شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

والله، تعبت؛ ابحثوا عن حل لي؟

أ. أروى الغلاييني

تاريخ الإضافة: 30/8/2008 ميلادي - 27/8/1429 هجري

الزيارات: 5758

السؤال:

مشكلتي مع أمي.

إنها تريد أن تزوجني بحسب ما ترى هي؛ فإنها تراني جميلة، ولا بد لي من أن أتزوج من تاجر، ولا أظل عندها؛ فشرطها أن يكون العريس تاجرًا.

وعندما تقدم لي موظف، وراتبه جيد وافقْتُ، ولكنها رفضته بشدة، لكنني أصررتُ؛ لأنه لا يوجد سبب يجعلني أرفض، مع العلم أنني لست صغيرة.

ولما أصررتُ غضِبَت مني، وحزنت بشدة، وقالت لي: لم أعد ملجأ لك؛ ولو صارت بينكما مشكلة بعد الزواج فلا تأتي لي.

هذا؛ وكان موقف أهلي كلهم الموافقة على كلامها.

ولما رأيت أنه ما وقف أحد بجانبي من أهلي خِفْتُ، واستسلمت، وقلت لها: خلاص، افعلوا بي ما ترونه صالحًا.

أمي طَبْعًا فَرِحَتْ، والآن كلما تقدم لي أحد ترفضه بدون أن أدري.

لابد أن يكون تاجرًا لكي توافِقَ عليه أمي!!

الآن وصلت إلى 25 سنة، وأخاف أن يضيع شبابي، وأنا لم أتزوج، وأمي ليست مهتمَّة، ولا تفكِّر في مستقبلي.

لقد جاءني الإحباط والاكتئاب، ولا توجد فائدة من الكلام معها.

إما أتزوج من تاجر أو تجعلني بدون زواج!

هذا ظلم، قولوا لي: ماذا أفعل؟

والله، تَعِبْت من أمي!!

ادعوا لي، يرحمكم الله!!

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله، أهلا بك في موقع الألوكة.

بداية أقول لك: هوِّني على نفسك!

فلماذا اسم المكتئبة؟

أتفهَّم مشاعرك وقلقك، ولكن لا يصل الأمر للاكتئاب؛ فهناك العديد من الأشياء الجميلة حولك تستطيعين أن تشغلي بها وقتك، وتوظِّفِين بها طاقتك، ومهاراتك، ابحثي عنها، وستجدينها بإذن الله، ولو كان العمل تطوعًا دون أجر مادي، علمتُ أنك بالسعودية، وهناك الكثير من الجمعيات الخيرية في أكثر المدن الرئيسة، حتى في المدن الصغيرة.

عندما تبحثين، عزيزتي، وتركزين، ستجدين إن شاء الله.

وعندها سيخف قلقك، وستستطيعين أن تحاوري والدتك بطريقة صحيحة، وتعبري عن مطالبك.

وبالتالي تحُلِّين ما أسميتِهِ أنت (مشكلة)، وهي - بفضل الله - ليست كذلك.

كما أنني أميل إلى أنك بحاجة لصلابة أكثر، وصبر، وقوة على التحمل، والعمل الخيري التطوعي يكسبك ذلك بإذن الله.

من المهم جدًّا أن تتفهمي أن سبب رفض والدتك لعريس غير ثري - أو كما أسميتِهِ عريسًا تاجرًا - هو حبها لك؛ فأنت عندما تحاورين إنسانًا يحبك فإن لغتك وتعبيرات وجهك، ولغة جسدك (اللغة غير المنطوقة) - تختلف تمامًا عنها عندما تحاورين إنسانًا تظنُّين أنه يريد الوقوف في سبيل سعادتك، وهذا لا يسمى حوارًا بل تصادمًا؛ لذلك أفترض أن عدم التلاقي بينَك وبين والدتك سببه سوء فهمك لمقصدها، بغض النظر عن ممارساتها، التي تعتقدين أنها تضر بك.

وهي عندما تشعر بأسلوبك، الذي قد يبدو غيرَ مناسب - تصر على وجهة نظرها التي لاتناسبك.

وأنصحك باستثمار (قوة الاختيار) التي منحها الله - عز وجل - لنا.

يجب أن نعلم جميعًا أن الله - جل وعلا - منحنا قوة الاختيار؛ فالأمور المقدرة علينا محدودة جدًّا أمام الأمور التي نختارها بأنفسنا، والتي علينا أن نتحمل مسؤولية اختيارنا لها: إنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.

ويُفْترض - وأنت قد بلغت من العمر 25 عامًا - أن تكوني قادرةً على تطمين أمك: أنه لو حصلت مشكلة بينك وبين زوج المستقبل لن تأتي وتشتكي لها، أنت طبعًا لن تستغني عن رأيها ومشورتها، ولكنك أنت المعنية أولاً وأخيرًا باتخاذك القرار، وليس شخصًا آخر.

ومن قال: إن المشاكل فقط تصدر من الموظف صاحب الدخل المحدود أو المتوسط، ولا تصدر من التاجر الثري؟!

عزيزتي، من الأهمية أن تتفهمي مقصدها الإيجابي، فهي مهتمَّة جدًّا بمستقبلك، ولكن على طريقتها القديمة، فحاوريها من هذا المقصد.

واقرأي أيضًا في طرق الإقناع، وكيف تُوجِدِين الأُلْفة، ستجدين هذا الموضوع بمواقع البرمجة اللغوية العصبية، وغيرها التي تبحث في العلاقات الإنسانية.

حفظ الله لك والدتك، ومتَّعك ببِرِّها، وأعانك على ذلك؛ فهي باب لك من أبواب الجنة، وهيأ لك الخير: عاجله، وآجله.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة