• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات تربوية / مشكلات الأطفال
علامة باركود

قرض الأظفار، والخوف لدى طفلي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/9/2008 ميلادي - 24/9/1429 هجري

الزيارات: 24148

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
طفلنا يبلُغُ منَ العُمر ثلاث سنوات، نُعَانِي معه مِن مُشكلَتَيْنِ:
الأولى: قَرْض أَظْفاره: وقد لاحَظْنا أنَّها بَدَأَتْ أثناء قضاء الإجازة، منذ شَهْرَيْن، حيثُ أمضى معظمها عند بيت جَدِّه، وهم لديهم أطفال أعمارهم: 4 - 5 - 10 سنوات، ولَمْ أُلاَحِظ لديهم هذه العادة، وخلال الإجازة رَزَقَنَا الله بِمَوْلُودنا الثاني، وربَّما بَدَأَتْ عنده هذه العادة في تلك الأثناء، رغم أنَّنا لا نُظْهِر اهتِمامًا بالِغًا بالمولود الجديد أمامه، وعادةً ما يضع أصابعه في فِيهِ حينما يكون مَقْهُورًا، أو حَزِينًا، وكثيرًا ما يقرض أظفاره دون سَبَبٍ معروف.

الثانية: خَوْفُه منَ الوَحْدة
: كأن يكون في الغُرْفَة وحده، ورفضه الذهاب إلى حُجْرته بِمُفْرده، ورفضه النوم منفردًا، وأُلاحِظ عليه ذلك منذ سنة تقريبًا، وأَلْحَظ على أمِّه أنها تستعمل أسلوب التَّخويف معه، حين تَوَدُّ أن تُجْبِرَه على فعل أمْرٍ، أو تَرْكه، وذلك منذ وقتٍ مُبَكِّر.

أرْشِدونا إلى الحلِّ مشكورينَ مأجورينَ.

ولك خالص تحياتنا
الجواب:
أخي الكريم،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ما دام أنَّ لِهَذا الطفل أبًا مثلك، بِهَذا الحنان والاهتمام والحِرْص، فَثِق - يا أخي - أنَّ مشكلة طفلِك ستُحَل سريعًا - بإذن الله.

كم يسعدني أن يكونَ لدى الآباء والأمهات مثل هذا الحِسِّ التربوي الذي لديكَ، فمُعظم مشاكِلِنا تبدأ منذ الطُّفولة، ومعظم أسبابها وحلولها بِيَد الآباء والأمهات، بعد توفيق الله - عَزَّ وَجَلَّ - أَلَيْس الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِه، أو يُنَصِّرَانه، أو يُمَجِّسَانِه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جَدْعَاء؟))؛ رواه البخاري.

أولاً: قضم الأظافر:
هل أفهم يا أخي: أنَّكَ وزوجتكَ قَدْ قُمْتُما بِإِبْعاد طِفلكما الأول عند جَدِّه، أثناء ولادة طفلكما الثاني؟ أحقًّا فعلتُما ذلك؟
يا إلهي، ما هذا التَّصَرُّف؟!
عَفْوَك يا أخي؛ لكنَّكُما قدِ ارْتَكَبْتُما خطأً فادحًا في حقِّ هذا الطفل.

إنَّ قضم الأظافر Onychophagia رسالةٌ غير لفظيَّة منَ الأطفال المتألمينَ إلى آبائهم وأمهاتهم، إنَّها رسالةٌ حزينةٌ، قلَّما يفهمها الآباء، وبِحُكْم تعامُلي المهني مع الأطفال، فاسْمَحْ لي أن أُتَرْجِمَ لك هذه الرِّسالة، التي عجز هذا الصغير عن قولها لكما بِكَلِمات، فهو لم يَتَعَلَّمْ بعدُ كيف يُعَبِّر عن مشاعره، وانفعالاته، بِلُغَةٍ لفظيَّةٍ:
"إلى أبي وأمي، مع التَّحيَّة:
رغم أنَّكما لا تَزَالانِ معي بِنَفْس البيت كما السابق، إلاَّ أنني لم أَعُد أَشْعُرُ بالأمان والطمأنينة، حتى في وُجُودكما معي، وبرغم أنَّكما صَدَمْتمانِي باستقبال طفل آخر في غِيابِي، برغم أنكما آلَمْتماني بإهمالي، وإبعادي، وإقصائي، لأجل "غريبٍ"، لا أدري مِن أين أتى؟ ولا كيفَ أتى؟ أَخَذَ مكاني عنوةً، وامْتَلَكَ ذلك العرش الصغير، الذي تَرَبَّعتُ فوقه مَلِكًا لثلاث سنوات.

مكاني الذي أحبه "حضن أمي"؛ لقد أَزَاحَنِي عنه بِرِضاكما، مُلْتقِمًا تلك الزُّجاجة المخمليَّة، التي فطمتماني عنها قبل عام، وها هي الآن بِفَمِه الصغير، وأنتما تنظرانِ إليه بسعادة، كيف يحدُث هذا؟ أَلَمْ تُخْبِراني أنَّ اللبن الذي كان فيها قد نفد منذ عام؟

كيف تنامونَ ثلاثتكم معًا، وتَتْركوني وَحيدًا في ذلك المكان الذي أسميتموه غُرْفتي؟ أَمَا كنتُ يومًا أنام معكم وبينكم؟

أبي الحبيب، أمي الحبيبة:
أنا لا أفهم حتى الآن، لِمَ فعَلْتُما ذلك بي؟ إنني غاضِب منكما كثيرًا؛ لكنني أيضًا أُحبُّكما كثيرًا؛ لذا لن أعاقبكما على هذه المُعَامَلة القاسية، كما تفعلانِ بي إذا غضبتما منِّي، إن كان هناك مِن شخص يستحق العقاب، فهو "أنا" بكلِّ تأكيد؛ لذا سأعاقبُ ذاتي عِوَضًا عنكما، ولم أجدْ شيئًا أقرب إلى عينيَّ مِن أظافري؛ لعلَّ قضمها يُكَفِّر عنِّي الذَّنب الذي أجهله؛ لعلَّكُما تسامحانني على ذنبي، وتعيدانني إليكما كما السابق، قبل أن يأتيَ هذا الغريبُ الصغير، ويسلبني "مكاني" و"مكانتي" لديكما.

أبي.. أمي:
إنها أظافري وليستْ أظافركما، أنا الذي يَتَأَلَّمُ بِقَضْمِها، وليس أنتما، فَلِمَ تَحْرِماني حتى مِن إيلامي لنفسي؟ ما عدتُ أفْهَمُ ما الذي يمكنه أن يرضيكُمَا عني؟".

هذه هي رسالةُ ابنكما إليكما - يا أخي - فهلِ استطعتَ الآن أن تَفْهَمَها؟ هل أدركتَ الآن لِمَ يقضم ابنُك أظافره؟

الأطفال هم الحياة، ومَن لَمْ يَفْهَمِ الأطفال لَمْ يفهم كُنْه الحياة، وإن بلغ سِتِّين عامًا، ومَن أُعْطِيَ القُدرة على فَهْم الأطفال، فَلَقَدْ أدرك كُنه الحياة، وأسرار الحياة، وإن كان لا يزال في مُقْتَبل العمر.

حين تصلني مشكلة عَنْ طفلٍ يُعانِي مِن غيرةٍ، أو خوفٍ، أو قَضْم أظافر، أو تَبَوُّل لا إِرَادِيٍّ، تَتَّجِه أصابع الاتِّهام عندي فورًا إلى الوالدين، فوُجُود مثل هذا النوع منَ المشكلات في الطفولة يَعْنِي وجود خطأٍ في التربية، خطأٍ في المُعَامَلَة الوالديَّة، وكثيرًا ما يتحمل الطفل الأول تَجَارب الوالدين وأخطاءهما التربويَّة؛ لذا نجد مع الأَسَف الشديد نسبةً عاليةً منَ الأبناء ممن يقع مركزهم في الأسرة في الترتيب الأول، مشبعين بالعديد منَ المُشكلات، والعُقَد النَّفسيَّة.

يزعجني أن يظنَّ الآباء والأمهات أن تربية الأبناء مَوْرُوثة في جِيناتهم، هذا خطأٌ فادِحٌ، فالتربية مُكْتَسَبَة ومُتَعَلَّمَة، وإِلاَّ ما جدوى أقسام التربية وأُصُولها، والتَّربية الإسلاميَّة، والأُمُومَة، والطفولة، وفُرُوع علم النفس المختلفة؛ كعِلْم النفس التربوي، وعِلْم نفس الطِّفل، وعلم نفس النمو، في الجامعات؟ هل فُتِحَتْ هذه الأقسام عَبَثًا وَهَدرًا؟

أَهَذِه الكُتُب القَيِّمة، والمجلات المُتَخَصِّصة المُتَرَاصَّة في المكتبات، عن طُرُق التربية، قد أُلِّفَت من فراغ؟

دعوة منِّي لكلِّ الآباء والأمهات عبرك يا سيدي، أن يستنيروا في تربية أبنائهم بالقراءة المُتَخَصِّصة، قبل أن ينجبوا أطفالاً، ومن دون تجاهُل تجارب أصحاب التَّجربة الناجحة، والناجحةفقط، إذ ما أكثر التجارب الفاشِلة ذات التأثير المغناطيسي.

علاج مشكلة قَضْم الأظافر:
لهذه المشكلة العديد منَ المُقْتَرَحات العلاجيَّة؛ ولكنها تختلف حسب سن الحالة، بالإضافة إلى العديد منَ الاعتبارات الأُخْرى.

والاقتراحات التي سَأَضَعُها لك هي ما أرى أنها تُناسِب طفلاً في الثالثة؛ لذا لا تُعَمِّم تجربتها كاملة على حالات مُشابهة مِن سن أكبر، فبرغم تَشَابُه المشكلات وتكرارها عندي، إلاَّ أنَّني لا أنْظُر لِكُل مشكلة باعتبارها حالة مشابهة؛ بل باعتبارها حالة قائِمة بذاتِها؛ ولذا كثيرًا ما يأتي جَوَابِي في كثيرٍ منَ الأحيان مختلفًا مِن شخص لآخر.

أقولُ لكَ ذلك يا سيدي؛ لأنَّني أخْشَى عند نَشْر هذه الاستشارة أن يَظُنَّ كُلُّ مَن لديه مشكلة قَضْم أظافر، أن هذه الاقتراحات تُنَاسبه، وعمومًا هي مُجَرَّد اقتراحاتٍ مبدئيَّة، إن لم يُظهرِ الطفلُ بعد اتِّبَاعِها - بطريقةٍ صحيحةٍ - أيَّ تَحَسُّنٍ، فَسَيَسُرُّني متابعتكَ وتَوَاصُلك معي على "الألوكة"؛ لِوَضْع خطةٍ علاجيَّةٍ بَدِيلةٍ، المُتَابَعة مهمة، وللأسف 99% مِن أصحاب الاستشاراتِ لا يَهْتَم لِهَذه النقطة:
1- طَمْأَنة الطفل لِمَرْكزه الاجتماعي والأسري الذي اعتاد عليه، وإشعاره بالحب، والأمان، والعناية، والاهتمام، في علاقته بِوَالِدَيْه، وأَنَّ قُدُوم طفل جديد لا يعني سلب "مكانة"، أو "مكانٍ"؛ بل هو امتدادٌ لعائلةٍ مُتَمَاسِكةٍ مُتَعَاطِفةٍ، يملأ الحبُّ كلَّ زواياها.

2- تقليم أظافر الطفل والعناية بِنَظافتها، كي لا يُغريه طولها بِقَرْضها.

3- تَجَنُّب أسلوب (العقاب)، فعادة قضم الأظافر تصدر بِطَرِيقة لا إراديَّة، ولا يد له فيها.

4- عند رؤية الطفل، وهو يقضم أظافره، يُفَضَّل اتِّباع أسلوب (التَّجَاهُل)، وتركه، وعدم تنبيهه للمشكلة؛ لأن التَّنبيه هنا يزيد المشكلة، ولا يحلها مع طفل في الثالثة؛ بل ربما يثبتها بعكس ما قد يفيد في سن أكبر.

5- استخدام أسلوب (التَّشتيت)، وذلك بِصَرْف نَظَر الطفل عن أظافره إلى أمور أخرى يحبُّها الطفل، كوُجُود دُمية يحبها مِن دون أن يكونَ الأسلوب موحيًا له بأن هذا لِأَجْل صَرْفه عنِ القضم، بل لابدَّ أن يتمَّ ذلك بطريقة عفوية، فالأطفال أذكى مما نَتَصَوَّر.

6- قَضْم الأظافر وسيلة تَنْفِيسِيَّة، يلجأ إليها الأطفال لِتَفْريغِ طاقات القَلَق والتَّوَتُّر التي لديهم، وإذا كنَّا نَرْغَبُ أن يتركَ هذه العادة، فلا بدَّ مِن وضع بديلٍ تَنْفِيسي يتناسب مع سَنِّه وصحته، يكون في متناول يده، يعمل عمل الآلية نفسها، كقضم جزرة، أو خيارة صلبة مثلاً، فالصَّوت الناتج عن قضم هذا النوع منَ الخضروات معروفٌ على المستوى النَّفسي، بأنه طريقة علاجيَّة لِخَفْض التَّوَتُّر، حتى لدى الكبار أنفسهم.

7- شغل أصابع الطِّفل بالمُفيد منَ الأنشطة التَّرفيهيَّة، كالألعاب التَّعليميَّة القائمة على طريقة (الحل والتركيب)، مثل: لعبة المُكَعَّبات الملونة الصغيرة المسمَّاة بلعبة "الليغو LEGO"، والتي تأتي على هيئة طوابق بنائيَّة تَتَرَاكَب فوق بعضها البعض؛ لِعَمَل أشكالٍ مختلفة منها.

8- يبدو لي أن هذه بوادر "شخصية طفل خَجُول"؛ لذا لا بدَّ مِن أَخْذ هذه النُّقطة بِعَيْن الاعتبار، وعدم المُقَارَنة بينه وبين أيِّ طفل آخر في العائلة، فلِكُلِّ إنسان - صغيرٍ أو كبيرٍ - أسلوبه وشخصيته ونقاط ضعفه وقوته، ومن غير العدل مقارنة أيِّ شخص بِغَيْره، كذلك عدم وَضْعه في مواقف اجتماعيَّة تُثير القَلَق والتَّوَتُّر لديه، ولا توبيخه أو تعنيفه، بأيِّ حالٍ منَ الأحوال أمام الناس، فالسَّنَوات الخمس الأولى مِن عمر الطفل أشبه بِصَفَحات المقدمة منَ الكتاب، نحن مَن يكتبها لأطفالنا، ثم يقومون هم بعد ذلك بإكمال كتابة "كتاب الحياة"، بناءً على مُقَدِّمَة الكتاب.

9- الاهتمام بِصِحَّة الطفل؛ فأنتَ لا تدري ما الذي يَخْتَبِئ تحت أظافره من جراثيم، يقوم هو بابْتِلاعِها من خلال عمليَّة القضم، أرجو عرض الطفل على طبيب أطفال من باب العناية والاهتمام بالصِّحَّة العامة.

10- قد تكون هذه اللاَّزمة العَصَبيَّة عرضًا للمشكلة الأخرى، التي يُعانِي منها الطفل، وهي (الخوف)، والذي سأتناوله بالشَّرح في الأسطر التالية.

ثانيًا: الخوف عند الأطفال:
الخوفُ انفعالٌ فطري طبيعي وصحِّي، ومنَ الطبيعيِّ أن نشعرَ بالخوف في حياتنا العادية ككبار، فكيف بالصغار إذًا؟ إلاَّ إذا تَحَول الخوف الطبيعي الذي يُؤَدِّي دور الحماية منَ الأخطار الحقيقيَّة المحدقة بنا - كالخوف مِن حيوانٍ مفترس مثلاً - إلى خوفٍ مَرَضيٍّ غير منطقِيٍّ، يُؤَثِّر سلبًا على حياتنا وعلاقاتنا بالآخرين، عندئذٍ لا بدَّ مِن مراجعة اختصاصي في العلاج النفسي؛ للوُقُوف على الأسباب، وطُرُق العلاج:

أ- الأسباب:
1-لقد ذكرتَ بنفسكَ السَّببَ الحقيقي للمُشكلة: (أَلْحَظ على أمِّه أنها تستعمل أسلوب التَّخويف معه، حين تودُّ أن تُجبِرَه على فِعل أمر، أو تركه، وذلك منذ وقت مبكر)، إذا كان هذا هو أسلوبها في تربية الطِّفل الأول (الفرحة الأولى)، فكيف بالثاني والثالث إذًا؟ أرجو أن تعيدوا النَّظَر في أساليب التربية المُتَّبَعة للتَّعامُل مع أطفالكم، هؤلاء أطفال، أيُّ قلبٍ هذا الذي يستطيع أن يقسوَ على طفلٍ في الثالثة؟! بل وتقول منذ سن مبكرة، ماذا تعني بِمُبكرة؟ ماذا أبكر منَ الثالثة، إلاَّ أن يكونَ في عامِه الثاني أوِ الأول؟

2- أحيانًا يكون الخوف منَ الوحدة نتيجة (لقلق الانفصال)؛ أي: قلق الطفل منَ الانفصال عنِ الأم، وهو ما قد بدا فعلاً بعد ولادة الطفل الثاني.

3- عدم المُسَاواة بين الأطفال في المُعَامَلة، وإشعار الطِّفل بأنَّ مكانَته قد سُلِبَتْ؛ لِمَنْحِها لآخر غيره.

4- ما دام أنَّه طفل في الثالثة، فهذا يعني أنه في السِّن الذي تبدأ فيه الأم عادة بِتَعْلِيمِه على ضبط عمليَّة الإخراج، وأظنُّ أنَّ هذا الطِّفل يُعَامَل بقسوة لِتَعْويده على التَّحَكُّم في عمليَّة التَّبَرُّز والتَّبَوُّل، الأمر الذي انعكس سلبًا على نومه.

5- القصص المخيفة، والبرامج المخيفة، التي تُعرَض على الطفل نهارًا، أو قبيل النَّوم.

6- اتِّباع أسلوب الشدة والقسوة؛ لدفع الأطفال إلى النوم.

7- غُرفة الطفل قد تكون سببًا للنفور منها.

8- كثرة الخِلافات والشِّجار بين الوالدين أمام الطفل، يُؤَثِّر على شُعُور الطفل بالأمن والطمأنينة، فَفَاقِد الشيء لا يُعْطيه.

9- الشُّعور بالغيرة من ولادة الطفل الثاني.

10- تقليد الطفل بالمُلاَحظة لنموذج هيَّاب، كالأب، أوِ الأم، كنموذج.

ب- العلاج:
1- عدم تخويف الطفل، وعدم استغلال مخاوفه في السيطرة عليه، (ما زلت أجهل حتى الآن كيف تنبض القلوب القاسية؟).

2- تجنُّب تأنِيب الطفل، أو تحقيره، أو إهانته، أو ضربه؛ بل بذل الحُب، والعَطْف، والاهتمام، والحنان له، فإذا كان النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح على رُؤُوس صبيان الأنصار، فكيف إذا كان هؤلاء الصِّبيان هم فَلَذات أكبادكم؟ عن أنس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم"؛ رواه ابن حبان.

3- عدم ترك الطفل لينسى خبرة الخوف بِمُفرده، فالطفل لن ينسى أبدًا ما كان يخاف منه؛ لذا لابدَّ منَ الجلوس معه، واحتضانه، وتبصيره، بأُسْلُوبٍ مُبَسَّطٍ، يتناسب مع إدراكه بأن نومَه بمفرده في غرفته سَيُفيده، وأنَّ هذا لا يعني إطلاقًا بأنَّ الوالدين لا يحبَّانه، أو أن ولادة الطفل الثاني هي السبب في حرمانه منَ النوم مع والديه؛ بل توضيح مدى ضَعْف الرَّضيع، وحاجته إلى الرعاية، وفي المقابل تشجيع الطفل على الاستقلال، والاعتماد على النفس، وتنمية شخصيته وثِقَته بنفسه.

4- مُدَاعَبة دُمية الطِّفل المُفَضَّلة، والاهتمام بها لبعض الوقت، قبل أن يُحمل الطفل مع دميته إلى سريره، ثمَّ الجلوس معه في غرفته لفترة كافية قبيل النَّوم، وقَصّ القِصص المسلِّية عليه، بما يتناسب مع عقليته، وتقبيله قبل أن ينامَ، قبِّلوا أطفالكم وعانقوهم كي لا يبحثوا عن ذلك من غيركم إذا كبروا؛ فعن أبي هريرة، قال: أبصر الأقرع بن حابس التميمي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّل الحسن بن علي، فقال: إن لي عشرة منَ الولد، ما قَبَّلْتُ أحدًا منهم، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم))؛ رواه ابن حِبَّان.

5- مكافأة الطفل في اليوم التالي إذا نام بمفرده، وإخباره بأن هذه الهدية مُكَافَأة له؛ لأنه استطاع النوم بمفرده.

6- الاهتمام بديكور الغرفة، وجَعْلها مكانًا مُحَبَّبًا؛ ليجلس فيها الطفل بمفرده؛ أو لينامَ فيها، مع إضفاء بعض الإضاءات الخافِتة؛ لِبَثِّ شيءٍ منَ الضوء الناعس للتخفيف من حِدَّة الظلام الكثيف والمُخِيف.

7- العدل في المُعَامَلة بين الأبناء، سواء فيما كان ماديًّا؛ كالهدايا، والدُّمى، أم معنويًّا؛ كالقُبَل، والعناق، وبذل الحب؛ عن عامر قال: سمعتُ النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتْنِي أن أشهدك يا رسول الله، قال: ((أعطيتَ سائر ولدك مثل هذا؟))، قال: لا، قال: ((فاتَّقوا الله، واعْدِلوا بين أولادكم))، قال: فرجع فرد عطيته؛ رواه البخاري.

8- تَجَنُّب الاهتمام الزَّائد بالرضيع الجديد في حُضُور الطفل الكبير، وعدم جَعْل قُدُوم هذا المولود الجديد وَبَالاً على الكبير، وسببًا في حِرْمانه مما كان يحصل عليه قبل ولادته.

أوصيكَ وزوجتك في الختام بالاطِّلاع على الكُتُب الخاصة بتربية الطفل، وما أكثرها في المكتبات، ومتى احتجْتَ إلى مشورتنا، فنحن في "الألوكة" دائمًا على الرحب والسعة، ولا تنسنا - يا أخي - من صالح دعائك.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طفلتي تعاني وأنا عاجزة عن الحل
  • ابني شديد البكاء
  • عناد الأطفال
  • مراعاة الزوجة والطفل بعد الولادة
  • الخوف المفاجئ لدى الأطفال
  • الغيرة والأنانية عند الأطفال
  • ابني يرمي كل شيء
  • أخذ الزوجة قرضا من زوجها
  • طفلي يتتبع العورات

مختارات من الشبكة

  • مباحث فقهية في تقليم الأظفار(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • هل قص الأظفار يوم الجمعة مستحب؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • من أحكام القرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الجمعة: تقليم الأظفار وإزالة الأشعار(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • حكم من أخذ ظفرا واحدا من أظفاره وهو محرم (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • بعض ما صح من الأخبار في قلم الأظفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظفر بقلم الظفر للعلامة جلال الدين السيوطي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • موارد ومصادر (الإسفار عن قلم الأظفار) للعلامة السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موارد ومصادر (الظفر بقلم الظفر) للعلامة السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة الإسفار عن قلم الأظفار ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب