• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

التعليم في بلاد الشام في عهد السلطان عبدالحميد الثاني

يوسف بن تركي الغفيلي العتيبي

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: كلية العلوم الاجتماعية
التخصص: التاريخ والحضارة
المشرف: أ. د. سعيد بن سعد بن سفر الغامدي
العام: 1429هـ - 2008م

تاريخ الإضافة: 26/8/2014 ميلادي - 29/10/1435 هجري

الزيارات: 21433

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

التعليم في بلاد الشام

في عهد السلطان عبدالحميد الثاني

 

ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

تناول الكثير من المؤرخين، وغيرهم من المؤلفين تاريخ الدولة العثمانية، وكان تركيزهم على الجانب السياسي والعسكري، وأهمَلوا الجوانب الحضارية.

 

وفي اعتقادي أن السببَ يعود إلى طول عمر الدولة، ولِما أحدثته من تغييرات سياسيَّة وعسكريَّة مهمَّة على الخارطة الدولية، من حيث فتوحاتها وسيطرتها على أجزاء كبيرة من العالم، بما فيها البلاد العربية، مما حدا ببعض المؤرِّخين والكتَّاب العرب إلى توجيه اللَّوم والانتقادات القوية للدولة العثمانية؛ بسبب ما ادَّعوا أنه استعمارٌ واحتلالٌ للبلاد العربيَّة، ونهبٌ لخيراتها، واستنزافٌ لمقدَّراتها من خلال فرض الضرائب الجائرة، والحكم المستبد، وأنها - أي: الدولة العثمانية - لها اليد المباشرة في رجعية العرب وتخلُّفهم، وفي مقابل ذلك كلِّه لم تُمنح الولايات العربية شيئًا من التطوُّر المنشود الذي يأتي عادة من بوابة العلم والمعرفة.

 

ولقد بنى أغلب هؤلاء المؤرخين آراءهم على قراءةٍ للأحداث التاريخية السياسية والعسكرية التي مرت بها المنطقة العربية إبَّان فترة الحكم العثماني لها.

 

ومع اعترافي ببعض وجاهة حكمهم، إلا أنَّه كان ناقصًا، بحيث لم يصاحبْه كشف للحقيقة الحضارية المشرقة في الوجه الآخر، وهذا يتنافى مع أبسط قواعد بدائيات التقييم الموضوعي النَّزيه.

 

ولكون التعليم بأنواعه المتعددة يمثل حجر الزاوية في كشف أي وضع حضاري لأي بقعة جغرافية في مختلف الأزمان والأمكنة، كان هو وسيلتي الأُولى لاستنطاق الحقيقة المغيَّبة في جزء كبير من تاريخ البلاد العربية، وأقصد به (الشَّام)[1] في فترة الحكم العثماني لها، فكان اختياري لموضوع رسالة الماجستير هو: "التعليم في بلاد الشام في عهد السلطان عبدالحميد الثاني [2]"، بالإضافة إلى أن هناك أسبابًا أُخرى شجعتني أكثر للتمسك بهذا الموضوع، منها:

١- طول مدَّة حكم السلطان عبدالحميد الثاني (١٢٩٣- ١٣٢٧ هـ/ ١٨٧٦- ١٩٠٩ م)، والتي امتدَّت زُهاءَ أربعةٍ وثلاثين عامًا تقريبًا، والتي تُمكِّن الباحث من إصدار حكم موضوعي ودقيق على ما قدَّمته الدولة العثمانية ثقافيًّا من خلال التعليم في بلاد الشام.

 

٢- أهميَّة هذه الفترة بالنسبة للدولة العثمانية؛ فهي بمثابة مرحلة حرِجة وحسَّاسة عانت فيها الدولة من أطماع الدول الأوربية وروسيا، وتعرَّضت لضغوطات سياسيَّة، واقتصاديَّة، وعسكريَّة.

 

٣- أهميَّة بلاد الشام بالنسبة للدولة العثمانية جغرافيًّا، وسياسيًّا، واقتصاديًّا، وعسكريًّا.

 

٤- تنوُّع التركيبة السكَّانيَّة لبلاد الشام؛ مما يُمكِّن الباحث من الوقوف على أنواع مختلفة من أشكال التعليم.

 

٥- تطوُّر التعليم نسبيًّا في بلاد الشام، وتعدد واختلاف أنماطه.

 

٦- الغزو الثقافي لبلاد الشام من قبل البعثات التنصيريَّة المدعومة من الدول الأجنبية.

 

٧- التحدِّي اليهودي للدولة العثمانية؛ فقد وصلت الحركة الصهيونية ذروتها في الربع الأخير من القرن الثالث عشر والربع الأوَّل من القرن الرابع عشر الهجريين/ الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين، وهذه الفترة تُمثِّل حكم السلطان عبدالحميد الثاني الذي صمَدَ في وجه المخطَّطات الصهيونية، وأولى بيت المقدس عناية خاصة.

 

٨- الحركة القومية العربية التي بدأت بواكيرها من بلاد الشام في عهد السلطان عبدالحميد الثاني.

 

٩- انتمائي مهنيًّا للتعليم جعلني أتوق لمعرفة نظام التعليم العثماني، ومدى وصوله لجزء مهم من الولايات العربية التابعة للدولة العثمانية.

 

وقد تكوَّن البحث من مقدمة، وتمهيد، وسبعة فصول، يحتوي كل فصل على عدة مباحث، استخدمت في كتابتها منهج البحث التاريخي العلمي الحديث، القائم على الحقيقة الموثقة بأسلوب سلس واضح.

 

الفهرس

الموضوع

الصفحة

الإهداء.

1

المقدمة.

4

التمهيد.

25

الفصل الأول: وسائل التعليم وروافده.

- المكاتب العامة.

53

- المكاتب الخاصة.

70

- المكتبات العامة والخاصة.

73

- مجالس العلماء.

86

- المدرسون.

93

- الموارد المالية.

97

الفصل الثاني: التعليم في ولاية سوريا.

- التعليم في المساجد.

101

- التعليم في المدارس الدينية الإسلامية.

104

- الكتاتيب والزوايا.

107

- التعليم الحكومي.

111

- التعليم المهني.

139

- المكاتب الخاصة.

140

- التعليم العسكري.

144

الفصل الثالث: التعليم في ولاية حلب.

- التعليم في المساجد.

151

- التعليم في المدارس الدينية الإسلامية.

154

- الكتاتيب والزوايا.

158

- التعليم الحكومي.

162

- التعليم المهني.

188

- المكاتب الخاصة.

190

- التعليم العسكري.

192

الفصل الرابع: التعليم في ولاية بيروت.

- التعليم في المساجد.

197

- التعليم في المدارس الدينية الإسلامية.

200

- الكتاتيب والزوايا.

201

- التعليم الحكومي.

205

- التعليم المهني.

235

- المكاتب الخاصة.

236

- التعليم العسكري.

239

- التعليم في متصرفية جبل لبنان.

242

الفصل الخامس: التعليم في متصرفية القدس.

- التعليم في المساجد.

246

- التعليم في المدارس الدينية الإسلامية.

255

- الكتاتيب والزوايا.

259

- التعليم الحكومي.

267

- المكاتب الخاصة.

279

الفصل السادس: التعليم الطائفي والأجنبي.

- النشأة والأهداف.

286

- التعليم الطائفي والأجنبي في ولاية سوريا.

290

- التعليم الطائفي والأجنبي في ولاية حلب.

310

- التعليم الطائفي والأجنبي في ولاية بيروت.

322

- التعليم الطائفي والأجنبي في متصرفية جبل لبنان.

340

- التعليم الطائفي والأجنبي في متصرفية القدس.

356

- موقف الدولة العثمانية منه.

369

الفصل السابع: آثار التعليم.

373

- أثر التعليم العام.

الوعي الديني والثقافي.

374

الأثر الاجتماعي.

377

حركة التأليف.

379

- أثر التعليم الأجنبي.

389

الأثر الديني.

389

الأثر الثقافي.

394

الأثر الاجتماعي.

399

الأثر السياسي.

402

أثره على التعليم العام.

409

- الخاتمة.

414

- المصادر والمراجع:

420

القسم الأول: الوثائق العثمانية:

أ- وثائق عثمانية غير منشورة.

421

ب- وثائق عثمانية منشورة.

424

القسم الثاني: السالنامات العثمانية:

425

أ- السالنامات العمومية.

ب- سالنامات نظارت المعارف.

ج- سالنامات الولايات.

القسم الثالث: المناهج العثمانية (المقررات الدراسية).

القسم الرابع: المؤلفات:

أ- المصادر والمراجع العربية.

426

ب- المصادر والمراجع التركية.

ج- المصادر والمراجع المعرَّبة.

427

د- المعاجم ودوائر المعارف والتراجم العربية والمعربة.

447

هـ- المصادر والمراجع الأجنبية.

448

القسم الخامس: المقالات والبحوث العربية:

451

أ- رسائل الماجستير والدكتوراه.

453

ب- الأبحاث العلمية والمجلات.

456

ج- الجرائد.

458

القسم السادس: المواقع الإلكترونية.

458

- الملاحق:

459

الوثائق.

460

السالنامات.

484

المناهج.

499

الخرائط.

523



[1] اختلف اللغويون والجغرافيون في سبب تسميته بالشام؛ فقيل: سُمِّي بالشام؛ لأن سام بن نوح - واسمه بالسريانية: شام - نزل به، وقيل: لأن أرض الشام مختلفة الألوان بالحمرة والسواد والبياض فسُمِّي شامًا، وقيل: سُمِّي بالشام؛ لأنه عن شمال الكعبة، كما قيل: سُمِّي بالشام؛ لكثرة قراه وتداني بعضها من بعض فشُبِّهت بالشامات. (محمد كرد: خطط الشام، ط ٣، ج ١، مكتبة النوري، دمشق، ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م، ص ٨)، وفي رأيي أن الأقرب لتسميته بالشام كونه عن شمال الكعبة.

[2] هو السلطان عبدالحميد الثاني بن عبدالمجيد الأول بن محمود الثاني بن عبدالحميد الأول بن أحمد الثالث. (إبراهيم بك حليم: التحفة الحليمية، في تاريخ الدولة العلية، مؤسسة الكتاب الثقافية، ص ٣٧)، ولد في إستانبول يوم الأربعاء ١٥ شعبان ١٢٥٨هـ/ ٢١ أيلول ١٨٤٢ م (محمد وحيد: القول المفيد، في حكم السلطان عبدالحميد، ط ١، دار الوراق، دار النيربين، بيروت، الرياض، ١٤٢٦ هـ/ ٢٠٠٥ م، ص ٩٧)، وممَّا يُذكَر حول ولادته أن والده السلطان عبدالمجيد أمر بأن تطلق المدافع خمس مرات لمدة سبعة أيام؛ ابتهاجًا بمولد الأمير الصغير، وأعلمَ وزيره بهذا الميلاد بقوله: "يا وزيري، حمدًا لله على لطفه وعنايته وفضله؛ فقد ولد لنا في السادس عشر من هذا الشهر يوم الأربعاء في حوالي الساعة الحادية عشرة أمير من نسلنا الطاهر، وقد أسميته عبدالحميد، فليُطِل الله عمرَه، وجعله عونًا لنا وللمسلمين" (عمر فاروق يلماز: السلطان عبدالحميد خان الثاني بالوثائق، ط ١ ترجمة طارق السيد، مراجعة الصفصافي أحمد المرسي، دار النشر العثمانية، إستانبول، ص ٢٥)، ولما أكمل عبدالحميد السابعة من عمره توفيت والدته تيري موجكان (محمد مصطفى الهلالي: السلطان عبدالحميد الثاني بين الإنصاف والجحود، ط ١، دار الفكر، دمشق، ١٤٢٥ هـ/ ٢٠٠٤ م، ص ٢٢)، فرعَتْه وتبنَّتْه زوجة والده الثانية (برستو خانم) التي لم تُرزَق أولادًا، وقد أحبَّت ربيبها حبًّا خالصًا (محمد أبو عزة: عصر السلطان عبدالحميد، ط ٢، دار المنارة، دمشق، ١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠٢ م، ص ٩١)، ولمَّا بلغَ عبدالحميد الثامنة من عمره عُيِّنَ له مُعَلِّمُ كتَّابٍ يُعلِّمه القرآن الكريم، وكثيرًا من الأحاديث النبوية الشريفة، والقراءة والكتابة، واللغة العربية، وبعض القواعد الفارسية، وقد أبدى براعة بكل هذا كتابة وقراءةً وحفظًا (محمد مصطفى الهلالي: مرجع سابق، ص ٢٢)، كما درس الخطَّ العثماني، وعلوم التفسير والفقه، واللغة الفرنسية، وكان لديه اهتمام كبير بالتاريخ، وخاصة التاريخ الحديث (عمر يلماز: مرجع سابق، ص ٢٦).

وقضى الأمير عبدالحميد شبابَه في إستانبول في بيته الصيفي في (طرابيا)، ثم في مزرعته (بماصلاك)، مشغولاً بهواياته المتعددة خاصة الرياضية، فقد كان يُتقن المبارزة بالسيف، والسباحة، والتجديف بالقارب، وركوب الخيل، والصيد، كما كان شَغوفًا بجمع الأسلحة النادرة، ولكن أبرز هواياته والتي استمرَّ عليها حتى في أيام خلافته هي مزاولة أعمال النجارة والحفر على الخشب؛ إذ كان نجَّارًا ماهرًا، وقد ترك كثيرًا من التُّحَف في هذا المجال، وكان يُهدي بعضها لأصدقائه، ولا يوجد شيء يستدعي النظر في حياة الشاب الأمير عبدالحميد سوى اشتراكه في الرحلة التي قام بها عمُّه السلطان عبدالعزيز إلى فرنسا، ومنها إلى إنجلترا (أورخان محمد علي: السلطان عبدالحميد الثاني حياته وأحداث عهده، دار الوثائق، الكويت، ص ٨٧).

أما بالنسبة لخلافته، فقد تولَّى عبدالحميد الخلافة بعد أن مرض أخوه السلطان مراد الخامس، وحكم الأطبَّاء بعدم لياقته لإدارة المهام؛ مما جعل الوزراء يجتمعون ويقررون مبايعة السلطان عبدالحميد بعد استصدار فتوى من شيخ الإسلام حسن خير الله أفندي بعزل السلطان مراد الخامس، وتمَّ ذلك في شعبان سنة ١٢٩٣ هـ / سبتمبر ١٨٧٦ م (محمد فريد المحامي: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ط ٩، تحقيق إحسان حقي، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ١٤٢٤ هـ/ ٢٠٠٣ م، ص ٥٨٧)، وأصبح السلطان عبدالحميد يُعرف بلقب السلطان عبدالحميد خان الثاني (يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، ط ١ ترجمة عدنان سلمان، مراجعة محمود الأنصاري، المجلد الثاني، منشورات مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول ١٩٩٠ م، ص ١٠١)، وجاءت إضافة كلمة (الثاني) لاسمه؛ تمييزًا له عن السلطان عبدالحميد الأول.

تولَّى السلطان عبدالحميد الثاني الخلافة وقد واجه مشاكل كبيرة خلال مدة حكمه الطويل؛ فقد كانت الأوضاع العامة في الدولة العثمانية سيئة للغاية، وكان من أبرز تلك المشاكل: التدخُّل الأجنبي في شؤون الدولة العثمانية بحجَّة حماية مصالح النصارى، والمعارضة الداخلية في إستانبول، وفي ولايات الدولة العثمانية العربية والأوربية، وكذلك تراكم الديون على الدولة العثمانية؛ فقد وصلت في عهد السلطان عبدالعزيز إلى مائتين وخمسين مليون ليرة، ثم أخذت في الارتفاع (سعيد بن سعد الغامدي: موقف المعارضة من حكم السلطان عبدالحميد الثاني الشام ومصر ١٢٩٣-١٣٢٧ هـ/ ١٨٧٦- ١٩٠٩ م، ط ١، مكتبة التوبة، الرياض، ١٤١٣ هـ/ ١٩٩٢ م، ص ٧٦ - ٧٧)، ناهيك عن الاضطرابات والكوارث؛ فقد أُعلنت الثورة في البوسنة والهرسك وبلغاريا، ودخلت الدولة العثمانية في حرب مع الصرب والجبل الأسود في البلقان، ثم ما لبثت أن تعرَّضت للغزو الروسي عام ١٢٩٤ هـ/ ١٨٧٧ م.

ولما هُزِمَت، انتُزعت منها أملاك شاسعة في البلقان بمقتضى صلح برلين عام ١٢٩٤ هـ/ ١٨٧٧ م، هذا من الناحية الاقتصادية والسياسية، أما الناحية الإدارية والاجتماعية، فقد بلغت الفوضى أطنابها في الدولة، وانتشرت الرشوة والغش، والفقر والمحسوبية، هكذا كانت الأوضاع الخارجية والداخلية عندما اعتلى السلطان عبدالحميد الثاني الخلافة، وهذا ما جعل الطريق أمامه شاقًّا شائكًا، وقد حاول بكل ما آتاه الله من قوة أن يتغلَّب على صعابها، ويتخطَّى عثراتِها، وينهض بالدولة إلى المكانة التي تعيد لها شيئًا من اعتبارها، وقد أحرز في ذلك نجاحات متعددة، وكان لشخصيته وحنكته ويقظته وتدبيره أكثر الأثر في صموده أمام المؤامرات التي كانت تُحاك في الجهر والخفاء لأمَّته (محمد وحيد: مرجع سابق، ص ١١١)؛ ففي الشأن الداخلي أعلن السلطان عبدالحميد الثاني الدستور سنة ١٢٩٣ هـ/ ١٨٧٦ م، ولكنه لم يلبث طويلاً حتى قام بتعطيله عام ١٢٩٤ هـ/ ١٨٧٧ م؛ بدعوى عدم ملاءمة وجود البرلمان في الظروف التي تمرُّ بها الدولة (سعيد الغامدي: مرجع سابق، ص ٨٢ وص ٩١)، وكذلك عمل السلطان عبدالحميد الثاني على تدعيم مركز الخلافة لدى المسلمين عن طريق الإسلام؛ فاتَّبع سياسة ذكية وحكيمة استطاع بواسطتها أن يحفظ الدولة العثمانية المتداعية من الانهيار والسقوط، ويصون عِقدَها من الانفراط (محمد الهلالي: مرجع سابق، ص ٢٨ -٢٩)، وحاول أن يبعث حياة علمية جديدة في جسد الدولة العثمانية؛ فأسَّس معظم الكليات، والمعاهد، والمدارس، والمكاتب، ويُعدُّ بحقٍّ رائد العلم والمعرفة في الدولة العثمانية (أورخان علي: مرجع سابق، ص ١٦٧)، أما على المستوى الخارجي؛ فقد لعبت سياسة السلطان عبدالحميد الثاني دورًا مؤثِّرًا في وقْف الهجرة اليهودية إلى الأراضي المقدَّسة في فلسطين من خلال سلسلة من الأوامر السلطانية والقوانين طلب فيها من موظفي الإدارة العثمانية في متصرفية القدس أن يُطبِّقوها بحذافيرها، في الوقت الذي كان فيه زعماء المنظمة الصهيونية يطلبون في مفاوضاتهم مع السلطان الحصول على وثيقة رسميَّة تُعلِن قبول القادمين اليهود إلى فلسطين دون قيدٍ أو شرط، ولكن السلطان عبدالحميد الثاني رفض مثل هذا الأمر؛ ممَّا جعل الصهيونية ترى مع الدول الأوربية وبالاتفاق مع يهود (الدونمة) حتميَّة إنهاء حكم السلطان عبدالحميد الثاني؛ لأنَّ أطماع اليهود في فلسطين لا يمكن تحقيقها طالما بقي في الحكم (حسان حلاق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية ١٨٩٧-١٩٠٩ م، ط ٢، دار النهضة العربية، بيروت، ١٩٩٩ م، ص ٢١٧ - ٢٧٥)، وتمَّ لهم ذلك بمساعدة من رجال جمعية الاتحاد والترقِّي المعارِضة لحكم السلطان عبدالحميد الثاني (عبدالعزيز الشنَّاوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، ج ٢، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ص ١٠٠٤)، وهكذا تقرَّر خلع السلطان عبدالحميد الثاني، ومبايعة أخيه السلطان محمد رشاد الخامس (شكيب أرسلان: تاريخ الدولة العثمانية، ط ١، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، ١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠١ م، ص ٣٣٨)، وقام شيخ الإسلام محمد ضياء الدين أفندي بالتوقيع على فتوى الخلع بموافقة مجلس المبعوثان، وتم تكوين لجنة لإبلاغ السلطان عبدالحميد الثاني بقرار خلعه، وكانت هذه اللجنة تتألَّف من إيمانويل قرَّه صو، وهو يهودي إسباني من رجال جمعية الاتحاد والترقِّي، وآرام، وهو أرمني عضو في مجلس الأعيان العثماني، وأسعد طوبطاني، وهو ألباني نائب في مجلس المبعوثان عن منطقة دراج، وعارف حكمت، وهو فريق بحري عضو مجلس الأعيان، وهو عراقي (علي الصلابي: الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، ط ١، دار التوزيع والنشر الإسلامية، بورسعيد، ١٤٢١ هـ/ ٢٠٠١ م، ص ٤٦١)، وبعد إبلاغه نُفي السلطان عبدالحميد الثاني إلى (سالونيك)، ثم نُقل منها إلى قصر بكلربك في إستانبول؛ ليمضي بقية حياته حتى توفي عام ١٣٣٧ هـ/ ١٩١٨ م، ودُفن إلى جانب عمِّه عبدالعزيز وجدِّه محمود الثاني في تربة السلطان محمود في ديوان يولو)، وقد بلغ من العمر أربعًا وسبعين عامًا (علي حسون: تاريخ الدولة العثمانية، ط ٣، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤١٥ هـ/ ١٩٩٤ م، ص ٢٦٧).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • زلزال فتح طرابلس الشام وتصدع الكيان الصليبي في الشام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أنماط التعليم الشرعي في العصر الرقمي: دراسة مقارنة بين التعليم المباشر والإلكتروني والهجين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التعليم الديني في نظام التعليم الأذربيجاني(مقالة - المترجمات)
  • النظم الإدارية في ريف بلاد الشام عصر سلاطين المماليك(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص المجتمع الريفي في بلاد الشام عصر سلاطين المماليك(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • النقود والعملات في بلاد الشام في العصر الزنكي (521 - 579ه / 1127 - 1183م)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- نشر الكتب
دانا شيخ صلاح الدين - العراق 22-01-2022 01:18 AM

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
احييكم بتحية طيبة
يا ليت هذه الكتب والرسائل تنشروها في مكتبتكم الموقرة
وذلك لكي يستفيد منها الجميع وتسلم من الفقدان
لأن الامة العربية كانت منبع الثقافات منذ العصور ولكن بسبب فقدان المصادر العلمية فيها أصبحت جزء كبير من حضارتها مفقودة للأسف
أدعو من الله لكم التوفيق والبركة.

3- موقع الرسالة
م - السعودية 20-03-2016 02:16 PM

الرساله توجد في مكتبة الأمير سلطان في جامعة الإمام قسم الرسائل الجامعية يمكن الاطلاع عليها ونسخها.

2- طلب الفصل 1+2
دليلة - الجزائر 14-12-2015 12:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بصدد تحضير رسالة حول التعليم بالزوايا

أرجو منكم مساعدتي أنا بأمس الحاجة إلى الفصل الأول والثاني

وجعلها الله في ميزان حسناتكم

1- الفصل الخامس
عبد الجبار العودة - فلسطين 02-08-2015 05:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد إذن حضرتكم بحاجة الى الفصل الخامس من رسالتكم
هل من الممكن الاطلاع عليها

لفصل الخامس: التعليم في متصرفية القدس.
التعليم في المساجد.
التعليم في المدارس الدينية الإسلامية.
الكتاتيب والزوايا.
التعليم الحكومي.
المكاتب الخاصة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب