معاناة بسبب عدم الشعور بالواقع

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ معينٍ لك بعدَ اللهِ في تجاوُز ما تَمُرِّين به.

في البداية أختي الكريمة أُحِبُّ أن أُطمئنك أنَّ حالتك سهلٌ علاجها بإذن الله، على الرغم مِن صعوبة ما تَشعرين به، وهي عبارة عن: اختلال في إدراك البيئة مع وسواس، وقد ساعَد على ذلك اجتماعُ عدة أسباب عانيتِ منها، وهي: (العنف الأسري منذ الصِّغَر - مرض أختك - استخدام المنبِّهات لفترة مِن الزمن)، مع مطالبتك لنفسك بتحقيق أعلى المستويات في الدراسة!

إنَّ ما تُعانين منه أغلبُ الأطباء النفسيين لا يُفضِّلون تسميته مرَضًا، وإنما يَلجؤون لتسميته بـ: ظاهرة؛ لأنه يَظهر في وقتٍ معينٍ ويَزول، وقد يُصاحبه مثل ما عندك: وسواس، أو غيرها مِن الأمراض النفسية، لكنه في الحقيقة ظاهرة ونوعٌ مِن القلق النفسي يَزول بمسببه، وقد تَشعرين بذلك بعد الانتهاء مِن الامتحانات وتماثُل أختِك للشفاء، وعودتها لمُزاوَلة حياتها الطبيعية.

وعليك باتباع الأمور التالية:

• التوكُّل على اللهِ سبحانه وتعالى، مع اليقين بالشفاء منه تمامًا، والصبر على ذلك.

• المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها، مع قراءة الأذكار اليوميَّة صباحًا ومساءً.

• أهم جزء في العلاج هو: تجاهُل ما تَشعرين به، مع صرف الانتباه إلى ما هو أهم، وهي أهدافك، مع أن تضعي في اعتبارك أنه أمرٌ طبيعي، ومن الممكن علاجُ حالتك بالتجاهُل دون الرجوع إلى أدوية كيميائيةٍ، والكثيرُ مِن الحالات كُتِبَ لهم الشفاءُ بذلك.

• الإكثار مِن تمارين الاسترخاء، وستجدين شرحًا لها في اليوتيوب.

• مُمارَسة الأنشطة الرياضية والهوايات المحببة، وإشغال وقتك يوميًّا بالكامل، مع الحرص على عدم ترْكِ وقتٍ للفراغ.

• الاستماع إلى الرُّقية الشرعية، مع الانتظام على ذلك يوميًّا، وخاصة قبل النوم.

• التفكير في الانتحار لن يُجدي نفعًا، وأنتِ تعلمين أن مصيرَ المنتحِر إلى النار والعياذ بالله؛ وبذلك ستخسرين الدنيا والآخرة، فاصرِفي هذه الفكرة عن عقلك، وعُودي لممارسة حياتك وتحقيق أهدافك والاستمتاع بذلك، ولا تضيعي أي فرصة للعيش، وأي سبب للسعادة، بل رَكِّزي على دراستك، وأنتِ قادرةٌ على تحقيقِ أعلى الدرجات والتفوُّق - بإذن الله.

• أختي الكريمة ما تعرَّضَتْ له أختُك مرضٌ كباقي الأمراض، واللهُ هو الشافي سبحانه، وقد يكون ذلك مِن الابتلاءات التي تَحصُل للإنسان في الدنيا ليكتبَ الله له الأجر والثواب، فلا تَشغلي فكرك كثيرًا بما تَعرَّضتْ له.

• بالنسبة لذاكرتك والتركيز ستعود تلقائيًّا بعد فترة مِن بداية العلاج مِن (رقية، استرخاء.. إلخ)، مع الحرصِ على تناول الأغذية التي تُقَوِّي الذاكرة؛ مثل: الزعتر، والكاجو، والعسل.

• رفض الوالدة للذهاب للطبيب النفسي ليس إهمالًا لك، ولكني أجزم أنه مِن خوفها عليك، وخشيتها أن تُلازمك الأدوية دون فائدةٍ، فحاولي تطبيق ما ذكرتُ، وذلك يَتطلَّب عادةً وقتًا أطول، وإذا شعرت أنَّ ذلك لم يجدِ نفعًا فحاوِلي إقناعها بالذهاب للطبيبِ، مع ثقتي بالله ثم بك أنك قادرةٌ على تجاوُز ذلك بإذن الله.

• وأرجو منك أن تطلعي على استشارة الزميلة أ. عائشة الحكمي؛ ففيها فوائدُ لا داعي لتكرارها، انظريها في هذا الرابط:

http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/31117/

وختامًا، تمنياتي لك بالشفاء العاجل والحياة السعيدة