• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / ثمرات المواقع
علامة باركود

اكتشاف غير مسبوق حول رحلة ابن بطوطة

د. عبدالهادي التازي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/1/2013 ميلادي - 18/2/1434 هجري

الزيارات: 37933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اكتشاف غير مسبوق حول رحلة ابن بطوطة

 

هديتي إلى سائر الباحثين والمهتمين بالرحالة العالَمي المعروف بابن بطوطة الطنجي، وذلك بمناسبة احتفال المنظمات العالمية والمؤسسات الجامعية، والهيئات الثقافية مشرقاً ومغرباً بمرور سبعة قرون شمسية على ميلاده الذي كان يصادف يوم 24 يبراير 1304 (17 رجب 703) اعترافاً بالجميل لرحلته التي تعتبر أهم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء.

 

كان أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن أحمد بن جُزَي الكلبي رابع أربعة من الذين كان وراء ظهور رحلة ابن بطوطة على الساحة المغربية أولاً ثم الساحة الدولية ثانياً بعد تشجيع الوزير الأول ابن أودرار، وبعد أمر العاهل المغربي السلطان أبي عنان...

 

وقد ولد بغرناطة سنة 721/ 1321 وأدركه أجله بفاس يوم 29 شوال 1357 عن عمر لا يتجاوز ستاً وثلاثين سنة...

 

وقد قُدِّر لهذا الرجل أن يجتمع بابن بطوطة في غرناطة وكان يصغره عمراً بنحو ثمان عشرة سنة، عندما زار الرحالة المغربي عاصمةَ بني نصر عام 752/ 1351 (ج 4، ص. 371)[1].

 

وتم ذلك في بستان الفقيه أبي القاسم محمد ابن عاصم حيث انتظمت نزهة جمعت عدداً من وجوه العاصمة الأندلسية، ووجدنا أن ابن جزي يعرب عن ارتياحه كشابٍّ للاستمتاع بالأخبار التي كان يرويها الرحالة الشيخ، ولم يتردد في الاعتراف بأنه قيد عن ابن بطوطة، في ذلك "البستان"، أسماء بعض الأعلام الذين لقيهم الرحالة أثناء سفره وأنه استفاد منه فوائد عجيبة.

 

وبهذه المناسبة سأل الشاب ابنُ جزي الرحالة عن مولده فأخبره بأنه ولد بطنجة يوم الإثنين[2] 17 رجب 703/ 24 يبراير 1304.

 

كان ابنُ جزي على هذا العهد في خدمة أبي الحجاج يوسف ابن الأحمر من بني نصر، ملك غرناطة، الذي كان ألحق ابنَ جزي ببلاطه منذ عام 741/ 1341 في أعقاب استشهاد والده في وقعة طريف في نفس العام، حيث كان يطرَب لأدب الكاتب وفكاهته...[3].

 

وإذا أراد الله أمراً هيأ له أسبابه كما يقولون، فقد حدث أن تعرض الكاتب ابنُ جزي لظلمٍ لحقه من ملكه أبي الحجاج في أعقاب وشاية آثمة، ولم يتحمل ابنُ جزي إهانة الضرب بالسوط، فالتجأ إلى فاس "مستقر الغرباء ومأوى الخائفين" على حد تعبيره (ج 2، ص. 138) وذلك في آخر عام ثلاثة وخمسين 1353 م حيث وجد من أبي عنان ما كان يرجوه.

 

ويُذكَر أنه شرع - وهو بحضرة السلطان - في تأليفٍ حول تاريخ غرناطة، وأن لسان الدين ابن الخطيب، تلميذ والده، وقف على بعض الكراريس منه عام 755/ 1354 بمناسبة سفارته لدى السلطان أبي عنان عن ملك غرناطة...[4].

 

وعندما قرَّر هذا السلطان استنساخ "رحلة" ابن بطوطة وجعلها في متناول الناس ضارباً عرض الحائط برأي بعض الحسدة والمنافسين، لم يجد في مجلسه أفضلَ من الكاتب ابن جزي صاحب الخط الرفيع، خط ابن مُقْلة، كما نعته لسان الدين، لا سيما، وأنه أي ابن جزي سبق له، على ما قلنا، أنه اقترب من ابن بطوطة، وتعرَّف على مذكراته عندما تَمَّ اللقاء في بستان غرناطة[5].

 

وامتثل ابنُ جزي أمرَ سيده... وهكذا كتب له، أي لابن جزي أن يستمر ذكره عبر الأرجاء رغم عمره القصير على ما أسلفنا...

 

كان ابنُ جزي - على ما ذكره مترجموه أديباً رائعاً، ولذلك فقد كان خير من يختار لمهمة مثل هذه على ما كان يحتف بها من مصاعب ومتاعب...

 

ونحن نعلم أن التأليف أيَّ تأليف إذا اشترك فيه اثنان، وتوزعت فيه المسؤولية بين حاك وكاتب أصبح تأليفاً يحتاج إلى الحيطة... لا سيما إذا كان التأليف مثل هذه الرحلة التي قام بها شيخٌ جال في أطراف المعمور، والتي سجل تقييداتِه حولها شابٌّ يعتمد على الحكاية والنقل ويصوغ التقاييد بأسلوبه، ولو أنه أسلوب جميل رفيع، لكنه تنقصه المشاهدة والمعايشة، علاوة على ما يُثبت لنا مراجعة ابن بطوطة للعمل والتدقيق مع ابن جُزَي حول ما كتب، الأمر الذي لا أعتقد أنه حصل، فقد كان العمل أُحادياً ولم يكن تعاقدياً كما يقولون...

 

ومن هنا توالت بعض الانتقادات على ما روى عن الرحالة... ابتدأت من عصره كما نعرف: ابن الخطيب الذي نقل عن شيخه أبي البركات البلفيقي ما لفَّقَه على ابن بطوطة... وابن خلدون الذي سعى، على جلالة قدره، إلى الوزير ابن أُودرار لينقل إليه تناجي الناس بأكاذيب ابن بطوطة، آملاً في إتلاف الرحلة!![6].

 

ابتدأ الانتقاد من ذلك العصر إلى أن ظهرت حركة المستشرقين الذين يرجع لهم الفضل أولاً في اكتشاف مخطوطات الرحلة، قبل أن ينتبه إليها علماء المشرق والمغرب، وهكذا اجتذبوا زمام الفكر من مشرقٍ حائرٍ ومغربٍ منشغل بما كان يتهدده من أطماع أجنبية!

 

ثم إنهم أي المستشرقين أخذوا ثانياً يبحثون في تمحيص تواريخ الرحلة ويومياتها: ما يمكن منها وما لا يمكن. وهل إن الرحالة عندما يتحدث عن حالة القيظ أو حالة القر كان يصادف فعلاً فصل الصيف وفصل الشتاء...! وهل إن الرحالة عندما يذكر يوم الاثنين مثلاً كان يتحدث عن يوم اثنين أم إنه كان يتحدث عن يوم جمعة!؟ وعندما يذكر الرحالة حاكماً لبلد زاره، هل إن ذلك الحاكم كان فعلاً هو القائم بالأمر في ذلك البلد في ذلك التاريخ؟ وهل أن ركوب ابن بطوطة البحر تَمَّ لأول مرة عندما أخذ المركبَ إلى بلاد فارس عام 727/ 1327، كما تزعم الرواية، (ج 1، ص. 18)، أو إنما تَمَّ عام 730/ 1330 على ما يؤكده هو باللفظ الصَّرِيح الفصيح (ج 2، ص. 158)، وهل إن الفترة التي ذكرها لزيارة بقعة معينة، بمشاهدها المذكورة، ورجالها المعدودين... كانت بالفعل فترةً كافيةً لقضاء كل تلك الأغراض التي يذكرها؟ وهل كانت تصادف وجود أولئك الأشخاص الذين لقيهم هناك؟ مما يعود فيه أولئك الباحثون إلى المؤلفات المعاصرة لتلك الحقبة لاستجلاء الحقيقة؟ إلى آخر ما نحس به ونحن نتوفر اليوم على المصادر والمراجع!

 

من أجل كل هذا خصصتُ في مقدمة تحقيقي للرحلة فصلاً بعنوان الدراسات النقدية للرحلة، قصدتُ به أن أحمل جمهور الناس على قراءةٍ جديدةٍ للرحلة...

 

وقد كان مما جاء في آخر هذا الفصل، تعليقاً على "تلخيص التقييد" - كما يسمي ذلك ابنُ جُزَي - هذه الكلمات: ذلك التقييد الذي جمعه ابن بطوطة قرابة ثلاثين سنة وقام ابن جُزَي بتلخيصه في أقل من ثلاثة شهور...![7] ومتى كانت هذه الفترة كافيةً لتغطية تلك الأعوام الطوال، واستيعاب ذلك العدد الكبير من الأسماء الجغرافية والأعلام الشخصية التي مرت بذاكرة الرحالة واستطاع اختزانها عبر تلك الأحقاب؟!

 

يقوم أحدنا في العصر الحديث برحلتِه في أمدٍ معروف البداية والنهاية، ثم لا نذكر بعد مرور بضعة أسابيع أو أيام من رحلتنا، بعض الأسماء التي مرت بنا فنأخذ في الاستنجاد برفاقنا في الرحلة، لأفرق بين صغير وكبير، ولا ينبئك مثل خبير!!

 

أعتقد - كما أشرت - أن ابن جزي كان مستعجلاً أكثر مما ينبغي في أداء هذه المهمة الدقيقة، وربما كان - كما أعتقد أيضاً - منشغلاً بمشكل صحي قد يكون "قرحة في المعدة"، وهو ما عبر عنه مترجموه بقولهم: «مات مبْطوناً»، وقد يكون سرطاناً أصابه في أعقاب الإهانة التي ظل يتذكرها وهو يجلد بالسياط من لدن ملكٍ كان إلى الأمس القريب يضحك في وجهه، ويعطف عليه ويستأنس به!!

 

كان مما ينسب إليه وهو في حالة مرضه ما رواه الوليد بن الأحمر:

إن يأخذ السَّقم من جسمي مآخذه
وأصبح القوم من أمري على خطر
فإن قلبي بحمد الله مرتبط
بالصبر والشكر، والتسليم للقدر
فالمرء في قبضة الأقدار، مصرفه
للبرء والسقم أو للنفع والضرر!!

 

ربما كانت تلك الظروف والصروف وراء تسرعه وبعثرته للمعلومات التي "أمليت" عليه أو "التقييدات" التي قدمت إليه... بل وفي الاستغناء كليةً عن بعض "التقاييد"، ولا ندري - كما أسلفنا - هل كان ابن بطوطة يجلس إلى جانب ابن جُزَي ليراجع هذا "التلخيص" بعد تحريره، ليعطي رأيه فيه؟ مهما يكن، فإن الظرف القصير الذي حُدد للقيام بالمهمة كان فيه إجحاف بالمشروع...

 

ولنُضِفْ إلى انشغال ابن جُزَي بأمر صحته عنصراً ثانياً قرأناه في أثناء الرحلة، وهو الحسرة البالغة التي ظلت تجرح ابنَ بطوطة وهو يتحدث عن السطو الذي تعرض له في جزيرةٍ تقع في المحيط الهندي بين هُنَور (Honavar) وفاكَّنُور (Baccanore) في ذي الحجة 745 أبريل 1345 (ج 4، ص. 206) حيث سلبه القراصنة جميع ما كان يملك من جواهر ويواقيت حتى الثياب و"الزوادات" كما يقول!.

 

ومن المهم أن نذكر هنا أنه بالرغم من القيمةِ الماديةِ الهائلة لما افتقده رحالتنا في هذه الحادثة المروعة التي استحقت من أحد الرسامين الأوربيين الْمَهَرَة في القرن الماضي أن يقوم بوضع لوحة لها معبرة...[8]، بالرغم من ذلك فإنه نسي كل تلك الثروات، وكل تلك التحف ولم يبق عالقاً بذاكرته إلا "التقييدات" التي كان يُودع فيها معلوماتٍ عن الشخصيات العلمية التي تعرَّف عليها وعن التصانيف التي ألفتها تلك الشخصيات...

 

والطريف في هذا الحادث الكارثي بالنسبة لابن بطُّوطة أنه لم ينتظر التعبير عن شعوره بالمضاضة على ضياع تلك المذكرات حتى وصوله للحديث عن تلك الجزر التي وقع فيها الحادث، ولكن، والمذكرات أمر ذو بال بالنسبة إليه، تعجل بذكر هذه المأساة للناسخ ابن جُزَي عندما كان يتحدث عن علماء بخارى وهو ما يزال في طريقه إلى الهند (ج 3، ص. 28، 99، 448؛ ج 7، ص. 206).

 

والمزعج لي في دراستي هذه، أنه لم يبق لدينا بعد كَتْبِ الرحلة في صفر عام سبعة وخمسين وسبع مائة (يبراير 1356)[9]، أقول لم يبق لنا بعد هذا، وبعد رحيل كلِّ من يهمه أمر الرحلة، لم يبق بين ظهرانينا من نسأله!!. فابنُ جُزي قتلته "الإهانة" التي كان يشعر بها، ولم تتجاوز به شوال عام 757/ أكتوبر 1356، مات وهو يذكر السياط التي كانت تصب عليه ظلماً وعدواناً كما قالوا[10]...

 

والوزير ابن أُودرار الذي أسكت ابن خلدون فشجع ابن بطوطة على عمله، هو بدوره لقي مصرعه عندما هاجمته زبانية السلطان أبي عنان فصفوه في أعقاب مؤامرةٍ يعلم الله وحده مدى صحتها...

 

والسلطان أبو عنان نفسُه امتدت إليه أيادي وزيره حسن بن عمر الذي خنق سيدَه في ذي الحجة 759/ دجنبر 1358!!.

 

ماتوا جميعاً هكذا اتباعاً، الواحد بعد الآخر في فترةٍ واحدةٍ تقريباً كما ترى، ولم يبق معنا إلا ابن بطوطة الذي كان في حكم الأموات أيضاً! لا نعرف عنه وعن أسرته أي شيء! هل تزوج؟ وهل أنجب أولاداً جُدُداً؟ لقد كان المغرب يعيش فترة الفتن بعد تصفية الحسابات، وكلّ الناس أصبحوا يلوذون ببيوتهم...!.

 

ولم يبق ممن نعرفه غير الخطيب ابن مرزوق الذي تمكن من الفرار بنفسه إلى مصر... وعن طريقه وصلتنا - من مصر - آخر أخبار ابن بطوطة الطنجي... فهو الذي بقي مصدراً لنا حول الموضوع... وهو الذي وقف الحافظ ابن حجر (ت. 852/ 1448) على تقييدٍ بخط ابن مرزوق يقول فيه بالحرف على ما يرويه ابن حجر في "الدرر الكامنة":

«وقرأت بخط ابن مرزوق أن أبا عبد الله بن جُزَي نَمَّقها أي الرحلة وحرَّرها بأمر السلطان أبي عنان، وكان البلفيقي رماه بالكذب فبرأه ابن مرزوق، وقال: إنه أي ابن بطوطة بقي إلى سنة سبعين، ومات وهو متولٍ للقضاء في بعض البلاد، قال ابن مرزوق: ولا أعلم أحداً جال البلاد كرحلته وكان مع ذلك جواداً محسناً»[11].

 

وبالعودة إلى "نفاضة الجراب" للسان الدين ابن الخطيب، نجد أن القصد ببعض البلاد إلى تامسنا وكانت عاصمتها هي (آنفا)، الدار البيضاء الحالية[12]...

 

قلنا إن الأربعة: ابن جزي وابن أُودرار وأبا عنان ومعهم ابن بطوطة قضوا جميعهم من غير أن يترك أحدٌ لنا أثراً ولا صدىً حول ظروف كَتْبِ "الرحلة" سوى ما قرأنا...

 

مات الْمُداوي، والْمُدَاوَى، والذي= صَنَع الدواء، وباعه ومَن اشترى!!

 

وأمام المصير الذي ينتظرنا، نحن الباقين! رأيت من واجبي أن أعلن عن هذا الاكتشاف الغير المسبوق - على ما أعتقد - إضافةً إلى ما سبق أن نبهت إليه في تعليقاتي على تحقيق "الرحلة" وخاصة في "المستدركات"[13].

 

هذا "الاكتشاف" الذي رأيت أنه لا يجوز السكوت عنه بحال من الأحوال، لا سيما بعد أن فُرضت علينا تساؤلات ملحة حول ما جرى وكيف جرى، ولا سيما أيضاً بعد أن وقفنا وقوف عَيْنٍ على ما يدعمه ويعززه من وثائق مخطوطة...

 

كلُّ الذين تتبعوا زيارة ابن بطوطة الأولى لسوريا لاحظوا أنه - حسب حكايته - زار عدداً من المدن والجهات والمعالم والمشاهد، سواء خارج دمشق، بِحَلَب مثلاً، أو داخلها، حيث جالس فيها عدداً من العلماء والعالمات كذلك، ونال إجازاتٍ مكتوبةَ منهم ومنهن... وقرأنا فيها أصداء عن "طاعون العصر"... أكثر من هذا سنعرف أنه تزوج بدمشق من سيدةٍ تركها هناك حاملاً، وهي التي عَلِم، وهو بالهند، أنها ولدت ولداً ذكراً حيث بعث إلى جده للأم، وكان من مكناسة المغرب، بعث له أربعين ديناراً ذهبياً هندياً (ج 4، ص. 315-316)...[14].

 

وكلُّنا نعلم عن تلك الحركات... ونعلم، إلى جانب هذا، من خلال "تلخيص" ابن جُزي "لتقييد" ابن بطوطة، أنه أي ابن بطوطة إنما قضى بدمشق عام 726/ 1326 سوى نحو من عشرين يوماً من شهر الصوم: فهل كانت هذه الأيام المعدودة كافيةً للقيام بكل تلك الحركات؟ دخل دمشق في تاسع رمضان وخرج منها في فاتح شوال...؟

 

إلى جانب هذا الإشكال، فإن الذين كانوا يناقشونه الحساب، لم يقبلوا إطلاقاً أن يزور كلَّ تلك المواقع التي تصل إلى نحو العشرين موقعاً قبل أن يصل إلى دمشق... إنهم يقولون إن زيارة ابن بطوطة لحلَب لم يتم إطلاقاً عام 726، لأن الأمير أرْغون[15] الذي ذكره ابن بطوطة لم يتولّ الحكم بحلب إلاّ عام 727.

 

فهل لم يقم ابن بطوطة بزيارة ثانية لدمشق وأتاحت له القيام بكل تلك النشاطات علاوةً على كل ما كان يقتضيه حال الزواج؟ صحيح أنه زارها عام 748/ 1348 وهو في طريق العودة للمغرب بعد غياب عشرين سنة، حيث بحث عن ابنه من زوجته التي تحدثنا عنها قبل قليل... لكنه وجد أن جميع المشايخ الذين تعرف عليهم من ذي قبل، صاروا إلى عفو الله جميعاً باستثناء الشيخ السخاوي الذي لم يعرف ابن بطوطة إلا بعد أن قدَّم له نفسه وأمعن فيه النظر!! (ح 4، ص. 316).

 

لقد صاحبنا جميعاً ابن بطوطة بعد قضائه الحجة الأولى وانفصاله عن مكة يوم عشرين لذي الحجة 726/ 17 نونبر 1326...

 

صاحبناه محطةً محطةً، يوماً عن يوم وهو يسير صحبة أمير ركب عراق العرب الملقب: البهْلَوان (كلمة تعني البطل المغوار).

 

صاحبنا إلى أن وصل مدينة النجف الأشرف حيث تحدَّث عن روضتها وقبورها ونقيب الأشراف بها: نظام الدين حسين بن تاج الدين...

 

وهنا - في النَّجف - افترق ابن بطوطة مع الركب العراقي حيث أخذ هذا الركب ببغداد بينما أخذ ابن بطوطة طريق البصرة (ج 2، ص. 16).

 

وهو في البصرة قريبٌ من المدينة التاريخية (الأُبلَّة)، على عشرة أميال، نراه يغتنم الفرصة ويزور الأبلَّة (ج 1، ص. 404) على متن قارب صغير في بساتين متصلة ونخيل مظللة عن اليمين واليسار، والباعة في ظلال الأشجار يبيعون الخبز والسمك واللبن والفواكه على ما تحكيه الرحلة (ج 1، ص. 404)...

 

•      •      •     •

هنا تفاجئنا رواية "الرحلة"، على ما ينمقه ويحرره ابن جُزي، بأن ابن بطوطة كان يعتزم أن يلتحق بمدينة بغداد التي راح إليها الركب العراقي... لكنَّ بعض أهل البصرة، أشاروا عليه بالسفر إلى (عراق العجم): فارس، قبل أن يزور عراق العرب (بغداد)، فعمل بمقتضى إشارتهم تقول رواية ابن جُزي.

 

وهكذا، نقرأ أن ابن بطوطة ركب البحر[16]، هذا العام 727/ 1327 (ج 2، ص. 18) وعبر إلى تُسْتَر في زمان الحر حيث أصابته حمى كما يعرض لزائر دمشق إذا زارها الإنسان زمن الحر (ج 2، ص. 28)، ثم إلى إيذَج التي يؤكد أنه وصلها أيام القيظ، الأمر الذي ينكره المعلقون وخاصة عميد الاستشراق التشيكي إيفان هربك [17]I. Hrbec)).

 

وبعد هذا، يدَّعي الراوي إن ملك إيذَج كان في عهد دخوله إليها كان هو (السلطان) أتابك أفْرَاسْياب، الأمر الذي دعا المترجمان الناشران الفرنسيان الأولان (D.S) إلى اختراق الخط على الرواي، أثناء ترجمتهما، ليطلبا إلى القراء: أن يقرؤوا: نُصْرت الدين شاه أحمد، عوض أفْرَاسياب الذي لم يصعد كرسي الحكم إلا عام 1339[18]...

 

ثم إلى مدينة اصفهان. وهنا تقول الرواية: خلع قطب الدين حسين شيخ زاوية ابن سهل تلميذ الجنيد، على ابن بطوطة جبةً وقلنسوةً ظلتا محل اعتزاز ابن بطوطة (ج 2، ص. 49)، وكان اليوم يصادف الرابع عشر لجمادى الأخيرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة (7 مايه 1327). الأمر الذي سنراه يصطدم مع المعلومة الهامة التي وقفنا عليها بخط يد ابن بطوطة وهو في دمشق في هذا التاريخ بالضبط على ما سنرى، وما كان حديثاً يفترى[19]...

 

ومن اصفهان قصد شيراز التي يقارنها بدمشق... وبعد أن يحكي عن بعض مشاهدها ينتقل إلى كازَرُون والزَّيدين والحُويزاء (ج 2، ص. 93) ثم حينئذ مدينة الحلة[20] ثم إلى كربلاء حيث مشهدُ الحسين بن علي... ثم إلى بغداد التي يأخذ في وصفها (ج 2، ص. 100) مقتبساً من ابن جبير الذي كان زارها قبل اجتياح المغول لها (656/ 1258) على ما أشار إليه ابن بطوطة، الذي أخبرنا بخراب المدارس (ج 2، ص. 105)، وأخبرنا كذلك بأنه لقي بها مسند العراق سراج الدين القزويني الذي أخذ عن الشيخة فاطمة بنت الملوك وتم هذا اللقاء في شهر رجب عام سبعة وعشرين وسبعمائة (يونيه 1327)، وذلك في جامع الخلفاء[21].

 

وبعد هذا الحديث عن تاريخ بغداد وسلطان بغداد يعود الرحالة إلى ما كان بسبيله فيذكر - حسب الكاتب ابن جُزي - أن نفسه تعلقت بالسفر مع مَحَلة السلطان أبي سعيد بَهَادُور إلى عراق العجم ليقف على "الترتيبات" التي تجري بمناسبة حركة السلطان[22]... ولكن من غير أن يذكر تاريخاً للقيام بهذه الحركة ومن غير أن يذكر محطةً من المراحل التي عودنا على ذكرها وكأنه أخذ طائرةً على ما قلته في تعليقاتي!!!

 

وكلُّ ما عرفناه عن هذه الرحلة مع السلطان أبي سعيد أن ابن بطوطة اغتنم هذه الفرصة فتقدم، بمساعدة الأمير علاء الدين، إلى السلطان الذي سأله عن بلاده المغرب... حيث أعلم الأميرُ علاء الدين السلطان أبا سعيد بعزم ابن بطوطة على الحج مرة أخرى فأمر له السلطان بالزاد والمركوب، وكتب إلى أمير بغداد، حيث نرى أنَّ ابن بطوطة يعود على التوِّ إلى بغداد ليستوفي ما أمر به السلطان، وقعد ينتظر موعد تحرك الركب العراقي إلى الحجاز...

 

وهنا يقول الرحالة: «وكان قد بقي لأوان سفر الركب أزيد من شهرين فظهر لي أن أسافر إلى الموصل وديار بكر لأشاهد تلك البلاد وأعود إلى بغداد عند سفر الركب...».

 

ويذكر أنه خرج من بغداد... حيث نراه - وهو مُولَعٌ بتقليد ابن جُبَير واتباع خطواته، نراه يحذو حذوه ماراً بسامراء، وتكريت، إلى الموصل ومن الموصل إلى مدينة نصيبين، ثم مدينة سنجار... ثم دَارَا ثم ماردين[23]... قبل أن يفاجئنا بوجوده في بغداد حيث كان ركب الحاج العراقي على أهبة الرحيل...

 

وهنا نلاحظ أيضاً، على نحو ما لاحظناه في رحلته إلى تبرير مع السلطان، أنه أي ابن بطوطة لم يكن حريصاً على ذكر تاريخ الموصل إلى هذا الموقع أو ذاك مما كان مدعاة أيضاً لتساؤل الذين يتتبعون سير "الرحلة" زماناً ومكاناً، حيث سنقف أيضاً مع شهادة أحد الباحثين من أبناء الموصل (ذ. جَزِيل الْجُومْرد) ممن كانوا يتطلعون إلى جديد ابن بطوطة عن الموصل[24]...

 

وقد أحسن زميلنا الراحل العلامة خليل الله خليلي سفير أفغانستان في بغداد في كتابه "ابن بطوطة في أفغانستان" عندما استوقفته طفرة رحالتنا من مدينة بِسْطام في إيران إلى قندوز وبغلان في أفغانستان طاوياً يوميته لمدة تفوق الشهر[25]...!

 

ولنعد بعد هذا إلى تساؤلاتنا حول رحلة ابن بطوطة إلى جنوب فارس؟

 

ماذا عن أيام القيظ التي تحدثت عنها "الرحلة" وهي أيام قَر؟! وماذا عن أتابك أفراسياب الذي تحدثت عنه "الرحلة" مع أنه لم يحكم البلاد إلا بعد عشرين سنة؟! وماذا عن الحديث عن الجبة والقلنسوة اللتين خلعتا على ابن بطوطة في اصفهان في تاريخ يصطدم مع تاريخٍ مكتوبٍ بخط يد ابن بطوطة يثبت أنه كان في دمشق؟

 

ثم ماذا عن تاريخ أول ركوب له للبحر؟ هل عام 727 أو عام 730؟ هذه الأسئلة التي حيَّرت الباحثين والمعلقين وحيرتنا معهم؟

طوال بضع سنوات ظللتُ أعيش مع المتابعات ومع التقصيات إلى أن بلغ إلى علمي وجود خط الرحالة ابن بطوطة على ورقةٍ من تأليف يتعلق بالحديث النبوي موجود بمكتبة الأزهر[26]... وكنت فعلاً أبحث عن خط ابن بطوطة لأقارن بينه وبين خط ابن جُزي الذي وقع عليه الاختبار لنسخ "الرحلة".

 

واغتنمت فرصة بوجودي بالقاهرة لحضور أعمال مجمع اللغة العربية يوم 30/03/2002، حيث حصلت على المخطوطة المتعلقة بالحديث النبوي، وكانت لأبي العباس أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي دفين الإسكندرية عام 656 ﻫ/ 1358 م، وهي بعنوان "الكتاب المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم".

 

وهو يحتوي على وثيقتين اثنتين كُتبتا بذات يد الرحالة ابن بطوطة، أولاهما بآخر المجلد الثاني وثانيتهما بآخر المجلد الثالث والأخير... وهما معاً تثبتان - كما أشرنا - أنه كان مقيماً بدمشق على الأقل في شهر ربيع الثاني وجمادى الأولى وجمادى الثانية من عام سبعة وعشرين وسبعمائة...

 

هذه المخطوطة كتبها - كما قلنا - الرحالة المغربي ابن بطوطة الطنجي بخطه. ويتأكد لي أنه كانت هناك وثيقة ثالثة في آخر المجلد الأول لكنها ضاعت معه!... وهكذا وقفتُ على أواخر المجلد الثاني من المخطوطة، وعلى معظم المجلد الثالث وخاصة على آخر المجلد... وهما مما نسخه ابن بطوطة تحت سماء دمشق وفي إحدى مدارسها العلمية، (المدرسة العزيزية) ولفائدة الشيخ السخاوي[27] الذي كانت تربطه بابن بطوطة علاقات متميزة على ما ذكره هو في "الرحلة" (ج 1، ص. 241).

 

يحمل آخر المجلد الثاني من المخطوطة الحديثية المشهورة تاريخ أول شهر جمادى الأولى (26 مارس 1327) ويحمل الثالث تاريخ 18 جمادى الأخيرة من عام سبعة وعشرين وسبعمائة (727)/ 11 مايه 1327...

 

وقبل أن أورد نص الوثيقتين أذكِّر بأن الرحالة أخبرنا في "رحلته" (ج 1، ص. 222) بأنه وقف في كتاب: "المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم" للإمام القرطبي على معلومةٍ تتعلق بأُوَيس القَرَني الأمر الذي يؤكد الصلة بين ابن بطوطة وبين المخطوطة موضوع الحديث. وهذا هو النص الموجود في "الرحلة":

«ووجدت في كتاب "المفهم في شرح صحيح مسلم" للقرطبي أن جماعةً من الصحابة صحبهم أُوَيس القَرَني من المدينة إلى الشام فتوفي في أثناء الطريق في برية لا عمارة ولا ماء، فتحيّروا في أمره، فنزلوا فوجدوا حنوطاً وكفناً وماءً فعجبوا من ذلك وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، ثم ركبوا، فقال بعضهم: كيف نترك قبره بغير علامة؟ فعادوا للموضع فلم يجدوا للقبر من أثر...!»، (ج 2، صص. 222-223)[28].

 

فلنعد بعد هذه المعلومة إلى الوثيقتين المكتوبتين بخط ابن بطوطة الطنجي.

 

لقد وردت الوثيقة الأولى في آخر المجلدة الثانية، ووردت الثانية بتفصيل أكثر في آخر المجلدة التالية...

 

وهذا نص الوثيقة الأولى:

أنجزت المجلدة الثانية من الكتاب "الْمُفهم لشرح تلخيص كتاب مسلم" بحمد الله وحسن عونه وتأييده ونصره، ويتلوه في أول المجلدة إن شاء الله كتاب اللباس، وكان الفراغ منه في يوم الجمعة ثاني جمادى الأولى من عام سبعة وعشرين وسبعمائة[29] على يد الفقير إلى رحمة مولاه، الراجي عفوه وغفرانه محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الطنجي، وفقه الله ولطف به بمنه وكرمه، وجبر حاله، وأوصله أهله وجمع شمله على أفضل حال عن قريب، إنه سميع مجيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وأزواجه وذريته وسلم تسليماً.

 

الوثيقة

الورقة 93 من مخطوطة الأزهر (المفهم) التي كتبها الرحالة الطنجي ابن بطوطة بخط يده عام 727 ﻫ/ 1327 م.

 

وهذا نص الوثيقة الثانية:

أنجزت المجلدة الثالثة من الكتاب: "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"، وبتمامها تم جميع الديوان، والله المستعان، وذلك يوم الاثنين الثامن عشر من جمادى الأخرى من عام سبعة وعشرين وسبعمائة[30]، وذلك بمدرسة العزيزية من مدينة دمشق المحروسة، والحمد لله الذي هدانا للإسلام، ووفقنا لكتابة سنة نبيه وحبيبه وخليله سيد الأنام، والله المسؤول أن يخلص أعمالنا ونياتنا وضمائرنا لوجهه الكريم، وأن يبقي علينا أسماعنا وأبصارنا وقوتنا في سبيله، وأن يعطف علينا وعلى والدينا ومشايخنا وأحيائنا وأمواتنا، وجميع المسلمين برحمته ورضوانه ورأفته، وأن يجعلنا ممن ينظر إلى وجهه الكريم في جنته، آمين يا رب العالمين، كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه، المستغفر من زلته وذنبه، الراجي رحمة ربه، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن بطوطة الجراوي الطنجي[31] وهو بحال غربة عن بلاده، جمع الله أموره وأحواله، حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً.

 

نسخه لمالكه الشيخ الفقيه الأجل، المدرس الأوحد، الأسنى الأسعد، الأتقى الأصعد، الأشهر الأمجد، الأظهر الأوحد، المحقق الورع المتقن الصالح القاضي العدل الرضي الأرضى نور الإسلام. سيد القضاة والحكام أبي الحسن علي السخاوي المالكي، أبقى الله عزته، ومكن رفعته، وأطال إسعاده، وبلغه في الدنيا والآخرة مراده، آمين يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا رب سواه، ولا خير إلا خيره.

 

الوثيقة

فكيف يفسر لنا ابن جُزَي بعد هذا إهمالَه لذكر وجود ابن بطوطة في دمشق هذه السنة 727 ﻫ/ 1327 م، وصنيعَه في أن ينقلنا إلى رحلةٍ لجنوب بلاد فارس...

 

هاتان وثيقتان خطتْهما يد الرحالة نفسه، شهادتان معروفتان بالمكان، محدودتان بالزمان كما رأينا. علاوةً على وثيقة ثالثة كانت بآخر المجلدة الأولى التي لم نعثر عليها.

 

لقد خلق صنيع ابن جُزَي طائفةً من المشاكل للباحثين والمتعقبين الذين وجدوا، على ما أسلفنا، أن الأشخاص المذكورين من لدن ابن بطوطة عام 727 ﻫ/ 1327 م لم يكونوا على أرض الواقع آنئذ! وإنما أتوا فيما بعد!! مشاكلهم وهم يشعرون أن شكوى ابن بطوطة من حالة القيظ لم يكن لها ما يبررها لأن الفصل كان فصلَ قر وبرد!!!

 

مشاكل الناشرَيْن الأولين للرحلة منذ عام 1853، عندما كانا مضطرين لكي يخترقا ترجمة النص ويطلبا إلى القارئ أن يصحح الخطأ ويقرأ (نُصْرَت) عوض (أفْرَاسْيَاب) على ما أسلفنا...

 

مشاكل الباحثين، وفي صدرهم (هرْبك)، الذي وجد أن حديث الرحلة عن الصحراء التي قطعها ابن بطوطة في المنطقة، حديث يحتاج إلى تفسير لأنها، أي الرحلة، كانت على أرض تزدان بالمروج!!

 

لقد وجدنا أنفسنا أمام حديث ابن بطوطة عن ركوبه البحر لأول مرة عام 730/ 1330 وليس عام 727/ 1327، وهكذا ازددنا اقتناعاً بأن "رحلته" لفارس كانت من تأليف ابن جزي رحمه الله!!

 

لقد اقتنعتُ، ولا سيما بعد وقوفي على المخطوطة التي كتبها بيده بدمشق عام 727 ﻫ/ 1327 م بأن الوقائع التي جرى ذكرها إنما عرفتها سنة لاحقة أتت بعد عشرين عاماً[32]...!

 

لقد كنت من الذين نشروا، منذ عشرين عاماً (1984)، أن ابن بطوطة زار (عِراق العجم) خمس مرات وعددت منها هذه الزيارة عام 727 ﻫ موضوع الحديث[33]. لكني بعد أن وقفتُ على مخطوطة "المفهم" بخط يده في دمشق، اقتنعتُ بأن صنيع ابن جُزَي كانت تطبعه العجلة وعدم التثبت!

 

وهكذا سنستطيع تبديد الشكوك التي كانت تحوم حول مصداقية بعض معلومات الرحلة، وخاصةً ما أثير عن رحلته الأولى لدمشق، ورحلته إلى جنوب فارس...

 

ولقد حاولتُ أن أتصور مع نفسي ظروف تلخيص الرحلة على الشكل التالي:

بعد أن صدر أمرُ السلطان أبي عنان، وبعد أن أملى الشيخ ابن بطوطة ما أملى من مذكراته، قام بتسليم "تقاييده" إلى الكاتب ابن جُزَي... وكان في "التقاييد" ما يتعلق ببلاد الحجاز، وفيها ما يتعلق ببلاد الشام، ومنها ما يتعلق بالهند، إلخ... فأخذ ابن جُزَي يجمع معلومات مكة على حدة من غير بحث في ترتيب تواريخ الزيارات السبْع، ومن ثَمَّ وجدنا أنه يذكر في الحجة الأولى ما رآه أو سمعه في الحجات اللاحقة!!

 

وكذا كان في بلاد الشام، جَمَع الكاتبُ ابن جُزَي كل ما يتعلق بالشام ودمشق دفعةً واحدة، ولو أنَّ بعض ذلك وقع فيما بعد... وهكذا اختلطت بعض الملفات على ابن جُزَي، وأخذ بآخرِها عوضَ أولها...

 

اقتراحي أخيراً... أن نؤجل تحرك ابن بطوطة إلى بلاد فارس عام 727/ 1327، ونجعل عوض ذلك أنه عاد من البصرة إلى بغداد حيث قام، بعد وصفه لعاصمة العباسيين، بالرحلة لدمشق التي كان يبرِّرها أكثر من سبب بالنسبة إليه...

 

أولاً لما علمناه من أن ابن بطوطة له زوجةٌ بدمشق ستأتي له بولدٍ كان يبعث له بمساعداتٍ ماليةٍ من الهند على ما يقوله الرحالة نفسه (ج 4، ص. 316)...

 

ثانياً: لما علمناه من نشاطه العريض الطويل في دمشق، حيث أخذ على الشيوخ والشيخات وحصل على الإجازات المكتوبة...

 

ثالثاً: وهذا بيتُ القصيد، أنه حرر بذات يده - وبدون شك أو ريب - مخطوطةً عظيمةً ألَّفها رجلٌ عظيم، ورغب في نسخها رجلٌ عظيم، في مكنٍ معروفٍ ووقتٍ محدود... وهي ما تزال، لحسن الحظ، حيةً داخل رفوف الأزهر الشريف بالقاهرة الْمُعِزِّية!.

 

وحتى يقوم ابن بطوطة بالزيارة الثانية إلى دمشق... وحتى يرضي رغبته في أن يظل مقتدياً بسلفه ابن جبيرٍ في خطواته السابقة، سواء عندما كان يريد أن يقلده في عبوره لجدة عن طريق البحر الأحمر، أو عندما كان يعتمد على وصفه للمشاهد والأماكن... حتى يبقى مقتدياً بابن جبير سلك نفس الطريق التي سلكها سلفُه بالأمس للوصول إلى دمشق، وهكذا أَفترضُ أنه أخذ الطريق عبر الموصل... إلى مارِدين... إلى حَلَب... إلى المعَرَّة... إلى حَماة إلى حمص... إلى دمشق قبل أن نسمع به في بغداد يأخذ طريقَه مع الركب العراقي، للمرة الثانية، إلى حج بيت الله.

 

لقد كانت مآخذي على الكاتب ابن جُزَي رحمه الله تقف عند عدم بذل جَهده في أن يتجنَّب استطرادات الشيخ، ويضم ما يتعلق بالهند إلى الحديث عن الهند (ج 1، ص. 422-426)، ويذكر ما يتعلق بسِيلان في سيلان (ج 2، ص. 80)، كان مأخذي على ابن جُزَي في أنه كان مختصِراً بل مستعجَلاً أكثر من اللازم، فقد نسي الحديث عن الأمير هَرْيَب الذي وَعَدنا بذكره (ج 4، ص. 68).

 

لقد كان مأخذي عليه أنه نقل عن رحلةِ العبدري الحِيحِي بالحرف، ولكنه لم يذكره...!

 

لكن المأخذ الكبير والخطير تَجلَّى لي عندما وجدنا أن رحلةً بكاملها لجهة معروفة هامة بالنسبة للرحالة، تُحذف لتعوضها رحلة أخرى إلى جهةٍ لم يصدقها الواقع...

 

ومع كل ذلك، فإن عمل الكاتب ابن جُزَي سيظل شاخصاً أمامنا، وسيظل جَهد الرجل، بالرغم من ظروفه الشخصية... جَهداً شامِخاً يذكر على الدوام... ولعلَّ ما أشرنا إليه في بداية الحديث من الازدواجية في التأليف: مؤلِّفين اثنين يختلفان عمراً وتكويناً وتجربةً وممارسةً... هي التي كانت وراء الْخَلَل الذي ظهر في بعض الرحلة... ومع كل ذلك، فقد حفظ ابنُ جُزَي عمل ابن بطوطة تراثاً إنسانياً محمياً من كل زيف منذ الأيام التي سُجل فيها بمدينة فاس إلى يومنا هذا، وتلك مزيةٌ كبيرة لرحلةٍ واسعة الأرجاء، فسيحة الفضاء، متنوعة العطاء لا يوجد لها على وجه الأرض نظير ولا مثيل.

 

المصدر: مجلة التاريخ العربي



[1] تنبيه إلى القارئ:

يلاحظ أن الأرقام المثبتة في التعليقات والتي تشير لمجلدات الرحلة وصفحاتها، هذه الأرقام تنطبق تماماً مع ما في الطبعات الدولية لترجمة الرحلة بمختلف اللغات، سواء منها الترجمات الكاملة أو الجزئية، ابتداءً من ترجمتها وطبعتها 1853 من قبل الناشرين الفرنسيين ديفريميري وسانكينيتي وانتهاء بنشرها باللغات الأخرى.

[2] كان اليوم يوم الاثنين بالفعل ويوافق 24 يبراير 1304 حسب جدول كاطنوز Catenoz، الرباط، 1954.

[3] ابن الخطيب، الإحاطة، تحقيق عبد الله عنان، 1394/ 1974، ج 2؛ المقري، أزهار الرياض، طبع بالمملكة المغربية 1398/ 1978، ج 3، ص. 195؛ ابن الحاج النميري، فيض العباب، تحقيق محمد بن شقرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990؛ الدكتور التازي، اكتشاف موقع الزاوية المتوكلية بظاهر مدينة فاس، بحث قدم لأكاديمية المملكة المغربية يوم الخميس 28 شعبان، 1419/ 17 دجنبر 1998.

[4] عبد الهادي التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، من أقدم العصور إلى اليوم، مطبعة فضالة، المحمدية، 1406-1986، ج 2، ص. 139؛ ج 7، ص. 96، رقم الإيداع القانوني 25/ 1986.

[5] عبد الهادي التازي، رحلة ابن بطوطة، نشر أكاديمية المملكة المغربية، عام 1417-1997، رقم الإيداع القانوني 321/ 1997.

[6] مقدمة ابن خلدون، طبعة دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1956، صص. 325-327؛ عبد الهادي التازي، رحلة ابن بطوطة، مصدر سابق، ج 4، ص. 285.

[7] أكمل ابن بطوطة رحلته إلى السودان أواخر عام 753... وتذكر خاتمة الرحلة أن الفراغ من "التقييد" كان في ذي الحجة عام 756 ﻫ، بينما كان الفراغ من كتبها في صفر 757 ﻫ = يبراير، ومعنى هذا أن الفرق بين زمن التقييد وزمن الكتابة كان أقل من ثلاثة شهور...!.

[8] القصد إلى الرسام ليون بينيت L.Benett الذي أتينا على لوحته في المجلد الرابع من "الرحلة"(ج 4، ص. 208).

[9] رحلة ابن بطوطة، مصدر سابق، ج 4، ص. 451 تعليق 151.

[10] رحلة ابن بطوطة، المقدمة، ص. 79، ج 1، ص. 78.

[11] The Travels of Ibn Battutah، Abridged، Introduced and Amotated by Tim Mackentosh-Smith، B/ CADO، London.

[12] لسان الدين ابن الخطيب، نفاضة الجراب، تحقيق أحمد مختار العبادي، القاهرة، د. ت.

[13] هذا كتيب صدر لي، من طبع وتوزيع وزارة الثقافة عام 2004، وهو يتضمن (مستدركاتي) على تحقيقي "لرحلة" ابن بطوطة التي طبعتها أكاديمية المملكة المغربية عام 1417 / 1997 م.

[14] يبدو أن لهذا السيد المكناسي صلةً بالشيخ عبد الواحد المكناسي المشيشي الذي ينسب إليه جامع من أقدم جوامع طرابلس الشام، بعد الجامع المنصوري الكبير، لأن بناءه تم سنة 705/ 1206- 1207 أي في أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون الثانية... ومما يذكر أن الشيخ عبد الواحد التقى به الرحالة المغربي في مدينة أسنا Latoplis في الصعيد المصري. هذا والجدير بالذكر أن هذا الولد ليس هو (أحمد) الذي تركه حياً بالهند عند الأمير العباسي غياث الدين عندما ذهب ابن بطوطة سفيراً للصين. وقد قال عنه: لم يعرف الله ما فعل به. (ج 1، ص. 267).

[15] ابن حجر، الدرر الكامنة، (ج 1، ص. 374)، (ج 4، ص. 192).

[16] يجب أن نلاحظ هنا ما يأتي له من أنه لم يركب البحر إلا سنة 730/ 1330 حيث يقول بالحرف: «لم أكن ركبت البحر قبلها»، ج 2، ص. 158. وكان هذا عندي مدعاة للتساؤل، كما قلت في تعليقاتي بهامش "الرحلة".

[17] حديث ابن بطوطة عن أيام القبط ومبيته في السطح في هذا الوقت جعل الذين يتابعونه في يوميات سفره ذلك، يتساءلون: هل كان الوقت فعلاً وقت حر؟ وسنراه - فعد فترة مديدة من الزمن، يصل إلى اصفهان يوم 14 جمادى الثانية 737/ 7 مايه 1737، ومعنى هذا أن ذلك الوقت لم يكن وقت حر!!

Ivan Hrbek، The Chronology of Ibn Battuta Travel، Archiv Orient Alin، Akademie Praha، 1962; H. Gibb، The Travels of Ibn Battuta، vol. II، p. 289; V. Montei، Introduction aux voyage d'Ibn Battuta…; Rosse E. Dunn، The Adventures of Ibn Battuta-Croon Helm، London and Sydney، 1986، p. 93-104; Voyage d'Ibn Battuta، Paris، "Introduction et notes de Stephane Yerasimos". La découvert، Paris، 1990، p. 40-390.

عبد الهادي التازي، تحقيق رحلة ابن بطوطة، 1997، ج 2، ص. 30، تعليق 81؛ كذلك: ج 4، صص. 315-316؛ عبد الهادي التازي، عميد الاستشراق التشيكي إيفان هربك، وعطاؤه للمكتبة الإسلامية والمغربية والإفريقية، دراسة مقدمة إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الدورة 65- 8 مارس 1999؛ وانظر تحقيق رحلة ابن بطوطة (ج 2، ص. 30) تعليق 81 (ج 4، صص. 315-316).

[18] لاحظ كل الباحثين في التاريخ الذين علقوا على هذه المعلومة من فرنسيين وبريطانيين وتشيكيين وغيرهم، أن ابن بطوطة اختلط عليه الأمر: إن أتابك أفراسياب Afraciab كان يحكم هذه المنطقة بعد عشرين سنة من هذا التاريخ! أي عند عودة ابن بطوطة إلى بلاده 748، أما الذي كان يحكم إيذَج على عهده فهو نصرت الدين أحمد الذي توفي عام 733/ 1333. (انظر التعليق قبل هذا، وانظر رحلة ابن بطوطة، تحقيق عبد الهادي التازي، ج 2، ص. 31، التعليق 82).

[19] لاحظ إيفان هربك Hrbek أن هذا التاريخ يحتاج إلى تعديل وتصويب بمعنى أنه تاريخ خاطئ، وسنلاحظ في هذا التاريخ المخطوطة التي كتبها بيده ابن بطوطة بدمشق عام 727/ 1327.

[20] تحدثت الرواية هنا عن صحراء اعترضت طريق ابن بطوطة ويلاحظ هربك (ص. 434) أن خط السير كان عبر المروح، ولذلك فإنه لا يفهم معنى حديث الرحلة عن صحراء بدون ماء "Waterless desert".

[21] رحلة ابن بطوطة، مصدر سابق، ج 2، ص. 110.

[22] حسب حافظ أبرو فإن رحلة السلطان تمت أواخر مايه أوائل يونيه/ رجب 727، يعني بعد لقاء الشيخ القزويني مباشرة. (رحلة ابن بطوطة، ج 2، ص. 129، تعليق 249).

[23] رحلة ابن جبير، منشورات دار ومكتبة الهلال، بيروت، لبنان، 1981، صص. 192-193؛ ابن بطوطة، مصدر سابق، ج 2، ص. 147.

[24] جزيل عبد الجبار الجومرد، جامعة الموصل: رحلة ابن بطوطة إلى الموصل بين الحقيقة والتأليف...

[25] خليل الله خليلي سفير أفغانستان في بغداد والكويت، ابن بطوطة في أفغانستان 1970-1971، مطبعة الجامعة، بغداد، شارع المتنبي، صص. 6-7، 58.

[26] عبد العزيز الساوري، «ابن بطوطة لواتي أم جراوي»، مجلة المناهل، شوال 1420/ يناير 2000، عدد 60، ص. 241.

[27] ترجمة ابن حجر في "الدرر الكامنة"، ج 3، ص. 79.

[28] الطابع الحداوي، «النص الواصف لابن جزي، صنعته الخبرية وأنماطه الخطابية»، مجلة المناهل، عدد 59، 1999.

[29] الموافق 26 مارس 1327.

[30] الموافق 11 مايه 1327.

[31] عبد العزيز الساوري، ابن بطوطة لواتي أم جراوي، مجلة المناهل، مرجع سابق، عدد 60، شوال 1420/ يناير 2000، ص. 241.

[32] القرطبي، كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم، عن نسخة نادرة بخط الرحالة ابن بطوطة، تقديم عبد الهادي التازي.

[33] عبد الهادي التازي، إيران بين الأمس واليوم: قراءة جديدة لرحلة ابن بطوطة، نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي، ط. 1، 1404/ 1984، صص. 8-9.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بلاغة أدب الرحلة: قراءة تأويلية تقابلية في نص " جزيرة سيلان " لابن بطوطة
  • ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

مختارات من الشبكة

  • إيطاليا: ردود أفعال حول اكتشاف مسجد في كراج مسكن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور الأمهات في اكتشاف مواهب الأبناء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اكتشاف نسخة من كتاب "روضة الناقل ونزهة العاقل" لابن الجوزي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءات اقتصادية (51) المعرفة وثروة الأمم قصة اكتشاف اقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تجربتي مع تصحيح البحوث واكتشاف السرقات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الآثار النفسية بعد اكتشاف الخيانة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف أستعيد ثقة زوجتي بعد اكتشافها خيانتي؟(استشارة - الاستشارات)
  • الموهوبون: صفاتهم وطرق اكتشاف الموهبة وفن التعامل معهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مدرس اللغة العربية واكتشاف موهبتي الشعرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اكتشاف مركز المدينة المدورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- استفهام
عمد سالم - تونس 24-05-2015 07:35 PM

الحمد لله وحده. دراسة مستفيضة وحجج مقنعة. وأسأل : إذا كنّا "نعلم أن التأليف أيَّ تأليف إذا اشترك فيه اثنان، وتوزعت فيه المسؤولية بين حاك وكاتب أصبح تأليفاً يحتاج إلى الحيطة... لا سيما إذا كان التأليف مثل هذه الرحلة التي قام بها شيخٌ جال في أطراف المعمور، والتي سجل تقييداتِه حولها شابٌّ يعتمد على الحكاية والنقل ويصوغ التقاييد بأسلوبه"، أفلا ينطبق هذا على كلّ كتب "الحديث" و"الفقه" و"العقيدة"، أم هو خاصّ بالرحلات والتاريخ ؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب