• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات نفسية / مشكلات نفسية
علامة باركود

كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟

كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/5/2025 ميلادي - 27/11/1446 هجري

الزيارات: 217

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

♦ الملخص:

فتاة لا تجد الدافع لاستمرار الحياة، على رغم ما تمتلك من قِيَمٍ وطيب نفس، وذلك جعل تفاعلها الاجتماعي محدودًا، وتسأل: هل هذا يعد علامة على ضعف الثقة بالنفس؟

 

♦ التفاصيل:

أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، وأعاني من مخاوف تتعلق بالوحدة وفراغ الحياة، لا أجد شغفًا يدفعني للاستمرار في تحقيق أهدافي بعزيمة وإصرار، وأشعر بأنني كثيرة الكلام، مضطربة القلب، لا أطيق التعامل بجفاء، كما أنني قليلة التفاعل في الحياة الاجتماعية على رغم قيمتي الرفيعة التي أدركها، لكنني لا أشعر بها، أميل إلى الاهتمام بالتفاصيل، وأحمل في داخلي طيبةً وحنانًا، غير أن ضميري يؤرقني عندما أخطئ، كما أنني خجولة بطبيعتي، وأتساءل: كيف يمكنني مواجهة هذه المشكلات المحزنة التي تؤرقني وتسبب لي الألم؟ وهل أنا بالفعل فاقدة للثقة بالنفس؟ وإن كان الأمر كذلك، فكيف أستعيدها؟ شكرًا لإصغائكم واهتمامكم.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فنرحب بكِ أختنا الكريمة، ونشكر لكِ ثقتكِ في موقع شبكة الألوكة، ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن في تقديم ما يسركِ ويفيدكِ، وأن تجدي بُغيتكِ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق أهدافكِ، وأن يبعد عنكِ المشاكل، ويزيد ثقتكِ بنفسكِ، وأن يسهل جميع أموركِ، ويصلح حالنا وحالك، إنه سميع مجيب.

 

ملاحظة مهمة قبل قراءة الرد:

اقرئي الرد براحة، وهدوء بال، بعيدًا عن أي توترات، ومن خلال قراءاتكِ ابتعدي عن الصورة النمطية الخاطئة التي رسمتِها في ذهنكِ بأنه لا يوجد حل لمشكلتكِ، ولا تقرئي المقال قراءة سريعة.

 

ذكرتِ أنكِ مصابة باضطراب نفسي تجاه الحياة، ويبدو من خلال وصفكِ لمشكلتكِ أنكِ قد زُرت طبيبًا نفسيًّا لعلاج حالتكِ، وهذه الزيارة إجراء أساسي للحل، وإن لم تكوني قد زرتِ الطبيب، فلا بد من زيارته، وعرض مشكلتكِ عليه؛ فقد يساعد العلاج النفسي على العمل بشكل أفضل، والتقليل من بعض الأعراض، والذي يخصنا في هذا الرد، هو الجانب الأُسري، والسلوكي، ولا يغني هذا الرد عن زيارة طبيب نفسي متميز، يساعدكِ في علاج هذا الاضطراب الذي تعانين منه.

 

قمتِ بوصف مشكلتكِ وصفًا دقيقًا؛ حيث إنها بدأت من الطفولة، وأرجعتِها إلى انخفاض في دعم أحد الوالدين، ويبدو أن هذا الموقف أثَّر فيكِ كثيرًا، لعدة أسباب؛ الأول: عدم محبتكِ التعامل بجفاء، والثاني: بسبب الطيبة، والحنان، والعاطفة المتأصلة في شخصيتك، والثالث: لاتِّصافكِ بالخجل، وتأنيب الضمير، والرابع: اهتمامكِ بالتفاصيل الدقيقة، ولأن لديكِ مشاعر جيَّاشة، وتأثرًا سريعًا، وتقبلًا للمشاعر السلبية، أصبح لديكِ تراكمات مُوجِعة، وكل هذه الأمور ألقت بظلالها على مسير حياتك، وبدأ عندكِ التناقص الوجداني تجاه من انخفض دعمه لكِ، وبدأتِ تُلصقين به أي شي يصيبكِ بردة فعلٍ عكسية؛ مما أثر في حياتكِ وكيانكِ ككل، فنرجو ألَّا يؤثر ذلكِ في علاقتكِ بالابتعاد عن بر والديك؛ فبر الوالدين عبادة، بل هو من أوجب العبادات؛ يقول تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، بل إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين))؛ [البخاري: 5976]، وأعرضُ لكِ وصيتين من ملكِ الملوكِ سبحانه بالإحسان إلى الوالدين؛ قال تعالى في الأولى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15]، وقال في الثانية: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8]، فوصيتنا لكِ بالإحسان إليهم، والرفق بهم، والدعاء لهم، فربما يكون البر بهما بداية النهاية لمشكلتكِ.

 

ذكرتِ أنكِ قمتِ بعدد من الإجراءات لحل هذه المشكلة: قراءةً، واستماعًا، ومشاهدةً، ولم تستفيدي بسبب الحالة النفسية، وبسبب كثرة النسيان، والتفكير في الماضي، وهاتان النقطتان قد يكون بينهما ترابط؛ فكثرة النسيان، وعدم التركيز قد تكون بسبب المشكلة التي تعيشينها حاليًّا، وقد يؤدي التوتر إلى مشكلات في الذاكرة، والنسيان، بالإضافة إلى أن قلة النوم لها أثر سلبي عليكِ، فهو يرافق التوتر دائمًا، فكلما زاد استرجاع الأحداث المؤلمة، قلَّ النوم لديكِ، وشعرتِ بالإرهاق، وقد ذكر الأطباء أن نقصَ بعض الفيتامينات مثل فيتامين (ب12)، ومشكلات الغدة الدرقية لها تأثير قويٌّ عليكِ؛ فمن المهم مراجعة طبيب عام، وعمل فحص شامل، واستشارته في السبب؛ فربما تكون المشكلة عضوية.

 

ويُعَدُّ التفكير المفرط في الماضي، والندم على ما حصل من أهم أسباب بقاء المشكلة لديكِ؛ حيث يورثان الألم والحسرة، ويبعدان عن الحل، ولن نخرج بنتيجة، وسيكون عائقًا لنا في تحقيق الأهداف؛ فلا بد أن يكون التفكير في الماضي للاستفادة والعِبرة، لا أن يكدر حياتنا، والتفكير في الماضي لن يجلب لنا إلا الأمراض النفسية، وأيضًا يهز الثقة بالنفس، ويهز الثقة بالله سبحانه، وعند زرع الثقة بالله، والتوكل عليه، والإيمان بقضائه وقدره، والتسليم له، فإنكِ تستطيعين بناء حياتكِ من جديد، وعندما تنعدم الثقة، فإنكِ ستقومين بتغليب عدم تغير وضعكِ، وتُنهين حياتكِ الاجتماعية على مبدأ أن التغير لن يتم، وهذا خطأ يجب الانتباه إليه، وللأسف هناك من يتوقف عند مشكلة تحصل له، ويعتقد أن كل طرق الحل أُوصدت في وجهه، ويصيبه القنوط من إمكانية الوصول إلى حل للمشكلة، وهذا خطأ؛ يقول سبحانه: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56]، لم ييأس زكريا عليه السلام من طلب الولد، فهو شيخ كبير في السن، وهن عظمُه، واشتعل رأسه شيبًا، لا يُرجى منه الإنجاب، وامرأته عاقر، لا تلد؛ أي: اجتمعت كل أسباب المنع، ولم يقنط من رحمة ربه، بل دعا بالولد على رغم كل هذه الموانع، فدعا ربه دعاء الموقن، والواثق في قدرته، فاستجاب الله له مباشرةً على رغم صعوبة الطلب، عندما التجأ إليه في العبادة والدعاء، بل إنه من صدق دعائه دعا بأن يكون هذا الولد رضيًّا، يجمع كل الصفات الطيبة؛ قال تعالى: ﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 6]، وجاءته البشارة وهو قائم يصلي في المحراب؛ يقول تعالى: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39]، وكانت البشارة العظيمة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 90]، لم يستجب له فقط، بل أصلح زوجته، وهذا زيادة على تحقيق الدعاء، ولا يزعجكِ تأخر الفرَج؛ فيوسف عليه السلام خرج أخيرًا بعد سنين كثيرة، ولكنه تبوأ المنزلة الكبرى (عزيز مصر)، وستُؤجرين - بإذن الله - على صبركِ، وعلى ما أصابكِ، والحكمة مما حدث لكِ قد يكون ابتلاء، وعليكِ بالصبر، أو قد يكون معصية، فمن المهم أن تتقربي إلى الله سبحانه، بالعبادة والبعد عن المعاصي، ولا تُرهقي نفسكِ بعمل المستحيل في السُّنن فتمَلِّي، وقد تتوقفين، واعملي ما تستطيعين، وحافظي على الواجبات المشروعة.

 

وهذه الدنيا ليست هدفًا نهائيًّا، بل هي دار اختبار؛ فدار الحياة الأبدية لم تأتِ بعدُ، إن اقتربتِ من الله في هذه الدار، فاعلمي أن الله سيعوضكِ بالراحة في الدنيا، والأجر في الآخرة، واعلمي أن هدف كل الناس في هذه الدنيا هو عبادة الله؛ يقول سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وهو الهدف الأساسي الذي خُلقنا من أجله.

 

ما أصابكِ ويصيبكِ من حزن فلستِ وحدكِ؛ فكلٌّ يصيبه الحزن، الأنبياء عليهم السلام أُصيبوا بالحزن، وأهل الطاعة يصيبهم الحزن، ولكن أهل الخير والطاعة إذا أصابهم الحزن، اشتغلوا بذكر الله، وأدَّوا ما فرضه الله عليهم، فهم على خير عظيم، وما أصابهم من حزن وهمٍّ هو كفَّارة لهم.

 

يجب ألَّا تنظري من جانب واحد؛ فالله سبحانه وتعالى أنعم عليكِ نعمًا كثيرة، فالله أعطاكِ البصر، والسمع، والفؤاد، وغير ذلك من النعم الكثيرة، التي لا تُحصى، وغيركِ محروم منها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، فاحمَدي الله على كل النعم التي حولكِ.

 

لا بد من إحسان الظن بالله سبحانه؛ لأن ما حصل لكِ قد يكون خيرًا، وأنتِ لا تدرين، نحن لا نختار ما يصيبنا من الآلام، ولا نملك القدرة على تغيير هذه الأقدار، ولكن نملك الرضا عند حلولها، ولو خُيِّر الإنسان في قدره أن يكون باختياره هو، فلن يتعدى ما اختاره الله سبحانه له، فلو فتح الله لكِ أن تختاري لنفسكِ، فلن تختاري إلا ما كتبه الله لكِ؛ لأن الله يعلم ما يصلح للإنسان أكثر من نفسه، ولنعلم أن المصائب التي قد تقع لنا يكون فيها خيرًا؛ يقول تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، والله سبحانه عندما يمنع شيئًا عنكِ، فقد يكون منع عنكِ أذًى كثيرًا؛ حيث أشارت الآيات إلى أن ما يصيب الإنسان ليس شرًّا محضًا، بل فيه خير كثير؛ قال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

 

عندما تُغلقين على نفسكِ باب غرفتكِ، وتنسين أن المفتاح بيدكِ، فإنكِ ستطرقين الباب بقوة لطلب النجدة ممن حولكِ، عندها لن يكون المفتاح قريبًا منهم، وإن أرادوا مساعدتكِ سيكسرون الباب، ومجرد استماعكِ لطرق تكسير الباب، سيخلق لكِ ألمًا، ولن يعود الباب كما كان، ولن تعودي كما كنتِ، وستتأثرين من موقف المساعدة، فمن المهم أن تفكِّري في موضوعكِ بهدوء، وفكري بالحل، عندها ستجدين أن الحل بيدكِ لا بيد غيركِ، وانظري حولكِ فستجدين المفتاح، وذلك عندما تكونين في لحظة صفاء وتأمل، وراحة بال، ومن الأمور التي ستساعدكِ بإذن الله في تخطِّي هذه المشكلة، وزيادة الثقة في نفسكِ، التفكرُ في بعض الأمور؛ وهي:

أولًا: اعلمي أن الشعور بالألم، والإحباط تجاه بعض تجارب الماضي أمر طبيعي، ولكن لا تجعلي ما حدث لكِ في الماضي محدِّدًا لما أنت عليه اليوم، فمن الطبيعي أن نشعر بالألم، لكن ليس من الطبيعي أن نجتر الألم، كوني متعاطفة مع ذاتكِ، وداعمةً لنفسكِ، وهذا يبعث على الاطمئنان، وراحة البال، وإبعاد القلق، والرضا عن الحياة، ولا بد من مواجهة المشاعر، والأفكار المتعلقة بالماضي، والشعور بها، وعدم الهرب منها، واحذري أن تكون معوِّقةً لحياتكِ؛ فالاعتناء بالنفس أمر ضروري لإعادة الثقة، وصارحي نفسكِ دائمًا بأن الحل قادم - ونرى ذلك - إذا كنتِ تريدين الحل، وتعملين عليه، وقد طلبتِ التوجيه في رسالتكِ بأنكِ تواجهين مشكلات محزنة، وتتألمين كثيرًا، والحل بيدكِ أنتِ، وستنجحين بإذن الله.

 

ثانيًا: تقبُّلكِ للماضي لا يعني الموافقة على الألم الذي مر بكِ، والحل هو عدم استرجاع الذكريات السيئة، وانظري إلى إيجابياتكِ، ولا تنسَي إيجابيات من تعتقدين أنه أساء إليكِ بسب المشاعر؛ فقد يكون تصرفه بسبب أنه يريد المصلحة، أو أنه مرَّ بظروف خاصة أثَّرت عليه مثلما أثرت عليكِ أنتِ؛ ففسِّري الأمر بإيجابية، وقرري التعايش بدون إذابة لشخصيتكِ؛ وهو الحل الأمثل للعيش بإيجابية، فمجرد التفكير فقط يجلب لكِ مشاعر الحزن، فأنتِ عندما تنظرين إلى فتاة غارقة في التفكير، وفي مُحيَّاها ابتسامة جميلة، فإنها تفكر في أمر إيجابي، وعندما تجدين أخرى تفكر ولديها عبوس، فإنها تجتر ألمًا فكوني مبتسمةً ومرتاحةً خير لكِ من أن تجتري الألم، وليكن تفكيركِ في الحقائق، وما تستعدين لتقديمه لنفسك، لا المشاعر، وليكن النظر إلى الماضي بإيجابية، ركزي على الجانب الإيجابي المضيء في حياتكِ لا السلبي، ركزي على الجانب الممتلئ من الكأس، ولا تركزي على الجانب الفارغ، ولا تتحدثي بشكل سلبي عن نفسكِ؛ فإن ذلكِ سيؤثر على أدائكِ وظهوركِ أمام الناس، ومن المهم أن تطرحي مخاوفكِ جانبًا، لتبدئي الاستمتاع الحقيقي بالحياة، فالخوف من الفشل أهم نقطة يجب تحييدها؛ لأنها غير حقيقية.

 

ثالثًا: وسيلتكِ المثلى لنسيان الماضي المرِّ هو الانشغال في أمور تحثُّ على التفكير؛ مثل الألعاب التي فيها ألغاز، استفيدي من بعض الجوانب؛ مثل:

1- إشغال نفسك، 2- تنمية مدارككِ العقلية، 3- إبعاد النسيان، وقد يكون إشغال نفسكِ بوظيفة مناسبة لكِ تبعدكِ عن الألم الذي يعوق التفكير، وتُخرجكِ من بيئتكِ الحالية، فمن المهم البحث عما يشغلكِ عما أصابكِ بشيء يناسبكِ.

 

رابعًا: عندما تحددين نقاط القوة والضعف لديكِ، وتهتمين بنقاط القوة، وتُحيِّدين نقاط الضعف، فهذا سيُسهم في تقدمكِ إلى الأمام، وبناء حياتكِ البناء الأمثل، وافرحي بما تحققين حتى ولو كانت خطوات بسيطة.

 

خامسًا: ضَعِي لكِ بعض الأهداف الواقعية، وحاولي تحقيقها، وقومي بالحلول الجزئية، لا تبدئي بحلٍّ كامل، فهذا سيرهقك، ولن تقومي بتحقيقه أبدًا؛ لأنه سيصعب عليكِ القيام به، ولن تجدي طاقةً كافية لتحمُّل ذلك، فلا تدَعِي الهدف لصعوبته، وابدئي بتحقيق الأهداف الصغيرة، أو قومي بتجزئة الهدف إلى أجزاء صغيرة؛ ليسهُلَ عليكِ تحقيقه، واحتفلي بما تحققين.

 

سادسًا: ابتعدي عن السلبيِّين، وضَعي حدودًا لهم، واقتربي من أهل الإيجابية الذين ينظرون بإيجابية للحياة، ويجعلونكِ أكثر مرونة، ويضيفون عليكِ شيئًا من الراحة، ويعينونكِ على التقدم خطوات إلى السعادة، والانخراط في هذه الحياة من جديد.

 

سابعًا: ربما يكون للمكان، أو للبيئة التي تعيشين فيها تأثير نفسي عميق عليكِ، حاولي تغيير أسلوبكِ، والخروج إلى أماكن جديدة تُعيد إليكِ حيويتكِ التي فقدتِها، فلا بد أن يتجدد شغفكِ، ويتحقق حبكِ للحياة.

 

ثامنًا: من النقاط المهمة: حاولي الحصول على قسط وافر من النوم في الليل، وطبِّقي الاسترخاء والهدوء، والتنفس العميق، واشغلي وقت فراغكِ ببرنامج رياضي يومي ينشطك، ويدعمكِ بالحيوية، ويبعد عنكِ السآمة والملل.

 

خاتمة:

أنتِ إنسانة ناجحة، والنجاح مرسوم بداخلكِ، وحتى تكتشفي هذا النجاح، أبعدي السلبية، واصنعي النجاح من جديد؛ فأنتِ متفوقة، وقيمتكِ عالية - كما ذكرت - وحصولكِ على الدرجة الجامعية هي من مقومات هذا النجاح، وقد تغفُلين أو تتناسَين هذا الأمر بسبب الألم، والتوتر، وأنت ما زلتِ صغيرةً بُنيَّتي، وفي عمر الزهور، وعمر الـ 28 بداية العطاء والحيوية والنجاح، وإن كان سبب مشكلتكِ انخفاض دعم أحد الوالدين، فوالدكِ الآخر معكِ ويدعمكِ، فلا تنظري إلى جانب واحد فقط، وانظري إلى الحياة ككل بتفاؤل.

 

فمن يملك الثقة في نفسه، بإمكانه بلوغ مواقع متقدمة، حتى وإن كان لا يملك أي مقومات، ويتحقق ذلك بنظرة إيجابية جميلة للحياة؛ فالثقة في النفس تزرع الإيمان بالنفس وبالقدرات؛ مما يجعل الشخص أكثر مرونةً وثقةً في التعامل مع تحديات هذه الحياة، ولا يقع فريسةً سهلة للندم على فوات الماضي.

 

نسأل الله أن يجعل لكِ مخرجًا من الهم الذي أصابكِ، ونسأله الله لكِ التوفيق، والسداد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يبدل حياتكِ إلى سعادة غامرة، وراحة بال، وأن يسهل أمركِ، ويوفقكِ، ويدلكِ على طريق الخير والسعادة، وأن يهدينا وإياكِ إلى الصراط المستقيم، وأن يشرح صدركِ لكل خير، إنه سميع مجيب، والله الهادي إلى سواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فقدت ثقتي بنفسي بعد ارتداء الحجاب !
  • كيف أسترد ثقتي بنفسي وأتعامل مع الناس؟
  • اهتزت ثقتي بنفسي وأصبحت جبانا
  • كيف أستعيد ثقتي بنفسي

مختارات من الشبكة

  • كيف أستعيد ثقة زوجتي بعد اكتشافها خيانتي؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد ثقة أخي في؟(استشارة - الاستشارات)
  • خنتُ زوجتي، فكيف أستعيد ثقتها فيَّ!(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد ثقة أهلي فيَّ؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد خطيبي الذي رفضته؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد حياتي بعد الاكتئاب؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد موهبتي الضائعة؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أستعيد تركيزي وأضبط تسرعي؟!(استشارة - الاستشارات)
  • كيف تنظر إلى ذاتك وكيف تزيد ثقتك بنفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب