• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

أتزوَّج أم أطلق

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/1/2011 ميلادي - 16/2/1432 هجري

الزيارات: 20851

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم.

أودُّ أن أشكُركم على ما تبذلونه من حلِّ مشاكل إخوانِنا والمسلمين، وجزاكم الله خيرًا، أمَّا بعد:

أنا مشكلتي تكمن في أني متزوِّج، وتزوَّجتُ مرة ثانية من فترة عشرة شهور، ولكن زواجي الثَّاني كان للرغبة في الزَّواج الملحَّة عندي، ولكن من بداية زواجي وأنا لم أجد المحبة عندي نحو زوجتي، حاولتُ كثيرًا لكن من دون فائدة، والسَّبب أنَّ عقْلَها وشكْلَها وتفكيرَها المحْدود كل هذا ينفِّرني منها، وهذا عن تجربة وجدت أنَّ عقلها محدودٌ، حصلت بيْننا مشاكل كثيرة بسبب الغيرة وهذه الأمور.

لكن بعدها خفَّت المشاكِل، وبقي أنِّي لم أتقبَّلْها كشكلٍ أو بعقْلِها، فأنا أريد زوجة تُشاركُني كلَّ أفْكاري، وأجِد نحوَها الحبَّ، وأنا أجِد في نفْسي الآن الرَّغبة في الزَّواج وكأنِّي لم أتزوَّج، أصبح الأمر ملحًّا عندي أكثر من الأوَّل، لا أعلم لماذا؟

وبدأت أفكر بالندم أو أن أتزوَّج من ثالثة، وأنا محتار: هل أطلِّق وأتزوَّج غيرها، أو أتزوَّج للمرَّة الثَّالثة؟ وللعلم فإنَّ زوجتي الثَّانية علِمت أني أبحث عن زوجة، أوَّلها صار غضبٌ وبعدها خفَّ، وآخر كلامٍ حكتْه لي أنّي إنسان مريض وأبحث عن دنيا، ولا أعلم إن كان كلامُها صحيحًا أم لا؟ مع أني أجد نفسي غير ذلك؛ فأنا أبحث عن راحة نفْسي حتَّى أستطيع أن أعمل، فأنا في هذه الفترة مقصِّر في اهتِمامي بأولادي، ومقصِّر في عملي، نفسيَّتي تعبانة كثيرًا.

أنا - والحمد لله - ملتزِم بأمور ديني، وأعلم أنَّ هذا يُمكِن أن يكونَ ابتِلاء، ولكن إن طلَّقت وتزوَّجت هل هناك حرمة عليَّ لأنَّ زوْجتي الثَّانية حامل بشهرها الخامس، أم أتزوَّج مع أنَّ المصاريف ستكون صعبة علي؟

حاولت أن أتقبَّلها ولكن من دون فائدة، وأنا الآن في حيرة: أتزوَّج أم أطلِّق وأبحث عن غيرها؛ لأنِّي لم أدقِّق كثيرًا باختِياري، ولأنِّي تزوَّجتُ من غير علم أهلي، فلو أنَّ أهلي شاركوني اختِياري لكان أفضل، فأنا مشَيتُ بِزواجِي وحْدي، فأنتُم تعلمون العادات والتَّقاليد: لا يستطيع أهلي أن يمضوا معي في زواجٍ ثانٍ؛ خوفًا من كلام النَّاس أو المشاكِل.

لكن الحمد لله، أهلي الآن متقبِّلون الموضوع؛ لأني أنا - بحمد لله ومن فضله - عادل بين زوجتَيَّ وأحترمهما، ووفَّقت بينهما، وهما الآن تتكلمان مع بعضٍ، لكن المشكلة عندي أنا، غير مرتاح، وزوْجتي تعرِف أنِّي لم أحبَّها، وهي تطلُب منِّي كلامًا بالحب، لكني غير قادر على التصنُّع، وأقول لها: أني أحبها، وأنا ما أحبُّها، وأخاف أني أظلمُها معي، فهي غير سعيدة، وأنا غير قادر على إسعادها.

لا أعرف ماذا أعمل؟ أنا الآن أستخير، وأيضًا أحبُّ أعرف رأْيَكم، أرجو الرَّدَّ سريعًا وعدم التَّأخير، وجزاكم الله كلَّ خير.

الجواب:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته.

أخي الفاضل، تكْمُن مشكلتُك في زوجتِك الثَّانية، وخوفك من ظُلْمِها ببقائِها معك وأنت لا تحبُّها، وفي نفس الوقْت فأنت لا تستطيعُ أن تُسْعِدها لبُغضِك الشَّديد لها.

 

التعدُّد شِرعة الله وحقُّ كلِّ رجُل، سواءٌ أحبَّ زوجتَه أم كرهَها، ولا يستطيع أحدٌ أن يَمنعَك منْه متَى ما أردتَ ذلك.

 

لكن حينما ذكَر الله التعدُّد في كتابِه العزيز، ماذا قال؟

 

﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].

 

ذكر الطَّبري في "تفسيره" (جـ 7 / ص 552): قال ابن زيد: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ : ذلك أقلُّ لنفقتِك، الواحدة أقلُّ من ثنْتَين وثلاثٍ وأرْبع". اهـ.

 

فمتَى ما وجدت في نفسِك القدرة على العدْل بيْنهنَّ، والإنفاق بالمعْروف، دون ظلم أو جوْر، فلا نستطيع ولا يستطيع أحدٌ منعَك من هذا، لكن..

 

على الإنسان أن يفكِّر جيدًا في عواقب الأمور قبل الإقدام عليها، وما حدث لك ما حدث من بُغْضِ الزَّوجة، وعدم محبَّتها إلاَّ بسبَب العجلة، وعدم التفْكير في عواقب الأمور، وكان حريًّا بك أن تفكِّر وتعيد التَّفكير لمدَّة كافية قبل اتِّخاذ قرارٍ مصيري كالزَّواج؛ ولكن قدر الله وما شاء فعَل.

 

هناك بعض الوقفات الَّتي أودُّ أن أوضِّحها بِخصوص ما ورد في رسالتِك:

تقول: "لم أجد المحبَّة نحو زوجتي".

ورد عن عمَر بن الخطَّاب - رضِي الله عنه - لمَّا جاءَه رجلٌ قال له: إنِّي أريد أن أطلِّق، قال: ولم؟ قال: لا أحبُّها، فقال - رضي الله عنْه -: أكلّ البيوت تُبْنى على الحبِّ، فأين الرعاية؟!

 

فيا أخي الفاضل، كم من بيتٍ بُنِي على الحبِّ وسرعان ما ذبلتْ أوراق ذلك الحب، وخمدتْ نارُه، ولم يبقَ منها شيء.

 

تريد أن تطلقها لأنَّك لا تحبُّها؟

 

نعم، هذا من حقِّك شرعًا، لكن تذكَّر طفلَك الَّذي ينمو في أحشائِها، عندما يأْتِي إلى الدُّنيا بعد أشهُر وترى عيناه النور - إن شاء الله - ويسأل ببراءة الأطفال: لماذا طلَّقك أبي يا أمّي؟

 

أتودُّ أن يُربَّى ابنُك في كنفِ رجُل غيرِك، أو تحت رعاية أمِّه، وأنت تشكو وتتألَّم من تقصيرك في حقِّ أبنائك؟!

 

قد تنفر من زوجتِك بسبب قلَّة عقلِها، أو دمامة منظرها، أو لتقصيرِها في حقوقِك، في حين يكون لك من أجْر الصَّبر عليها وحُسْن عشرتِها ما يدخلُك الجنَّة وأنت لا تدري.

 

قال الإمام أبو بكر بن العربي المالكي صاحب "أحكام القرآن": "كان الشَّيخ أبو محمَّد بن أبي زيد القيرواني من العلم والدِّين في المنزلة والمعرفة بمكان؛ يعْني: كان رجلا عالمًا كبيرًا، وكانت له زوجة سيِّئة العشرة، تقصِّر في حقوقِه، وتؤْذيه بلسانِها، فقيل له في أمرِها: ألا تتخلَّص منها؟

 

فكان يقول: أنا رجُل قد أكْمل الله عليَّ النعمة في صحَّة بدني ومعرفتي وما ملكتْ يَميني، فلعلَّها قد بعثها الله إليَّ عقوبة على ذنبي، فأخاف إن فارقتُها أن تنزل بي عقوبة هي أشدُّ منها".

 

ما ذنبها أنَّك لم تحبَّها، وقد رأيتَها بنفسك قبل الزواج، ولعلَّك تحدَّثتَ إليها أيضًا، وأنت رجُل عاقل راشد، قد أوشكتَ على الأربعين من عمرك؟!

 

فكِّر بصدق في جواب هذا السؤال:

تقول: "حاولتُ كثيرًا لكن من دون فائدة، والسبب أنَّ عقلَها وشكلها وتفكيرها المحدود، كل هذا ينفِّرني منها".

 

ألا ترى أنَّ عقلَها وتفكيرَها المحدود شيء واحد؟

 

فلماذا كرَّرتَ اتِّهامك لها بضعف العقل؟

 

لأنَّ نفسَك الكارهة لها لا تقبل حتَّى أن تحاول، فتُريد أن تصوِّر الصفة الواحدة وكأنَّها صفتان!

 

بإمكاني أن أقول: فلانة قبيحة وكبيرةُ الأنف وسمينة جدًّا و...

 

في حين أنَّ كلَّ هذه صفات للدمامة، فلِم أكرِّرها؟

 

وبإمكانك أن تقول: عقلُها ضعيف، وتفكيرها محدود وليست ذكية، ولا تفهم جيِّدًا، ولا تعي تمامًا ما أقول، ولا تستطيع الحكم على الأمور، ولا تحسن التصرُّف و...

 

في حين أنَّ ضعف العقْل يستلزم هذا كله، لكن هل يكون التَّأثير واحد في الحالتَين؟

 

فلا تزِد من تنفير نفسِك منها عند عرْض العيوب والميزات؛ ليتسنَّى لك إنصافها.

 

تقول في أسباب عدم محبَّتك لها:

1- الشَّكل: وهذا لا بدَّ وأنَّك علِمْتَه أو رأيتَه وتحقَّقت منه قبل الزَّواج، فما الَّذي طرأ على شكلها بعد الزَّواج؟

 

أم أنَّك كالَّذي يقول معترفًا: "إنَّني أرى المرأة جميلة لأنَّها ... ليست زوجتي؟!".

 

نعم، هكذا يصوِّر الشَّيطان للإنسان فلانة جميلة.

 

فإذا ما تزوَّجها، زهد فيها وصار لا يرى الجمال الَّذي كان يرى، والسَّبب: أنَّ زامر الحي لا يطرب، والله المستعان.

 

2- قلَّة عقلها أو محدوديَّة تفكيرها، وقد قرَّرت أن أجْمعَهما في نقطة واحدة؛ إذْ لا ضرورة لتفصيل الأسباب بشكْل يهول مِن قدرها ويزيدها بشاعة!

 

وأقول لك يا أخي الفاضل: إنَّ ذكاء المرأة غير محمود دائمًا في الزَّواج، ويرى أغلب الرِّجال أنَّ الزَّوجة الغافلة تفضُل الذكيَّة من عدَّة جوانب - ما لم يكن ضعْف عقلها زائدًا بشكل مرَضي -:

المرأة الذكيَّة قد تخدع زوجَها أو تحاول فرض سيطرتِها عليه.

 

المرأة الذكيَّة تكثر مطالبة زوْجها بكل ما تحتاج، وتعرِف كيف تحصل على كافَّة ما تستحقُّ وما لا تستحقّ.

 

المرأة الذكيَّة تكثر الجدَل مع زوْجِها وتُقيم عليه الحُجج.

 

المرأة الذكيَّة لا يقدر زوْجُها على تطْويعها.

 

والكثير من الصفات التي لا يرغب فيها الرجال، ولا أعْني بالضَّرورة أنَّ جَميع النساء الذكيَّات على هذا النَّحو؛ بل هي دراسات قد تُخطيء مع البعض، خاصَّة مع التزام المرأة بالشَّرع ومعرِفتها حقَّ زوجها عليها، لكن هذا يحدث كثيرًا بلا شكّ.

 

فإن بحثتَ في زوجتك، فلا شكَّ ستجِد ما يرغبك فيها، لكنَّك لم تعطِ نفسَك الفرصة الكافية للتأمل.

 

تقول: "حاولتُ أن أتقبَّلها، ولكن من دون فائدة"، فهلا أخبرتَنا ما هي الوسائل التي اتَّبعْتها في تلك المحاولات التي باءت بالفشَل.

 

وخذ هذه الآية الكريمة تذكيرًا لنفسك، وهداية لحيرتك، واطمئنانًا لقلْبِك، إن شاء الله.

 

يقول الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

 

ما يُدْريك؟!

 

لعلَّ الطفل الذي ستُرزق به منها يكون خيرَ بنيك.

 

لعلَّ الله أن يَجعل فيه من الخير والبركة ما لا تُدْرِكه نفسك.

 

لعلَّه يكون المُعين لك في كبرِك وحاجتِك.

 

تسأل: "ولكن إن طلَّقت وتزوَّجت، هل هناك حرمة عليَّ؟".

 

إن عمِلْت بِما يُرضي الله فلا تأْثم - إن شاء الله - فالله تعالى يقول: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 20].

 

قال مجاهد: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ ﴾ : طلاق امرأةٍ مكان أُخرى، فلا يحلُّ له من مال المطلَّقة شيء وإن كثر"؛ الطبري.

 

وورد في "تفسير ابن كثير" (ج 2 / ص 243).

 

وقوله: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾؛ أي: إذا أراد أحدُكم أن يفارق امرأةً ويستبدِل مكانَها غيرها، فلا يأخذَنَّ ممَّا كان أصْدَقَ الأولى شيئًا، ولو كان قنطارًا من مال.

 

لكن إيَّاك ثم إيَّاك أن تتعجَّل في اتِّخاذ قرارٍ كهذا، فتصلح الخطأَ الَّذي بُني على العجلة بِخطأ مثله أو أشدَّ منه، واعلم أنَّ العجلة لا تأتي بِخير، وقد يتبيَّن لك بعد طلاقِها من الخير ما يُشْعِرك بالنَّدم على ما فعلت، وكم أوقعتْنا العجلة في ليت وليت! واسمع هذه القصَّة من الكتاب الرَّائع "كليلة ودمنة":

يقول ابن المقفع: "خرج رجلٌ لبعض شأنه ولم يجد من يخلفه عند ابنِه الوليد غيرَ ابنِ عرْسٍ - حيوان يشبه القط - داجن عنده كان قد ربَّاه صغيرًا، فهو عنده عديل ولده، فتركه الرَّجُل عند الصَّبيِّ وأغلق عليْهما البيت وذهب، فخرج من بعض أحْجار البيت حيَّة سوداء فدنت من الغلام، فضربَها ابن عرس ثمَّ وثَبَ عليْها فقتلها، ثمَّ قطعها وامتلأَ فمُه من دمها.

 

ثمَّ جاء الرَّجُل وفتح الباب، فالتقاه ابنُ عرس كالمبشِّر له بما صنع من قتْل الحيَّة، فلمَّا رآه ملوَّثًا بالدَّم وهو مذْعور، طار عقله وظنَّ أنَّه قد خنق ولدَه، ولم يتثبَّت في أمره ولم يتروَّ فيه حتى يعلم حقيقة الحال، ويعمل بغير ما يظن من ذلك، ولكن عجل وضربَه بعكَّازة كانت في يده على أمِّ رأسه، فمات.

 

ودخل الرَّجُل، فرأى الغلام سليمًا حيًّا وعنده أسْود مقطع، فلمَّا عرف القصَّة وتبيَّن له سوءُ فعله في العجلة لطَم على رأسه وقال: ليتني لم أُرْزَق هذا الولد وَلَم أغدر هذا الغدْر!

 

ودخلت امرأته، فوجدتْه على تلك الحال، فقالت له: ما شأنُك؟ فأخبرها بالخبر، من حسن فعْل ابن عرس وسوءِ مكافأته له، فقالت: هذه ثَمرة العجلة.

 

فهذا مثَل مَن لا يتثبَّت في أمرِه؛ بل يفعل أغراضَه بالسُّرْعة والعجلة".

 

آثرتُ أن أورد القصَّة كاملة بتصرُّف يسير؛ لتعلم خطورة العجلة، وقد عانيتَ بنفسِك منها ما أوْقعك في كلِّ هذه الحيرة، فحذارِ حذارِ أن تقَع فيها من جديد.

 

ختامًا:

تذكَّر أنَّ هذه الدنيا دار بلاء وفتَن، ولم يسعد بها إنسان مهْما تنعَّم فيها برغْد العيش، فلا تلبث أن تكشِّر عن أنيابها، وتظهر له من ألوان عذابِها ممَّا جبلت عليْه من الكدِّ والتَّعب والنَّصب ما يذكِّره بحقارتها.

 

فاستعِنْ بالله وتوكَّلْ عليه، وسلْه الهداية والتَّوفيق وصلاح الحال، وفَّقك الله لما يحبُّ ويرضى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طلقني ويريد إعادتي سرا
  • طلقني زوجي فطلق أخي أخته!
  • طليقتي تريد الرجوع إلي فهل أعيدها؟
  • متردد في طلاق زوجتي

مختارات من الشبكة

  • أريد الطلاق لأتزوَّج مِن آخر(استشارة - الاستشارات)
  • هل أتزوَّج من شخص لا أقبله؟(استشارة - الاستشارات)
  • تعلقت به، ولا يريد الزواج مني(استشارة - الاستشارات)
  • كبرت سني وتأخر الزواج(استشارة - الاستشارات)
  • أمامه 5 سنوات، فهل أنتظره ليتقدم لخطبتي؟(استشارة - الاستشارات)
  • تأخر الزواج ومرض أبي(استشارة - الاستشارات)
  • هل قرار ترك الإنترنت صحيح؟(استشارة - الاستشارات)
  • ما زلت متعلقًا بالأولى(استشارة - الاستشارات)
  • الخوف مسيطر على حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • أشك في قدرتي الجنسية(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب