• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / تحميل مجلات ودوريات / الأعداد الكاملة لمجلة المنار / السنة الأولى
علامة باركود

فاتحة السنة الأولى للمنار ( WORD)

محمد رشيد رضا

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/2/2011 ميلادي - 3/3/1432 هجري

الزيارات: 13685

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فاتحة السنة الأولى للمنار


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصْطَفى، ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

 

أمَّا بعد:

فهذا صوتٌ صارخ بلسان عربي مبين، ونداءٌ حقٌّ يقرع مع سمع الناطق بالضَّاد مسامعَ جميع الشرقيِّين، يُنادي من مكانٍ قريب، يسمعه الشرقيُّ والغربي، ويطير به البخار فيتناوله التركي والفارسي.

 

يقول: أيُّها الشرقيُّ المستغرق في منامه، المُبتهج بلذيذ أحلامه، حَسْبك، حسبك! فقد تَجاوزت بنومك حدَّ الراحة، وكاد يكون إغماءً، أو موتًا زؤامًا، تنبَّه من رُقادك، وامسح النَّوم عن عينيك، وانظر إلى هذا العالَم الجديد، فقد بُدِّلت الأرض غير الأرض، ودخل الإنسان في طور آخر، خضع له به العالَمُ الكبير!

 

فهذه الجمادات تتكلَّم بغير لسان، وتَكتب من غير قلم ولا بَنان، والوحوش حُشِرَتْ مع الأنعام، والمراكب تجوب السُّهوب والفَيَافي، وتفترع الأعلام، بل طارت في الهواء تُسابق الرِّياح، وتساهم ذوات الجناح، واستولى أخوك المستيقِظُ على قُوَى الطَّبيعة، فقرَنَ بين الماء والنَّار، وولدهما البخار، واستخدم الكهرباءَ والنُّور، فاخترق بذلك الجِبال، واختبر أعماق البحار، وعرف مساحة الهواء، ونفذتْ أشعَّةُ بصَرِه الكثائف، ووصلَتْ أمواج صوته إلى كلِّ مكان سحيق، فقرَّب أبعاد الأرض، وجمع بين أقطارها، بل عرج بِهمَّته للقبة الفَلَكية، فعرَف الكواكب ومدارَها، ومادَّتَها ومقدارها.

 

حسْبُك حَسبك! هُبَّ من سُباتِك، واستيقظ من هُجوعك، فقد ولَّت حنادس الجهالة، وأشرقت شمس المعرفة، انظر وتأمَّل ماذا يفعل أخوك المستيقظ، يدكُّ الحصون والصياصي، ويقوض المعاقل والهياكل، وهو متَّكِئ على أريكته، ينظر إليها بالآلة المقرِّبة للبعيد، ويُقيم الحصون والأسوار، ويشيد البوارج والأبراج، ولا يتعب له عضل، ولا ينْدَى له جبين، ولا يَحتاج في أمثال هذه الأعمال العظيمة إلاَّ إلى إشارة لطيفة، وحركةٍ خفيفة، فالطبيعة تَخضع لإشارته، وتَسِير طوْعَ يَمينه، فيَتِم له كلُّ ما يريد، لا يهولنَّك ما تسمع، ولا يروعنَّك ما ترى، واعلم أن هذا العصر عصر العلم والعمل، فمَن علم وعمل ساد، ومَن جهل وكسل باد، ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: 29].

 

كانت العلوم الطبيعية على عهد أسلافك أفكارًا متضاربة، وآراءً متناقضة، وأقوالاً متعارضة، لَم تأتِ عن امتحانٍ وعمل، ولم يكَدْ يُبْنَى عليها عمل؛ ولذلك كثر ذامُّوها، وقلَّ مادِحُوها، وأمَّا في هذا العصر فليس العلم إلاَّ ما أثبَتَه العمل، أو بُنِيَ عليه عمل، فما لم يَحتفَّ به العملُ من قطريه، لا يعوَّل عليه، فالأعمال تنمِّي العلوم، والعلوم تمدُّ الأعمال، وشاهدُ ذلك عندك الحديث الشريف: ((مَن عَمِل بِما عَلِم، ورَّثه الله عِلْمَ ما لَم يَعْلم))، قاعدة وُضعت في الشرق، واهتدى للانتفاع بعمومها أهْلُ الغرب، والذين صدرت بِلُغتهم لاهون غافلون، فلا تضيع أوقاتك في التخيُّل والتفكُّر، ولا تجعل حظَّك من حياتك الأمانِيَّ والتشهِّي، ولا تدَعْ للأوهام في ذهْنِك مَجالاً واسعًا، ومكانًا فسيحًا، ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾ [النساء: 123]، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

فعليك بالعلم والعمل، رُضْ بِهما نفْسَك، ورَبِّ عليهما ولدَك، فلقد حَلَّ من لساني عقدةَ الاعتقال والسُّكوت، وأطلق قلَمي من عقال الدَّعَة والسُّكون - استغراقُ بعض إخوتي وإخوتك في النَّوم، وغرَقُ بعضهم في بحار الوهم، وجَهْل المريض منهم بدائه، ويأس العالِم بِمرضه من شفائه، فأنشأْتُ هذه الجريدةَ إجابةً لرغبةِ مَن تنبَّهَت نفوسهم لإصلاح الْخَلل، ومُشايعةً للسَّاعين في مداواة العِلَل، الذين أرشدَتْهم التعاليمُ الدِّينية، وهداهم النَّظر في الآيات الكونية، إلى أنَّ اليأس من رَوْح الله، والقُنوط من رحمته - جلَّ علاه - هو عين الكفر والضَّلال، وآية الخِزْي والنَّكال، فأحَبُّوا أن يَعْملوا لأمَّتِهم، ويقوموا بِخِدمةٍ لِملَّتِهم، فالجريدة تكون وصلةً بينهم وبين الأمة، تبعث بإرشادهم روحَ الهمة في أفرادها، وتُحيي ميت الغيرة من نفوس آحادها، وتُجاري الحُدَاة لدى السير في مناهج الترقِّي، وتنتصب "منارًا" في أَخْرَات الشُّبهات، ومَجاهيل المُشْكلات.

 

وغرَضُها الأوَّل الحثُّ على تربية البنات والبنين، لا الحط في الأمراء والسَّلاطين، والترغيب في تحصيل العلوم والفنون، لا الاعتراض على القُضاة والقانون، وإصلاح كتب العلم وطريقةِ التعليم، والتنشيط على مُجاراة الأمم المتمدِّنة في الأعمال النافعة، وطروق أبواب الكَسْب والاقتصاد، وشرْحُ الدخائلِ التي مازجَتْ عقائد الأُمَّة، والأخلاق الرَّديئة التي أفسدَت الكثيرَ من عوائدِها، والتعاليم الخادعة التي لبست الغيَّ بالرَّشاد، والتأويلات الباطلة التي شبهت الحقَّ بالباطل، حتَّى صار الجبْرُ توحيدًا، وإنكارُ الأسباب إيمانًا، وترْكُ الأعمال المفيدة توكُّلاً، ومعرفةُ الحقائق كُفْرًا وإلحادًا، وإيذاءُ المُخالِف في المذهب دِينًا، والجهْلُ بالفنون والتسليمُ بالخرافات صلاحًا، واختبالُ العقل وسفاهةُ الرَّأي ولايةً وعِرْفانًا، والذلَّةُ والمهانةُ تواضُعًا، والخنوعُ للذُّل والاستبسالُ للضَّيم رِضًا وتسليمًا، والتقليدُ الأعمى لكلِّ مُتقدِّم علمًا وإيقانًا.

 

تشخص هذه الأمراض الرُّوحية وأشباهها، وتوضِّح عِللَها، وتَصِف علاجَها، وتجتهد في تأليفِ القلوب المتنافرة، ووَصْلِ العلائق المتقطِّعة، وجمْعِ الكلمة المتفرِّقة ما استطاعتْ، وتُحاول إقناعَ أرباب النِّحَل المتباينة، والمذاهبِ المختلفة - أنَّ الله تعالى شرع الدِّين للتحابِّ والتوادِّ، والبِرِّ والإحسان، وأنَّ المُعارضة والمناهَضة، والمناصبة والمُواثبة - تُفْضِي إلى خراب الأوطان، وتَقضي على هَدْي الأديان، وتحثُّ على التمسُّك بالدِّين، وتبيِّن أنَّه أساس السعادة، وأن الكفر فسادُ العمران، وتدْرَأ الشُّبَه الواردة على الشريعة الإسلامية، وتَدْحض مزاعم مَن قال: "إنَّها حجابٌ كثيف، وسدٌّ حائل بين الآخِذين بِها وبين المدَنِيَّة الصحيحة"؛ لِجَهلهم بِما انطوتْ عليه من الحِكَم الرائعة، والأحكام العادلة، وتُرْشِد العاملين إلى أن محاولة الطُّفور غُرور، وأنَّ طلب الغاية في البداية جهل وحرمان، وأن مراعاة السُّنن الإلهية، ومُسايرة النواميس الطبيعية - كافية بتوفيق الله تعالى لبلوغ كلِّ مقصد، ونَيْلِ كلِّ مرام.

 

وتنبِّه العُثمانيين على أن الشركات الماليَّةَ هي مصدر العمران، وينبوع العرفان، وأنَّ عليها مدارَ تقدُّمِ أوربا في الفنون والصَّنائع، لا على الْمُلوك والأمراء، فهي التي تنشئ المكاتب والمدارس، وتشيد المعامل والمصانع، وتسيِّر المراكب والبواخر، ونموذج ذلك بين أيديهم، وتحت مواقع أبصارهم، وتنشر مَحاسن اللُّغة العربية بالتحلِّي بفرائدها، واقتناصِ أوابدها، وتَقْييد شواردها، على سبيل التدرُّج في الاستعمال، ولا تأتلي أن تَذْكر ما تُفيد معرفتُه من أخبار السياسة الخارجية، وتثبت ما يهمُّ بيانه من الحوادث المَحلِّية، مع انتقاء الصَّادق والاعتدال، لا تَميل مع ريح حزْبٍ من الأحزاب، ولا تتطرَّف لِجانب تفريطٍ أو إفراط، بِحَسَب ما يصل إليه الاجتهاد.

 

لكنَّها عُثمانيَّة المشرب، حَميديَّة اللَّهجة، تُحامي عن الدَّولة العليَّة بِحَق، وتَخدم مولانا السُّلطان الأعظم بصِدْق، وتتحامى المطاعن الشَّخصية، والأماديحَ الشِّعرية، لكنها لا تَنِي في تقريظ الأعمال العامَّة الموضوع، وتقريض الكتب المؤلَّفة لإفادة الجمهور بالقول الصحيح، والانتقاد الرَّجيح، وتقبل الانتقادَ الأدَبِي من كلِّ أحَد، وتُقابل عليه بالثَّناء والشُّكر، وتُذْعن للحقِّ كيفما طلع بدْرُه، ومن أين انبلج فجْرُه، وتتلقَّف الحكمة من حيث أتت، وتأخذها أينما وُجدت.

 

هذا ما توجَّهَت إليه النفس، واعتزمتْ عليه بعد تصحيح النِّية وإخلاص القلب، ولا أجهل أنَّني حاولتُ أمرًا جليلاً، وحَمَّلت نفسي عبأً ثقيلاً، ينوء بحمله العُصبة أولو القوة، ويُعْوِز إلى تأليف لجنة، أو عقد جمعيَّة، لكنني مع ذلك أعلم أنَّ للحق أنصارًا، وللصالحات أعضادًا، تستمدُّ الجريدةُ من بِحار أفكارهم، وتغتذي بالكَلِم الطيِّب من مَجاني عرفانِهم، وتستقي مدادَ الحكمة من أنابيب أقلامهم.

 

ومن جرَّاء هذا أو ذاك مرَّ عليَّ حينٌ مِن الدهر بعد تصوُّر الموضوع، والعزم على الشُّروع، وأنا بين إقدامٍ وإحجام، ويأسٍ ورجاء، يحرِّكني الباعثان، ويتنازعني العاملان حتَّى أعملتُ الأمل، ورجحت الإقدام على العمل، وما أجدرني بِمَوقف الحيرة بيْن بين!

 

وقد أنذرَنِي بعضُ عظماء هذا القُطْر، بِما صدَّقَه به الابتلاءُ والْخُبْر، من أن الجِدَّ مرغوبٌ عنه، لا مرغوب فيه، وأن السَّواد الأعظم من الأُمَّة قد ثار حابِلُهم على نابلِهم، وهضم مفضولُهم حقوقَ فاضلِهم، فأصبحوا ومطامِحُ أنظارهم انتقادُ الحكومة المحليَّة، ومطارحُ أفكارهم العداوات الشخصيَّة، ولا يديرون ألْحاظهم، أو يعيرون التِفاتَهم لما وراء الغميزة والإزراء، إلاَّ ما كان من نكتة هزليَّة، أو رواية غراميَّة، فإذا رأوا جريدةً تُفنِّد أكثر أقوالهم، وتَنْعي على إسرافهم في أمرهم، وتسجِّل عليهم التقصير في العمل المفيد؛ عمارة بلادهم، بل التشمير للعمل على خرابِ أوطانهم، أو تسليمِها لأيدي الأغيار، من المُهْطعين للاستعمار، يوشك أن يَلْفِظوها لفْظَ النَّوى، ويضربوا بها عُرْضَ الحائط.

 

لكنني وطَّنْتُ النَّفْس على الاقتناع بِمُؤازرة الكرام، ومعاضدة الأخيار، نعَم، إنَّ الكرام قليل، ورجاؤنا أن يكونوا آخذين في النُّمو لما تقتضيه حالةُ العصر، ويزعج الأمة إليه موقفها الحرج، والله المستعان، وعليه التُّكلان، ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3][1].

• • • •

مقدمة الطبعة الثانية للمجلد الأول من المنار


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المبدِئ المعيد، الفعَّال لما يُريد، الذي جعل إرادةَ بعضِ عباده، من أسباب إنفاذ مُراده، فهُم بِقُوَّة الإرادة يَمتازون، وبِحُسن توجيهها للمرادات يتَفاضلون، فلولا الإرادة الإنسانيَّة العجيبة لَمَا أشرقتْ شُموس العلوم والعرفان، ولولاها لَما ظهرت ثَمراتُها العمليَّة في الأكوان، والصَّلاة والسلام على أفضل مُريدٍ ومُراد، وأكمل مُظْهِر للمشيئة الإلهيَّة في العِباد، سيِّد المصلحين، وخاتَمِ النبيِّين والمرسلين، المرسَلِ - وهو الأُمِّي - ليعلِّم الأميين والمتعلمين، والمبعوث وهو العربي إلى جميع العالَمين، صلَّى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وأصحابه المتَّقين، ومَن تبعهم في هدْيِهم إلى يوم الدِّين.

 

أما بعد:

فقد أنشأنا هذا "الْمنار" في العشر الأخير من شهر شوَّال سنة 1315، وبينَّا غرضَنا منه في الصحيفة الأولى من صحُفِه، وهو مسائِلُ كثيرة يَجمعها الإصلاحُ الدِّيني والاجتماعي لأُمَّتِنا الإسلامية هي ومَن يعيش معها، وتتَّصِل مصالِحُه بِمصالحها، وبيان اتِّفاق الإسلام مع العلم والعقل، وموافقته لِمَصالح البشر في كلِّ قُطْر وكل عَصْر، وإبطال ما يُورَد من الشُّبهات عليه، وتفنيد ما يُعْزَى من الْخُرافات إليه، وهو عمَلٌ قد ملأ في عالَمِ الصحافة الشرقيَّةِ فراغًا، وأشرع لطُلاَّب الارتقاء من الأُمَّة منهاجًا، كان "الْمَنارُ" فيه - على رأيهم - سِراجًا وهَّاجًا، ظهر على شدَّة حاجة الأُمَّة إليه، واستعداد هذا القُطْر لظهور مثْلِه فيه، ولكنَّه على هذا وذاك بدأ كالإسلام غريبًا، ومَمْقوتًا من السَّواد الأعظم لا مَحبوبًا، يعشي نوره خفافيش البِدَع والخرافات، الذين ألِفُوا تلك الظُّلمات، حتَّى قال لنا خاتِمَة شيوخنا الأستاذُ الإمام: "إن الحقَّ يظهر في المنار عُريانًا في الغالب، ليس عليه شيءٌ من الحُلْي والحُلل التي تَجذب إليه أنظارَ مَن لم يألفوا الحقَّ لذاته"، وكتب إلينا أوَّلُ شيوخنا الشيخ حسين الجسر في 28 ذي القعدة سنة 1315 ما نصُّه جوابًا عن كتاب: "وصلَنِي كتابُكم الكريم بعد مُضِيِّ أشهر من وصولكم لِمصر معتذرًا عن تأخُّره، فقَبِلتُ العذر ودعوت لكم بالتوفيق، وأعقب وصولَه ظهورُ المنار ساطعًا بأنوار غريبة مرغوبة، إلا أنَّها مؤلَّفة من أشعة قويَّة، كادت تذْهَب بالأبصار...".

 

إلى آخر ما كتبه، وفيه انتقادٌ لبعض المسائل أجَبْناه عنها، مبيِّنين له ما عندنا من الْحُجج عليها، وأنباء بِمُقاومة الحكومة العثمانية للمنار، وكان ذلك كما قال.

 

إنني لم أُنْشِئْ "المنار" ابتغاءَ ثروة أَتَأَثَّلُها، ولا رُتْبة من أمير أو سلطان أتَجمَّل بِها، ولا جاهٍ عند العامَّة أو الخاصَّة أُباهي به الأقران، وأُباري به أعلياء الشَّان، بل لأنَّه فرْضٌ من الفروض، يُرجَى النَّفع من إقامته، وتأْثَم الأُمَّة كلُّها بِتَركه، فلم أكن أبالي بشيءٍ إلاَّ قول الحق، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فكنتُ إنْ أصَبْت هذا بحسب علمي واجتهادي فسِيَّانِ رَضِي الناسُ أم سخطوا، مدَحوا أم ذموا، قبلوا "المنار" أم رفضوا.

 

طبَعْتُ من الصُّحف الأولى ألفًا وخمسمائة نسخةٍ من كلِّ عدد، وأرسلتُ أكثرها إلى مَن عرفْتُ أسماءهم في البلاد المصريَّة والسُّورية، وكذا في غيرها من البلاد (وهو الأقل)، فأعيد إليَّ أكثر ما أرسلتُه إلى المصريين، وما نشبَت الحكومة الحميدةُ أن منعَتْ ما يُرسَل إلى السُّوريين وسائر العثمانيين، ثم جعَلْت عدد المطبوع ألف نسخة، ولكن مرَّت السَّنة وسنتان بعدها، وما كاد المشتركون يَزِيدون على ثلُثِ الألْف إلاَّ قليلاً!

 

ما كان انتقاص عمَلِي منتقصًا شيئًا من أملي، ولا زُهْد الأمة في "المنار" باعثًا على جعله طعامًا للنَّار، ولا لفائِفَ لبضائع التُّجار، كما هي سُنَّة أصحاب الصُّحف في هذه الدِّيار[2]، بل كنت أحرص عليه، حاسبًا أن الناس سيعودون إليه.

 

وكان يَمدُّني في أمَلي هذا ما أسمعه من بعض أهل الرَّأي والعلم بِشُؤون الاجتماع، من القول بأنَّ هذا "المنار" حاجَةٌ من الحاجات الطبيعيَّة للمسلمين في هذا العصر، لا يَستغني عنه بيتٌ مِن البيوت، فإن لم يَفْقهوه هذا اليومَ فسيفقهونه في يومٍ ما، وقد اتَّفق رجلان من غيْر المسلمين في كلمةٍ حدَّدا بها الأجل لذلك اليوم المَجهول، أحدهما إنكليزيٌّ كان يقرأ له "المنارَ" محمود سامي باشا البارودي، والآخر سوري من قُرَّائه، قالا كلمتَهما التي تواردتْ عليها خواطِرُهُما، ولا تعارف بينهما، قالا: "إنَّ الْمسلمين سيَبْحثون عن هذا المنار، ويُعْنَون بإعادة طبْعِه بعد خَمسين سنةً".

 

وإنْ أدري أكانا يَظُنَّان حين قالا كلمتهما أنَّ المسلمين لا يستيقظون لطلب هذا الإصلاح إلاَّ بعد خمسين سنة، أم كانا يعنيان أنَّ المنار لا بد أن يكون قد بطل في هذه المدة بِمَوت صاحبه أو عجْزِه، فيبحث الناس عنه؛ لأنَّهم في الغالب لا يعرفون قيمة الشيء إلاَّ بفقده، ولا يعترفون بقدر العامل إلاَّ من بَعْده.

 

لعلَّ المسلمين خيْرٌ مِمَّا ظنَّا فيهم، ولعل الأجَل الذي ضرَباه أقرَبُ مِمَّا حدَّده رأْيُهما، فها نحن أُولاء قد أعَدْنا طبْعَ مجموعة السَّنة الأولى، ويوشك أن نُعيد طبع الثانية والثالثة أيضًا، فقد قلَّتْ نُسَخهما وغلا ثَمنُهما.

 

كانت السنة الخامسة للمنار (سنة 1320هـ) مبْدأَ رواجِه وسعةِ انتشاره، فمنذ ذلك العهد صار بعضُ طُلاَّب الاشتراك يطلبون مجموعات السِّنين الماضية، كما يَطْلبها بعضُ المشتركين السابقين؛ رغبةً في حفظ "المنار" من أوَّلِه، وضنًّا به أن يضيع شيءٌ منه، حتى إذا قلَّتْ مجموعاتُ السَّنة الأولى رفَعَت الإدارةُ ثَمنَها، حتَّى صارت تُباع المجموعة الكاملة من تلك السنة بِمائتي قرش؛ أيْ: بأربعة أضعاف ثَمنِها الأصلي، وبِيعت المجموعةُ الناقصة بضعة أعداد فأكثر، إلى 12 و13 عددًا، بمائة قرش، ولَما لَم يبقَ عندنا مجموعة معدَّة للبيع إلاَّ وهي ناقصة أكثر من 15 عددًا، وكَثُر الطَّلَب واقتُرِح علينا إعادةُ طبْعِ السَّنة كُلِّها، شرَعْنا في طبعها في النِّصف الأول من سنة 1325، وهي السنة العاشرة، وقد تَمَّ الطَّبع في النصف الأول من هذه السنة، وهي السنة الثانية عشرة.

 

كان "المنار" في السَّنة الأولى من عمره جريدةً أسبوعيَّة ذاتَ ثمانِ صفحات كبيرة، وكُنَّا نَنشر فيه برقيات الأسبوع، وبعضَ الأخبار التي ليست كلها ذاتَ فائدة تُحفظ وتُدَّخر، وإن لم تَخْلُ من فائدة في وقت نَشْرها لبعض القرَّاء.

 

وقد أعدْنا طبعه بشكل المجلَّة التي هي عليه منذ السنة الثانية، ولَم نَحذف منه إلاَّ البرقياتِ وبعضَ الأخبار التي لا فائدة في تدوينها وحِفْظها، وأمَّا الأخبار التي فيها عِبْرة دائمة، أو فائدة تاريخيَّة أو غيْرُ تاريخية فقد أبقيناها، وحذفْنا منه أيضًا نُبَذ رسالةِ "قليلٌ من الحقائق عن تركيا" المترْجَمة عن الإنكليزية؛ لقِلَّة الثِّقة بأخبارها، وسنُدقِّق النَّظر فيها، فإن وجدْنَاها حَرِيَّة بالحفظ والتخليد أثبَتْنا ما حذَفْناه من السنة الأولى في الطبعة الثانية للسنة الثانية، متصلاً ببقيَّتِه فيها، وإلاَّ حذفنا باقِيَها من طبعة السَّنة الثانية أيضًا، ومع هذا جاء المجلد الأول في حجم المجلدات الأخيرة، يُناهز ألف صفحة.

 

طبَعْنا أعداد السَّنة على ترتيب الأصل، فمَن أراد أن يقرأ المقالاتِ المتسلسلةَ في موضوعٍ واحد، كالمقالات التي عُنوانها: ﴿ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ ﴾ [الأحزاب: 67] متَّصِلةً، فالفهرس يَجمعُ له متفرِّقَها بسهولة.

 

وقد أشَرْنا إلى أوائل الأعداد في الْهامش عند المقالات الافتتاحيَّة، وفي أعلى الصفحات كما هو ظاهر.

 

"المنار" في سنته الأولى، و"المنار" في سِنِيه الأخيرة شَرَعٌ[3]، ولو جاز لي أن أضرب له مثلاً شرودًا يُشْعِر بالمدح، لقلتُ:

وَالشَّمْسُ رَأْدَ الضُّحَى كَالشَّمْسِ فِي الطَّفَلِ

 

نعَم، لا فصْلَ بين أوَّلِه وآخرِه في موضوعه وغايته ومسائله، ولكنَّا كُنا نُكْثر في السَّنة الأولى من الخطابيَّات؛ لتنبيه الأذهان، وإعدادها لِما هو آتٍ، ونَكتفي في أكثر المسائل بالإجمال؛ لتتهيَّأ النُّفوس لطلب التَّفصيل، وقلَّما جرَيْنا فيها على شيءٍ، ثُم تَبيَّنَ لنا خَطَؤُنا فيه، إلاَّ ما أشَرْنا إليه في هوامش هذه الطَّبعة، وأكثره في المسائل السياسيَّة، المتعلِّقة بِحال الدَّولة العليَّة، ومن البديهي أننا ازددنا علمًا وخُبْرًا في جميع المسائل بطُول البحث والتَّمحيص، والوقوف على آراء الناس وأحوالهم.

 

قد اقتبسنا أسلوبَ الإجمال قبل التَّفصيل، وقرْعَ الأذهان بالْخِطابيَّات الصادعة من القُرآن الحكيم؛ فإنَّ أكثر السُّور المكِّية - لا سيَّما المُنَزلة في أوائل البَعْثة - قَوارِعُ تَصُخُّ الْجَنان، وتَصْدع الوِجْدان، وتُفْزع القلوب إلى استشعار الخوف، وتَدُعُّ العقول إلى إطالة الفِكْر في الْخَطْبين: الغائب والعتيد، والْخَطرين: القريب والبعيد، وهما: عذاب الدُّنيا بالإبادة والاستئصال، أو الفَتْح الذَّاهب بالاستقلال، وعذاب الآخرة وهو أشَدُّ وأقوى، وأنكى وأخْزى، بكلٍّ من هذا وذاك أَنذرَت السُّور المكِّية أولئك المخاطَبين إذا أصَرُّوا على شِرْكهم، ولَم يرجعوا بدعوة الإسلام عن ضلالِهم وإفْكهم، ويأخذوا بتلك الأصول المُجْملة، التي هي الحنيفيَّة السَّمحة السَّهلة، وليست بالشَّيء الذي ينكره العقل، أو يَسْتثقله الطَّبع، وإنَّما ذلك تقليد الآباء والأجداد، يَصْرف الناس عن سبيل الْهُدى والرَّشاد.

 

راجِع تلك السُّوَر العزيزة، لا سيَّما قصار الْمُفصَّل منها:

﴿ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ ﴾ [الحاقة: 1 - 2]، و﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1 - 2]، و﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ [الواقعة: 1]، و﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1]، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1] و﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ [الزلزلة: 1]، و﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات: 1]، و﴿ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا ﴾ [المرسلات: 1]، و﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ [النازعات: 1].

 

تلك السُّوَر التي كانت بنذرها، وفَهْم القوم لبلاغتها وعِبَرِها، تفزعهم من سَماع القرآن، حتَّى يَفِرُّوا من الدَّاعي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مكانٍ إلى مكان ﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 50، 51]، ﴿ أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [هود: 5].

 

ثم ارجع إلى السُّور المكية الطوال، فلا تَجِدها تَخرج في الأوامر والنواهي عن حدِّ الإجمال، كقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]... إلى 37 منها، وقوله بعد إباحة الزِّينة وإنكارِ تحريمها وتحريم الطيبات من الرِّزق: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].

 

تدبَّر هذا، ثم أَجِلْ طرْفَك في فاتحة "المنار" الأولى، وفي أكثرِ المقالات الافتتاحيَّة[4] تَجِدْها زواجِرَ منبِّهة، وبيِّنات في الإصلاح مُجمَلة، ترشد المسلمين إلى النَّظر في سوء حالهم، وتُنذرهم الخطر المهدِّد لَهم في استقبالِهم، وتُذكِّرهم بما فقدوا من سيادة الدُّنيا وهداية الدِّين، وما أضاعوا من مَجد آبائهم الأوَّلين، وتُزعجهم إلى استرداد ما فقَدوا، وإيجاد ما لم يَجِدوا، بطريق الإجمال، في أكثر الأقوال، وما جاء في سائر السِّنين فهو من قبيل التفصيل، أو إقامة البُرهان والدليل، على تلك الدَّعوة الإجماليَّة، والمقالات الافتتاحيَّة، وترى بِهذا كلِّه اقتباسَ "المنار" لِهَدْي الكتاب العزيز، واتِّباعَه لسُنَّتِه في الترتيب كاتِّباعه له في المسائل والأحكام، والحمد لله على ذلك.

 

كان لتلك المقالات الخِطابيَّة الاجتماعيَّةِ والفلسفيَّة تأثيرٌ عظيم في نُفوس القارئين؛ فمِن مُبالِغٍ في الاستحسان، كأن يُطالب بعد الإقلال منها أن نَعود إليها[5]، ومن مُبالغ في الاستهجان يقول: قد بَيَّنَ عيوبَنا وجهْلَنا للأجانب، ويكتبون إلينا أن نترك مثْلَها[6]، ولكن لم يكن يُسْكِت عن الجمهور غضبَه علينا، ويقلُّ خوضَه فينا، حتَّى رأينا كثيرًا من كُتَّاب المسلمين وخطبائهم قد تلَوْا تلْوَنا، واحتذَوْا في انتقاد حال المسلمين حذْوَنا، حتَّى صار ذلك في الجرائد مألوفًا، وأصبح مُنكَرُه عند الأكثرين معروفًا، ولكن معظم كلامهم في الدَّاء من غير بيانٍ للعلاج والدَّواء.

 

أمَّا "المنار" فكان يَصِف العلاج لأمراض الأُمَّة بالإجمال، ثُمَّ بالتَّفصيل والاستدلال، والغرَضُ مِن كلِّ ذلك إعدادُ النُّفوس للعمل العظيم، الذي نَرجو أن يكون قد قَرُب زمانه، ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4 - 5].

 

هذا ما أردتُ بيانه في مقدِّمة الطبعة الثانية للسَّنة الأولى، والله الموفِّق، وهُو المستعان.

 

وكُتب في رمضان سنة 1327

مُنْشِئ "المنار"

محمد رشيد رضا الحسيني[7]


[1] مجلة المنار - المجلد [1]، الجزء [1]، ص 9، شوال 1315 - فبراير 1898.

[2] يبيع أصحابُ الصُّحف ما زاد عن حاجة الْمُشتركين والمبتاعين من صحفهم إلى التُّجار وأصحاب الأفران!

[3] أيْ: سَواءٌ.

[4] راجِع: مقالاتِ "القول الفصل" ص 31، و"صيحة حق" ص 217، و"المدارس الوطنيَّة" 256، و"إلى أيِّ تربية وتعليم نَحن أحوج" 278، و"الجيوش الغربية المعنوية في الفتوحات الشرقية" 299، و"العلم والحرب" 341، و"السُّلطتان الروحية والسياسية" 404، و"المقالات المفتتحة بالآيات" في ص 585 و606 وما يتبعها، ومقالات الإصلاح الدِّيني والسياسي، وغيْرَ ذلك... إلخ.

[5] مِن أعظم هؤلاء قدرًا: السيد مهدي خان محسن الملك نواب بهادر، وناظم مدرسة العلوم في عليكده بالهند - رحمه الله.

[6] من أشهر هؤلاء الشيخ أبو الهدى الصيادي، والشيخ حسين الجسر - رحمه الله.

[7] مجلة المنار - المجلد [‌1]، الجزء [‌1]، ص 1، شوال 1315 - فبراير 1898.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مجلة المنار
  • مجلة المنار "السنة الأولى"
  • مجلة المنار "السنة الثانية"
  • مجلة المنار "السنة الثالثة"
  • مجلة المنار "السنة الرابعة"
  • مجلة المنار "السنة الخامسة"
  • مجلة المنار "السنة السادسة"
  • مجلة المنار "السنة السابعة"
  • مجلة المنار "السنة الثامنة"
  • مجلة المنار "السنة التاسعة"
  • مجلة المنار "السنة العاشرة"
  • حول منهج مجلة المنار
  • مجلة المنار "السنة الحادية عشرة"
  • مجلة المنار "السنة الثانية عشرة"
  • مجلة المنار "السنة الثالثة عشرة"
  • مجلة المنار "السنة الرابعة عشرة"

مختارات من الشبكة

  • تنبيهات هامة حول سورة الفاتحة وسبب نزولها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسماء سورة الفاتحة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أسرار الفاتحة (1) اعرف ربك من خلال سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تيسير الإعراب لآي الكتاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مع سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام السورة التي بعد الفاتحة في الصلاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الفاتحة وتقرير الإيمان بالقدر (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يجب على من لم يعرف الفاتحة أن يتعلمها؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • قراءة الفاتحة وأحكامها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب