• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

لوعة حرمان

أ. شريفة السديري


تاريخ الإضافة: 5/7/2011 ميلادي - 3/8/1432 هجري

الزيارات: 7574

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

ما رأيكم في الزوج المستبدِّ الظالم الذي ينفذ كل ما تمليه عليه أمُّه؟ الزوج الذي ينطبق عليه المثل القائل:


لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ
إِلاَّ الْحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا

 

الزوج الذي لا يهمُّه سوى كلام الناس، وأن ينظروا إليه بأنَّه البطل الذي لا تَعْني له الزوجة شيئًا، الزوج البخيل الذي لم يترك كلمة قذرةً إلاَّ قالها فِيَّ وفي أهلي؟!!!


مشكلتي باختصارٍ بدأَتْ منذ أن سكنَّا في بيتنا المِلْك الذي لم يساعدنا في بنائه إلاَّ أهلي.


أتَتْ إلينا أمُّ زوجي بعد أن سكنَّا البيت بشهرين، وأرادت أن تقسم البيت بيني وبينها، وعندما علمْتُ بذلك رفضتُ بشدة.


من هنا بدأَتْ معاناتي؛ لأن أمَّ زوجي صارت كلَّما ذهبت عند أيِّ أحد تجلس تبكي وتتشكَّى، وتدَّعي أنِّي منعتُ ابنها أن يبني لها ملحقًا على سطح المَنْزل!


وفي يومٍ من الأيام أتَتْ لي امرأة ذات عقل ودين، وقالت لي: أنا غاضبةٌ منك، وما توقَّعتُ أن يصدر منك هذا الشيء! قلت لها: خيرًا إن شاء الله؟ قالت لي: أنت إنسانة متعلِّمة، وفاهمة، كيف تمنعين زوجك أن يبني لأمِّه؟ قلتُ لها: ما حدث هذا الشيء، قالت: كيف لم يحدث وأمُّه المسكينة تمشي وتبكي؟ قلت لها: لا تصدِّقي كلام الناس، ويَستحيل أن تقول أمُّ زوجي هذا؛ لأنها أصلاً ما طلبَتْ منه أن يَبني لها، فكيف تقول هذا؟ وتعرفين أنَّ بعض الناس منافقون؛ فلا تصدِّقيهم، قالت: "المهم أنتِ لا يصدر منك هذا الشيء"، أنا من ناحيتي سكتُّ، وما قلت لزوجي أي شيء.


وبعد فترة زُرْنا بيت أخيه الكبير؛ أخيه من أبيه، وقالت لي زوجته نفس الكلام، قلت لها: ما وقع هذا الشيء، ولا تصدِّقي المنافقين، قالت لي: أنا لم يُخْبِرني أحد؛ فالذي قال لي هذا الكلام أم زوجك بنفسها، أليس حرامًا عليك أن تفعلي هذا؟ والله إنها رعبَتْنا بدموعها!!


في هذه اللحظة صُدِمت، وقلت لها: والله ما حدث هذا الكلام، كل الذي حدث أنَّها كانت تبغي أن تقسم البيت بيني وبينها، وأنا رفضتُ، قالت: حرام عليك، هي لم تقل هكذا، بل تقول أنك رافضة أن يبني ولدها لها!!


إذًا؛ لهذا السبب أرى الدُّنيا مضطرِبَةً من حولي، وأنتم يا غافلون لكم الله! الكل مستنكِر، والكلُّ مشمئزٌّ منِّي، وينظر لي نظرة غريبة.


في نفس الليلة لما رجعنا إلى البيت بعد ذلك لم أترك أولادي ينامون، جلستُ في جنب زوجي، وقلت له: يا أبا فلان، ما رأيك في كلام الناس؟ الخلق كلُّهم مخاصمون لي، وأنت تعرِف أنِّي بريئة من هذا الشيء، قال: نعم، صحيح، قلت له: ما صحيح؟ قال: صحيح أنت قلتِ هذا الكلام!


في تلك اللحظة أحسستُ أن الأرض تدور بي، وقلتُ له: حرام عليك! أنت تعرف وتتأكَّد أن هذا الكلام ما حدث، وأنا عندما كلَّمتُك كنت أنتظرك أن تقول: اتْرُكي كلام الناس لأجلي، وأنت تبغي أن تثبت الظُّلم عليَّ! ترى هذا ليس من البِرِّ؟ هذا إعانةٌ على الظُّلم، حسبي الله ونعم الوكيل!


ومن وقتها وأنا في إهاناتٍ واستبداد وظلم، لدرجة أنِّي عندما ذهبتُ إلى المستشفى لأضع جنيني كان يدعو عليَّ بالموت! كل هذا لأنَّ أمَّه تمشي وتتكلَّم وتتشكَّى... وما ذنبي أنا إذا كانت أمُّه ظالمة؟!


والله - يا من يقرأ رسالتي - أُخبركم بأنِّي عشت أنواعَ الاستبداد، لدرجة أنَّه في بعض الأحيان يوقظُنِي من النوم بطريقةٍ لا توصف؛ طريقة قَذِرة، تعرفون ما معنى قذرة؟ وليس هذا غريبًا؛ فالأقذر أنَّ له أخًا شقيقًا زوجته لئيمة، والله لو وُزِّع لُؤمُها على أهل الأرض لفاضت عنهم! تغار منِّي غيرة شديدة، مع أنِّي في عمر بناتِها، لكن ما أقول غير: حسبي الله ونعم الوكيل!


أخو زوجي - أقصد شقيقَه - ضعيفُ الشخصية إلى درجةٍ لا توصف، وزوجته هي المتحكِّمة فيه، لدرجة أنَّها لو قالت: لا تسلِّم على أهلك، نفَّذَ كلامها!


ولو أخبرتُكم فلن تصدِّقوا أنَّ أم زوجي تبجّلها، وتخاف أن تَمنع ولدها عنها؛ طبعًا زوجة أخيه استغلَّت الفرصة، وأرسلَتْه يقول لزوجي: لا بدَّ أن نبني لأمِّي عندك، طبعًا وافق زوجي بلا تردُّد؛ يريد أن يبيِّن للناس أنه بطَل، وأنَّه ضرب بكلامي عُرْضَ الحائط؛ أقصد الكلام اللي نشرَتْه أمُّه!


أنا في لحظتها رفضتُ، وقلت له: أذَقْتني أنواع العذاب شتَّى؛ بسبب ظلمٍ نشرَتْه أمُّك بين الناس، وبعد ذلك إذا كنت مُصِرًّا فلا تهدم وتَبْنِ في الصالة؛ لأن الدَّرَج مكانه وسط الصالة، ولكن ابْنِ دَرجًا خارجيًّا.


طبعًا دخَلْنا في جدالٍ طويل، وقام فاتَّصل بأمِّي وأبي، وجاء بِهما في بيتي، وكلَّمهما في الموضوع، فقال له أهلي: يا ولدي، إذا كان قصْدُ زوجتك الدرج فأنت تستطيع أن تَبْني درجًا خارجيًّا، وتبني لأمِّك في الطابق الأعلى؛ لكي تُرضِيَ جميع الأطراف.


تدرون ماذا فعل؟ قال: أنت طالق!


حسبي الله ونعم الوكيل! جئتَ بِهما من بيتهما؛ لكي تُهينهما وتُهينني؟ لماذا هذا الحقد؟ الذي تكلَّم الناس به وشوَّه سمعتَه: أمُّه ولستُ أنا لكي يحقد علي.


أنا كنت أدرس في الجامعة، وكنت أنفِقُ على نفسي وأولادي؛ عسى أن يعوضني ربِّي فيهم، وما طلبتُ منه شيئًا طيلة عمري، حتَّى في العيد؛ لأنه عندما بنى بيتنا صار عليه ديون، فلم أُحِبَّ أن أضغط عليه، والله ما كان عندي مجلسٌ أستضيف فيه أحدًا، جمعتُ مبلغًا مِن مُكافئتي، واشتريت به (جلسة) في الصالة، كنا قبل أن نبني بيتنا مستأجرين، ولما بدأنا في البناء عرَض علينا أبي أن نسكن عنده بدون إيجارٍ، وقال لنا: لن تتحمَّلوا أن تبنوا وأنتم مستأجرون، أنتم عيالي، ولستم غُرَباء.


وفعلاً سكنَّا عند أبي، وصار أبي ينفقُ علينا، والله حتَّى علبة الملح ما كان يأتي بِها زوجي؛ لأنَّ أهلي يقولون له: أنت ولَدُنا، وراحتنا أن نراكم مستغنين.


المهم أنا ما خرجت من بيتي، ورجعتُ له، وبدَأت رحلة المعاناة الأقسى والأشد، وسكنَتْ أمُّه في الملحق، ومن يوم سكنَت أمُّه وهو لا يعرف بيته غير وقت النوم، أو الأكل بعض الأحيان!


ووصلت به الحقارة أنِّي لما طلبتُ منه استخراج بطاقة أحوال لي، رفَض؛ لأني كنت على وشك التخرُّج في الجامعة، وذهب بأخته وأمِّه إلى (أستديو) التصوير؛ لِتُؤخذ صورهم؛ حتَّى يَستخرج لهم بطاقات أحوال! وبعدها بيوم قال لي: ائتِي بِصُور أمي وأختي من الأستديو؟ قلتُ له: ليس لك حقُّ أن تطلب منِّي هذا الطلب، وأنت قبل هذا رفضتَ أن تذهب بي!


مع ملاحظة أنَّ أخته متزوجة، وعندها بنتٌ وابن متزوِّجان، وعندها أولاد كلهم كِبَار، ومع هذا أصرَّ أنْ آتي بِها، ورفضتُ، فلمَّا رفضتُ قال: أنت طالق، لكن لم يقع الطلاق؛ لأني كنت حائضًا.


ويا ليته اكتفى بما فعل! بل في اليوم التالي أصرَّ أن أذهب لآتِيَ بالصُّوَر، والله واللهِ والله ما أستطيع أن أكمل كتابة مأساتي؛ لأني انهرتُ وأنا أكتب!


والله إني أعيش معه على حياة التَّهديد، أنا لستُ مقيمة معه حُبًّا فيه، والله أكرهُه كره اليهود والنَّصارى!


لكن أمي وأبي كبيران في السنِّ، وأخاف أن يصيبهما شيء بسببِي، وأولادي صغار، لا أقدر أن أتركهم مع هذا الأحمق!


يا من يقرأ رسالتي، تصدق أنه يقول لي: (يا بنت الفقري، لو يموت أبوك ما وراءه ورث)! أبي الذي سانده كواحدٍ من عياله، هل تدري لماذا قال هذا؟ لأن أمَّه سَمِعتني أقول عن امرأةٍ: إنها إنسانة طيِّبة، فغضبَت وقالت: (يعني فلانة طيبة وأنا لا؟)!


حسبي الله ونعم الوكيل! لماذا يغضب؟ ألست أكون معه في لحظات حميميَّة؟ أنا لَم أمنعه في الفراش، لكن لَم يصدر منِّي شيء تجاهه، وتراه بخيلاً، وفمه لا يغلقه إلاَّ من صراخٍ على كل شيء، والله لدرجة أنَّ ولدي الصغير فوجئتُ به يقول: يا رب يموت أبي! والله عمره أربع سنوات، ولا سمع هذا الشيء منِّي، أو من غيري.


والله أنا إنسانة جميلة جدًّا، لدرجة أن بعضهم يقول: فيك عِرْق من جمال الهنود، ومثقفة، واللهِ والله، ما عندي غرور، أرجوكم أريد حلاًّ؛ لأنه - فوق كلِّ شيء سواه - يلمِّح أنَّه يبغي أن يتزوَّج، مع ملاحظةٍ مهمة أنَّ أبا زوجي لما مات كان في بيتي، وكنت واقفة عند رأسه لما فاضت روحه، والله أنا طلبت من زوجي أن يأتي بأبيه عندي عندما أصابته جلطة؛ لأنهم في المستشفى قالوا: ليس له علاج، وأيَّامه معدودة.


والله - يا ناس - إني كنت أنظِّف البلغم من فمه عندما لا يكون عنده أحد من أولاده، وبعد هذا كلِّه تكون هذه مكافأتي؟! لكن لا أقول غير: حسبي الله ونعم الوكيل!


ما رأيكم في معاناتي؟ وهل أجد لها حلاًّ عندكم بعد الله؟

الجواب:

أهلاً بكِ في الألوكة..

عدد كلمات رسالتك هي 1.189 كلمة، لَم تذكري منها كلمة واحدة طيبة في زوجك!!!

 

كُرْهك له وعدم تحمُّلِك له ولتصرفاته واضح في كلِّ سطر من سطور رسالتك، وأنا حقيقةً لا أعلم ما الذي سأقوله لكِ؛ ليغيِّر نظرتكِ إليه، أو يحلَّ لكِ مشكلتك!

 

القاعدة الأولى - يا عزيزتي - في حل أي مشكلة تواجِهُنا هو أن نغير نظرتنا تجاهها، فمثلاً هناك طالب رسب في الصف الأول الثانوي ثلاث مرات بسبب الرِّياضيات، ومهما حاول أهله أن يجلبوا له أفضل المدرِّسين وأحسنهم فإنَّه يظلُّ يرسب، وكلما سأله أحدٌ يقول له: "أنا أكره الرياضيَّات، لا أتحملها ولا أستطيع أن أفهم حرفًا واحدًا منها"! إذًا المشكلة ستظلُّ قائمة حتى يغيِّر فكرته عن الرياضيات؛ لأن كُرْهَه لها جعله يضع حاجزًا في عقله يمنع دخول أيِّ معلومة بشكل صحيح، فتدخل إلى عقله مشوَّهة، ومن هنا تَخْرج مشوَّهةً، وغير صحيحة.

 

وأنتِ كذلك؛ فكلُّ شيء يفعله زوجك ترينه سيِّئًا وخطأ؛ لذلك لن تستطيعي أن تعيشي سعيدة معه أبدًا، ولن تستطيعي أن تُشعريه بالسعادة أبدًا!

 

وإضافةً إلى ذلك: فأنتِ ترين أنكِ وأهلكِ أصحابُ فضلٍ عليه، وتنكرين عليه عدم امتنانه وشكره لهذا الفضل واعترافه به!!

 

أنا لا أستغرب رغبته في الزواج من أخرى؛ لأنه يريد أن يتزوَّج إنسانةً تقدِّره وتقدِّر رجولته وتصرُّفاته الطيبة الحسنة، ولا تذكِّره طوال الوقت بأفضالها عليه، وأنَّها تتحمَّل وتتحمل سيِّئاته وصفاته الكريهة... إنسانة تقدِّرُه وتحبه، وتتفهَّمه، وتحترمه، وتحترم أهله، حتى لو لم تكن على قدْرٍ من الجمال، أو الثقافة، أو العلم، فما الفائدة من هذه الأمور إن لم تُحقِّق له ذلك؟!

 

الرجل - يا عزيزتي - يحسُّ برجولته عندما يَشْعر بحاجة زوجته إليه، ويُستثار بتقديرها له، ولتصرُّفاته في الأمور المختلفة، والحاجة لست مادِّية فقط، ولكنها معنويَّة ونفسية أيضًا.

 

فهل أشعرتِ زوجك بذلك؟

 

هل شكرتِه يومًا على تصرُّف طيب وجميل قام به، مهما كان بسيطًا وصغيرًا؟

 

هل مدَحْتِه أو مدحتِ شكله أو صفاته أمام أهله، أو على الأقلِّ أمامه هو؟

 

لا تُجيبِي الآن؛ فأنا لا أحتاج إلى الجواب، بل أنتِ التي تحتاجين إليه، وتذكَّري أنكِ كلما كنتِ صريحة مع نفسكِ، ساعدتِ نفسك أكثر.

 

قلتِ أنك لا تستطيعين أن تطلبي الطلاق؛ خوفًا على صحَّة والِدَيك الكبيرين، ولأنك لا تَأْمنين على أطفالك معه، وليس لأنَّك تحبِّينه أو تشعرين تجاهه بالحبِّ أو الاهتمام - إذًا لماذا قلتِ أنه ينوي الزواج من أخرى، وتريدين حلاًّ لذلك؟ هل يهمُّك الموضوع أصلاً؟ ولماذا؟

 

المفترض أن يكون زواجه من أخرى سعادةً لكِ؛ لأنَّك سترتاحين منه ومن وجوده معكم كلَّ يوم، ألم تقولي أنَّ ابنك الصغير دعا على والده بالموت؟ وأنا أؤكِّد لكِ أن الأطفال - وخصوصًا في هذه السِّن - يقتَبِسون، ويستوحون كلَّ تصرفاتهم من والديهم، والكبارِ المُحيطين بِهم، ومن هنا فهو قد سمع هذه الكلمة منكِ، أو من أحدٍ آخَر، فما الفائدة من وجود الأولاد مع أبٍ بالشكل الذي وصفْتِه؟

 

وفي الوقتِ ذاته إن تزوَّج تبقين على ذمَّتِه، وتظَلِّين زوجته أمام أهلك وأهله وأمام الناس، ولكنَّكِ الآن تُريدين حلاًّ لِمَنعه من ذلك، هل هذا لأنَّكِ تُحبِّينه؟

 

عزيزتي، المشكلات الزوجيَّة لم تكن في يومٍ من الأيام بسبب طرفٍ واحد، بل دائمًا يكون الخطأ مشتركًا بين الزوج والزوجة، وحتى تُحَلَّ المشكلة عليهما أن يَتشاركا في تصحيح الخطأ وتعديل أفكارهما وتصرُّفاتِهما؛ لتصلح الحياة بينهما، ويكبر الأبناء في استقرارٍ وسعادة.

 

كلُّ الأمور التي ذكَرْتِها كان من الممكن أن تأخذ منحًى آخر إن تعاملتِ معها بطريقة أخرى، ولم تأخذيها بشكل شخصي جدًّا كما فعلتِ؛ فالزَّوجان هما روحٌ واحدة في جسَدَين، يتشاركان كلَّ شيء، ويتقاسمان كل شيء، والكرامة بينهما لا وجود لها.

 

الآن يا عزيزتي، إن أردتِ أن تُصْلِحي الأمور بينكِ وبين زوجك: ابدئي أولاً بنفسك، وعدِّلي أفكارك السيِّئة عنه، لأنك صرتِ - لا شعوريًّا - تُفسِّرين كل تصرُّف يتصرفه - مهما كان - وفقًا لقاعدة بيانات الصفات السيِّئة لزوجك والمحفوظة في دماغك، والتي تحجب عنك رؤية أيِّ تصرُّف جيِّد وجميل يقوم به، بل تفسِّرينه فورًا تفسيرًا مشوهًا وخاطئًا!!

 

اكتبي صفات زوجك السِّيئةَ في قائمة، وبعدما تنتهي اكتبي أمام كلِّ صفة الدليلَ على وجودها في زوجك، ثم بعد ذلك اكتُبِي أمام كلِّ صفة سيئةٍ صفةً جيدة في زوجك، وسترين أنَّ هناك الكثيرَ من الأمور والصفات الجميلة في زوجك، ولكنَّك لم ترَيْها من قبل.

 

قيِّمي نفسك، واكتُبِي عيوبك في تعامُلِك مع زوجك، وابدئي بتعديل هذه الأمور وتصحيحها.

 

صحيح أنكِ لن تُغيِّري طريقة تعاملكما من سنوات طويلة خلال يومين، ولكن "طريق الألف ميل يبدأ بِخُطوة"، و"الصبر مفتاح الفرج"، وهو أهمُّ شيءٍ في هذا الأمر؛ لأنَّ ما بنَتْه السنون من حواجز بينكما مستحيلٌ أن يتهدَّم في شهر أو اثنين، ولكنها ستزول شيئًا فشيئًا.

 

لا تتعاملي مع أهله وكأنَّهم أعداء لكِ، بل اتَّخِذيهم وسيلة تتقرَّبين بها إلى زوجك، وتحصلين على حبِّه واهتمامه، وكوني ذكيَّة في التعامل معهم؛ حتَّى لا تكوني المخطِئة، وتذكَّري قول القائل:

 

لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ
لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ الْمُتَغَابِي

 

فالوقوف على كلِّ صغيرة وكبيرة من كلِّ أمر يحصل يزيد الأمور تعقيدًا، ولكن التَّغافُل عنها وتمريرها يسهل حياتنا وأيامنا.

 

لا تتذكَّري طوال الوقت ما قدَّمتِه لزوجك ولأهله من حُسْن تعامل أو نفقة أو مال أو غيرها من الأمور المختلفة؛ لأنَّكِ قدمتِها لوجه الله تعالى كما قلتِ، والله سبحانه يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]، فما الفائدة من تذكيرهم بها فيذهب أَجْرك؟!

 

عزيزتي، كل ما ذكَرْتِه في الأعلى من أمورٍ هي في حالة إن أردتِ أن تتحسَّن علاقتك بزوجك، أما إن لم تُريدي ذلك فمن الأفضل لكِ أن تنفصلي عنه، أو تتركي له حُرِّية الزواج من أخرى؛ لترتاحا كلاكما، وتجعلا الأطفال يعيشون في هدوءٍ واستقرار وسلام، بعيدًا عن المشاكل والتوتُّر.

 

فلا ذنبَ لهم ليعيشوا في جوٍّ متوتِّر وقلق، ومليء بالمشاكل والحقد، والكره المتبادل بين والديهم، فيشعروا بالسُّوء والإحباط والقلق، ولا يعودوا قادرين على الحياة بسعادةٍ من جديد!

 

سهَّل الله أمورك، وفتح عليك، ورزقكِ السعادةَ والحكمة.

 

وتابعينا بأخبارك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • وقد يجمع الله الشتيتين: 2- يا من يداوي لوعة العشاق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لوعة على فراق أمي..(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من صدى اللوعة عبرة (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لوعة مشتاقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لوعة فراق مكة ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بدعة عيد الأم بين لوعة اليتيم وروعة الإسلام في التكريم(مقالة - ملفات خاصة)
  • مخطوطة لوعة الشاكي ودمعة الباكي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التأديب بالحرمان(مقالة - موقع د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم)
  • الدموع(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحرمان العاطفي داخل البيت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب