• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية / المشكلات بين الأبناء والآباء
علامة باركود

أبي عذابي

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/2/2012 ميلادي - 19/3/1433 هجري

الزيارات: 8773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

بدَأتُ رسالتي بهذا العنوان لأنَّه حقًّا ما أعيشُه عذابٌ، فمُعاناتي بدَأتْ من عدَّة سنوات، وهي منذُ تخرُّجي في الجامعة، فمنعني أبي من العمل بحجَّة أنَّه ثريٌّ، وأنَّني لستُ بحاجةٍ إلى العمل، ولكن في الحقيقة العمل ليس فقط للمال، ولكن لصِحَّتي النفسيَّة، وإنماء نفسي عقليًّا واجتماعيًّا، وقال لي: لن تعملي ما دُمتِ تحت وصايتي، وعندما تتزوَّجين افعَلِي ما شِئتِ، ومن تلك اللحظة كَرِهتُه؛ لأنَّه قهَرَنِي ومنعني من تحقيق طُموحي، وأدعو ربِّي لكي يَرزُقَني بزوجٍ مُتفاهم ومُنفتح؛ أي: أنْ يكون عكسَ أبي، ولكن لم يأتِ وقتُ الإجابة، وازدادت مدَّة انتِظاري، وساءَتْ حالتي النفسيَّة؛ لأنَّني دائمًا تحت ضغطٍ، والعمر يزيدُ الطين بلَّةً؛ فلا يفصلني عن الثلاثين إلا أشهرٌ قليلة، وفي هذا العمر تصبح فُرَصُ الزواج أقل، وأنا أصلاً فُرَصُ زواجي كانت قليلةً؛ فأنا بدَأتُ بفقدان الأمل، فالرجل الذي طال انتظارُه لم يأتِ بعدُ، ولم أَجِدِ الحلَّ بعدُ، كيف يتقدَّم لي أحدٌ وأنا نادرًا جدًّا ما أخرجُ من البيت، وليس لنا علاقاتٌ اجتماعيَّة ولا عائليَّة؟! فنحن مُنغَلقون جدًّا، ولا أحدَ يَزُورُنا، وما زاد قَهْرِي هو أمي التي أصبحت تلتمسُ كلَّ سبيل حتى تُساعدني، فأنا السبب في حُزنها هذا، حتى إنها أصبحت ترى كَوابيس؛ كأنْ ترى امرأةً تُخبِرُها بأنَّ ابنتك بها سحرٌ ولن تتزوَّج، وفَزِعت من نومِها وهي خائفةٌ ودقَّات قلبها مُتسارعةٌ، فهي في الواقع تدعو لي كلَّ وقتٍ لكي أتزوَّج؛ حتى أتخلَّص من سجن أبي.

 

هذه مشكلتي، وأرجو النُّصح والإرشاد، والدعاء لي بأنْ يَرزُقَني الله بالرجل الصالح، مع العلم أنَّ لديَّ أختًا أصغر مِنِّي وتُعاني نفسَ المشكلة، وشكرًا.

 

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أوَّل ما وقَع نظري على العنوان تَبادَرَ إلى ذِهني صورةٌ راعبةٌ لرجلٍ مُتوحِّش يكشرُ عن أنيابه كالليث، له قلبٌ حجري، لا تنفذُ إليه أشعَّة الرَّحمة، ولا تمرُّ به نسمةٌ من نسمات العطف والإحسان، يضربُ ابنتَه بلا رحمة، يسبُّها ويقرعها بشتَّى أنواع التَّقريع، يذلُّها ويهينُها بكلِّ أنواع الذلِّ والاحتِقار، يبطشُ بالقول والفِعل ولا يتورَّع عن توبيخِها ولومِها والدُّعاء عليها، ظَننتُ أنِّي سأقرأ قصَّةً جديدة من قصص العَذاب الجسَدي، تساءلتُ: ماذا يفعلُ بابنته وفلذة كبدِه؟ وكيف يُطاوعُه قلبُه لتعذيبها إلى هذا الحدِّ المخيف؟!

أعتذرُ، بالفعل هذا ما تبادَرَ إلى ذِهني، وهيَّأتُ نفسي لتَهوِين الأمر على السائل، وتخفيف مُعاناته، وأخَذتُ أُفكِّر كيف لي أنْ أُخلِّصها من تلك العَذابات؟ أو كيف لي أنْ أُنقذها من بين بَراثِن أبٍ لا يرحَمُ، ولم تعرف الشفقة لقَلبِه طريقًا؟!

والآن تحيَّرتُ جوابًا، وتردَّدت كثيرًا من أين أبدًا حديثي؟!

تعالَيْ نتَصوَّر والدَكِ - حفظه الله - قبلَ ثلاثين عامًا، كان أبًا في ريعان شَبابه، رُزق بطفلةٍ جميلةٍ هي قُرَّةُ عينِه ومُنتَهى أمَلِه في الحياة، أخَذَتْ تشبُّ وتترَعرَعُ أمامَ عينيه، وأخَذتْ محبَّتها في قَلبِه تنمو وينمو معها حِرصُه وخوفُه عليها، تتقدَّم في دِراستها فيسعَد قلبُه وتترقَّب نفسه، يُعبِّرُ أحدُ الشُّعَراء عن شيءٍ ممَّا جال في صَدرِه وجاش في قلبه، وهو يتأمَّلُ ابنته وهي تنمو كالزهرة اليانعة:

 

ابْنَتِي قَدْ شَبَّتْ مَعَ الأَيَّامِ
فَهِيَ اليَوْمَ مِثْلُ بَدْرِ التَّمَامِ
أَنْجَزَتْ مِنْ دُرُوسِهَا مَا بِهِ امْتَا
زَتْ عَلَى الغَيْرِ مِنْ بَنَاتِ الكِرَامِ
وَفَشَا صِيتُ حُسْنِهَا يَتَمَشَّى
مَعَ ذِكْرِ العَفَافِ بَيْنَ الأَنَامِ
خَصَّهَا اللهُ فِي الوَرَى بِمَزَايَا
أَكْبَرَتْهَا فِرَاسَةُ الأَقْوَامِ
ابْنَتِي زَهْرَتِي الَّتِي أَنَا أَلْهُو
عَنْ كُرُوبِي بِهَا وَعَنْ آلامِي

 

قلبُ الأب قلبٌ عَطوفٌ حَنُونٌ لا يشعُر به إلا مَن ذاقَ طعمَ الأُبوَّة، وعَلِمَ مَكانة البنت من أبيها؛ فهو قلبٌ مَلِيء بالمخاوف، محاطٌ بالقلق على مَن يعلمُ ضَعفها، ويُدرك رقَّتَها، قلب مَن يرى من حولِه الذِّئاب تتربَّص بكلِّ عفيفةٍ، تترقَّب كلَّ طاهرةٍ، تتوعَّد كلَّ بريئةٍ، تنتظرُ منها غفلةً لتَنقَضَّ عليها وتفترسَها بلا هَوادة!

هذا حالُ الأب، وتلك مَشاعِرُه نحو جوهرته الثَّمينة التي لا يُضاهِيها في نظَرِه لؤلؤٌ ولا دُرٌّ، أفلا يحقُّ له أنْ يخافَ عليها ويُبالغ في صِيانَتِها؟!

أفلا نلتمسُ له العُذر إنْ ضيَّق عليها ليَصُونها عن كلِّ رَذائِل المجتمع ويمنع عنها شرَّه؟!

قد ترَيْنَه ظالمًا مُعتديًا؛ إنْ قصرتْ وجهةُ نظَركِ على جانبٍ واحد، لكنَّ الحقيقة تتَوارَى خلفَ المشاعر، فلا تكاد تبينُ إلا لِمَنْ ينقب ويُفتش ويبحَثُ عنها، ولن تتَّضح مَعالِمُها حتى يمرَّ عليكِ من المواقف ما يجليها ويُظهرها، لكن كل شيءٍ بوقتٍ حدَّدَه الله.

تعاظَمتْ في نفسي كلمة "كرهته"، وآلَمَتْني بشدَّة، أفَتَكْرَهُ الفتاةُ أباها إنْ هي شعرت بنوعٍ من الحِصار يفرضُه عليها بدافع الخوف والحِرص؟! وقد يكون الدافع عملاً بحديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤولٌ عنهم))؛ متفق عليه.

"قال العلماء: الراعي هو الحافظ المُؤتَمن الملتزِم صلاحَ ما قام عليه وما هو تحت نظَرِه، ففيه: أنَّ كلَّ مَن كان تحت نظَرِه شيءٌ، فهو مُطالَبٌ بالعدل فيه والقِيام بِمَصالحه في دِينه ودُنياه ومُتعلَّقاته". اهـ؛ "شرح النووي".

فراجِعي مَشاعِركِ لتتيقَّني أنَّه لا يستحقُّ منكِ تلك الكراهية بعدَ سَنواتٍ من التربية والرِّعاية والحِرص؛ لمجرَّد اختلافٍ في وجهات النظَر!

ماذا عليكِ فعله إذًا؟

أولاً: تذكَّري أنَّ قدَر الله نافذٌ، ولو أحاطَكِ والدُكِ بأساور من حديد، أو وضَعَكِ في بروجٍ مشيَّدة، ورزقُ الله يصلُ رغم إرادتنا البشريَّة العاجزة؛ ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، فلتطمئنِّي نفسًا، ولتقرِّي عينًا، ولتَعلَمِي أنَّ مَن يتوكَّل على الله فهو كافيه؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]، فليس للوالد ولا غيره من الناس أنْ يمنَعُوكِ رِزقًا كتَبَه الله لكِ، وليس للوالدة أنْ تمنَحَكِ رزقًا لم يكتُبْه الله لكِ؛ وَرَدَ عن عمر - رضِي الله عنه - أنَّه قال: "بين العبد وبين رِزقه حجابٌ، فإنْ قَنَعَ ورَضِيتْ نفسُه، أتاه رِزقُه، وإنِ اقتحم وهتَك الحجاب، لم يُزَدْ فوقَ رزقِه".

وقال بعض السلف: "توكَّل تُسَقْ إليك الأرزاقُ بلا تعبٍ ولا تكلُّف".

 

ثانيًا: لا أدري كيف وصَلتْ عَدوَى اليأس وامتدَّتْ إلى الوالدة، وكيف سَيْطرت عليها فكرة انقِطاع الأمل إلا من العمل والاختلاط؟! يبدو أنَّكِ تُكثِرين من الحديث حول الأمر بعباراتٍ يائسة ونفسٍ بائسة، فلم تجد حلاًّ إلا مُشارَكتكِ الهمَّ همًّا، ومُقاسمتكِ الحزنَ حزنًا؛ لعلَّها تُخفِّفُ عنكِ وتُهوِّن من عَذابكِ بتجرُّع بعض مَرارة الألم، وتحمُّل ما قد يزيلُ عنكِ الأكدار التي أحطتِ بها نفسكِ ومَن حولكِ.

حاولي التخفيفَ عنها والتحدُّث بنِعَمِ الله، وبث روح الأمل في نفسها من جديدٍ؛ لتُقبِلَ على الله برُوحٍ راضية وقلبٍ قانع، ونفسٍ مطمئنَّة صادقة؛ ففي الصحيحين عن أبي هُريرة - رضِي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يقولُ الله تعالى: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي...))؛ فلنُحسِن الظنَّ بالله عند التَّوجُّه إليه بالدُّعاء، وقد تكونُ تلك الأحلام التي تفزع والدتك من أثَر التفكير في الموضوع برعبٍ واستِشعار اليأس من حُدوث الفرَج، وكثيرٌ من الرُّؤَى حديثُ نفسٍ.

 

ثالثًا: يرفُض والدُكِ العملَ؛ لشُعوره أو اقتناعه بأنَّ العمل لِمَن يحتاجُ المال، ولعلَّه يرفُضه لخوفه من الاختلاط، وقَلَّ أنْ تحصلي على عملٍ بلا اختلاط في بلدكم، فلو استبدلتِ بفكرةَ العمل الالتحاقَ بدُور التحفيظ مثلاً أو ما يُشبِهها من مَراكِز تعليم وتطوير الذات، وهي وسيلةٌ رائعة وممتازة لإشْباع النفس اجتماعيًّا وفكريًّا، ولعلَّه يُغيِّر وجهةَ نظَرِه ولا يعدّها عيبًا، ولا أُخفي عليكِ أنَّ بعض الآباء يرى في عمل ابنتِه بعضَ المهانة وإذلال النفس، فجَرِّبي عرض فكرة الالتحاق بدارٍ لتحفيظ القُرآن عليه، وسَلِي الله التيسيرَ.

 

رابعًا: التعرُّف على الأقارب وزِيارتهم بصُحبة الوالدَيْن، والتحدُّث إلى الوالد عن باب صلة الأرحام والتودُّد إليهم، وذِكر ما في ذلك من أجرٍ ومَثُوبة؛ فقد يتأثَّر الوالد بذلك ويستجيبُ؛ من باب البِرِّ بالأقرباء وكسب الثَّواب الأخروي.

 

خامسًا: وسِّعي مَدارِكَك واشغَلِي وقتكِ، وتعلَّمي مَهاراتٍ جديدةً؛ سواء عن طريق شبكة الإنترنت، أو غيرها من جهات التعليم المختصَّة، أو عن طريق القِراءة والاطِّلاع الذاتي، فشغل الوقت والنَّفس تتخطَّى فوائدُه أنْ ننسى أحزانَنا، أو أنْ نبتعدَ عن همومنا إلى فوائد عديدة ينعكسُ أثَرُها على شخصيَّة الفرد، وتُغيِّر من طريقة تفكيره، وله دورٌ فعَّال في إنبات الأفكار الإيجابيَّة والإبداعيَّة، وتعينه على حَلِّ كلِّ ما يُواجِهُ من مشكلاتٍ بتفتيح أوجُهٍ عديدةٍ أمامَه، وبدائل مُتنوِّعة لكلِّ ما يعترضُ طريقَه من عوائق في وجه تحقيق السَّعادة والراحة.

