أخي معرض عن الزواج

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد تأملت مشكلة أخيكِ، فوجدت أن سببها فيما ظهر لي صدماتٌ نفسية أدت لردَّات فعل قوية، وعادة مثل هذه المشكلة - أعني: الإعراض عن الزواج - لها عدة أسباب؛ منها: الصحي، والمالي، والنفسي، وأسباب أخرى شاذة لا يحسن ذكرها الآن، وما دام أن الأقرب لحالة الأخ هو الجانب النفسي، فإن علاجه بإذن الله في الآتي:

الأول: الدعاء له بإلحاحٍ ليزول عنه ما يعانيه.

الثاني: عرضه على طبيب أو مستشار نفسي ليدرس حالته جيدًا، ويعطيه الإرشادات اللازمة.

ثالثًا: أن يُذكَّر بأن إعراضه عن الزواج هو إعراض عن سنة الأنبياء وعن الفطرة السوية، وليس كما ذكر بأن وضعه شرعي.

رابعًا: يُذكَّر بفوائد الزواج التي منها: السكن، والمودة، والرحمة، والاستعفاف، والذرية الصالحة، وإعفاف امرأة مسلمة.

خامسًا: ترسل له رسائل واتس، أو مقاطع قصيرة تبين فضائل الزواج.

سادسًا: ما دام لا يقبل النقاش منكم عن الزواج، فيمكن أن يُطلَب من أعز أصدقائه وأقربهم إلى قلبه مُفاتحتُه بحكمة في موضوعه، وكذلك يُطلب من خطيب الجامع خطبة عن فضائل الزواج.

سابعًا: لا تيأسوا وابحثوا له، فإذا وجدتم امرأةً صالحة مناسبة له، فتذكر له، ويُطلَب منه أن يستخير الله، ويذكر بأن الله سبحانه لن يختار له إلا الأصلح له دينًا ودنيا.

ثامنًا: لا تقلقوا كثيرًا من وضعه، فكثيرون غيره انصرفوا فترة، ثم شُرحت صدورهم للزواج، وسعدوا.

تاسعًا: تذكَّروا أن انصرافه الآن قدر كتبه الله عز وجل لحكمة لا تعلمونها؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

عاشرًا: وتذكروا أنه ربما أن انصرافه الآن لأن الزوجة الصالحة المكتوبة له لم تجدوها بعد.

حفِظكم الله، وحفظ أخاكم، ودلَّه على رشده وشفاه، ورزقه زوجة صالحة تسعده.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.