• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

لمن أشكو؟

أ. أريج الطباع


تاريخ الإضافة: 20/5/2008 ميلادي - 14/5/1429 هجري

الزيارات: 8331

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا أعرف كيف أبدأ، ومن أين؟ عذرًا إن أطلت عليكم الحديث، فمشكلتي تبدأ من زمن بعيد، منذ كنت طفلة صغيرة.

منذ كنت صغيرة لم أجد في حياتي من يهتم بأمري, لم أحيَ حياة كالأطفال, أنا من أسرة بسيطة، ونحن 4 بنات أنا الصغرى، منذ صغري وأنا لا أحب أن أكبد أهلي أي أموال؛ نظرًا لما كنت أجده من عناء أبي لتوفير احتياجات أسرتنا، وما كنت أجده من إخوتي الكبار من دلال وعدم إحساس بالمسؤولية، فكنت لا أطالب بأي شيء - فأنا لم أطالب بأن أذهب لرحلة مدرسية، أو شراء كتب جديدة، أو حتى درس خصوصي - في الوقت الذي كان فيه إخوتي يفعلون كل شيء، من رحلات ودروس وملابس، وكانتْ أمِّي تتعلَّل بأنَّهنَّ الكبار وفي سنِّ الزواج، والاهتمام بهنَّ أولى منِّي أنا؛ فأنا طفلة أرتدي أي شيء، ولا ينتبه أحد لطفلة، وكنت سعيدة بإحساسي بالمشاركة في ستر أخواتي البنات.

وفي نفس الوقت كنت متفوقة ولله الحمد في دراستي، حتى إني كنت محل فخر أبي، لا أمي! فهي لا تهتم بي إلا إذا أوجدتْها الظروفُ مع جارة أو قريبة، لها أبناء متفوقون، هنا تتذكرني؛ فأنا سوارها الذي يجب أن تتزين به في هذا الموقف.

أذكر يومًا دعوتها لأن تجلس معي، وقلت لها: أمي أريد أن أتحدث إليك، أريد أن تبادليني أطراف الحديث كما تفعلين مع أخواتي (كنت في 9 من عمري تقريبًا)، فأجابت بأنها تُعِدُّ الطعام وليس لديها وقت لتفاهاتي!

ومرت السنون وأنا بعيدة كل البعد عنها، كل ما يشغلني المذاكرة في أيام الدراسة، والعمل في بعض الأشغال اليدوية في الإجازة الصيفية لمساعدة أسرتي (كنا نعمل جميعًا؛ أنا وأخواتي وأمي)، وكبِرتُ ودخلت الجامعة وتزوجَت أخواتي البنات، وأنا على نفس الحال لا أعرف من الدنيا سوى المذاكرة والشغل اليدوي الذي أعمل به وأنا في البيت؛ حتى لا يشعر أحد باحتياجنا له، فهو ولله الحمد مصدر رزق بسيط، لكنه يكفينا مع معاش والدي رحمه الله.

وأصبحت في عمر الشباب في العشرينات من عمري، لا أتذكَّر أنَّ أمِّي تَمنَّتْ لي الارتباطَ أو أشعرتْنِي بأنَّني فتاة، برغم ما كنتُ أجِده في عيون زميلاتي وزُملائي من نظرات الإعجاب بي وبأخلاقي وبِملامِحي، لكن أبدًا لم يُشْعِرْنِي أحدٌ من أُسْرَتِي بِهذا؛ حتَّى إنِّي كنت أظُنُّ نفسي: كريهة الملامح، بدينة، معقَّدة! حتَّى خرجتُ للحياة ووجدتُ تلك النظرات التي نبَّهتْني إلى أنَّني فتاة جميلة! عجبًا فلم أشعر في بيتي أنني فتاة أصلاً!

وأقسم بالله أنه برغم ذلك لم أحاول أن أسبب ضررًا لأسرتي أو لثقتهم بي، وفي هذه الأثناء بدأت البنات في مثل عمري يرتبطن، ما كنت أسمع من أمي سوى كلمة واحدة: أنتِ لا لا لا؛ فأنا ليس معي أموال لتجهيزك، لا تفكري في الزواج إلا بعد تَخرُّجك، عجبًا للتناقض بين تعاملها معي ومع أخواتي! كيف جهزتهم؟ أليس من معاش وعمل أبي نفسه؟!

ومرت أيام الجامعة وما زادني كلامها إلا بعدًا عن أي مشاعر بالحب تجاهي من أي زميل، فأنا أعرِفُ ظروفي أكثر مما يعرفها هو، فأنا لا يمكنني الارتباط إلا بعد أن أعمل، وطبعًا لا يمكن أن أدخل في علاقة غير محددة.

ومرَّت سنواتُ الجامعة، ولم أجد عملاً لمدَّة 4 سنوات كنت فيها حبيسةَ المنزل، وما زلت أعمل بمهنتي القديمة نفسها - الأشغال اليدوية، التي طالما أرهقتني وأرهقت عيناي - ولكن الحمد لله، وطبعًا هي لا تكفي سوى مصروف شخصي، لا للتَّجهيز، أو الفسح، أو أي شيء.

تذوقت طعم المرارة من أمي وأخواتي، طالما عيروني بعدم حصولي على العمل: "يا ليتك ما تعلَّمتِ, ماذا عملتِ بالتعليم؟ ها أنت تعملين مثل أي واحدة جاهلة، حتَّى اللاتي لم يتعلَّمن يكسبن، وكوَّنَّ قرشًا وجهزن أنفسهن، ضيَّعتِ عمرك في التعليم، وماذا أفادك؟"

فعلاً بماذا أفادني! حتَّى الرَّحمة والاحترام من أهلي لم أجدهما!!

أخـيرًا وفَّقني الله لأجِدَ عملاً بِشهادَتِي والحمد لله، وأدعو الله أن يديمه عليَّ، ولا يحوجني لأحد.
ولكن الآن بعد أن أتْمَمْتُ 31 من عمري ما زالت أمي وأخواتي على الوتيرة نفسها، ولكن بعنوستي ماذا أفعل معهن؟ لم يرحَمنَنِي يومًا, لم يُقدِّرن خيرًا فعلته, ولم يرحمن ضعفًا أصابني، أليس هذا ابتلاء من الله ويجب أن أصبر حتى يأتي الله بالفرج من عنده؟

أقسم بالله أنه لم يؤرقني مواجهة الأغراب ببطالتي أو عنوستي، بقدر خوفي من أمي وإخوتي، صدقني أكتب رسالتي هذه لك وأنا على خلاف مع أمي، فلم يَعُد قلبي يصفو لها؛ بل أشعر أنها مَن سرق مني سنين عمري، ولم تكتفِ بذلك؛ بل جاءت لتعيرني بفعلها.

فأيام شبابي وصغر سني حَرَمَتْني من جميع مشاعري بكل قسوة، ولم تحمد لي عملاً عملته، والآن لم تعد تملك سوى قسوتِها عليَّ، ولسان لاذع تجلدني به!!

كل ما أتمناه من الله أن أجد عنده العوض؛ لأنَّ رفيق دربي والشاهد على معاناتي معهم هو الله.

أكتب إليك بحثًا عن أمل في أن أجد من يَسمعني، ويشاركني أحاسيسي، فهناك أوقاتٌ تَمُرُّ بي أشعر بأن جبلاً على صدري لا يتزحزح، وأسأل الله أن لا يمكنهن مني، وأن يبعدني عنهن.

وأتمنى من كل أم قد تقرأ رسالتي أن تَعدِل وتنتبه؛ لأنها مسؤولة أمام الله عن أبنائها وسنين عمرهم.

انتبهوا فلا تضيِّعوا رعاياكم، فلن يسامحوكم أبدا!!!
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
سطورك محملة بالألم والهموم عزيزتي، وقد لمست جراحك التي خلَّفتها حياتك منذ كنتِ طفلة، وكأنك بكلماتك أردتِنا أن نعيش معك ونرى حياتك كلها، بكل ما فيها من ألم!

لكني استطعتُ أيضًا أن أقرأ من بين السطور آمالاً ربَّما لم ترينها! استطعتُ أن أرى النور الذي تدفنه آلامُك وتغطيه، فلا ينتشر ولا يضيء عليك حياتَك رغم قوته!

بداية أخبرك أن قطار العمر حينما يمضي، يتنقل بنا في مراحل مختلفة ومشاعر متضاربة، قد تعلو وتهبط بنا في مزالق الحياة، لنحتضن حينًا آلامنا القديمة، التي تتفجر لتشعرنا أن كل ما مضى كان هباء!!

ومن هذه المراحل المرحلة التي تَمرِّين بها، فعمر الثلاثين مرحلة فارقة في حياتك، به تنضج أنوثَتُك، وتضج قلقًا من المجتمع الذي يدق ناقوس الخطر، ليشعر الفتاة أنْ لا أمل بزوج وسكن وبيت يحتويها، لتبدأ كقريناتها رحلة حياتها، لكني أهمس في أذنك أن تثقي بالله، وأن الزواج رزق كغيره من أشكال الرزق، لا يملك أحد في الدنيا منْعَه عنك لو أراده الله لك، وتذكري وعد الله {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، وقد لمست من استشارتك هذا النور بقولك: " طبعًا لا يمكن أن أدخل في علاقة غير محددة"، فرغم افتقادك للحُبِّ في بيتك، ورغْمَ الجفاف الذي تعانينه مع أهلك، لكنك لم تبحثي عن سراب علاقة تعوضين به! لو فخرت بِهذا لكفاك عزيزتي، فاحمدي الله الذي حماك ويسر لك أن تسلكي سبل العفة، لكن مهلاً، هلا تذكَّرتِ أن تحتسبي الأجر معه وتحتسبيه من التقوى؛ لينفذ وعد الله بالرزق الذي أنت بحاجة إليه، وثقي أنه سيأتيك من حيث لا تحتسبين.

أكثري معه من الاستغفار أيضًا، وتذكَّري وعد الله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12].

قد يتأخَّر الرزق، وقد يكون له شكل آخَرُ غَيْرُ ذلك الذي نتوقعه، لكنه آتٍ لا محالة بإذن الله ما دُمْنا نَحرص على التقوى، ونكثر الاستغفار ونستشعره.

وقد تتعسَّر الأمور، وتُغْلَقُ الأبوب، ليمتحننا الله، ويمتحن صبرنا على هذا البلاء، ولا أحسبك عزيزتي إلا انتبهت لهذا، وقد لمست هذا النور أيضًا في رسالتك بقولك: "أليس هذا ابتلاء من الله ويجب أن أصبر حتى يأتي الله بالفرج من عنده؟"، بلى هو ابتلاء بالتأكيد، وما حياتنا سوى ابتلاء، سواء كان بخير أم بشر؟ {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، فالحياة امتحان، سواء كانت امتحانًا بنعمة أو امتحانًا بضيق! فقد جعل الله لنا ما يعيننا على سلوك هذا الامتحان، فهو الذي قال: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2، 3].

فالله أعطانا من المنح والقدرة على الاختيار ما يمكِّننا من وُلُوجِه، وتبقى همتنا وجهدنا الذي يحدد درجتنا: هل نختار أن نكون في أعلى علِّيين، أم نَترك للتيار أن يُسيِّرنا، وصروف الحياة تتقاذفنا، فنخسر الدنيا والآخرة؟!

ولا أحسبك إلا مُجِدَّة متفوِّقة، استطعت أن تُثْبِتِي تفوُّقَك بِجدارة، برغم عدم دعم ومساعدة أهلك لك، وقد اجتزْتِ مراحل التعليم التي صعبتْ على غيرك، وتفوَّقت فيها، وتحملت المسؤولية منذ صغرك، فلم تضغطي على أهلك بطلباتك، وزهدت في الدنيا برغم طفولتك، وتركت ملذاتها خوفًا من أن تضغطي على والدك بالمصروف! بل شاركت بأعمال يدوية تساهمين بها في تحمُّل مسؤولية البيت؛ إذًا أنت شخصية مميزة، قادرة على تحمل المسؤولية والتفوق في أمور الدنيا، فكيف بك في الامتحان الحقيقي، الذي تتحدد به درجتك عند رب البشر؟! الذي لا يظلم عنده أحد، وأجره يفوق أي أجر، ومكافأته جنة عرضها السموات والأرض، أليست سلعة غالية، تستحق منا الصبر والتضحية؟

تعالَي إذًا لنعيد النظر في المشكلة، لكن من وجهة مختلفة، على اعتبار أنها امتحان عليك تجاوزه، فلنره مجددًا، لنرى كيف سنستطيع ذلك:
• تحدثتِ عن طفولة بائسة، كنت الصغيرة فيها، التي لا يبالي بها أحد، ولا ينتبه لوجودها أحد!
• تنازلتِ عن حقوقك ومتعك، لشعورك بالمسؤولية تجاه والدك وتجاه مصروف البيت، وصعب عليك الطلب، أو التعبير عن حاجاتك بأي شكل.
• كنت شخصية كتومة لا تعبر عن رفضها أو مشاعرها، وتكتفي بأن تتحمل بصمت وتعوضين بدراستك!
• لم تشعري بتقدير أهلك باستثناء والدك (الذي لم تخبرينا متى كانت وفاته، وكيف أثرت عليك؟) لتفوقك بالدراسة!
• شعرت برفض من أخواتك، لكونك تختلفين عنهن، فكنَّ يعيِّرنك بأمور كثيرة.
• حينما كبِرت وصرت شابة في عمر الزواج كان والدك قد توفي، وأمك حذرتك من التفكير في ارتباط لا قدرة لها على تكاليفه!
• حينما تخرجتِ لم تجدي العمل مباشرة، وعانيت لذلك.
• لم تثقي بشكلك ولا بنفسك وأنت مع أهلك، ثم رأيت غير ذلك بعيون من حولك!
• عدم زواجك إلى الآن، وتعليقات أخواتك وأمك على ذلك، وتعييرهنَّ لك بالعنوسة.
• علاقة سيئة مع والدتك الآن!! وأيضًا مع أخواتك، مشاعر سلبية وعلاقة متوترة!

هذا الامتحان إذًا وما الذي تَملكينه مقابله ليساعدك على اجتيازه؟
• تَملكين قوَّة إرادة ساعدتْك في كثير من أمورك، على تفوقك في الدراسة، وعلى صَبْرِك على عدم الزواج، ووضع حدٍّ بعدم التورط في علاقات ليست مضمونة، و...
• تملكين إيمانًا بأن الله معك مطلع عليك، وبالقدرة على الصبر واحتساب الأجر، وبالتأكيد ترغبين في الجنة وكل ما يوصل إليها من قول وعمل.
• تملكين شهادة جامعية، ووظيفة جيدة.
• يبدو أيضًا أنك تمتلكين الصحة والقوة في جسدك الحمد لله، فلا يظهر باستشارتك معاناتك من أمراض.
• تملكين حرية الاختيار بداخلك ككل حر، تستطيعين أن تختاري كيف ستتمين بقية حياتك.

عـزيزتي:
ركزي على ما تملكينه أنت، وانتقلي لموضع التأثير الذي تملكين التحكم فيه، ولا تقفي على المحطات المؤلمة في حياتك! اعتبريها صفحات قد طواها الزمن، تجاوزيها ولا تجعلي من الماضي عقبة في طريق مستقبلك.

أمك، أخواتك، ظروفك، شكلك... كلها أمور لا تملكين تغييرها، وإن كنت تملكين التصرف معها بطريقة تريحك.

فلْنبدأ بأمك؛ برغم كل القسوة التي تتحدثين عنها، إلا أنَّه يغفرُ لها كونها أمًّا، حملتك في بطنها تسعة شهور، وتكبدتْ آلام الوضع والولادة {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].

اتفقنا أنه امتحان، وأنك حريصة على الجنان، وتسعين لرضا الرحمن، وها هو الله يوصينا بالوالدين دون استثناء! فلم يستثنِ، لو كانت أمًّا قاسية أو لا تشعر بنا، في كل الأحوال أوصانا ببرها!

لماذا لا نبحث عن مبررات لما حصل مع أمك؛ لربما طبيعتك تختلف عنها، فلم تستطع فَهمك حينما كنت صغيرة، ووضعكن المادي كان صعبًا عليها أيضًا، لربما كانت تحاول لتؤمِّن إخوتك، وطبيعتهن المتطلبة جعلتها تشعر بهن أكثر! ثم وفاة والدك وطبيعتك جعلتها تقصر معك! كثير من الأمهات يغفلن عن مصادقة بناتهن برغم خطأ هذا، لكن لماذا لا تبادرين أنت بصداقتها؟ الموقف الذي ذكَرتِه كان منذ أكثر من عشرين سنة، فما هي محاولاتك بعده؟ وهل كنت تبادرين لكسب صداقتها، أم تكتفين بالانسحاب إلى دراستك؟

مهما كانت أمك قاسية فلا تجعلي من ذلك سببًا لعقوقها؛ بل اسعي لبرها واحتسبي الأجر عند الله بذلك، وتحملي مهما كانت قسوتها، واحتسبي ذلك من التقوى والبر، وبإذن الله ستجدين العوض من الله، ولو راحة نفسك.

وأخواتك، تجنبي تعليقاتهن قدْر استطاعتك، تذكَّري أنها مشكلتهن لو لم يعجبن بك أو بتفوقك! ليست مشكلتك أنت، فهن لا يملكن لك ضرًّا ولا نفعًا، ولو أردت الأفضل من هذا، فاسعي أنت للمبادرة معهن، وكسر التوتر الذي يتخلل علاقتكن، وتذكري أجر التسامح، فقد أوصى الله بالصفح: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 89]، وقال سبحانه وتعالي: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وقال عن صفة عباد الرحمن المؤمنين: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]، {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].

صدقيني ستلمسين الفرق حينما تصفو مشاعرك، ستلمسينه في راحتك، وفي علاقاتك، وفي توفيق الله لك.

فقد حثَّنا الله على الصفح، وعلَّمنا كيف يكون أيضًا بقوله: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

ركزي على ما تملكينه، وتذكَّري أنَّك كلَّما ركزت عليه قلَّ تركيزك على ما لا تملكين، وتحرري من المشاعر السلبية التي تقيدك عن الانطلاق، وتقيد المشاعر الإيجابية التي تجعلك ترين النور الذي في الحياة!

المهم، كوني قوية، عبِّري عن رأيك وعن حاجاتك بأدب، أعطي من حولك وبادري دون ضعف.

وتذكَّري أنَّ النفع والضَّرر من الله، لا يَملك أحد في الدنيا منعه، والرزق منه وحده، فاجعلي هدفك رضاه، وسلميه أمرك، وثقي به.

وفَّقك الله ويسَّر لك الخير في كل أمر، ننتظر أن تطمئنينا عن أخبارك، وأعتذر عن طول ردي.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير: (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: أنه بشر من رآه ومن رأى من رآه إلى ثلاثة أجيال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجنة لمن اتقى والنار لمن عصى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من منا ذاق حلاوة الإيمان؟ من منا يريد ثواب الآخرة؟(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • تفسير: (ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {ومن يهن الله فماله من مكرم}(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب