• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / أبحاث علميّة جامعيّة
علامة باركود

العمل بالحساب الفلكي

جمال جودر

نوع الدراسة: PHD
البلد: 0
الجامعة: جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإنسانية
الكلية: كلية العلوم الإسلامية
التخصص: قسم الكتاب والسنة، شعبة علوم القرآن والحديث
المشرف: أ. د (ة): سعاد سطحي
العام: 1431- 1432 هـ / 2010 –2011 مـ

تاريخ الإضافة: 12/5/2011 ميلادي - 8/6/1432 هجري

الزيارات: 65441

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

مقدمة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فقد عني العلماء قديمًا وحديثًا بدراسة آيات القرآن الكريم ومعرفة أحكامها, واستنباط فوائدها والعمل بفضائلها, وأقصد بأحكامها ما يتعلق بجانب العبادات والمعاملات منها خصوصًا؛ وإلا فالأحكام الشرعية تتعدى إلى الجوانب الأخرى مثل العقائد والأخلاق وغيرها.

 

ومن الآيات الكريمات التي تناولها علماؤنا الأجلاء؛ الآية التي تناولت شهر رمضان وشهوده, وبعض أحكامه من سورة البقرة, وقد قمت بجمع ما تيسر من أقوال المفسرين والفقهاء في تفسير وبيان أحكام هذه الآية الكريمة, ووقفت على فوائد عظيمة وأحكام كثيرة أبرزت أهمها؛ وما كان متعلقًا بموضوع وعنوان الدراسة ألا وهو: (العمل بالحساب الفلكي في إثبات الشهور القمرية).

 

وقد كثر الكلام عن هذه المسألة في الآونة الأخيرة فأحببت أن أعرف أقوال العلماء فيها وأن أقدم لإخواني الطلبة خلاصة وزبدة ما قاله أهل العلم في هذه المسألة.

 

وقد اعتمدت على مصادر رئيسية أهمها: تفاسير آيات الأحكام لابن العربي والجصاص وإلكيا الهراسي, وبعض التفاسير الأخرى مثل: تفسير القرطبي وابن كثير وابن عطية وغيرهم, كما أنني رجعت إلى عدد كبير - ربما ما يربو على أزيد من عشرين بحثًا - من البحوث الخاصة بالموضوع؛ ومنها ما أثبته في فهرس المراجع والمصادر ومنها ما ضربت عنه صفحًا من الذكر.

 

ولم آل جهدًا في جمع أهم ما ورد من أقوال العلم مع إعطاء الخلاصة والزبدة مباشرة, والتصرف في أقوال العلماء عند النقل عليهم, من غير إخلال بالمعنى - فيما أحسب - إلا أنه فاتتني بعض الجزئيات, وذلك راجع إلى كثرة الواجبات وضيق الوقت.

 

هذا؛ وما كان فيه من صواب فبتوفيق الله وما كان فيه من خطأ فالله بريء منه ورسوله, وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ويجعله خالصًا لوجهه الكريم, ويغفر لكاتبه, ومن كان سببًا في إخراجه وقارئه, والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

خطة البحث

 

مقدمة.

المبحث الأول: الآية المراد دراستها, وشرح غريبها وتفسيرها تفسيرا تحليليا.

المطلب الأول: تحديد الآية المراد دراستها, وشرح الغريب.

المطلب الثاني: المعنى الإجمالي للآية الجليلة.

المطلب الثالث: القراءات الواردة في الآية الكريمة.

المطلب الرابع: التفسير التحليلي للآية المباركة.

المبحث الثاني: الأحكام الواردة في الآية الكريمة.

المطلب الأول: الأحكام الإجمالية وذكر المسائل التي شملتها الآية عموما.

المطلب الثاني: التعريف ببعض المصطلحات.

المطلب الثالث: العمل بالحساب الفلكي وأقوال العلماء فيه.

خاتمة.


المبحث الأول: الآية المراد دراستها؛ وشرح غريبها وتفسيرها تفسيرًا تحليليًا:

المطلب الأول: الآيةوشرح الغريب.

1-الآية الكريمة:

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

 

2- شرح الغريب:

شهر: الشهر مدة مشهورة بإهلال الهلال أو باعتبار جزء من اثني عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النقطة، قال: (﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ ﴾ - ﴿ مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ ﴾ - ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ - ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ - ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾) والمشاهرة المعاملة بالشهور كالمسانهة والمياومة، وأشهرت بالمكان أقمت به شهرا، وشهر فلان واشتهر يقال في الخير والشر[1].

 

رمضان: شهر رمضان هو من الرمض أي شدة وقع الشمس يقال أرمضته فرمض أي أحرقته الرمضاء وهى شدة حر الشمس، وأرض رمضة، ورمضت الغنم رعت في الرمضاء فقرحت أكبادها وفلان يترمض الظباء أي يتبعها في الرمضاء[2].

 

بيّنات: آية مبينة وآيات مبينات ومبينات، والبينة الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة وسمى الشاهدان بينة لقوله عليه السلام: "البينة على المدعى واليمين على من أنكر" وقال سبحانه ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [هود: 17]، وقال: ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾ [الأنفال: 42].

 

والبيان الكشف عن الشئ وهو أعم من النطق مختص بالإنسان ويسمى ما بين به بيانًا.

 

قال بعضهم: البيان يكون على ضربين:

أحدهما: بالتنجيز وهو الأشياء التي تدل على حال من الأحوال من آثار صنعه.

والثاني: بالاختبار وذلك إما أن يكون نطقًا أو كتابة أو إشارة، فمما هو بيان بالحال قوله: ﴿ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الزخرف: 62] أي كونه عدوًا بين في الحال ﴿ تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ [إبراهيم: 10].

 

وما هو بيان بالاختبار (﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ﴾ -﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾) وسمى الكلام بيانًا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 138] وسمى ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا نحو قوله ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19] ويقال بينته وأبنته إذا جعلت له بيانًا تكشفه نحو: ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44][3].

 

الهدى: الهداية دلالة بلطف ومنه الهدية وهوادي الوحش أي متقدماتها الهادية لغيرها ، وخص ما كان دلالة بهديت وما كان إعطاء بأهديت نحو أهديت الهدية وهديت إلى البيت إن قيل كيف جعلت الهداية دلالة بلطف وقد قال الله تعالى : ﴿ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 23] - ﴿ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الحج: 4] قيل ذلك استعمل فيه استعمال اللفظ على التهكم مبالغة في المعنى كقوله: ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21] وهداية الله تعالى للإنسان على أربعة أوجه، الأول: الهداية التي عم بجنسها كل مكلف من العقل والفطنة والمعارف الضرورية التي أعم منها كل شيء بقدر فيه حسب احتماله كما قال: ﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50]، الثاني: الهداية التي جعل للناس بدعائه إياهم على ألسنة الأنبياء وإنزال القرآن ونحو ذلك وهو المقصود بقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ [السجدة: 24]، الثالث: التوفيق الذي يختص به من اهتدى وهو المعني بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ﴾ [محمد: 17] وقوله: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11] وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾ [يونس: 9] وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69], ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [مريم: 76], ﴿ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 213], ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213]، الرابع: الهداية في الآخرة إلى الجنة المعني بقوله: ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 5], ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ.... ﴾ [الأعراف: 43] إلى قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ﴾ [الأعراف: 43] وهذه الهدايات الأربع مترتبة فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية بل لا يصح تكليفه ...[4].

 

الفرقان: والفرقان كلام الله تعالى، لفرقه بين الحق والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والصالح والطالح في الأعمال وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان - ولقد آتينا موسى الكتاب والفرقان - ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان - تبارك الذي نزل الفرقان - شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)[5].

 

العدة: العد ضم الأعداد بعضها إلى بعض، قال تعالى: (﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴾- ﴿ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ﴾) أي أصحاب العدد والحساب....يقال شئ معدود ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة.... والإعداد من العد كالإسقاء من السقي فإذا قيل أعددت هذا لك أي: جعلته بحيث تعده وتتناوله بحسب حاجتك إليه[6].

 

الشكر: الشكر تصور النعمة وإظهارها، قيل وهو مقلوب عن الكشر أي الكشف، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها، ودابة شكور مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل أصله من عين شكري أي ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه.

 

والشكر ثلاثة أضرب:

• شكر القلب، وهو تصور النعمة.

• وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم.

• وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13][7].

 

المطلب الثاني: القراءات الواردة في الآية.

قرأ جمهور الناس ﴿ شَهْرُ ﴾ بالرفع ، ووجه خبر ابتداء أي ذلكم شهر، وقيل: بدل من الصيام، وقيل: على الابتداء وخبره ﴿ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾، وقيل: ابتداء وخبره ﴿ فَمَنْ شَهِدَ ﴾، وقرأ مجاهد وشهر بن حوشب "شهرَ" بالنصب، ورواها أبو عمارة عن حفص عن عاصم ورواها هارون عن أبي عمرو، وهي على الإغراء، وقيل: نصب بـ: ﴿ تصوموا ﴾, وقيل: نصب على الظرف، وقرأت فرقة بإدغام الراء في الراء وذلك لا تقتضيه الأصول لاجتماع الساكنين فيه .

 

وترك ابن كثير همزة ﴿ الْقُرْآنُ ﴾ مع التعريف والتنكير حيث وقع، وقد قيل: إن اشتقاقه على هذه القراءة من قرن وذلك ضعيف، وقرأ الحسن وعيسى الثقفي والزهري وأبو عبد الرحمن السلمي وأبوحيوة "فَلِيَصُمْه" بتحريك اللام، وكذلك قرؤوا لام الأمر في جميع القرآن على أصلها الذي هو الكسر، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع ويحيى بن وثاب وابن هرمز وعيسى بن عمر "اليُسُر" و"العسُر" بضم السين، والجمهور: بسكونه، وقرأ أبو بكر عن عصام وأبو عمرو في بعض ما روي عنه "ولتكمّلوا" بتشديد الميم، وقد روي عنهما التخفيف كالجماعة[8].

 

المطلب الثالث: المعنى الإجمالي للآية الجليلة.

يعتبر تفسير أبي بكر الجزائري من أهم التفاسير التي يرجع إليها في المعاني الإجمالية, يقول -سدد الله خطاه على طريق الحق-:

"لما ذكر تعالى أنه كتب على أمة الإِسلام الصيام في الآية السابقة وأنه أيام معدودات بينّ في هذه الآية أن المراد من الأيام المعدودات أيام شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هادياً وموضحاً طرق الهداية، وفارقاً بين الحق والباطل، فقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ ﴾ يريد شهر رمضان ومعنى شهد كان حاضرًا غير مسافر لما أعلن عن رؤية هلال رمضان، فليصمه على سبيل الوجوب إن كان مكلفًا.

 

ثم ذكر عذر المرض والسفر، وأن على من أفطر بهما قضاء ما أفطر بعدده واخبر تعالى أنه يريد بالإِذن في الإِفطار للمريض والمسافر اليسر بالأمة ولا يريد بها العسر فله الحمد وله المنة فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾.

 

ثم علل تعالى للقضاء بقوله ولتكملوا العدة أي عدة أيام رمضان هذا أولًا وثانيًا لتكبروا الله على ما هداكم عندما تكملون الصيام برؤية هلال شوال وأخيراً ليعدكم بالصيام والذكر للشكر وقال عز وجل ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ "[9].

 

 

المطلب الرابع: التفسير التحليلي للآية المباركة:

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

يمدح تعالى شهرَ الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه، وكما اختصه بذلك، قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء.

 

قال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله:

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عمْران أبو العوام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة -يعني ابن الأسقع-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صُحُف إبراهيم في أول ليلة من رمضان. وأنزلت التوراة لسِتٍّ مَضَين من رمضان، والإنجيل لثلاث عَشَرَةَ خلت من رمضان وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان".

 

أما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل -فنزل كل منها على النبي الذي أنزل عليه جملة واحدة، وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا، وكان ذلك في شهر رمضان، في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ , وقال: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾، ثم نزل بعدُ مفرّقًا بحسب الوقائع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم. هكذا روي من غير وجه، عن ابن عباس، كما قال إسرائيل، عن السّدي، عن محمد بن أبي المجالد عن مِقْسَم، عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: وقع في قلبي الشك من قول الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ وقوله: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ وقوله: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وقد أنزل في شوال، وفي ذي القعدة، وفي ذي الحجة، وفي المحرم، وصفر، وشهر ربيع, فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان، في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم ترتيلًا في الشهور والأيام. رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه، وهذا لفظه[10].

 

قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ لم يبين هنا: هل أنزل في الليل منه أو النهار؟ ولكنه بين في غير هذا الموضع أنه أنزل في ليلة القدر من رمضان وذلك في قوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾, لأن الليلة المباركة هي ليلة القدر على التحقيق وفي معنى إنزاله وجهان: الأول: أنه أنزل فيها جملة إلى السماء الدنيا، كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما.

 

والثاني: أن معنى إنزاله فيها ابتداء نزوله كما قال به بعضهم[11].

 

وقوله: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه ﴿ وَبَيِّنَاتٍ ﴾ أي: ودلائل وحُجَج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبَّرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال، والرشد المخالف للغي، ومفرقًا بين الحق والباطل، والحلال، والحرام[12].

 

وقوله: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ هذا إيجاب حَتْمٍ على من شهد استهلال الشهر أي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان، وهو صحيح في بدنه أن يصوم لا محالة ونَسَخت هذه الآية الإباحة المتقدمة لمن كان صحيحًا مقيما أن يفطر ويفدي بإطعام مسكين عن كل يوم، كما تقدم بيانه. ولما حتَّم الصيام أعاد ذكر الرخصة للمريض وللمسافر في الإفطار، بشرط القضاء فقال: ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ معناه: ومن كان به مرض في بدنه يَشُقّ عليه الصيام معه، أو يؤذيه أو كان على سفر أي في حال سفر -فله أن يفطر، فإذا أفطر فعليه بعدة ما أفطره في السفر من الأيام؛ ولهذا قال: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ أي: إنما رخَّصَ لكم في الفطر في حال المرض وفي السفر، مع تحتمه في حق المقيم الصحيح، تيسيرًا عليكم ورحمة بكم[13].

 

ومعنى قوله: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ﴾ أي: إنما أرْخَصَ لكم في الإفطار للمرض والسفر ونحوهما من الأعذار لإرادته بكم اليسر، وإنما أمركم بالقضاء لتكملوا عدّة شهركم.

 

وقوله: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم، كما قال:﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾, وقال: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾، ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾, وقال: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾؛ ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح، والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات.

 

وقال ابن عباس:

ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير؛ ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إلى وجوبه في عيد الفطر؛ لظاهر الأمر في قوله ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ وفي مقابلَته مذهبُ أبي حنيفة -رحمه الله -أنه لا يُشْرَع التكبير في عيد الفطر. والباقون على استحبابه، على اختلاف في تفاصيل بعض الفروع بينهم.

 

وقوله: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ أي: إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه، وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك[14].

 

المبحث الثاني: الأحكام الواردة في الآية:

المطلب الأول: التعريف ببعض المصطلحات.

أولًا: التعريف بعلم التنجيم:

التعريف اللغوي:

التنجيم: مصدر الفعل نجّم، وهو مأخوذ من النَّجْم، وهو: الكوكب، وهو اسم علم على الثريا, ونجّم وتنجّم: إذا راعى النجوم من سهر, والمنجّم والمتنجّم: الذي ينظر في النجوم يحسب مواقيتها وسيرها[15].

 

التعريف الاصطلاحي:

وعرفه البغوي والخطابي بأنه: (هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع، وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغيرّ الأسعار وما كان في معانيها من الأمور، يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها، وباجتماعها واقترانها، ويدَّعون لها تأثيراً في السفليات وأنها تتصرف على أحكامها وتجري على قضايا موجباتها)[16].

 

وعرفه ابن تيمية بأنه هو: (الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية كما يزعمون)[17].

 

وعرفه ابن خلدون في "مقدمته" فقال: (ما يزعمه أصحاب هذه الصناعة من أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات العنصرية مفردة ومجتمعة، فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية) [18].

 

ولعل تعريف ابن خلدون وابن تيمية هما التعريفان الأشملان, كما ذكر ذلك الدكتور المشعبي في كتابه التنجيم والمنجمون[19].

 

ثانيًا: التعريف بعلم الفلك ومنازل القمر:

المنزلة كناية عن الفضاء الذي بين الكواكب، لا أنها نفس الكواكب، وإنما الكواكب حدود لها[20].

 

ومنازل القمر ثمان وعشرون منزلة[21]، قد أشار الله إليها بقوله: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، أما الشمس فتقطع كل منزلة في ثلاثة عشر يوماً تقريباً إلا الجهبة فتقطعها في أربعة عشر يوما، لذلك فإن سقوط كل نجم من هذه بعد ثلاثة عشر يوماً خلا الجهبة فسقوطها بعد أربعة عشر يوماً، حيث تنقضي السنة بانقضاء سقوط النجوم كلها، وما من نجم يسقط إلا ويطلع رقيبه في الوقت نفسه الذي يسقط فيه، فمن حين سقوطه إلى سقوط التالي له هو نوؤه، وذلك ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما، فمثلاً إذا سقط الشرطان طلع الإكليل في ساعته فمن حين سقوط الشرطان إلى سقوط الإكليل هو نوء الشرطان ... وهكذا في بقية المنازل, وقد كانت العرب تدعي نسبة ما يحدث في هذه المدة من مطر أو ريح أو برد أو حر إلى النجم الساقط، وقيل: إلى الطالع2، وكل منزلة من المنازل التي ذكرتها آنفاً لها نوء، ولكنها تختلف عندهم، فبعضها أحمد و أغزر، كنوء الثريا، ويجعلونها إناثاً، وذوات نتاج، ويجعلون مالا نتاج له ذكراً، ومنحوساً[22].

 

ثالثًا: التعريف بالحساب الفلكي:

إن علم الفلك هو ذلك العلم الذي يبحث عن أحوال الأجرام السماوية، أو هو العلم الذي يدرس ما في السماء من نجوم وكواكب, وبعدها عن بعضها وعلاقة بعضها ببعض. وكان يطلق عليه قديمًا علم الهيئة، ولا فرق بين الاثنين.

 

أما الحساب الفلكي فهو معرفة مسارات النجوم والكواكب، وعد أيام سيرها، ومعرفة مواقيت سيرها، وغيابها وظهورها[23].

 

المطلب الثاني: الأحكام الإجمالية وذكر المسائل التي شملتها الآية عمومًا.

ذكر العلماء أحكامًا ومسائل كثيرة في تفسير هذه الآية المباركة؛ هذه أهمها:

1- اختلف في هل يقال رمضان منفردًا من غير أن يضاف إلى شهر, فكره إفراده مجاهد وقال: ما يدريكم أن يكون اسمًا من أسماء الله تعالى, قال الله شهر رمضان فقولوا شهر رمضان, واستندوا في ذلك إلى حديث ضعيف[24], والصحيح جواز إطلاق التسمية منفردة لورود آثار صحيحة في ذلك, نذكر منها هذا الحديث: روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"[25].

 

2- اختلفوا في ثبوت هلال رمضان برؤية الواحد, ومنشأ الخلاف راجع إلى أن من اعتبر الرؤية من قبيل الأخبار أجاز ثبوت الهلال برؤية الواحد, ومن اعتبرها من قبيل الشهادة اشترط شاهدي عدل ولم يجز رؤية الواحد في ثبوت هلال الشهر.

 

فقال مالك: لا يقبل فيه شهادة الواحد لأنها شهادة على هلال فلا يقبل فيها أقل من اثنين، وقال الشافعي وأبو حنيفة: يقبل الواحد، لما رواه أبو داود عن ابن عمر قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت به رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه, وأخرجه الدارقطني وقال: تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب وهو ثقة, روى الدارقطني "أن رجلًا شهد عند علي بن أبي طالب على رؤية هلال رمضان فصام، أحسبه قال: وأمر الناس أن يصوموا، وقال : أصوم يومًا من شعبان أحب إلى من أن أفطر يومًا من رمضان.

 

قال الشافعي: فإن لم تر العامة هلال شهر رمضان ورآه رجل عدل رأيت أن أقبله للأثر والاحتياط, وقال أيضا بعد: لا يجوز على رمضان إلا شاهدان, قال الشافعي وقال بعض أصحابنا: "لا أقبل عليه إلا شاهدين، وهو القياس على كل مغيب".

 

وقال ابن العربي: وقد اختلف العلماء في وجه الخبر عنه؛ فمنهم من قال: يجزي فيه خبر الواحد كالصلاة قاله أبو ثور؛ ومنهم من أجراه مجرى الشهادة في سائر الحقوق قاله مالك؛ ومنهم من أجرى أوله مجرى الإخبار وأجرى آخره مجرى الشهادة، وهو الشافعي؛ وهذا تحكم ولا عذر له في الاحتياط للعبادة، فإنه يحتاط لدخولها كما يحتاط لخروجها، والاحتياط لدخولها ألا تلزم إلا بيقين.

 

وأما أبو ثور فاستظهر بما روي عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبصرت الهلال الليلة، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ قال: نعم قال: يا بلال؛ أذن في الناس فليصوموا غدًا" خرجه النسائي والترمذي وأبو داود[26].

 

3- واختلفوا في من رأى الهلال وحده هل يصوم ويفطر أو لا يصوم ولا يفطر, فذهب قوم إلى أنه يصوم ويفطر وبهذا قال الشافعي الليث بن سعد وأحمد بن حنبل, وكذا قال ابن المنذر: يصوم ويفطر؛ وذهب آخرون إلى المنع من ذلك وبه قال عطاء وإسحاق, وذهب مالك إلى أنه يصوم ولا يفطر احتياطًا.

 

أما ابن العربي فقد نقل أنه لا خلاف في صيام الرائي, قال -رحمه الله تعالى-: "لا خلاف أنه يصومه من رآه"[27].

 

لكن كلامه فيه نظر لما سبق من نقل الخلاف في المسألة, والله أعلم.

 

4- واختلفوا في من أخبر برؤية الهلال: هل يلزمه الصيام أم لا؟ قال ابن العربي: يلزمه الصوم؛ لأن رؤيته قد تكون لمحة، فلو وقف صوم كل واحد على رؤيته لكان ذلك سببا لإسقاطه، إذ لا يمكن كل أحد أن يراه وقت طلوعه، وإن وقت الصلاة الذي يشترك في دركه كل أحد ويمتد أمده يعلم بخبر المؤذن، فكيف الهلال الذي يخفى أمره ويقصر أمده[28].

 

5- اختلفوا في اختلاف المطالع على قولين, فذهب قوم إلى القول بوحدة المطالع, وذهب آخرون إلى القول باختلافها, وسيأتي بيان ذلك في المطلب الثالث إن شاء الله تعالى.

 

6- نزول القرآن كان جملة واحدة في شهر رمضان، قال الجزائري:" ﴿ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾: هذه آية فضله على غيره من سائر الشهور حيث أنزل فيه القرآن وذلك في ليلة القدر منه لآية ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ وآية ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾, أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزل نجماً بعد نجم، وابتدئ نزوله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  في رمضان أيضًا"[29].

 

7- واختلفوا عند قوله تعالى: شهد منكم, هل هي للمقيم أم للمسافر؟ بمعنى: هل الصوم واجب على من رأى الهلال وهو مقيم إذا أراد السفر وكذلك المسافر إذا رآه.

 

فقال علي بن أبي طالب وابن عباس وسويد بن غفلة وعائشة - أربعة من الصحابة - وأبو مجلز لاحق بن حميد وعبيدة السلماني: "من شهد أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله في بلده وأهله فليكمل صيامه، سافر بعد ذلك أو أقام، وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر" والمعنى عندهم: من أدركه رمضان مسافرًا أفطر وعليه عدة من أيام أخر، ومن أدركه حاضرًا فليصمه, وقال جمهور الأمة: من شهد أول الشهر وآخره فليصم ما دام مقيمًا، فإن سافر أفطر، وهذا هو الصحيح وعليه تدل الأخبار الثابتة, وقد ترجم البخاري - رحمه اللّه - ردًا على القول الأول "باب إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر" وروى حديث ابن عباس أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم- خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس[30].

 

وقال ابن العربي المالكي[31]: فيه قولان:

الأول: من شهد منكم الشهر، وهو مقيم، ثم سافر لزمه الصوم في بقيته قاله ابن عباس، وعائشة.

 

الثاني: من شهد منكم الشهر فليصم منه ما شهد وليفطر ما سافر وقد سقط القول الأول بالإجماع من المسلمين كلهم على الثاني، وكيف يصح أن يقول ربنا سبحانه: فمن شهد منكم الشهر فليصم منه ما لم يشهد وقد روي "أن النبي صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان فصام حتى بلغ الكديد، فأفطر وأفطر المسلمون"[32].

 

8- واختلفوا أيضًا في حال من إذا صام ثم سافر؛ هل يجوز له الفطر أم لا؟ ثم إذا أفطر هل عليه الكفارة أم لا؟

قال ابن العربي: "فإن أفطر قال مالك: لا كفارة عليه؛ لأن السفر عذر طرأ، فكان كالمرض يطرأ عليه, وقال غيره: عليه الكفارة، وبه أقول؛ لأن العذر طرأ بعد لزوم العبادة، ويخالف المرض والحيض، لأن المرض يبيح له الفطر يحرم عليه الصوم، والسفر لا يبيح له ذلك؛ فوجبت عليه الكفارة لهتك حرمته"[33].

 

المطلب الثالث: العمل بالحساب الفلكي وأقوال العلماء فيه.

ولعل هذا المطلب نطيل فيه النفس قليلًا, فأقول مستعينًا بالله:

مسألة العمل بالحساب الفلكي لإثبات أوائل الشهور القمرية, وبناء العبادات الوقتية عليها مسألة قديمة طرحت من بعض الشافعية ونسبت إلى الإمام الشافعي, وقد شاع كثيرا هذا القول بين أوساط المجتمع الإسلامي المعاصر, المتفتح على التكنولوجيا الحديثة وأنواع العلوم الكونية الباهرة؛ حتى صار الناس يطالبون بالاعتماد الكلّي على هذه الحسابات والتقاويم الفلكية.

 

فمتى نشأ القول بالعمل بالحساب الفلكي في إثبات أوائل وأواخر الشهور القمرية؟ ومن هم العلماء القائلون بذلك؟ ومن هم المانعون؟ وهل الرؤية بالعين المجردة في مراقبة الهلال هي الوسيلة الوحيدة لإثبات دخول الشهر القمري أم أن الوسائل الحديثة كالتلسكوب وغيره يقوم مقامها؟ وهل يمكن أن نجمع بين الأقوال في المسألة بقاعدة التمييز بين الهدف الثابت والوسيلة المتغيرة؟ وهل يمكن توحيد المطالع بين بلاد المسلمين جمعا للكلمة ونبذا للفرقة كما يقال؟ وهل اختلاف المطالع كان أمرا تعبديا أم لقلّة العلم وضعف أو غياب شبكة الاتصال في ذلك الوقت؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي نحاول أن نجيب عنها من خلال بحثنا هذا إن شاء الله تعالى؛ والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

إن القول بجواز الاعتماد على الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر وخروجه نشأ قديمًا, وقد قال به الإمام مطرف بن عبد الله الشخير[34], وتبعه الإمام أبو العباس بن سريج الشافعي[35], واختاره القاضي أبو الطيب أيضا[36].

 

قال النووي - رحمه الله تعالى - عند شرحه لحديث "فإن غم عليكم فاقدروا له" : "واختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : فإن غم عليكم فاقدروا له فقال أحمد بن حنبل وطائفة قليلة معناه: ضيقوا له وقدروه تحت السحاب، وقال مطرف بن عبد الله وأبو العباس بن سريج وابن قتيبة وآخرون: معناه قدروه بحساب المنازل، وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف: معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما"[37].

 

أقوال العلماء في العمل بالحساب الفلكي:

المجيزون:

وقد نُسب هذا القول أيضا - أي: بالإضافة إلى مطرف وابن سريج - إلى الإمام الشافعي, وقال به الإمام السبكي تقي الدين (ت:756هـ), وقلت نُسب لأن العلماء أنكروا مثل هذا القول عن الشافعي, وكل الأئمة السابق ذكرهم, بل أثبتوا عكسه.

 

قال ابن عبد البر عن الشافعي - رحمة الله عليهما -: " لذي عندنا في كتبه أنه لا يصح اعتقاد رمضان إلا برؤية فاشية أو شهادة عادلة أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً"[38].

 

وقال ابن العربي: "وقد زل أيضا بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب, وهي عثرة لا لعًا لها[39].

 

ونفى الحافظ ابن حجر عن الشافعي - بعد أن ذكر أن ابن سريج نقل هذا القول عن الشافعي -: صحة هذا القول عن مطرف وقال عن ابن قتيبة إنه لا يعول عليه في مثل هذا لأنه ليس من أهل الشأن حيث قال: "قوله: "فاقدروا له" تقدم أن للعلماء فيه تأويلين، وذهب آخرون إلى تأويل ثالث، قالوا: معناه فاقدروه بحساب المنازل. قاله أبو العباس بن سريج من الشافعية ومطرف بن عبد الله من التابعين وابن قتيبة من المحدثين.

 

قال ابن عبد البر: لا يصح عن مطرف، وأما ابن قتيبة فليس هو ممن يعرج عليه في مثل هذا.

 

قال: ونقل ابن خويز منداد عن الشافعي مسألة ابن سريج والمعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور، ونقل ابن العربي عن ابن سريج أن قوله: "فاقدروا له" خطاب لمن خصه الله بهذا العلم، وأن قوله: "فأكملوا العدة" خطاب للعامة.

 

قال ابن العربي: فصار وجوب رمضان عنده مختلف الحال يجب على قوم بحساب الشمس والقمر وعلى آخرين بحساب العدد، قال: وهذا بعيد عن النبلاء.

 

وقال ابن الصلاح: معرفة منازل القمر هي معرفة سير الأهلة، وأما معرفة الحساب فأمر دقيق يختص بمعرفته الآحاد، قال: فمعرفة منازل القمر تدرك بأمر محسوس يدركه من يراقب النجوم، وهذا هو الذي أراده ابن سريج وقال به في حق العارف بها في خاصة نفسه.

 

ونقل الروياني عنه أنه لم يقل بوجوب ذلك عليه وإنما قال بجوازه، وهو اختيار القفال وأبي الطيب، وأما أبو إسحاق في "المهذب" فنقل عن ابن سريج لزوم الصوم في هذه الصورة فتعددت الآراء في هذه المسألة..."[40].

 

وخلاصة ما سبق أن الأئمة لم يثبت عنهم القول بجواز الاعتماد عن الحساب؛ وتقدير منازل القمر في إثبات الشهور القمرية, إلا ابن سريج وبعض من تبعه كأبي الطيب والقفال؛ فإنهم قالوا بذلك في حق الحاسب والمُقدِّر عند الإغمام, وهو على سبيل الجواز لا على سبيل الوجوب.

 

وممن أخذ بهذا القول من المعاصرين أحمد شاكر, وعبد الله بن منيع[41], ومصطفى الزرقا[42], والقرضاوي[43], وكثير من الباحثين, وأدلتهم في ذلك هي:

1- استدلالهم بحديث: "فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له" وقالوا بأنه صريح في القول بالحساب وتقدير المنازل.

 

ويجاب عليهم بأنه وردت روايات في معنى اقدروا له أي أتموا العدة ثلاثين يومًا.

 

2- قوله تعالى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ [الرحمن : 5], وكذا قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس : 5], وقال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴾ [الإسراء : 12], حيث أن الله تعالى حث عباده وشرع لهم الاعتماد على هذين الكوكبين في حساب وعد الشهور وعدد السنين.

 

ويجاب على هذا بأن معنى قوله تعالى في الآيات البينات هو اتخاذ هذه الكواكب لمعرفة الحساب الذي تحسب به الأعمار والأوقات والآجال.

 

قال القرطبي: "وقال ابن عباس وقتادة وأبو مالك: يجريان بحساب معلوم في منازل لايعدوانها ولا يحيدان عنها، وقال ابن زيد وكيسان يعني: أن بهما تحسب الأوقات والآجال والأعمار، ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب شيئاً لو كان الدهر كله ليلاً أو نهاراً، وقال السدي: بحسبان تقدير آجالهما، أي تجري بآجال كآجال الناس، فإذا جاء أجلهما هلكا، نظيره: ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾، وقال الضحاك: بقدر، وقال مجاهد: بحسبان كحسبان الرحى، يعني قطباها يدوران في مثل القطب"[44].

 

وعلى قول من قال أن المعنى: إن الشمس والقمر يجريان بحساب معلوم في منازل لا يعدوانها ولا يحيدان عنها، حتى على هذا القول، ما علاقة ذلك برؤية الهلال وإثبات الشهر؟ هل كون الشمس والقمر يجريان بحساب معلوم فيه دلالة على جواز - فضلًا عن وجوب - الأخذ بالحساب في إثبات الشهر القمر؟

 

نحن نعلم علم اليقين أن كل ما في هذا الكون لا يسير ولا يتحرك ولا يسكن إلا بتقدير من الله الحكيم العليم، فالله أخبرنا أن كل أمر يحصل إنما يحصل بتقديره، والله الذي أخبرنا عن ذلك هو الذي أمرنا أن نطيع رسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال : "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ"[45].


3- حديث: "إنّا أُمَّةٌ أُمِّيةٌ لا نَكتُبُ ولا نَحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا, يَعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ ومرَّةً ثلاثين"[46], قالوا: إن الأمية التي هي عدم الكتابة وعدم الحساب قد ارتفعت وبهذا فإنه يجوز العمل بالحساب لأنه قد انتشر بين الناس اليوم.

 

ويجاب على هذا بأن يقال: إنه قد عُلم في اللسان أن بساط المقال كبساط الحال له تأثير في الأحكام، كما عُلم في مسائل من الإيمان والنذور والطلاق، فقوله-صلى الله عليه وسلم- : "إنّا أُمَّةٌ أُمِّيةٌ لا نَكتُبُ ولا نَحسُبُ" قرنه بقوله "الشهرُ هكذا..." أي مرة [30] ومرة [29]، فهو خبر من النبي-صلى الله عليه وسلم -لأمته أنها لا تحتاج في أمر الهلال إلى كتاب ولا حساب، إذ هو إما [30] يومًا أو [29] يومًا ومرد معرفته بالرؤية للهلال أو بالإكمال، كما في الأحاديث المتقدمة المشعرة بالحصر في هذين السبيلين لا بكتاب ولا بحساب، وهذا الظاهر في خبرية النص هو الذي يتفق مع الحقائق الشرعية والدلائل النصية من الأحاديث السابقة، إذن فيتعين إبقاء النص على ظاهره في الخبرية ولا يصرف عنها إلى العلية إلا بدليل، وصرفه يؤدي إلى تعارض النصوص كما هو بين.

 

ثم إنه قد سبق في علم الله أن علم الفلك سوف يتطور، وسوف يصل إلى ما وصل إليه الآن، فإن الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، ومع ذلك لم يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يخبر أمته أنهم إذا وصلوا إلى درجة من علم الفلك عالية أنه بإمكانهم أن يُثبتوا دخول الشهر بالحساب، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يدع مجالًا لذلك، وحصر الأسباب التي يثبت بها الشهر في الرؤية والإكمال فقط، وقد أوتي عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم[47].

 

4- أن كلا من الحساب والرؤية المجردة وسيلتان تؤديان إلى غاية واحدة وهي ثبوت الهلال, فالعبرة بثبوت الهلال لا بتنوع الوسيلة, وهذا جريا على قاعدة: التمييز بين الهدف الثابت والوسيلة المتغيرة.

 

ويجاب على هذا أيضا فيقال: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر ثبوت دخول الشهر بالرؤية المجردة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : "لاَ تُقَدِّمُوا الشَّهْرَ حتى تَرَوْا الهِلاَلَ أوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثُمَّ صُومُوا حتى تَرَوْا الهِلاَلَ أوْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ"، وحصر دخول الشهر برؤية الهلال لا يعني أن الرؤية مجرد وسيلة، بل يفيد منع أي طريقة أخرى غير الرؤية لثبوت الشهر، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أوتي جوامع الكلم، فلو أراد أن الرؤية مجرد وسيلة لاتضح ذلك من كلامه جليًا، كأن يقول: إذا دخل الشهر فصوموا، أو إذا ثبت عندكم دخول الشهر فصوموا، كما بُين ذلك في أوقات الصلوات ، فقد بُين أن وقت المغرب - مثلًا- يدخل بغروب الشمس، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم أن الشمس غربت فصلوا، فكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد علق دخول الشهر برؤية الهلال بلفظ يفيد منع طريق آخر غيره وهو - صلى الله عليه وسلم - أوتي جوامع الكلم، كل ذلك يرد دعوى أن رؤية الهلال مجرد وسيلة لدخول الشهر.

 

5- قياس إثبات أوائل الشهور القمرية بالحساب على إثبات أوقات الصلوات بالحساب، فإن الصلاة أصبحت الآن في جميع بقاع الأرض تعتمد على الحساب فقط، ولم نرَ من بين علماء المسلمين من يتمسك منهم برؤية الشمس الرؤية البصرية ليرى علامات دخول أوقات الصلاة ويرفض الاعتماد على الحساب، فإذا كانت علامات الصلاة قد تحولت الآن إلى أزمنة محسوبة وأقرها جميع علماء المسلمين دون أدنى اعتراض من أي عالم منهم، فما الذي يمنع من تطبيق ذلك في تعيين أوائل الشهور العربية.

 

ورُد عليهم بأن هذا قياس باطل من أصله؛ لأن المقيس عليه لم يثبت بنص وهو مختلف فيه، وليس صحيح ما ذُكر من الإجماع عليه ، فهو غير ثابت بنص ولا إجماع ، وثبوته بنص أو اتفاق الخصمين شرط للأصل المقيس عليه، وشرط ثان ٍ أن يكون الحكم في المقيس عليه معقول المعنى كتحريم الخمر، أما إن كان تعبدياً كأوقات الصلوات وأعداد الركعات فلا يقاس عليه؛ لأن ما لا يعقل معناه لا يمكن تعدية حكمه إلى محل آخر.

 

وعلى التسليم ، فهو قياس فيه قادحان من قوادح القياس هما:

1- فساد الاعتبار؛ لمخالفة القياس لصرائح النصوص المشعرة بالحصر في نصب الشارع الرؤية سبباً للحكم بأول الشهر.

 

2- وهو كذلك قياس مع الفارق، ذلك أن المشرع أناط الصلاة بوجود العلامة لوقتها، فنفس الوقت هو سبب الصلاة، فمن علم السبب بأي طريق كان لزمه حكمه، فلذلك اعتبر الحساب المفيد للقطع في أوقات الصلوات، وأما الأهلة فلم ينصب الشرع خروجها سبباً للصوم، بل جعل رؤية الهلال هي السبب، فإذا لم تحصل الرؤية لم يحصل السبب الشرعي فلا يثبت الحكم، ويدل على أن الشرع لم ينصب نفس خروج الهلال سبباً للصوم قوله صلى الله عليه وسلم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ"، ولم يقل لخروجه كما قال تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾، فإن لم تكن رؤية رُد إلى الإكمال الذي يباري الرؤية في الإهلال، ولم يتعرض لخروج الهلال.

 

6- القياس على المحبوس في المطمورة؛ وذلك لوجود الاتفاق على أن المحبوس في المطمورة إذا علم بالحساب بإكمال العدة، أو بالاجتهاد بالأمارات أن اليوم من رمضان وجب عليه الصوم وإن لم يرَ الهلال، ولا أخبره من راءه ، فكذلك إذا علمنا بالحساب أن اليوم من رمضان وجب علينا الصوم وإن لم نره ولا أخبرنا من رآه.

 

الجواب عن هذا الدليل: هذا قياس باطل من أصله كذلك؛ لأن المقيس عليه هنا لم يثبت بنص ولا اتفاق، ومن شرط القياس توفر ذلك، وهو هنا مفقود فهو ملغي من أصله[48].

 

ثم هو على التسليم مقدوح فيه بقادحين من قوادح القياس هي:

• فساد الاعتبار؛ لمخالفة القياس لصرائح النصوص المشعرة بالحصر في نصب الشارع الرؤية سبباً للحكم بأول الشهر.

 

• وهو كذلك قياس مع الفارق؛ إذ المحبوس معذور، فيجب عليه الاجتهاد في دخول الوقت فإن انكشف له غلط قضى[49].

 

المانعون:

ومنع هذا جمهور العلماء, بل نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وابن المنذر وابن عابدين ، وابن رشد، وغيرهم، وهو قول جمهور المعاصرين.

 

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "ولهذا ما زال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك -أي إلى العمل بالحساب- قد أدخل في الإسلام ما ليس منه فيقابلون هذه الأقوال بالإنكار الذي يقابل به أهل البدع وهؤلاء الذين ابتدعوا فيه ما يشبه بدع أهل الكتاب والصابئة أنواع: قوم منتسبة إلى الشيعة من الإسماعيلية وغيرهم يقولون بالعدد دون الرؤية ومبدأ خروج هذه البدعة من الكوفة..."[50]

 

إلى أن قال: "ولما كان الغالب على شهور العام أن الأول ثلاثون والثاني تسعة وعشرون كان جميع أنواع هذا الحساب والكتاب مبنية على أن الشهر الأول ثلاثون والثاني تسعة وعشرون, والسنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون, ويحتاجون أن يكتبوا في كل عدة من السنين زيادة يوم تصير فيه السنة ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوما يزيدونه في ذي الحجة مثلا فهذا أصل عدتهم، وهذا القدر موافق في أكثر الأوقات؛ لأن الغالب على الشهور هكذا ولكنه غير مطرد فقد يتوالى شهران وثلاثة وأكثر ثلاثين وقد يتوالى شهران وثلاثة وأكثر تسعة وعشرين فينتقض كتابهم وحسابهم ويفسد دينهم الذي ليس بقيم وهذا من الأسباب الموجبة لئلا يعمل بالكتاب والحساب في الأهلة.

 

فهذه طريقة هؤلاء المبتدعة المارقين الخارجين عن شريعة الإسلام الذين يحسبون ذلك الشهر بما قبله من الشهور إما في جميع السنين أو بعضها ويكتبون ذلك"[51].

 

أجمع المسلمون على أنه لا اعتماد في دخول الشهر وخروجه على الحساب الفلكي، وقد حكى الإجماع ابن المنذر، وشيخ الإسلام ابن تيمية وأبو الوليد الباجي، والقرطبي، وابن عابدين، وغيرهم[52].

 

وقال: "إنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه لا يرى، لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلا ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دلّ على الرؤية صام وإلا فلا, وهذا القول وإن كان مقيدا بالإغمام ومختصا بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه, فأما اتّباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم", بل قد اشتد رحمه الله على من يقول باعتماد الحساب في الأهلة وشنع عليه، وقال: "فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم، بل يكون اتبع غير سبيل المؤمنين"[53].

 

وقال ابن المنذر: "قوله (ولا عبرة بقول المؤقتين) أي في وجوب الصوم على الناس بل في المعراج لا يعتبر قولهم بالإجماع ولا يجوز للمنجم أن يعمل بحساب نفسه"[54].

 

... إلى غير ذلك من أقوال أهل العلم.

 

واستدلوا في ذلك بأدلة:

1- قول تعالى : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾

قال الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله - : "والمراد بالشهود رؤية الهلال كما هو المتبادر، وبه فسره أهل العلم العارفون بمدلول لغة القرآن وهم القدوة في ذلك لا من خالف إجماع السلف".

 

وممن ذكر أن المراد بالرؤية في الحديث الرؤية البصرية الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - حيث قال بعد ذكر أن دعوى أن الرؤية في الحديث هي الرؤية العلمية دعوى مردودة: "لأن الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد فكانت بصرية لا علمية"[55].

 

وأجيب على هذا بأن الفعل شهد له أربعة معان في اللغة العربية؛ فيأتي بمعنى: (أخبر)، مثل: شهد عند الحاكم, وبمعنى (اطلع على الأمر وعاينه)، مثل: شهدت فلاناً يصلي في المصلى, ويأتي بمعنى (حضر)، مثل: شهدنا العيد, وبمعنى (علم)، ومنه قوله تعالى ﴿ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ﴾.

 

وعليه فصوم رمضان وشهوده يصح بهذه المعاني الأربعة مجتمعة، كما يصح بواحد منها.

 

لكن الصحيح ما عليه الجمهور لأن الرؤية نوعان كما ذكر ابن فارس, حيث قال: "الراء والهمزة والياء أصل يدل على نظر وإبصار بعين أوبصيرة"[56].

 

2- حديث: "فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا".

فالشرع جعل علامة أول الشهر: الهلال لا غير، وأنه ليس لأول الشهر حد عام سواه.

 

3- حديث: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له".

وذلك أن الشرع حصر طرق ثبوت دخول الشهر بأحد طريقين لا ثالث لهما: رؤية الهلال أو إكمال الشهر، وإضافة طريقة ثالثة لثبوت دخول الشهر هو استدراك على الشارع الحكيم العليم، وقد قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

 

4- إجماع المسلمين على موجب هذه النصوص، وأنه لا اعتماد في دخول الشهر على الحساب الفلكي، وقد حكى الإجماع - كما سبق - شيخ الإسلام ابن تيمية وابن المنذر وابن عابدين، وغيرهم.

 

فكل من قال بغير هذا القول فهو مسبوق بإجماع المسلمين الذي لا تجوز مخالفته.

 

5- أن الشرع علق الأحكام التعبدية الشهرية على الأهلة بطريقي اليقين: الرؤية أو الإكمال وذلك لما يلي : لسهولته ، ويسر يقينيته, ولأنه لا يدخله الخطأ.

 

لأن كل نظام غيره الأصل فيه الخطأ، كالحساب فإنه مع عسره وندرة العارف به يدخله الخطأ كثيرًا.

 

6- أن اليقين في دخول الشهر يتحقق بأمر محسوس حقيقة أو حكما، حقيقة محسوسة بالإهلال، وفي حكم المحسوسة بالإكمال، وأنه بأمر لا مدخل للعباد فيه، بل هو سنة كونية ثابتة، وصاحب الشرع أشعر بحصر السبب فيهما ولم ينصب سببا سواهما.

 

ووجه التيقن بالإكمال: أنه استصحاب الأصل، إذ الأصل بقاء الشهر وكماله، فلا يترك هذا الأصل إلا ليقين، بناءا على أن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بمثله.

 

هذا وغير ذلك من الأدلة التي دلت على رجحان القول ببطلان العمل بالحساب الفلكي في إثبات الشهور القمرية, والله أعلم.

 

خاتمة


وأذكر فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج في هذا البحث الطويل الماتع, وهي:

• أن الحساب الفلكي هو غير التنجيم.

• أنه يصح إطلاق اسم رمضان مفردا من غير إضافته إلى لفظة: شهر.

• الصحيح في أقوال أهل العلم أنه يثبت رمضان برؤية الواحد إذا كان عدلًا.

• القول الحسن في من رأى الهلال وحده أنه يصوم ولا يفطر.

• القول الحسن أيضا في اختلاف المطالع هو اعتبارها.

• الصحيح في أقوال العلماء أننا متعبدون بالرؤية المجردة في إثبات الشهور.

• لا يمكن التنبؤ بعدد أيام الشهر القمري.

• أنه لا يجوز الاعتماد على الحساب الفلكي ومنازل القمر منفردة من غير اعتماد الرؤية المجردة في إثبات الشهور القمرية.

• أن الإجماع منعقد على عدم العمل بالحساب الفلكي, والقول بالجواز نقض للإجماع.

• أننا متعبدون بالرؤية المجردة لا بوجود القمر حقيقة في منزلته.

 

هذا ما تيسر جمعه وإيراده, وما أنسانيه الشيطان أكثر, وإلا فقد وقفت على درر كثيرة لم أستطع ذكرها كلها لضيق الوقت وكثرة الواجبات علينا, فأرجو المعذرة من أخي القارئ, وللمزيد من التفصيل يمكن الرجوع إلى المصادر والمراجع المعتمدة.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم.

2- الكتب الستة في تخريج الأحاديث.

3- أحكام القرآن, أبو بكر بن العربي المالكي (ت:543هـ), ت: محمد عبد القادر عطا, دار الكتب العلمية-بيروت, ط3, 1424هـ.

4- أحكام القرآن, الكيا هراسى, أبو الحسن على بن محمد, ت: موسى محمد على ـ عزت عبده عطية, دار الكتب العلمية -بيروت, 1405هـ.

5- أحكام القرآن، أبو بكر الرازي أحمد بن علي الجصاص الحنفي (ت: 370هـ), ت: عبد السلام محمد علي شاهين,  دار الكتب العلمية بيروت -, ط1، 1415هـ.

6- الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار, أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي, ت:سالم محمد عطا-محمد علي معوض, دار الكتب العلمية بيروت, 2000م.

7- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن, محمد الأمين الشنقيطي, دار الفكر بيروت - لبنان, 1415 هـ- 1995م.

8- أنوار البروق في أنواع الفروق, شهاب الدين القرافي المالكي, ت: علي جمعة محمد؛ ومحمد أحمد السراج, دار السلام القاهرة مصر, 1421هـ.

9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير, أبو بكر الجزائري, مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية, الطبعة الخامسة، 1424هـ/2003م.

10- بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار وبيان ما فيه من مفاسد ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية _ صلى الله عليه وسلم _ من ثلاثين وجهًا, وائِل بن عَلي الدسُوقي, ط2, 1429 هـ.

11- تفسير القرآن العظيم, ابن كثير, ت: سامي بن محمد سلامة, دار طيبة للنشر والتوزيع, الطبعة الثانية, 1420هـ - 1999 م.

12- التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام, عبد المجيد بن سالم المشعبي, أضواء السلف- الرياض، المملكة العربية السعودية, الطبعة الثانية، 1419هـ/ 1998م.

13- الجامع لأحكام القرآن, أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي, ت: هشام سمير البخاري, دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية,  1423 هـ/ 2003م.

14- حاشية رد المختار على الدر المختار, ابن عابدين, دار الفكر- بيروت - لبنان, 1421هـ - 2000م.

15- دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي, لفهد بن علي الحسون, المكتبة الشاملة - الإصدار الثالث.

16- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة, محمد ناصر الدين الألباني,  دار المعارف- الرياض - الممكلة العربية السعودية, الطبعة الأولى, 1412 هـ / 1992 م.

17- شرح السنة - للإمام البغوى, ت: شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش, المكتب الإسلامي - دمشق - بيروت, ط:2, 1403هـ - 1983م.

18- الصحاح؛ تاج اللغة وصحاح العربية, إسماعيل بن حماد الجوهري, دار العلم للملايين- بيروت, الطبعة الرابعة- يناير 1990م.

19- طبقات الشافعية: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة ت: عبد العليم خان, دار عالم الكتب - بيروت - ط:1, 1407 هـ.

20- فتح الباري شرح صحيح البخاري, أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني, ت: عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ ومحب الدين الخطيب, دار الفكر( مصور عن الطبعة السلفية ).

21- القاموس المحيط, محمد بن يعقوب الفيروز آبادي, ت: محمد نعيم العرقسوسي, دار الرسالة -بيروت -لبنان, الطبعة الثامنة, 1426 هـ.

22- لسان العرب, محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري, دار صادر - بيروت, الطبعة الأولى.

23- مجموع الفتاوى, أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، ت: أنور الباز - عامر الجزار, دار الوفاء, ط:3، 1426 هـ / 2005 م.

24- المجموع شرح المهذب, أبو زكريا محي الدين بن شرف النووي, ت: محمد نجيب المطيعي, دار الإرشاد -جدة- المملكة العربية السعودية7.

25- مجموع فتاوى ابن باز, جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.

26- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, ابن عطية الأندلسي, تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد, دار الكتب العلمية - لبنان - الطبعة : الأولى, 1413هـ ـ 1993م.

27- معجم مقاييس اللغة, أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا, ت: عبد السلام محمد هارون, دار الجيل- بيروت - لبنان,  1420هـ - 1999م.

28- المفردات في غريب القرآن, الراغب الأصبهاني, ت: محمد سيد كيلاني, دار المعرفة - لبنان.

29- مقالات حول الحساب الفلكي: وفيها أكثر من عشر مقالات: يوسف القرضاوي, مصطفى الزرقا, محمد بخيت المالكي, سمير بن خليل المالكي, جبر الدوسري, محمد الجهني, عبد الله بن منيع, أحمد الصويان, محمد بن إسماعيل المقدم, وحمود التويجري, مجلة السنة, العدد: 101, رمضان 1421 هـ. (المكتبة الشاملة الإصدار الثالث).

30- مقدمة ابن خلدون, عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي, دار القلم- بيروت, 1984.


[1] غريب القرآن للراغب الأصفهاني: ص: 269.

[2] المصدر نفسه: ص: 203.

[3]غريب القرآن للراغب الأصفهاني: ص: 68-69.

[4] المصدر السابق: ص: 538.

[5] المصدر نفسه: ص: 378.

[6] المصدر السابق: ص: 324.

[7] المصدر نفسه: ص: 265.

[8] المحرر الوجيز لابن عطية: (1 /255-256) بتصرف.

[9] أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري, (1/161).

[10] تفسير ابن كثير, (1 / 501).

[11] أضواء البيان للشنقيطي, (1/73-74).

[12] تفسير ابن كثير, (1 / 502).

[13] تفسير ابن كثير, (1/503).

[14] تفسير ابن كثير, (1/505).

[15] الصحاح في اللغة للجوهري: (6/317), ولسان العرب لابن منظور: (12/568), والقاموس المحيط للفيروز آبادي: ص: 1161.

[16] شرح السنة: (12/183).

[17] مجموع الفتاوى: (1/192).

[18] مقدمة ابن خلدون: ص: 519.

[19] التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام, لعبد المجيد المشعبي: ص:33-35, بتصرف يسير.

[20] سعود الطوالع: (2/100): نقلا عن التنجيم والمنجمون.

[21] وهي الشرطان، والبطين، والثريا، والدبران، والمقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرفة، والجهبة، والزبرة، والصرفة، والعواء، والسماك، والغفر، والباني، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، والفرع المقدم، والفرع المؤخر، والحوت. انظر: "الأنواء في مواسم العرب": ص16-18: نقلا عن التنجيم والمنجمون.

[22] التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام, ص: 163.

[23] دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي, لفهد بن علي الحسون: ص: 5.

[24] عن ابن عمر، وأبي هريرة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يقولن أحدكم صمت رمضان، وقمت رمضان، ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل العظام، ولكن قولوا: شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه"، والحديث ضعيف كما في السلسلة الضعيفة: (10/365) رقم 4820.

[25] صحيح البخاري, كتاب الصيام, باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعا, رقم 1799 , ومسلم في الصحيح كتاب الصيام, باب فضل شهر رمضان, رقم 1079 .

[26] أحكام القرآن لابن العربي - (1 / 155).

[27] المصدر نفسه (1 / 155).

[28] المصدر السابق (1 / 155).

[29] أيسر التفاسير للجزائري - (1 / 82).

[30] صحيح البخاري: كتاب الصيام, باب إذا صام أيام من رمضان ثم سافر, رقم 1842, ومسلم في الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر, رقم 1113.

[31] أحكام القرآن لابن العربي - (1 / 153).

[32] تقدم تخريجه في الصفحة السابقة.

[33] أحكام القرآن لابن العربي - (1 / 154).

[34] مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي العامري,الإمام، القدوة، الحجة، العامري، البصري، أخو يزيد وهانئ بن عبد الله الشخير, توفي سنة خمس وتسعين في أول خلافة الحجاج. سير أعلام النبلاء: (7 / 209).

[35] ابن سريج الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي قدوة الشافعية: عالم بالحديث والفقه ولم يكن يضاهى في عصره، توفي -رحمه الله تعالى - سنة ست وثلاث مئة؛ وله من العمر خمس وسبعون سنة. تذكرة الحفاظ للذهبي: (3 / 23- 24).

[36] طاهر بن عبد الله بن عمر الطبري، أبو الطيب: إمام جليل القدر، واسع العلم، شافعي المذهب، ولد بآمل، عاصمة طبرستان, ألف شرح مختصر المزني، وصنف في الخلاف والفقه والأصول والجدل. طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة(ت 851): (1/226).

[37] المجموع شرح المهذب: (6 / 276).

[38] الاستذكار: (3/278).

[39] أحكام القرآن لابن العربي: (1 / 118).

[40] الفتح: (4/122).

[41] لكن مما يجدر التنبيه عنه أن الشيخ أحمد شاكر نقل عنه أن ما ذكره في رسالته: إثبات أوائل الشهور القمرية؛ كان للتحفيز عن البحث في المسألة وإلا فإنه لم يتخذ ذلك مذهبًا له, يراجع: الحساب الفلكي لجبر الدوسري: ص: 23.

[42] لماذا الاختلاف في الحسلب الفلكي؟ ص: 1.

[43] في كتابه: الحساب الفلكي وإثبات أوائل الشهور.

[44] الجامع لأحكام القرآن: (17/153).

[45] الحساب الفلكي لجبر الدوسري, ص: 25.

[46] أخرجه أبو داود في سننه, كتاب الصيام, باب الشهر يكون تسعاً وعشرين (2320) ، والنسائي في سننه, كتاب الصيام, باب ذكر الاختلاف (2142) ، وأحمد في مسنده (6113).

[47]الحساب الفلكي لجبر الدوسري: ص: 28.

[48] وهذا الكلام ذكره جبر الدوسري نقلا عن المحقق الشيخ بكر أبو زيد قد ذكره في [مجلة مجمع الفقه الإسلامي] العدد الثالث لعام 1408هـ (2\829).

[49]وذكر هذا القادح الإمام القرافي في الفروق: ص: (2/224).

[50] مجموع الفتاوى: (25/179).

[51] المصدر السابق: (25/181).

[52] كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار - (1 / 13).

[53] مجموع الفتاوى: (25/132-133).

[54] حاشية ابن عابدين - (2 / 387).

[55] مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز: (15\111).

[56] معجم مقاييس اللغة: (2/472).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • إثبات الهلال بالحساب الفلكي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل العمل الصالح عند فساد الزمن والمداومة على العمل وإن قل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام: العمل الجماعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحساب الفلكي وشهر رمضان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة دوران الفلكي على ابن الكركي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • " جوجل " تحتفل بذكرى ميلاد الفلكي الشيعي نصير الدين الطوسي(مقالة - ملفات خاصة)
  • السرية في العمل(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • تطوير العمل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اترك أثرا صالحا (العمل اللازم والعمل المتعدي)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر على المجهود الطيب
جزائرية سنية - الجزائر 05-05-2015 12:25 AM

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وجعله الله في ميزان حسناتكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب