كيف أختار تخصُّصي الجامعي؟

أخي الفاضل, وفَّقكَ اللهُ.

عتبي عليكَ كبير جدًّا؛ فأنت لا تضغط نفسَك فحسب بهذه الطريقة؛ بل تضغطنا جميعًا معك للإجابة عليك، فوقتُك الآن ضيِّق، ومعي من الاستشارات ما يكفي لتعذرني على التأخير في الإجابة، والأولويَّة عندي لمن يسبق زمنيًّا، وليس لأهميَّة الاستشارة أو أهميَّة المستشير!

على أيِّ حال، سأحلِّلُ معك بعضَ الخُطُوات التي قُمْتَ بها؛ لعلك تستفيدُ شيئًا مما سأقوله لك:

الْتِحَاقُك بجامعة الملك فهْد للبترول والمعادن، وتفكيرك في الهندسة والطب - يدلاَّن أولاً على أنَّك خِرِّيج ثانويَّة نظام المقرَّرات: (علوم طبيعية)، وسيساعدنا هذا الأمرُ على تضييق دائرة التخصُّصات والاختيار من بينها، كما يدلاَّن ثانيًا على أنَّك لم تفكِّرْ سابقًا في الطب؛ لأنه لا توجد كليَّة طب في جامعة الملك فهْد؛ لكنَّك الآن أصبحتَ تفكر فيه، وأصبحتَ تحبُّه، ولولا ضَعف ثِقَتك بنفسك، ومشاعر القلق التي تنتابك في وقت يحتاج فيه الطبيب إلى شجاعة وثقة عالية بالنفس، وعزيمة كبيرة لتخطِّي الصعوبات - لقُلْتُ لك: هذا هو التخصُّص الذي يلائِمُك.

أودُّ لفْتَ انتباهِك إلى أمرٍ مُهِمٍّ، وهو إن كنتَ ستلتحقُ بجامعة الملك سعود لكونك في الرياض الآن، وهو الأمرُ الذي أفضِّله لك؛ كون الاغتراب - ولو لمسافة لا تتجاوز 461كم، وهي المسافة التي تفصلُ بين الرياض والدمام - يمثِّل عائقًا نفسيًّا في تقدُّمِك، فمن الأهميَّة بمكان أنْ تعرفَ أنَّك إذا رغبتَ في الالتحاق بكليَّة الهندسة أو الكلية الصحيَّة (الطب)، فسيتعيَّن عليك أولاً دراسة سنة تحضيريَّة في الجامعة قبل اختيار التخصُّص الأكاديمي، وهي سنة مشابهة في دراستها لما قدْ درسته في الثانويَّة، من حيث المناهج الدراسيَّة: رياضيات، كيمياء، أحياء... إلخ، مع فارق أنَّها تعتمدُ على الإنجليزيَّة بشكلٍ كبير، وهذا أمرٌ أجدُه في صالحك تمامًا؛ لأنك لن تضطرَ إلى دراسة التخصُّص مباشرة، كما أنَّها فرصة للتعود على جو الجامعة شيئًا فشيئًا، ومتى ما نجحتَ فيها - بإذن الله - ستكسبُ منها شهادةIELTS ، وهي شهادة معتمدة دوليًّا مثلها مثل "التوفل".

سيتعيَّن عليك أيضًا تحديدُ رغباتك منذ البداية بالترتيب؛ كأنْ تكتبُ مثلاً: الرغبة الأولى: مسار صحي، والرغبة الثانية: مسار هندسي، وربَّما هناك رغبة ثالثة - لست متأكدة - وحسب معدلك في نهاية السنة التحضيريَّة، سيتمُّ قَبولك في المسار الذي اخترته؛ سواء كليَّة الطب أو كلية الهندسة، أو غيرها من الكليَّات المتفرِّعة من الكليَّات الرئيسة، وهذا يَعْنِي أنه ليس هناك من ضمانات أكيدة على دخولك الطبِّ، إذا لم تحققِ المعدَّل الذي يتطلبه نظام الجامعة لدخول الطب، وهذا الأمر هو في صالحك أيضًا؛ كونك حتى الآن لا تعرف إلى أيِّهما تميلُ: الهندسة أم الطب؟ بعكس ما لو كنتَ ترغبُ في تخصُّص بعينه؛ فرُبَّما كانتِ الدراسة التحضيريَّة في جامعة الملك سعود عائقًا أمام طموحاتك ساعتئذٍ.

طبعًا أنا أتكلمُ هنا على اعتبار أن النسبة الموزونة (المركبة) تؤهلك تمامًا لدخول الكليَّات التي ذكرْتها، والمعدَّل الموزون للسنة التحضيريَّة - الكُليَّات الصحيَّة - بالنسبة لجامعة الملك سعود يُقَاسُ على النحو التالي: 30% للثانوية + 30% للقُدرات + 40 % للتحصيلي.

ولمزيد من الفائدة إليك موقع المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي:

http://www.qeyas.com/qiyas/info/default.aspx

والخلاصة أنَّك بالْتِحَاقك بجامعة الملك سعود، سيكون أمامَك سنة إضافيَّة للتفكير؛ فتفاءل خيرًا، وبإذن الله تكتشفُ نفسَك خلال السنة التحضيريَّة، وتتعرَّفُ على ميولِك، وستسعدنا يومئذٍ متابعتك لنا بأخبارك الطيِّبة.

أنصحك أيضًا بالتسجيل في منتدى الجامعة؛ لتستفسرَ أكثر، وتعرِفَ عن قُرْب، ومِن خبرة أصحاب الخبرة هناك - عن كلِّ ما يدور في ذهنك من تساؤلات واستفسارات، وهذا هو رابط المنتدى:

http://www.cksu.com/vb

أما كيف تحدِّد تخصُّصك الجامعي؟

فاختصارًا للموضوع؛ نظرًا لضيق وقتي ووقتك معًا، أنصحك بالإطلاع على الرابط التالي:

http://www.riyadhedu.org/togyas.htm

ستجدُ في آخر الصفحة مقياسًا لتحديد التخصُّص الجامعي، قُمْ بتحميله وأجبْ على الأسئلة، وإنْ شاء الله يكون مُعِينًا لكَ على اختيار تخصُّصك الجامعي، بعد استخارة الله - عز وجل - متمنِّية لك ولكلِّ الطلبة والطالبات كلَّ التوفيق والسَّداد والنجاح.

فيما يتعلق بموضوع القلق والخوف الذي يعتريك خلال الدراسة والامتحانات، فالحمد لله بدايةً على أنَّ هذا القلقَ لا يؤثر سلبًا على تحصيلك الدراسي، ولكي أجيبك بتفصيل حول هذا الموضوع، سأكون بحاجة يوم إضافي للردِّ على استشارتك، وهو ما لا أفضله؛ لكون الاستشارة بحاجة إلى مراجعة شرعيَّة ولُغويَّة، وقد يستغرقُ هذا الأمرُ بعضَ الوقت؛ لذلك سأستعيض عن نصائحي بوضْعِ بعض الروابط المفيدة باللغة الإنجليزيَّة حول علاج مشكلة قلق الامتحانات، خصوصًا وأن لغتك الإنجليزيَّة قد أصبحت الآن جيدة:

http://www.athabascau.ca/counselling/exam_anxiety.php

http://www.howtostudy.org/resources_skill.php?id=16

http://www.sdc.uwo.ca/learning/mcanx.html

ختامًا:

يقول "دوك إيلينجتون": هناك قاعدتان في الحياة:

قاعدة رقم (1): لا تستسلمْ أبدًا.

وقاعدة رقم (2): تذكَّر دائمًا قاعدة رقم (1).

دُمْتَ بألف خيرٍ، ولا تنسنا من صالح دعائك.