• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

تعلقي بأبي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/6/2011 ميلادي - 5/7/1432 هجري

الزيارات: 9680

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا فتاة أبلغ من العُمر 20 سنة، بداية قصتي هي تعلُّقي الشديد بوالدي لدرجة لا توصَف، وكانتْ بداية تعلُّقي عند بلوغي سنَّ الخامسة من عمري، وازداد تعلُّقي يومًا بعد يوم، وعند بلوغي سنَّ 11 سنة، كانتْ بداية انتقالي من مرحلة الطفولة، وكانتْ تحدث لي مشكلات مع والدي كثيرة، لكني حاولتُ أن أتلاشَى هذه المشكلات، وفي بعض الأحيان كان يَضربني، وبعدها تعلَّقْتُ به أكثر، وأحاول فِعْلَ ما يريده، لدرجة أنني أنام معه في غُرفته الخاصة، فهو وأُمِّي كلُّ واحد ينام في غرفة خاصة، ولا أعلم ما السبب، مع أنَّ علاقتهما كانتْ جيِّدة نوعًا ما، وإذا سافرتْ أمي إلى أهلها برفقة أخواتي الأربع وأخي الصغير، أبكي ولا أريد السفر، وإذا جلستْ أختي الكبيرة عنده أجلس معها، وكان هو آنذاك كبيرًا في السنِّ، كان يبلغ ستين عامًا تقريبًا، فأُمي زوجُها ماتَ ولَدَيها ولدٌ، وأبي زوجته ماتتْ ولَدَيه خمسة أولاد، وتزوَّجَا، وهكذا عشْنا أنا وشقيقاتي الأربع وشقيقي الوحيد بينهم، ولكن أتى يوم وفاة والدي وعُمري 13 سنة تقريبًا.

 

أنا أصغر شقيقاتي وبعدي شقيقٌ وحيد، تأثَّرْتُ كثيرًا جدًّا، وحاولتُ أن أنْسى، وأيقنتُ بأنني سأنسى، ولكن مع الوقت وفي كلِّ يومٍ يُخيَّل لي أنَّه ماتَ بالأمس، يزداد حنيني وشوقي إليه، تعلَّق كلٌّ منَّا بالآخر، بعكس بقية إخْوتي، ومنذ وفاته وأنا أمرُّ بظروف نفسيَّة وصراعات تُبكيني دائمًا، ولا أستطيع البوحَ بها، لا أعلم لماذا، فأنا لا أستطيع التعبير بالكلام، لكنني لا أريد أن أتحدَّثَ في هذه المشكلة مع أحد، فوجود أبي كان يكفيني، ولا أرغب في شيء من الدنيا سواه.

 

أعلم أنَّ هذا قضاءٌ وقدر، لكنَّ القلب حزينٌ لفِراقه، إذا رأيتُ أعمامي مجتمعين بكى قلبي، وأحيانًا لا أتمالك نفسي، وأبكي أمامَهم، فمنهم من يُشبه والدي؛ لذا كنتُ أتخيَّل والدي معهم، فأبكي كثيرًا.

 

مرَّت الأيام والسنون، تأتيني لحظات أنسى فيها كلَّ شيءٍ، لكن إذا جرحَني أحدٌ فسرعان ما أبكي وأتذكَّر أبي، وأصبحتُ الآن في هذه السنِّ في مرحلة الزواج، وعندما أتحدَّثُ مع أخواتي أو صديقاتي، فكل واحدة منهن تتحدث عن مواصفات فارس أحلامها، ولكن عندما أخبرهم عن المواصفات التي أريدُها في زوج المستقبل، يسْخَرْنَ منِّي، ويستغرِبْنَ؛ لأني أقولها وبكلِّ ثقة: أريد أن أتزوَّج من كبيرٍ في السنِّ، لا أحبُّ ولا أحسُّ نفسي أني سأنجح مع شابٍّ، ولا يهمُّني؛ سواء في السوق أو غيره، ولا يَلفت نظري الشابُّ مَهْمَا كانتْ وسامته؛ فدائمًا أهتمُّ بكبار السنِّ، وخاصة سنَّ الأربعين أو الخمسين.

 

فإذا حدَّثوني عن فلانة أنها تزوَّجتْ عجوزًا، كنت أغبطها على ما أصبحتْ فيه، وأفرح لها، وأدعو الله أن أكونَ مثلَها، أتخيَّل حياتي دومًا مع رجلٍ يُغطي رأْسه بعضُ الشَّيْب، وهذا أكثر ما يجذبني في الرجال، لا أعلم هل هذه مشكلة، وكيف أتخلص منها إذا كانتْ كذلك؟

 

مشكلتي الثانية - وأعتذر عن الإطالة - هي أنَّ أيَّ أمرٍ سرٍّ يحدثُ لنا، ينتشر ويتفرَّق بين إخوتي لأبي، وأخي لأمي، وكلٌّ يُخبر زوجته، وهكذا ينتشر الأمر، لدرجة أنَّ إحدى أخواتي كاد أن يفسدَ زواجُها؛ لتدخُّل الكثير، أمي شخصيتها ضعيفة، فدائمًا تقول: دمّرني أهلُ زوجي - أهل أبي - لكثرة المشكلات، والآن هي تُدَمِّرنا للأسف.

 

أحبُّ أمي، لكنَّها تزعزع ثقتنا بأنفسنا، دائمًا تقول: انظروا إلى فلانة وعلانة فهي أحسنُ منكم، ولكني والله أنا وأخواتي إذا جهَّزْنا وليمة فسنشرفها، وسننظِّف على أكمل وجْهٍ، وسنطهو أجمل الأطباق، لكنَّها دائمًا تقارِنُنا بالآخرين، وإذا طهونا شيئًا، تقول: فلانة وعلانة طبخهما أحْلى، أخواتي الكبيرات أصبح الأمر لَدَيهنَّ مأْلوفًا، فأمي لا يعجبها شيءٌ منهنَّ؛ مما جعل أخواتي المتزوِّجات يفْقِدْنَ الثقة بأنفسهنَّ منذ الصِّغَر؛ لما رأيْنَه من مراقبة وعصبيَّة أمي وإخوتي لأبي، وكان أبي لا يتدخل كثيرًا في هذه الأمور؛ فهو كبير السنِّ، ولا يَقْوَى على هذا الضجيج.

 

حتى أخواتي المتزوِّجات إذا حصل لإحداهنَّ مع أمِّ زوجها مشكلة صغيرة انهارتْ، فأنا وأخواتي ليس لدينا ثقة بأنفسنا، أصبحنا كالمعتوهات لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا، وتداخُلنا مع المجتمع قليلٌ بسبب أمي، حتى المتزوجات منَّا لا يتداخَلْنَ مع أهْل أزواجهنَّ؛ مما يسبب المشكلات.

 

دائمًا نتخلف نحن وخالاتي وأخي لأمي، ونرى أمي شرِسَة، وكأنها وحشٌ، وتدافع عن أهلها وولدها وهم المخطئون، وفي كلِّ الأحوال إذا تحدثتُ معها عن إحدى صديقاتي لمشكلة حدثتْ بيننا، تقول: أنت السبب، بالله كيف نتعامل أنا وأخواتي معها.

 

مع العِلْم، أنا سمينة جدًّا، وكلما أغضبُ أو أفرح آكلُ كثيرًا، وبعد ذلك ألوم نفسي، فالأكل متنفسي، والجميع - ومنهم أمي - يسبّونني ويوجهون إليّ الكلام الجارح بسبب جسمي، دائمًا أقوم بصُنع الولائم، وأرتِّب "ريجيم"، ولكني سرعان ما أنهار، والآن قررتُ - بعون الله - أن أتغلَّبَ على نفسي، وأنا واثقة من أنني سأفعل ذلك يومًا ما.

 

أنا لا أنسى وأردِّد: أنا الحمد لله في نعمة من الله، وصحيح أنَّ المشكلات لا تكون يوميًّا، لكنَّ كلَّ ما كتبتُه سابقًا يقهرني جدًّا، أعرف أنني دخلتُ في أمور كثيرة، لكنَّ قلبي كاد ينفجر يومًا ما من القَهْر.

 

عندي أمل في أن المستقبل أجمل، ولن أربِّي أبنائي بنفس الطريقة، لكني سأجعلهم أحسنَ دومًا، وأعتذر للإطالة.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ألخِّص استشارتكِ في النقاط التالية:

1- تعلُّقكِ الشديد بوالدكِ - رحمه الله - وألمكِ لفَقْده.

 

2- مشكلتكِ وأخواتكِ مع والدتكنَّ الفاضلة - هداها الله.

 

3- السمنة لأسباب نفسيَّة.

 

وسأعلِّق على كلِّ نقطة على حِدَة، لكن أريد أولاً أنْ أطلب منكِ - فضلاً لا أمرًا - أن تلتمسي العُذْر لأُختكِ إذا وصلكِ جوابي على استشارتكِ متأخِّرًا بعضَ الشيء، وثِقي بأن كلَّ كلمة كتبتِها لنا قد حلَّتْ مكانًا في القلب لم يكنْ حلَّ من قبلُ، شاكرة لكِ ثقتكِ وصبركِ، ولُطفكِ يا غالية.

 

أولاً: تعلُّقكِ الشديد بوالدكِ - رحمه الله -:

الموت مصيبة؛ كما أخبرَ بذلك خالق الحياة والموت - عز وجل - حين قال: ﴿ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ [المائدة: 106].

 

وأعظِم بها مصيبة تلك التي يكون فيها الميِّت أبًا أو أمًّا! من حقِّكِ والله أن تبكي وتحزني، وإن لَم تبكِ فتباكَي! لا لأنَّ الأرض قد أوصدتْ بابها دونكِ حين وورِي والدكِ الثرى وحسب، بل لأنه في اللحظة عينها قد أُغلِق في السماوات العُلى أوسط أبواب الجنة "باب الوالد"، ألَم يقلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الوالد أوسط أبواب الجنة؛ فإنْ شئتَ فأضِعْ ذلك الباب أو احْفَظه))؛ رواه الترمذي وغيره، وصحَّحه الألباني؟!

 

أَلاَ يَا عَيْنُ وَيْحَكِ أَسْعِدِينِي
فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُهُ وَجَلَّتْ
مُصِيبَتُهُ عَلَيَّ وَرَوَّعَتْنِي
فَقَدْ خَصَّتْ مُصِيبَتُهُ وَعَمَّتْ

 

فرحمة الله الواسعة على والدكِ الفاضل، ورحمته وبركاته على موْتَى المسلمين، غفَر الله لنا ولهم أجمعين، وجمعَنا وإيَّاهم في مُسْتَقَر رحمته مع الأنبياء والشُّهداء والصدِّيقين، فإنَّا على ذات الطريق نسير ونفترق؛ ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26 - 27].

 

تَصَبَّرْتُ لاَ أَنِّي صَبَرْتُ وَإِنَّمَا
أُعَلِّلُ نَفْسِي أَنَّهَا بِكَ لاَحِقَهْ
وَلَوْ أَنْصَفَتْ نَفْسِي لَكَانَتْ إِلَى الرَّدَى
أَمَامَكَ مِنْ دُونِ الْبَرِيَّة سَابِقَهْ

 

أجَل، يَحزن القلب لفَقْد مَن نُحب، لكنَّه بالإيمان يَقْوَى وبالأمل يتقوَّى، فاستعيني بالله واصبري، فالمصائب كالبحر الْخِضَم، ومن يلِج البحر فلا بدَّ له من السباحة، وإلاَّ ابتلَعه الموج العاتي، والموج لا يَني ولا يَرحم.

 

حياتنا يا أُخَيِّة مستمرة بوجود مَن نحب أو بفَقْدهم، فإن كان ولا بدَّ من العَيْش من دونهم، فليكنْ عيشُنا كعَيْش المسلمين المسلِّمين بالقَضاء والقدر، المؤمنين الآمنين بنعمَتَي الرضا والصبر، وأعتقد أن مرورَ سبع سنوات على فَقْد والدك - رحمه الله - كافٍ لكي يلتَئِمَ جُرْح الحزن في داخلكِ، لكن ما جعله مُلتهبًا حتى هذه اللحظة، ترْككِ للجُرْح مفتوحًا في القلب دون مُداواة له بالإفصاح والكلام و"الفضفضة"، فعلاج جُرحكِ يبدأ بالإفصاح عن ألَمِ اليُتم لصديقة حميمة، أو أُخت مقرَّبة.

 

اتْرُكِ الْجُرْحَ لَحْظَةً يَتَكَلَّمْ
رُبَّ جُرْحٍ يَطِيبُ حِينَ يَقُولُ

 

قُصِّي على شخصٍ حميم تلك التجربة الأليمة كما حدَثَتْ بكلِّ تفاصيلها المريرة، أطْلقي العِنان لمشاعركِ الحزينة وخَلجات نفسكِ المتألِّمة، ودموعكِ الصادقة؛ لتتكلَّم وتَنطق بكلِّ ما رأتْ وسَمِعتْ.

 

تكلَّمي يا عزيزتي وابْكي؛ حتى تهدأَ نفسُكِ، فستحفر تلك الدموع في جُدرانك الداخليَّة فتحة صغيرة تُمكِّنكِ من النظر إلى الغد برُوح نقيَّة، قادرة على التنفس والصمود أمام النوائب المؤلِمة.

 

وبكلِّ تأكيد سيبقى الحزنُ على فَقْد الأحبة باقيًا ما بَقِي القلب نابضًا في صدور المحبين، فنحن هنا لا نتعامل مع جمادات متحجِّرة، بل قلوب نابضة، وكل ما نسعى إليه هو تخطِّي الأزمات والمصائب بثبات وصبرٍ، وشجاعة وإيمان، لا أن ننسى أحبَّتنا؛ لأنه لا شيءَ يُمكنه أنْ يُنسينا مَن نحب سوى موت يُدنينا من قبورهم، أو فُقدان للذاكرة يُنسينا الدنيا ومَن فيها، وها هو النبي يعقوب - عليه السلام - لم تُنسه السنوات العجاف فلذة كَبده، وقُرَّة عينه يوسفَ - عليه السلام - رغم تقادُم الزمن المرير؛ حتى عاتَبه أبناؤه في ذلك؛ ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف: 85].

 

أما مسألة رغبتكِ في الزواج من رجلٍ كبير في السنِّ، فهي نتيجة طبيعية لحاجتكِ الطبيعية لوجود أبٍ في حياتكِ، لكن ثِقي بأنَّ هذه الرغبة ستتغيَّر بعد بضع سنين، رُبَّما بعد عشر سنوات من الآن، إنْ لَم تتخطَّيها بإرادتكِ الحرَّة.

 

أراكِ يا عزيزتي لا تزالين تحملين في جوانحكِ "رُوح طفلة"، وما دامتْ هذه الطفلة مستيقظة في داخلكِ، فستبقى هذه الرغبة يَقِظة هي الأخرى، وبمجرَّد أن تغفوَ تلك الطفلة، فستتغيَّر مقاييسكِ لفارس أحلامكِ، ثِقي بذلك.

 

إنَّ معرفتكِ بأسباب هذه الرغبة يكفي لتُفَكِّري بمنطق وعقلانيَّة متى ما تقدَّم لخطبتكِ مستقبلاً شابٌّ صالِحٌ - بمشيئة الله - فالارتباط برجلٍ كبير في السنِّ لا يَعني سوى شيء واحد: هو الارتباط برجل متزوِّج وله أولاد ورُبَّما أحفاد، إنْ كانتْ أحلامكِ الوردية لا تنمو إلا في تربة الشَّيْب!

 

من حقِّكِ أنْ تعيشي في كَنف رجلٍ يُقاربكِ سنًّا ومستوًى، ومن حقِّكِ أيضًا أنْ تتزوَّجي الرجل الذي ترتاحين للعيش معه تحت سقفٍ واحد، ولو كان ليلُه قد عسعس، وصُبحه قد تنفَّس.

 

ثانيًا: مشكلتكِ وأخواتكِ مع الوالدة الفاضلة - هداها الله:

بالنسبة للمقارنات التي تعقدها والدتكم الكريمة - حَفِظها الله - وإنْ كانتْ خاطئة تربويًّا، لكن النيَّة من ورائها صحيحة ولا شكَّ؛ فهي "أم" ولا تريد الأمُّ لبناتها سوى الأفضل والأحسن في عيون الناس في ظلِّ وجود الأقران والمقارنات من الخارج، لكنَّها لا تعلم أنَّ مثلَ هذه المقارنات الجارحة تَهدم ولا تَبني، تدمِّر ولا تطوِّر، لكن ما دُمتم قد كبرتُم جميعكم، فلتكبروا أيضًا على النظر إلى الجوانب المظلمة من الحياة والناس، ولا تَجعلوا مثل هذا النقْد الوالدي سببًا لسَلْبكم إرادتكم وقُدراتكم على مواجهة مشكلاتكم مع الناس والحياة.

 

أقلِّي اللوم والعتب على والدتكِ؛ فالظروف المؤلِمة التي مرَّتْ بها تَكفيها وزيادة، لقد تزوَّجَتْ والدتكِ مرتين، وترمَّلَتْ مرتين، ورُبَّما لَم تكنْ بالمرأة السعيدة في حياتها في المرتين! أقول ذلك؛ لأنه لا يُمكن أن تكون هناك زوجة سعيدة تنام في غُرفة وزوجها في غرفة أخرى؛ أليس كذلك؟

 

لعلكِ قد نعمتِ بحنان والدكِ أكثر مما نعمتْ به والدتكِ معه؛ فلا تكوني قاسية في أحكامكِ مع القلب الذي يحبُّكِ ويبتغي مصلحتكِ؛ فقط لأن نظرتك للحياة قاصرة على أبٍ أحببتِه، وكل فتاة بأبيها معجبة!

 

اصْبري واكسبي قلبَ والدتك، اجلسي معها جلسة الأصدقاء وناقشيها حول الأسلوب الذي تتعامل به معكم، فهذه والدتكِ وليستْ بامرأة غريبة، خبِّريها بألَمكِ، وافتحي لها قلبكِ واكْسري تلك الحواجز التي لا معنى لها، عامِليها كصديقة كبيرة، وستكون لكِ خيرَ صديقة -بمشيئة الله.

 

ثالثًا: السمنة:

ترتبط زيادة الوزن بالحالة النفسيَّة على نحوٍ كبير، ولكن لا يُمكن القول بأنَّ كلَّ شخصٍ سمين لَدَيه مشكلة نفسيَّة، لكن إذا فشلتْ محاولات الفرد المتكررة لإنقاص وزْنه، فقد تكون وقتئذٍ مؤشِّرًا على وجود مشكلة نفسيَّة يُعاني منها، فالبعض - وأنتِ منهم - يعملون على التخفيف من الضغوط النفسية والإحباطات العاطفية التي تواجههم بالإفراط في تناول الطعام؛ مما يؤدي بهم في نهاية الأمر إلى زيادة الوزن، وإلى ظهور بعض المشكلات النفسية المترتبة على السمنة، مثل: تدني احترام الذات، والاكتئاب، والخجل، والانسحاب الاجتماعي، إضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض العضوية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والكولسترول، وأمراض القلب المزمنة؛ بسبب ارتفاع هرمون الكورتيزول Cortisol؛ نتيجة الوقوع تحت خطِّ التوتُّر أو الضغط العصبي العالي.

 

فالْخُطوة الأولى - للتخفيف من زيادة الوزن، والوصول إلى وزنٍ مثالي - تبدأ بمعرفة الأسباب الكامنة وراء السمنة، ثم تدريب العقْل على إيقاف الرغبة في الأكل ما دام أنَّه لَم يتلقَّ إنذارًا حقيقيًّا من الْمَعِدة بالجوع.

 

ثانيًا: ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًّا؛ لِحَرْق الدهون المخزَّنة داخل الجسم، وليس بالضرورة أن تتمَّ هذه التمرينات خلال جلسة واحدة، بل يُمكن تقسيمها إلى ثلاث جلسات على مدار اليوم، مدة كل جلسة منها عشر دقائق.

 

ثالثًا: تحسين العادات والأنظمة الغذائية، بإضافة الخضروات والفواكه في غذائكِ اليومي بتناول السلَطات والشورْبة بأنواعها، وكذلك منتجات الألبان منزوعة الدَّسَم، والبروتينات، والأطعمة الغنيَّة بالألياف - كالحبوب الكاملة - مع التقليل قدْرَ المستطاع من الأطعمة المحتوية على السكر والملح والدهن - كالمقالي والوجبات السريعة - والحرْص كل الحرص على شُرْب الكثير من الماء.

 

رابعًا: التحلِّي بالإرادة القويَّة، والتصميم على الحصول على وزنٍ مثالي، وجمال صِحِّي ينعكس على نفسكِ بالرضا والثقة، والحيوية والسعادة - بإذن الله.

 

متمنِّية لكِ في الختام كلَّ التوفيق والسعادة وراحة البال، والله يحفظكِ ويُبارككِ، دُمتِ بألف خير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المشكلات بين أبي وأمي تعكر صفو حياتنا
  • أحلم بالابتعاد عن والدي!
  • أبي يشك في، وأمي تهملني
  • هل تقوم زوجة الأب مقام الأم؟
  • أبي لا يحبني مثل إخوتي
  • زوجي متعلق بأخته تعلقا مرضيا
  • أبي يكرهني

مختارات من الشبكة

  • كيف أتخلص من تعلقي به؟(استشارة - الاستشارات)
  • خطب أخرى بعد تعلقي به(استشارة - الاستشارات)
  • أنواع المقاصد باعتبار تعلقها بعموم التشريع وخصوصه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعلق أم صداقة؟(استشارة - الاستشارات)
  • التعلق بالله تعالى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ظاهرة النجومية والتعلق بالمشاهير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقالات عن عبادات عظيمة متعلقة بالقلب ولها تعلق وثيق بالحج والعمرة(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التعلق بالمساجد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعلق بالله تعالى.. الفضل والعلامات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حال السلف وكيف كان تعلقهم بالمسجد(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب