• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زوجتي تمارس العلاقة المحرمة عبر الإنترنت
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أبي مدمن الأفلام الإباحية
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا أحب الخير لغيري
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    أبوها ذو فضيحة أخلاقية شاذة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

هل أنفصل وأحمل لقب مطلقة؟

أ. شريفة السديري

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/7/2011 ميلادي - 13/8/1432 هجري

الزيارات: 23749

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مشكلتي أتعبتني وأقلقتني جدًّا؛ أنا عروس حديثة، وقد مررتُ بظروفٍ ومواقف صعبة في فترة خِطْبتي؛ فزوجي يدرس بالخارج، والوالدة لم تكن موافقة على هذا الزواج؛ لأنِّي لا أزال صغيرة، وأيضًا لأنه صغيرٌ جدًّا على الزواج، وتحمُّلِ المسؤولية، لكن تم إقناعها.

  

هو - بصراحة - الكلُّ يمدح فيه، وأن تفكيره أكبَرُ من عمره، ومثقَّف... إلى آخر هذا الكلام الذي يُريح الأب والأمَّ، وفوق هذا: حافظ القرآن، وأنا أيضًا أحفظ نصف القرآن تقريبًا، فادعوا لي أن أكمل حفظه - إن شاء الله.

  

وطمأَن أبوه والدتي من جهة الإنفاق؛ لأن حالتهم المادية ممتازة، أنا بصراحة لَم تعجبني الفكرة؛ خاصة أني معارضة لزواج الأقارب، والمشاكل التي تحدث، لكن الذي أثر فيَّ أنِّي طَمُوح؛ فحلمي أن أدرس بالخارج، وبالتحديد في المكان الذي ذهب إليه خاطبِي.

  

المهم بعد الاستخارة والاستشارة، وتقليب الفكرة في عقلي، قررتُ أن أوافق، وهو (منَّا وفينا)، والكلُّ يمدح فيه، والرَّسول - عليه الصَّلاة والسَّلام - قال: ((إذا جاءكم من ترضَوْن دينه وخُلقه فزوِّجوه)).

 

بعْدَها عشتُ أتعس أيام عمري! وللأمانة: ليست كلها، لكن الغالب، والله على ما أقول شهيد؛ فترة الخطبة والملكة ما أحسسْتُ بأني مخطوبة، فلم يكن يُراسلني أو يكلمني إلا قليلاً، هذا الشيء لا يضايق بِقَدر ما كنت أعرف هذا الإنسان، وأرى تفكيره، (هل تصدقون لو قلت لكم: إني ما رأيتُ وجْهَه أبدًا، حتى يوم الرؤية الشرعية؛ لأنَّه يومَها العائلة كلها حضرَت الرؤية، وبعدها سافر)!

 

وعلاوة على ذلك: حدثتْ مواقف كثيرة بعد العقد والشبكة؛ خاصَّة يوم الشَّبْكة؛ فعلى مقدار فرحتي يومئذ نكَّد عليَّ، فأحسستُ أني لستُ أنثى، فمع أني أحلى بنات العائلة، والكل انبهر عندما رآني، أمَّا هو (يا لطيف)! قلت: لعلَّه مُسْتحٍ، وظلَّ طوال اليوم ساكتًا لا يتكلم نهائيًّا، وبعد الشبْكة لم يفكِّر أن يتصل بي، واليوم الذي بعده سافر للمدينة التي يسكنُ فيها أهله، أنا - وربِّي - تضايقت، ما كان يبقى على رجوعه للدراسة إلا أسبوع، وما كلمني!

 

المهم حنَّ عليَّ بعد أيام، وكلمني، طبعًا بعد أنْ كلَّمتني خالتي، وقالت فلان يتصل، استغربتُ من الحركة، لكن قلت لنفسي: ما من مشكلة.

 

مكالَمتُنا كانت قصيرة، لكن السلام، وكيف الحال، وأغلق، وبعدها زارني في البيت، وما قال إلا كلمات يسيرة، وسافر... إلخ.

 

هذا كله مرَّرتُه، وغيره من مواقف كثيرة حدثَت.

 

وفي هذه الفترة وقعَت مشكلة بين أهله وأخوالي، ونسَبوها إلَيَّ، زاعمين أنَّ الولد بعدما أخذَني أنا غيَّرتُه عليهم، ونحو هذا الكلام! استغربتُ - وربِّي - هذا الموقف، حتَّى إنه يُحاول أن يخرب علاقتي بأخوالي، ويَسُبَّهم، مع أنهم يحبُّونه جدًّا هو وإخوانه.

 

تحدد موعد الزواج وأنا لا أدري بالمصيبة، كنت أكلِّمه يومها، وبعدما انتهت المكالَمة سمعتُهم يباركون لي، تجاهلتُ هذا كلَّه؛ لكن ذلك أثَّر على نفسيَّتي كثيرًا، حتى نَحفْتُ، وقلَّ كلامي، حتى واجباتي ومشاركتي قلَّت من كثرة تفكيري!

 

جاء يوم الزواج، وكنت خجولاً جدًّا؛ لأنِّي لم أره إلا مرات قليلة، وما كلمتُه كثيرًا، تخيلوا أتى معَه بأكل من المَقْصِف، حق الزواج لا، ويقول للأهل: إنه لا يحتاج إلى عشاء! وعندما ذهبنا إلى الفندق ما فكَّر أن يطلُبَ عشاء! استغربت جدًّا تصرُّفَه هذا.

 

وغير هذا كلِّه ما قرَّب مني نهائيًّا، قلت: لعلَّه متعَبٌ أو مستحٍ، واستمررنا على هذا الحال لا يقرب منِّي ولا شيء حتى سافرنا بعد 6 أيام، وأنا نفسيَّتِي سيِّئة، ماذا بي؟!!

 

وبعد أقلَّ من أسبوع ونحن ببلاد الغربة حدثتْ أوَّل مشكلة؛ جاءني يقول: فلانة اصنَعِي عَشاء، قلت: ها! ماذا أصنع؟! ما زلت عروسًا حديثة، وأصلاً كل الطبخات التي أعرفها تبخَّرَت من ذهني! قال: كيف لا تعرفين؟ أنا دائمًا أسمعهم يتكلَّمون عن طبخك ونحو هذا الكلام، قلت: حسنًا، وماذا أطبخ؟ البيت ليس فيه طعام، قال: ليست مشكلتي، ابحثي عن أي شيء! قلت: فلان، ماذا بك؟ ليس في البيت شيء، وانفعل عليَّ، ورفع صوته، وخرج من البيت! تخيلوا، وربِّي، استغربتُ؛ فما جاء إلا آخِرَ الليل، وراضيتُه، وقال لي: لا بدَّ أن تَطْبخي؛ أنا ليس عندي فلوس كثيرة!!

 

استغربت منه، هو بنفسه قال لي السَّنةَ الماضية: إن أَكْله كلَّه من الخارج، أو يشتري الأكلات المجمدة، ويسخِّنها في البيت، وفضلاً عن هذا: هو عنده فلوس ليست قليلة، ولكن لا أدري لم فعل ذلك؟! وبعد هذا اليوم صرت أدخل المطبخ، وأكتب طلبات، وأطبخ وأنفخ، وأنظف وأغسل... وأنا لم يمض على عرسي أسبوعان، لكن قلت: لا مشكلة؛ فنحن في غربة.

 

اقترَب منِّي بعد زواجنا بـ3 أسابيع، لكن المصيبة أنه لم يحدُث شيء؛ أعني لم يكتمل الموضوع.

 

ثم بدأ الدراسة بعدما وصلنا هناك بيوم، وأنا بدأتُ في معهد بعد أسبوعين؛ بحكم الأشغال الَّتي شغَلني بِها، وأنِّي جديدة، كلَّمتُه عن بَدْء دراستي في المعهد، فقال لي: حسنًا، قولي لأهلك يدفعوا مصاريف الدراسة؛ لكي تبدئي دراسة، أنا لم أستنكِر تصرُّفه، ولكن كلَّمتُ أهلي، فقالوا: ما عندنا مانع، ودفعوا الفلوس، وسجَّلَني وما قصَّر، وصرتُ أذهب إلى المعهد من الصباح، ولا أعود إلاَّ المغرب، هكذا دَوامُهم، ومن المعهد إلى المطبخ، وتنظيف البيت، وهذا حالي، وإذا تكاسلتُ غضب منِّي وانفعل!

 

والله، أهملتُ دراستي من أجله، وبعد أن أنتهي من العمل أكون منهارة، وأذهب إلى فراشي مباشرة، وغير هذا وذاك لَم يكُن يعطيني نفقةً؛ لأنِّي كما قلتُ لكم: في المعهد منذ الصباح حتى المغرب، وما أقاسيه من ألم الجوع، قلت لنفسي: كلِّميه، قلت: فلان، عندي فلوس أريد منك أن تحوِّلها، قال: لماذا؟ قلت: لكي أنفق على نفسي، قال: لا، فما دوري إذًا؟ سكتُّ، قلت: على راحتك، وظللتُ ما يقارب الشَّهر في ذاك البلد، وهو لا يَبْخل على نفسه بشيء، وعلى وعْدِه لَم يُعْطِني النفقة، ولا حوَّل لي، فانفعلتُ عليه، وقلت: حرام عليك، حَوِّل لي النقود، وإلاَّ فسأذهب أنا لتحويلها...ولكن ليست عندي بطاقة، ولا بدَّ في الذي يحوِّل أن تكون معه بطاقة، قال: إذًا هاتي نقودَكِ.

 

وربِّي، نزَل من عيني يوم أخذَها وحوَّل لي، صرتُ أنفِقُ على نفسي منها، حتى إنَّه ذات مرَّة ابتاع لي حذاءً - أكرمكم الله - أذلَّني عليه، قائلاً: جعلتِني أدفع الكثير، يا ويلك لو لم تَلْبسيه! ويا ويلك لو أعَدْتِه، أمَّا هو فأغلَبُ ملابسه بالألوف!

 

وربِّي هذا كله بنفسي، وما أعلمتُ أحدًا، حتَّى عندما أشتري لنفسي طعامًا يغضب؛ لماذا لم تأتِ لي معك بطعام؟ قلت: كنت بالمعهد، وفترة غداء، وأنت معَك، قال: المهم لا تَفْعليها ثانية، إذا اشتريتِ فاشتَري (شوكليت) فقط! ولم أرَ وقاحة مثل هذه، فلوسي هذي، لا، وزاد من فلوس أبي التي حوَّلها له من أجل المعهد، وما رضي أن يُعطيني إيَّاها؛ لأن أبي قال: خُذيها.

 

بعد فترة وصل به الأمرُ أن يشكَّ فيَّ ويسحب منِّي اللاب، ويرى مَن أكلِّم، ويفتِّش في جوَّالي، وخاصمَنِي خصامًا، وأهانني، وقالي: أنتِ عِرضي وشرفي، ماذا تفعلين يا... ويا... وأنا أكلِّم صديقتي، يومَها وصلت معي، وانفعَلْت عليه، وبكيت، وهدَّدتُه بأبي.

 

صار أبي بالنِّسبة له رعبًا، وأصبح يُراضيني؛ قائلاً: لم أقصِد، وبعدها خرج من البيت، وكلَّم أهلي وأخبرهم أنه خائف عليَّ؛ولذلك يفتِّش، وأهلي وقَفوا معه، وأنه خائف عليَّ، حتى أخواتي كانوا معه، وغضبوا منِّي؛ وقالوا: أهذا جزاؤه؛ لأنه خائف عليك؟! وهم لا يَدْرون أنَّ زوجي سِهِّير، ويكلم بنات بحكم الدِّراسة واللُّغة، وأنا يهدِّدني إذا كلَّمت أحدًا من الذين معي بالمعهد.

 

أنا بحجابي كاملاً، وبالنِّقاب، وتحدث لي مضايقات، وإذا شكَوتُه لم يفعل شيئًا، ويقول: لا إشكال في هذا! فهو غير مهتمٍّ أبدًا إلاَّ بالتنكيد، لدرجة أنه لا يريدني أن أتعرَّف على أحد، كأنَّني مسجونة، حتَّى إذا كلمتُ أحدًا من أهلي بالصوت والصورة يغضب منِّي، ويُجْلِسني طوال الوقت أمامه ولا يكلِّمُني!

 

وبعد 3 شهور ونصف، قرَّرنا أن نرجع إلى أهلنا إجازة، فما رضي أن يشتري هدايا، فخرجتُ أنا، واشتريتُ بمالي، حتَّى إنني اشتريتُ لأهله، وقبل أن نرجع بأيامٍ تشاجَرْنا، وقال لي: عندما نرجع يذهب كل واحدٍ في طريق، ولما حملتُ أغراضي وأثاثي كلَّه راضانِي، وقال: فلانة، حرام عليك أن تجعليني أدفع أموالاً أخرى، ويكفي يوم أن أتينا جعلتِني أدفع كثيرًا في هذه الفترة، ذلك اليوم الذي ما كان يشتري لي فيه طعامًا، والبيت فارغ، لا شيء فيه من الطعام.

 

تخيلوا تلك الفترة كلها وأنا لا أزال بنتًا، لَم يحدث شيء بيننا إلاَّ مرَّات فقط، وبعد 4 شهور تقريبًا، ذهبنا إلى المدينة التي فيها الأهل لزيارتِهم، ومكَثْنا ليلة بِطُولها وعرضِها؛ لكي نُنْهِي الموضوع، بعدها قال: انتهى! أردتُ أن أُبارك له، 4 شهور وأنا بنت، ويقولون: حامل، والمصيبة أنَّني أضحك عندما يقولون: حامل.

 

تكلَّم أهلي معه، لا بد أن يحنَّ علي بخصوص الدِّراسة، ونحو هذا الكلام، وما يشغلني عنها، وألا يكثر الحوارات، وخروجه من البيت أغلب الوقت، وقال: قولوا لبِنْتكم، وتكلَّم بأسلوبٍ وقِح، ليس فيه احترام، ورجعت معَه، ومنذُ دخَلنا المطار وزوجي متغيِّر عليَّ، ولا يكلِّمني، ويتشاجر، ويوم وصلنا، صرتُ أراه في النَّهار نائمًا، وفي اللَّيل مستيقظًا، وبمجرد أن أدخل الغرفة لأنام، يأتي ليرى هل نمت أو لا، وبعدها يخرج ولا يرجع إلا في الصباح، ومكَثْنا ثلاثة أسابيع هكذا، أكلِّمه، فلا يعيرني اهتمامًا، ويَحْرمني من الخروج أو مقابلة أحد، سجينة لا أكلم أحدًا، ولا أرى أحدًا.

 

ولما كانت عنده اختبارات كنت أصحو الصُّبح فأصنع له الفطور، فلا يأكل، ويتجاهلني، صرتُ أرسل له دعاءً بالتَّوفيق، فيقول: مشكورة، ويرجع البيت فيتجاهلني، ويشتري له طعامًا، ولا يأكل معي، وربِّي، إنَّه يقهرني، وأنا صابرة عليه كثيرًا، وقد طفح الكيل، حتى الدراسة تمضي عليَّ السَّنة، فكرَّهني في حياتي، وغالبًا عندما يُجامعني، يجامعني من الخلف، وهو حرام، وما يرضى؛ يقول: ليس حرامًا! وتفكيره ومعتقداته، وهذا غير العادة السِّرية التي لا يتركُها، أما معي فما يفعل شيئًا!

 

يكلِّم بنات، يخرج، وكلَّمتُه كذا مرة، ويتجاهلني، وإذا قال لأهلي (يضحك عليهم) بكلمتين، ويصدِّقونه، ويقولون: أنتِ... وأنتِ، كذَّاب، وغير هذا تَشاجرنا.

 

في النِّهاية استيقظ مبكرًا يومَها على العَشاء، ورآني أكلِّم أخواتي، فقام وقال: اذهبي إلى الغرفة الثانية سريعًا، قلت: لماذا؟ قال: لا أريد أن أراك، قلت: لن أقوم، فقام، وتشاجر معي، وسحب الجهاز، ومكث يسخر منِّي، ويستهزئ بي؛ لكيلا أسمع أغانِي! يومها كلَّمت أهلي، وقلت: ألا تُرجعوني، فحجز لي زوجي في ساعتها، سبحان الله! ما نمتُ، بل قعدتُ أرتِّب أغراضي، وأقرأ القرآن، وظللتُ حتى وقت متأخِّر جدًّا، وهذه أول مرَّة أفعلها، وآه من ذاك اليوم!

 

دخلتُ تحت الفراش فإذا بالباب يُفتَح، ويدخل الغرفة مباشرة، ويرمي نفسه على السرير، أنا نزَعْت وسادَتِي، وخرجتُ إلى الصالة، فسمعتُ صوتًا، فرجعت، فلقيتُه قد عاد، انفجعت عليه، ورفعتُه، وليتني ما رفعتُه! اتضح لي أنَّه سكران! وظلَّ يقول كلامًا، وحركات قلبي صارت تتواثب، لم أعرف ماذا أصنع، وددتُ أن أُجَن! لا أدري هل هو كل يوم يفعل ذلك؟

 

ومن رحمة ربِّي أن رأيتُه اليوم، وإلاَّ فكيف كنت سأقوم برحلتي في الصَّباح؟ فتركتُه، وتأخَّرت، وحجزت اليوم الذي بعده، تخيَّلوا في اليوم الثاني ما نمت أبدًا، وأجبرني على الجِماع، أنا صرت خائفة ولا أعرف أين أذهب؛ غُرَف البيت بدون مفاتيح، ومكثْت على هذا الحال طول اليوم حتَّى أفاق، وذهب بي إلى المطار.

 

ركبت الطائرة، وأنا ما زلت أنتفض، ومن بلد إلى بلد طوال الرحلة، وما أهمَّه حتَّى وصلتُ إلى أرض الوطن، ورميت نفسي في حضن أبي، والله إنَّه متكدِّر، ويحسُّ أنه ظلمَني عندما لم يصدِّقني في المرَّات التي فاتت، يومها قلت لأمي على موضوع الشُّرب، وفُجِعت، وحاول أبوه أن يكون هو الوسيطَ هذه المرة بيننا، وكان في كلامه انحياز لابنِه؛ لا بد أن تفعلي كذا، ولا بد أن تكوني كذا... ويضع لابنه أعذارًا، وأخبرتُ أهلي فغضبوا منِّي أيضًا؛ فهو خالي، وقال: إنِّي مثل بنته، ومستحيل أن يَظْلمني!!

 

وفي النهاية قرَّرتُ أن أرجع، مع أنَّ ابنَه لم يكلِّمني في موضوع الرَّجعة، وأنا التي كلَّمته، فقال لي: متى تريدين، قلت: إذًا، اليوم الفلاني، قال: حسنًا، بعدها بأيًام اتصل بي، وقال: فلانة، أهلك حجزوا لكِ؟ قلت: وما دَخْل أهلي؟ قال: كما أتوا بك يرجعونك، وسمعَت أمي هذا الكلام، وغضبت.

 

(تصدِّقون: من الأسباب التي تزوجني لأجلها: أنِّي بيضاء، وأهل أبي حِسَان؛ يريد أن أُحسِّن النَّسْل فقط، وعلاوة على هذا فإن أخوالي كلموه كثيرًا لكي يأخذني).

 

وكلَّمَت خالي، فقال: الولد لا يقصد، وهذه بنتك، هي السبب، وغضِبَ خالي وانفعل، وكلَّمني، وعنَّفني، حتى أمي انفجعَت، مع أنَّها تلطِّف الأمور طول الوقت، وغضب، وقال: لماذا يقول له أبي: انتبه للولد، ولدي (متربِّي)، ولا أدري هل هناك أحد يعرف بموضوع الشُّرب إلا أمي، بعدها كلَّمَني أبي، وسألني إن كنتُ سأرجع أوْ لا، وهو معي في كلِّ قراراتي، أما الوالدة فهي تحمل همَّ أبيها وإخوانِها.

 

وأنا استَخْرت أكثر من مرة، ولا أريد أن أرجع، لكن أحمل همَّ اسم (مطلَّقة) وأنا ما أزال صغيرة! أشيروا عليَّ عافاكم الله؛ فقد تعبتُ جدًّا.

 

وأنا عند أهلي الآن منذ شهرين ونصف، ولم يكلِّمني هو ولا أهله، أنا تعبت جدًّا، حتَّى كلامي كثير، لكن أريد أن يحمل أحدٌ معي جزءًا من هَمِّي، ويفكِّر معي في أشياء كثيرة مِمَّا علمَت أمِّي بِها، فما رأيك هل أُعْلمه، وأطلب الطلاق، ولا أحمل همَّ هذا الاسم؟

 

اعذروني على كلامي الكثير، وأسلوبي، أخبَرْت أهلي بالموضوع كاملاً، وأنِّي أريد الطَّلاق، ووقفَت معي والدتي، واختَرت التخصُّص الذي أريده، وأسجِّل، وأنا مسرورة أنِّي أكمل حلمي، وأعتمد على نفسي، لكن جاءنا خبر أنه قادم اليوم، وفتحَت أمِّي معي الموضوع؛ إنَّه صعب الطلاق، ونحو هذا الكلام الذي قهرَني وجرحني جدًّا، إنَّها ساعةً تتأثَّر وتخاف عليَّ، وبعد ذلك تريدني أن أرجع، أحسُّ أن نفسيتي سيِّئة جدًّا، ولا أدري ماذا أصنع؟

الجواب:

أهلاً بكِ يا عزيزتي في الألوكة.

تعالَي نلخِّص المشكلة، ونَذْكر المَحاور الأساسيَّة:

• تزوجتِ منذ ستة أشهر.

 

• لَم تشعري باهتمامٍ من ناحيته منذ فترة الملكة.

 

• علاقتكما الخاصة مُضْطربة ومتوتِّرة، وصار يأتيك بطريقة محرَّمة.

 

• لا ينفق عليكِ أو يعطيك حقوق النَّفقة والمأكل والمشرب.

 

• شكَّاك.

 

• يَشْرب الخمر.

 

• لَم يسأل عنكِ أو يطلب رجوعَك حين تركْتِه وعدتِ لأهلك.

 

• ترغبين في الطَّلاق، لكنك خائفة من لقَبِ "مطلَّقة"، ومِن تَبِعات وضْعِك كمطلَّقة.

 

كما تُلاحظين؛ كل ما ذُكِر في الأعلى هو سلبيات؛ لأنكِ لم تَذْكري في رسالتك غيرها، باستثناء حين وصَفْتِه في البداية بأنه مثقَّف، وذو خُلق، وحافظ للقرآن الكريم، ولكن بعد الزواج اكتشفتِ وجهًا آخر كان مختفيًا عن الجميع، ولم يتوقَّعه الجميع، رأيتِ وجهًا مختلفًا عن المثقف الخلوق، بالتأكيد إنه أمر مؤلِمٌ وصادم جدًّا حين نكتشف أمرًا مختلفًا تمامًا عمَّا تخيلناه وتوقعناه.

 

أنتِ الآن لا ترغبين في الرجوع إليه، وتخافين من أن تحملي لقب مطلَّقة، وأنتِ ما زلتِ صغيرة، إذًا أنت بين أمرين، أحلاهما مُرٌّ، وحتى نختار أحدهما؛ يجب أن نفكر بحكمة وتعقُّلٍ شديدين، فكِّري في وضعك إن عدتِ لزوجك؛ كيف ستكون حياتك معه؟

 

هل هو مستعد للتحسُّن والتغير للأفضل؟

 

هل أنتِ مستعدة أن تكملي بقية حياتكِ مع رجل بشخصيته وعقليَّتِه؟

 

إن عدتِ هل ستضمنين أنه لن ينتكس، أو يبقى كما هو؟

 

هل أنتِ مستعدَّة لإنجاب طفل منه؟

 

كل هذه الأسئلة يجب أن تكتبي إجاباتها لتعرفي ما ستواجهينه إن عدتِ إليه، وما عليكِ أن تتحمليه وتصبري عليه.

 

أمَّا إن عزمتِ على الطلاق، فهل أنتِ مستعدة لتحمُّل نظرات الشفقة والفضول التي ستواجهينها عند لقاءاتك بالناس والأهل والصديقات؟

 

هل أنتِ مستعدة لتحمُّل كلمات جارحة وظالمة من البعض؛ لأنكِ صرتِ مطلقة؟

 

هل تملكين القوة والعزيمة لتكملي دراستك وتتفاءلي طوال الوقت، ولا تسمحي لليأس أن يتسلل إليك؟

 

على أيِّ أساس ستتخذين قرار الطلاق حتى لا تكون هناك لحظات تقولين فيها لنفسك: لو أنني صبرت!

 

هل أنتِ مستعدة لمواجهة جدك وأخوالك، والدفاع عن نفسك أمامهم؟

 

فكِّري في هذه الأسئلة، وأجيبي عنها بصدق حتى تقيسي وتعرفي مدى قدرتك على تحمُّل وتوقُّع الموقف، ومعرفة ما ستواجِهينه في المستقبل.

 

أفضلُ طريقةٍ أن تعزلي نفسك في غرفتك لعدَّة أيام؛ حتى تستطيعي أن تفكِّري بعمق، وبدون أيِّ تأثير خارجي من أسرتك أو صديقاتك؛ فأنتِ التي عشتِ معه عن قرب، وبدون أيِّ أقنعة أو حواجز، وأنتِ وحدك من يعرف إيجابيَّاته وسلبياته.

 

لذا؛ فكِّري في الوضعين، واكتُبِي سلبيَّات وإيجابيات الحياة في كلٍّ منهما، والفوائدَ والخسائر التي ستلحقك في كلٍّ منهما، وأي وضع أنتِ أقدر على تحمُّلِه والتعايش معه لأطول فترة ممكنة، وأي وضع ستخرجين منه بخسائر أقلَّ، ومكاسب أكثر؟!

 

إن أردتِ العودة لزوجكِ فلا بدَّ أن يتغيَّر؛ حتى تستمرِّي معه، ولن يتغير حتى يقتنع من داخله أنه مخطئ، فهل تعتقدين أنه قد يقتنع ويتغيَّر؟

 

وقبل أن تعلني قرارك، من الأفضل أن تتحدثي مع جدك والد أمك إن كان موجودًا، أو مع شخص كبير وحكيم في العائلة له هيبته وكلمته المسموعة، وتُخبريه بكلِّ ما حدث بينك وبين زوجك بلا استثناء، فإن عدتِ تعودين بشروطٍ ومواثيق، وإن انفصَلْتِ تنفصلين بكرامتك وبدون أن تصبحي أنتِ المخطئة أو السيِّئة التي تقوَّلت عليه أو أساءت له.

 

أعلم أن الطلاق يا عزيزتي ليس أمرًا سهلاً أبدًا، وطريقة التفكير المتَّسِمة بالجهل والتعصُّب في مجتمعاتنا زادت من صعوبته وقسوته، لكن لو لم يكن سببًا للراحة والخلاص لما شرَعه الله سبحانه، أليس كذلك؟!

 

وأنتِ بيدكِ أن تجعلي من تجربة زواجك وطلاقك نقطة تقدُّم وتحوُّل في حياتك، وسببًا لنضجك وحكمتك ونجاحك، وذلك حين تُحوِّلين مشاعر الغضب والسلبية والحزن والألم إلى طاقةٍ تدفعك إلى العمل والدِّراسة والتحصيل، وحين تجعلين من تجربتك إثراء وخبرة تستفيدين منها في تجارب حياتك المختلفة.

 

انفصالكِ في هذه السنِّ صحيح أنه قاسٍ وصعب، لكنَّه أفضل من أن تنفصلي وأنتِ في الثلاثين، أو وأنتِ أمٌّ لطفلٍ أو اثنين؛ فالحياة ما زالت أمامكِ وفرصتك لعيش تجربة زواج ناجحة وسعيدة ستكون كبيرة وواسعة بإذن الله؛ لأنَّك صغيرة وشابَّة ومتفائلة.

 

أرجو أن أكون قد ساعدتك لأوضح لكِ الصورة أكثر وأفيدكِ، ولكن مهما فعَلْت فالقرار الأخير هو بيدكِ أنتِ، وأنتِ وحدك من سيقرِّره!

 

أتمنَّى لكِ الخير والسعادة والاستقرار.

 

وتابعينا بأخبارك لنطمئنَّ عليكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لقب " مطلقة " كسر مجاديف الثقة
  • هل أتنازل وأقبل أي خاطب لأني مطلقة؟
  • ندمت على زواجي من مطلق
  • طلقني ويريد إعادتي سرا
  • حياتي غير مستقرة منذ أربع سنوات
  • هل أقبل المطلق أو أبقى عانسا؟
  • أخاف من الحياة وحيدة بلا زوج
  • طلقني بعد 11 يوما من الزواج!
  • تزوجت سرا رغبة في الحلال
  • غياب الزوج عن زوجته في بداية الزواج
  • هل أعود إلى زوجي الأول؟
  • مرت سنة على طلاقي
  • طليقي يريد إرجاعي
  • طلقني زوجي ظلما
  • هل الطلاق حل مع وجود أطفال ؟
  • هل أنفصل عن زوجي بسبب عدم الإنجاب؟

مختارات من الشبكة

  • الجمع بين ألقاب أهل السنة والجماعة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • ضوابط ألقاب أهل السنة والجماعة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • ألقاب الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التصغير في القرآن الكريم والكنى والألقاب في العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • القصيعة: ألقاب وأسماء وأماكن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سبب ظهور ألقاب أهل السنة والجماعة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • حديث عابر عن الألقاب العلمية(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • التفسير اللقبي لــ (أصول الفقه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسماء أهل التعالم وألقابهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة نزهة الألباب في الألقاب (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب