يَرى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النوم رؤيا يُبرئني الله بها))؛ متفق عليه.

 

هل احتاجتْ إلى تبرير؟ كلاَّ! كل ما احتاجت إليه - رضي الله عنها - رؤيا يراها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في نومه ببراءتها، فأنزل الله فيها وحيًا يُتْلى إلى قيام الساعة.

 

قدِّمي رِضا الله عنكِ على رِضا الناس، ولا تُرضيهم بسخطِه، فالتبريرُ يحمل بين طياته شيئًا من الكذب، وشيئًا من الخِداع، فتجنَّبيه - بارك الله فيكِ.

 

ثالثًا: "أُريدُ أن أعرفَ الكثير عن التعامُل مع الرجل":

أيُّ رجل؟ زوجكِ؟ صِفي شخصيتَه وطِباعَه؛ لأساعدَكِ، أمَّا أن تسألي عن الرَّجل بصفة عامَّة، فهذا سؤالٌ صعب للغاية، ويحتاج إلى مجلَّدات، وليس مجرَّد مقالات، فالرَّجل الغربي ليس كالرجل الشرقي، والرجل المسلِم ليس كالرجل اليهودي، والرَّجل في الخليج العربيِّ ليس كالرجل في المغرب العربي، والرَّجل في شمال المملكة ليس كالرجل في جنوبها، والرجل في المدينة ليس كالرجل في القرية، والقائمة تطول.

 

لكلِّ رجل (سيكولوجيتُه) وشخصيته، وطريقةُ تفكيره، وأسلوبه في الحياة، وإن كانتْ هناك قواسمُ مشتركة بين كل الرِّجال، لكن ليس مِن العدل تفصيلُ ثوب واحد بمقاس واحد، ثم إرغام الجميع على ارتدائه.

 

خُذي النبيَّيْنِ موسى وهارون - عليهما السلام - كمثال، هما شقيقانِ، ومع هذا فقد كانتْ في موسى شدَّة وسرعة غضب، وكان في هارون لين وحلم، وقد جاء اللفظ في مستدرك الحاكم: ((وكان هارون آلفَ عندَهم - أي: بني إسرائيل - وألينَ لهم من موسى، وكان في موسى بَعضُ الغلظ عليهم)).

 

أ- كيف أحافظ على حقوقي دونَ أن أخرج من دَور الأنثى؟

 

اعلمي أنَّ الرجل بحاجة إلى أربع نساء في حياته: أم وابنة، وصديقة وزوجة، ومن حقِّه عليكِ أن تكوني له كلَّ هؤلاء، فتعلَّمي تلكَ الأدوار قبلَ أن تتعلمي المطالبة بالحقوق! ثم مِن الغريب أن تجهلي كيف تكونين أنثى، فالأنثى بفطرتِها أنثى، وليس الأمر مكتسبًا!

 

طالبي بحقوقكِ بحواسِّك الأنثويَّة جميعها، صوتًا وصورة، دون صراخ أو عُنف، ودون إلحاح وإزعاج، هذا فقط كلُّ ما تحتاجين إليه.

 

همسة: أيقظي الأنثى النائمةَ في داخلكِ فلقدْ طال نومُها!

 

ب - هل أناقش الرجل؟

 

نعم؛ ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾[المجادلة:1]؛ لكنَّ النِّقاش مع زوجكِ يختلفُ عن النِّقاش مع أيِّ رجل آخرَ غيره، فالزوج مقدَّم على جميع الرِّجال، ويجب أن تحفظي له قوامتَه عليك؛ ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].

 

وحين تناقشينه يجبُ أن تتخيَّري الوقتَ المناسب، والمكانَ المناسب في النِّقاش، فالدِّراسات الأسريَّة تقول: إنَّ أخطر ساعات الحوار بين الزوجين - والتي تزيد فيها فرصُ الطلاق - هي الدقائق السبع الأولى بعد عوْدة الزوج من عمله.

 

تجنَّبي أيضًا الساعةَ التي يرغب فيها في النوم، أو عند شعوره بالجوع، أو بالغضب، أو بالضيق النفسي لأسباب ماديَّة، أو مشكلات عائليَّة، أو لمشكلات في العمل.

 

استثمري ساعاتِ الصفاء والهدوء والودِّ بذكاء.

 

من المهمُّ ألاَّ تكونَ الغاية من النِّقاش الانتصارُ للنفس، وإظهارُ العظمة، وردُّ الاعتبار، فنحنُ لسْنا في حرْب، ولسنا ضدَّ عدو، هذا زوجُكِ لباسُكِ؛ ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].

 

ويُفترض أن تكونَ العَلاقة بينكما أكثرَ وديَّة وحميميَّة، والأهمُّ ألاَّ تكوني مُلِحَّة لَسِنةً معذِّبة لزوجك بهذه النِّقاشات، خصوصًا ما كان منها عقيمًا، قال الفاروق عمر - رضي الله عنه -: "ثلاث من الفواقر: جار إن رأى حسنةً ستَرَها، وإن رأى سيِّئة أذاعها، وامرأة إن دخلتَ عليها لسنتْكَ (أي: أطالت لسانَها عليك)، وإن غبتَ عنها لم تأمنْها، وسلطان إن أحسنتَ لم يحمدْك، وإن أسأتَ قتَلَك".

 

كيف أطالبه بحقوقي وأهلي مُضطهِدون لي؟

 

أختي كرَّرتِ كلمةَ الحقوق كثيرًا، فماذا عن الواجبات؟! أرجوكِ لا تكوني مستنِزفةً، لا تكوني كالإسفنج يَسحَب كلَّ الماء حتى يثقل، ثم لا يُستفاد منه إلاَّ بعصره!! ثم ما دَخْلُ أهلكِ بحقوقكِ؟!

 

على أهلِكِ حقوقٌ، وعلى زوجكِ حقوقٌ، ويجب الفصْل بينهما، وعدم الخلْط، لكن يجب أن تكوني قد قدَّمتِ الواجباتِ أولاً قبلَ المطالبة بالحقوق، وواجباتُكِ نحوَ زوجكِ أكثرُ بكثير ممَّا تتخيَّلين، تفقهي في الدِّين، فالمسألة تطول.

 

أحبِّي زوجَكِ؛ فالرجل يحبُّ المرأة التي تحبُّه وتهتمُّ بأمره، وأحْسني التبعُّل له، وكوني مصدرَ جذْب لا مصدرَ تنفير، واجمعي في تعامُلِكِ معه بين العاطفية والعقلانية، والرومانسية والواقعية، والجمال الداخلي والخارجي، وتَسامحي واغفري؛ فأخطاء الرِّجال لا حَصرَ لها! وثِقي أنَّكِ لن تكوني بعدَ ذلك في حاجة لمطالبته بحقوقكِ؛ لأنَّه سيُقدِّمُها لك على طبق من فِضَّة.

 

إنَّما أحبُّ تنبيهكِ إلى نقطة مهمَّة، وهي أنَّ الرجل غيرُ ذكيٍّ في مسألة احتياجات المرأة مع الأسَفِ الشديد!! وقد لا يُدرِك رسالتَها بسرعة؛ بل قد لا يَفهمُها من الأصل! فكوني واضحةً عندَ الطلب، ومباشرِةً وعفويَّة وودية، وإيَّاكِ ولعبةَ تشديد الحصار، فالرجل في معاركِ البيت سريعُ الفرار!

 

ج- هل أُخبِره بعدم رغبتي في التواصُل مع أهلي؟

 

لا؛ لسببين:

الأول: أنَّكِ مخطئةٌ في عدم التواصُل مع أهلكِ؛ فأنتِ شجرةٌ وأهلكِ الجذور، فإن قَطعتِ جذورَك، فهل تتوقَّعين أن تثبت هذه الشجرةُ في مكانها؟! مهما صمدتْ ستسقطُ ذات يوم.

 

والسبب الآخر: لأنَّه قد يستغلُّ هذه النقطة ضدَّكِ - إن لم يكن رجلاً يخاف الله فيكِ.

 

أ- هل أُصارِحُه بعيوبه؟

 

نعم، ولكن يعتمد ذلك على مَدَى تقبُّلِه الشخصيِّ لذلك، وعلى تخيُّركِ للوقت المناسب، وبالطريقة المناسِبة، واللُّغة المناسبة البعيدة عن العدائيَّة والألفاظ الجارحة؛ ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

ب- هل أُغيِّرُ من شخصيته؟

 

لا، تقبَّليه كما هو، ولكن ساعدِيه على أن يَزيدَ من أرصدته الإيجابيَّة، وأن يُقوِّيَ جوانبَ ضعْفه، وأن يُطوِّر نفسَه، فوراءَ كلِّ رجل عظيم امرأة، هي في الغالب امرأة عظيمةٌ.

 

ختامًا:

قال ابن زريق:

 

رُزِقْتُ مُلْكًا فَلَمْ أُحْسِنْ سِيَاسَتَهُ
وَكُلُّ مَنْ لاَ يُسُوسُ المُلْكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدَا لاَبِسًا ثَوْبَ النَعِيمِ بِلاَ
شُكْرٍ عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزَعُهُ

 

أنتِ في نِعمةٍ، فاشكري الله - تعالى - عليها، وأحسني كمَا أحْسَن الله إليكِ، واستفيدي مِن أخطاء الماضي؛ كي لا تخسري بيتَ الزوجية للمرَّة الثانية على التوالي.

 

دمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالِح دعائكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف أزيد من مخزوني الثقافي؟
  • أريد طلب العلم وأهلي لا يشجعونني

مختارات من الشبكة

  • هكذا أريدك وهكذا أريد كل أبناء المسلمين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أريد أن أتعلم الخطابة وأتقنها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أريد أن أتعلم الصمت(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أكون، ولكن..(استشارة - الاستشارات)
  • وماذا عن أمنيتك أنت؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • همسة الفراشة (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أُريد أن أتوب(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أريد الهداية لإخوتي(استشارة - الاستشارات)
  • أريد العمل لكني دون خبرة(استشارة - الاستشارات)
  • أريد علاجا للكسل(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب