• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / شريعة إسلامية
علامة باركود

بر الوالدين مع قسوتهما

بر الوالدين مع قسوتهما
د. صلاح بن محمد الشيخ

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/1/2021 ميلادي - 3/6/1442 هجري

الزيارات: 16930

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

تعاني السائلة من معاملة أمها - المصابة بشلل إثر تعرُّضها لحادث سيارة - القاسية لها ولأخواتها منذ ١٠ سنوات، حسب قولها، رغم برها بها، والقيام بشؤون المنزل هي وأختها، إضافة إلى خدمة أختهم الكبيرة المريضة التي تحتاج إلى رعاية مستمرة، وتتساءل: كيف يكون البر مع شخصية هذه الأم؟

 

♦ التفاصيل:

لي من الأخوات ثلاثٌ؛ الكبرى منهن مريضة تحتاج عناية واهتمامًا، مشكلتي أن أمي أُصيبت بشلل نتيجة حادث سيارة، وتغيَّرت شخصيتها للأسوأ، وقد كانت قبلًا تكرهنا - نحن البنات - لأننا - على حد تعبيرها - نُشبه أبانا، وهي دائمة التصيُّد لأخطائنا، ودائمة الشكوى لإخوتي منا، وتتَّهمنا بالعقوق، أنا وأختي نحمل البيت كله على أكتافنا في كل شيء (أختي الثالثة لا تهتم بغير نفسها)، ونهتم بأمِّنا وأختنا، وفي المقابل فإن أمي تشتمنا بأقذر الألفاظ، وأمام الناس تلعب دور المسكينة المريضة، عشر سنوات مرت ونحن على هذه الحال، لا أب يتحمل مسؤولية حادث كان هو السبب فيه، ولا أخ يتفهم ما نحن فيه، أمي غير مقتنعة بأنها تعيش صدمة ومرضًا نفسيًّا، فهي تتصور دائمًا أنها لو ماتت فلن يهتم بنا أحدٌ، وكأننا من سبَّبنا لها الحادث، وأنا أصبر وأحتمل وأذكِّر نفسي دائمًا بأن أمي مريضة، لا أدري سبب ظنها بأننا نريد لها السوء، تارة تضحك معنا، وتارة ينقلب حالها شخصية غريبة ومستفزة، وخاصة إذا زارنا إخوتها، فهي تهيننا أمامهم، سؤالي: إلى متى نتجرع سموم مثل هذا النوع من الأمهات؟ ولماذا فرض علينا برُّ مثل هذه الأم؟ أين الحق والعدل؟ أنا أفكر يوميًّا في الانتحار، لا أريد أي شكر منها ولا تقدير، أريدها فقط أن تكف لسانها عني، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

الجواب:

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعدُ:

فملخص المشكلة:

تعاني السائلة من معاملة أمها - المصابة بشلل إثر تعرُّضها لحادث سيارة - القاسية لها ولأخواتها منذ ١٠ سنوات، حسب قولها، رغم برها بها، والقيام بشؤون المنزل هي وأختها، إضافة إلى خدمة أختهم الكبيرة المرضية التي تحتاج رعاية مستمرة، وتتساءل: كيف يكون البر مع شخصية هذه الأم؟

 

الجواب:

لعلنا نناقش القضية من ثلاثة جوانب؛ تتلخص في ثلاثة أسئلة:

1- مَن السبب في وجودكِ كإنسان بعد الله؟

 

2- لماذا هذا البر والتحمل والصبر على الأم، رغم المعاناة في أسلوب التعامل القاسي؟

 

3- ما هي النتيجة المرجوة في مواصلة التحمل والصبر، حتى يقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا؟

 

أولًا: أزُفُّ لكِ التهنئة على صبركِ وخدمتكِ لأمِّكِ رغم إساءتها كما تقولين، فقد دحرتِ العدوَّ اللَّدُودَ الذي يتربص بك وهو الشيطان، لتقعي في عقوق والدتكِ، فكم من فتاة وقعت في العقوق لأقل من ذلك، وتمكَّن منها الشيطان من هذا الباب!

 

ثانيًا: لِنَعُدْ إلى جوانب مناقشة المشكلة:

 

الجانب الأول:

لقد عَظَّم الله قدر الوالدين، ورفع منزلتهما، وجعل الصلة بهما أقوى صلة للقرابة، ولن تجدي صلة قوية متينة الأساس كصلة الوالدين بأبنائهما.

 

الأب والأم هما سبب وجودكِ وأصل حياتكِ بعد الله، كانا يحفظانكِ برعايتهما، ويتعهدانكِ بالتربية والتهذيب، أفْنَيَا عمرهما في سبيل تحقيق السعادة لكِ بكلِّ أشكالها، الأم حمَلتكِ تسعة أشهر في بطنها، وأرضعتك من ثديها حَولَيْنِ كاملين، لذا خصَّها الله بالوصية في قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، خلالها تحمَّلت التعب والمشقة وآلام الولادة، مواسيةً نفسها بأنَّ كلَّ هذا العناء يهون أمام رؤيتها لابنتها تترعرعُ في صحة وأمان وسعادة ووئام، فقط تذكري كم من السنين وأمُّكِ ترعى وتربي، وأنتِ ضعيفة لا حولَ لكِ ولا قوة إلا ما تجدينه من رعاية واهتمام؛ ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، وإن خالط هذه المرحلة تقصير، أو قلة اهتمام، أو أسلوب تربية مزعج، كل هذا لا يوازي ولا يُقارَن بمرحلة الحمل والطفولة التي عشتِها في كنف أمكِ، فماذا يا تُرى ستقدمين لأمكِ مقابل هذا الجزاء؟ بأي شيء تجازينها على إحسانها؟

 

الجانب الثاني:

لماذا هذا البر بالوالدين؛ لأن طاعتهما طاعة الله، وبرهما من الفرائض؛ قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]، وعقوقهما من الكبائر؛ فمن حديث أبي بكرة نُفيع بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألَا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا، فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت))؛ [رواه البخاري ومسلم].

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث))؛ [رواه أحمد والنسائي وابن حبان، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح].

 

وحتى في المباحات إذا طلب الوالدان أيَّ شيء مباح؛ من خدمة، أو شراء حاجات، أو أمر من أمور الدنيا، وهو يستطيع تلبيته - وجب عليه ذلك، إذا كان لا ضررَ عليه فيه.

 

المقصود: أنه يجب عليه أن يطيعهما في المعروف الذي لا ضرر فيه ولا معصية فيه: ((إنما الطاعة في المعروف))؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا أمراه بمعاصي الله، أمراه بالشرك بالله، أو التوسل بالأولياء، والاستغاثة والاستعانة بهم من دون الله، بحجة أنهم شفعاء عند الله، أو أمراه بألَّا يصلي أو لا يصلي في المسجد، أو أمراه بأن يشرب المسكر، أو أن يدخن، أو أن يتعامل بالربا لكسب المال، أو أمرَا بنتهما بأن تكون بغيًّا في بيوت الدعارة من أجل كسب المال، أو أي شيء آخر من معاصي الله لا يلزمه طاعتهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار، إنما الطاعة في المعروف))، وقد يقول قائل: إن لم أطعهما في تلك المعاصي، فسوف يقطعونني ويهجرونني ويتهموني بالعقوق، كل ذلك لا يضرك؛ لأنك تتقرب إلى الله بطاعته ولا تعصيه لأمر مخلوق، مهما قربت منزلتهما، وعليك أن تحسن إليهما، وأن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف، وأن تطيعهما في المعروف، وتدعو الله لهما بالهداية، وردهم للحق؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]، وهنا مسألة: هل الابن ملزم بطاعة والديه فيما يتعلق بشؤونه الخاصة؟ لا يلزمه ذلك، ما دام أنه ملتزم فيها بشرع الله مثل أن يلزماه بأن يتزوج امرأة معينة، لا يرغب نكاحها كما تفعل بعض الأمهات من إلزام ولدها من الزواج من إحدى قريباتها، أو أن يطلق زوجته بسبب خلاف وقع بين أمه وزوجته، وكذلك الأمر بالنسبة للبنت إذا أجبرها أبوها على الزواج من شخص لا ترضى دينه وخلقه، كأن يكون لا يصلي أو سيئ الأخلاق أو فاسقًا، ولو كان ابن عمها، وفي هذه الحالات وأمثالها إذا امتنع الابن أو البنت من طاعة والديه لم يكونا عاقَّيْنِ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح مَن لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقًّا، وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر عنه، مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه، كان النكاح كذلك وأولى، فإن أكل المكروه مرارة ساعة، وعشرة المكروه من الزوجين على طول يؤذي صاحبه كذلك، ولا يمكن فراقه"؛ [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (32/ 30)].

 

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا عن امرأة وزوجها مُتَّفِقَين، وأمُّها تريد الفرقة، فلم تطاوعها البنت، فهل عليها إثمٌ في دعاء أمها عليها؟ فأجاب رحمه الله: "إذا تزوجت المرأة، لم يجب عليها أن تطيع أباها ولا أمها في فراق زوجها، ولا في زيارتهم، بل طاعة زوجها عليها إذا لم يأمرها بمعصية الله أحقُّ من طاعة أبويها؛ ((وأيما امرأة ماتت وزوجها عليها راضٍ، دخلت الجنة))، وإذا كانت الأم تريد التفريق بينها وبين زوجها، فهي من جنس هاروت وماروت، لا طاعة لها في ذلك، ولو دَعَتْ عليها، اللهم إلا أن يكونا مجتمعَين على معصية، أو يكون أمره للبنت بمعصية الله، والأم تأمرها بطاعة الله ورسوله الواجبة على كل مسلم"؛ [مجموع فتاوى شيخ الإسلام (33/ 112)].

 

الجانب الثالث:

النتيجة في طاعة الوالدين والتحمل والصبر في ذلك.

 

يكسب العبد ثمار طاعة الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، وإن كان أجر الآخرة أعظم، ففي الدنيا يعلو شأنه، ويطيب ذكره بين الناس، ويبارك الله له في عمره ورزقه، ويرزقه التوفيق في حياته؛ فمن حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: ((أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إني أصَبتُ ذنبًا عظيمًا، فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟ قالَ: هل لَكَ مِن أُمٍّ؟ قالَ: لا، قالَ: هل لَكَ من خالةٍ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فبِرَّها))؛ [رواه الترمذي وصححه الألباني]، فهذه وصية المصطفى للرجل حال فَقْد أمه، أوصاه بخالته، فما بالكِ والأم موجودة ففي حقها أوجب.

 

وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الخالة بمنزلة الأم))، فالخالة بمنزلة الأم في البر والإحسان إليها.

 

وببر الوالدين يُبارك الله تعالى للإنسان برزقه وعمره؛ فمن حديث أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَرَّه أنْ يُبسط له في رِزْقَه، وأنْ يُنسأ له في أثَرِهِ، فَليَصِلْ رَحِمَهُ))؛ [رواه البخاري]، والوالدان من أقرب الأرحام، وبالبرِّ يفرِّج الله كربة العبد ويقبل دعاءه؛ كما ورد في القصة المشهورة للثلاثة الذين حُبسوا بالغار بسبب صخرةٍ ضخمةٍ سدَّت عليهم الطريق، فكان دعاء الرجل البارِّ بوالديه سببٌ لانفراج هذه الصخرة عن الغار وخروجهم منها، وبالبر يصلح الله تعالى للعبد في ذريته، ويسبغ عليه صفةً من صفات الأنبياء عليهم السلام؛ قال تعالى واصفًا يحيى عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14]، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: ((أقبَل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله، قال: فهل من والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: فتبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما))؛ [رواه مسلم].

 

وفي الآخرة يكسب العبد رضا الله تعالى وتفكير السيئات، ويكون البر سببًا لدخول الجنة؛ فعن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد الصحابة رضي الله عنهم: ((يا نبي الله، أيُّ الأعمال أقرب إلى الجنة؟ قال: الصلاة على مواقيتها، قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: بر الوالدين، قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله))؛ [رواه مسلم].

 

وأختم لكِ أيتها السائلة بالقول: الزمي غَرْزَ أمك بالطاعة في المعروف؛ فهي في أمسِّ الحاجة إلى بِرِّكِ وطاعتكِ وخدمتكِ، وحالها كما بيَّنتِ أنها مقعدة، وأخلصي النية لله تعالى في بِرِّكِ لها، واحتسبي الأجر واسألي الله تعالى أن يُرضِيَ أمَّكِ عليكِ وتعاملكِ معاملة حسنة، وتكف لسانها بما يزعجكِ، مع الوصية لكِ بمدحها والثناء عليها، وبيان فضلها، وخاصة أمام أخواتها وقريباتها لتشعر بقيمتها، ولتحذري من المنِّ عليها في طاعتكِ وخدمتكِ لها، ولا تشعر منكِ بأي تعبير أو تلميح بالقول أو بلغة الجسد أنها مصابة، أو أن دورها قد انتهى؛ بل علِّقي أملها بالله تعالى، وأن ما أصابها كفارة لها، وأنها الأم صاحبة الدور الريادي الذي لا يُستغْنَى عنه بعد الله، مهما حصلت الظروف، ثم الزمي حسن الحديث وخفض الصوت أثناء التحدث مع أمِّكِ اتباعًا لأمر الله تعالى في التأدب مع الوالدين؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، وتعوَّدي دائمًا على الابتسامة الصادقة مع أمكِ أثناء النظر إليها والحديث معها، قابلي دائمًا الإساءة بالإحسان، وأمُّكِ أولَى بهذا؛ امتثالًا للتوجيه الرباني: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

أسأل الله العلي القدير أن يرزُقكِ بِرَّ أمكِ، ويعينكِ على الصبر والتحمل في سبيل طاعتها وإرضائها، وأن يجزيَكِ خير الجزاء في الدنيا والآخرة؛ إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بر الوالد إذا كان بخيلا
  • بر الجدة وحسن التعامل معها
  • السأم من الحياة بسبب غضب الوالدين
  • الصبر على الوالدين والبر بهما
  • قسوة الغربة والوحدة

مختارات من الشبكة

  • فضل بر الوالدين (وبرا بوالديه)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • بر الوالدين من الأخلاق الإسلامية(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • وجوب بر الوالدين والتحذير من عقوق الوالدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العيد موسم لأعمال البر(مقالة - ملفات خاصة)
  • بر الوالدين في مشكاة النبوة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • درس وعظي: رمضان وبر الوالدين (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الليلة العاشرة: (بر الوالدين)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رسالة في: بر الوالدين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: بر الوالدين (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة بر الوالدين (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب