• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات في الصداقة / حب وإعجاب
علامة باركود

أريد الزواج من شاب يحبني وأحببته؟

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/1/2012 ميلادي - 28/2/1433 هجري

الزيارات: 27602

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا طالبة جامعية، تعرَّفت على شاب يعمل مديرًا لإحدى "الكافتيريات" في الجامعة، هو شاب متديِّن ومُحترم، لَم يكن ببالي يومًا؛ لأنه - كما ذكرتُ - متديِّن، وأنا فتاة عادية، لستُ مُلتزمة، لكني مُحَجَّبة، وأعرف ربِّي وأُصَلي، تحدَّث معي في يومٍ وقال لي: إنه يريد الارتباط بي، ولكن لَدَيه عِدَّة تحفُّظات على لبسي وعلاقتي ببعض الشباب زملائي في الكلية ومصافحتهم، وهكذا، حدَّثني أيضًا عن حالته المادية والاجتماعية، والده يعمل بأحد المصانع، ووالدته تعمل في شركة مشرفة إنتاج، تحدَّثنا لأيام، قرَّبني إلى الله أكثر، شَعَرت بارتياحٍ، وشَعَرت به أكثر بعد الاستخارة، والحمد لله كانت الاستخارة إيجابيَّة.

طلَب مني أن يُقابل والدتي؛ حيث إن أبي قد توفِّي، وبالفعل تحدَّثت إلى أمي لأول مرة في حياتي عن أموري الشخصيَّة، ولكنَّها قابَلت حديثي بالذُّعر والمعارضة؛ لكونه لا يعمل في وظيفة حكومية مثلها ومثل إخوتي، ووافَقتْ على المقابلة، وقالت لي: إذا كنتِ تريدينه، فأنا لستُ ممانعة، فاطْمَئِنِّي، قلت له: إنها موافقة مَبدئيًّا إلى حين اللقاء، وجاء اليوم الموعود، وجاء إلى بيتنا، فوجَدت غير ما اتَّفقت عليه أنا وأمي، تحدَّثتْ معه بطريقة لا تَليق إطلاقًا بأيِّ إنسانٍ، وجَرَحتْه ببعض الألفاظ، كوظيفته، ووظيفة أبيه وأمه، كانت تَسخر منهم، وتقول: إنهم ليسوا من طبقتنا، مع أننا عائلة عادية جدًّا، لَم تتحدَّث معه في أخلاق ولا دينٍ، وهو إنسان مكافح، يعمل من أجْل زواجه، ولا يَقبل مساعدة والِدَيه، فرَفَضت أمي بعد جَرْحها له، وجَرْحها لي أيضًا ببعض العبارات الغريبة، مثل: "أهذا هو الرجل الذي تريدين أن تتزوجيه؟ تُريدين أن تتزوَّجي عاملاً في "كافتيريا"، لا تتحدَّثي مع أحدٍ في هذا الموضوع؛ لأن هذا عارٌ علينا.

مرَّت الأيام وقلبي يبكي؛ لأنني تعلَّقت به، وتعلَّقت به أكثر عندما تعرَّفت على والدته، فهي سيِّدة طيِّبة ومُتدينة جدًّا، بسيطة للغاية، وكل ما يُهمُّها راحتنا فقط، مَرَّ على الموضوع أربعة أشهر حتى الآن، ولَم نتحدَّث إلاَّ قليلاً؛ لأنه - كما قلتُ في البداية - لَم يقبل علاقة دون ارتباطٍ رسمي، تحدَّث إليّ منذ أسبوع تقريبًا، وقال لي: إنه أخَذ شَقَّة، وقام بإتمامها، ويُريد التقدُّم لخِطبتي مرَّة أخرى؛ لأننا متمسِّكون جدًّا ببعضنا.

أهلي أناس ماديُّون إلى أقصى درجة، أخي الأكبر يقول لي: إنني لا بدَّ وأن أتزوَّج من شخصٍ غنيٍّ، عنده اشتراك في النادي، ولَدَيه سيارة، ويسافر كلَّ عام إلى الخارج، كلام غريب.

وبالفعل حدَّثْتُ والدتي، ولَفَتتُ انتباهها إلى حديث الرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي يقول فيه: ((إذا خَطَب إليكم مَن ترضَوْن دينه وخُلقه، فزَوِّجوه، إلاَّ تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض)).

ردَّت عليّ بقولها: أنتِ لن تأكلي وتشربي وتَلبسي بالدِّين، أقول لها: ألا تهمُّك راحتي؟ تردُّ عليّ وتقول: لا، راحتُكِ ليستْ أمرًا مُهمًّا، المهم أن يُنفِقَ عليكِ جيِّدًا.

أنا أعيش في دوَّامة، ولا أُريد الزواج بمثل هذه الطريقة الرخيصة، طريقة البيع من أجْل المال، فأنا أريد شابًّا ملتزمًا، يُقَرِّبني من ربي، ويُحببني في الدين، ويكون رقيقًا، يَحترمني وأعيش معه في أمان.

وهذا الشاب يُحبني بالفعل رغم كل الإهانات التي قابَلها في بيتي، وأنا أيضًا أحْبَبْتُه، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرَّف مع أمي وإخوتي؟

 

الجواب:

أختي الفاضلة، حيَّاكِ الله معنا في شبكة الألوكة، وأصْلَح الله حالكِ، وهوَّن عليكِ كلَّ أمر عسير، آمين.

كثيرة هي المواقف الحياتية التي تُثبت لنا حقارة الدنيا وقلة شأْنها، وقد نَستشعر ذلك أكثرَ عندما نرى حِرْص مَن حولنا على الماديَّات، وتمسُّكهم بها لأقصى حدٍّ!

فتاة في عُمركِ لَم يَجرفها بعدُ تيَّار الدنيا، ولَم يبهرها بريقُها، فقَدت والدها في عُمر صغير، وفقَدت معه الكثير من معاني العطف والشعور بالأمان؛ فالوالد سندٌ وعضدٌ في الحياة لكلِّ فتاة ضعيفة رقيقة، تتعطَّش رُوحها للكلمات الحانية والعبارات الدافئة، خرَجتْ من مرحلة المراهقة إلى مرحلة بداية الشباب، واستقرار العواطف، ونُضج المشاعر، ترى العالم من حولها كحُلمٍ جميل تحيا فيه مع قلب يحبُّها بصدقٍ، ويحرِص عليها دينًا ودنيا.

لا شكَّ أنَّ هذه الفتاة ستختلف كثيرًا نفسيًّا وفكريًّا مع امرأة فقَدت زوجها، ووقَفت في مواجهة الحياة مع أبناء تحمل همَّهم، وتخشى عليهم من حوادث الدهر، التي لا تَعلم ما تُخفي لها!

أصبحت المسؤول الوحيد عن أبنائها، ولو كانوا كبارًا قد تزوَّج بعضهم واستقرَّ في بيته، لكن بقاؤها في مواجهة المِحَن وحيدةً لا سندَ لها ولا معين، سيزيد من الهُوَّة بينها وبين الفتاة التي تحدَّثنا عنها آنفًا.

لا مَفَرَّ لهذه المرأة - والدتك حَفِظها الله - إلاَّ أن تتقمَّص دور الأم والأب، وتواجه المِحَن بقلب ثابتٍ، وتُظهر للعالم من حولها - بل ولنفسها - من الشِّدة والبأس ما يُخفِّف عنها شعورها بالوحدة وإحساسها بفَقْد السند - رَحِمه الله رحمة واسعة، وأسْكَنه فسيحَ جِنانه.

لا أقف في صفِّ والدتكِ نهائيًّا، ولا أؤيِّد نظرتها القاصرة للزواج، لكن أُحاول تقريبَ الصورة إليكِ؛ حتى لا يدخل الشيطان إلى نفسكِ الطيِّبة، فيُولِّدَ لَدَيها شعورًا ببُغض والدتكِ، أو يُخيِّل إليكِ أنها على درجة عالية من القسوة والافتقار للمشاعر الطيِّبة!

تقول لك: لا يهمُّني راحتكِ، المهم أن يُحسن الإنفاق عليكِ!

لَم تَصدقكِ القول في هذا، وإنما أرادتْ أن تُجَنِّب نفسها نقاشًا تعلم أن نهايته لن تكون في صالحها، والحقيقة أنها لا تسعى إلاَّ للحفاظ عليكِ، ولا همَّ لها في الحياة إلاَّ أن تَسعد برؤيتكِ في بيتكِ، آمنة مُطمئنَّة، لكنها تحكم من وجهة نظرها، ومن خلال ما مرَّت به في حياتها من ظروف ربما لا تَعِيها أنتِ، كيف كافَحت وكابَدت، وذاقَت مرارة الدنيا، وكيف تكوَّنت لديها صورة مادية لكلِّ ما حولها، نظَرت حولها فلم تجد مِن الناس مَن يقف بجوار أخيه في وقت المِحَن، تأمَّلتْ في عالَمها فرَأت أنَّ الماديات تلعب بالبشر، وتُحَرِّكهم كقِطَع الدُّمى، لا رُوح فيها ولا قلب!

فأيْقَنَت - بوجهة نظرها - أنَّ المادة - والمادة فقط - هي المُسيطر على حياة الناس، وهي الضامن للسعادة! ومن هنا صارَت تحكم على السعادة بمقياسها هي، وليس بمقياس فتاة مثلكِ، بعد أن أيْقَنَتْ أنَّكِ تجهلين مصالحكِ، وتحكمين من خلال عواطفكِ.

ولتَعذري والدتكِ، ولتَعلمي أنها ما زالت تحمل في قلبها مشاعر طيِّبة وعواطف رقيقة، تأمَّلي كيف وافقَت مبدئيًّا على زيارة الشاب وأهله إلى بيتكم، ثم ماذا حدَث بعد ذلك؟

لا أتَّهم شخصًا بعينه، لكن هذا وارد أن تكون قد تحدَّثت مع أحد الأقارب أو إخوانكِ بشَأْن الشاب ووضْعه، فتعجَّب وتبرَّم، وقال لها: كيف تسمحين بذلك؟ ماذا سيقول عنكِ الناس؟

إلى غير ذلك من الكلمات التي شَحَنت عاطفتها، وألْهَبَت خوفها، وأشْعَرتها بثِقَل المسؤولية من جديد، فما كان منها إلاَّ أن أساءَت التصرُّف مع ضيوفها وأهانتهم بالشكل الذي ذكَرتِ.

لا أُخفي عليكِ أنه ليس من السهل إقناعُ امرأة في عُمرها بجوارها ابنٌ كبير، تَثق في رأيه، يقول لها: إنَّ الأُسس التي يجب أن يتمَّ اختيار الزوج عليها، لا بدَّ وأن تتوفَّر فيها السيارة واشتراك النوادي، والسفر للخارج كلَّ عام، ولعلكِ تستحين أن تَطرحي عليه تساؤلاً حول عدد المرات التي سافَر فيها بزوجته إلى الخارج؟!

حسنًا لنترك ما سبق جانبًا الآن، ولنفكر كيف يمكن التأثير على الوالدة دون أن نُسيء التصرُّف؟

أولاً: إن كان هناك مَن يؤثر عليها سلبًا، فعليكِ أن تسيري في الاتجاه المعاكس، وقد تَجدين بين الأقارب مَن قد يؤثر عليها بشكلٍ إيجابي، ويَحُول دون خوفها من عواقب هذا الزواج، فإن كانت لها أختٌ تَثِق فيها، أو تتحدَّث إليها في أمورها الخاصة، فلتحاولي التقرُّب إلى هذه الأخت (خالتكِ)، وليكنْ لكِ معها حديثٌ سِري حول العمل على إقناع الوالدة، وقد تتمكَّن من التحدُّث مع أخيكِ الأكبر أيضًا، إن كان لها أسلوب حَسَنٌ، أو تأثير على مَن حولها، وليكن عملها سريعًا قبل تدخُّل المزيد من الأطراف، وما أكثر مَن يحب التدخُّل في شؤون الآخرين، ويُدلي بدَلْوه فيما يَعنيه، وما لا يَعنيه!

وإن كنتِ بالفعل قد استعَنْتِ بإحدى قريباتكِ، ولَم تُفلح، فلتحاول مرة بعد مرة، فكما يحاول غيرها إعادة الحديث بسخرية عنهم، فلتعمل هي على تَكرار حديثها، وقد ثبَت نفسيًّا قوة تأثير التَّكرار مع حُسْن الأسلوب.

 

ثانيًا: لقد أخطأتِ عند عَرْض الأمر عليها، وتعريفها بخاطبكِ وأهله بهذه الطريقة؛ فالناس الماديون يا عزيزتي تبهرهم الألقاب الزائفة، وتُعجبهم البهرجة الخادعة، فماذا لو قلتِ لها بدلاً من "يعمل في الكافتيريا": إنه "مدير إدارة المطعم"؟ إن كان يعمل تحت رعايته أحد الشباب، وهذا وارد جدًّا، وقد قلتِ في بداية حديثكِ: إنه "مدير إحدى الكافتيريات"، فلماذا لَم تُقَدميه بنفس الأسلوب؟

ووالده "مسؤول شؤون العاملين بالمصنع"، ووالدته: "مسؤولة إدارة الإنتاج"، وهكذا بعض التعريض دون الكذب حول أعمالهم، لا ينقص ولا يزيد من الأمر شيئًا، إلاَّ أنه يُلقي في نفوس المهتمين بالدنيا المنشغلين بأمورها، ما يُشعرهم بالوقار والهَيبة لِمَن تتحدَّثين عنهم.

أعني أن تحاولي استخدام التأثيرات النفسية التي تُساعد على تقبُّلهم الأمرَ، وشعورهم بالتقارب في المستوى بينهم وبين الناس، وحقيقةً لا أعلم فرقًا كبيرًا بين موظف الحكومة وبين غيره من الموظَّفين في القطاعات الخاصة، ولكنَّ هذه الطبقة قد ترسَّبت في عقلها معتقدات أنَّ العمل الحكومي من أكثر المِهَن احترامًا وأشدها أمْنًا، وكم يكون العكس صحيحًا!

 

ثالثًا: جرِّبي أن تدخلي إلى والدتكِ من مدخل العاطفة، فتُشعريها بالحاجة إلى الاستقرار، وخوفكِ من زوجٍ لا يَرْحم، أو سليط اللسان، أو سيِّئ الخُلق، وقد تتأثَّر المرأة في هذا العمر كثيرًا بالكلام العاطفي، رغم تصريحها بالعكس أحيانًا، وقد تَخشى على ابنتها من فَوْت القطار، لكنها لا تُظهر ذلك لأحدٍ، ولتعمل خَالتكِ أو مَن تَختارينها لِمُحادثتها على اللعب على هذا الوتر.

 

رابعًا: إن كان في إخوانكِ مَن تظنين أنه قد يَقف إلى جواركِ ويؤازركِ، فلا تتردَّدي في التحدُّث إليه، وطَلَبِ المساعدة منه، هذه حياتكِ ومن حقِّكِ المحاولة؛ لكَسْب زوج صالحٍ قلَّ أن تحصل الفتاة على مثله في زمن الفتن.

 

خامسًا: اعْلمي أنَّ ما أخطأكِ لَم يكن ليُصيبكِ، وما أصابكِ لَم يكن ليُخطئكِ، وأنَّ قدَرَ الله يجري علينا، ولو حالَت الدنيا بأَسْرها لِمَنْعه ما مَنَعتْه، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنتُ خلف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا، فقال: ((يا غلام، إني أُعَلِّمك كلمات: احْفَظ الله يَحفظك، احْفَظ الله تَجِده تُجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنت فاسْتَعِن بالله، واعْلَم أنَّ الأُمة لو اجْتَمَعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لَم يَنفعوك إلاَّ بشيء قد كتبَه الله لكِ، ولو اجتَمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ، لَم يضروك إلاَّ بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجَفَّت الصُّحف))، رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.

فلا تَحملي همَّ الغد، وأحْسِني التوكُّل على الله، وسَلِيه التوفيق؛ حيث يَعلمه ونَجهله، قد يكون الشاب ملتزمًا وعلى درجة عالية من الدين والأخلاق، ويجعل الله في قلب الفتاة القَبولَ، لكن لا يكون بينهما توافُقٌ أو انسجام في الشخصيَّات، ولا يتم اكتشاف مثل هذه الأمور إلاَّ بعد الزواج والمعاشرة، فيكون اعتراضُ الأهل وإن لَم يكن اعتراضًا شرعيًّا، لكن قد يَمنع الله به ما لا تَعلمينه.

 

سادسًا: أين أنتِ من الدعاء؟ أتثقين فيه بُنَيَّتي؟

كم يفتح الله بالدعاء قلوبًا مُغلقة! وكم يُغَيِّر من أحوالٍ ما كنَّا نَحسبها تُغيَّر، لولا رحمة الله التي تَدارَكَتْنا في آخر اللحظات، ودون مقدِّمات، إنْ أرادَ الله في لحظة أن تتغيَّر والدتكِ، ويتعقَّل أخوكِ ويهتدي إلى الصواب، فلن يَعجِز - سبحانه - وقد يأتيكِ الفرج من حيث لا تَدرين، لكن هل تَدعين الله بإلحاح؟ هل تُكثرين من قَرْع الباب؟

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، هذا وعْدٌ من الله، فهل نحن أهلٌ للتصديق به والثقة فيه؟

 

سابعًا: جميل أن يتَّعظ الإنسان عندما يُذَكِّره غيره، ورائع أن يَمتثل لأمر الله، لكنَّ تَرْكَ مصافحة الشباب والحديث معهم، والالتزام بالحجاب الشرعي، ينبغي أن يكون لوجْه الله، وليس لكَسْب رضا أحدٍ من البشر، راجعي حجابكِ وتأمَّلي ملابسكِ، هل أنتِ راضية عنها؟ هل تَسعدين حقًّا بها؟ هل تَشعرين برضا الله عليكِ وعلى حالكِ؟

أصْلحي ما بينكِ وبين الله، يُصلح الله ما بينكِ وبين والدتكِ وإخوانكِ والناس أجمعين، ويُيَسِّر لكِ كلَّ عسير، ويَجعل لكِ مع كلِّ عُسر يسرًا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].

فاتركي من الآن مصافحة الشباب، وغيِّري من حجابكِ إلى ما تشعرين فيه برضًا نفسي وقلبي عن حالكِ، وتقرَّبي إلى الله بالطاعات، كتلاوة القرآن والذِّكر، وتجنُّب سَماع الأغاني، واستشعري مع ذلك حلاوة الإيمان، وما فيه من نعيم لا يُضاهيه نعيم في الدنيا.

 

ثامنًا: فكِّري في عائلتكم ومَن فيها من فتيات سَبَقْنَكِ بالزواج، مَن منهنَّ حرَصتْ أو حرَص أهلها على تزويجها بِمَن يَرضونه ماديًّا دون اعتبارات دينيَّة أو خُلُقية، بالتأكيد ستجدين مثل هذه الحالات، ومَن لَم تَجنِ من زواجها إلاَّ المشكلات والمُنغصات واحدة تلو الأخرى، فكم من رجل صاحب جَاهٍ ومالٍ، ولا تعيش زوجُه معه إلاَّ أسْوَأَ وأتْعَس حياة؛ إمَّا لبُخله، أو لسوء معاملته، أو لعلاقاته السابقة أو الحاليَّة مع النساء، أو غيرها من الصفات السيِّئة التي تَظهر فيمَن لا يسير على هَدْي نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاذْكُري تلك الأمثلة لوالدتكِ؛ لتَدْعم موقفكِ، ولتَعْلم أن ما تَبحث عنه ليس إلاَّ زُخرفًا، لا يَجلب السعادة إلاَّ أن تكون مُزَيَّفة، لا جوهريَّة!

 

تاسعًا: لأساليب الحوار الفعَّالة مهارات، وللإقناع والتأثير فنون، فهل تَعلمين من ذلك شيئًا يُعينكِ؟ تابعي معي بعضَ أُسس الإقناع:

1- اعْملي على جَعْل أُلْفة بينكِ وبين مَن تُحاورينه، فراقِبي درجة صوتكِ وحركاتكِ، وانفعالاتكِ ونظراتكِ أثناء الحوار، هل يعلو صوتكِ بما لا يناسب مَن تُحادثينه؟ هل تُحسنين استخدامَ الحركات والتعابير أثناء الحوار؟ وهل تَلزمين الهدوءَ مَهْما تأثَّرتِ نفسيًّا؟

2- سِحْر الإطراء؛ فللمدح أثر عجيبٌ في جَعْل الطرف الآخر يتقبَّل ويُغيِّر من بعض آرائه التي كان متمسِّكًا بها، فلو استفتَحتِ الحديث مع والدتكِ مثلاً بقولكِ: لا أدري، ماذا كنت سأفعل دونكِ في هذه الحياة؟ أو: أنتِ مَن يقف بجانبي في كلِّ مِحنة، أو: أعْلَم تأثيركِ على أخي وقوَّة شخصيَّتكِ أمام الناس، إلى غيرها من الكلمات التي قد تؤثِّر عليها، وتجبرها على التعاطُف معكِ، والوقوف في صفِّكِ، لكن لاحظي ألاَّ تُبالغي، فتَظنَّها سُخرية، أو تَفطَن لأسلوبكِ.

3- استخدام المقارنة والاستشهاد بوقائع حقيقيَّة، والاستشهاد بالآيات، إلاَّ أن تظني أنها ستَسخر أو تُخطئ شرعًا، كما حدَث من قبلُ.

4- التعرُّف على نمط مَن تحاورين، فوالدتكِ - كما يبدو لي - من أصحاب النمط البصري، فتتأثَّر بالمشاهد والصور وما تراه بعينها، أكثر من تأثُّرها بالحديث عن الأحاسيس والمشاعر، ولا تُحسن التعبير عن مشاعرها، فقد تقول ما لا تشعر به؛ كما قالت لكِ: "ليس المهم راحتكِ"، في حين أنها لا تهتمُّ إلاَّ بذلك؛ لهذا يَحْسُن استخدام الحركات ولُغة الجسد، ورَفْع الصوت بما يُناسب الحديث مع الوالدة، واستخدام بعض العبارات، مثل: انظري إلى فلانة، تصوَّري.

5- تحدَّثي من وجهة نظرها هي، وليس من وجهة نظركِ أنتِ، فلن تَقتنع مَهْما حاوَلتِ أن تقولي لها: إن المادة لا تهمُّ؛ لأنها تهتمُّ بها، ولن تُغَيِّر قناعتها؛ لهذا عليكِ التحدُّث إليها من خلال مَنطقها، فأخْبِريها أنَّ وَضْعه المادي جيِّد، وأنَّ دَخْلَه معقول، وأنَّ الحياة معه لن تكون كما تظن، فمَن استطاع أن يحصل على شقة ويقوم بإتمامها وحْده ودون مساعدة الوالدين، وهو في هذا العمر، فلن يَعْجِز أن يتحمَّل نفقات ومسؤولية البيت، ولن تكون الحياة معه حياة تقشُّف وزُهدٍ، وأخْبِريها أنَّكِ لا تَرضين بهذا لنفسكِ، ولا مانِعَ أن تُحَفِّزيها بأنَّ الشاب طموحٌ ولَدَيه أفكار توحي بأنه سيعمل على زيادة دَخْله، أما وأن تُحاولي إقناعها بأنَّ الحياة المادية لا تهمُّكِ، فلن يَزيدها ذلك إلاَّ تمسُّكًا برأيها، ويقينًا بأنَّكِ صغيرة، ولا تُحسنين الحُكم على الأمور.

6- انتهى ما أودُّ قوله، ولَم أتنبَّه إلى أني قد أطَلْتُ الحديث، ولا أمْلِك لكِ إلاَّ الدعاء القلبي أن يفتحَ الله لكِ فتحًا من عنده، وأن يسخِّر لكِ مَن يُعينكِ، وأن يهدي والدتكِ وأهلكِ، ويُسعد قلبكِ بِمَن تُحَبِّين في الدنيا والآخرة، ونَسعد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ، فلا تتردَّدي في مراسلتنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صمت من أحب يحيرني ويعطل حياتي
  • الزواج لإرضاء الأهل
  • حياتي مشتتة بسبب الحب
  • هل أتزوجه وأنا أحب غيره؟
  • مرتبط عاطفيا بفتاة من بلد آخر
  • هل أنتظره أم أتزوج غيره؟
  • ماذا أفعل لكي أنساها؟
  • هل أخبر زميلي بحبي له؟
  • أحبها.. ولكنها تهملني
  • هل أرتبط بقريبتي أم بفتاة الإنترنت؟
  • حب من طرف واحد.. كيف أتخلص منه؟
  • أعجبت بفتاة ولا أستطيع خطبتها
  • أحببته ولم يكن من نصيبي
  • أشعر بالضياع وأعيش بلا أمل
  • وعدت فتاة بالزواج ثم تخليت عنها
  • أخطأت معها وأبي يرفض زواجنا
  • كيف أتصرف في هذا الموقف؟
  • رفض النظرة الشرعية
  • تعب قلبي من كثرة التفكير

مختارات من الشبكة

  • هكذا أريدك وهكذا أريد كل أبناء المسلمين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أريد أن أنسى من أحببتها(استشارة - الاستشارات)
  • أحببت رجلا ثم تركته وأريد مساعدته!(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • أحببتها وأريدها زوجة، فماذا أفعل؟(استشارة - الاستشارات)
  • أمي تجبرني على الزواج من شاب لا أريده!(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أكون، ولكن..(استشارة - الاستشارات)
  • تقدم لي شاب وأريد غيره(استشارة - الاستشارات)
  • وماذا عن أمنيتك أنت؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • همسة الفراشة (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أريد الزواج في أقرب وقت للاستعفاف(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب