• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

إهانات أهل زوجي وبغض والدته لي

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/9/2009 ميلادي - 22/9/1430 هجري

الزيارات: 318087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أرجو الإجابة عن أسئلتي، أو أن تُرْشِدني بطريقة أغيِّر بها مجرى حياتي.
 

أحسّ مرَّات باليأس حتَّى إنِّي أتمنَّى الموت، وأنا أعرف أن هذا حرام، وأعود وأستغْفِر مرَّات كثيرة.
 

أرجو منك أن تقوم بشيء يَخص هذا الموضوع، أرجوك إن شاء الله.
 

أنا امرأة عانيت الكثير من طرف أقارب زوْجي، من التجريح بالكلام لي ولعائلتي، نعْت بـ"قليلة التربية" أنا وعائلتي، حتى أبي.
 

ولاجتِناب المشاكل أسكت ولا أردُّ، فقط أبكي وحْدي، لكنَّهم لا يتوقَّفون، ويتظاهرون بالعكس، ويقومون بتحْريض زوْجي ضدِّي حتَّى أرادوا تطْليقي منْه، فقد سبَّتْني أمُّه في أبي وأمِّي وإخْوتي، حتَّى وصلتِ المشاكل بيْننا حتَّى تدخَّل أخوها ورجالٌ من العائِلة لينْهَوها؛ لكنَّها لم تكترِث بهم، حتَّى إنِّي سجَّلتُها بِهاتفي النقَّال لكي يكون دليلاً لابنِها؛ لأنَّهم يقولون الكلام ثم ينكرون، ويَحلفون وأسمَّى أنا الكاذبة.
 

ومرَّة أُصِبت بانْهيار عصبي بعد مشكلة معهم، فأخذني زوْجي بإرادتِه لبيت أبي، كان يكلمني بعدها بِالهاتِف لكن بعْد التَّحريض - استغربتُ للأمْر - لَم يكلِّمْني بالهاتف حتَّى إنَّه كان يستمِع لكلام أُمِّه خوفًا من غضبِها فقط، ورغْم هذا لم تتدخل عائلتي وكانوا يتظاهرون بأنَّهم لا يعلمون؛ لتفادي المشاكِل ولكن بدون فائدة.
 

ورغْم كلِّ هذا احترمْتُها ولم أردَّ عليْها الإهانة، وأنا أعلم والكُلُّ يعْلَم عيوبَها، فقطْ أذْهَب لغُرْفَتي وأبْكي، حتَّى إنِّي مرِضتُ عدَّة مرَّات بارتِفاع الضَّغط، لكن الحمدُ لله، رغم ذلك بعد مرور هذه المشكلة اتَّخذت القرار بأن أقلل من الكلام معهم؛ لأترُك الاحترام بيْنَنا، ولاستبعاد المشاكل.
 

حتَّى أهلي لا يستطيعون زيارتي بعدما أهانتْهُم، ورغْم ذلك أمُّه لا تتوقَّف عن المشاكِل لي، ففي يوم العيد الماضي تشاجرَتْ مع جدَّتي وقامت بتحْريض زوْجِي حتَّى أتى غاضبًا، وقال: أنت حرامٌ عليَّ لو ذهبتِ عند جدَّتك، وخرج من الغرفة. 
 

فاندهشتُ وبقيتُ أبكي، وقد مرَّ على ذلك سنةٌ تقريبًا وأنا لا أزور جدَّتي، وهو نادم على ذلك، ونَحن نبحث عن حكم هذا، مع العلم أني لا أزور أحدًا سوى بيت أبي أو جدتي، وأنا أسكن مع أهل زوجي، وليس الحق لأهلي في زيارتي، ومع العلم أنَّ زوْجي قليلُ الكلام، حتَّى إنَّه مرَّة يستمع لإهانتي ولا ينهَى عن المنكر.
 

ما الحل؟
حتَّى إني مؤخَّرًا فقدتُ ابنتِي بعد أن بقِيت معي 5 أيَّام وبعد مروري بِولادة عصيبة، وهذا بِسبب ارْتِفاع الضَّغط الذي أصبت به، والذي أدى إلى عمليَّة قيصريَّة بعد معاناتي في الولادة العادية، وبقِيت مدَّة شهر طريحةَ الفِراش، أصبت بالكلسترول والشَّحم حتَّى ظنَّ أهلي أني على وشك الموْت، لكن لا يأخذ الرُّوح إلاَّ الرَّب.
 

مع العلم أني كنتُ مكثتُ بالسرير شهْرَين في بيت والدي لارتِفاع الضغط، ولم يأتِ أهل زوْجِي ولو مرَّة.
 

هو لا يتكلَّم، والمُصيبة يبدو وكأنه لا شيء حدث، وما يقتلُني هو سكوتُ الزَّوج الذي لا يتناقش معي، فقط يسكُت ويتركُني أتكلَّم، أحس أنَّه لا معنى لحياتي.
 

يا ربّ ما الحل؟ مرَّ على زواجي 3 سنوات بدون جدوى، حتَّى إنَّه لا يتحدَّث معي عن خطَّة حياة أو مستقبل، أحس أنه لا قيمة لي.
 

فكَّرتُ في الطَّلاق عدَّة مرَّات، لكن لا أعلم رغْم أني أحببتُه، ما الحل؟
 

أنا أحسُّ بالضَّياع، يا ربّ، كتبتُ هذه الرِّسالة وقلبي مليء بالحُزْن، وأعيُنِي مليئة بالدُّموع.

الجواب:

السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته،
كفْكِفي دموعَك أخيَّتي العزيزة، وهدِّئي من روعك؛ حتَّى يتيسَّر لنا التوصّل لحلٍّ لهذه المعاناة -بإذن الله تعالى.
 

أعلم مدى الألم النفسي الذي يلحق بزوْجة تعيش في بيت أهل زوْجِها، وتفتقد الخصوصيَّة في حياتِها الزوجيَّة.
 

وأشعر - والله - بمرارة تجرُّع كؤوس الإهانة من والدةِ زوْجك، وتحمُّل صمت زوجك الرَّهيب، الَّذي يكاد يذهب بكل محبَّة له في قلبك؛ لكن مهلاً أيَّتها الغالية.
 

لو صفتْ حياتُنا من تلك المكدَّرات والبلايا والمِحَن، لصارت جنَّة، ولكنَّ الله جبلَها على ذلك، ولعلَّ هناك من الحكم الجليلة ما لا نُدْرِكه أو نحيط به، ويكفينا أن تعلّق قلوبنا بالآخرة ونرجو رحمة ربِّنا، ونتصبَّر على ما نلاقي فيها من ابتلاءات تكدّر صفو عيشنا، وتذكّرنا أنَّه لا نعيم ولا راحة إلاَّ كما قال الإمام أحمد بن حنبل - رحِمه الله -: "مع أوَّل قدمٍ تضعها في الجنَّة"، وصدق أبو العتاهية في قوله:
 

وَلَقَلَّمَا  تَصْفُو  الحَيَاةُ  لأَهْلِهَا        حَتَّى   تُبَدِّلَ    مِنْهُمُ    أَبْدَالا
وَلَقَلَّمَا تَرْضَى خِصَالاً مِنْ أَخٍ        آخَيْتَهُ  إِلاَّ  سَخِطتَ  خِصَالا
 

أختي الكريمة، احمَدي الله - تعالى - أن منَّ عليْكِ ووهبَك عقلاً وقلبًا طيِّبًا، يَصْبِر على أذى الغَير، ويتحمَّل ويحتسب، والله - تعالى - يقول: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35]، ثمَّ قال بعدها مباشرة: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36].
 

أتعلمين لماذا؟
لأنَّ الشَّيطان ليس بتاركِك، وسيظل يوسوس لك ويزيِّن لك كلَّ قبيح من فعل والدة زوْجِك؛ لهذا قال الله - تبارك وتعالى - بعدها: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ...} فإن قابلتِ معاملتهم السيِّئة بالمعاملة الطيِّبة الحسنة فأكثري من الاستِعاذة؛ فإنَّه يكون ثقيلاً على الشَّيطان أن يرى منك هذا الخُلق الحسن، فيزيِّنه لك على صورة الضعف والخور، فتثورين عليهم جميعًا وتبغضينَهم بما فيهم زوجك؛ وهذا عيْن ما يريده منك.
 

عُذرًا أختي،
أليْس أيسر من تمنِّي الموت أن تتأمَّلي جيِّدًا في حال أهل زوجك، وبالأخصّ والدته، فالكثير من الأمَّهات واللاَّتي يشعُرْن بحبّ زائد لبعض الأبْناء يصعب عليهنَّ - مع قلَّة الوازع الديني - تقبُّل زوْجة الابن الجديدة، وتبقى صورتُها بالنسبة للأمّ صورة المرأة السارقة!
 

سرقت منها أعزَّ من لديها، بعد أن حملتْ وربَّت وسهِرت وتعبتْ سنين، تأتي الزَّوجة وفي لمح البصر لتأسِر هذا الابن الحبيب، وتستوْلِي على قلبِه دون تقديم أي شيءٍ له!
 

لسْنا بصدَد الحديث حول خطأِ هذا التصوُّر أو صحَّته، وإلاَّ فخطؤُه واضح وضوحَ الشَّمس، لكنَّها حقيقة شعور الكثير من الأمَّهات، خاصَّة إن كان هذا الابن وحيدَها، وخاصة مع كبر سنِّها، فتبدو كطفلة طائشة تتصرَّف بعشوائيَّة ولا تبالي بنتيجة تصرُّفاتها، والواقع خير شاهد على هذا الحال.
 

والسؤال الآن: هل مِن حل مع هذه الأمّ؟
نعم، هناك - بفضل الله - عدّة حلول، لكن كغيْرِها من الحلول الواقعيَّة والبعيدة عن الأحلام، تَحتاج لبعض الوقت والصَّبر والجهد، مع التحلِّي بالحكمة والتمسُّك بما أنت عليه من خُلق رفيع وأدب جم.
 

أوَّلاً: قد عمَّمت في البداية بأنَّ هذا حال أهل الزَّوج جميعًا، ولم توضِّحي إن كانت أمّه وحدها مَن يختلق المشكلات أم الجميع؛ لكن تبيَّن لي من خلال قولِك أنَّ أخاها قد نصحها واستدْعى تدخُّل بعض الأقارب، ولا يَعْنِي هذا إلاَّ أنَّ هناك من أهله من ينظر إليْك بعين العدل والاحترام، ولعلَّ الأخ أن تكون له كلمة مسموعة عند أختِه في هذا العمر، فلماذا لا تتحاورين مع زوجِك، وتطلُبين منه الجلوس مع خالِه بخصوص الحديث مع أختِه حول أهميَّة معاملتك معاملة حسنة، وأن يبيّن لها أنَّ هذا من الظلم، ويوضِّح لها خطورته وعقابه عند الله، وإن لم تستجِب في البداية فلا شكَّ أنه سيكون لمثل هذا الكلام أثرٌ عليها ولو بعد حين.
 

ثانيًا: لم توضِّحي إن كان بالإمكان الاستِقْلال عنهم في بيت خاصّ، ولو كان أصغر حجمًا وأقلَّ فخامة، فالحرّيَّة لا يعدلها شيء، فلِمَ لا تُحاولين مع زوجِك - إن كان هذا الأمر مُمكنًا - وتُبدين له الاستِعداد والتعاون بكل ما يتيسَّر لك، ولو تطلَّب الاستعانة ببعض أهلك أو معارفكما مؤقتًا؟ والأوْلى أن يكون المسكن قريبًا من أهل الزوج؛ حتَّى لا يشعروا بالضّيق ويكون سببًا لاختلاق المزيد من المشكلات، على ألاَّ يُصاحب ذلك إلحاحٌ مؤذٍ للزَّوج.
 

ثالثًا: أرجو أن تتفهَّمي معي هذه النقطة وتعيها بعيدًا عن كل مشاعرك الحالية:
أمّ زوْجِك امرأة عجوز، وقد تكون تمر الآن بِما يسمَّى (سن اليأس) ولعلَّها تُعاني من أثر نقص هرمون الأستروجن (ESTROGEN) أعْراضًا مؤلمة كالنوْبات الحراريَّة والأرق والإرهاق المستمرّ، وفقدان الشَّهيَّة وجفاف الجِلْد وغيرها من الأعْراض الجسميَّة والنفسيَّة، التي تؤثِّر سلبًا على كلِّ أنثى تمرُّ بهذه المرحلة، وتكون أحْوج للحنان والرِّعاية والعطف ممَّن حولَها، وفي نفس الوقت تنظر أمامها زوْجَةَ ابنِها في عمر الشَّباب تتمتَّع بما كانت تتمتَّع به في السَّابق، فتشْعُر بالغيرة والكراهية تِجاه هذه الزَّوجة التي لا حوْل لها ولا قوَّة، وتحاسبها بغير ذنب اقترفته!
 

ولكن صدِّقِيني، ليس من العسير كسْب مودَّتِها وتغْيير فكرتها حول الوضْع، فبِبَعْض الذَّكاء والحِكْمة والتَّضحية أيضًا باستطاعتِك كسْب مودَّتِها بشكل لا تتوقَّعينه.
 

في هذا العمر تكون المرأة كالطِّفْلة؛ من اليسير ببعض الحركات كسْب مودتها، والكلِمة الطيِّبة تؤثر عليها بشكل كبير، فلا ينبغي أبدًا أن يتفوَّه زوجُك بأيٍّ من الكلام الطيِّب أمامها، وعليه أن يُشْعِرها بحبِّه لها وأنَّه لم يتغيَّر بزواجه شيء تِجاهها.
 

ومن جانبك أنت، فبإمكانك التودُّد إليها في غياب زوجِك، وسؤالها مثلاً عن صحَّتها وما تشعر به، وإظهار الاهتِمام البالغ بأمرها، كأن تسأليها: هل شربت الحليب اليوم؟
 

وتقومي بإحضار كأْس لها باهتمام بالغ.
 

أو تسألينها مثلاً: هل نمتِ جيِّدًا أمس؟ يبدو عليْك الإرهاق، لِمَ لا تذْهبين للنوم والرَّاحة بعض الوقت في حين أُعدُّ لك كوبًا من العصير؟
 

أو أن تقترحي على زوجِك - وعلى مسمع منها - أن تذهبا بها إلى الطَّبيبة للاطمِئْنان على صحَّتها، وعمل الكشف الدَّوري لها، والأفضل أن تصرِّي على مصاحبتها إلى الطَّبيبة بنفسك.
 

أعلم أنَّه ليس من السَّهل عليك فعل مثل ذلك مع ما تشعُرين به من بُغض لها، وقد يكون بالغ الصعوبة في البداية، لكنّي على يقين من أنَّ ردَّة فعلها ستكون بالنسبة لك مفاجئة، فقط جرِّبي ولا تيْأسي، واعلمي أنَّها ستعود بين الفيْنة والأخرى لسابق عهدها، على أنَّها لن تستطيع مقاومة حُسن الخلق لفترة طويلة، ولن تجد لك في قلبِها إلاَّ كلَّ الحبّ، فالمعاملة الحسنة تأْسِر القلوب أسرًا بالغًا، والنفوس جُبِلَتْ على حبِّ مَن يُحْسِن إليْها، قد يكون العلاج في البداية مُرًّا، لكن إن كانت نتائجُه بيتًا سعيدًا فالأمر يستحق بذْل الجهد.
 

رابعًا: ينظر الإنسان في الغالب إلى جَميع الأمور من وجهة نظره هو، فلعلَّ بعْض ردود أفعالِنا والَّتي نظنُّ أنَّها خير ما يُمكن فعله، تكون بالنسبة لغيرِنا أسوأ ما يُمكن فعله، ولعلَّ الغير يفسِّرها على أنَّها سوء أدب أو تربية، في حين هي بالنسبة لنا عين الأدب.
 

لِهذا ينبغي على الإنسان أن يتفهَّم أوَّلاً نفسيَّة الشَّخص الذي يتعامَل معه، ويتعرَّف على أنماط شخصيَّته قبل إلقاء اللَّوم عليه في كل فعل، فحاولي التَّركيز على ما يحبُّون وتجنُّب ما يبغضون لتفادي المشكلات بإذن الله، ولا مانع من الاستِفْسار منهم بأسلوب طيب، هل أغضبكم كذا؟ وتبيِّني سبب فعله وعدم علمك بأنَّه بالنسبة لهم غير مُحبَّب.
 

خامسًا: حاولي التقرُّب إلى والد زوْجِك وأخواتِه، وكسْبهم أثناء مرحلة العلاج، فإن تأخَّر علاج الأمّ، وبقيت على خُلقها لفترة فلعلَّ كسْب قلوب بقيَّة الأهل تُلين قلبَها وتُقرب النفوس، وتصلح بيْنكما عن طريق ثناء أخواتِه عليْك أمامها مثلاً، فبعْض النَّاس لا يتقبَّل النَّصيحة إلاَّ إذا أتتْه من شخص بعينه، وإن حدث ولم تتغيَّر فسيكون كسْب قلوب البقيَّة في صالحك مع كلّ موقف تتعرَّض لك فيه، وتحاول تنفيرهم منك.
 

سادسًا: لا تُكْثِري على زوجِك من اللَّوم والعتاب، فهذه أمُّه وليس من السَّهل عليْه محاورتُها حول زوجته؛ إذ إنَّ مثل هذه الحوارات تتطلَّب بعض الحزم، وخاصَّة إن كانت قاسية - كما وصفت - وسدَّت آذانَها عن كل نصيحة، فلعله يعلم أنه ليس بإمكانه إقناعها، فيكتفي بالصَّمت، وترك الحرية لك للتَّعبير عمَّا في نفسك خير دليل على أنَّه لا يوافقها، لكنَّه عجز عن التصرف.
 

والحل الأمثل هنا أن تُبادريه بطرح بعض الأفكار والحلول العمليَّة التي من الممكن أن تكون حلاًّ للمشكلة دون تقريع أو توبيخ، فالزَّوج مهما يكُن له مكانته ولا ينبغي أبدًا التعدي عليْه أو السخْرية منه.
 

سابعًا: تقولين - بارك الله فيك -: "ومرَّة أُصِبت بانْهيار عصبي بعد مشكلة معهم، فأخذني زوْجي بإرادتِه لبيت أبي، كان يكلمني بعدها بِالهاتِف لكن بعْد التَّحريض - استغربتُ للأمْر - لَم يكلِّمْني بالهاتف".
 

عذرًا، لعلَّ الظَّنَّ لعب لعبته هنا!
 

مَن الَّذي أعلمك أنَّ سبب تأخُّره في الحديث بالهاتف هو التَّحريض؟
أليس من الممكن أن يكون قد غضِب منك من موقف أو كلِمة، ولم يخبرك عن سبب ضيقه، على حسب ما ذكرت من صفاته الشَّخصية، فهو لا يتحدَّث معك كثيرًا مما تسبَّب في انقطاع الاتِّصال عنك؟
 

للأسَف في الكثير من الأحيان ينظر الإنسان لكلام مُحدِّثه ولا يعي ما يقول هو، خاصَّة في وقت الغضب أو الضيق!
 

خُذي هذا المثال لتعلمي مُرادي:
كنت جالسةً مع إحدى الأخوات مرَّة وكانت تشكو زوْجَها وسوء خلقه معها، رغْم أنَّها تبذل له كلَّ ما يمكن أن تبذُلَه زوجة طيِّبة وفيَّة، من حسْن تبعُّل وطيب منطق، وكَظم غيظ وصبر على كل بلاياه! هذا كلامُها عن نفسها وعن زوْجِها.
 

فما كان منِّي إلاَّ أن أخذتُ أذكِّرها بأجر الصَّبر على الزَّوج، واحتساب كلِّ كلمة حسنة له وحسن معاشرته، وإذا به يتَّصل عليْها - بعد دقائق - ليُخْبِرها أنَّ لديه الكثير من العمل ممَّا سيمنعه من قضاء إجازته الأسبوعيَّة معهم في البيت، فإذا بها تردُّ بكل تلقائية: "لا يهم؛ فجلوسك في البيت كعدمه"!
 

ثمَّ أغلقت الهاتف وعادت تحدِّثني كأنَّ شيئًا لم يكن.
 

أتعلمين ماذا أقصد بهذه القصَّة الواقعية؟
أقصد أنَّك في قمَّة الضيق والتبرُّم من الوضع الذي تعيشين فيه، أليْس من الممكن أن تَخرج منك كلِمة يضيق بها الزَّوج أضعاف أضعاف ما يجد من أهله؟
إن تأخَّر عليك في الاتِّصال، فلِم لا تبادرين أنت وتسألين عنه بتودُّد بالغ؟!
 

أليس هذا زوجك وحبيبك؟!

ألا يستحقُّ التَّغاضي عن زلاَّته وهفواته؟!

ألا يكفي - أيَّتُها الغالية - ما يلاقيه من أذى الأهل؟!

 

ثامنًا: أختي الغالية، هل جرَّبتِ الدعاء؟
هل جرَّبت طرق باب الرحمن في ثلث الليل الآخر؟
يقول الله - عزَّ وجلَّ -: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} [النمل: 62]، ويقول - جلَّ وعلا -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
 

ويقول الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلَم يُستجب لي))؛ رواه البخاري.
 

فاطرقي الباب واعْلمي أنَّك تدعين ربًّا قديرًا سميعًا مجيبًا، فلا يكوننَّ دعاؤُك على سبيل التَّجرِبة، بل اعملي بقول عُمر - رضي الله عنه -: "إني لا أحمِل همَّ الإجابة، ولكن همّ الدُّعاء، فإنْ أُلهمت الدعاء فإنَّ الإجابة معه".
 

فهكذا - والله - تكون الثِّقة في الله وفي موعوده؛ ولهذا أوصيك بكثْرة التضرُّع إلى الله في كل وقتٍ، وبدلاً من الانطواء والبُكاء خالية، فاجعليها في سجودك - أقرب ما تكونين من الله تعالى - واعلمي أنَّه - عزَّ وجلَّ - لا يخيب قلبًا تعلَّق به ورجا رحْمتَه، وفَّقك الله لكلِّ خير وفلاح، ونسعد بالتَّواصُل معك في كل وقت.
 

بالنسبة لأمر الحلِف بالطَّلاق على زيارة الجدَّة فأُحيلها على قسم الفتوى.
 

وهنا رأي الشَّيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في مسألة مشابهة: "حلف عليها بالطلاق ألا تذهب إلى أهلها".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ضاع معروفي مع زوجي بسبب أهله
  • أهل زوجتي لا يعيرونني اهتماما
  • خطيبي واهتمامه الزائد بأهله
  • هل أرتبط بالشاب المتقدم أم أعود لزوجي؟
  • أخوات زوجي يتدخلن في حياتي
  • لم أعد أحتمل الحياة مع زوجي العصبي
  • كيف أتعامل مع أخت زوجي؟
  • أهل زوجي يتحكمون في حياتي
  • مقاطعة الأهل بسبب سوء الخلق
  • زوجي والمكافأة الجامعية
  • زوجتي عند أهلها وتريد العودة بشروط
  • كيف أعيش مع زوجي بلا مشكلات؟
  • سوء معاملة الزوج لزوجته
  • والد زوجي ينتقدني بشدة
  • أهنت زوجتي فطلبت الطلاق
  • زوجي يخيرني بينه وبين أهلي
  • أهل زوجي يسبونني
  • لا أرتاح مع أهل زوجي
  • أهل زوجي يكرهونني
  • خدمة الزوجة لأهل زوجها
  • أخي ضرب زوجي
  • خدمة والدي الزوج
  • زوجتي تمنع أبنائي من رؤية أمي
  • زوجي قاطعني بسبب خلاف بيني وبين أهله
  • أهل زوجي يشعرونني بالنقص

مختارات من الشبكة

  • لم أعد أتحمل إهانات زوجتي(استشارة - الاستشارات)
  • لا أستطيع تحمل إهانات زوجتي(استشارة - الاستشارات)
  • الدنمارك: إهانات جديدة للمسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نعم لإهانة المسلمين .. لا لإهانة اليهود(مقالة - المسلمون في العالم)
  • انفصلت عن خطيبي لإهانته أهلي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي مضطرب نفسيا بعد وفاة والدته(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي لم يخبرني برفض والدته لزواجنا؟(استشارة - الاستشارات)
  • خيانة زوجي وإهانته لي وضربي(استشارة - الاستشارات)
  • يريد فسخ الخطبة بسبب اعتراض والدته(استشارة - الاستشارات)
  • حج عن والدته وسجل الهدي باسمه(مقالة - ملفات خاصة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب