كيفية التعامل مع طالبات الثانوية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

القاعدة عندي في التعامل مع طالبات العلم في المدرسة: "أن تكون المعلمة "أُمًّا" لطالبات الابتدائيَّة، و"أُخْتًا" لطالبات الإعدادية، و"صَديقةً" لطالبات الثانوية"، وعلى هذا تكون الاستعانة بمديرة المدرسة لضبْط سلوك الطالبات خطأً تربويًّا فاحشًا، تُعرْقِلين به مسارَ العلاقة بينكِ وبين تلميذاتكِ في المدرسة الثانوية.

فضْلاً عن ذلك، فإنَّ إدارة الصف وتحقيق الانضباط هي من المهارات الأساسية للمعلِّمة الناجحة، وليس من المهام الرئيسة لمديرة المدرسة.

من المهم أن تَعْلمي أيضًا أنَّ الطالبات لا يتعمَّدْنَ إساءةَ التصرُّف، إلاَّ إذا شَعَرْنَ بالمَلل أو الإحباط، أو إذا ساوَرَتْهُنَّ رغبة في الحصول على قسْطٍ وافرٍ من الاهتمام ولفْتِ الانتباه؛ لذلك إنْ أردنا منْعَ سوء التصرُّف وقلَّة الانضباط في المدارس، فعلينا منذ البداية أن نحولَ بينهنَّ وبين تلك الأسباب المؤدِّية إلى سوء التصرُّف، ولن يتمَّ لنا ذلك إلاَّ بتحقُّق ثلاثة شروط في العملية التربويَّة:

1- كفاءة المعلم.

2- جودة المنهج الدراسي.

3- البيئة التعليمية الممتعة.

ما أنصحكِ به هنا لتفعيل دوْركِ كمعلمة في إدارة الصف وحِفْظ النظام، هو التالي:

أولاً: تحديد قواعد الفصل المتوقَّع من الطالبات أنْ يَلْتَزِمْنَ بها، مثل:

أ- تجنُّب مضْغ العِلْكَة داخل الفصل.

ب - رفْع اليد عند الإجابة على السؤال.

ت- تجنُّب الألفاظ البذيئة والشَّتائم...إلخ، ومنذ بداية الفصل الدراسي يتمُّ إخبار الطالبات بذلك بمُنتهى الوضوح.

ثانيًا: إشْرَاك الطالبات في عملية الضبْط؛ بالسماح لهنَّ بتحديد العقوبات الملائمة للخروج عن قواعد الفصل.

ثالثًا: العدل والإنصاف في المعاملة، وعدم تمييز طالبات عن غيرهنَّ، مع الحِرْص على تطبيق العقوبات المنصوص عليها بحقِّ كلِّ مَن تَكْسِر قواعد الفصل، حتى لو كانت طالبة متفوِّقة.

رابعًا: العلم للعقل كالرياضة للجسد، ومثلما لا تَنجح التمارين الرياضية إلاَّ بتخصيص بِضع دقائقَ "للإحماء" قُبيل الرياضة، وبِضع دقائقَ "للتمدُّد" بُعيد الرياضة، كذلك الدروس العلمية في الفصل، فإنه لا يُستفاد منها إلاَّ إذا سبقتْها بضعُ دقائق "إحماءً"، تُمنَح فيها الطالبات الحريَّةَ لفِعْلِ ما يُردْنهُ داخل الفصل، وبضع دقائق "تمدُّدًا" بُعيد الدرس، يسمح لهنَّ خلالها بالمناقشة والتعبير عن آرائهنَّ حول أيِّ موضوعٍ يُرِدنَ النِّقاش حوْله.

خامسًا: استخدام أساليب التعزيز والتشجيع، ومكافأة السلوك الجيِّد عن طريق:

أ- المكافآت اليومية الفورية، كزيادة درجة، أو التصفيق الحارِّ.

ب- المكافآت الأسبوعية، كالهدايا الرمزية الصغيرة، أو قِطَع الحلْوَى، أو بتخصيص لوحة إعلانات يُلْصَق عليها أسبوعيًّا اسمُ الطالبة المميزة.

ت - المكافآت الشهرية في صورة شهادات تقديرٍ، تُعزَّز من خلالها الصفات الإيجابيَّة المراد تَثْبيتها وتشجيعها لدى الطالبات، مثل: "المستمعة الجيدة"، و"المتحدِّثة البارعة"، و"الطالبة الفعَّالة"، و"القائدة الناجحة"...إلخ.

يُمكنكِ تخصيص حصة عصفٍ ذِهني للطالبات؛ للحصول على أكبر قَدْرٍ من الأفكار والمقترحات؛ لجَعْل هذه المكافآت مُثْرِية ومُثْمرة.

سادسًا: توزيع المهام والوظائف على الطالبات؛ للقيام بأعمال حيويَّة داخل الفصل، مثل: "تسجيل الحضور والغياب، وجمع الدفاتر، ومسْح السبورة...إلخ"؛ لتوليد الشعور بالأهمية داخل أنفسهنَّ، وتشجيعهنَّ على تحمُّل المسؤوليَّة، مع الحِرْص على تبادُل هذه الأدوار فيما بينهنَّ بشكلٍ أسبوعي.

سابعًا: بناء علاقات طَيِّبة مع الطالبات داخل الفصل وخارجه، فإذا الْتقيتِ بإحْدى طالباتكِ في الممرِّ، فبادِريها بالسلام عليها والابتسامة تعلو مُحيَّاكِ، وإذا دَخَلتْ إحداهنَّ حُجرة المعلمات وأنتِ تتناولَين طعامَ الإفطار، فمِن اللطْف لو دَعوتِها إلى تناول الإفطار معكِ، ونحو ذلك من صُوَر الاهتمام وبناء العلاقات الجيدة بين المعلِّمة والطالبة.

ثامنًا: استخدام لغة الجسد والاتصال غير اللفظي في عمليَّة الضبْط وإدارة الصف، مثل: نبرات الصوت الحازمة، ونظرات العين المعبِّرة، وطريقة المشي وحركات الأيدي.

تاسعًا: التحرُّك بين الصفوف داخل الفصل أثناء الشرْح، مِن شأْنه خَلْق الشعور بالهَيْبة في نفوس الطالبات، ويَسمح للمعلمة بالاطِّلاع على تلك الأمور التي تَصرف أذهان الطالبات بعيدًا عن الحصة الدراسيَّة.

عاشرًا: يُمكنكِ شحْن طاقات الطالبات في الحصص الأخيرة التي تُعقَد في نهاية اليوم الدراسي، عن طريق المسابقات الذهنيَّة، وتمرينات التمدُّد الخفيفة.

حادي عشر: ضبْط وَتِيرة الدرس قَدْر المستطاع؛ حتى لا تكون بطيئة، تَبعث على المَلل، وتَصرف أذهان الطالبات بعيدًا عن الدرس، ولا بالسريعة التي يَنتهي معها الدرس مُبكِّرًا، مُبْقِيًا على الكثير من الوقت الذي إنْ لَم تَنْجحي في مَلْئِه بالأنشطة الصفيَّة المفيدة، مَلأَتْه طالباتُكِ بالفوْضى والإزعاج.

ثاني عشر: ناقشي المشكلات الفرديَّة التي تصدر عن طالبة بعينها بشكلٍ فردي، وبعيدًا عن أعين زَميلاتها؛ حِفاظًا على ماء الوجْه، وحمايةً لمفهوم البيئة الآمنة داخل المدرسة.

ثالث عشر: إذا استمرَّ عدمُ الانضباط داخل الفصل، فأحِيلي الطالبات المشاغبات إلى المرشدة الطلابية؛ لتتولَّى أمْرَ توجيههنَّ ونُصحهنَّ بخِبرتها في هذا المجال.

وأخيرًا: يُمكنكِ الاطِّلاع على المزيد من النصائح حول إدارة الصف وضبْط النظام إذا قرأْتِ:

1- كتاب: "الانضباط مع الكرامة"؛ تأليف: ريتشارد كروين، وألن مندلر.

2- وكتاب "الانضباط التعاوني"؛ تأليف: ليندا ألبرت.

وسيفيدكِ كثيرًا لو تمكَّنتِ من ترجمة هذا المقال القَيِّم عن إدارة الصفوف في المدرسة:

http://www.4faculty.org/includes/108r2.jsp

دومي بخيرٍ، واسْلمي من كلِّ شَرٍّ.