التقلبات المزاجية لدى الزوج .. وأعراض الفصام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو منكم الاطِّلاع على حالة زوجي وتقييمها:

عرفتُ أنه منذ سنِّ الرشد مُكتَئِبٌ وغيرُ سعيد، كان مسافرًا لدولةٍ عربيةٍ وكان يُعاني مِن مضايقة زملائه في المدرسة مع التضييق عليه، ثم انتقل إلى بلدٍ آخر ووجد الانفتاح، فانْحَرَف وتغيرتْ حياته، وكان يسهر طوال الليل في المقاهي والسينما، ثم أصيب بالاكتئاب لدرجة الانتحارِ، فذهب للطبيب وأخذ أدوية اكتئاب وذهان! وقد مرَّت به عدة مشكلات نفسية، ثم قطَع الدواء - هذا على حدِّ كلام إخوته.

بعد الزواج لاحظتُ عليه عدم الانبساط، والتأتأة في الكلام، وعدم التحدُّث كثيرًا، وكان يُلَبِّي كل طلباتي، وأخبرني أنه مُكْتَئِبٌ، ولا يستمتع بشيءٍ، ويتخذ القرارات بصعوبة!

تطوَّر الحالُ معه، وأصبح يشعُر بأنه مُراقَبٌ، ويُغلق الستائر، ويخاف كثيرًا، ويخفض صوته، استمرَّ هكذا إلى أن أنجَبتُ أول أطفالي، فأصَرَّ ألا أَلِد في المستشفى!

بعد ولادتي جاء الأهلُ لزيارتي؛ فاعتبر أن هذا إهانة له، ثم أصبح ساكنًا لا يتكلَّم ولا يأكل، ويمشي ذهابًا وإيابًا ويصطدم بما أمامه، ويُمَزِّق أوراق العمل!

أخذناه إلى المستشفى، وأجروا له ثلاث صدمات كهربائية، واشترط عليه الطبيبُ أخْذَ العلاج، لكنه قَطَعَهُ مِن نفسه! وبعد أُسبوعين تغيَّر تمامًا، ولم يَعُدِ الشخص الذي عرفتُه، لم يعدْ يخاف، وأصبح يتكلَّم بطلاقةٍ، مع ظهور عدوانية شديدةٍ تجاهنا، وترَك العمل!

مرتْ عليه أيام كان يشتم فيها بألفاظ قبيحةٍ جدًّا، مع أنه لم يقلْ ذلك من قبلُ، كذلك قطَع الصلاة، وأصبح يسهر طوال الليل على الإنترنت، مع أنه كان يتجنَّبه!

لم يَعُدْ يَثِق بي مُطلقًا، ويتهمني كل يومٍ بإتلاف أجهزة المنزل وملابسِه، ولا يُؤمنني على طفلتنا، حتى إنه بدأ يتحكَّم في كلِّ شيءٍ، ومَن يتخطَّى ويعبث في أشيائه يُعاقبُه! وبدأ يفرض رأيه على كلِّ شيء، لا يعتد بي ولا برأيي، ويقول: إني مُسرفة، وأصبح بخيلًا!

الآن أُحاوِل إقناعه بالعلاج، لكنه يرفُض تمامًا، ويقول: أنا سليم ولستُ مريضًا!

فمِمَّ يُعاني؟ وكيف أتعامل معه؟