 

سادسًا: بِرِّي والدَكِ، وحاوِلي استبدال أفكار إيجابيَّةٍ عنه بالأفكار السلبيَّة، ولو اختَلَف معك في طريقة التفكير وتدبير الأمور؛ فهو والدُك، وطاعته وبرُّه فرضٌ عليكِ، وإنْ بدا لكِ قاسيًا ومُخطِئًا؛ فقد توعَّد والدُ إبراهيم - عليه السلام - ولدَه أنْ يَرجُمَه بالحجارة لو لم يُجِبْهُ إلى الكُفر، فما كان ردُّه - عليه السلام - إلا أنْ قال: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ [مريم: 47].

 

فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثلَهُمْ
إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاحُ

 

وكم يكونُ للطاعة وإكراه النفس عليها من حَلاوةٍ وأثرٍ محمود على الحياة، قلَّ أنْ يتَفطَّن له المرءُ! وقد يُرزَقُ العبدُ رزقًا بعمَلٍ صالحٍ يتقرَّبُ به إلى الله، وقد تُجابُ دعوته وتُقضَى حاجتُه بالتقرُّب إلى الله بالعبادة، ومن أسمى وأرقى أنواع العبادة برُّ الوالدين؛ وَرَدَ في حديث الثلاثة الذي أغلقتْ عليهم الصخرةُ فلم يجدوا مكانًا للخروج، وظنُّوا أنهم هالكون أنَّ أحدهم قال: ((اللهمَّ إنِّي كان لي أبوان شيخان كبيران، فكُنتُ أخرُج فأرعى، ثم أجيءُ فأحلب، فأجيء بالحِلاب، فآتِي أبويَّ فيشرَبان ثم أسقِي الصِّبية وأهلي وامرأتي، فاحتَبَسْتُ ليلةً، فجِئتُ فإذا هما نائمان، قال: فكرهتُ أنْ أُوقِظهما، والصِّبية يَتَضاغَوْن عند رِجلي، فلم يزلْ ذلك دَأْبِي ودَأْبهما حتى طلَع الفجرُ، اللهمَّ إنْ كنتَ تعلم أنِّي فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك، فافْرُج عنَّا فرجةً نرى منها السماء، قال: ففرج عنهم...))؛ رواه البخاري.

فتقرَّبي إلى الله ببِرِّ والدكِ؛ فلعلَّ الله أنْ يُفرِّج كربكِ ويُعجِّل رزقكِ بذلك.

 

أخيرًا:

قال بعض السَّلف: إنَّ للحسنة لنورًا في القلب، وقوَّةً في البدن، وضياءً في الوجه، وسعةً في الرِّزق، ومحبَّةً في قُلوب الخلق، وإنَّ للسيئة لَظُلمةً في القلب، وسَوادًا في الوجه، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغضًا في قلوب الخلق.

 

يسَّر الله أمرَكِ، وفرَّج كربَكِ، ومتَّعَكِ بكلِّ ما تُحبِّين من خيري الدُّنيا والآخِرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أيتام .. وأبي على قيد الحياة!
  • أبي يتغزل في!
  • أبي ومواقع التعارف بين الجنسين
  • أعاني من الحرمان العاطفي
  • أحلم بالابتعاد عن والدي!
  • والدي يرفض زواجنا من الغرباء
  • أبي والواتس أب!
  • أبي لا يحبني مثل إخوتي
  • سكن الزوجة وأبنائها في بيت مستقل عند ظلم الزوج
  • أبي يراقبني !
  • أبي يشرب الخمر
  • كيف أسامح أبي وأحبه؟
  • تعلق أبي بالنساء
  • أبي يكرهني
  • أريد أن أنطق كلمة "بابا"

مختارات من الشبكة

  • من طعام أهل النار وشرابهم يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الترجمة الصحيحة للقاضي أبي شجاع أحمد بن الحسن الأصفهاني صاحب متن أبي شجاع (434 - بعد 500)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة جزء من حديث أبي نصر العكبري ومن حديث أبي بكر النصيبي ومن حديث خيثمة الطرابلسي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حديث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت (ج1، 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المسائل النحوية والصرفية في شرح أبي العلاء المعري على ديوان ابن أبي حصينة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • بدائع الفوائد تأليف الإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مسند الإمام أبي حنيفة النعمان برواية الإمام أبي بكر المقرئ(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • زوجة أبي تفرق بيننا وبين أبي(استشارة - الاستشارات)
  • جزء فيه قصيدة الإمام أبي بكر بن أبي داود السجستاني في السنة الشهيرة بالحائية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تيسير الباري بقراءة أبي الحسن الكسائي براوييه أبي الحارث والدوري وأوجه الخلاف بينهما (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب