• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

زوجٌ اعتمادي

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2009 ميلادي - 10/4/1430 هجري

الزيارات: 13836

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا سيِّدة متزوِّجةٌ من رَجلٍ منذُ 21 سنة، زوجي كسولٌ جدًّا، ولكن كان يُبرِّر عدمَ ذَهابه لعمله بأنَّه غيرُ مستريح مع والده، وبأنَّه مظلومٌ، صوتُه - دائمًا - مرتفع، يُهينني على الملأ، ثم يعتذر بأنَّه مُغضب، وكلَّما مرَّ بضائقةٍ يطلب منِّي أنْ آتيَ له بالمال مِن أهلي ومَعارفي، وقد تَكلَّمتُ مع أخي وأعطاه أوَّلَ مرَّة، ولكن عندما أصبح لديه بعضُ المال لم يُفكِّرْ في قضاءِ الدَّيْن الذي عليه، وأعطاه مرَّةً ثانيةً دونَ جدوى، مِن ساعة تَزوَّجْنا وهو يَطمع فيَّ، وإلى الآن بعتُ له مصاغي الذَّهبيَّ كلَّه، ولم يُعوِّضْني، يَتَّهمني بالأنانية، وأنا - واللهُ يشهد - غيرُ ذلك، حاول أنْ أقترضَ له مالاً باسمي من أحد البُنوك ليهربَ، وأنا أعرِف تمامًا بأنَّه غيرُ مؤهَّلٍ للمسؤولية، رفعتُ دعوةَ طلاقٍ مرَّتينِ، وللأسف قضاؤُنا يُماطل لأشهرٍ، وتُصبحين شُغلَ النَّاس الشَّاغل، صِرتُ أكرهه كُرهَ العمى، وأعيش معه بشكلٍ مُقزِّزٍ، لماذا هذا الظُّلم؟! الزَّوج يَحِقُّ له الطَّلاق في أقلَّ مِن شهرٍ، وأنا إنْ تكلَّمتُ عن حياتي فإن لي معاناةً كثيرةً؛ أعيشُ معه وهو يُحبُّني كثيرًا، لكنَّ أفعالَه تقهر جبالاً، انصحوني ماذا أفعل؟ وأولادي يقولون لي: يكفيك إهانات، ماذا أفعل؟ انصحوني.

الجواب:

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حيَّاك الله، أُختي الكريمة، المنتصرة على أحزانها - بإذن الله.
عذرًا؛ فلم أقدرْ على مناداتكِ بالمظْلومة، على الرَّغم مِمَّا بدا لي مِنَ الحُزن العميق، والأسى البالغ، وما تَحملينَ مِن همٍّ وضِيقٍ وتَعب.

سأبدأُ معكِ باستعراض بعض السِّمات لشخصية زوجكِ، محاوِلةً تحليلَها، حتَّى يَتسنَّى لنا التَّفكيرُ في بعض الاقتراحاتِ، سائلةً المولى - عزَّ وجلَّ - أن ينفعَكِ بها.

لكنْ قبلَ ذلك أَودُّ لفتَ انتباهكِ الكريم إلى نقطةٍ مُهمَّةٍ: هلْ أنصفتِ زَوجَكِ حالَ عرضكِ للمشكلة؟

خُذي هذه القِصَّةَ؛ لتعلمي مرادي:
كان عمرو بن الأهتم عندَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال في الزِّبْرِقان بن بدر: إنَّه مطاعٌ في أَدْنَيْهِ، سيِّدٌ في عشيرته، فقال الزِّبرقان: لقد حَسدني يا رسول الله؛ لشرفي، ولقدْ عَلِمَ أفضلَ مِمَّا قال، فقال عمرٌو: إنَّه لَزَمِرُ المروءةِ، ضَيِّقُ العطن، لئيمُ الخال، فعرف الإنكار في وجه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أي: غضب من تغيير قوله في الزِّبرقان - فقال: يا رسول الله، رضيتُ فقلتُ أحسنَ ما عَلمتُ، وسَخِطتُ فقلتُ أقبحَ ما علمتُ، ولقد صدقتُ في الأُولى، وما كذبتُ في الثَّانية، فحينئذ قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِنَ البيان لسِحْرًا))؛ (الروض الأنف 4 / 344).

فهذه نصيحةٌ ورجاءٌ منِّي - إن كنتِ تقبلينها - عندما تَعرضين المشكلةَ حاولي أن تُنحِّي العاطفةَ جانبًا، حتَّى يتسنَّى للمجيب أن يعرضَ حُلولاً أقرب ما تكون إلى الواقعيَّة.

والآن عزيزتي:
إنَّ مِمَّا تَفضَّلتِ بذِكْره من صفاته، وبصرف النَّظر عمَّا إذا كانت واقعيَّةً أم بها تحامل عليه:
- كسول.
- يشعر بالظُّلم في مجال عمله.
- يحتاج مساعدتَكِ، وخاصَّةً الماليةَ باستمرار.
- يُماطل في سَداد الديون.
- يرفع صوته، ثم يعود ليعتذر.
- لا يُقدِّر مساعداتَكِ مهما بلغت.

وهذه الصفات يصفها علماءُ النَّفس بالشَّخصية الاعتماديَّة Dependent Personality، ومِن أهمِّ سماتها:
• انعدام الثِّقة بالنَّفْس.
• البحث عن أسرع وأسهل الحلول.
• عدم القدرة على تحمُّل المسؤولية.
• شكوى دائمة، وتَوهُّم الظُّلم من المحيطين.
• كثرة اللجوء إلى استخدام الحِيَلِ النَّفْسيَّة.
• صُعوبة أو عدم القدرة على إقامة عَلاقات مع المحيطين.
• صُعوبة التَّعبير عمَّا يَقصِد.
• تَعوُّد تَكْرار الخطأ، وتَكْرار الاعتذار.

أمَّا عن أسباب تَكوُّنِ هذه الشَّخصية، فيرجع - في الغالب - إلى خَللٍ في التربية، مصدرُه التَّدليل الزَّائد من الوالدين، أو أحدهما، أو تَسلُّط الوالدين أو المُربِّي؛ مِمَّا يتسبَّب في محو شخصيةِ الابن، وطَمسِ رُوح الإبداع فيها.

أقول لكِ هذا؛ لتَتجنَّبي حدوثَ نفسِ المشكلة مع أولادِكَ - إن شاء الله.

أمَّا عن كيفية التَّعامُل مع الشَّخصية الاعتماديَّة أو عن هذا الزَّوج بالتَّحديد، فأَنصحكِ بالآتي:
أوَّلاً: عندما يحاول زَوجُكِ التَّأثيرَ عليك أو طلب المال - مثلاً - أو المساعدة في أمرٍ ما، ستكونين أنتِ بين خيارينِ:

أحدهما: أنْ تُلبِّي له رَغباتِه وتساعديه على المزيد منَ الاعتماد عليكِ، فيرضى عنكِ في البداية، ثم لا يَلبثُ أن يَجعلَ هذا الوضعَ هو الأساسَ، ويعتبر أمرَ المساعدة حقًّا مُكتسبًا، ولا يترك فرصةً لك للرَّفضِ فيما بعدُ، وهذا ما حدث في البداية.

والثَّاني: أن تكوني أكثرَ صرامةً معه، وتُبدي له اعتذارَكِ عمَّا يُريد، وتساعديه على الاعتمادِ على النَّفْس والتَّحرُر من قيود الآخرين، ثم لا يَلبثُ هو أن يَتهمكِ بالظُّلم أوِ الأنانيةِ، أو يحاول أن يَستثيرَ عواطفَكِ بِحِيَلِه الدِّفاعية، التي يستخدمها للتَّأثير عليكِ للحصول على ما يُريد، وهذا ما حدث بالفعل.

والحلُّ في هذه الحالة هو: التَّوسُّط؛ عليكِ أن تُوضِّحي له بكلِّ يُسْرٍ أنَّ لكِ عليه حقوقًا كما له عليكِ، فإنْ كان له عليكِ حقُّ الطَّاعة، وحُسن المعاشرةِ وغيرها، فإنَّ لكِ عليه حقَّ التَّصرُّف في مالكِ بكاملِ حُريتكِ، وليس له الحقُّ - شرعًا أو عُرفًا - في التَّعدِّي عليه، وأمَّا ما قد كان من مساعدةٍ له، فليس بواجبٍ عليكِ، وإنَّما هو من بابِ التَّودُّد والتَّلطف معه، على ألاَّ يكونَ هذا هو الأساسَ في التَّعامُل، والأَوْلَى أن توضِّحي له هذه الأمورَ بلطفٍ ولِينٍ ورفقٍ بالغ، فلا تَنسي - أكرمكِ الله - ما للزَّوج من حقٍّ يفوق حقَّ الوالدين في الاحترام، والسَّمع والطَّاعة، ولِين الجانب، وخَفض الجَناح.

ثانيًا: ساعديه بكلِّ السُّبل على الاعتماد على النَّفْس، فقد يكون مجالُ عمله غيرَ مناسبٍ له، اجلسي معه جِلسةَ مصارحةٍ، وحدِّثيه بهدوءٍ، فإن كنتِ تَرَيْنَ له ميولاً معيَّنة، ففكِّري معه حولَ كيفية تطوير هذه الميولِ، أو كيف نجعلُها مصدرًا للرِّزق بدلاً من المجال الذي هو فيه، واستخدمي العباراتِ التَّشجيعيَّةَ كأنْ تقولي له: أراكَ بارعًا في كذا، أو ما هذه الرَّوعة؟! وذلك حالَ إنجازِه عملاً منَ الأعمال، أو ممارسة هواية من الهوايات، واقترحي عليه وقتَها أنْ يُغيِّرَ مجال عمله، فلعلَّ له إبداعاتٍ في جوانبَ معيَّنهٍ يَصعُب عليه اكتشافُها، والتَّعرُّف عليها، ويحتاج لِمَن يُرشده فقط لكيفية تطويرها، فحاولي أن تكوني له نِعْمَ الصَّديقةُ المُعِينةُ، كما كنتِ نِعمَ الزَّوجة الوَفية.

ثالثًا: عليكِ أن تُفرِّقي بينَ بُغضكِ لسلوكه وأفعالِه، وبينَ ذاته، فلا أعتقدُ أنَّكِ تُبغضينه (بغضك للعمى) بل أنتِ تُبغضين أفعالَه، وما سَبَّبه لكِ مِن ألمٍ، وقد بدا ذلك في قولكِ إنَّه يُحبِّكِ كثيرًا، ولا أعتقد أنَّ زوجةً وفيةً مخلصةً طيِّبةً مثلكِ تَعلم مِن زوجها شِدَّةَ حُبِّه لها، وتُقابل تلك المحبةَ بهذا البُغضِ الشَّديد!

فتَمييز هذه المشاعرِ والتَّفرِقة بينها سيكون خيرَ مُعينٍ لكِ - بإذن الله تعالى - على العلاج ومساعدةِ زَوجكِ، وتخلصيه مِمَّا هو فيه.

رابعًا: حاولي أن تُقوِّي الوازعَ الدِّيني في نَفْسِه بأنْ تُقوِّي صِلتَه بالله - تعالى - وتنمِّي فيه جانبَ التَّوكُّل على الله، كأنْ تَستمعا معًا لمحاضرةٍ، أو درسٍ، أو بَرنامج يتحدَّث عن التَّوكُّل، وعن الاعتماد على الله، وعدم الاعتماد على المخلوقين الذين لا يَملِكون لنا حَوْلاً ولا قُوَّة، وكيف أنَّ الله - تعالى - لا يُخَيِّبُ قلبًا تعلَّق به، ورجَا رحمته، والأفضلُ أن تقرأا معًا في بعض كتب العقيدة المُيسَّرة؛ ككتاب: "عقيدة المسلم" للشَّيخ أبي بكر الجزائري، وكتاب: "عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة" للشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين، وكتاب: "العقيدة الصحيحة وما يضادها" للشيخ عبدالعزيز بن باز.

خامسًا: ساعديه على تَحمُّل المسؤولية، واطلُبي منه بعضَ الأعمال التي قد تكون يَسيرة، لكن أَسمعيه كَلمة: أحتاج إليكَ في كذا، أو هذا لا أَقدِر عليه أنا، فهلْ بإمكانكَ مساعدتي؟ أو أرى أنَّه لن يَقدرَ أن يُنجزَ لي هذا سِواكَ، وغيرها من الأمور التي تُقوِّي في نفسه الشُّعورَ بالمسؤولية، ولا تَنسي أن تُتْبعي ذلك ببعضِ العباراتِ التَّشجيعيَّة، والدَّعوات الطَّيِّبة؛ مثل: لا حَرمَنا الله منكَ، أسأل الله أن يُثيبكَ خيرًا على ما قدَّمتَ لي.

سادسًا: ساعديه في وَضْعِ بعض الأهداف، أو بعض المشاريع الصَّغيرة، وفكِّري معه في كيفيةِ الوصول إليها، على أن تتركي غالبَ العمل له، وبَيِّني له أنَّ باستطاعته أن يفعلَ هذا، وإن لم يَتمكَّنْ فناقشي معه أسبابَ عدم النَّجاح، أو عدم ارتياحه مع والده في العمل، واقترحي عليه حلولاً أخرى قد يجعل اللهُ فيها الحلَّ.

سابعًا: حاولي رَبطَه بصُحبةٍ صالحةٍ مِمَّن تَعلمين مِن أهل الخير والصَّلاح، وشَجِّعيه على تكوين عَلاقاتٍ معهم، كأنْ تقومي بدعوتهم مع أهلهم إلى بيتكم، وتكوين صداقاتِ بَينَ الأُسرتَينِ، فالمرءُ ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بإخوانه، وقد يكون تأثيرُهم عليه أقوى وأنفعَ.

ثامنًا: استعيني بأبنائكِ، خاصَّةً أنَّهم في أعمارٍ ليستْ صغيرةً، وبإمكانهم مساعدةُ والدهم على تَخطِّي تلك الأزمةِ النَّفْسيَّة، والتَّعامُل مع والدهم بصورةٍ أكثرَ احترامًا، وبَيِّني لهم أنَّ ما يفعله من رَفعِ الصَّوت عليكِ أو إهانتكِ يجب ألاَّ يُقلِّلَ منَ احترامهم له، وأنَّه والدُهم، وعليهم معاملتُه بلطفٍ، وأن يناقشوه في أمورهم وقضاياهم ويُشعروه أنَّه نِعمَ الوالدُ المُربِّي، وأن يَسشيروه في بعض مُشكلاتهم، وما يُواجهونه مِن صُعوباتٍ في الدِّراسة – مثلاً - حتَّى يشعرَ بأهمِّيَّته، وأنَّه ليس كما يظنُّ مِن نفسه.

تاسعًا: الآنَ وقد مضى على زواجكِ إحدى وعشرون سَنةً، ما رأيُكِ لو استخدمتِ سلاحَ الدُّعاء في حلِّ تلك المشكلة؟! وما رأيُكِ لو كثَّفتِ الدُّعاء لهذا الزَّوج؟!

جَرِّبي التَّوجُّهَ إلى الله بالدُّعاء في أوقاتِ الاستجابة، وفي سجودِكِ، وأكثري منَ الدُّعاء مُوقنةً بالإجابةِ، مُتوكِّلةً على الله، فهذا الزَّوج الذي يُحبُّكِ كثيرًا، أليس مِن حقِّه عليكِ أن تذكريه بدعواتٍ صادقاتٍ منَ القلب؟!

لا شكَّ أنَّكِ تعلمين الجواب.

- لعلَّكِ تتعجبين مِن عدم إثارة أمر الطلاق، وأنَّني لم أتعرَّضْ له، وأقول لك: أُختي الغالية، لِمَ تُفكِّر المرأة في الطَّلاق، وتظنُّه أسهلَ الحلول؟!

اعلمي أنَّ أبناءَكِ الذين يقولون لكِ: لِمَ تتحمَّلين تلك الإهاناتِ؟! سيكونون أوَّلَ مَن يُلقي عليكِ اللَّومَ إن حدث الطَّلاق، وتَشتَّتَ البيتُ، ولعلَّهم سيقولون لكِ حينها: ألَمْ يكنْ في إمكانكِ التَّحمُّل مِن أجلنا؟!

الطَّلاق - أُختي الحبيبة - ليس هو أوَّلَ الحلول، وإنَّما هو آخرُها على الإطلاق، ويجب ألاَّ نُفكِّر فيه إلاَّ بعدَ استنفاد جميع السُّبُل.

فالمسألة ليست في مَن المظلومُ؛ الرَّجل أمِ المرأة؟ المسألة أنَّ المرأة أسرع ما تكون رغبةً في الطَّلاق من الرَّجُل، أمَّا عن الظُّلم، فقد أُبيح للزَّوجة طلبُ الفِراق إن عجز الزَّوجُ عن الإنفاق عليها، وهذا حقٌّها شرعًا؛ لكن عليكِ أن تفكِّري بإيجابيةٍ بدلاً من اللُّجوء إلى الطَّلاق، وفكِّري ماذا سيكون حالُكِ بعدَ الطَّلاق؟ وما مَصيرُ الأولادِ وهُمْ في أعمارٍ أَشدَّ ما يكونون حاجةً إلى والدٍ يرعاهم، ولو رِعايةً سطحيَّة؟

وأهمس في أذنكِ همسةً أخيرةً:
قيل لعنترةَ بن شَدَّاد: بِمَ غلبتَ الرِّجال، فقال: بصبرِ ساعة.

فاجعلي الصَّبرَ رفيقَكِ، واستعيني بالله.

وفَّقكِ الله، ويَسَّر أمرَكِ، وأصلحَ حالَ زَوجكِ، وفي انتظار أن تُبشِّرينا بأخباركِ السَّارَّةِ، وأنَّ الأمورَ قد تَبدَّلتْ وتَحسَّنتْ بفضل الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين زوجي وعملي
  • أشعر بأنه يستغلني!
  • زوجي يتصرف كالأطفال
  • زوجتي تتهمني بالبخل

مختارات من الشبكة

  • الرجعة بعد الطلاق الثالث(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • أريد الزواج من ثانية وأخاف(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • خاطب لديه أولاد، هل أقبله؟(استشارة - الاستشارات)
  • المارد والغبي (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • زوجي لا يتحمل المسؤولية(استشارة - الاستشارات)
  • لا أحب زوجي فهل الطلاق هو الحل؟(استشارة - الاستشارات)
  • زينة الرجال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فطرة الله(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الاعتمادات المستندية (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب