• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

خائفة على أخي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/5/2011 ميلادي - 17/6/1432 هجري

الزيارات: 16810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوجة حديثًا، وأنا أكبر إخوتي؛ البنات والأبناء، وتأتي بعدي أختي الأصغرُ مني بسنتين، وأصغَرُ منها بسنتين أخي الذي يدرس بالجامعة، وهو الذي سأتحدَّث عنه.

 

نحن بيت - ولله الحمد - مُحافظ، ولا يوجد في عائلتنا كلِّها أيُّ منحرف، ولله الحمد، وأبي وأمي مدرِّسان، وأبي يصلِّي كلَّ الصلوات في أوقاتها، وعند كلِّ صلاة يوقظ إخوتي إن كانوا نائمين، ويُناديهم للصلاة إذا كانوا متيقظين.

 

وعندنا إنترنت مفتوح في البيت، وعندنا 4 أجهزة (لاب توب).

 

المشكلة أن أخي الذي بالجامعة يجلس وحده في غرفته، ويقضي أغلب وقتِه على الإنترنت، وهو لا يقصِّر معنا؛ يؤدِّي أغراضنا، ولكن أنا أشكُّ منذ مدة، وخائفة أن يرى أفلامًا محرَّمة؛ لأنه آخر الليل يجلس على الإنترنت، وفوق ذلك كنت أشكُّ أنه يتكلم مع فتيات.

 

مع العلم أن أخي كنت أراه محترمًا جدًّا، وحَيِيًّا، ولكن منذ وقت بدأ يمشي مع خالي الذي هو أكبر منه بسنوات، وخالي متزوِّج، ولكنه أيام عزوبَتِه كانت له سوابق مع الفتيات، والمعاكسات، ثُم تاب، ولكن خالي - أصلحه الله - يتكلم بكلِّ وقاحةٍ أمام أخي عن علاقته بالفتيات، ومغامراته معهن قديمًا، وأحسُّ أنه أثَّر عليه، وجرَّأه على هذا الشيء.

 

المهم: بالأمس صُدِمَت أختي الصغيرة في أخي؛ أختي في المتوسط ذهبَتْ إلى المطبخ آخِرَ الليل، وغرفة الخادمة قريبة من المطبخ، وسمعَتْ صوتًا عند الخادمة، فُجِعت، وخرجَت، ووقفت في وسط الصالة من أثر الصدمة، ظننتُ أن شخصًا أجنبيًّا دخل البيت، وإذا بأخي في المطبخ يتظاهر أنه يشربُ ماء، أما أختي فتقول: "رأيت عينيه حمراوَيْن"، وأختي مسكينة، وأنا خائفة عليها من الصدمة.

 

لَم أنَم طول الليل، وفي الصباح قالت لأمي، وأنا علمتُ بالأمر.

 

ماذا نفعل مع أخي ومع الخادمة؟ ولقد صدمتُ كثيرًا في أخي، وفقدتُ احترامي له، ولم أُطِق النظر إلى وجهه!

 

ماذا أفعل؟ كيف نتصرَّف؟ ليتكم تردون في أقرب فرصة ضروريًّا!

 

أما أمي فكان رد فعلها ألا نستعجل في التصرُّف؛ لأن هذه الأمور تحتاج إلى رَوِيَّة، ولا نستطيع أن نُخبر أبي؛ فهو عصبي جدًّا، ولا يتحمل مثل هذه الأمور، أما الخادمة فيتبقَّى لها أشهر وتسافر، مع أنها كبيرة في السن.

 

هل نفصل الإنترنت في الليل، وتأخذ أمي الجهاز من أخي؟ هل تواجهه بالموضوع، وتوبِّخه، وتذكِّرُه بالله، أم ماذا؟ وأختي مسكينة، صُدِمت بهذا الأمر وهي في بداية عمرها، الله يعين. 

الجواب:

أختي العزيزة، حياكِ الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المراهقة - كما عرفها الدكتور "فؤاد البهي السيد" -: "هي المرحلة التي تَسبِق، وتصل بالفرد إلى اكتمال النُّضج، وهي بهذا المعنى عند البنات والبنين حتى يصل عمر الفرد إلى 21 سنة"، وأخوكِ الكريم بِحُكم هذا التعريف لا يزال في عمر المراهِقين!

 

ومن المعلوم بداهةً أن المرء في سنِّ المراهقة يكون عُرضةً لغلَبة الشَّهوة والهوَى وكيد الشيطان، وقد قال ابن الجوزيِّ في كتابه "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر"، حين ذكر الموسم الثاني من مواسم العمر - ويعني به مرحلة المراهقة والرُّشد -: "وهذا هو الموسم الأعظم الذي يقع فيه الجهاد للنفس والهوى وغلبة الشيطان، وبصيانته يحصل القرب من الله تعالى، وبالتفريط فيه يقع الخسران العظيم، وبالصبر فيه على الزلل يُثنَى على الصابرين، كما أثنى الله - عزَّ وجلَّ - على يوسف - عليه الصَّلاة والسَّلام - إذْ لو زلَّ من كان يكون؟".

 

ولعل من جميل ما قاله علماء الصوفية حول قصة يوسف - عليه السَّلام -: "إن فائدة قوله: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [يوسف: 22] إنَّما أعطاه ذلك إبَّان غلَبة الشهوة؛ لتكون له سببًا للعصمة"، كما أن الله - سبحانه وتعالى - ما إن ذكر بلوغَ يوسف - عليه السَّلام - حتى أتبع ذلك بذكر قصَّتِه مع امرأة العزيز، فقال - عزَّ من قائلٍ سبحانه -: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 22 - 23].

 

ولا تزال امرأة العزيز تقتحم غرف شبابنا حتى اليوم، وتراودهم عن أنفسهم؛ عن طريق الإنترنت، والتلفاز، والجوال، والبلاك بيري، وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة! لكن تبقى مشاهدة تلك الآثام، وسماع تلك المنكرات دون الزِّنا، وفِعْلِ الفاحشة، وكما قال ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: "مارأيت شيئًا أشبهباللَّمَم مما قال أبو هريرة؛ أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إن الله كتب على ابنِ آدم حظَّه من الزِّنا، أدرك ذلك لا محالة؛ فزنا العينين النَّظر، وزنا اللسان النُّطق، والنَّفس تَمنَّى وتشتهي، والفرْجُ يصدِّق ذلك أو يكذبه))؛ متفق عليه.

 

والصغيرة تقود إلى الكبيرة، لكن متى كبرت النَّفسُ صغرت لديها الدُّنيا بكل شهواتها ومفاتنها.

 

في تعاملنا مع هذا النوع من مشكلات الشباب، علينا أن نتذكَّر دائمًا أننا أمام بشر غير معصومين، لا ملائكة مكرَّمين، وأن نتذكَّر أن ما قد يحدث اليوم مع أبنائنا قد حدث بشكلٍ أو بآخر مع أبناء الصَّحابة - رضي الله عنهم أجمعين - في حدود عصرهم، وما فيه من فِتَن، لا تُقارَن بأية حال مع فِتَن هذا العصر، عصمنا الله جميعًا من الوقوع فيها!

 

عن عبدالله بن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: "كان الفضْلُ رديفَ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فجاءت امرأةٌ من خَثْعم، فجعل الفضْل ينظر إليها، وتنظر إليه، فجعل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَصْرف وجه الفضل إلى الشقِّ الآخر، فقالت: إنَّ فريضة الله أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يثْبت على الراحلة، أفأحجُّ عنه؟ قال: ((نعم))، وذلك في حجة الوداع"؛ رواه البخاري.

 

وفي "مسند أحمد"، قال العبَّاس: يا رسول الله، إنِّي رأيتُك تَصْرف وجهَ ابنِ أخيك، قال: ((إنِّي رأيتُ غلامًا شابًّا وجاريةً شابةً، فخشيت عليهما الشيطان))!

 

هذا، والفضل بن عباس صحابيٌّ جليل، والمرأة الخثعميَّة صحابيَّة جليلة، والموسم مِن أعظم مواسم العبادة؛ هو موسم الحجِّ، والموقف أمام أعظم الخلق رسولِ الأُمَّة - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكنها طبيعة السِّن؛ فقد كان الفضل شابًّا صغير السِّن، وكذلك كانت المرأة الخثعميَّة، ولو كان غير النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - لرأينا عجبًا، ولكنه نبيُّ الرحمة والحكمة محمد؛ ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128] - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

لقد عالج النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا الموقفَ بأسلوب تربوي بعيدٍ كلَّ البعد عن العُنف الذي نتبعه عادة في علاج هذا النوع من المشكلات، وبأسلوب لا يمزِّق ثقة الشابِّ بنفسه أو بعلاقته بمربِّيه، وهكذا يجب أن تكون طريقة تعامُلِنا مع مشكلات الشباب بعيدةً عن أساليب التهديد والوعيد، والعنف والتضييق، دون حاجةٍ إلى قطع الإنترنت، أو مصادرة الحواسيب؛ فكل هذه الوسائل العلاجية أثبتَ الواقِعُ عقْمَها وفشلَها، وإن كان لها من عمل فليس سوى قطْع العلاقات الأخويَّة والأسرية! وتمزيق عُرَى الثِّقة والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، مبقيةً على جذور المشكلة مخضرَّة وحيَّة؛ لأن منبعها الأصيل من داخل الفرد نفسه وَلأَنَّهُ كَبُرَ الكَبِيرُ عَنِ الأَدَبْ!

 

لدى الإنسان أربعة منابع؛ إن لم يملأْها بما أمره الله - سبحانه وتعالى - ورسولُه الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ملأها الشيطان الرجيمُ بكيده وغَوايته؛ وهي: الرُّوح، والعقل، والعاطفة، والوقت!

 

ومعظم شبابنا اليوم يعانون فراغًا هائلاً في معظم تلك المنابع، فقلَّ ما تجد شابًّا إلا ويُعاني من فراغ روحي، وفراغ فِكْري، وفراغٍ عاطفي، وفراغ في الوقت، ولو أنَّه ملأ وقته بما يُرضي الله، وشحذ فكره في طاعة الله، ووصل روحَه بالله، وأشبع أهله عاطفتَه كما أمر الله؛ لما عَصى اللهَ بطاعة الشَّيطان، ولو علم الله فيه خيرًا، ورغبةً في الهداية والصلاحِ؛ لعصَمه من تلك الفِتَن.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - قدَّس الله روحَه - في رسالته "أمراض القلب وشفاؤها": "وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف: 24]، وهو برهان الإيمان الذي حصل في قلبه، فصرف الله به ما كان همَّ به، وكتب له حسنة كاملة، ولم يكتب عليه خطيئة؛ إذْ فعل خيرًا ولم يفعل سيِّئة".

 

إذًا؛ فإن المفاتيح الذهبيَّة لحلِّ هذه المشكلة يملكها أخوكِ وحده؛ فهو القادر - إن رغب - على حفظ عقلِه ووقته، وعاطفته وروحه، وإن كان ثمَّة طرَفٌ خارجي يمكنه التدخُّل ها هنا، فأحسبه والدتكِ الكريمة - حفظها الله - بما تلمَّستُه في كلامها - في ضرورة استعمال الحكمة - من حكمةٍ، فاطلبي منها أن تقترب من أخيكِ أكثر، وأن تذكِّره بالله على الدوام، وألا تألُوَ جهدًا في تغذية العلاقات الفاترة بينه وبين أبيكم؛ إذْ يبدو أنَّ العلاقة بينهما غير مستقرَّة، وإلا كُنَّا قد طلبنا تدخُّلَه في حلِّ المشكلة، وألاَّ ينسى طرْقَ أبواب السماء بالدُّعاء؛ فدعاء الوالد مستجاب بإذن الله ولو بعد حين.

 

أما الخادمة فأمرها هيِّن؛ فما دامت سترحل عمَّا قريبٍ فلا ضَيْر من وجودها بعد الآن، ولا داعي بعد هذا الموقف لاستقدام خادمةٍ أخرى، إلاَّ أن تكون ممن يعمَلْن لساعات محدودة، من دون أن يكون لهنَّ معيشة داخل المَنْزل.

 

هذا يا أُخيَّتي إن صدَق الظنُّ، وإلا فإن المشكلة من أوَّلِها إلى آخرها لا تعدو أن تكون من عمل الشيطان، ونسْجَ أوهام أختكِ الصغيرة في ليلةٍ ظلماء، وظنونكِ وشكوككِ التي لا أصل لها!

 

وقد حذَّر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من اتِّباع الظن فقال: ((إيَّاكم والظنَّ؛ فإن الظَّن أكْذَبُ الحديث))؛ متفق عليه، وقال ربُّ العزة والجلال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

 

لو سألتكِ الآن: ما الذي أيقظَ أُختكِ في هذه الساعة المتأخِّرة من الليل؟! أهي الحاجة إلى دخول الخلاء؟ أم الجوع؟! أم الرغبة في التجسُّس؟!!

 

أظنُّ أن جوابكِ لا يخرج عن الاحتمالَيْن الأوَّلين، ولعلَّها قد أبلغَتْكِ بالسبب في حينِه وصدَّقتِها؛ لأنكِ لا تشكِّين بها، ولأنها لا تزال صغيرة على ارتكاب الإثم والخيانة، بينما تُسيئين الظنَّ بأخيكِ وإن أخبركِ بالحقيقة صادقًا! لأنكِ من الأصل لا تثقين به، ولأنه الكبير، والكبير - في عُرفنا الأعوج - هو الكاذبُ والخائنُ على الدَّوام!

 

من الطبيعي يا أخيَّة أن يستيقظ الإنسان ليلاً، وهو محمرُّ العينين، إن لم يأخذ قسْطَه الكافي من النوم، ولعل الخادمة قد سمعت صوتَ خطوات أخيكِ في المطبخ، وصوت خطوات أختكِ في الصالة، فخرجَتْ لتستبين الأمر، ثم عادت إلى مخدَعِها حين رأت أخاكِ، وربَّما دار حديثٌ قصير بينهما في حينه، ولسنا نَكْذب حين نقول ذلك، أو نتوهم شيئًا لم يكن، ولكننا نُحسن الظنَّ بأنفسنا وبالآخرين؛ كما أمر الله تعالى: ﴿ لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12].

 

فلا أنتِ تعرفين الحقيقة، ولا أختكِ الصغيرة، ولا أنا، وحْدَه الله مَن يعلم ذلك، ثم أخوكِ والخادمة، وحتَّى تُعرَف الحقيقة من فمِ أحدهما؛ فعلينا أن نتذكَّر قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

 

وأختكِ ليست بالفاسقة، حاشاها وحاشاكِ! ولكنها فتاةٌ قاصر، وشهادتها أيضًا قاصرة، ولا يؤخَذُ بها، وأرى أن تُخبريها بتلك الاحتمالات التي تصوَّرناها للموقف؛ لتحتفظَ في ذاكرتها بصورة جيِّدة عن أخيها، ولا تكوني عونَ الشيطان على أخيكِ بتضخيم مشكلة باتت جزءًا مرحليًّا من عمر الشباب!

 

أما عن أثَرِ هذا الموقف على أختكِ الصغيرة، فلا أراه كبيرًا ومقلقًا كما تُصوِّرينه أنتِ؛ فأختكِ ليست بالصغيرة إلى الحدِّ الذي يُخشى فيه على نفسيتها من التأثُّر والاضطراب، ومثل هذا الموقف قد يحدث معنا جميعًا بشكلٍ أو بآخر، والحياة مواقف، وإذا أحسنَّا التعامل مع المواقف، وأحسنَّا الظن بأنفسنا وبالآخرين، ومنحناهم الفُرَص الكافية للمراجعة الذاتية، ومنحناهم الحبَّ الصادق والاهتمام المخلِصَ الذي يحتاجونه منا، وستَرْنا على أنفسنا وعليهم - استراحت أنفسنا، وانتهت كلُّ مشكلات الحياة بلا نُدوب!

 

فيا عزيزتي، احرصي على إبقاء هذا الموقف في طيِّ الكتمان والنسيان، ولا تُخبري زوجَكِ عمَّا حدث، ولا أحدًا خارج إطار أسرتكِ؛ فهذه أعراض، وعِرض المسلم حرام، و((باب التوبة مفتوحٌ، ما لم تطلعِ الشمس من مغربِها)) كما في الحديث الثابت، وكما تاب الله على خالكِ، أسأله تعالى أن يتوبَ على أخيكِ وعلى شباب المسلمين، وأن يرزقهم الهُدى والتُّقى، والعفافَ والغِنَى بالحلال عن الحرام، وأن يرزُقَهم وبناتِ المسلمين ما تقرُّ به تلك العيون فلا تخون، اللهم آمين.

 

دمتِ وأهلكِ بألف خير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أخي مجموعة مشكلات في شخص واحد
  • أخي غير ناضج ويريد الزواج
  • طفل نحيف جدا
  • أخي يحب بنت عمه

مختارات من الشبكة

  • الأخ سند أخيه وعضده وقوله تعالى {سنشد عضدك بأخيك}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على سود أخيه(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • تفسير: (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخي الأصغر يشاهد إباحية الشذوذ(استشارة - الاستشارات)
  • فضحت معصية أخي عند أمي(استشارة - الاستشارات)
  • أخي يشرب الحشيش(استشارة - الاستشارات)
  • فائدة في البحث عن روايات ابن أخي ابن وهب عن عمه في صحيح مسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخي مثلي الجنس(استشارة - الاستشارات)
  • أخي الأصغر لا يصلي(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب