• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية / المشكلات بين الأبناء والآباء
علامة باركود

يكاد الحزن يقتلني

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2008 ميلادي - 25/12/1429 هجري

الزيارات: 14909

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
أنا طالبة بكلية الطب، ومتفوقة، وعندي مواهبُ كثيرة؛ كالرسم، وكتابة الروايات، والشِّعر، ولكن مشكلتي أنِّي لا أجد حافزًا مِن أهلي، فمهما فعلْتُ لا أجد حافزًا، ومع أنَّ الكُلَّ يعرف أني ذكيَّة؛ ولكن أبي كثيرًا ما ينعتني بالغبية، ويصف أخي أنه أذكى منِّي، أنا لَمْ أغْضب مِن وَصْفه لأخي أنه أذكى؛ ولكني أغضب مِن وصفي بالغباء، ومع أني أتظاهَر أنَّ الكلمة لَمْ تُؤَثِّر فيَّ؛ لأنِّي منَ النادر أن أبكي أمام أحدٍ، فأنا كثيرًا ما أبكي، وأنا بمفردي، وأحْزَن بشدَّة، لدرجة أنني في أحيان كثيرة أشعر بأني لا أحبُّ البَشَر جميعًا، ولا أحبُّ التَّحَدُّث مع أحد، وهذا يجعلُني منطويةً اجتماعيًّا مِن كثرة الاستهزاء بطُمُوحي، وعدم الانتباه إلى ما أصِل إليه عِلْميًّا، أحس أنِّي أصبحتُ مجردةً مِن ثقَتي بنفسي، وبدأتُ أشكُّ أني فعلاً إنسانة عادية ولستُ مميزة, فعندما أرسم لوحة لا ألقى سوى: ما هذا؟ أنتِ تضيعينَ الوقت، وهكذا عندما أحصل على علامات وتقديرات ممتازة، أجدُ والدي بدلاً مِن أن يقول لي: أحسنتِ، يقول: أنتِ حصلتِ على ذلك لِمُجَرَّد الحفظ، ولستِ ذكيةً، حتى إنَّه أخْبَرَ دكتورًا يدرس لي أنَّ الحفظَ هو مصدر هذه العلامات، وليس الفَهم، وأن أخي أذكى، مع أني لا أحفظ شيئًا لا أقْدِر على فهمه، وأعاني منَ النِّسيان إن لَمْ أفهم، ولكن لا فائدة.

أصبحَ يُكَرِّر تلك الكلمة حتى أنني مَلَلْتُها، وهو لا يدرك أنِّي أحزن كثيرًا منها، وأصبحَ أخي الآخر يُكَرِّرها، مع أنِّي أجْرَيْتُ اختبار الذكاء، ولَمْ أكُن غبيَّة بالعكس، ولكن ما فائدة الوُصُول إلى مناصبَ علميَّة، ما دام أقرب الناس إليَّ لا يؤمنون بقدراتي، ويزيدون من إحباطي، كنتُ أقاوِمُ ذلك الإحباط؛ ولكنِّي الآن لم أَعُد أحتَمِل ذلك الحزن والضِّيق، فأنا لا أجد جدوى مِن تعبي، وكدتُ أفْقِد الأمل؛ حتى أني أصنع في خيالي أشخاصًا يَتَمَتَّعون بصفاتٍ أتمنَّاها فيمَن حولي، وأبدأ بالتَّحَدُّث إليهم، حتى كدتُ أفقِد عقلي، وأجِدُ الإحباطَ يقف أمامي كالسَّدِّ المنيع، وأصبحتُ أتمنَّى الموتَ في أحيان كثيرة؛ لأني ما كنتُ أتمنَّى سوى تقدير والدي، فكلَّما ذهبتُ عند صديقة لي، وسمعتُ كلام والديها لها، وما تَلْقاه مِن حافزٍ، أتمنَّى لو ألقاهُ أنا بدلاً منَ الاستهزاء.

أحيانًا أحسد أصدقائي، وأحس بآلام لا تنتهي، وتنزل دموعي؛ ولكن لا أحد يلاحِظ معاناتِي؛ لأنِّي أتظاهر بلا شيء أمام والدي.

تعبتُ من ذلك الحزن في داخلي؛ لأنه يزداد، فأنا أشْعُر به وهو يزداد، مع أني قريبة منَ الله؛ إلا أنَّني أشعر بالضِّيق والحزن، الذي لا يكاد يبعد حتى يعود أقوى من ذي قبل.
الجواب:
أهلاً وسهلاً بكِ، وكل عام وأنتِ بخير.
عزيزتي، هل يقبلون في الجامعات المصريَّة أي طالب أو طالبة في كلية الطب؟
بالتأكيد: لا.

إذًا؛ أنتِ منَ الذكاء والرشاقة العقلية، بحيثُ تَمَكَّنتِ منَ اجتياز الشُّروط الصَّعبة للالتحاق بكلية الطب، ومنَ الموهبة بمكان، بحيث جمعتِ بين قُدرتَيْنِ عظيمتَيْنِ: فنيَّة (الرسم)، وأدبية (كتابة الرواية + نظم الشعر).

وإذًا؛ فأنتِ فتاةٌ مميَّزة بحق، شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى.

نعمَ، أتَّفق معكِ على أنَّ التَّمَيُّز والموهبة والذكاء بحاجةٍ إلى رعاية، وتشجيع، وحُبٍّ؛ لتستمر في النمو بقوة وصلابة، بحاجة إلى عناية بمعاييرَ خاصَّة جدًّا؛ لتحافظَ على إشراقتها ووهجها وتوقدها:
وَكَيْفَ يَعِيشُ فِي البُسْتَانِ غَرْسٌ        إِذَا  مَا  عُطِّلَتْ  عَنْهُ  السَّوَاقِي
لكن المشكلة هنا أنَّ الأهلَ هم أكثر عوامل الإحباط والتعرية في بيئاتنا العربية، الأهل دائمًا وأبدًا سبب معاناة أولادنا، على أنِّي موقنة أن مشكلتكِ هذه مع ما يصبغها من ألم؛ إلاَّ أنها تُعَدُّ من أبسط أشكال الأَلَم.
فِي  كُلِّ  بَيْتٍ  مِحْنَةٌ  وَبَلِيَّةٌ        وَلَعَلَّ بَيْتَكِ إِنْ شَكَرْتِ أَقَلُّهَا
كونكِ - يا عزيزتي - شاعرة وروائية ورَسَّامة، وكونكِ مُحَاطة بجوٍّ شاعريٍّ منَ الألوان اللَّذيذة، والقصائد البريئة، والصور الخياليَّة - فهذا يكشِفُ عن رِقَّةٍ في طباعكِ، وعذوبة في روحكِ، وعاطفة كبيرة ومؤثِّرة، وحساسية عالية تجاه الناس والأشياء، تجعلكِ تَرَيْن كلمات والدكِ بصورة مُتَضَخِّمة أكثر من حجمها الحقيقي.

منَ المؤكَّد أنَّ والدكِ يريد دفعكِ إلى النجاح والتفوُّق على نفسكِ قبل الآخرين؛ لكنه أساء استعمال الحوافز، وأخطأ في انتقاء الطريقة التي تتناسب وشخصيتكِ، فما قد يُجْدي مع طباع الصبي، قد لا يُجدي مع طباع الصبية، وما قد يؤثِّر إيجابًا على شخصيَّة الشابِّ، قد يُؤَثِّر سلبًا على شخصية الشابَّة.

إذًا؛ هو سُوء فَهْم للنَّفسيَّات لا أكثر، أنا موقِنة من ذلك، وقد قيل قديمًا: "الأبُ الأكثرُ قسوةً في توبيخاته قاسٍ في أقواله؛ لكنه أبٌ في أفعاله".

ولكي تطربَ أذناكِ بنغمات الكلمة الطَّيبة، التي تودِّين أن يتغنى بها أبوكِ - يُفْترض أن تصل كلماتي هذه إلى قلبه وضميره أولاً، فهل لديكِ الجرأة الكافية لجعله يقرأ شكواكِ؟

في ظني أنكِ ستُخَبِّئينَ هذه الاستشارة بين دفَّتي كتابٍ ضخم من كتب الطِّب، كلَّما سمعتِ خطواتِه تقترب منكِ؛ لهذا سأترك كلمات التوجيه والعتاب جانبًا؛ لأنها ستظل على الوَرَق أشبه بالوُرُود الجميلة، فهي على جمالها تبقى مجرد رسوم – أي: مجرد وُرُود بلا رائحة - وهو الأمر الذي أحاول تجنُّبه في خطابي مع الأطراف المعنيَّة في الاستشارات.

من أجل هذا؛ لا أرى حلاًّ مناسبًا للتخفيف من معاناتكِ سوى في مساعدتكِ على الخروج من جلباب أبيك، ومن جلباب أيِّ شخص آخر، ترغبينَ في إسناد مواهبكِ وقدراتكِ على مدائحه، فالكثير الكثير لم يتعلَّموا بعدُ فقهَ الكلمة الطيبةِ.

أريدكِ أن تُصْبحي كشمس الصَّباح التي تضيء الكون، ولا يعنيها على مَن أشْرَقَتْ، أَعَلَى جبلٍ أشرقتْ أم بَشَر؟ لا يعنيها إن لامَسَتْ رمال الصحراء، أم شطّ النهر، فهي تعطي وتعطي وتستمر في العطاء، دون أن تنتظرَ كلمات الشكر من أحدٍ، أو قصائد المديح والغزل من أي مخلوق، كائنًا مَن كان:
كُنْ مِثْلَ شَمْسٍ مَنَحَتْ نُورَهَا        لِكُلِّ   مَخْلُوقٍ   وَلاَ   تُشْكَرُ
لكن قبل كل هذا، لا بُدَّ منَ الوقوف بدايةً عند بعض النِّقاط المُهمَّة:
أولاً: لا يجوز بأيِّ حال منَ الأحوال السخرية والاستهزاء بالمسلمين والمسلمات، باستعمال ألفاظ ومسميات تكسر بقلوبهم، وتخدش ذواتهم وكراماتهم؛ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

ثانيًا: الطب والرسم والأدب وغير ذلك هي "رسائل دعويَّة"، وما حمل الرسالة شخص قط إلا وتعرَّض للنَّقد والتجريح والأَلَم، وقد كان الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أكثر مَن أوذوا بسبب رسالتهم الدعوية إلى الله؛ قال - تعالى -: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 10].

خذي بعض الأمثلة على ذلك:
نوح - عليه السلام -: قال - تعالى -: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود: 38].

موسى - عليه السلام -: الذي سخر منه فرعون قائلاً: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 52].

ويقصد بـ(لا يكاد يبين)، أنه لا يعرف التحدُّث بطلاقة؛ لأن موسى الكليم كانت لديه لثغة في لسانه.

ورسولنا الحبيب - صلوات ربِّي وسلامه عليه - والذي ما زال حتى الآن يُستَهْزَأ به -: نَصَرَهُ الله مِن عليائِه، كان يُلَقّب بالساحر، والكذاب، والمجنون؛ {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} [الحجر: 6].

حتى إن امرأة أبي لهب، حمالة الحطب كانتْ تقول:
مُذَمَّمًا عَصَيْنا * وَأَمْرُهُ أَبَيْنَا * وَدِينُهُ قَلَيْنَا.

وتعني بمذممٍ محمدًا، وفي السِّياق نفسه كان الحجَّاج بن يوسف الثقفي ينادي سعيد بن جبير بشقيِّ بن كُسير، فهل تجدينَ بعد هذا معنى لكلمة (غبية)؟

إن كان الأنبياء والصحابة والرسل قد أُوذُوا في الله بأشدّ من هذه الكلمة، فصبروا، إذًا لتَحْملي الرسالة، عليكِ أولاً بتحَمُّل آلام الرسالة.

أختي العزيزة:

اشْكُري الله - تعالى- الذي وهبكِ تلك القدرات والمهارات، فبالشُّكْر تدوم النِّعَم، والشُّكْر لله لا يكون قولاً فحسب؛ بل بالعمل أيضًا؛ قال - تعالى -: {اعْمَلُوا آَلَ دَاودَ شُكْرًا} [سبأ: 13].

ومنَ العمل على شُكر نعمة العقل والإبداع والموهبة - الاستمرار في تطويرها وتطويعها فيما يرضي الله - جل وعلا - دون الحاجة لِسَحْب أيِّ رصيدٍ عاطفي مِن أيِّ مصرف خارجي؛ سواء كان صاحب هذا المصرف أباك أم أمَّكِ أم صديقاتكِ، فالثَّرْوة الحقيقيَّةُ ليستْ فيما يُقَدِّمه الناس لنا مِن قصائد مديح، وأهازيج فخر؛ بل فيما نقدِّمه نحن للناس مِن حبٍّ وعطاء ونفعٍ وعلم؛ ليبقى بعد فراق الدُّنيا رصيدًا للآخرة، وعلمًا ينتفع به في الدنيا، وذِكْرى طَيِّبة في ذاكرة مَن أحبُّونا وأحببناهم، فلا يملكونَ أمام ذكرياتنا الطَّيبة معهم سوى الدُّعاء لنا بكل خيرٍ.

اجعلي دعاء الناس لكِ أسمى غاياتكِ في الحياة وبعد الموت، على الأقل هذا ما أسعى إليه شخصيًّا، فالدُّعاء سيصل إلى السَّماء ورب السماء، أمَّا المديح، فربَّما وصل القلب واستروح لأيام، وربما ضَلَّ طريقه؛ فلا يصل أبدًا، كونه لم يخرج منَ القلب.

نَمِّي مواهبكِ شعرًا ورواية ورسمًا، وإن لم يكنْ مِن وسيلة سوى الأَلَم لإنضاجها، فمرحبًا بالأَلَم الذي يمنح اللوحات الفنية عمقًا لونيًّا تحبُّه العيون، ويكسب القصائد الشعرية وزنًا طريًبا، تتغنى به الأرواح، ويعقد في الروايات الأدبية حبكة ماتعة ومشوقة، تنشط الخيال والعقل والتفكير.

حياة الإنسان أشبه بلوحة بيضاء، الإنسان وحده مَن يختار شكلها وألوانها، باردة أم دافئة، وحده مَن يتلاعب بمبدأ الظل والضوء لكسر رتابتها.

الحياة قصيدة طويلة، والإنسان وحده مَن يختار بحرها الشعري، وحروف قافِيَتها، ونوعها، إن شاءها فخرًا، كانت فخرًا، وإن شاءها رثاءً، كانت رثاءً.

وهي رواية ضخمة، والإنسان هو الشخصية المركزية فيها، يموت كاتب الرواية وتبقى الرواية، فكيف تريدينَ أن تكونَ شكلُ روايتكِ على الأرفف؟ وماذا تريدينَ أن يسميها الناس: من روائع الأدب، أم...؟

أمَّا التقويم والنَّقد لهذه اللوحة وتلك القصيدة وتلك الرواية، فإنْ لم ينبعا من قلبٍ مخلصٍ محبٍّ، فلا تلتفتي إليه، وإن لم يصدرا عن عقلٍ متخصِّصٍ وواعٍ، فأعرضي عنه، حتى لو كان هذا الناقد السلبي هو صوتك الداخلي.

كل موهبةٍ منحكِ اللهُ إياها، فابتغيها لواهبكِ إياها، هل الناس أو أهلك أو الله الذي وهبك نعمة الذكاء والموهبة؟! إنه الله وحده.

فاغرسي إذًا فسائل الجمال والخير، ولا تنتظري غير الأجر منَ الله، فما يضيع جميل عند الله أينما وُضِع، وما دام بوسعكِ فِعْل شيء جميل، فافْعَلي حتى آخر نفَس؛ فعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسلة، فليغرسها))؛ رواه أحمد.

لا تجعلي دراستكِ للطب لهدفِ إرضاء شخصٍ بعينه، ولا ترسمي اللوحة ليقولوا: رائعة، لا تنظمي بيتًا منَ الشعر ليقولوا: شاعرة، إياكِ أن تقومي بفعل شيء لأجل أن يقول الناس: هذه غير الناس.

ثم ماذا؟ ألا تريدين أن تمنحي (الألوكة) بعضًا من مواهبكِ؟ قصيدة أو قصة؟ نحن ننتظرُ بِشَوْق أن نقرأ لكِ، ونرى لوحاتكِ أيضًا.
حصِّني نفسكِ بالأذكار، واجتهدي في دراستكِ؛ لتكوني خير طبيبةٍ وهبتْ طِبَّها وعلمها لمداواة الناس، ولا تظني أن الله - تعالى - يراكِ تداوين جِراح الناس، وتُخَفِّفينَ مِن آلامهم، ثم لا يَجْبر جراحكِ ويداويها؛ فالجزاءُ مِن جِنْس العمل.

جزمًا ويقينًا ستجدينَ يومًا ما مَن يلتفتُ إلى مواهبكِ ويمتدحها كما تَتَمَنِّينَ.

عزيزتي، بالنسبة لمشكلة النِّسيان، ولتقوية الذاكرة لديكِ أنصحكِ بما يلي:
1- اشربي منقوع إكليل الجبل؛ لأنه يساعد على توارُد الدم إلى المخ، فيُقَوِّي الذاكرة والتركيز.
2- قبل النوم اقرئي ما يجب أن تحفظيه، ومنَ الأفضل بصوت مرتفع، وأنتِ تستقرينَ في الفراش، ركِّزي على المواد التي تريدينَ حفظها، وحال أن تستيقظي ستُدْهَشِين من ذاكرتك.
3- الوجبة الفقيرة مسؤولة عن ضعف الذاكرة؛ لذا تناولي وجبات خفيفة صحيَّة بين الوجبات الرئيسة اليوميَّة.
4- الكتابة تقوِّي إمكانية التذكر؛ لذا قومي بتسجيل الأشياء التي تريدينَ تذكرها على الورق.

هذه نصائح علمية عامة، أمَّا نصيحتي الشَّخصية، فهي: "استثمار أوقات النَّشاط والحيويَّة خلال اليوم"، فقدِ اكتشفتُ مع مرور السنينَ أنَّ هناكَ أوقات معينة خلال اليوم يكون التركيز فيها عاليًا، أكثر من أيِّ وقت آخر في نفس اليوم، وهذا الوقت يختلف من شخص لآخر.

لهذا؛ تابعي مع نفسكِ الأوقاتَ التي تشعرينَ فيها بالطاقة، واستثمريها بالمذاكرة، والمراجعة، وحلَّ الواجبات.

أمنياتي القلبية لكِ بالتَّفَوُّق والنَّجاح والسعادة، وأن تحققي منالكِ ومبتغاكِ، ولا تحزنِي، فكلنا قد ارتدينا مواهبنا، ولم يلتفت إلينا أحد، لكنَّنا مع ذلك بقينا نجاهد في الحياة.

دمتِ بخير، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشكلة عدم المبالاة

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دلالة (كاد - يكاد) في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الكبتاجون يكاد يذهب بعقل زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ألح فرض أن نقاوم من يكاد يستفزنا من الأرض(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مرض ابنتي يكاد يقتلني(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب