خطيبي مطلق ولا أقتنع بسبب طلاقه

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأنا أتفق معكِ أن سبب الطلاق غير مقنع، فكلنا أصحابُ تقصيرٍ وذنوب، فماذا كان سيفعل مع أخته أو بنته إذا كانت مقصرة في العبادة أو الدين؟! هل يطردها ويتبرأ منها؟ وكيف هذا وهو إمام مسجد، وصاحب دعوة؟ كيف ييأس من إصلاح مسلم أو مسلمة، وخاصة وهو قيِّمٌ عليها؟ ثم إن البيوت القائمة لا تُهدم بسبب عدم القبول العاطفي.

لكن لا نتوقع من المطلق أو المطلقة أن يقول السبب الحقيقي، وإنما كلٌّ منهما سيقول السبب من وجهة نظره هو، فقط سيقول الجزء الذي يعرفه من الحقيقة، هذا مع إحسان الظن به.

الرجل فيه مميزات كثيرة - كما تذكرين - من مدح الناس له وسكنه ووظيفته، وفارق السن مناسب.

وحب العزلة مَيزة عند بعضهم وعيب عند آخرين، لكن عن نفسي أعتبرها ميزة في هذا الزمان، لكن يجب أن تعرفي منه حقيقة عزلته، وكيف ستكون زيارتكِ لأهلكِ وزيارة أهلكِ لكِ.

وربما العيب الوحيد أن له ولدًا صغيرًا سوف تربينه مع أولادكِ، وهذا أيضًا ليس بالضرورة عيبًا، فهذا الطفل سيكون لك ولدًا لم تلده بطنكِ، وإذا تيسَّر لكِ إرضاعه وهو طفل صغير، فقد صار شرعًا ابنًا لكِ، وتربية هذا الطفل ورعايته أجرها عظيم.

إن لم يكن عندكِ مشكلة في تربية هذا الطفل، فتوكلي على الله واقْبَلي، ولا أرى أن تشترطي عليه شيئًا غير ما تعارف الناس عليه في مجتمعكم؛ لأن الشروط الزائدة دليل على ضعف الثقة، والثقة من أهم ركائز الزواج الناجح، وأنصحكِ أن تجعلي فترةَ خِطبة كافيةً قبل العقد الشرعي؛ تقابلينه في إطار شرعي، وتتكلمين معه، حتى تشعري بالرضا نحوه وتزول مخاوفكِ، ويظهر لكِ أكبر قدر ممكن من شخصيته وتفكيره، ويتعرف هو أيضًا عليكِ؛ لأنه بعد العقد يكون التراجع صعبًا ومكلِّفًا.