• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا أحب الخير لغيري
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    أبوها ذو فضيحة أخلاقية شاذة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

لا أفهم مجتمعي؟

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/9/2010 ميلادي - 25/9/1431 هجري

الزيارات: 13987

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

دائمًا ما أشعر بأني وحدي في هذا العالَم، وحدي مَن يفكِّر بهذه الطريقة، لا أفهَمُ المجتمعَ مِن حولي؛ لماذا يتصرفون هكذا؟ لماذا لا أفهمهم؟

 

تدور تساؤلات كثيرة وكبيرة حول كل شيء.

 

أحاول دَوْمًا إيجادَ جوابٍ، لكني لا أستطيع.

 

كلَّ يومٍ أكتشفُ أشياءَ جديدةً في كل شخص حولي؛ لذلك لا أفهمهم، ونتيجةً لذلك لا أعرف كيف أتعامل معهم؟

 

ينتقدُني الناسُ عندما يروني أقرأُ كتبًا أو أتناقش في مواضيعَ كبيرةٍ.

 

مرَرْتُ بظروفٍ عائليةٍ - زواجِ والدي على والدتي، ومِن ثَم انفصالهما، مع العِلْم أنِّي الابنةُ الكبرى لهما - أثَّرَتْ في شخصيتي، لكنْ إلى ناحيةٍ إيجابية، الظروف التي مرَرْتُ بها كان من الممكن أنْ تَهدم شخصيتي، لكنني قاومتُها، يخبرني الكثيرُ بأني إنسانة عاقلة وحكيمة، وتجارِب الحياةِ علمتْني كيف أكون عاقلةً، وكيف أواجِهُ مشكلةً.

 

وكنتُ كثيرا ما أجد صعوبة في انسجامي مع الآخرين؛ أجد نفسي - دوما - أضع حاجزًا بيني وبينهم عندما أتحدث إليهم؛ لذا قرَّرْتُ أن أدرس في الجامعة التخصصَ النفسيَّ؛ حتى أفهمَ الآخرين وأساعدَهم.

 

فكيف توجهونني؟ أشكر اهتمامَكم.

الجواب:

أختي العزيزة، حياكِ الله.

كي نفهمَ الحياةَ والناس، فإننا بحاجة إلى مرورِ سنواتٍ عديدةٍ مِن العمر، تُحفَر تجاعيدُها في الوجه، وإلى اكتسابِ خِبراتٍ طويلةٍ، تُختزَن في ذاكرة العقل، وإلى احتمالِ آلامٍ عميقة تَبقى ثائرةً في القلب، وأنتِ - يا عزيزتي - ما زلْتِ بُرْعمًا صغيرًا في هذه الحديقة الكبيرة، والبراعمُ الصغيرة لا تُزْهِر، ولا تتفتَّحُ، ولا تعلم ما النحلُ؟ وما الفَراشُ؟ وما الغبارُ؟ وما المطرُ - إلا بعد مرور وقت طويل من الزمن.

 

فلا تقلقي من كونكِ - اليوم - لا تفهمين الناسَ مِن حولِك؛ فالأمر طبيعيٌّ جدًّا، وستفهمينهم - إن شاء الله - مع مرور الأيام، ما دُمتِ تخالطينهم، أما إذا تقَوْقعْتِ حول نفسكِ، وانعزلتِ في صومعتكِ، فلن تتعلَّمي شيئًا، ولن تفهمي أحدًا، ولن يُطْعِمَكِ علمُ النفْسِ إلا بضْعَ نظرياتٍ، ربما لنْ تقْوَيْ على استساغتها؛ فالكثير من خريجي مدارس علم النفس أو كليَّاته لا يعلمون منه إلا أنه يختص بدراسة النفس! أمَّا ما بعدَ ذلك، فالله أعلم به.

 

لا بدَّ مِن مخالطة الناس والتواصل معهم؛ فقد قال ابن مسعود: "خالِطِ الناسَ، ودِينَك لا تَكْلِمَنَّهُ"، وعليكِ بقراءة الكتب القيِّمة التي تهتمُّ بهذا المجال، وهي كثيرة، سواءٌ ما كان منها مصنَّفًا في علم النفس، أم علم الاجتماع، أم علم البرمجة اللغوية العصبية، أم علم الإدارة، أم حتى علم الفراسة، أما الكتب والمناهج التي تُدَرَّس في أقسام علم النفس، فهي وحدَها لا تَكفي، ولن تعطيَكِ الفهمَ الحقيقيَّ الذي تأمُلِين أن تصِلي إليه؛ على أنْ تذْكُري جيدًا أنَّ كلَّ هذا لنْ يُحقِّقَ لكِ الفهمَ الكاملَ لكل الناس؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] ويقول: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

 

أما بالنسبة لموضوع الانسجام، فهذه خُطْوةٌ جيدة منكِ لفهم الناس؛ لأنه بدون انسجام مع الغير، فلن تتمكني أبدًا من فهمِهم.

 

معنى الانسجام:

الانسجامُ في اللغة هو: ضمُّ الشيءِ إلى الشيءِ، وقد استُخدم هذا المصطلحُ في شتَّى العلومِ والفنون، وجميعُها تصُبُّ في معنًى واحدٍ، هو: التآلفُ والتلاؤمُ والتناسقُ والترابط والتواصل.

 

أحَدُ تعريفاتِ الانسجام يَعنِي أنَّه: القدرةُ على الدخولِ إلى عالَم شخصٍ آخرَ، وجَعْلِ ذلك الشخصِ يَشعُر بأنكَ تفهمه، وأنَّ بينكما علاقةً مشترَكة.

 

سُلَّم الانسجام:

أولاً: الاتصال Connection: حيث يتم التعارف بين الناس في الأماكن التي يلتقون فيها عادةً، ويتواصلون من خلالها، كتواصل الطلبة في المدرسة، والموظفين في المكاتب، ونحو ذلك.

 

ثانيًا: الثقة Trust: يميل الناس - عادةً - إلى اكتساب الثقة ومنحِها لبعضِهم البعض، بتَكرارِ اتصالِهم وتواصلهم مع بعضهم البعض مع مرور الوقت.

 

ثالثًا: العلاقة Relationship: بعدَ كسْبِ الثقة تُبنَى العلاقةُ مع الطرَف الآخَر، لكنْ لا تَعنِي إقامةُ العلاقةِ مع الطرَف الآخَرِ حدوثَ الانسجامِ بالضرورة، فكثيرٌ من العلاقات التي تنشأ بين الناس تنتهي سريعًا؛ لعدم وجود الانسجام والوئام بينهم في الأفكار والعواطف والمبادئ.

 

رابعًا: الأُلفة Rapport: وهي أقوى درجةٍ في سُلَّم الانسجام، وتَحْدث تِلقائيًّا، وبشكلٍ غيرِ واعٍ، أو قد تَنشأ مع تَقادُمِ الزمَن؛ لوجود العديد من القواسم المشترَكة بين الفرْد والآخرين، سواءٌ في طريقة الكلام أو محتوى التفكير، أو الشخصيات أو الخبرات، أو أساليب الحياة أو الأذواق، وغير ذلك.

 

خُطواتُ بناءِ الأُلْفة مع الآخرين:

أولاً: إصلاح النية: كيْ تكونَ الرغبةُ حقيقيةً في الانسجام مع الناس، فلا بد من تصحيح النية وإصلاحها في تعاملنا مع الناس؛ فقد كتب عمرُ بن الخطاب لسعْد بن أبي وَقَّاص - رضي الله عنهما - في غزوة القادسية: "أما بعد، فتعاهَدْ قلبَك، وحادِثْ جندَك بالموعظة، والصبرَ الصبرَ؛ فإن المعونةَ تأتَي مِن الله على قدْرِ النية، والأجرَ على قدر الحِسْبَة".

 

ثانيًا: بناء الألفة منذ اللقاءِ الأول: أفضَلُ وقتٍ لبدْءِ بناء الألفة مع شخص ما: هو ذلك الوقتُ الذي تلتَقِين به للمرَّة الأولى؛ فكَسْرُ الحاجزِ النفسيِّ منذُ البداية، واقتحامُ المَغارَة المُظْلِمة والمُخِيفة - عن طريقِ التحلِّي بالجَرْأة على الإقدام على بناء العلاقة، وقتْلِ خفافيش الخجل والمخاوف، اللَّذَيْنِ يُعدَّان مِن أكبر المُعوِّقات في عملية التعرُّف على الناس، والتواصلِ والانسجامِ معهم، مع تَذَكُّرِ أنَّ العلاقاتِ مع الناسِ قد تَصِل إلى طريق مسدودٍ - متى ما خَشِيَ أحدُ طرَفَي العلاقةِ مِن المبادرة والقيام بالخطوة الأولى.

 

ثالثًا: إظهار التقدير والاهتمام: مِن أسهل الطرق في إشعار الآخرين بالاهتمام بهم: مخاطبتُهم بأسمائهم وأحَبِّ أسمائهم إليهم، وقد كان هذا هو هدْيَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد قال أنس: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن أحسن الناس خُلُقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلتُ: واللهِ لا أَذهب، وفي نفسي أنْ أذهب لما أمرني به نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخرجْتُ حتى أَمُرَّ على صِبْيانٍ وهم يَلعبون في السوق، فإذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد قَبض بقفايَ من ورائي، قال: فنظرتُ إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أنيسُ، أذَهَبْتَ حيثُ أمرتُك؟)) قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله"؛ رواه مسلم.

 

وروى البخاريُّ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: إنْ كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليخالطُنا، حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: ((يا أبا عُمَير، ما فَعَل النُّغَير؟)).

 

وإذا كنتِ تعملين مع الناس في مكان واحدٍ، فبادري بإظهار التقدير والثناء على إنجازاتهم مهما كانت صغيرة؛ فقد أثنى الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أبي هريرةَ بمجرَّدِ أنْ سألَه عن الشفاعة؛ عن أبي هريرة أنه قال: قيل: يا رسول الله، من أسعَدُ الناسِ بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لقد ظننْتُ - يا أبا هريرةَ - أن لا يسألَنِي عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ مِنك؛ لما رأيتُ مِن حرْصِك على الحديث، أسْعَدُ الناسِ بشفاعتي يوم القيامة، مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا مِن قلبه، أو نفْسِه))؛ رواه البخاري.

 

رابعًا: طرح الأسئلة: يقول ديل كارنيجي في كتابه: "كيف تظفر بصداقات الآخرين وتؤثر فيهم؟": "اطرح الأسئلة التي يَستمتِع الآخرون بالردِّ عليها، وشجِّعْهم على الحديث عن أنفسهم وإنجازاتِهم، وتذكرْ أنَّ مَن تتحدَّثُ إليهم يَتضاعف اهتمامُهم بأنفسِهم واحتياجاتِهم ومشاكلِهم مائةَ ضعفٍ أكثرَ مِن اهتمامِهم بكَ وبمشاكلِك، إنَّ ألَمَ الأسنانِ الذي يُصاب به المرءُ يَعنيه أكثرَ مِن مجاعةٍ في الصين تُودِي بحياةِ مليون شخصٍ، وحَرْقٍ في رقبته يُهِمُّه أكثرَ مِن أربعين زلزالاً في إفريقيا، ضَعْ هذا في اعتبارك عندما تبدأ في إجراء محادثات تالية".

 

خامسًا: الإصغاء الفعَّال: لا بدَّ مِن التفاعل مع الشخص المتكلم، بالتعليق الإيجابي الذي يُشْعِره بأنكِ تُصغين إليه بالفعل، ومهتمةٌ بكل ما يقوله لكِ، مع الحرص على انتقاء التعليقات البنَّاءة، التي تُسهم في التوسُّع في الحديث، وتُمَثِّل ردودًا فوريةً مثل: "وماذا فعلتَ بعد ذلك؟" بعيدًا عن التعليقات الجارحة أو الغامضة، أو الأسئلة التي تتجاوز الأسوار والأسرار الشخصية.

 

سادسًا: المحافظة على "الأنا" تحت السيطرة: فالأنا تَعُوق التواصلَ مع الآخرين بإقحام نفسها في كل شيء، وبدلاً من الحرص على إظهار وِجهة نظرك وأنكِ على حق، احرصي على أن يُبْدِيَ الآخرون وِجهاتِ نظَرِهم بكلِّ أريحيَّةٍ، وتَجنَّبِي تقديمَ النصائح متى ما تلمَّسْتِ رغبةَ الشخص في حاجته إلى التعبير عما يجول في خاطره.

 

يقول أندرو لاي مؤلف كتاب "أثر الجاذبية الشخصية": "احذر متلازِمةَ الناصحِ الأمين؛ حيث تسارع بالمُضِيِّ بعيدًا عن طرْح الأسئلة المفيدة إلى البدء بشكل تطوُّعيٍّ مِن جانبك في أنْ تقول للطرَف الآخر رأيَك، وما ينبغي عليه أن يقوم به".

 

أما متى يكون الحديث عن النفس مناسِبًا، فيَعتمد ذلك على استشعارِ رغبةِ الطرف الآخَر في معرفة ذلك ومدى أهميته بالنسبة له.

 

سابعًا: الوُدِّية: حَافظي على ابتسامتكِ، واسعَيْ لرسمها على وجوه مَن حولك، وليس هناك ما هو أجملُ مِن الابتسامة حين تلتقي عيناكِ بعينَيْ شخْصٍ ما لأول مرة، مع الترحيب به ومصافحته؛ فعَن جريرٍ قال: ما حجَبني النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي، ولقد شكوتُ إليه أني لا أَثْبُتُ على الخيل، فضَرَب بيده في صدري وقال: ((اللهم ثبِّتْه، واجْعله هاديًا مهديًّا))؛رواه البخاري.

 

وقالت أمُّ هانئٍ: جئتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((مرحبًا بأم هانئ))؛ رواه البخاري.

 

وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((ما مِن مسلمَيْن يلتقيان فيتصافحان، إلا غَفر الله لهما قبْلَ أن يتفَرَّقا))؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب.

 

ثامنًا: انتقاء الألفاظ والتعبيرات: مِن المهمِّ الحرصُ على انتقاء الألفاظ بعناية، واستخدامُ الكلمات التي تُوحي بالحرص والاهتمام والانسجام أثناء الحديث مع الناس، ككلمات الاعتذار، والشكر، ونحو ذلك؛ فعَن أبي هريرة أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يقولَنَّ أحدُكم: عبدي وأمَتي، ولا يقولنَّ المملوكُ: ربي وربَّتي، ولْيَقُلِ المالكُ: فتاي وفتاتي، وليقُلِ المملوكُ: سيدي وسيدتي؛ فإِنَّكم المملوكون، والربُّ الله عزَّ وجل))؛ رواه أبو داود.

 

تاسعًا: النغمة الناعمة: مِن المهم التحدُّثُ مَع الناس بالطبقة الصوتية المتوازنة والمناسِبَة، دون حاجةٍ لرفع الصوت أو خفضه أكثرَ مِن الطبيعي؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 19].

 

عاشرًا: احترام الوقت: من المهم الاهتمامُ بأوقات الناس؛ إذ مِن غير المعقولِ بِناءُ علاقةٍ منسجِمَةٍ مع شخص مرتبطٍ بموعد، أو منشغل بعمل؛ فالناس - عادةً - لا يَميلون إلى الأشخاص الذين لا يحترمون مواعيدَهم، أو الذين يجعلونهم ينتظرون أكثر مِن اللازم.

 

حاديَ عشرَ: النظافة والمَظهر الشخصي: يَعكس المظهرُ الشخصيُّ انطباعًا أوليًّا عن الشخص، وقد يكون عاملاً مِن عوامل الأُلْفة، أو عاملاً تدميريًّا للعلاقات الإنسانية؛ ولذلك وجب الاهتمام برائحة الأنفاس وتصفيف الشعر، والحرص على نظافة الأسنان والأظافر، وارتداء الملابس الملائمة، وغير ذلك؛ فعن عائشة أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((عَشْرٌ مِن الفطْرة: قَصُّ الشارب، وإعفاءُ اللحيةِ، والسواكُ، والاستنشاق، وقص الأظفار، وغَسْل البَراجِم، ونَتْف الإبط، وحَلْق العانة، وانْتِقاص الماء))، قال زكريا: قال مصعب: ونسيتُ العاشرةَ، إلاَّ أن تكونَ المضمضة؛ رواه الترمذي.

 

ثانِيَ عشَرَ: التواصل البصَري: عبْرَ النظر إلى عينَيِ المتحدِّث مباشرةً، وليس إلى فَمِه أو شعره، ونحو ذلك؛ يقول أندرو لاي: "حاول أنْ تلْتَقِيَ نظراتُك بنظراتِه لفترةٍ أطولَ مِن المعتاد، ولكنْ ليس بطريقةٍ تَبدو فيها كأنَّ عينيْكَ سوف تَخرجان مِن رأسك!!".

 

ثالثَ عشرَ: المحاكاة بِلُغَة الجسَد: مِن أكثر الطرُق التي يَهتم بها المختصُّون بالبرمجة اللُّغَوية العصبية - لِخَلْق الانسجام والألفة مع الناس - أن يُصبِح الشخصُ مرآةً لمحدِّثه بحيث يُجاريه في تعابيره الوجهية وإيماءته الجسدية؛ كأنْ يرفَعَ حاجبَه إذا رفَع الطَّرَفُ الآخَرُ حاجبَه، أو يَهُزَّ رأسَه إذا هَزَّ رأسَه مثلاً.

 

وكذلك المحاكاةُ في اللهَجَات، واستعمالُ نفْسِ الكلمات أو التعابير التي يَستخدمها الطرَفُ الآخَرُ، وحتى في استعمال الطبَقة الصوتية نفسِها التي يتحَدَّثُ بها الشخصُ، وطريقةِ وقوفِه، وسرعة مِشْيَته.. ونحوِ ذلك.

 

رابعَ عشرَ: الاستمرار في التواصل: لا بدَّ مِن الاستمرار في التواصل مع الآخرين لتحقيق الانسجام؛ عبْرَ وسائل الاتصال والتواصل المختلفة، كالجوال، والمراسلات الإلكترونية، والزيارات الاجتماعية، وغيرها من طرق الاتصال والتواصل المختلفة.

 

ولِلاستزادَةِ عن موضوع الانسجام؛ اقرئي كتابَ "كيف تَنسَجِم مع الآخرين في كل وقت؟" لمؤلفه ديفيد ايه.ريتش مِن إصدارات مكتبة جرير، وكذلك كتاب "كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وأي مكان؟" لمؤلفه لاري كنج، من إصدارات جرير.

 

ختامًا:

تقول الرِّوَائيةُ جين أوستن مؤلفة رواية sense and sensibility: "لن تكونَ فترةُ سبْعِ سنواتٍ كافيةً لكي تجعلَ مجموعةً من الأشخاص تَتآلَفُ مع بعضِها البعضِ، فيما تكفي فترةُ سبعةِ أيامٍ لكي يحْدُثَ ذلك مع مجموعةٍ أخرى مِن الناس"؛ وهذا يَعني أنَّ تحقيقَ الانسجام مع كل الناس أمْرٌ غير واردٍ في الحقيقة، يدَلِّلُ على ذلك حديثُ الأرواح الشهير؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: سمعْتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ؛ فمَا تَعارف منها ائتلف، وما تناكَر اختَلف))؛ متفق عليه.

 

دُمْتِ بألف خير، ولا تَنسَيْني مِن صالح دعائكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يتهمني الناس بالجدال وأنا أريد الفهم
  • بين الطيبة والغباء
  • كرهت مجتمعي وأهلي بسبب تخلفهم!

مختارات من الشبكة

  • لماذا أفهم اللغة وأعجز عن التعبير بها؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كارولينا الشمالية تستضيف فعالية: افهم جيرانك المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • لا أفهم نفسي(استشارة - الاستشارات)
  • افهمها صح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعطيل الزواج لأسباب لا أفهمها(استشارة - الاستشارات)
  • أنت ومالك لأبيك .. كيف أفهمها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لا أفهم نفسي وتصرفاتي!(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أفهم أمي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أيها الإعلامي المسلم.. افهم ما يقال جيدا(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب