• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية
علامة باركود

حياتي اختلفت

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/4/2010 ميلادي - 5/5/1431 هجري

الزيارات: 5228

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

كنت إنسانة ناجحة في حياتي، وأقصد ناجحة بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن - للأسف - بعد زواجي انقلبَتْ حياتي، على الرغم أني تزوَّجت من شخصٍ أكثر من رائع - والحمد لله - وأنا أحبُّه حبًّا كبيرًا، والحمد لله أيضًا رزقني الله منه بطفل كالقمر.

 

تُوفِّي والِدِي بعد خطبتي بأيَّام معدودة، وكان هذا الشيء بمثابة الصدمة؛ حيث إنه كان فعلاً مريضًا، لكن لم أتوقَّع أبدًا أن يصِلَ الأمر حدَّ الوفاة، كنت متعلِّقة به كثيرًا كثيرًا، فكان الأب والصديق والحبيب، وكل شيء في حياتي.

 

حزنت كثيرًا لكن لم يظهر حزني إلا على المَدَى البعيد؛ حيث كنتُ أُهَدِّئ نفسي بأنه القضاء والقدَر، والحمد لله على كل حال.

 

وقف زوجي بجانبي، ولا أنسى فعلاً كلَّ ما فعَلَه ليُخرِجني من هذه الحالة.

 

رزَقَنِي الله بالحَمْلِ سريعًا، وكنت سعيدة جدًّا بذلك، ولكن شاءت الأقدار أن يموت هذا الطفل قبل ميلاده.

 

أصابتني نَوْبةٌ من الهستيريا، ولكن ما مرَّ إلا شهران حتى أكرمني الله بطفلي، والحمد لله أنْ أتَمَّ الله عليَّ فرحتي.

 

ولكن، الآن أنا أخاف على زوجي وطفلي حتى من الهواء، لدرجة الجنون والتفكير السلبي؛ ممَّا جعل خوفي هذا مصدر ضِيقٍ كبيرٍ لزوجي، ويعتَقِد أنِّي أحدُّ من حريَّته، ولكني لا أقصد ذلك البتَّة، بل أنا خائفة عليه فقط من ذهابه للأماكن البعيدة أو حتى ذهابه وحده لأيِّ مكان.

 

تجدني أجلس أعدُّ الساعات والثواني حتى يَعُود، وأُكثِر من الاتِّصالات، مهمومة حزينة، هذا بالإضافة إلى إهمالي في بيتي بشكلٍ مَلحُوظ، فَوْضَى عارِمة لا أستطيع السيطرة عليها!

 

وأيضًا إهمالي في هندامي، رغم أني كنت عكس ذلك 180 درجة.

 

أنا فتاة أحبُّ النظام وأريد أن أعيش حياة بسيطة لا يكدِّر صفوَها شيءٌ، غير أن الفراغ قتلني، قتلني، قتلني!

 

كنت طالِبةً في الكلية، وكان لي نشاطي ونجاحي في المدرسة، وكانت لي مكانتي الاجتماعية بين الناس، والآن لا ناس حولي ولا مكانة!

 

أضيِّع أغلب أوقاتي في الجلوس على الإنترنت؛ ممَّا جعل حالي أشبه بالإدمان، لا شيء سوى الإنترنت وقضاء بعض الحاجات في المنزل والطبخ أحيانًا، والاعتناء بصَغِيري وزوجي، ولكن ليست العناية الكاملة والمطلوبة.

 

أنا فعلاً بحاجة لأنْ أتغيَّر، وبحاجة للتوجيه والنُّصح، وليس التوبيخ الذي قد يُعطِي نتائج عكسيَّة لو تلقَّيته من أي أحد.

 

بالمناسبة؛ لديَّ أمٌّ طيِّبة وحنون وتحبُّني، لكنها لا تعرف كيف تتعامَل معي، لا عندما كنت صغيرة ولا حينما تزوَّجت، فهي دائمًا تُوَبِّخني وتنتَقِد تصرُّفاتي، وكلُّ ما أفعل لا يُعجِبها، وتقارنني بأختي الكبرى أحيانًا حتى في طريقة لباسي أنا وابني، وتسريحة شعري، ودائمًا تنتقدني بأنِّني لا أضع المكياج، وأنني مهملة، ومن هذا الكلام الجارِح.

 

أتمنَّى أن أجد لديكم النُّصح؛ لأنِّني فعلاً أريد أن أتغيَّر، وأن أكون صالحة لنفسي أولاً، ولزوجي وابني ثانيًا.

 

مع خالص شكري لكم.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

حيَّاكِ الله أختي الفاضلة، وربَطَ على قلبك، وغفر لوالِدكِ، وجمَعَكِ به في الفردوس الأعلى من الجنة، آمِين.

 

قد تكون الصدمة الأولى مؤلِمَة، لكنها تُكسِب من القوَّة ما لا تُكسِبه السنوات!

 

قد يكون الحِمْلُ ثقيلاً لا يسهل معه التماسُك، لكنه يُكسِب من الثبات ما لا تُكسِبه الخُطَب والمواعظ!

 

وهكذا الحياة؛ بسمة ودمعة، سعادة وشقاء، راحة وألم، صحَّة ومرض، شباب وهرم، ثم يكون المصير الأخير، فإمَّا إلى جنَّة وإمَّا إلى نار - نسأل الله السلامة.

 

لعلَّه - أُخَيَّتِي - لا يَغِيب عن علمكِ أن الكثير ممَّن حولنا فقَدُوا ما فقدتِ وهم أطفال، أو قبل أن يُولَدوا، ولم يكن ثَمَّة زوج حبيب ولا صاحب مُعِين.

 

وكم من نساء فقدنَ من الأبناء أضعاف ما فقدتِ، وما حياتنا الدنيا إلا سلسلة من الابتلاءات والمِحَن!

 

أليس في الحديث: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يَلقَى اللهَ وما عليه خطيئة))؛ "صحيح الترمذي"؟!

 

لست هنا لأُوَبِّخك، وليس هذا من طبعي، لكن ما رأيُكِ ببعض الصَّراحَة حتى تتَّضح الأمور، ويجلو نور الحق أمام عينيك - بإذن الله؟

 

الخَلَل الرئيس الآن لديكِ في التوكُّل على الله، أليس كذلك؟!

 

مات الوالد - رحِمه الله وأسكَنَه الفردوس الأعلى - وفقدتِ الوليد قبل ولادته، ألِهَذا السبب تخشين على زوجك الذهاب للأماكن البعيدة؟

 

ما علاقة موت الوالد بالأماكن البعيدة غاليَّتي، وقد مات بالمرض؟!

 

وما علاقة فَقْدِ الجنين أيضًا بهذا وقد مات بين أحشائك دون أن يسافر أو يبتعد؟! ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78].

 

على كلِّ حال، أُفضِّل ترتيب ما عرضتِ من مشكلات، ومناقشة كل على حِدَة.

1- المعاناة من فَقْدِ الأحبَّة.

2- التقصير في حق الزوج والبيت.

3- الخوف الزائد على الأهل، ومحاصَرَة الزوج.

4- الفراغ بعد الشغل.

5- الحاجة والرغبة في التغيير.

6- التأثُّر بكلام الأم، ولو كان بحسن نيَّة منها.

1- المعاناة من فَقْدِ الأحبَّة:

اتَّفقنا على أن هذه الحياة ما جُعِلَتْ إلا للاختبار والتمحيص، وكما قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]، ولم يجعلها الله للاستقرار والتنعُّم، وما أجمل قول أبي العتاهية:

 

الْمَوْتُ حَقٌّ وَالدَّارُ فَانِيَةٌ
وَكُلُّ نَفْسٍ تُجْزَى بِمَا كَسَبَتْ
هِيَ الَّتِي لَمْ تَزَلْ مُنَغَّصَةً
لاَ دَرَّ دَرُّ الدُّنْيَا إِذَا احْتُلِبَتْ

ففَقْدُ الأحِبَّة يتعرَّض له الجميع: الصالح والفاسد، المؤمن والكافر، ولا حيلةَ لنا إلا الصبر والاحتِسَاب، وتذكُّر أجر الصابرين، وتذكُّر حقَارَة الدنيا وسرعة زوالها، وإنِّي لأرى في هذا الحديث خير مُؤنِس ومُعِين على التصبُّر، فما ترينَ أنتِ عزيزتي؟

 

يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يقول الله - تعالى -: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسَبَه إلا الجنَّة))؛ رواه البخاري.

 

هذا لكِ إذا صبرتِ واحتسبتِ، فماذا عن الوالد - رحمه الله؟

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن عالَ جارِيتَين حتى تبلُغَا، جاء يوم القيامة أنا وهو))، وضمَّ أصابعه؛ رواه مسلم.

 

أليست هذه بشارة لكِ وله؟!

أليس في هذا بلسم لقلبك المكلوم؟!

ثم تأمَّلي معي رحمةَ الله في توقيت موت الوالد مع اقترانك بهذا الزوج الحَنُون الذي كان نِعْمَ المُعِين، وخير الناصح الأمين، ما مات وتركَكِ وحيدةً، بل يسَّرَ الله لكِ مَن يشدُّ من أزرك، ويقف معك في محنتك خير وقوف.

 

كذلك تأمَّلي رحمته - عزَّ وجلَّ - في سرعة الرزق بالولد الصالح بعد أن شاء الله - وليست الأقدار - أن يبتليك بفَقْدِ الأوَّل، لم يترككِ - سبحانه - تُقاسِين الوحدة والألم، بل أنعَمَ عليكِ بطفل كالقمر - أسأل الله تعالى أن يُبارِك فيه وينفع به الإسلام، ويقرَّ به عينك في الدنيا والآخرة - فهكذا فكِّري في الجوانب المشرِقة من المحنَة الماضية، وكم كانت رحمة الله تتخلَّلها لتُهَوِّن على النفس وتُنزِل عليها السكينة والرحمة.

2- التقصير في حق الزوج والبيت:

الحمد لله، بداية العلاج أنكِ تعلمينَ كم أنتِ مقصِّرة، وكم هو رائع ذلك الزوج، يصبر على تقصير زوجته، ويغضُّ الطرف عن زلاَّتها ولا يُطالِبها بحقوقه، سَلِي الله أن يُبارِك فيه، واعلَمِي أنه نعمة عظيمة تستحقُّ الشكر.

 

ثانيًا: عليكِ بتحديد نقاط التقصير وحصرها جميعًا - إن استطعتِ - في ورقةٍ مثلاً، وكُلَّما تذكَّرتِ نقطةً اكتُبِيها في دفتر خاص قومي بشرائه على الفَوْرِ، وليكن جميل المنظر حسن التنسيق؛ ليشجِّع على التنظيم، اكتُبِي فيه كلَّ نِقاط الضعف، واكتُبي أمام كلِّ واحدة بعض المقتَرَحات والأفكار للتغيير للأفضل، ودوِّني النتائج يومًا بيوم، وإن كانت النتائج قليلة، فافرَحِي بها، وكافِئي نفسَكِ.

 

ثالثًا: قُومِي بعمل تغييرٍ في تنظيم أثاث البيت، وليكن هذا التغيير بداية تغيير الكثير من الأمور؛ كالتَّنوِيع في الطعام وعمل وجبات جديدة، والتغيير في شخصيَّتكِ، وإحداث نوعٍ من الانقِلاب الإيجابي في كلِّ ناحية من البيت.

 

رابعًا: غيِّري من نفسِكِ بعضَ الشيء؛ قُومِي بشراء بعض الملابس الجديدة - ولا يشترط أن تكون غالية الثمن - وارتَدِيها لزوجك بنيَّة حسن التبعُّل وإدخال السرور على قلبه، ولا تنسي أن تُدوِّني كلَّ نجاح في الدفتر.

 

خامسًا: احرِصِي على الاهتمام بطفلك وتدليله، والإكثار من التحدُّث إليه ولو كان صغيرًا، تأمَّلي استجاباته وأَجلِسِيه معَكِ في كلِّ مكان في البيت، وقُومِي بتحميمه كلَّ يوم قبل مَجِيء الزوج، ثم دَوِّني كلَّ يوم تُحسِني فيه رعايتَه، وأعطِ نفسَكِ درجة.

 

سادسًا: حاوِلي الاستغناء عن الإنترنت قليلاً، ولو لأيام معدودة؛ فأنتِ مشغولة الآن، وبصدد إحداث طفرة في حياتك، ولا وقتَ لديكِ لشيء آخر.

 

ضَعِي المزيد من المقترحات والأفكار الخاصَّة برعاية هذا الزوج الحَنُون، ولا تنسي شكرَه على كلِّ صغيرة وكبيرة، ومقابلته بمرح وتبسُّم في وجهه كثيرًا، وتفضَّلي بالاطِّلاع على هذه الاستشارة، بعنوان "فوضى تعمُّ حياتي"؛ فلعلَّ فيها ما يفيدك - إن شاء الله.

3- الخوف الزائد على الأهل، ومحاصَرَة الزوج:

عزيزتي، أمَا كان فيما مضى درس؟

قد توفي الوالد بين أظهركم، ومات الجنين في بطنك، الله - تعالى - يقول: ﴿ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ﴾ [آل عمران: 154].

 

فلا فرق إذًا بين كَوْنِ الزوج قريبًا منكِ أو بعيدًا عنكِ، الله هو الحافظ وليس نحن، الله الذي قدَّر له عمره قبل أن يُولَد، فلِمَ الوسوسة؟!

 

لا تستطيع الأم أن تملك نفسها من بعض القلق، أو تمنع عقلها من التفكير والخوف على ولدها أو زوجها؛ فما أودع الله في قلبها من عاطفة تَحُول دون ذلك، لكن بإمكانها مجاهَدَة نفسها وتدريبها وتذكيرها بالقدَر، واحتساب ذلك الشعور عند الله - تعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]؛ فالصابر على الخوف له أجرٌ كالصابر على المرض أو الجوع أو غيرهما من الابتلاءات التي لا تخلو منها الحياة، ولا سبيل إلا بمجاهدة النفس ومحاولة أن تقلِّلي عدد المكالمات حالَ غيابه شيئًا فشيئًا؛ فمثلاً لو ذهبتِ للاتِّصال به أَرجِئي ذلك لِمُدَّة قصيرة من الوقت، كنصف ساعة مثلاً، فجاهِدي نفسكِ وانشَغِلي بطفلك حتى يَحِين الموعد، ثم إن غلبَكِ القلق وقرَّرتِ الاتِّصال، فلا تُخبِريه بالسبب، بل قولي له: أحببتُ أن أسمع صوتَك، أو اشتقت إليك؛ لئلاَّ يشعر بالمحاصَرَة والضِّيق، ولعلَّ هذا الأمر يقلُّ تدريجيًّا - إن شاء الله.

4- الفراغ بعد الشغل:

في الحقيقة لست أدري أين أنتِ من دُورِ التحفيظ النسائية؟ أراها أكثر من رائعة، وأيُّ شيء خيرٌ من القرآن نشغل به أنفسنا ونضعه هدفًا لنا في الحياة؛ تلاوةً وحفظًا وعملاً؟!

 

حاوِلِي الاشتراك بإحدى الدور التي تُناسِبك، سواء كانت صباحية أم مسائية، وستَجِدين من التنظيم والسعادة والتغيير، والصُّحبة الصالحة والمجتمع الطيِّب الشيء الكثير، وبإمكانك أن تصحبي طفلك معك ليكون أمامَك ويلهو مع الأطفال.

5- الحاجة والرغبة في التغيير:

أنتِ الآن إنسانة مختَلِفة، قد تُشبِهين نفسَك في الماضي من حيث النجاح، لكن النجاح الآن سيكون أكبر - بإذن الله - فالحياة قد اختلفت، مع زوج صالح ووَلَد حسن، وستكون حياتك في دار التحفيظ أجمل - بعون الله - ففكِّري في المزيد من النجاح، فالإسلام دين حياة، وخير مُعِين على التغيير.

 

القراءة: اجعَلِي لكِ يوميًّا وقتًا للقراءة حول حسن ترتيب المنزل مثلاً أو فن التجميل، في الكتب الفقهيَّة، والقصص المسلية، وفي مجال الأدب، اقرَئِي بشكلٍ يومي فيما تُحِبِّينَ من مجالات، وكل معلومة أو خبرة تستفيدين منها دوِّنيها، وعلى الفور استغلِّيها عمليًّا، اذهبي إلى المكتبات واشتري من الكتب ما يَرُوق لك، واستمتِعي بصحبة الكتاب.

 

من الأمور المُعِينة على التغيير أيضًا تأمُّل نفسك والإبحار داخل ذاتك، واكتشاف مواهبك وأين تَكمُن، عُودِي بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، وتذكَّري كم كان الأهل أو الأصدقاء يُثْنُون عليكِ ويستحسِنون أفعالك، وأَعِيدي بناءَ ذلك الصَّرْحِ من جديد؛ فأنت الآن أكثر خبرة، والعمل سيكون أسهل.

 

لا تنسي مصاحَبَة الأخيار والاستفادة منهم، ولا تنسي العناية بنفسك وصحَّتك، وممارسة التمارين الصباحية التي تُنَشِّط الجسد وتبثُّ الحماسة في النفس.

 

سنحتاج لتدوين ذلك أيضًا في الدفتر الذهبي الذي سيكون رفيقك في تلك الرحلة.

6- التأثُّر بكلام الأم، ولو كان بحسن نيَّة منها:

مَن مِنَّا لا يتأثَّر بالكلام الجارِح؟! ومَن مِنَّا لا يَضِيق ذرعًا بالانتقاض؟!

لكن الشخص الإيجابي يُوَظِّف كلَّ ذلك خيرَ توظيف؛ فالاعتناء بزوجك وبيتك واجبك الأوَّل، وقد صدَقت الأمُّ في ذلك، وإنْ لم تُحسِن التعبير، لكن تقبَّلي نُصْحَها وإن لم يَرُقْ لك، وتذكَّري كلَّ ما قالت، وسارِعِي في التنفيذ.

 

في الحقيقة لا أعلم في عصرنا مَن لا تستخدم أدوات المكياج، وتَنتقِي منها الأحسن، وتزيد من جمالها، مهما كانت جميلة وفاتنة، فالزوج بحاجة لاستشعار اهتمام زوجته به، وأنتِ بحاجة للعناية بنفسك بعد مقاساة تلك الآلام.

 

جَدِّدي من نفسك، وغَيِّري في شكلك، وإن كان بمجرَّد تلوين شعرك بلون مختلف، وقُومِي بشراء بعض أدوات التجميل، وتعلَّمي كيفيَّة استخدامها على نحوٍ رقيق وهادئ، وابتَعدِي عن الأشكال المُفزِعة التي تُصِرُّ عليها بعض الفتيات ظنًّا منهنَّ أنها تزيدهنَّ جمالاً، ولا أراها إلا أشبه بالمهرِّج الذي كُنَّا نُشاهِده في برامج التلفاز!

 

اجعلي لكِ لمسة ساحِرَة تُضفِي عليكِ جمالاً خاصًّا، وخَصِّصِي لكِ نوعًا جميلاً من العطور الأخَّاذة، وفاجِئي زوجَك كلَّ يومٍ بشيءٍ جديد، ولو كان بسيطًا.

 

أختي الفاضلة، لعلِّي أطلت عليكِ - وإن كان لديَّ المزيد - لكنِّي سأكتَفِي بهذا تارِكَة لفكرك الحريَّة في التحليق عاليًا في جوٍّ من الإبداع والرُّقيِّ الذي كان منكِ في السابق، ولا تنسي الدعاء وأثره على النفس، وإنْ غلبَكِ الخوف وتملَّكَكِ الحزن أو القلق على مَن تحبِّين، فتذكَّري قول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله - تعالى - إذا استُودِع شيئًا حفِظَه))؛ رواه أحمد في "المسند"، وصحَّحه الألباني، فأَكثِرِي من هذا الدعاء، وأَحسِني الظنَّ بالله - تعالى - وتذكَّري قوله في الحديث القدسي: "أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني..."؛ متفق عليه.

 

وفَّقكِ الله ويسَّر أمرَكِ، ونَسْعَد بالتواصُل معكِ في كل وقت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحس بأن حياتي حلم

مختارات من الشبكة

  • فقدت طعم الحياة وملأ اليأس حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • ذنبي أفسد علي حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • خطبة: هذا أسعد يوم في حياتي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدخلات أهل زوجي أفسدت حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • قنوط ويأس من حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • مستر ميلر وموقفه التربوي في حياتي!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دفة حياتي تفلت من يدي(استشارة - الاستشارات)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ضعف شخصيتي دمر حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • حياتي تتمناها كل فتاة لكن بلا روح(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب