التعليق على مغني اللبيب لمحمد بن أبي بكر الدماميني (ت ٨٢٧هـ)

ملخص الرسالة

التعليق على مغني اللبيب

لمحمد بن أبي بكر الدماميني المتوفى سنة ٨٢٧هـ

من أول المخطوط إلى نهاية حرف اللام دراسةً وتحقيقًا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فهذا ملخص لأطروحة الدكتوراه المقدمة من الباحث محمد عبدالله محمد القحطاني لقسم اللغويات بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية، وكانت بعنوان: "التعليق على مغني اللبيب لمحمد بن أبي بكر الدماميني المتوفى سنة ٨٢٧، من أول المخطوط إلى نهاية حرف اللام دراسةً وتحقيقًا" وقد مهَّد الباحث بتمهيد عرَّف في المبحث الأول بابن هشام وآثاره، وفي الثاني: بكتابه مغني اللبيب وقيمته العلمية وأهم شروحه.

ثم قدَّم في الفصل الأول دراسةً وافيةً عن الدماميني من حيث: اسمُه، ونشأتُه، ووفاته، وشيوخه، وتلاميذه، ومكانته العلمية، كل ذلك في المبحث الأول، أما المبحث الثاني: فقد تكلَّم على شروحه على مغني اللبيب، وطريقته في كل شرح، ومكانة هذه الشروح بين شروح المغني.

أما الفصل الثاني: فقد خصَّصه للحديث عن "التعليق" من حيث: نِسبتُه لمؤلفه، ومنهجه، ومصادره، وشواهده، واختيارات المؤلف، ثم ختمه بتقويمٍ للكتاب من حيث: تأثيرُه في الخالفين، وقيمته العلمية عند الدارسين، والمآخذ عليه، ثم ذكر بعد ذلك وصفًا تامًّا للمخطوطتين اللتين اعتمدهما.

أما القسم الثاني من البحث: فقد كان للنص المحقق؛ إذ أخرجه في صورة يحسب أن المؤلِّف لو رآها لرضيَها، ثم ختم بفهارس فنية تكشف معمَّى الكتاب.

وقد أشرف على البحث الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بن فراج الصاعدي، وناقش الباحث كلٌّ من الأستاذ الدكتور عبدالحفيط السيد بكري، والدكتور يحيى محمد الحكمي.

وقد بذل الباحث قُصارى جهدِه في إخراج العمل بأجمل صورة، ولكن كان هناك صعوبات تعرَّضت طريقه، من أهمها: صعوبةُ الحصول على نسختي المخطوط، وصعوبة قراءة بعض الكلمات، وكثرة الكتب المفقودة التي رجع إليها المصنف.

وفي الختام: يرجو الباحث أن تتَّجه بعضُ الدراسات اللغوية إلى إبراز وتجلية نشاط الدماميني اللغوي، والنحوي، والصرفي في كتبه وشروحه، ولا سيما التي أقامها على مغني اللبيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلَّم

••••

مقدمة الباحث

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعدُ:

فقد كنت منذ السنوات الأولى في مرحلة البكالوريوس أُكثِر من الرجوع إلى كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري (ت ٧٦١ )، وأقِف على كثير من قضاياه، وأَعْجب من سِرِّ الإبداع فيه، ولا أنسى تلك الوصية التي أهداني إياها أحد أساتذتي قائلاً: "داومِ النظر في مغني اللبيب"، وقد شاء الباري جل وعلا أن تكون رحلتي في مرحلة الماجستير مع شرحٍ لكتاب النحويين الأعظم "الكتاب" لسيبويه، فكانت أطروحتي بعنوان التعليق المختصر من شرح أبي سعيد السيرافي في كتاب سيبويه دراسة وتحقيقًا، ثم شاء جلَّ وعلا فردَّني إلى "مغني اللبيب" من طريق نصٍّ نحويٍّ يتصل به، فكانت رحلتي في مرحلة الدكتوراه مع كتاب نفيس على "المغني" لبدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني المتوفى (سنة ٨٢٧) اسمه "التعليق على مغني اللَّبيب"، فوقفت على شيءٍ من أسرار هذا الكتاب، وأشياء من أسرار شروحه، وبخاصة ما سطَّرته يراعةُ بدر الدين الدماميني غير هذا التعليق، أعني "المزج" و"تحفة الغريب"؛ وهما عملان مهمان له على المغني غير "التعليق" الذي أُحَقِّقُ جزءًا منه بين يدي القارئ الكريم.

وإنَّ مما لفت نظري، وزادني شَغَفًا بدراسة الدماميني وكُتُبِه: ذلك المنهج الذي اختطَّه لنفسه وسار عليه؛ فأظهره عالمًا نحويًّا موسوعيًّا، وإمامًا جليلاً، ومُرَبيًا ذا طريقة في التعليم، فقد كانت له - كما يُسمى في علم التربية والإدارة - الفرائض الثلاث: فريضة الوقت، وفريضة المرحلة، وفريضة العمر؛ إذ كانت فريضة الوقت عنده في مؤلفاته النحوية هي تأليف "التعليق"، وفريضة المرحلة تأليف "تحفة الغريب"، وفريضة العمر تأليف "المزج"، وهذا فيه نبراس لطلبة العلم في فقه عطائهم وإنتاجهم، "وإذا كانت العلوم منَحًا إلهية، ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يُدَّخَر لبعض المتأخرين ما عَسُر على كثير من المتقدمين"[1].

وكان من الدوافع التي حَفَزَتني لتحقيق هذا المخطوط:

أولاً: رغبتي - عَلَّ الله أن يجعلها خالصةً - الصادقة في خدمة تراث أمتنا، وبخاصة التراث النحوي واللغوي.

ثانيًا: رغبتي في دراسة شخصية الدماميني؛ إذ إنها شخصية بارزة، لها مكانتُها في الدرس النحوي، ظهر ذلك في مؤلفاته، وساعَدَه على بروزها ثقافتُه المتنوعة.

ثالثًا: رغبتي في التعرف على اختيارات المؤَلِّف واتجاهه النحوي، والأدلة التي استند إليها.

رابعًا: عَرَض الدمامينيُّ آراء النحاة والعلماء، وأورَدَ مذاهبهم واتجاهاتهم في كثير من المسائل النحوية والصرفية واللغوية، وفي أثناء ذلك يناقشهم مناقشةً علمية تكشف عن ثقافته الواسعة المتعددة الجوانب.

خامسًا: يمثل الكتاب مرحلة من مراحل التأليف والنضج العلمي عند الدماميني، لها سماتها وخصائصها.

سادسا: يُعَدُّ الكتاب مصدرًا لبعض النحاة المتأخرين، فقد نقل عنه خالد الأزهري، والسيوطي، والشمني، والشهاب الخفاجي، وغيرهم.

وقد اقتضى النظر أن يقسَّم البحث قسمين رئيسين: أحدهما للدراسة، والآخر للنص المحقق، مسبوقَين بمقدمة فيها بيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره، وخطة البحث، ومذيَّلين بفهارس فنيَّة مفصَّلة، تكشف الكتاب وتيسِّر الانتفاع به، فجاءت الخطة على النحو التالي:

القسم الأول: الدراسة، وتتكون من تمهيد وفصلين:

التمهيد: تعريف موجز بابن هشام وكتابه مغني اللبيب، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: ابن هشام، حياته وآثاره.

المبحث الثاني: مغني اللبيب، وقيمته العلمية، وأهم شروحه.

الفصل الأول: الدماميني وشروحه لمغني اللبيب، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: تعريف موجز بالدماميني، وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: اسمه ونسبه وكنيته.

المطلب الثاني: مولده ونشأته ووفاته.

المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه.

المطلب الرابع: مكانته العلمية وآثاره.

المبحث الثاني: شروح الدماميني لمغني اللبيب ومكانتها، وتحته مطلبان:

المطلب الأول: شروحه للمغني، وطريقته في كل شرح.

المطلب الثاني: مكانة هذه الشروح بين شروح المغني.

الفصل الثاني: التعليقة على مغني اللبيب، وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب، وتوثيق نسبته للمؤلف.

المبحث الثاني: منهج المؤلف في الكتاب.

المبحث الثالث: مصادره.

المبحث الرابع: شواهده.

المبحث الخامس: اختيارات المؤلف، واتجاهه النحوي.

المبحث السادس: تقويم الكتاب:

١- تأثيره في الخالفين.

٢- قيمته العلمية.

٣- المآخذ عليه.

المبحث السابع: وصف النسخ الخطية ونماذج منها.

القسم الثاني: النص المحقق [من أول الكتاب] إلى نهاية حرف اللام، اللوحة (89/أ - السطر الأول).

ثم الفهارس الفنية؛ إذ هي مفتاح الكتاب كما - يقول العلامة محمود بن محمد شاكر - مع بذلي في كل ذلك قصارى جهدي في إخراج النص كما يريده مؤلفه.

وختامًا: فإنني أتوجه إلى ربي جل وعلا بمزيد الحمد؛ إذ يسَّر لي إتمام هذا البحث، وأسأله أن يجعله عونًا لما بعده، ثم أشكر أستاذي المفضال الدكتور:

عبدالرزاق بن فرَّاج الصاعدي؛ الذي أفاض عليَّ من كريم خلقه، وحسن توجيهه حتى تمَّ هذا البحث وقام على سوقه، فلم يَضَنَّ بما أطلبه منه، يوم تَضَنُّ الكرام، فله مني دعوةٌ بظهر الغيب، وشكرٌ على رؤوس الملأ، والشكر موصول - أيضًا - لأساتذتي وزملائي في قسم اللغويات، فللجميع مني الشكر والتقدير.

وعند التحقيق: فإن "التحقيق" طريق صعب قلَّما يسلم فيه أحد، وينجو من مخاطره باحث؛ أقول ذلك ليترفَّق بي من رَأَى نُبُوَّ قلمٍ، أو شرودَ فكر، أو مجانبة صواب.

ربنا أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا.

وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.

فهرس المحتويات