• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات دعوية / الدعوة والعبادة
علامة باركود

متمردة

أ. ديالا يوسف عاشور


تاريخ الإضافة: 13/3/2011 ميلادي - 7/4/1432 هجري

الزيارات: 10169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، ولكن أشعر أني قد بلغت 100 سنة.

 

أنا من الصغر أمارس العادة السرية، أسكن في دولة أوربيَّة وطالبة، وأعمل، ولكن مع كل هذا يشغلني فراغٌ كبير؛ هو الفراغ العاطفي، لا أعرف هل هو أتى من مُمارستي للعادة السرِّيَّة أم لا.

 

لقد وجدت شخصًا يَملأ فراغي من خِلال النِّت، تعرَّف عليَّ وتعرَّفتُ عليْه، ووجدتُه شخصًا ملتزمًا، أنا لَم أكثر في التَّمادي وقلتُ له: إذا كنتُ تريد أن أكون حلالاً لك فهذا عنواني، واسم أبي، وانتهت المسألة إلى هُنا بعد ما وعدني بوعودٍ كثيرة.

 

الآن هو متجاهل لا يردُّ عليَّ، لا أعرف السَّبب، أنا أعتقد أنَّه هَرَب من مواجهة المسؤولية لأنها على عاتقه حمل ثقيل، بالرَّغم أنَّ عمره يبلغ 28 سنة.

عندما وجدتُ هذا التَّجاهُل تعاهدتُ مع ا

لله أنِّي لا أفكِّر فيه، ولا أمارس العادة السرِّية، ولكن نقضت هذا العهد مرَّتين، وأنا الآن نادمة جدًّا لنقضي العهْد بيْني وبيْن الله.

 

أنا أعرف أن الله غفور ورحيم، ولكن أنا إلى متى أبقى متمردة؟!

 

وتأتي عليَّ أيام أدعو على نفْسي بالهلاك لأنِّي مقصِّرة متمردة، عندما أتذكَّر ما أفعل أخجل من الله، ولكن أسأل نفْسي: أين كان هذا الخجَل عندما ارتكبت الأفعال السيِّئة؟

 

ولكن أنا الآن مُحتاجة أن أتقدَّم خطوة إلى الأمام، أنسى الماضي وأمشي قُدُمًا للأمام، ولا أرى ما في خلْفي من حكايات ومَعاصٍ.

 

أريد منكم جدولاً أنظم فيه حياتِي الدنيويَّة والدينيَّة.

 

أريد شيئًا يَجعلُني قويَّة أمام ضعْفي.

 

آسفة للإطالة.

 

وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليْكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.

أختي الفاضلة:

لعلَّ النَّاس لا يختلفون كثيرًا في أسباب حصول السعادة أو الحزن؛ فما يُسعدنا من أمور، يَسعد بها غالب الناس، وما يُنغص عيشَنا يغتمُّ به الناس أيضًا، لكن الشَّيء الذي يختلفون فيه هو كيفية التعامل مع أحزانهم وأفراحهم؛ فالبعض يتعامل مع مشكلاته بصورة أكثر إيجابيَّة من البعض، وهذه سنَّة الله: الاختلاف بين البشر.

 

تريدين ثلاثةَ أشياء الآن:

التقدم إلى الأمام ونسيان الماضي.

 

جدولاً لتنظيم الحياة دينيًّا ودنيويًّا.

 

شيئًا يجعلك قويَّة أمام ضعفك.

 

قبل تلبية طلباتِك - يا كوثر - تأمَّلي معي هذه القصَّة البديعة:

قدم عبدالرَّحمن بن عوف المدينة مهاجرًا، وكان في مكَّة تاجرًا مُمَكَّنًا لكنَّه جاء المدينة فقيرًا معدمًا، كباقي المهاجرين.

 

بعد أن آخى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري، قال سعد لعبدالرحمن: أي أُخيَّ، أنا أكثر أهل المدينة مالاً، فأقسِم مالي نصْفَين، فخُذ نصفَه وأبْقِ لي نصفَه، ثمَّ عرض عليه أيضًا أن يزوِّجَه؛ إذ لا زوْج له!

 

فقال له عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلِك ومالِك، ولكن دُلَّني على السوق.

 

صحيح، عبدالرحمن ترك مالَه في مكَّة واستوْلى عليه الكفَّار، لكن كان له عقل راجح، وخبْرة تجاريَّة واسعة.

 

دلَّه سعد على السُّوق، فذهب فاشترى وباعَ ثمَّ ربح.

 

اشترى بضاعةً بالآجِل ثمَّ باعها، فصار عنده رأس مال تاجَرَ فيه.

 

وكان يُتْقِن فنَّ البيع والشراء، حتَّى جمع مالاً وتزوَّج.

 

وقد كان بإمْكانه تَحقيق ذلك في يومٍ واحد، لكنَّه آثَرَ أن يعْمل بنفسِه ولا يأكل من تعب غيره، آثرَ أن يضع هدفًا واضحًا يسْعى لتحْقيقه ويشغل نفسه بذلك، ولم تدَعْه نفسُه وهمته العالية حتَّى حقَّق الهدف ونال الشَّرف.

 

تأمَّلي - يا كوثر - حالك كلَّه، في العمل على سبيل المثال: هل أنت مستمْتِعة بعملك؟

 

لا أعتقد ذلك.

 

ففكِّري في طرق فعَّالة للاستِمْتاع به بأي وسيلة مشروعة، ولو كانت بتغْيير النَّشاط إلى ما يُناسبك ويناسب ميولَك ويحقِّق إبداعاتك.

 

كلُّ إنسان يبدع في مجال ما، لكن الكثير منَّا لا يدْري: فيمَ يُبدع؟ ولا يعلم أي الأمور التي يحقِّق بها ذاته ويرى ثمرة نجاحه واضحة جليَّة، وعدم الانسِجام في العمل، أو الشعور بالإرْهاق والملَل منْه من شأنه أن يصيب الإنسان بإحْباط، ويُفْقِده السَّيطرة على بعض أفعاله، ثمَّ يؤدِّي إلى اكتئاب حادٍّ لو أهمله.

 

فعليْك أوَّلاً بتأمُّل حالك كله، ما الَّذي يُصيبك بالتعاسة إلى حدِّ الشعور بعمر أضْعاف أضعاف عمرك؟

 

كوْنك تنبَّهت لهذه العلاقة غير الشرعيَّة، واستطعت بهذه السُّهولة التخلُّص منها بعد ما تبيَّن لك عدم جدِّيَّة الشَّاب معك، لا يدل إلاَّ على إرادة قويَّة وعزيمة صلبة، وهذا ما تَحتاجينه لإكْمال المسيرة، فالعادة السرِّيَّة لا تختلف كثيرًا عن غيرها من المعاصي في السبل الَّتي ينبغي اتِّباعُها للانتِصار عليها والتخلُّص منها، ولا يعني الإخفاق مرَّة أو مرَّتين أو أكثر أن يفقِد الإنسانُ الأمل في نفسه ويتمنَّى لها الهلاك!

 

فما عليكِ الآن سوى الاستمرار في العزم الصادق على تركها، ومن أهم الوسائل المعينة: شغل النَّفس عمليًّا وعاطفيًّا، ولا أظنُّ أنَّ الفراغ العاطفي من نتائج العادة السرِّيَّة، وقد يكون من أسبابها، وملْء الفراغ العاطفي لا يشترط أن يكون بإقامة العلاقات مع الجنس الآخر، فالأهل والأصدقاء من حولِنا في أمسِّ الحاجة إليْنا وإلى عواطفنا الجيَّاشة، ونحن في حاجة لذلك منهم أيضًا، وتبادُل مثل هذه العواطف الطيِّبة سيشعرنا بمزيد من الإشباع العاطفي والرِّضا عن علاقاتنا معهم.

 

أنت ما زلتِ - بفضل الله - صغيرة السن، والفرصة أمامك كبيرة في الزَّواج بمن ترضَين دينه وخلقه، فلا تفوِّتيها على نفسك، ولا تردِّي خاطبًا يكون فيه العون على ملْء هذا الفراغ والبعد عن المعصية.

 

تأمَّلي نِعَم الله علينا وعطاياه الكثيرة، ألا يمكن استغلالُها في تحصيل أسباب السعادة؟

 

لماذا ننظر إلى الجوانب السيِّئة من حياتنا ونتغاضى عن النعم العظيمة التي بإمكاننا الاستمتاع بها؟

 

يقول الشيخ محمد العريفي: "عش حياتك بما بين يديك من معطيات لتسعد".

 

دعيني أسألُك سؤالاً: لماذا تدْعين على نفسك بالهلاك؟

 

هذا يعني أنَّك إمَّا واثقة في الدُّعاء وترْغبين في تحقيق ذلك بالفعل، أو أنَّه لا ثقة عندك فيه لذلك تدْعين على نفسك وأنت متأكِّدة من عدم حصوله!

 

الحالة الثانية لستُ بحاجةٍ لمناقشتها معك، وأمَّا إن كانت الأولى، فإذا وثِقنا في الدُّعاء بالشَّرّ، أفلا يكون في استطاعتِنا أن نثق فيه عند الدعاء بالخير؟!

 

فأطلب منك الآن أن تستبْدلي هذه الدعوات بدعوات عكسيَّة، بالصَّلاح والهداية والتَّوبة والإنابة.

 

والآن إلى أسئلتك:

1- التقدُّم إلى الأمام ونسيان الماضي.

 

من منَّا لا يحلم بالتقدم إلى الأمام؟! ومَن منَّا لم يُروادْه الحلم بأن يحْزم حقائبَه ويرحل بعيدًا، تاركًا الماضي بما فيه وراء ظهْرَه؟!

 

الكثيرون ينتظِرون اللحظة التي يكتشفون فيها أنفسهم وما يريدونه حقًّا!

 

لكن - وبكل أسف - إنَّنا غالبًا ما نُقْدِم على تحقيق كلِّ ما نُريد ونسعى لتحقيقه في وقت واحد، فنعود أدْراجنا لنجد أنَّنا لم نرجع إلاَّ بخفَّي حُنين!

 

فتبْديد الطَّاقة في شتَّى الأمور والسَّعي لتحْقيق عدَّة أهداف في آنٍ واحد من أكبر الأخْطاء، فليْس من المعقول أن تفكِّري في التَّوبة من العادة السرِّيَّة، ووضْع خطَّة للقراءة مثلاً، واتِّباع حمية لتخفيف الوزن، وتحْقيق النَّجاح في العمل أو في مجالٍ ما، وإكمال الدراسة، لا يُعْقَل أن نفكر في كلِّ هذا ونرغب في تحقيقِه بين عشيَّة وضحاها، نظِّمي ورتِّبي الأولويات واكتُبي أهدافَك على حسب أهميَّتها بالنسبة لك، ثمَّ ركِّزي طاقتَك على أوَّلها حتَّى إذا بدأتِ بجنْي الثمار، انتقلي للَّذي يليه وهكذا..

 

ولن يتحقَّق التقدُّم إلى الأمام إلاَّ بالتخلص من العيوب أوَّلاً، فليكن - على سبيل المثال - السَّعي للتخلُّص من العيوب الهدَفَ الأوَّل، اكتبي بخط واضح ثلاثةَ عيوب تتمنَّين التخلُّص منها، أو اطلبي من إحدى صديقاتك المُخلصات مساعدتَك على اكتِشاف تلك العيوب، ثمَّ اكتُبي سبل التخلُّص منها، وحدِّدي لذلك مدَّة زمنيَّة معيَّنة، ثمَّ تابِعِي النَّظر في هذا الجدول، ودوِّني النَّتائج وإن كانت قليلة، فتذكَّري أنَّك تتحرَّكين ولسْت واقفة كما أنت، وهذا بحدِّ ذاته نعدُّه نجاحًا طيِّبًا.

 

وأمَّا عن الماضي فليْس في استِطاعتِنا التخلُّص منْه ونسيانه تمامًا، ولكن لنجْعل منه زادَنا في رحلتِنا ونستفيد من أحداثِه؛ إذ إنَّ به من الدُّروس والعبر ما يَكفينا مؤونة التَّجربة من جديد.

 

2- جدول لتنظيم الحياة دينيًّا ودنيويًّا.

 

في الحقيقة كثيرًا ما أسمع مثل هذه الأمْنية، وعندما أسأل صاحبها عن هدفِه أو أمنيته ينتابُني ذهول من أنَّه لا هدف له ولا أمنية يسعى لتحقيقها، فلماذا يُريد جدْولا تنظيميًّا، وماذا يحب أن يكتب فيه؟ لا يدْري!

 

ثِقي أنَّ تنظيم حياتِنا لا يستطيعه غيرُنا، فمن الممكن أن أَقترح عليك بعض الأفكار لتنظيم الحياة ووضْع خطط محدَّدة للسَّير عليها، لكنَّها قد لا تُناسبك أو تتوافق مع رغباتك، وقد يصعب عليْك تحقيقُها فعليًّا.

 

ستَضعين أنتِ هذا الجدول بناءً على معرفتك بطبيعة نفسِك وميولك وأهدافك في الحياة، وتذكَّري أنَّ هناك دائمًا أشخاصًا يَقومون بالأحداث، وآخرون يُراقبون الأحداث، وآخرون يتساءلون عمَّا يحْدُث.

 

وبإمكاني أن أضع لك بعض القواعد المُعِينة على تنفيذ تلك المهمَّة - إن شاء الله.

 

أوَّلاً: فهم معنى الحياة المنظَّمة، هل هي مجرَّد أفعال محدَّدة في أوقات محدَّدة؟ أم تحقيق الرَّغبات في الوقت الذي ينبغي أن تُحقَّق فيه؟ أم الاهتمام بالنَّفس من النَّاحية الدينيَّة والدنيويَّة؟ أم لها مفهوم آخَر عندك؟

 

والَّذي أظنُّه أنَّ التَّعريف الأخير أقْرب إلى ما تفكِّرين فيه، فستحتاجين لوضْع برنامج ينفعك في دينك ودنياك، وأنصحك أن تبدئي بالاستزادة من العلم، ولا يتحقَّق ذلك إلاَّ بالاطلاع على كتب أهل العلم في مختلف الفنون، فابدئي بالقراءة في القرآن المُفسَّر، وتخيَّري من التَّفاسير ما يناسبك ولا يشتِّت تفكيرك؛ كـ"زبدة التَّفسير"، و"تفسير السعدي"، ثمَّ قومي بالاطِّلاع على بعض كتب أو متون العقيدة المبسَّطة؛ كرسالة الشَّيخ ابن باز - رحمه الله - والتي بعنوان "العقيدة الصحيحة وما يضادُّها"، وتدرَّجي بعد ذلك في القراءة في كتُب الفقْه السَّهلة لتغذِّي روحَك وترتقي بنفسك مع أجلِّ العلوم.

 

ثانيًا: تنْويع القراءة، وتوسيع الاطلاع، فلا يجب أن تنحصر في العلوم الشرعيَّة فقط، فالقراءة في كتب التَّغذية مثلاً أو كتُب علم النَّفس المبسَّطة أو كتُب الأدَب، أو كتب الاهتِمام بالجمال والمحافظة على القوام السليم، أو غيرها ممَّا يُناسبك - لا يجب إغفاله، قد تظنِّين أنَّه لا وقت لديْك لكلِّ ذلك لانشغالك بالعمل، صدِّقيني لا يحتاج الأمر للوقت الذي نظنُّ، وقد سمعت أكثرَ من مرَّة عن أناس ختموا القرآن في الحافِلة فقط باستغلال وقت الذَّهاب إلى العمل، فلو خصصْتِ من يومك فقطْ عشر دقائق للقراءة، فثقي أنَّ ذلك سيعود عليْك بالخير الكثير، وكما يقول الحكيم الصيني "لاو تسو": "عندما تقول: أنا لا أجد الوقت الكافي، فإنَّما تقول: أنا لا أريد أن أجده".

 

ثالثًا: الإنسان اجتماعي بطبْعه، لا يقدر على البقاء وحيدًا، فابحثي عن رفيقة مناسبة، سواء من زميلات العمل أو الجارات أو حتَّى القريبات، وتحدَّثي إليها عن بعض أهدافك والتي قد تتشابه مع أهدافها، وناقشي معها بعض الخطط التنظيمية لحياتِكما؛ فيد الله مع الجماعة، وكما جاء في الحديث: ((فعليكم بالجماعة، فإنَّما يأكل الذِّئْب من الغنم القاصية))؛ صحَّحه الألباني.

 

رابعًا: لتنظيم الحياة عليْنا بوضع خطط يوميَّة وأسبوعيَّة وشهريَّة ثمَّ سنويَّة، فاليوم مثلاً لن يخلو من بعض المهام التي بحاجة إلى تنفيذ، وعلى مدار الأسبوع أنت بحاجة لتحْقيق بعض الأهداف، وهناك أمور لا يمكن تَحقيقها الآن، لكنَّها من الأهمّيَّة بمكان، فتوضع في الخطَّة الشهريَّة، وهكذا اكتُبي هذه الأمور، وتابعيها يومًا بيوم، ولاحِظِي نقاط وأسباب الضَّعف لتتجنَّبيها على الفوْر.

 

3- شيء يَجعلك قويَّة أمام ضعْفِك.

 

يقول الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]، فليس بإمكاننا - يا كوثر - أن نبقى أقوِياء محافظين على صمودِنا ما حَيِينا؛ فالضَّعف من شيم النَّفس البشريَّة، وإنَّما نتغلَّب على بعض لحظات ضعفِنا بما نستمدُّه من قوَّة الإيمان، ولا شيء خير من القرْب من الله والاعتِصام بحبله المتين ليشعرنا بالقوَّة وتجاوز لحظات الضَّعف التي تَعترينا بين فينة وأخرى.

 

فعليْك بطلب العون من الله، وكثرة ذكره والمبادرة بالتَّوبة، والاستِغْفار فوْر مقارفة الذنب، واستمداد القوَّة من استشعار ضعفِك أمام قوَّته - عزَّ وجلَّ.

 

يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتاب "الفوائد": "فليس له من نفسه قوَّة يفعل بها، فإنَّه لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله، فهو الذي بيده الحول كله والقوَّة كلها، فالحول والقوَّة التي يرجى لأجلهما المخلوق ويُخاف إنَّما هما لله وبيده في الحقيقة".

 

ولا تنسَي أنَّ صدق النِّيَّة والجدِّيَّة في التَّنفيذ من أقوى أسباب تَحصيل القوَّة الحقيقة، والانتصار على شهوات النَّفس ورغباتِها السيئة، وصدق مَن قال: "كلُّ قوَّة لا يكون مبعثها القلب تكون ضعفًا"، فداومي على تطْهير قلبِك كلَّما طرأ عليه طارئ التَّدنيس، ولا تيْئسي من تكْرار المحاولات.

 

أيضًا إحْداث بعض التَّغْييرات في شكل البيت أو مكان العمل من أنْجع الأسباب لإنْعاش النَّفس، وتحصيل القوَّة المطلوبة، والقضاء على الملَل الباعث على كلِّ ضعف، تقول "شيريل أندرسون" - وهي مدرِّبة محترفة في مجال تطْوير الذات -: "تخيَّر مكانًا معيَّنًا وقم بإجراء بعض التغْييرات عليه؛ كتغيير الإضاءة وجعلها أكثر راحة، أو تغيير الكرسي، أو وضع المساند المريحة له، أو إضافة بعض الشموع، أو وضع مفرش جديد وجميل على المنضدة، فإن لم تستطِع مبادرة العمل بعد ذلك، فحاوِلْ مرَّة أخرى في اليوم الجديد، ثمَّ قُم بتدْوين كلِّ ما تشعُر به، ولن تُساعِدَك تلك العادات اليوميَّة في بسط سيطرتك على تصرُّفاتك، بل ستمنحُك القدرة على إيجاد توافُق وتناغم بين عقلك وقلبك؛ مما يقودك لحياة أفضل".

 

أخيرًا: يقول المثل الفارسي: "الصَّبر شجرة جذورُها مُرَّة لكن ثمارها شهيَّة"، فتسلَّحي بالصَّبر وثِقِي أنَّ عاقبتَه طيِّبة، واصبري على مُرِّ الجذور حتَّى تصِلِي إلى حلو الثَّمر وتستمتعي بمذاقِه الطيِّب، وفَّقك الله لكلِّ خير وفلاح، ويسَّر أمرَك وجعل لك من كلِّ همٍّ مخرجًا ومن كلِّ ضيق فرجًا، ونسعد بالتواصُل معك في كل وقت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • زوجة أخي متمردة(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي متمردة(استشارة - الاستشارات)
  • زوجتي متمردة(استشارة - الاستشارات)
  • ست البيت.. وجيل المتمردات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سريلانكا: اعتداء عنصري على مسجد الشافعي في دهيوالا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصعاليك في المجتمع الجاهلي (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الوعظ والإرشاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القلب الورع (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طفولة المجتمع وجلد الحقوق!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أوغندا: إغلاق خمس مدارس إسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب