متردد في إكمال الخطبة

الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين.

أشكر بدايةً ثقتك في شبكة الألوكة للاستشارات، وأُهَنِّئك على رجاحة عقلك وعدم تهوُّرك على الفتاة، خاصة أنكما في مكانٍ عام، وكما يظهر لي أنك محاور جيد.

أخي الفاضل، مِن أهم عناصر الزواج الناجح الثقة، فالشكُّ يُدَمِّر الحياةَ الزوجيةَ حتى ولو كان الحبُّ موجودًا بين الزوجين، ولا نستطيع أن نحكمَ عليها فليس معنى أنها خانتْ زوجها الأول مع شاب آخر أنها ستخونك أنت! لكنه مُؤَشِّر لا بد أن ننظرَ له بواقعية، كما أنك وجدتَ منها عدم الصراحة مِن البداية معك!

واسأل نفسك أنت:

• هل ستشك فيها بعد الزواج؟

• لماذا خانتْ زوجها؟

• هل حبها للشاب يتيح لها خيانة الزوج؟

• هل إذا حدث بينك وبينها بعد الزواج مشكلة أو سوء فهم كأي زوجين ستخونك؟

• وإن رزقك الله منها بأبناء هل ستشك أنهم منك؟

• هل ستُصدقها إذا أخبرتْك بأمرٍ ما؟

• هل ستصبر على أذى الشاب لها؟ وكيف ستتصرف مع تهديداته؟

• كيف ستربي أبناءك وهي الأم المربية؟ وعلى ماذا؟

الحبُّ بَلْسَم الحياة، به نتحمل شوك الوُرود، ونغرد رغم بحة في الصوت، لكن الحبَّ ليس كل شيء، والبيوت التي تبنى على الاحترام والثقة تعيش في سعادة، ويأتيها الحب رغمًا عنه أكثر مِن البيوت التي فيها زعزعة للثقة.

أريد منك أن تفكِّرَ في الإيجابيات الأخرى في هذه الفتاة غير أنك تحبها، هل شخصيتُها تساعدها أن تكون زوجة ناجحة، تحتمل المهام الزوجية، وترضى بالوضع الاقتصادي، هل تجيد الحوار الزوجي؟ هل هي مثقفة؟ هل تابت مِن جُرمها ولن تعودَ له؟

وإذا كنتَ مُصممًا عليها فأرجو منك أن تتحملَ الشكوك فيها، وإلا سوف تُدَمِّر حياتك، وأوصيك الآن أن تطيلَ فترة الخطبة أكثر وتتكلم معها بصراحة، وتتفق معها على ما تريد أنت منها كزوجة، وسوف تتضح لك أمور كثيرة ستُعينك على اتخاذ القرار الصائب بإذن الله.

الحبُّ ليس كل شيء، ومَن جعل في قلبك حبها قادرٌ على أن يسخرَ لك خيرًا منها وتحبها أنت، وتكون عفيفة تنعم بالحياة معها، وإن تركتها فاشغل نفسك عنها، وعمِّر قلبك بحبِّ غيرها، أفضل مِن أن تتزوجها ثم يفشل زواجكما فتظلمها وتظلم نفسك.

أُعيد وأكرر: الحب جميلٌ، ولكنه ليس كل شيء، والشكُّ يدمِّر الحب، فاخترْ أنت حياتك!

أنت طلبتَ الصراحةَ ولأنَّ مِن واجبي أن أكونَ صادقةً معك في الاستشارة سَطرْتُ لك هذه الأحرُف؛ لتكون لك عونًا في اتخاذ قرارك نحو هذه الفتاة.

سائلة الله لك التوفيق والسداد