• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات تربوية / تطوير الذات وتنظيم الوقت
علامة باركود

انعكاس العلاقة مع الله على العلاقة مع الناس

انعكاس العلاقة مع الله على العلاقة مع الناس
د. صلاح بن محمد الشيخ

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/12/2020 ميلادي - 26/4/1442 هجري

الزيارات: 11427

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة نشأت نشأة إسلامية، ثم ابتعدت عن طريق الله، وعندما عادت، لم تكن كما كانت، وقد اشتاقت لبداياتها في طريق الله، وهي متذبذبة بين الاقتراب من الله والابتعاد، وهذا يؤثر على علاقتها مع الناس بين الصد والقبول، وتسأل: ماذا تفعل؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله الفردوس الأعلى على نصائحكم ومساعدتكم لنا في حياتنا، وما نلقى فيها من صعاب.


تذكرت أول استشارة أرسلتها لكم، لم أصدق أنها قبل عشر سنوات من الآن، كان عمري آنذاك خمس عشرة سنة، تحت عنوان "كيفية تقويم الأخت الكبيرة"، اشتقتُ لتلك الفتاة الصغيرة التي لم تعرِف من مشاكل الحياة سوى أن تُرضِيَ ربَّها، الحمد لله نشأتُ في بيت إسلاميٍّ، وتربيتُ على الدين والأخلاق الطيبة، كان أساسي قويًّا متينًا؛ حيث إنه كلما ابتعدت عن الطريق، أجدني أريد العودة لِما كنت عليه، تقلَّبتْ حياتي تقلُّبَ الأمواج، شَكَكَتُ في الدين وخُضْتُ رحلة من الشك، عدتُ لكن لم أعُدْ كما كنتُ، دائمًا أشتاق لبداياتي مع الله، وأشتاق لبراءتي ولقوتي ويقيني، أشتاق لقربي من الله، ولثقتي أنني على صواب، قلتُ: إنني تربيت في بيت إسلامي، لكن الآن لم أعد أراه إسلاميًّا، أرى فيه الكذب والخداع، والنميمة والتقصير والغش، وأشياء تؤلمني جدًّا، أصبحت أعيش فيه كالغريبة لا أجد لي مكانًا بينهم، اتَّسَعَتِ الهُوَّةُ بيننا، ولم أعُدْ أعرف ما العمل، ليس في البيت فقط بل مع الكل، ودائمًا أتذكر الرسول عليه الصلاة والسلام، وكيف أنه كان يتعامل مع مختلف الناس بمرونة، لكني لا أجد إلى ذلك سبيلًا، لا أنكر أنني أتذبذب في علاقتي مع الله، تارة أقترب، وتارة أبتعد، وفي كلِّ تحوُّلٍ أُلاحظ أمرًا أخجل من البَوحِ به، ألاحظ أنه عندما أقترب من الله أُحِسُّ بإحساس جميل، وبأنني على الطريق الصحيح، وفي نفس الوقت تسوء علاقتي مع الناس جدًّا، كأنني أجد اختلافًا بين حياتي وحياتهم، وأجد فرقًا ينفِّرني منهم، في اهتماماتي وأفكاري وطريقة حياتي، وعندما أنغمس في ملذات الدنيا، أجدني قد ارتحتُ مع الناس لأنني أكون مثلهم، أتساءل: كيف أكون قوية وواثقة من نفسي، وأنا على طريق الله؟ لا أجيدُ الحوار ودائمة الصمت في كل الأحوال حتى تعِبتُ، لا أثق في كلامي وآرائي وأفكاري، فكيف أعبِّر عن أفكاري بثقة؟ وأظن - بل أنا متأكدة - من أن ما يزيد الوضع سوءًا هو الحياة، دون هدف مادي ملموس، درستُ ولم أعمل في مجال دراستي، وأحس أنني غير منتجة، أريد أن أضيف إلى هذا العالم شيئًا، كيف أجد هدفًا ملموسًا؟ وكيف أكون منتجة؟ أتمنى أن أجد صديقاتٍ صالحاتٍ أسير معهنَّ على طريق الله.


الجواب:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعد:

(الحياة مع الله، والحياة مع الناس)

وأنا أقرأ وأتأمل الأحداث التي مرَّت بصاحبة هذه الرسالة، أقول: ما أكرم الله على عباده بفضله وتوفيقه وإحسانه للوالدين في ثبات أبنائهم، ورجوعهم للحق إذا تربَّوا على الدين والأخلاق الفاضلة، واتباع هدى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمهما عصفت بهم رياح الهوى، وأمواج الفتن، سَرعان ما يعود المركب إلى مرساه الأول، فيتذكر عظمة الله، ويعود إليه بالتوبة وتأنيب الضمير، والاستغفار وطلب العفو والرحمة منه سبحانه، وهذا ما حصل لصاحبة هذه الرسالة، فلله الحمد والشكر لقلب حيٍّ يذكر الله في أعماله وتصرفاته؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

فلْنَعُدْ لمناقشة المشكلة:

توجيهات عامة حول أحداث المشكلة التي وردت حال طرحها:

١- إن الصراع بين الحق والباطل قائمٌ إلى أن تقوم الساعة، فمن المسلَّم به أن تري مَن يقترف الذنوب والمعاصي ويقع فيها، ولا أحد يسلم منها تعمُّدًا أو سهوًا أو غفلة، ولا يُعوِّلُ الدين ومبادئه وأخلاقه وتسامحه على أفعال الناس، بل على المسْلِمِ أن يوطِّن نفسه على الخير، فيُحسن في القول والعمل والاعتقاد، دون أن ينظر إلى الناس أحسنوا أم أساؤوا، كما يبنغي للمسلم أن يكون دائمًا قدوة وأسوة حسنة للناس في تمسُّكه بدينه، واتباعه لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم في اعتقاده وقوله وعمله، فيكون متبوعًا وليس تابعًا.

 

٢- الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة، والقدوة الكاملة في تعامله مع الناس؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وهو صلى الله عليه وسلم الرحيم بأمته المشفق عليهم؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقد أُثِرَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب دعوة أصحابه ويزورهم، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويدعو لهم، ويستشعر معاناتهم وآلامهم؛ فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ((كان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلِّم على صِبيانهم، ويمسح روؤسهم))؛ [ذكره الألباني في صحيح الجامع].

 

فجديرٌ بالمسلم أن يقتديَ برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس احتسابًا للأجر، وتواضعًا لله، وحبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

٣- أما بالنسبة للتقرب إلى الله تعالى، والبُعد عنه في اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وما يحصل لكِ من التذبذب كما عبرتِ، وشعوركِ بالارتياح النفسي حال إقبالكِ على الله، والنفور من أفعال الناس التي لا ترضي الله تعالى - فهذا صراعٌ بين نفسكِ المشتاقة إلى القرب من الله تعالى، وبين الشيطان الذي لا يريد لكِ تلك القربة، فأنتِ في صراع وجذب، تحدِّده قوة إيمانكِ، وإخلاصكِ لله في اعتقادكِ وقولكِ وعملكِ، واتباع سنة نبيكِ صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82، 83].

 

فأنتِ على خيرٍ في محاسبة نفسكِ ورجوعها إلى الله، وفرحها بقربه والأنس به، فاسألي ربَّكِ الإخلاص في التوبة والثبات عليها، وبالنسبة للناس وما يفعلون، فقد وجَّهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع الموقف؛ فمن حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرًا، فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))؛ [رواه مسلم].

 

واحذري أن تجاريهم أو تقلِّديهم في الملذات المحرمة التي يصوِّر لكِ الشيطان فرحكِ وسعادتكِ عندما تقرِّينهم على ذلك، وتفعلين فعلهم، فكلُّ ذلك مزلقٌ خطير من مكايد الشيطان، فكوني على الحق، ولو كنت تَرَيْنَ أنكِ الوحيدة بين مَن حولكِ؛ ففيه الفوز والنجاة.

 

٤- أما تساؤلكِ عن كيفية الثقة بالنفس في الطريق إلى الله، والثبات على الطريق المستقيم، فعليكِ بالآتي:

أ- طلب العلم؛ قال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لَتَضَعُ أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم لَيَسْتغفر له مَن في السماوات ومَن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر))؛ [رواه أبو داود والترمذي].

 

ب- المحافظة على الصلوات الخمس والنوافل؛ قال تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]، وبعد الفرائض التقرب لله بالنوافل؛ فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأُعْطِيَنَّهُ، ولئن استعاذني لأُعِيذَنَّهُ))؛ [رواه البخاري].

 

ج- مداومة قراءة القرآن الكريم، حبل الله المتين، مَن تمسَّك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].

 

د- الالتزام بشرع الله تعالى بالإيمان به والعمل الصالح؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

هـ- الإكثار من ذكر الله تعالى والمداومة عليه بالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وغيرها مما ورد من ذكر الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

و- الثقة بالله تعالى ونصره، وأن دين الإسلام هو الحق، والمستقبل له بحفظ الله له ونصره؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

ز- عدم الاغترار بالباطل، مهما خُيِّلَ أنه علا، ومعرفة حقيقته؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 196 - 198]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].

 

ح- التفكر والتأمل في آيات الله ومخلوقاته؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 29].

 

ط- التأمل في نعيم الجنة، وعذاب النار، وما أعده الله للمتقين، وما مصير الكافرين، والآيات في هذا كثيرة وواضحة في القرآن الكريم.

 

ي- مصادقة الصالحات: قال الله تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، ومن حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكِيرِ؛ فحامل المسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا مُنْتِنَةً))؛ [متفق عليه].

 

ك- تجديد التوبة إلى الله تعالى وكثرة الاستغفار؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10].

 

ل- الدعاء بالثبات على الدين، والممات عليه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

٥- أما قولكِ في عدم إجادة الحوار، فهذه مهارة يهبُها الله لمن يشاء، ويمكن أن تُكتسَب بعد تحقيق الثقة بالنفس في أثناء مخاطبة الآخرين؛ بالدورات التدريبية، وبالاطلاع، والحفظ للنصوص والأدلة.

 

وأما انزعاجكِ من كثرة الصمت، فأحيانًا كثيرة تكون هذه الصفة فيها السلامة والنجاة؛ فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت ...)).

 

٦- أما قولكِ أنك تشعرين أنكِ تسيرين على هدف غير ملموس، فهذا يُحدَّد بمدى تحديد الأهداف التي رسمتِها لطريق حياتك، فغالبًا تتغير بتغير الظروف والحياة، فأحيانًا تكون أحلامًا وآمالًا في الصغر؛ فمنها ما يتحقق، والكثير يتغير بتغير الأفكار والتوجهات والظروف الحياتية، وهذا أمر طبيعي لا يُقلِقُ الإنسان، بل يرضى بما قسم الله له، وبما يسَّره الله له.

 

٧- يمكن استخدام خارطة طريق لتحديد أهداف ملموسة تتمثل بالآتي:

العزم على فعل الشئ - الثقة بالله تعالى في المعونة والسداد - الاستخارة - الاستشارة - دراسة الجدوى - وضع خطة محددة قابلة للقياس على ضوء الإمكانات والأدوات - الاستعانة بأهل الخبرة والتجربة - الصبر حال التنفيذ - المتابعة المستمرة والتقييم - الاستعداد للمفاجآت والعقبات التي قد تقع حال التنفيذ - عدم اليأس حال الإخفاق وتكرار المحاولة والاستعانة بالله - استثمار الوقت للأمثل - التغذية الراجعة - التحسين والتطوير.

 

٨- طلب الارتباط بصديقات صالحات.

هذا مطلب شرعي؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، ووجَّهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ((إنما مثل الجليس الصالح ...))، وهذا يتحقق بإذن الله إذا صدقت النية، وزادت الثقة بالله تعالى، فأمة محمد صلى الله عليه وسلم بخيرٍ، فهناك من المسلمات الصالحات القانتات، فقط الجِدُّ في البحث والتقصي والله يعين العبد إذا علم صدقه معه في ذلك، وبالإمكان أيضًا الارتباط بالجهات الخيرية النسوية التي تعمل في مجالات عدة؛ منها: العلوم الشرعية أو الخدمة المجتمعية.

 

أسأل الله أن يوفقكِ لكل خير، وأن يثبتكِ على الحق، وأن يرزقكِ من الصالحات من يعينكِ على الاستقامة، ويكفيكِ شر الأشرار وكيد الفجار، إنه القادر على ذلك.

 

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سبحان الله
  • هل رضى الله عنى؟
  • تركته لأجْل الله
  • لا أخاف الله
  • كيف أعود إلى الله ؟
  • هل المحن والشدائد من قدر الله ومن الخير؟
  • أقمت علاقة مع شاب
  • الوقيعة بين الناس بلا قصد
  • خطيبتي أقامت علاقة مع خطيبها الأول

مختارات من الشبكة

  • انعكاسات الهدر التربوي (PDF)(كتاب - مجتمع وإصلاح)
  • ما لا يستحيل بالانعكاس (القلب)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الأهداف التربوية وانعكاساتها على العملية التعليمية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ظاهرة الاحتباس الحراري وإشكالية التغيرات المناخية: الأسباب والانعكاسات الإيكولوجية (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • الانعكاسات المترتبة على الإسراف في الغذاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • انعكاس ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصورة وانعكاساتها على ثقافة الإنسان المعاصر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أطفالنا انعكاس لطريقتنا في التعامل معهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الطفل انعكاس لبيئته(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحاضن البيئي وانعكاسه على السلوك الثقافي للبشر(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب