• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

الزوج وبحثه عن إشباع غرائزه العاطفية

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2009 ميلادي - 19/8/1430 هجري

الزيارات: 27472

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم، إخوتي،
أولاً: أحييكم على موقعكم هذا، وأرجو من الله أن يُجازيكم عنَّا كل الخير، أما بعد:
المشكلة تتمحور أساسًا حول فتاة فاسقة، تعمل في مكان عمل الوالد - الوالد المدير 50 سنة - وهذه الفتاة جميلة - 28 سنة - تعمل شِبْه سكرتيرة في مكتب الوالد، وهي أساسًا تعمل متعاقدة، ولا تعمل نظاميَّة – يعني: تشغيل شباب - وليس لها أي مستوى أكاديمي سوى أنَّ الوالد أدخلها من باب الشَّفقة عليها، وأدخلها تعمل كسكرتيرة، أمي منذ فترة سنة تقريبًا سمعت مكالمات الوالد معها ليلاً أكثر من مرَّة، حتَّى إنَّه يظل معها في مكتبه بعد فترة الدَّوَام، وخروج جميع الموظفين من مقرِّ العمل وحْدَهما، لفترة أكثر من ساعتين بدعوى العمل؛ أيُّ عمل هذا؟!

وإن كانت هذه الفتاة مُؤمنة حقًّا، أترضى بهذا إلا إذا كانت - والعياذ بالله - فاسقة؟! والوالد بعد ذلك يقوم بتوصيلها إلى بيتها سيرًا على الأقدام، هو وهي؟ وكم من مرة يشتري لها بعض اللَّوازم التي لا يشتريها حتَّى لأمي وإخواني، ويشتري لها الدواء - مصابة بداء السكر - وهذه الأخت معروفة لدى المجتمع بإقامة عَلاقات مع الشباب بدافع امتصاص جيوبهم، ومعروفة هي وأفراد عائلتها: أبوها إنسان يتعاطى المخدِّرات - والعياذ بالله - والأم معروفة بتعاطيها لأمور الشعوذة والسِّحر، الله يكفينا شرَّهم.

أمِّي في هذه الدوَّامة قامت بمواجهته، فأنكر وتشاجَر مع الوالدة، وترك المبيت في المنزل لمُدَّة تفوق 3 أسابيع، وبعد ذلك واجهت هذه الملعونة، فقامت بتمثيل دَوْرَ البريئة، وذرفت دموع التماسيح، وقالت: إنَّها تعتبره كأبيها، وبعد ذلك زادت من أفعالها، عكس ما توقعتْ أمي.

نرجعُ للوالد، فكَّرت أمي بالاتِّصال بعمي - أخيه الأكبر - ليتدخل في الأمر، في ظلِّ مبيته خارج بيتنا، فبالفعل تدخَّل عمي - جَزاه الله خيرًا - ولكنَّ أبي أنكر أيضًا، وتشاجر مع عمي بطريقة (هستيرية)، وطرده بطريقة غير مُباشرة، وبعد هذا قررت الوالدة التنازُل واسترضاءَه، وبالفعل عاد للمنزل، وتصالح مع عمي، والمشكلة الآن هي: كيف نتصرف مع هذه الملعونة؟ لأن الوالدة لا تدري ماذا تعمل سوى الدعاء عليها في ثُلُث الليل الأخير، وأحيانًا ترى أسلوب تهديدها أفضل حلٍّ؛ لأنَّها من قبلُ قامت بنفس الشيء مع صديقتها، فقامت الأخيرة بالذَّهاب إليها وتوبيخها وضَربها، وفعلاً توقَّفت عَلاقَتُها مع زوج الأخيرة، فما الحل؟

الجواب:

أخي الكريم، بارك الله فيك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
هوِّن عليك، فكُلُّ شيء سيكون على ما يُرام - بإذن الله - متى ما تعاملنا مع المشكلات بهدوء وروِيَّة وعقلانية، إنَّما دعنا نتفق أولاً على التورُّع عن استعمال كلمات؛ كفاسقة، وفاجرة، وملعونة، ونحو ذلك، حتى وإن كانت هذه الفتاة تستحقُّ مثل ذلك؛ فقد رَوى الترمذيُّ وابن حبان، وأبو يعلى وأحمد، من حديث عبدالله بن مسعود قولَه - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس المؤمن بالطَّعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء))، وعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -: أنَّه سمع النبي - صلَّى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلاَّ ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك))؛ أخرجه البخاري في "كتاب الأدب"، وقد قال الله - عزَّ وجل - من قبلُ: {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْوَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]. 

لقد استنفدتم - يا أخي الكريم - معظم الحلول، ومع ذلك لم تُعطِ النتيجةَ المرجُوَّة؛ بل أعطت النتيجة العكسيَّة، أتدري لماذا؟ لأنكم وضعتم اللَّوم كله على الفتاة، ونسيتم الطَّرف الأهم في المشكلة، ألا وهو والدك.

هل سمعت بالمَثَل الذي يقول: "جهل الخمسين، يا رب تعين"، ذلك يعني أنَّ الرجل في سن الخمسين يَمُرُّ بمرحلة حرجة، ومُتعِبة جدًّا جدًّا للمرأة، حتَّى لا تملك معها إلاَّ أن تقول: "يا رب تعين"، أعان الله نساء المسلمين على رجال الخمسين.

تُعرَف هذه المرحلة (سيكولوجيًّا) عند الرجل بمرحلة "المراهقة المتأخرة"، أو "أزمة مُنتصف العمر"؛ لكنِّي شخصيًّا لا أحبُّ مثل هذه التسميات في الحقيقة، وأرى أنَّ فيها مُبالغة كبيرة وعدم احترام للرجال الذين هم في أعمار آبائنا، وبالتأكيد لا أقبل أنْ أصفَ والدي بمراهق متأخر، فهذا من سوء الأدب، حتَّى وإن كان فيه ما فيه.

إنَّما هي مرحلة نفسيَّة تصبح الحاجة العاطفيَّة لدى الرجل ماسَّة ومُلحة، بعد أن حقق كل طموحاته العلميَّة والمادية والاجتماعيَّة، وبعد أن أصبح زوجًا وأبًا وجَدًّا، عندها فقط يصبح قلبُ الرجل أكثر تنبُّهًا للعاطفة، التي لا تستطيع امرأة الأربعين - التي غالبًا ما تكون زوجته - من فهمها أو الاهتمام بها، أو حتَّى الالتفات إليها؛ كونها هي الأخرى تَمُر بمرحلة (فسيولوجية) صعبة مرهِقة نفسيًّا وعصبيًّا وجسديًّا، وكذلك لانشغالها بمطالب أولادها، وحتَّى أحفادها، وبمشاغل الحياة التي لا تنتهي.

معظم الرِّجال يمرُّون بهذه المرحلة، ولكن طريقة التعبير عنها هي المختلفة، كلٌّ حسب شخصيته وتديُّنه، وطريقة تفكيره ومجتمعه، فالبعض يضحي باحتياجات قلبه؛ من أجل العشرة والحفاظ على بيت الزوجية والزوجة المُخلِصة، والبعض يرفُض الاعتراف بذلك؛ كون هذا الأمر يرفُضه المجتمع ويعيبه، والبعض يردعه الوازع الدِّيني من الدُّخول في العَلاقات العابرة والنَّزوات العاطفيَّة، والبعض قد يسمح لنفسه بالتعبير الصَّريح عن مشاعره، وأحيانًا بالفعل الصريح تجاه ذلك، عبر الزواج مرة أخرى.

يقول الشاعر بدوي الجبل في قصيدته "أتسألين عن الخمسين؟":

أَتَسْأَلِينَ عَنِ الْخَمْسِينَ  مَا  فَعَلَتْ        يَبْلَى  الشَّبَابُ  وَلاَ  تَبْلَى  سَجَايَاهُ
فِي الْقَلْبِ كَنْزٌ شَبَابٌ لاَ  نَفَادَ  لَهُ        يُعْطِي وَيَزْدَادُ مَا ازْدَادَتْ  عَطَايَاهُ
فَمَا انْطَوَى وَاحِدٌ مِنْ زَهْوِ  صَبْوَتِهِ        إِلاَّ   تَفَجَّرَ   أَلْفٌ    فِي    حَنَايَاهُ
هَلْ فِي زَوَايَاهُ مِنْ رَاحِ الصِّبَا عَبَقٍ        كُلُّ  الرَّحِيقِ  المُنَدَّى  فِي   زَوَايَاهُ
يَبْقَى  الشَّبَابُ  نَدِيًّا  فِي   شَمَائِلِهِ        فَلَمْ يَشِبْ  قَلْبُهُ  إِنْ  شَابَ  فَوْدَاهُ
تَزَيَّنَ     الْوَرْدُ     أَلْوَانًا     لِيَفْتِنَنَا        أَيَحْلِفُ   الْوَرْدُ   أَنَّا    مَا    فَتَنَّاهُ
صَادِي الْجَوَانِحِ فِي مَطْلُولِ أَيْكَتِهِ        فَمَا ارْتَوَى  بِالنَّدَى  حَتَّى  قَطَفْنَاهُ

وكذا يقول أبو يعقوب الخريمي:

ثِقِي بِجَمِيلِ الصَّبْرِ مِنِّي عَلَى الدَّهْرِ        وَلاَ تَثِقِي بِالصَّبْرِ مِنِّي  عَلَى  الْهَجْرِ
أَصَابَتْ فُؤَادِي بَعْدَ خَمْسِينَ  حِجَّةً        عُيُونُ  الظِّبَاءِ  العُفْرِ  بِالْبَلَدِ   الْقَفْرِ


يا أخي، أنت عندي كأخي الصَّغير تمامًا، ووالدك عندي بمثابة والدي، وعلى أنِّي لن أُخرِج والدَك من دائرة الاتِّهام، كما لن أعْفيَه من المسؤوليَّة تجاه ما يحدث الآن في بيتكم، الذي فَقَد استقرارَه بعد دخول هذه الفتاة مسرح حياته، إنَّما من واجبي أن أشرح الجوانب النفسية التي تنشر ظلالها خلف هذه المشكلات؛ ولهذا أريدُ أن أسألك السُّؤال الذي لا تريد أن تفكر فيه؛ خشيةً على مشاعر والدتك: ماذا لو تزوَّج والدك من هذه الفتاة، بغَضِّ النظر عن خلفيتها الاجتماعيَّة والدينية؟

أعطني دليلاً واحدًا على أنَّ لك الحقَّ في أن ترفُض زواجَ والدك من امرأة أخرى، أو حتَّى في أن تضَعَ لنفسك المبررات لتتحكم في مشاعر والدك وقلبه؛ كي لا يحب أو يعطي امرأةً غير والدتك، سواء ماديًّا أو معنويًّا.

الشارع الحكيم حين أباح التعدُّد؛ فلعلمِ الله الأعلى، خالقِ الرجل والمرأة: أنَّ للرجل احتياجاتِه المختلفةَ، التي قد لا تفي بحقِّها امرأة واحدة، بينما يكفي المرأةَ رجلٌ واحد يُحبها وتحبه.

ما أريد أنْ أقولَه لك هو أن لوالدك الحقَّ الكامل في أن يُحب ويتزوج مثنى وثُلاث ورُباع؛ وخصوصًا لأنَّه الآن في سن الخمسين.

لماذا؟ سأخبرك السبب من منظور شخصي؛ لأنَّ كثيرًا مما قرأته حول هذا الموضوع غير مقنع بالنسبة لي.

مجتمعاتنا العربية ظالمة جدًّا، فالمرأة لدينا تصبح عانسًا عند سن الثلاثين أو أقل، والرجل يعاب عليه الزَّواج في سن الخمسين، والأرملة عليها أن تلتفت إلى أولادها فقط، وتنسى نفسَها واحتياجاتِها الجسدية والعاطفية... إلخ، ولو أنَّنا عُدنا إلى المنابع الحقيقيَّة، حيثُ ترسم لنا الشَّريعة الإسلاميَّة حياتنا، وتضَعُ مطالبنا الشخصية في قائمة الأولويَّات - لأدركنا كم من امرأة ظُلِمت، وكم من رجل قد ظُلِم؛ بسبب تلك الأعراف والتقاليد المنغلقة بأسوار جاهليَّة، لا تعطي الإنسان حقَّه، ولا تحفظ له كرامته.

كلامي هذا ليس تعاطفًا مع أحد بعينه، ولكنَّها الحقيقة التي لا تُريد الأكثريَّة أن تلتفت إليها، أرى - والله أعلم - أنَّ رجلَ الخمسين أكثر حاجة للمرأة الصَّغيرة من الرجل في سن العشرين.

خذ الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - كمثال نبويٍّ هنا، فقد تزوج السيدة عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما وأرضاهما - وهو في سنِّ الخمسين، وباتِّفاق الرُّواة والباحثين، فقد كانت السيدة عائشة – رضي الله عنها - هي زوجتَه البِكْر الوحيدة، والأصغر سنًّا، والأجمل، والأكثر علمًا وفقهًا، ومِن ثَم فقد كانت الأحبَّ إلى قلبه - صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" واصفًا السيدة عائشة - رضي الله عنها -: "كانت امرأة بيضاء جميلة، ومن ثمَّ يقال لها: الحميراء، ولم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بكرًا غيرها، ولا أحبَّ امرأة حُبَّها، ولا أعلم في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأة أعلم منها". 

حقيقةً أتعجب ممن يدافع عن الشُّبهة التي تثار حول هذا الموضوع بالقول: إنَّ سِنَّ الخمسين تخمد فيه الشَّهوة، هذه ليست طريقة للدِّفاع؛ لأنَّنا حين ندافع هكذا، فكأنَّنا نعيب أمرًا ليس بالمعيب أصلاً، إلاَّ لمن لديه خلل في تفكيره، فكثير من الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام - والصحابة - رضوان الله عليهم - قد تزوَّجوا، وأنجبوا بعد سن الخمسين، فلماذا عند النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فقط نجد أنفسنا مُضطرين للردِّ بردود كهذه، ليس لها أيُّ حقيقة علمية، بل ولا معنى لها فقط لإسكات ألسنة الحاقدين والحاسدين؟!

من يقرأ مسند السيدة عائشة - رضي الله عنها - يجده حافلاً بالكثير من الأحاديث الصحيحة، التي تشرح فيها الصِّديقة كثيرًا من ملامح العلاقة الحميمة بينها وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكيف نقول بعد ذلك أن الشَّهوة قد خمدت؟!

حسب علمي: يحتفظ الرجل بطاقته الجنسيَّة وقُدرته على الإنجاب حتى سن المائة، أمَّا التغيُّرات التي تحدث، فهي طفيفة، ولا تُقارن بالتغيرات الجذريَّة، التي تحدث لدى المرأة في سن الخمسين.

عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أيضًا قد تزوَّج في أواخر الخمسين من أم كلثوم بنت علي - رضي الله عنهما - وهي لا تزال جارية لم تبلغ، وأنجبت له زيدًا ورقية.

أترى أنِّي أشجع والدك على الزَّواج مرة أخرى، أليس كذلك؟
لا، أبدًا، لكني لا أرى بأسًا لو رغب والدك في الزواج مرة أخرى، هذه حياته وتلك احتياجاته، والشرع يقف في صفه، ومع هذا لم يخطُ هذه الخطوة حتى الآن، بل أنكر العَلاقة برُمتها؛ لسبب مهم: هو رفضه الدَّاخلي لهذه العلاقة، رغم الحالة الاندفاعيَّة والجموح العاطفي، الذي يمر به، وهذه نقطة جيِّدة، وفي صالح والدتك، وكي لا تضيع من بين أيديكم، فأتمنى أن تتفهم والدتك كلَّ ما قلته لك آنفًا، وتتأمله بفكر المرأة المحبة المضحية، فكُلُّ ما يحدث الآن هو أمر طبيعي، وكما يقال: (أزمة وتعدي).

أنت تسأل: "كيف أتصرف مع هذه الفتاة؟"، وجوابي على ذلك: أنَّ من عليه أن يتصرف الآن ليس أنت بل والدتك، وليس مع الفتاة؛ بل مع والدك، الذي هو زوجها.

أخبر والدتك أنَّها إن أرادت أن تحتفظ بقلبِ والدك، فعليها أن تترك أمر هذه الفتاة وتسقطها من حسابها؛ لأن هذه الفتاة لا تستحق لحظة واحدة من تفكيرها، ولا تستحق دَمْعة غالية من دموعها، فالمشكلة ليست في الفتاة، بل في والدك يا أخي، وبدلاً من الدُّعاء على الفتاة، لِتدعُ لنفسها ولزوجها، وتردِّد: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

كان خطأ فادحًا قرارُ إدخال أطراف أخرى في حلِّ مشكلة بمثل هذه الحساسيَّة والخصوصية، لاحظ معي الفرق بين رَدِّ فعل والدك حين أدخلتْ والدتُك عمَّك لحل المشكلة: "أنكر أيضًا وتشاجر مع عمي بطريقة (هستيرية)، وطرده بطريقة غير مباشرة"، وبين رَدِّ فعله حين استرضته والدتك: "عاد للمنزل وتصالح مع عمي"، أرأيت الفرق؟

على والدتك أن تقترب من والدك الآن أكثر بكثير من أيِّ وقت مضى، ولكَيْ تستطيع فعل ذلك؛ عليها أن تسامح وتغفر وتنسى، مهما بلغ حزنها وعمق جرحها، عليها أنْ تطوي هذه الصَّفحة إلى الأبد، ولا تذكرها أو تذكِّره بها أو تؤنبه عليها؛ لتسد الفجوة التي حدثت بينهما بسبب تلك العلاقة المتوقع حدوثها بين مدير خمسيني وسكرتيرته الجميلة.

والدك الآن كالغريق الذي يَحتاج إلى من ينتشله ويحتويه، وأمامه امرأتان، فلْتَكن والدتك المرأة الأذكى، والأكثر مَهارة على الاحتواء، والأسرع في إنقاذ الموقف، والغرق أمر طارئ، والأصل هو الوقوف بثبات على اليابسة، فلْتُحاول وتجاهد على إخراجه من هذه المرحلة العابرة، لا بالشجار والعنف والشك؛ بل بالحب ومنح الثقة والحنان.

عليها أن تعود المرأةَ التي تزوجها قبل خمسة وعشرين عامًا، وتهتم بنفسها وصحتها كأيِّ امرأة حريصة على أن تحمل صفة "تسرُّه إذا نَظَر"، والأهم من اهتمامها بنفسها هو اهتمامها بزوجها وبمطالبه واحتياجاته العاطفيَّة والجنسيَّة، فكونها الآن في سنٍّ تشعر فيه بعدم الحاجة إلى إشباع عاطفي أو حميمي من قِبل زوجها، فيجب ألاَّ تنسى أن الرجل لا ينفكُّ في حاجة دائمة إلى امرأةٍ تُحبه وتُدَلِّلُه، وتُشعره بأنَّ الشباب لا يقاس بالعمر الزَّمني، بل بالعمر القلبي.

التجديد من خلال السفر، وتغيير المكان، وإعادة ترتيب المنزل و(ديكوراته)، وتغيير المظهر والمنظر أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وله انعكاساته الإيجابيَّة على النفوس المتعِبة والمتعَبة معًا.

لتراجع والدتُك نفسها قليلاً، ولتفتش عن القصور الذي أحدث هذه المشكلة، فرُبَّما كان والدك بحاجة فقط إلى من يُصغي إليه وإلى همومه ومُشكلاته، وكانت هذه الفتاة - برغم كل المعايب التي ذكرتها - بارعة في الإصغاء كالأصدقاء، رُبَّما بحاجة إلى أن يرى الجمال الذي أذهبه الزَّمان والإهمال، ربَّما بحاجة إلى الفراش ودفء الوسادة، رُبَّما بحاجة إلى الحب، ومن يدري لعلَّ الفتاة قد أحبَّته هي الأخرى، فلتفتش والدتك عن كل الجوانب، وتُحاول قَدْر استطاعتها أن تصحح تلك الأخطاء، فكلنا خطَّاؤون، وخيرُ الخطائين التوَّابُون.

أُوصي والدتك بالصَّبر والدُّعاء والرِّضا بعد القضاء، فذلك مِفتاح الخير كله.

ختامًا:
بيدك - يا أخي - طريقتان للمساندة هنا:
1- حين يَجتمع والداك، فأشغل إخوتك قليلاً عنهما، فهما الآن في أكثر أوقاتهما احتياجًا لقضاء بعض الوقت بعيدًا عن الأولاد، أرجو أنَّك تفهم ما أرمي إليه.

2- كُنِ الساعدَ الأيمن لوالدك في مقرِّ عمله، بحيث ينصبُّ اعتمادُه عليك بعد الله - عز وجل - لا على تلك الفتاة، وذلك من دون إشعاره أنَّك في موضع للمراقبة وعدِّ الأنفاس، فهو يبقى في آخر الأمر والدك، وله حقٌّ عليك.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أولادَكم هبة الله لكم؛ {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: 49]، فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها))؛ رواه الحاكم والبيهقي.

أدعو الله لكم من كل قلبي بصلاح الحال وهدوء البال، رزقكم الله أسبابَ السَّعادة، وأقر أعين والديك ببعضهما البعض، وفَّقك الله لكل ما يحبه ويرضاه، دُمت بخير ولا تنسنا من صالح دعائك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زوجي يكرهني ولا يريدني
  • أبحث عمن يحتويني ويشعرني بأنوثتي

مختارات من الشبكة

  • رؤوس أقلام في معاملة الزوجات (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الزوج العاطل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإسلام لا يظلم الزوجة ولا يحابي الزوج(مقالة - ملفات خاصة)
  • التخبيب بين الزوجين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مساعدة الزوج لزوجته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في الجنة إن كان أصلح منها في الدنيا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حق الزوجة وحق الزوج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صفات الزوج الصالح والزوجة الصالحة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • آداب الزوج مع زوجته عند الولادة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عظمة حق الزوج على زوجته(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب