شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

هل أطلب الطلاق بسبب فقر زوجي رغم أنَّه يحسن مُعامَلَتي؟

أ. أروى الغلاييني

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/8/2008 ميلادي - 3/8/1429 هجري

الزيارات: 111088

السؤال:

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أول شيء: أتَمَنَّى ألاَّ يردَّ عليَّ أحد ردًّا جارحًا؛ لأني سأكتبُ كلَّ التَّفاصيل، ويشهد الله أنَّني لن أكذبَ في كلمة واحدة.

الآن أنا فتاة أبلُغ 30 عامًا ولديَّ 4 أطفال؛ من بينهم طفل مريض بالسُّكَّر – عافاه الله وإيَّاكم - وزوجي رجل حنون جدًّا، ويُحبُّني جدًّا جدًّا، وأنا أيضًا. الكل يقول: وأين المُشكلة؟؟

يا إخوان: الكثير تَكَلَّمَ عن البطالة وعن زوج الـ 1500 ، أنا رضيتُ بهذا الزَّوج، كان راتبُه 1200، تَزَوَّجتُه وقسمت الخبز معه وصبرت، استَمَرَّ زواجنا حتى الآن ولله الحمد 10 سنوات، رزقتُ فيها بولَدَين وبنتَين؛ ولكن بسبب ظروف المعيشة الصَّعبة اضطرَّ للاستدانة، ومن ثَمَّ طالَبَهُ أهل الدَّين بمبالغهم، ثَمَّ شَكَوه، وبسبب كثرة استدعائه قامَ بالتَّغَيُّب كثيرًا عن دوامه؛ بسبب خوفه منَ السجن وتَمَّ فصلُه بسبب كثرة الغياب.

أنا وأطفالي الـ4 لا ذنبَ لنا، يعلمُ الله أنَّنا نَنامُ في غُرفة واحدة في بيت مُتَهالكٍ مبنيٍّ منَ الحَجَر، وواللهِ ثُمَّ والله إنَّني لا أكذبُ، وعلى استعدادٍ تامٍّ بوصف منزلي للمُعَايَنة، مَنزلٌ مُتَهَالكٌ لا تسكنُهُ سوى الأفاعي؛ لأنَّه مبنيٌّ على جبل، وقديم أكثر من 40 عامًا، أكثر جدرانه مَبنيَّة بالحجر والصُّخور.

الآن ابني وابنتي الكبار أصبحوا يفهمون، صاروا يقولون: "ماما نبغي سريرًا!!".

بالله عليكم! كيف أُفَرِّق بينهم في المضاجع ونحن ننام في غرفة واحدة؟ ماذا أفعل؟ احترتُ، وساءت صحَّتي، فوق أنَّني أحملُ هَمَّ طفلٍ مريضٍ بالسُّكَّر، وحالات انخفاض السُّكَّر والتَّشَنُّج المُتَكَرِّر.

أحمل نظرة المجتمع الدُّونيَّة لي، وأنا لا أستطيعُ أن أستقبلَ أهلي كضيوفٍ في منزلي، أتَمَنَّى أن أنامَ على سريرٍ، وأتَنَعم بخصوصيَّة الزَّوجات من غرفة، ودولاب، وتسريحة، هل أتركه وأطلب الطَّلاق؟؟

ما ذنب أطفالي؟ ما ذنبهم؟

والله إنَّني لأشتاقُ للأطفال الصِّغار؛ ولكني كرهتُ الحمل بسبب ظروف زوجي، الآن زوجي لديه حكم بالسجن بسبب الديون؛ فهو فلا يخرج ولا يُقدِم على أيِّ وظيفة؛ حتَّى إنَّ ولدي الصغير - عمره 3 سنوات ونصف، لم نضمّه حتى الآن في دفتر العائلة؛ لأنَّه لا يستطيع أن يذهبَ إلى أيِّ دائرةٍ حُكُوميَّة.

أتمنَّى أن أجدَ النُّصح والحلول، فأنا فَكَّرتُ أن أعملَ في وظيفة؛ ولكن مَن يُوَظِّف حاملة الشَّهادة المُتَوَسِّطة، لا أريدُ مساعدة ولا صدقات ولا شيء.

أسألكم بالله مَن يستطيع توظيفي يوظفني لوجه الله.

لا فَرَّقَكم الله عن أولادكم يا رب.

مُلاحَظة:

هذه المُعَاناة قمتُ بنشرها في كثيرٍ منَ المَوَاقع؛ كي يصل صوتي للمسؤولين، وينظروا كيف حالنا، ولكن لا حياة لِمَن تُنَادي.

الجواب:

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكِ يا أم الأطفال في موقع الألوكة.

لعلَّ أجمل لَقَب هو الذي اخترته لنفسكِ: أم الأطفال، وهذا يدلُّ على نُقطتَين مُهمَّتَين جدًّا:

أولهما: شدَّة حبكِ لأطفالكِ؛ حيثُ إنَّك نسبتِ نفسكِ لهم.

والنُّقطة الثانية: التي هي طريقكِ بإذن الله للخلاص من فقر حالكِ هي: تَفَاؤُلكِ وإيجابيتكِ.

كان بإمكانكِ أن تُسَمِّي نفسكِ: (البائسة) أو (الفقيرة) أو (المُعدَمة) وغيرها منَ الألقاب التي يَتَسَمَّى بها الرِّجال والنِّساء، والتي تصلُنا للموقع إن حصلَتْ لهم ضائقةٌ أقل مِن ضائقتكِ؛ ولكنَّكِ امرأة إيجابيَّة ومُتَفائلة، وذات خلق كريم - كما يبدو من سُطُوركِ؛ كذلكَ على قَدْر منَ الذَّكاء، وقادرة على جَذب الآخرين لكِ.

هذه كلها عزيزتي - أم الأطفال - أوراقٌ رابحةٌ لتَعمَلي وتعيني زوجكِ على تجاوُز محنته، فهل فَكَّرتِ في ذلكَ؟ هل فَكَّرتِ أن تعمَلي أنتِ عملاً يناسب مُؤهلاتكِ؟

آمل تزويد موقع الألوكة بعنوانكِ لأَتَّصل بكِ ونَتَناقش في هذا الأمر.

هذه من ناحيتك.

الناحية الأخرى: طريقة تعامُل زوجكِ مع مشكلاته.

أعتقد أنَّك أكثر صلابةً وقُوَّة منه، أنتِ تُوَاجهين وتسعين وتبحثينَ، وهو يحاول لكنَّه إن فشلَ هرب منَ المُوَاجَهة، واتَّخَذَ السَّلبيَّة طريقًا له، وهذا السُّلوك نتائجه الوضع الذي وصلتم إليه، وسيكون أسوأ إن لم يُغَيِّر طريقته في حل مشاكله.

على زوجكِ يا أم الأطفال تطوير ذاته والاهتمام ببنائها، وهذا يحصل له بأرخص الأسعار (مسجلاً وشريطًا) للأساتذة كـ"مريد الكلاب"، "طارق السويدان"، "ميسرة طاهر" وغيرهم.

إنَّ الفقير عندما جاء الرَّسول - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يطلُب مالاً قال له: ((لأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلاً فَيَحْتَطِبَ بِهِ ثُمَّ يجيء فَيَضعه فِي السُّوقِ فَيَبِيعهُ، ثُمَّ يَسْتَغْنِي بِهِ فَيُنْفِقهُ عَلَى نَفْسِه خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أو مَنَعُوهُ)) رواه أحمد.

ولابدَّ أن يُرَكِّزَ زوجكِ على طريقة كسب العيش بما يرضي الله - جَلَّ وعلا - ويصر على ذلك بهمَّة عالية - (هذه أمورٌ تنبُع منَ الدَّاخل، أعينيه عليها بما لديكِ من إيجابيَّة وتفاؤُل) - إن فعل فهو ناجحٌ بإذن الله.

ولْيَحذر أن يُرَكِّزَ على طُرق الهروب من أصحاب الديون، (هو رَكَّزَ وصرف جهده بالهروب من ملاحقتهم ونجح بذلك، عليه أن يحوّلَ تفكيره إلى كيف يحصل على المال ليسدَّ احتياجات أسرته، وبعون الله سينجح بذلك).

ولعلك عرفتِ جوابِي؟

ابْقَيْ مع زوجكِ يا أم الأطفال، واعمَلي على تربيةِ أطفالكِ تربيةً صالحةً؛ ليكونوا صالحينَ مُصلحينَ، وعاملينَ، ومنتجينَ، ينهضون بالأمة الإسلاميَّة. وأنتِ قادرةٌ على ذلكَ - بإذن الله - ثمَّ بالحب الذي تحملينه لزوجكِ (فَرَّج الله عنه)، ولأطفالكِ رعاهم الله.

واللهَ أسألُ أن يكونوا قرَّة عين لكِ ولأبيهم، ويكبروا متذكرينَ ماضيهم الذي اشتكوا فيه من الفقر الشديد، فيكون ذلك دافعًا لهم لِيساعدوا الفقراء ويعينوهم على كسب عيشهم: بإنشاء المصانع والمدارس لهم، وليسَ بالتَّصَدُّق عليهم فقط ببضع دراهم.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة