• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات الجنسية والعاطفية
علامة باركود

زوجي لا يعرف للادخار طريقًا

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/11/2012 ميلادي - 22/12/1433 هجري

الزيارات: 12850

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حيَّاكم الله، أنا فتاةٌ متزوجةٌ منذ عامين مِن شابٍّ في نهاية العشرينيات مِن عمرِه، خَلُوق، ومهذَّب، ومتديِّن، كما أنه شديد البِرِّ بأهلِه وأهلي، ورحيم وودود بي، أحبُّه ويحبني، كثير الصدقات، كريم، به كلُّ الصفات الطيبة، لكني أخاف أن تؤرِّق المادياتُ حياتَنا؛ فحياتنا - بفضل الله - مُستقرَّة، يملَؤُها الحبُّ والاحترامُ، ولكن لدينا ابتلاءٌ صغيرٌ يؤرِّقنا، وهو أننا حين تزوَّجنا كان زوجي مستدينًا بـ 20 ألف جنيه؛ فأعطيتُه ذهبي ليبيعَه ويُسدِّد دَيْنه، حتى قَلَّ المبلغ إلى النصف.

زادتْ المشكلة بعد ذلك لأكثر مِن نصف الدَّيْن؛ وذلك لأنه لا يعرف الادِّخار، ويريد أن يشتريَ كلَّ شيء، ويفعلَ كلَّ شيء، وأنا أنصحه دائمًا بأن يقلِّل مِن نفقاته الشهريَّة، كما أُقَدِّم له التضحيات المادِّيَّة كثيرًا وأبخل على نفس!

إذا أراد أن نأكلَ في مطعمٍ خارج البيت أرفُض؛ لأني أعلم الأحوال المادِّيَّة، فيغضب مني، والسبب أني أحْمِل هَمَّ أول الشهر وآخره! فمِن أين سنُسدِّد الديون التي علينا؟

يريدني دائمًا أن أُجَدِّد في ملبسي ومكياجي، ولا أجد ما أشتري به ذلك؛ فيقول: أريد التعدُّد؛ ليُسَاعِده ذلك على غضِّ البصر، ثم يرجع ويقول: سأشتري لك المزيد مِن الملابس لتجدِّدي لي ولأغض بصري.

 

المشكلة الأكبر أنه لا يساعدني في ضبط ميزانية البيت، وإذا حدَّثْتُه فيها تثاءَب ونام، أفيدوني - رحمكم الله - ماذا أفعل؟

 

الجواب:

بسم الله الموفِّق للصواب

وهو المستعان

 

تُفَكِّرُ فِي نُقْصَانِ مَالِكَ دَائِمًا
وَتَغْفُلُ عَنْ نُقْصَانِ دِينِكَ وَالْعُمْرِ
وَيَثْنِيكَ خَوْفُ الْفَقْرِ عَنْ كُلِّ بُغْيَةٍ
وَخَوْفُكَ حَالَ الْفَقْرِ شَيْءٌ مِنَ الْفَقْرِ

الحكم بن أبي الصلت.

 

أيتها العزيزة، للشجرةِ آفاتٌ تقطعها عنِ النمو وحَمْل الثمر، وحين نشرع في علاجِها لا نضيع الوقت في تشذيب الجذوع والأغصان الذابلة قبْلَ أن ننظرَ في قلب الشجرة وأصْلِ نموِّها، ونفتِّش في جذورها العميقةِ، وتُرْبَتها التي تغذِّيها، والمياه التي تَسقِيها؛ لأننا متى ما عالَجْنا الجذورَ التالفةَ، والتربةَ الملوَّثةَ، والمياه الرديئةَ؛ أمكن وقتئذٍ التخلُّصُ مِنَ الورق المصفرِّ، والأغصان والثمر الظاهر للعيان، ومن ثَمَّ إعادة الخضرة والقوة والحياة لتلك الأشجار.

والمشكلةُ النفسية أو الاجتماعية كحالِ تلك الأشجار، وبنفس الطريقة ينبغي لنا أنْ نتعامَل معها حين نشرع في علاجِها - أن نبحثَ أولًا في أعماق المشكلة، قبْلَ الانخداع بظاهِرِها، وأعماقُ المشكلات الزوجية هي الأمور الجنسية والعاطفية التي نخجل عادةً مِنَ الكلام عليها؛ لا لأنَّ الأمر معيبٌ حقًّا، أو مخجل جدًّا، أو مُحَرَّم شرعًا، ولكن لأن العقلَ الجمعي في المجتمعات المُسلِمة قد اعتاد على إظهار البحث في المشكلات الجنسية، على أنه ليس مِن العادات والتقاليد.

نستريح دائمًا إلى العاداتِ والتقاليدِ ضيِّقة الأُفُق، رغم أن الشرع الحنيف - ممثَّلًا في القرآن المجيد والحديث النبوي - يتَّسع لاحتِضان مختلف القضايا، بما فيها القضايا الجنسية، بلغةٍ ساحرة، غاية في البلاغة والجمال، والتهذيب والإفهام، والكلام حول ذلك يطول، وليس هذا موضعه.

والحياةُ الزوجية سَلِسَلةٌ مترابطة، وحلُّ مشكلاتها لا يتمُّ بفَصْل الأجزاء عن بعضها، ولذلك أجد مِنَ المؤسف حقًّا أن يتجاوزَ المستشار المتخصِّص النظر إلى الجوانب العميقة في المشكلات الزوجيةِ، مُكتفيًا بحلِّ المشكلات كما يكتبها المستشيرُ، فتبقى المشكلاتُ كما هي؛ لأن الجذرَ المتأثر لم يُعَالَجْ بعدُ.

كلاكما - أنتِ وزوجكِ - يبحث عنْ حلٍّ ناجعٍ للمشكلة التي تؤرِّق عينيه، ولكن كل واحدٍ منكما يفكِّر في حلٍّ لمشكلةٍ مختلفة عن التي يُفَكِّر فيها الآخرُ! فأما مشكلتكِ أنتِ، فسدادُ الدين، وكيفية الادخار؛ لذلك كتبتِ إلينا تسألين عنْ حلِّها، أمَّا مشكلةُ زوجكِ فيؤسفني أن أقولَ لك: إنها أنتِ! فأنتِ لا تجدِّدين مِن نفسكِ، ولا تَلبَسِين ما يجعل زوجكِ قريرَ العين بحُسْنِكِ! ولكونها مشكلة مقلقة عند زوجكِ، نجده يضع لها بعض الحلول الممكنة: "التعدُّد، شراء ملابس إغراء،... إلخ! ألستِ تقولين: "يُرِيد دائمًا التجديد في الملبس والمكياج، ولا أجد ما أشتري به ذلك، فيفتح معي موضوع التعدُّد؛ ليساعده على غضِّ البصر، وأنه بزواجه سيرزقه اللهُ، ثم يرجع ويقول: سأشتري لك المزيد من الملابس لتجدِّدي لي؛ لأغض البصر"؟!

وإذًا إن أردتِ - أيتها العزيزة - التماسَ حلٍّ جذري لمشكلتكِ، فابدئي بعلاج هذه النقطة التي تَشغَل تفكير زوجكِ؛ ليتمكَّن مِن التركيز معكِ في حلِّ المشكلات الماديَّة! وتأكَّدي أنه متى تلمَّس فيكِ بعض التغيير والاستجابة التي يُريدها منكِ، فكلُّ ما تريدينه منه سيكون مُستجابًا، وسيكون مُتعاونًا معكِ بإذن المولى - عز وجل.

وعلى أني أتفقُ معكِ على أهميَّة الادِّخار والاحتياط، وحُسن تدبير المعاش، وحفظ ما في اليد، بَيْدَ أني لا أؤيِّد ألبتة طريقتكِ في التعامل مع هذه المشكلة، ادَّخري، لكن ليس إلى الدرجة التي تمنعين فيها نفسكِ من الذهاب مع زوجكِ لقضاء سهرةٍ حميمة خارج المنزل؛ حرصًا على ادِّخار المال! فمثلُ هذا لا يسمى ادخارًا، بل تقصيرًا في حقِّ الزوج، وقتلًا لروح البهجة والسعادة والمُتعة!

وإذا ظلَّ تفكيركِ محصورًا في المال والادِّخار؛ فَسَتَتَسبَّبين حتمًا في وُجود ضرَّة في حياتكِ! فشخصيةُ زوجكِ، وطبيعة اهتماماته، ومؤشرات عديدة في استشارتكِ توحي باحتمالية زواجه بأخرى! فناشدتكِ بالله أن تُعِيدي النظر في المشكلة من عيني زوجكِ، وأن تفكِّري في أولويات زوجكِ واهتماماته، قبل أن ترغميه على التفكير بأمور ثانوية لديه! فلو أنَّ الادخار مما يهتم به زوجكِ ما كنتِ ترينه يتثاءَب كلما فتحتِ الموضوع للنقاش، ثم يدعكِ وينام!

من الواضح جدًّا أن زوجكِ الكريم عُرْضَة لفتنٍ أكبر مِن قدرته على مدافعتِها، ربما في مقرِّ عمله، أو في الأماكن التي يوجَد فيها، أو حتى عن طريق الإنترنت والتلفاز، فحافظي على إعفاف زوجكِ؛ كي لا تطمحَ نفسُه إلى غيركِ، قبل حرصكِ على سداد دَيْنه، فإن مَن يسَّر لكما سداد أكثر مِن نصف الدين في مدة قصيرة ييسِّر بقدرته - تعالى - سداد الباقي.

أحسب أنني خيَّبتُ أملكِ؛ إذ تجدينني أركِّز معكِ على الجوانب العاطفية والجنسية، بينما تريدين حلًّا لمشكلةٍ ماديَّة، ولكني أريدكِ أن تُفَكِّري من زاوية تختلف عما اعتدتِ النظر إلى مشكلتكِ من خلالها.

سلي نفسك: هل يُعْقَل أن يفكِّر الرجل في التعدد بعد مرور مدة يسيرة مِن عمر زواجٍ تصفينه أنتِ بأنه مستقرٌّ وسعيد؟! وهل يُعْقَل أن يفكِّر الرجلُ في التعدد وعليه دَيْن يمنعه مِن التمتع بماله؟! وفوق ذلك مُرتَبِط بسداد دَيْن آخر؟!

سامحيني حيث أقول: لولا هذا الدَّيْن لتزوَّج زوجكِ منذ وقت! ولكن قلة ذات اليد تمنعه مِن ذلك؛ لذلك استبدل بالتعدد ابتياعَ ملابس جديدة للإغراء! وصدق الله: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[البقرة: 216]

التعدد حقٌّ شرعي لكلِّ مسلمٍ، لكن لا يلجأ إليه الرجالُ هذه الأيام إلا لوُجُود خَلَلٍ في علاقاتهم بزوجاتهم - ليس على الدوام، وإنما هذا هو الغالب في مُعظم حالات التعدُّد - وزوجكِ إذا تزوَّج بأخرى فلسببٍ واضح جدًّا، فلقد أخبركِ بنفسه: "ليساعده على غضِّ البصر"! وإذا كانت امرأة غيركِ ستساعده على غضِّ بصره عن الحرام، فما دوركِ أنتِ في حياته؟! مجرد حصالة لحِفْظ النقود؟!

إنَّ إهمال زينتكِ في زمنٍ كهذا جريمةٌ لا تُغتفر! ألا ترين فِتَن النساء من حولك؟! أم لأن زوجكِ رجلٌ متدين يعني ذلك أن الله - تعالى - سيَعصِمه، فلا يُفتن؟!

يقول الله - تبارك وتعالى - على لسان الكريم يوسف الصديق - عليه السلام -: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف : 33]، يقول ذلك - صلوات الله وسلامه عليه - وهو نبيٌّ معصوم، فكيف بحال زوجكِ؟!

إن زوجَكِ شابٌّ في نهاية العشرينيات، ولا يؤمَن عليه أن يرى في عمله أو في طريقه ما يحرك شهوته فيُفتن، ولذلك لما سُئِل الحسن البصريُّ - رحمه الله - عن القُبْلَة للصائم؟ قال: "إني أخاف عليك غرب الشباب"؛ أي: حدته!

ومن اللطائف التي قرأتها في "لسان العرب" لابن منظور مادة (غسل)، عند ذكر حديث: ((مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر))؛ أخرجه أبو داود، وأحمد، والنسائي، وابن ماجه - قول القتيبي في شرح الحديث: (أكثر الناس يذهبون إلى أن معنى غسَّل أي: جامع أهله قبل خروجه للصلاة؛ لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق، لأنه لا يؤمَن عليه أن يرى في طريقه ما يشغل قلبه، قال: ويذهب آخرون إلى أن معنى قوله: ((غسَّل)) توضأ للصلاة، فغسل جوارح الوضوء، وثقِّل لأنه أراد غَسْلًا بعد غَسْل؛ لأنه إذا أسبغ الوضوء غَسَل كل عضو ثلاث مرات، ثم اغتسل بعد ذلك غسل الجمعة؛ قال الأزهري: ورواه بعضهم مخففًا ((مَن غَسَل))، بالتخفيف، وكأنه الصواب من قولك: غَسَل الرجل امرأته، وغسَّلها إذا جامعها؛ ومثله: فَحْل غُسْلة إذا أكثر طَرْقَها وهي لا تحمل؛ قال ابن الأثير: "يقال: غسل الرجل امرأته، بالتشديد والتخفيف، إذا جامعها"، وقيل: أراد غسل غيره واغتسل هو؛ لأنه إذا جامع زوجته أحوجها إلى الغسل".

أذكِّركِ أن الحديث عن يوم الجمعة، وليس ثمة امرأةٌ في الطريق إلا ما ندر! فكيف بمَن تُحِيط به الفِتَنُ مِن كل جانب؟! ثم إن وجود النساء اليوم لم يَعُد في الخارج وحسب، بل هن معنا في بيوتنا: في التلفاز، والإنترنت، والجوالات، والمجلات! ورجالنا يتابعون أخبار العالم مِن قنوات تظهر فيها النساء بكامل زينتهن وتبرجهن، فتشغلهم الواحدة منهن بالنظر إليها عن النظر إلى مشاهد القتل والدمار لحسنها! فمَن نلوم؟! "تعدَّدت البلوى على فردٍ واحدٍ"!

لقد تزوجكِ زوجُكِ وعليه دَيْنٌ مقدارُه عشرون ألف جنيه! أليس بمقدوره الآن أن يتزوَّج بأخرى ودَيْنه نصف ذلك؟! فلا تغترِّي بشيمته وأخلاقه وتحمله لتقصيركِ في تسكين جمرته، فلسوف ينفد صبره يومًا إذا ألحتْ عليه شهوته، ولم يجد لديكِ ما يشتفي به منها!

لقد تزوَّجكِ زوجكِ رغم هذا الدَّيْن الثقيل؛ لأنه يعرف مِن نفسه مدى إلحاح حاجته إلى الزواج! وهو يؤمن أن الله مطَّلع على نيتِه في الإحصان، فوفَّقه في الزواج رغم الدَّيْن، ومع ذلك لم يجدْ عندكِ ما يحقِّق لديه الإشباع الكامل، بل الحرص المبالغ فيه على الادِّخار، وادخارُ المال ليس عذرًا كي تهملي زينتكِ، والتجديدَ في ملبسكِ، فالأمورُ التي يُمكن بها جذبُ الزوج ليستْ مكلِّفة على الدوام، وكنتُ قد ذكرتُ أهمية التجدُّد في الحياة الزوجية في استشارة: "الحوار مفقود بيني وبين زوجي" ، فانظري فيها، فلقد ذكرتُها لزوجةٍ لم تذكرْ لي أن زوجها يطلب منها التجديد، فأنتِ أولى منها بالأخْذِ بما فيها، مِن حيث يصرح زوجكِ بأنه يريدكِ أن تجدِّدي في نفسكِ لتساعديه على غضِّ بصرِه! فأعيني هذا الرجل، ولا تُعِيني الشيطان عليه، لا تكوني سببًا في إيقاع زوجكِ في الخطيئة!

أعلم أنني تسبَّبت في إيلامكِ، لكنه أَلَمٌ ينفعكِ، وسيشفى في الغد أو بعد غدٍ، فأنا في أول الأمر وآخره لا أعني لكِ شيئًا، أما الألمُ الذي ستجدينه عقب زواج زوجكِ بأخرى فلن يشفى! خاصة أنكِ تحبِّينه وتقدِّمين له الكثير مِنَ التضحيات المادِّيَّة و" وتبخلين بالمال على نفسك"! وهنا يكمُن خطؤكِ؛ فنوع التضحية ينبغي أن يتلاءَم مع حاجة مَن نضحِّي مِن أجله، وهذه التضحيات المادِّيَّةُ التي تشكرين وتثابين عليها - بإذن الله تعالى؛ ﴿ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ﴾ [آل عمران : 115] - هي تضحيات مقدَّرة عند زوجكِ، لا ريبَ في ذلك، لكنها ليستْ مما يريده منكِ، فالمال - أيتها العزيزة - يجيء مرةً ويذهب أخرى، ومنَ السهل أن يَستَدِين المالَ لضرورة من أهله أو أهلكِ أو أحد أصدقائه، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يطلبه مِن أحد سواكِ هو المتعة الجنسية، وهو الشيء الذي يفتقده معكِ؛ بسبب حياة التقشُّف التي تعيشينها مِن أجلِه!

زوجكِ في الحقيقة لا يريد امرأةً اقتصادية مُدبِّرة للمال، بقدر ما يريد امرأة مثيرة ومغرية! والحقُّ أن معظم الرجال يريدون ذلك! لكنهم لا يعبِّرون عن هذه الرغبة بوضوحٍ، ما يدفعهم في نهاية الأمر إما إلى التعدُّد، أو الطلاق، أو الخيانة! وعلى أنها رغبة غير مشروحة في أكثر الأوقات، إلا أن زوجكِ قد وضَّحها لكِ بمنتهى الصراحة والوضوح، ولستُ أفهم حتى الآن ما الذي لا تفهمينه؟! هل تنتظرين أن يتزوَّج حتى تفهمي ما يُريده زوجُكِ؟!

أرجوكِ الْتَفِتي إلى رغبات زوجكِ واهتماماته؛ فالنساءُ الفاتنات يُحِطْنَ به، وهو شابٌّ خَلوقٌ كريمٌ، يتحلَّى بكل الصفات التي تتمنَّاها أيُّ امرأة، والشيطان متربِّص بكما، يخوفكِ أنتِ مِن الدَّيْن، ويُغرِي زوجكِ بالنساء؛ ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة : 268]؛ فلا تُفسِدي على نفسكِ مِن حيث تظنين أنكِ تريدين الخير لزوجكِ وبيتكِ!

أخرجي نقودكِ، وابتاعي ملابسَ جديدة تُعجِب زوجكِ، لا أقول ابتاعي هذا واتركي هذا؛ فذوقُ زوجكِ هو المحك، "وللناس فيما يَعشَقُون مذاهبُ"، فانظري مذهب زوجكِ في الجمال واتَّبعيه، واقتني أدوات زينة؛ لإبداء زينتكِ أمامه، وتطيبي بأعبق الطِّيب؛ فعن مالك بن عوف قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قشف الهيئة، قال: ((هل لكَ من مال؟))، قلتُ: نعم، قال: ((إذا آتاكَ الله مالًا، فليُرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته))؛ رواه ابن حبَّان، وفي حديث آخر: ((إذا آتاك الله مالًا، فليُرَ عليك؛ فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنًا، ولا يحب البؤس ولا التباؤس))؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"، وأبو نُعَيْم في "الحلية".

واعتني بنظافتكِ الشخصية، ونزع فضالة الشعر مِن جسدكِ، وتطييب رائحة فمكِ وأرفاعكِ –والأرفاع في "لسان العرب" (المغابن من الآباط، وأصول الفخذين، والحوالب، وغيرها من مطاوي الأعضاء، وما يجتمع فيه الوَسَخ والعرَق) - وأمتعي زوجكِ بكِ، فهذا حقُّه الشرعيُّ وواجبكِ نحوه.

أمَّا الادِّخار فمقدورٌ عليه - بإذن الله تعالى - وأهم ما فيه البَدْء بسداد الدَّيْن، وأهم ما في السداد النِّيَّة الصادقة بإرجاع الأموال لأصحابها؛ ففي "صحيح البخاري": ((مَن أخذ أموال الناس يُرِيد أداءها أدَّى الله عنه، ومَن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله))، ولابن ماجه، وابن حبان، والحاكم من حديث ميمونة: ((ما من مسلم يُدَان دَيْنًا يعلم الله أنه يُرِيد أداءه إلا أدَّاه الله عنه في الدُّنيا)).

ثم اتباع الطريقة التي تتبعها المصارف عادةً مع أصحاب القروض للوفاء بسداد قروضهم، وهي طريقة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة:

1- تحديد سقف القرض.

2- تحديد مدة زمنية لسداد القرض.

3- تحديد قسط شهري مِن الراتب الأساسي.

فإذا أردنا تطبيق ذلك على وضعكِ، فسوف يكون الأمر على النحو التالي: (لم تذكري راتب زوجكِ، فوضعتُ رقْمًا على سبيل المثال).

سقف القرض: 12 ألف جنيه.

الراتب: 2000 جنيه.

المدة الزمنية لسداد القرض: سنتان.

القسط الشهري: 500 جنيه.

مع الالتزام بعدم المساس بالمبلغ المستقطع للسداد، مهما بلغت الحاجةُ إليه، فإن لم تأمني على المال في بيتكِ، فاحفظيه عند أبيكِ، أو في حساب مصرفي، فبهذه الطريقة - مع صدق النية بالسداد - سينتهي همُّ الدَّيْن في المدة التي تحدِّدانها أنتِ وزوجكِ بإذن الله - عز وجل.

ثم أحسني التدبير في المعاش بما يتناسَب ونفقةَ البيت ولوازمه الضرورية والأساسية، على أن تستقطعي جزءًا من باقي الراتب لزينتكِ، وجزءًا للطوارئ، وجزءًا يتصرَّف فيه زوجكِ بحريته، فإن فضلتْ فضلة فادَّخريها، وعسى الله أن يُدِيم عليكما الألفة والمودة والرحمة وأنتما في رفاهة مِنَ العيش، آمين.

 

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وسع ربنا كل شيء علمًا، وهو العليم الخبير





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أمي ترفض إعانتي المادية لزوجي
  • زوجتي مسرفة في المال ولا تدخر للأزمات

مختارات من الشبكة

  • أهل زوجي يريدون تزويج زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يريد شراء منزل لأخته(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يضربني ويهينني - هل زوجي مريض نفسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أهل زوجي يسبونني(استشارة - الاستشارات)
  • أخت زوجي طردتني.. فهل أعود؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أغير زوجي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشكلة بسبب أهل زوجي (1)(استشارة - الاستشارات)
  • ابن طليقة زوجي يؤذيني وزوجي لا يفعل شيئا(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يهتم بزوجته الثالثة أكثر مني(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي وزوجته الأولى(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب