شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

المراكز الصيفية وحلقات القرآن أم الكمبيوتر؟؟

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/7/2008 ميلادي - 23/7/1429 هجري

الزيارات: 8542

السؤال:

يا أستاذي الفاضل! أولادي غير مقتنعين بالاشتراك في المراكز الصيفية أو حلقات القرآن، يريدون (اللاب توب) فقط، والمكوث والسَّمَر أمام شاشته البيضاء حتى منتصف الليل.

أريد حلاًّ؟

الجواب:

أختي الفاضلة..

سيصلكِ هذا الرَّدّ متأخّرًا بعض الشيء، فإن لُمتِ أحدًا فلوميني وحدي؛ لأنِّي سبب كل هذا التأخير، على أنِّي ألتمس عفوكِ لتلتمسي لي العُذر، فلقد حبسني حابسٌ ما اخترته بنفسي!

يقول عبدالله بن مسعود: "مَن يَغفر يغفر الله له، ومن يعفُ يعفُ الله عنه"، {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].

في الحقيقة، أحب الأطفال الذين يشبهون أولادكِ! ولو كنتُ مكانكِ لَجَلَست معهم وعلَّمتهم وتعلَّمت منهم!

فهؤلاءِ أبناء الحاسوب والإنترنت والذَّكاء التكنولوجي، وعلينا نحن الآباء والأمهات أن نعاصرهم لا أن نعصرهم بأفكارنا القديمة والمُتَعصبة!

أنا لا أقول اتركي الموضوع على علاَّته، كلا كلا، فلكل شيء حد وحدود، وقدر وميقات!

فلِلْجلوس المطول أمام الحواسب المحمولة Laptops وللأطفال على وجه الخصوص العديد منَ المضارّ الجسدية، متمثلةً في التأثير المباشر على استقامة العمود الفقري لظهورهم، خصوصًا وهم في طور النمو، (ومن الحقائق المثيرة للدهشة هنا أنَّ نموَّ الأبناء يفوق في الصيف والربيع باقي فصول السنة)، كذلك يؤثر سلبًا على حدَّة أبصارهم؛ بسبب الإشعاعات التي تطْرَحُها شاشة الحاسوب على أعينهم، خصوصًا إذا كانت الحجرة مُظلمة والإضاءة معتمدة على نور الشاشة فقط! أيضًا قد ينتج عن طول السمر أمام الحاسوب بعض الآلام في الكتف والرقبة والذراعين.

وعمومًا سأعطيك بعض الأفكار حول طرق إقناع الأبناء للالتحاق بالمراكز الصيفية وحلقات التحفيظ؛ لكن قبل ذلكَ سنَتَكَلَّم عن ما هو واقع، وهو كيفيَّة التعامل الصحيح مع الحواسيب المكتبية أو المحمولة على حدٍّ سواء للاستفادة منها على النحو الأمثل:

1- الجسم البَشَري غَيْر مهيَّأ للجلوس طوال اليوم؛ لذا خَصِّصي ساعات محدودة فقط في اليوم للجلوس أمام الحاسوب، كوني حازمةً ولا تلتفتي للبكاء والعويل!

2- تغطية شاشة الحاسوب بواقٍ من إبهار الإشعاعات تجنُّبًا لإجهاد العينين.

3- اتخاذ الوضع السليم للجسم والجلسة الصحية أمام الحاسوب.

4- أن تكون شاشة الحاسوب في مستوى العينين أو أسفل منهما بقليل تجنُّبًا لآلام الرقبة.

5- عند استعمال الحواسب ضعي بالقرب منها كوب شاي غير مُحَلَّى، وتَجَنَّبي أن يشربَه أي أحد، الهدف من ذلك هو امتِصاص الأشعة الضَّارة من خلال الشاي، ثم تخلصي بعد ذلك من هذا الشاي المُلَوَّث بالأشعة! الطريقة جيدة والبعض يستعمل نبات الصبار بديلاً عن ذلك بقرب الحواسب المكتبية للهدف نفسه؛ لكن بما أنَّ لديك أطفالاً فأخشى عليهم من إبر الصبار.

6- استثمري تعلُّق أبنائك بالحواسب المحمولة لرفع مستوى التعليم والذكاء والثقافة لديهم، من خلال البرامج الهادفة التي أصبحت الآن في متناول اليد، حيث أصبحت كل العلوم مضغوطة في CD رقيق وغير مكلف.

7- حولي الحاسوب إلى مكافأة مجزية لأي سلوك حسن تجدينه لدى أبنائك، وكذلك اجعلي حرمانهم منه خير عقاب؛ لتجنب السلوك السيئ لديهم.

8- تحلقي معهم أنتِ وزوجكِ وشارِكيهم هذه المُتْعة المُتْعبة بالنسبة لكِ، فهيَ وسيلة جيدة لِلَمِّ شَمْل العائلة خلال هذا الصيف.

9- إذا كنتِ مِمَّن يسمح بدخول الأطفال لمواقع الإنترنت فهناكَ مواقع جميلة للأطفال والمُرَاهِقين والمُرَاهِقات، ابْحَثي عنها بضغطة زر عبر محرك البحث الشهير www.google.com، طبعًا سيكون ذلكَ تحت إشرافكِ بلا شَك!

10- شجعيهم على تطوير مهاراتهم الكتابية عن طريق اللَّعب، وخصوصًا الضعاف منهم في مادة الإملاء والإنشاء!

كيف تقنعين أبناءك بالالتحاق بالمراكز الصيفيَّة وحلقات تحفيظ القرآن؟

1- أحبُّ أن أنبهكِ إلى نقطة مهمَّة هنا:

لا تجعلي المراكز الصيفية طريقةً لإبعاد الأطفال منَ البيت وإحلال الهدوء مكانهم؛ بل يجب أن تراعي الله فيهم، وتَختاري لهم الأفضل والأجود، فلقد دخلت بنفسي بعض المراكز ووجدت فوضى عارمة وعدم تنظيم، بل وجدتها مدارس صيفية أكثر من كونها مراكز صيفية، لذلك اهتمي بهذه النقطة كثيرًا، ولا تُسلمي أبناءك لمراكز فقط لمِجُرد أنها قريبة من المنزل، أو لأنها ستخفف من إزعاج الأولاد، فهذه المراكز ستتدخل بإرادتك في تربية أبنائك.

2- كما أخبرتكِ سابقًا، يُمْكِنُك الاستفادة مِن تعلُّق أبنائكِ بالمحمول بتحويله إلى مكافأةٍ لَهم إن هم وافقوا على الالتحاق بالمركز الصيفي، بحيث تُخَصّصين ساعة إضافيَّة للجلوس أمام الحاسوب لِمَن يلتحق بالمركز الصيفي مثلاً، وأنا أضمن لكِ بهذه الطريقة وحدها سرعة استجابتهم لك - إن شاء الله.

3- اجمعي أولادكِ حولكِ، وقَدِّمي لهم موضوع المراكز الصيفية وحلقات التحفيظ كخيارات، اسأليهم هل تُحبّون أن تلتحقوا بالحلقة القرآنية أم بالمركز الصيفي؟ بهذه الطريقة ستحصرينهم بالموافقة على أيّ منهما، واطلبي منهم أن يضعوا اقتراحاتِهم الأخرى بشأن قضاء هذه العطلة، امنحيهم الفرصة لاتخاذ القرار والتفكير والتَّصويت، وصدقيني سيكونون ممتنّينَ لكِ لأنَّك منحتهم هذه الثقة.

4- اصطحاب الأولاد ليَتَعَرَّفوا بأنفسهم على عدَّة مراكز صيفيَّة وعدَّة حلقات تَحفيظ؛ ليُقَرِّروا بأنفسهم ما الأفضل بالنسبة لهم، ليتحملوا بعد ذلك مسؤولية اختياراتهم.

5- أقيمي علاقات طَيِّبة مع أبنائكِ، شاركيهم اهتماماتهم وأحبيهم وتعاوني معهم، فالهدف من الإجازة هو قضاء وقت سعيد بصحبتهم، بعيدًا عن عقاب المُدَرِّسين، وخسف الدرجات، ورعب الواجبات، وصدقيني متى وجدوا تعاوُنًا منكِ وتفهمًا سيتعاونون معكِ وسيتفهمون رغبتكِ.

6- تعرّفي على هوايات أبنائكِ ونَمّيها، راقِبي عن كثب حاجة كل واحد فيهم، وتعاملي مع كل واحد منهم باعتباره كيانًا خاصًّا له شخصيَّة خاصَّة واهتمامات ودرجة ذكاء معينة، دون أن تفاضلي بينهم، تحدثي إليهم.. اقتربي منهم.. وانزلي إلى مستواهم، جسديًّا وعقليًّا.. فأنتِ قدوةٌ لهم وسيتعلمون منكِ الكثير في حياتهم المستقبليَّة عندما يكبرون ويتزوَّجون.. وادعي لهم بالصَّلاح والهداية واصبري عليهم فَهُم والله زينة الحياة الدنيا.

حفظ الله لكِ أبناءكِ، وأعانكِ على تربِيتهم، ووفقكِ لِمَا يحبه ويرضاه عنكِ.. لا تحرمينا من صالح دعائك.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة