كيف أحصل على دخل مادي عن طريق النت؟

بسم الله الملهِم للصَّواب

وهو المُستعان

أيّتها العزيزة،

إنَّ العملَ من خلال الشَّبكة العنكبيَّة ليس وهمًا أو حُلمًا بعيد المنال؛ بل هو بالإمكان، وبمقدور أيِّ شخصٍ يتَّقي الله حقَّ تُقاته، ويتحرَّى الطيِّبات من الرِّزق، ويستيقنُ أنَّ خزائنَ الرِّزق في قول الحيِّ الذي لا يموت: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾[يس: 82]، بمقدوره - إن شاء الله - أن يجنيَ المال، ويكسب الحلال وهو في بيته.

قال ميمونُ بن مِهرانَ: "يقول أحدُهم: اجلسْ في بيتكَ وأغلق عليكَ بابكَ، وانظر هل يأتيكَ رِزقُكَ؟ نعَم والله لو كان له مثل يقينِ مريمَ وإبراهيم - عليهما السَّلام - وأغلَق عليه بابه، وأرخى عليه سترَه، لجاءه رزقُه".

وقال أيضًا: "لو أنَّ كلَّ إنسانٍ منَّا يتعاهد كسْبَه، فلم يكسب إلا طيِّبًا، فأخرَج ما عليه، ما احتِيج إلى الأغنياء، ولا احتاج الفقراء"، وصدق الله - عزَّ مِن قائلٍ سبحانه - إذ يقول: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2 - 3].

والعمل على الشَّبكة العنكبيَّة على ضربين: أحدهما: العمل من خلال التخصُّص، والآخَر: العمل من خلال الموهبة.

فأمَّا العمل من خلال التخصُّص، فعلى قسميْن:

1 - العمل المُتخصِّص حسب حاجة المواقع، كحاجتها إلى: مُترجِمين، أو مُستشارين، أو مُصمِّمي إعلانات، أو مُدقِّقين لغويِّين... إلخ.

2 - أو بإقامة دوراتٍ مُتخصِّصة عبر الغُرَف الصَّوتيَّة في المُنتديات أو المواقع، أو عن طريق البرامج الصَّوتية الخاصَّة؛ مثل: برنامج الإنسبيك inSpeak، ونحوِه.

بينما ينقسم العمل من خلال المَوهبة والمهارة إلى قسمين:

1 - التِّجارة الإلكترونيّة E - Commerce.

2 - التَّسويق الإلكترونيّ E - Marketing.

وسأركِّز بالشَّرح على النَّوع الثَّاني؛ لانتشاره ونجاحه، ولحاجة النَّاس إلى معرفته؛ على أن تضعي في اعتباركِ أنَّ شرحي هاهنا ليس شرحًا علميًّا دقيقًا؛ فهذه علومٌ تُدرَّس أكاديميًّا، ولها أصحابُها وأهلها ورجالها، وأنا لستُ من المُختصِّين في علم المال والاقتصاد، ولا من العيال على أهل الاختصاص؛ بل من المُتطفِّلين الذين لا عُذر لهم سوى النيَّة الصَّادقة في مُساعدة الغير.

وكل ما سأقدِّمه لكِ من معلومات هي خلاصة بحثٍ فرديٍّ، ونِتاج ما فهمت، ولعلِّي قد أسأتُ الفهم في كثيرٍ من الأحيان، فأرجو أن تدرسي الموضوع بنفسكِ دراسةً وافية، وتبحثي باستفاضةٍ من خلال المفاتيح الاصطلاحيَّة التي سأضعها لكِ باللُّغتين: العربيَّة والإنجليزيَّة.

كما أرجو أن تُوجِّهي سؤالكِ إلى اللجنة الشَّرعيَّة التَّابعة لشبكة الألوكة، قبل البدء بأيِّ خُطوة على طريق التِّجارة؛ لجهلي بالأحكام الفقهيَّة المُتعلِّقة بهذه الأنواع، فاللهمَّ هل بلغت؟ اللهمَّ فاشهد.

أولاً - التِّجارة الإلكترونيّة:

هي أسواق إلكترونيَّة، تتيح حركات البيع والشَّراء للسِّلع والخدمات والمعلومات عبر الإنترنت.

أُسس فتح المتجر الإلكترونيّ في السُّوق الإلكترونيّ:

1 - الخضوع لجلسة عَصْف ذهنيٍّ؛ لإثارة أكبر قدرٍ من الأفكار الإبداعيَّة.

2 - دراسة السُّوق دراسة مُشبِعة؛ للتَّعرُّف على احتياجات العُملاء من خلال التجوُّل في المنتديات والمواقع تجوالاً واعيًا.

3 - تحديد نوع التِّجارة التي ترغبين في ولوجِها؛ كأنْ تكون تجارةَ عُطور، أو أدوات تجميل، أو ساعات، أو إلكترونيّات، أو سيَّارات... إلخ.

4 - توفير المُنتجَات وتصويرها وتسجيلها عبر الفيديو، ثم تحديد الأسعار وتجهيزها للعَرْض.

5 - إنشاء متجرٍ إلكترونيٍّ: ومن أهمِّ ما يَعتمد عليه المَتْجر الإلكترونيِّ: برنامجُ السَّلَّة الإلكترونيَّة "سكربت المَتْجر الإلكترونيّ"، والنَّصيحة الذَّهبيّة التي يُقدِّمها المُختصُّون للمبتدئين أن يَشْرعوا بفتح مَتجرٍ إلكترونيٍّ مجَّاني؛ لعرض مُنتجَاتهم، ثمَّ إذا نجحت التِّجارة بعد ذلك، أمكنهم إنشاءُ متجرٍ مدفوع عبر شركات مُتخصِّصة.

6 - فتح حِسَاب بنكيٍّ أو أكثر؛ لتسهيل عمليات الدَّفع والتَّحويل المصرفيّ.

7 - الاتِّفاق مع شركة مُتخصِّصة لخدمات النَّقل والشَّحن والبريد الجويِّ السَّريع؛ مثل: Aramex وDHL وFedEx ونحوها.

8 - القيام بحملةٍ إعلانيَّة للمتجر الإلكترونيِّ عبر المُنتديات والمواقع والشَّبكات الاجتماعيَّة؛ مثل: الفيس بوك، وَاليوتيوب، وتويتر، ونحوها.

ثانيًا - التَّسويق الإلكترونيّ:

هي عملية تسويق لمنتجات الأسواق الإلكترونيَّة الموجودة على شبكة الإنترنت، من خلال توفير احتياجات العميل/ المُستهلِك بأسهل الطُّرق وأسرعها.

ولهذه العمليَّة أنماطٌ وأشكال عديدة يمكن توضيحُها برسم شجريٍّ أو من خلال شجرةٍ باسِقة؛ كهذه:

        megamediaclick.com            

جُذور هذه الشجرة:

1 - البحث Research

2 - والإستراتيجيَّة Strategy

3 - والعلامات التجاريَّة Branding

4 - والمُحتوى Content

ويقوم جِذْعُها القويُّ على:

1 - التَّصميم الجيّد للموقع Design

2 - والتَّنمية Development

ثم يتشعَّب عن جِذْعِها بضعةُ أغصانٍ غلاظ، تتفرُّع عنها بضعة أغصان دِقاق، على النَّحو التالي:

1 - التَّسويق الإلكترونيُّ من خلال مُحرِّكات البحث Search Engine Marketing، مثل: Google، وَYahoo، وَMSN، وهو على ضربين:

أ- الدَّفع مقابل النَّقر Pay per click (PPC)

ب- تهيئة المواقع لمُحرِّكات البحثSearch Engine Optimization (SEO)

2 - الدَّلائل والقوائم Directories & Listings، وتشمل:

أ- القوائم الحُرَّة Free Listings

ب- البوّابات Portals

ت- بوادر المبيعات Lead Generation

ث- القوائم مدفوعة الأجر Paid Listings

ج- التَّصنيف والمُراجَعة Rating & Review

3 - التَّسويق باستخدام البريد الإلكترونيّ Email Marketing، ويعتمد على:

أ- القياس Measure

ب- النَّشر Deploy

ت- القوائم Lists

ث- التَّصميم/ التَّطوير Design/Develop

4 - التَّسويق من خلال الشَّبكات الاجتماعيَّة Social Media Marketing:

أ- التَّدوين Blogging

ب- المُحتوى المُشترَك Shared Content

ت- الشَّبكات الاجتماعيَّة Social Networks مثل: 

lifehack.org 

5 - العلاقات العامَّة Public relations:

أ- الورقة البيضاء White Paper

ب- البيان الصَّحفيّ Press Release

ت- المقالات Articles

6 - الإعلان عبر الإنترنت Online advertising:

أ- الشَّبكات الإعلانيّة Ad Networks

ب- الشَّركات التابعة Affiliates

ت- المُدوّنات Blogs

ولكِ أن ترسمي شجرة التَّسويق الخاصة بكِ دون التقيُّد بهذه الشَّجرة؛ لكونها شجرةً نامية في بلاد الغرب، ولكلِّ أرضٍ وتُربة ما يناسبها من الشَّجر والزَّهر.

ولعلّ من أهم الأمور التي تحتاجين إليها؛ للبدء في العمل من خلال التَّسويق الالكترونيّ:

1 - فتْحُ حسابٍ بنكيّ.

2 - توفير بطاقة شراء للتسوُّق الإلكترونيّ؛ مثل: PayPal، أو Visa، أو MasterCard صادرة عن بنوك تراعي الضَّوابط الشرعيَّة لهذه البطاقات.

3 - عناوين خاصة (رقم هاتف، وعنوان بريديّ إلكترونيّ).

4 - التعرُّف على مواقع شرائيَّة مُعتمَدة وموثوقة.

5 - التَّعامل مع شركة مُتخصِّصة لخدمات النَّقل والشَّحن والبريد الجويّ السَّريع؛ مثل: Aramex، وDHL، وFedEx، ونحوها.

وعسى الله أن يُسبِغ عليكِ النِّعم، ويَبسط لكِ في رزقكِ، ويُصلح لكِ زوجَكِ، ويمنَّ عليكِ بالفرَج، ويرزقني وإياكِ والمسلمين والمسلمات ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾[مريم: 61 - 62]؛ آمين.

والله - سُبحانه وَتعالى - أعلم بالصَّواب، والله بريءٌ من الخطأ، وأنا أبرأ إليه - تعالى - ممَّن يَصْرف الجهود لاستخراج المال الحرام من مَدافن الاكتساب.