• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

غياب شخصيتي مع زوجتي

أ. شروق الجبوري

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/3/2012 ميلادي - 10/4/1433 هجري

الزيارات: 30139

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد الخلق والمُرسَلين محمَّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبِه أجمعين، السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: أرجو من الله تعالى أنْ لا أكون عبئًا ثقيلاً على حَضراتكم، كما أرجو منكم أن تتكرَّموا عليَّ بالنُّصح والمشورة، وأنتم - إن شاء الله - أهلٌ لذلك.

 

أنا رجل متزوِّج، ولي طفلان، ولله الحمد والفَضْل، تزوجْتُ منذ مدة كبيرة، ومررتُ بمشاكل كثيرة قبل الزواج؛ منها رفض أهلها بسبب إصابتي بمرضٍ ما، والحمد لله شُفيت منه، وكدت أترك هذا الزواج، ولكن تدخل العقلاء الذين قَرَّروا إتمام الزَّواج لِوَضْع حدٍّ لكل تلك المشاكِل، على الرغم من عدم مُوافقة أمِّها التي قَبِلَت على مضَض في نهاية الأمر.

استمرَّت علاقتي بزوجتي ضعيفةً في السَّنة الأولى من زواجنا، ولكن بعد ولادة طفلي الأوَّل، بدأتُ أنا أتغيَّر من جانبي، وصرتُ أشغل نفسي مع طفلي وعملي وبيتي، رغم أن المشاكل لَم تنتَهِ، والنِّقاشات الطويلة، والصَّوت العالي من جانبها، ولكنِّي كنتُ أحاول أنْ لا أرُدَّ على كلامها عندما تنفَعِل، وتتجاوز عليَّ بالألفاظ، وأحيانًا برمْي الأشياء عليَّ، واستمرَّ الحال كذلك حتَّى ولادة الطِّفل الثاني، والله يَعْلم كم كنت حريصًا (وحتَّى الآن) على عدم تأثُّر الطِّفلين بِمُناوشاتنا ومشاكلنا، وكنتُ أحاول أن أُهدِّئها قدر الإمكان، رغم تطاولها عليَّ وتَجاوزها حتَّى على رجولتي أحيانًا، وكانت تسبُّ أهلي!

كانت (المعركة) بيننا تأخذ ساعتين أو حتَّى ثلاث ساعات من الوقت، حتَّى تهدأ هي، وكنت أنا الذي يُبادر بِمُصالحتها والتَّخفيف عنها، وكنتُ أنصَحُها أكثر من مرَّة، وأقول لها: لا يَليق بكِ أن تَفْعلي وتتَجاوزي وتتَطاولي وتَصْرخي، ويعلو صوتُك؛ لِيَصل إلى الجيران هكذا، وخصوصًا أنَّك من عائلةٍ محترمة ومثقَّفة وأصحاب شهادات.

كانت تنصت لي في هذا الأمر، وتمرُّ مدَّة من الزمن لا يَحْدث بيننا (معارك) كلاميَّة، ولكن ما إن تمضي مدَّة حتَّى تعود لفِعْل ذلك ولأيِّ سبب كان؛ كبيرًا أو صغيرًا، وخاصة بعد أن أصبحَتْ هنالك مشاكل بينها وبين أهلي؛ بسبب أختي التي أحدثَت المشاكل بيننا، ومع الأسف وقَف أهلي بجانب أُختي على الرَّغم من معرفتِهم بأنَّها على خطأ.

ولكن هذا الأمر انعكس عليَّ أنا، حيث صارَتْ زوجتي تفرغ ضيقَها وغضبَها من أهلي علي، وكانت في كلِّ مرَّة يَحْدث شيءٌ أو يَنْفتح موضوعٌ جديد، تقوم بِسَرد ومُراجعة المواضيع السَّابقة، وتكبر المشكلة بيننا، ويكثر الكلام والصُّراخ منها، والطِّفلان هما الضَّحية فكانا يبكيانِ عند سماعهما لصراخها، وورؤيتهما لتكسيرها الأشياء، ولكنَّهما كانا يلجأان إلَيَّ ويبكيان في حضني؛ ليَمْنعاني ألاَّ أقوم بأيِّ ردِ فِعل، وأحاول أن أُحافظ على هدوئي وأعصابي؛ خوفًا عليهما، مع العلم بأنِّي أستطيع أن أضرِبَها وأطرُدَها، ولكنِّي كنت أتحمَّل من أجل الطفلَين، وكنت دائمًا أقول لها: لا تفعلي ذلك أمامَهما، ولا تكسري قلبَيْهما، ولكنَّها لا تستجيب لقولي.

فأثَّر ذلك على نفْسِيَّتِي كثيرًا لعدم صُدور أي ردِّ فعل منِّي كرَجُل تجاه ما تفعله، وما تتفوَّه به من كلماتٍ تجاهي، وتجاه أهلي أحيانًا، ولا أقول بأنني لَم أَكُن أحيانًا سببًا في حدوث المشكلة، ولكن أقول: هل مِن حَقِّها أن يكون لها ردُّ الفعل مهما كان نوعُه وشكله؛ مِن تَجاوُز بالألفاظ، وتكسير الأشياء، حتَّى إنَّها أثناء المشاكل كانت أحيانًا تُعيِّرني بأنَّها قَبِلَت بي وأنا مريض!

أسألكم بالله تعالى، هل يحِقُّ لها كرَدِّ فعل منها أن تتفوَّه بكلماتها السيئة وتكسر المنزل، وتقلب البيت إلى جحيم؟ هذا الأمر ولِتَكراره مرَّات ومراتٍ طوال هذه السنين ولَّدَ عندي نفسيَّة ضعيفة، وصِرْت أحسُّ بأنِّي لا أحترم ذاتي، وأشعر بالإهانة كثيرًا أمام نفسي، وصرتُ لا أحسُّ بالأشياء، ولا بطعم الحياة، ونتيجةً لذلك صرتُ أفرِّغ، وأوجِّه مشاعري تجاه طفليَّ الاثنين بدون أي شعورٍ بالعاطفة تجاههما، إلاَّ شعور الشَّفقة عليها، حتَّى كنتُ في كثيرٍ من المرَّات لا أستطيع الاقتراب منها؛ لِمجرَّد أن أذكر المشاهد المخيفة التي كانت تَحْدث أمام الطَّفلين، وأصبح كلُّ واحد منَّا يُلقي اللَّوم على الآخر فيما حدَث ويَحْدث، بصراحة كان التَّفاهم بيننا صعبًا، وكنَّا لا نتَّفِق حتَّى على أبسط الأشياء وأتفَهِها إلا بعد جدالٍ ونقاش طويل.

قبل شهور قليلة جاءها عمل في دولة أوروبية، فقررت السفر، وأنهت الإجراءات، وجهزت أوراق الطفلين لنقلهما في مدارس هناك، بالرغم من أنَّ هذا الأمر فيه تأثير عليَّ من حيث وظيفتي وعمَلِي في بلدي؛ حيث يستلزم الأمر منِّي أن أؤجِّل وظيفتي لمدَّة أربع سنوات؛ من أجل مُرافقتِها والطِّفلين، فالأمر محيِّر؛ فلا أستطيع تَرْك عَمَلي لأنِّي قضيتُ فيه مدة طويلة، ولديَّ عمل ثانٍ أقوم به في البيت، وهو ترجمة البُحوث؛ مِمَّا يُدِرُّ علينا دخلاً إضافيًّا، والحمد لله.

بالفعل سافرتُ معها وأخبرتها أنَّ سفري معها مؤقَّت، وسأرجع بمجرَّد الاطمِئْنان على الأطفال، وتسجيلهم بالمدرسة؛ لأنِّي لا أستطيع أن آخُذ إجازة طويلة، وأنَّ الموضوع قد حصل بسرعةٍ بدون أيَّة ترتيبات مسبقة، وخصوصًا في ظلِّ عدم التَّفاهم بيننا وعدم الاتِّفاق، أقمتُ هناك معهم لمدَّة خمسين يومًا تقريبًا، ورجعت بعد أن رتَّبتُ وضع الأطفال هناك، حيث كنتُ أرعاهما من الصَّباح حتَّى تعود هي من عمَلِها عصرًا، كما كنتُ أفعل ذلك عندما كانا معي في بلدي؛ حيث كنتُ وعلى مدى ثلاث سنوات أقوم بواجبات الأطفال في الصَّباح منذ كانا في الرَّوضة؛ فكنت أقوم بإعداد الإفطار لهما، وتنظيفهما بعد الحمَّام، وتوصيلهما إلى الرَّوضة، حتَّى إنِّي كنتُ أتأخَّر يوميًّا عن وقت عمَلي بسبب ذلك، وعند الظَّهيرة كنتُ أخرج من الدَّوام قبل موعد انتهائه أيضًا لكي أرجع إلى الأطفال بأسرع وقتٍ مُمكن قبل أن تَعود هي من عمَلِها!

لا أريد أن أُطيل عليكم، ولكن كان لا بدَّ من الإسهاب؛ لتوضيح الصورة، فقد فكَّرت واستخرتُ الله تعالى قبل عدَّة أيام أن أُسافر إليهم بعد حوالي شهرين؛ إن شاء الله، وسأبقى هناك لمدَّة ستَّة أشهر لأغراضٍ عدَّة، منها البقاء بجانب الأطفال، ومتابعة شؤونهما، وخصوصًا أنَّهما بحاجةٍ إلَيَّ هناك في السَّنة الأولى على الأقل، وثانيًا لِوَضْع النِّقاط على الحروف (كما يقولون) فيما يخصُّ علاقتي بزوجتي؛ لأرى هذه المرَّةَ مدى نجاح الأمر فيما بيننا، أو ربَّما ننفصل (وربَّما بدون طلاق أيضًا) إذا احتمل الأمر ذلك؛ لأنَّه بصراحةٍ شديدة لا أضمن عدمَ التَّصادم مرَّة أخرى، ولا أحتمل بعد الآن أيَّ كلام، أو أيَّ صوتٍ عالٍ، أو صراخٍ؛ فقد وصلَ الأمر بي من التحمُّل إلى أقصى طاقةٍ ولأي سبب كان، وخوفي الشديد، وحرصي على نفسيَّة الطِّفلين بألا يتكرَّر أمامَهما ما كان يحدث من مشاهدَ عنيفةٍ، وبصراحةٍ أكثر فابتعادنا عن بعضنا أسلَمُ للأطفال من تَقاربنا، ولا أقصد بذلك الابتعادَ المُطْلَق؛ لأنِّي حتى وإن ابتعَدْت عن زوجتي فلا أستطيع الابتعاد عن الأطفال، ولا أريد أن أتركهما بعيدين عنِّي كثيرًا، أو أن أكون بعيدًا عنهما قدْرَ الإمكان، ولا أريد التخلِّي عنهما، حتَّى وإن حدث الانفصال بيننا! لا أقول لكم هذا لأنني خالٍ من الأخطاء والعيوب، ولكن لا أستطيع أن أتحمَّل التجاوز والتطاول والإهانة.

ولْنَقُل بأنِّي رجلٌ سيِّئ، ولا يصلح أن يكون زوجًا، فأرى أنه لا يوجد أيُّ حقٍّ لأيِّ شخص أن يتَجاوز ويتَطاول على غيره، حتَّى وإن كان يرى أنه له الحق في ردِّ الفعل، ما دامَ مُقتنعًا بأنه ردُّ فعل، وليس فعلاً!

 

رأيكم السَّديد، ومشورتكم القيمة لي هما مِصباحٌ أستنير به، وأستعين به بعد الله تعالى في هذا الأمر، ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وفَّقكم الله، وفتح عليكم من بركاته، وشَملكم بعفوه ورحمته، إنه سميعٌ مجيب، اللهم آمين.

 

الجواب:

بسم الله الرَّحْمن الرحيم

 

أخي الكريم، السَّلام عليكم ورَحْمة الله تعالى وبركاته.

نُرحِّب بانضِمامك إلى شبَكة الألوكة، ونَشْكر لك دعاءَك المبارك، ونُؤمِّن عليه، سائلين الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنفعك وينفع جميعَ المستشيرين.

 

كما أوَدُّ أن أُشيد بِما لَمستُه فيك من حرصٍ على مُواصلة حياتك الزوجيَّة باستقرارٍ وهدوء، وكذلك حِرْصك على صحَّة أولادك النفسيَّة، وانشغالك بذلك بشكلٍ واضح، وهي سمات إيجابية تُحسَب لك، وأتَمنَّى منك استثمارها كدافعٍ في اقتفاء الحلِّ القويم الذي يوصلك إلى تحقيقها واقعًا - بإذن الله تعالى.

أخي الكريم، يَبْدو من سِياق رسالتك، وما احتوَتْه من تفاصيل سلبيَّة، وقعَ بعضها في زمنٍ مضَى قبل سنواتٍ عديدة، أنَّك لا زلت تُعاني آثارَها، وآثار ذلك الماضي، رغم قولك (ورغبتك) في نِسْيانه، والأمر يبدو كذلك من جانبِ زوجتك؛ لكونِها تُكرِّر ما مضى عند غضَبِها، حسبما أشرتَ في رسالتك، والمشاكل العائليَّة التي تسبق الزَّواج، كثيرة الانتِشار في مجتمَعِنا، لا سيَّما في موضوعي الاتِّفاقات الماديَّة، والتدخُّلات الأُسَريَّة في علاقة الخطيبَيْن، ومن المعلوم أنَّ احتماليَّة وحجمَ تلك المشكلات تزيد مع طول فترة الخِطبة أو العَقْد، لكن تلك المشكلات ورواسبها، تأخذ بالتَّلاشي عند إتْمام الزَّواج، واكتِشاف كلا الطَّرفين للآخَر من خلال العِشْرة الطيِّبة وإبداء المودَّة وحُسْن الخُلق، وكذلك في مواقف المُؤازرة التي يقف أحَدُهما مع الآخَر في الظُّروف الصعبة.

ولذلك؛ فإنِّي أجد بعضَ الغرابة في عدم تَجاوُزِكما تلك المرحلة، بل ووقوفكما عندها حتَّى الآن، رغم مرور تلك السَّنوات، وزيادة التعقيدات والصُّعوبات التي تعجُّ بالمُجْتمع؛ إذْ يبدو الأمر هنا مفتقِدًا لحلقةٍ ما، قد يكون جَوابُها لدى زوجتك إذا ما عبَّرت عن وجهة نظرها ورأيها فيما دار ويدور بينكما، وأسبابه من وجهة نظَرِها.

ومِمَّا لا شكَّ فيه، أنَّ السباب والصُّراخ والتَّطاول، يبعد صاحِبَه عن خطِّ السَّواء، وقبلها عن سِمات المُسلِم الصَّالح، وهو أمرٌ غير صحيح؛ سواء كان فعلاً أم ردَّ فعل، لكن مثل تلك السُّلوكيات، إذا لَم تكن شيمةً لفاعلِها، تُعبِّر عن غضبٍ كبير، وشعورٍ بالألَم النَّفسي، وجرحٍ في الأحاسيس، عند قيام بعض النِّساء بها، ومن هذه النُّقطة، أتَمنَّى منكَ يا أخي أن تتلمَّس تلك المشاعر السلبيَّة لدى زوجتك، وتتعرَّف على أسبابِها، وما يُثير تلك المشاعر والأحاسيس لدَيْها، ثُمَّ تسلك الحكمةَ في التَّعامل مع تلك الأحاسيس للوُصول بها إلى قناعةٍ بعدم صِدْق ما تعتَقِد به.

فإن لَم يُجْدِ ذلك نفعًا بعد اجتِهادٍ كبير، لا بدَّ من تَحرِّي العقاب المناسب الَّذي يَهْدف إلى كَفِّها عن تلك السُّلوكيات، وليس هدفه الانتِقام والثَّأر للذَّات أو غير ذلك؛ كاستِخْدام القَوْل البليغ، أو الهَجْر لفترة معيَّنة مع بيان أسباب ذلك، ورُبَّما يفضل تحقيق كلا العقوبتين معًا.

كما أنَّ وضعك لزوجتك في دائرة مسؤوليَّاتِها وتَشْجيعها على ذلك، أمر مهم آخَر، أجد أنَّك قد أخفَقْت في تحقيقه للأسف، متمنِّية أن يتَّسِع صدرُكَ لقولي هذا؛ فقيامك سابقًا بواجباتٍ كان عليها هي أن تقوم بأدائها، ساعدَ في تشويه مَفاهيمها وانطِباعها عن الحياة الزوجيَّة والتزاماتِها.

ولا أقصد بِهذا إيقافَ التَّعاون بينكما أو بين أيِّ زوجين، لكن تشجيع كل طرف للآخر على قيامه بواجباته الخاصة ودَعْمه لذلك، سيعود بالنَّفْع عليهما على حدٍّ سواء، كما أنَّه سيكون سببًا في تكوين الانطِباعات السليمة والمُتَّزِنة عن الحياة الزوجيَّة وأدوارِها.

ورغم أنَّ تلك الخطوات كان يجب الشُّروع فيها منذ المرحلة الأولى للزَّواج، إلا أن هذا لا يَمْنع من البدء بها الآن، حتَّى وإن أثَّر ذلك على تأخير نتائجها بعض الشَّيء، وقد يكون لِوُجودها الآن في بلَدٍ غريب، وزيارتك إليها وإلى أولادك، فرصة للشُّروع في تلك الخطوات، وتَحرِّي نتائجها، خاصة وأنَّها الآن قد ابتعدَتْ عن الأجواء والبيئة التي تُذكِّرها بالذِّكريات السلبيَّة.

واعلم يا أخي الفاضل، أنَّ اتِّخاذ الأسلوب السَّليم في التعامل مع زوجتك، واقتناعِك به، وتحمُّل نتائجه، أمورٌ تدعم الذَّات، وترفع من مستوى الرِّضا الذاتيِّ لديك؛ فلا داعي إلى استِسْلامك للأفكار والمشاعر السلبيَّة، في شعورك بالقَهْر، ومسِّ الرُّجولة وغيرها، بل اعزم على اقتفاء ذلك الأُسلوب، وتَحمُّل مشاقِّه؛ فإنَّ في ذلك تَكْمن قوَّة الشخصيَّة، وليس باللُّجوء إلى الضَّرب، أو التَّفكير فيه.

 

وأخيرًا:

أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح لك زوجتَك وأولادك، وشأنك كلَّه، وينفع بكم، وسنَسْعد بسماع أخبارك الطيِّبة مجددًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بداخلي شخصيتان متناقضتان
  • تقلبات نفسية لبعد زوجتي عني
  • كيف أتعامل مع والد زوجتي؟
  • زوجتي تريد الرجوع دون اعتذار
  • طلقت زوجتي لأنها لا تحترمني
  • زوجتي وصفاتها السلبية
  • زوجتي لا يعجبها شيء
  • شخصيتي الضعيفة أثرت على حياتي
  • شخصيتي حساسة جدا، فكيف أغير من نفسي؟

مختارات من الشبكة

  • غياب الزوج عن زوجته في بداية الزواج(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • غياب الزوج في العيد(استشارة - الاستشارات)
  • أثر غياب الخصوم في الدعوى الإدارية وتطبيقاتها أمام ديوان المظالم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • غياب التربية الإيمانية!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كينيا: استمرار معاناة المسلمين من غياب العدالة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إستراتيجيات الفهم القرائي.. غياب المرجع العلمي التنظيري(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقتصاديون : غياب ثقافة الادخار يحول الأسر إلى الاستهلاك السلبي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • غياب ( قصة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • غياب الممهدات العلمية وتفتيت الباب العلمي يصعب العملية التعليمية ويشتت محتوياتها(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب